القائمة الرئيسية

الصفحات

روايه قدري انت جنون الحب بقلم الكاتبه سوسو احمد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول

 روايه قدري انت جنون الحب بقلم الكاتبه سوسو احمد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 


الفصل الأول بداية المطر

.وبداية القدر حين يتقابل قلوب لم تدرك ما ينتظرها فتْصبح علي حافه ابواب القدر فيرسم له القدر طريقا واقدرنا وخطوط لطريق مقدرا ليصتدم كلا منهم بالاخر قدرا غير مرتبا وتشتبك القلوب بحافه العشق بين مجنونه وعاشق  متجابر 


في ليلة من ليالي يناير الباردة، كانت المطره نازله بخفة كأنها بتغسل هموم الدنيا بهدوء. قطرات المطر كانت بتخبط على البلكونة الصغيرة لشقة بطلتنا مريم أحمد المالكي، طالبة في كلية الهندسة، فتاة رقيقة ملامحها هادية بس جواها بركان مشاعر.


كانت واقفة قدام البلكونة، لابسة البيچاما القطن وبطانية ملفوفة حوالين كتفها، شعرها مبلول من بخار الشاي اللي كانت بتحضّره، وعينيها سرحانة في نقطة بعيدة في السما، كأنها بتدور على إجابة لسؤال عمره ما اتسأل.


قامت بخفة، دخلت المطبخ وعملت لنفسها كوباية نسكافيه، وهي بتقلب فيه كانت بتحس بسكون غريب جواها، إحساس كأن في حاجة هتحصل… حاجة هتغير مجرى حياتها.



مع أول خيوط الفجر، زقزقة العصافير بدأت تغني سيمفونية الشتاء، والجو كان فيه برودة صعبة تخش في العظم، لكن قلب مريم كان دافي رغم كل شيء. وقفت قدام المراية، بتسرّح شعرها الطويل وبتفكر في يومها الطويل اللي جاي في الكلية.


لكنها ماكنتش تعرف إن اليوم ده… مش زي أي يوم.


---


في نفس اللحظة، في فيلا فخمة في التجمع، كان راكان محمود السيوفي، شاب طويل، وسيم، ملامحه حادة زي السيف، وعينيه لونهم بني غامق كأنهم بيخبوا وراهم قصة طويلة. راكان كان ابن أكبر رجل أعمال في مجال العقارات، لكنه مكنش مهتم بالشهرة ولا الفلوس، هو كان شايف حياته كلها شغل ومهام وماضي مؤلم بيطارده.


صحى راكان من النوم، وهو متضايق كأن حلم مزعج صحّاه… فتح الشباك ووقف يبص على الشارع المبلول من المطر، وهمس بصوت واطي:


"يوم جديد… بس الإحساس لسه تقيل."


---


في الكلية، كانت مريم قاعدة في المدرج، بتسمع المحاضرة وهي شاردة… فجأة دخل شاب جديد القاعة، طويل وعريض الكتفين، لابس بدلة رسمية غريبة على جو الطلبة.


همسوا الطلبة لبعض:


– "ده مين؟"


– "بيقولوا جاي يتكلم عن تدريب عملي خاص."


– "باين عليه حد مهم."


وكان هو… راكان السيوفي.


أول ما عينه وقعت على مريم، حس بحاجة غريبة… كأن الزمن وقف لحظة، كأن عينيها شافته قبل كده… أو لسه هتشوفه تاني في مشهد أهم.


أما هي، فوقفت وسط الطلبة، قلبها دق بسرعة، ومش عارفة ليه حست إن اليوم ده مش عادي، وإن الراجل ده مش مجرد زائر.


كان أول لقاء… بداية لقدر مكتوب.


تكملة الفصل الأول – قدر بيرتّب خطواته في الخفاء...


وقف راكان على المنصة قدّام الطلبة، مسك المايك وهو بيبص بنظرة جامدة، ملامحه ماسكة نفسها، بس عيونه كانت بتلف في القاعة لحد ما وقفت تاني على مريم… وكأن فيه سؤال اتزرع جواه من أول لحظة شافها.


قال بنبرة رسمية:


– "أنا راكان السيوفي، المدير التنفيذي لشركة السيوفي جروب. جاي النهاردة أتكلم عن برنامج التدريب الجديد اللي هتبدأه الشركة لطلبة الهندسة… البرنامج ده فرصة للي عايز يثبت نفسه ويبدأ أول خطوة حقيقية في حياته المهنية."


رغم الجدية اللي في صوته، كانت نبرته هادية، واثقة، ومسيطرة.


مريم كانت بتكتب ملاحظات زي بقية الطلبة، بس عقلها مش معاها. كل تركيزها كان على نظراته، على طريقته في الكلام… فيه حاجة فيه كانت مختلفة، مزيج غريب بين القوة والضعف، بين الغرور والألم.


في آخر اللقاء، طلبوا من الطلبة تقديم السيرة الذاتية لأي حد مهتم بالانضمام للتدريب. ولسبب مش مفهوم، كانت أول واحدة ترفع إيدها وتسأل:


– "حضرتك، ينفع نقدم السيرة مباشرة ليك؟ ولا في إيميل معين؟"


بصلها راكان لثانية أطول من اللازم…


– "قدّميها لي أنا شخصيًا."


همسات سريعة طلعت من الطلبة، وكلهم بصوا على مريم، وهي كتمت خجلها بابتسامة خفيفة، ومش عارفة تفسّر رد فعله، بس قلبها قالها: في حاجة... ورا الكلام ده.


---


رجعت مريم البيت، وقعدت تراجع السيرة الذاتية بتاعتها، وهي بتحاول تفتكر كل تفاصيل لقائها مع راكان، وكل كلمة قالها. بس اللي معرفتش تهرب منه كان الإحساس الغريب اللي زحف لقلبها أول ما شافته… كان في ملامحه حاجة شافتها في حلم… أو يمكن كان مجرد صدى لقدَر بيبدأ يترتب بهدوء.


---


وفي نفس الوقت، كان راكان راجع لبيته، دخل على بنته الصغيرة ليان، اللي كانت نايمة جنب والدته. وقف يبصلها من بعيد، ودايمًا بيحاول يقنع نفسه إنها السبب في وجعه… بس الحقيقة إنه عمره ما قدر يكرهها فعلاً، كل اللي فيه إن قلبه مكسور… وأي حاجه تفكره بسلوى بتوجعه أكتر.


سأل والدته بصوت واطي: – "ماما… انتي شايفة فعلاً إن لازم أجيب مربية جديدة؟"


ردت عليه بهدوء: – "البنت كبرت يا راكان… ومش قادره أتابعها زي زمان. وبعدين انت محتاج حد يهتم بيها، مش مجرد بيبي سيتر، حد يطبطب على وجعها اللي من غير ذنب... زيك بالظبط."


ما ردش… بس ساب السؤال يتنقّل في عقله… يمكن البنت دي – مريم – مش بس هتكون مناسبة للوظيفة، يمكن كمان… يكون ليها دور في شفاءه هو.


---


وما بين قلبين بيحاولوا يهربوا من الماضي، كانت البداية قدامهم… بداية مكتوبة، مرسومة من القدر، ومستنية لحظة واحدة بس… 


روايه: قدري انت 

جنون الحب♥


الكاتبه سوسو احمد 


الفصل الثاني


"العين اللي شافت الغريب.. والقلب اللي ابتدى يدق"اول مادقات القلوب ولمعه العيون لكن العقل رافض الاستسلام والعشق رافضين يسلموا عقلهم لقلبهم هل الحب هينتصر ام للقدر رايا اخر


القاهرة – وسط البلد – شارع قصر النيل


الساعة كانت داخلة على خمسة العصر، والجو كان شتوي بهدوءه المعتاد، بس الزحمة كات موجودة كعادتها، وصوت الباعة المتجولين والمكوجي اللي بينادي على زباينه، كان عامل سيمفونية فوضوية لكن مألوفة.


مريم نزلت من الميكروباص بخطى سريعة، كانت ماسكة شنطتها بإيدها اليمين، وبتعدل الطرحة اللي طارت حبتين من الهوا البارد اللي ضرب في وشها أول ما رجليها لمست الرصيف.


كانت رايحة تقابل صاحبتها "أمنية" في كافيه صغير على ناصية الشارع، عشان يحكوا شوية بعد الشغل.


أول ما دخلت الكافيه، عينيها وقعت عليه...


راكان محمود السيوفي.


كان قاعد على ترابيزة لوحده، لابس جاكيت جلد أسود، وبينفخ في كوب القهوة اللي قدامه وكأنه في عالم تاني. شكله غريب، وهدوءه شدّها، بس بسرعة بصّت بعيد، وقالت لنفسها:


ـ "مالك يا مريم؟ إنتي بتبصي ليه؟!"


لكن رغم ده، قلبها دق دقة خفيفة مش مفهومة.


أمنية دخلت بعدها بلحظات، حضنوا بعض وقعدوا. مريم حاولت تركز مع صاحبتها في الكلام، بس عقلها كان رايح ناحيته كل شوية.


وفي لحظة، حصل اللي ماكنتش متوقعاه...


راكان قام وراح يحاسب، وبعدها خرج، لكن وهو ماشي، بصّ ناحيتهم… ولثواني، عينيه جات في عنيها.


نظرة سريعة… لكنها كهربتها.


بعدها بكام يوم، في نفس الكافيه، مريم كانت قاعدة لوحدها بتراجع شغلها على اللابتوب، وفجأة سمعت صوت رجولي هادي:


ـ "ممكن أقعد هنا؟ الكافيه زحمة وكل الترابيزات مليانة."


رفعت عينيها… وكان هو.


صُدمت، بس حاولت تحافظ على برودها، وقالت:


ـ "آه طبعًا، اتفضل."


قعد، وبعد دقايق من الصمت، هو اللي بدأ:


ـ "أنا اسمي راكان… راكان السيوفي. وإنتي؟"


ـ "مريم… مريم المالكي."


ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال:


ـ "اسمك جميل."


البداية كانت بسيطة… لكن القلب بدأ يتحرك.


وهي نفسها ما كانتش فاهمة ليه كلامه خلّى قلبها يترعش.


من اللحظة دي، اتكررت اللقاءات، وكل مرة، بيكون فيها حاجه جديدة، نظرة، جملة، أو حتى سكوت… لكن كله كان بيحكي عن بداية حكاية كبيرة جاية.


ومريم، اللي كانت شايفة إن الحب ملوش مكان في حياتها، بدأت تحس إن فيه أبواب بتتفتح جواها… أبواب كانت قافلاها من زمان.


بس السؤال الحقيقي:


هل راكان ده راجل عادي؟


ولا وراه سر كبير… ممكن يغيّر كل حاجة؟


"صدفة مش بريئة"


مرت أيام قليلة بعد مقابلة راكان لمريم في معرض الجامعة، لكنه ماقدرش يخرج ملامحها من دماغه… كانت مختلفة، فيها حاجة غريبة مش شبه أي بنت قابلها قبل كده، وده زاد فضوله أكتر من أي وقت. مش بس علشان جمالها الهادي، ولا نظرتها اللي فيها حيرة، لكن علشان إحساسه إنها بتخبي وجع كبير ورا الهدوء ده.


في يوم، وهو داخل مكتبة الجامعة ياخد كتاب مهم، لمحها قاعدة لوحدها على ترابيزة جنب الشباك، وحوالينها كشكول مفتوح، وإيدها بتكتب، بس ملامحها كانت متكورة شوية كأنها بتحاول تدفي نفسها من برد داخلي مش من الجو بس.


قرب منها بهدوء، وحاول يخلي صوته عادي وهو بيقول:


– "واضح إنك بتحبي العزلة، ولا ده مكانك المفضل؟"


رفعت عينيها ليه، واستغربت وجوده، بس ردت بلطف:


– "هو الهدوء أوقات بيكون أحن من الزحمة."


– "وأنا كنت فاكر إن الزحمة هي اللي بتدفّي."


– "أوقات بتخنق."


ضحك راكان وهو بيقعد قدامها بدون استئذان، وسألها:


– "أنا راكان... إنتِ مريم، صح؟ طالبة أدب إنجليزي؟"


هزت راسها بالإيجاب وقالت بحذر:


– "أيوه… منين عرفت؟"


– "شفتك في المعرض… وكمان صاحبي في قسمك بيقول إنك دايمًا متفوقة."


ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت:


– "أنا بس بحب المذاكرة…"


سكت لحظة، وبعدين قال بنبرة أهدى:


– "مش دايمًا اللي بيذاكر بيحب المذاكرة… أوقات بنهرب بيها من حاجات تانية."


سكتت، وحاولت تغير الموضوع، لكنها كانت لأول مرة تحس إن في حد فاهم اللي جوّاها، أو على الأقل بيحاول يوصله.


من اليوم ده، بدأت علاقة غريبة تنسج خيوطها بينهم، مش صداقة واضحة، ولا اهتمام صريح، لكن نظراته بقت تسبق كلامه، وهي بدأت تنتظره من غير ما تعترف لنفسها بده.


---


في يوم تاني، كان في محاضرة مشتركة بين قسمها وقسمه، وكانوا الاتنين قاعدين قريب. المحاضر سأل سؤال، ومريم جاوبت إجابة أبهرت الكل، لكن راكان ما ركزش في الإجابة، ركز في عيونها وهي بتتكلم بثقة… البنت دي وراها قصة.


بعد المحاضرة، خرجوا الاتنين في نفس التوقيت، وراحوا يتمشوا على الممشى الجانبي للجامعة. الجو كان بارد، بس الشمس موجودة، وراكان قال:


– "كل مرة بتكلمي فيها بحس إنك مش مجرد طالبة، فيكي نضج كبير، كأنك عشتي عمر مش طبيعي."


وقفت لحظة، وبصّت ليه وقالت بنبرة فيها مرارة:


– "أوقات بنكبر غصب… مش دايمًا بيكون بمزاجنا يا راكان."


قال بهدوء:


– "أنا مش هسأل، بس لو في يوم حبيتي تحكي، هكون سامعك."


---


من بعدها بدأت مريم تحس براحة نادرة في وجوده، وبدأت تكشف له أجزاء صغيرة من ماضيها… إنها عايشة مع خالها من سنين بعد وفاة والديها في حادث، وإن علاقتها بخالها سطحية جدًا، وإنها بتحس طول الوقت إنها ضيفة مش بنت بيت.


ورغم إنها بتحاول تبان قوية ومستقلة، إلا إن جواها في وجع كبير مخبّياه عن الكل… لكن راكان حسه، وقرر يقرب أكتر، مش علشان يعرف، لكن علشان يطمنها إنه موجود.


وفي يوم، كان ماشي جنبها، وقال لها جملة بسيطة بس كسرت حاجز كبير:


– "أنا مش زي أي حد، ومش ناوي أكون شخص عابر في حياتك."


ساعتها، قلبها خفق بسرعة، لكنها ما ردتش، ومشيت وهي بتحاول تهرب من المشاعر اللي بدأت تتسلل ليها من غير إذن.


بس القدر كان راسم ليهم سيناريو مختلف… أقرب، أعمق، وأصعب. انتظروني الفصل الثالث  باتري ايه اللي مخبيه القدر لابطلنا مريم  وراكان 


حنون الحب ♥


روايه: قدري انت

الكاتبه سوسو احمد 


جنون الحب❤ 


📖 الفصل الثالث: "اللقاء جديد  وارتباك قلبين"حين يتعامل القلب والعقل مع بعض ويتفقوا علي رايا واحد فحينها يستسلم كلهما 


استيقظت مريم في صباح اليوم التالي على صوت أمها وهي بتنده عليها من المطبخ


– "يا مريومة قومي يا حبيبتي، الفطار جاهز والساعة بقت تمانية!"


فتحت مريم عنيها على مهل، وحست بلسعة البرد اللي كانت بتلسع أطرافها، البطانية تقيلة لكنها ماكفّتش، وده طبيعي، لأن شتا يناير في القاهرة بيكون ساعات قارص. قامت من سريرها وهي متكورة جواه، لبست روَب بيتها الكشمير، واتجهت للمطبخ وهي بتفرك عينيها، شعرها البني الطويل متناثر على كتفها.


دخلت المطبخ، وشافت أمها قاعدة بتفرد عيش سخن، والجبنة القريش والبيض البلدي على الترابيزة، ومعاهم كوبايتين شاي بحليب.


– "صباح الخير يا حبيبتي."


– "صباح النور يا ماما، ريحة الأكل انا ميته من الجوع وانتي جوعتيني اكتر ايه الريحه الجميله اللي تفتح النفس دي تسلم ايدك ياست الكل  "


الام : تسلمي من كل شر ياحبيت امك


ضحكت الأم وقالت:


– "إنتي لازم تاكلي كويس، النهاردة أول يوم تدريب في الشركة الجديدة، مش عايزاكي تروحي على معدة فاضية."


هزت مريم راسها بابتسامة خجولة، وقعدت تاكل وهي بتفكر في يومها اللي جاي.


كانت الشركة دي فرصة كبيرة، واحدة من أكبر شركات المقاولات في مصر، وتدريبها هناك مش سهل، لكن والدها الله يرحمه كان دايمًا مؤمن بيها، ووصّى صاحبه قبل ما يتوفى إنه يساعدها تدخل المجال ده. مريم كانت شايلة الوصية دي على كتفها، حاسة إنها مش بس داخلة تتعلم… دي داخلة تثبت وجودها.


خلصت فطارها، وجهزت نفسها. لبست قميص أبيض بسيط وجاكيت رمادي، وبنطلون أسود أنيق. لمت شعرها في كعكة بسيطة، وحطت كحل خفيف يبرز جمال عيونها الواسعة، اللي لونهم بني غامق فيه لمعة شجن


ركبت مريم الميكروباص من أول شارع بيتهم، الجو برد، وزجاج العربية مغطى بطبقة خفيفة من البخار. شالت جزء صغير بإيدها علشان تبص على الشارع، وفضلت ساكتة طول الطريق. ودانها فيها سماعة واحدة، وبتسمع أغنية هادية من على موبايلها، لكن عقلها مشغول. قلبها بيدق بسرعة مش طبيعية، يمكن من التوتر، يمكن من الفضول… ويمكن من إحساس غريب جوّاها بيقول إن اليوم ده هيكون مختلف.


وصلت الشركة بعد نص ساعة.


السيوفي جروب… برج ضخم من الزجاج والحديد، يشبه المرايا، يعكس سماء القاهرة الرمادية، ويخطف العين من أول نظرة. البوّاب فتح لها الباب بابتسامة، وسألها:


– "حضرتك جاية لمين؟"


– "أنا مريم المالكي، جايه أول يوم تدريب في قسم التصميم الهندسي."


– "اتفضلي، الطابق التامن… هيلاقوكي في الاستقبال."


دخلت المصعد، وإيدها بتترعش بسيط. قربت من المراية الصغيرة اللي جوّه المصعد، رتّبت طرحتها اللي لبستها بسرعة، وشدت جاكيتها على جسمها، ونفَست نفس طويل علشان تهدي نفسها.


"كلها خطوة… وكل شيء هيبدأ."


وصلت. دخلت الاستقبال، رحب بيها موظف مبتسم، وطلب منها تنتظر شوية علشان المدير التنفيذي عايز يتعرف على المتدربين الجدد.


ماكانتش تعرف إن المدير التنفيذي… هو راكان السيوفي بنفسه.


بعد عشر دقايق، جت السكرتيرة تناديها: – "آنسة مريم؟ تفضلي، أستاذ راكان مستني حضرتك."


دخلت المكتب بخطى ثابتة، رغم إن قلبها مش ثابت خالص.


المكتب كبير، عصري، والهدوء فيه له هيبة. على الكرسي الجلدي الفخم قاعد راكان، بهيبته المعتادة، لابس بدلة سوده، وكرافت بسيطة، لكن نظرته مش بسيطة. كان ماسك ملف السيرة الذاتية بتاعها، وعينيه بتتأمل فيه… ولما رفع عينه وبص فيها، لحظة صمت حصلت.


عيونه في عيونها.


اتشدت.


هو كمان حس بحاجة… مش مفهومة.


قال بصوته الرجولي الهادئ: – "إنتي مريم أحمد المالكي؟"


هزت راسها: – "أيوه يا فندم."


– "مقدّمة تدريب في قسم التصميم؟"


– "أيوه، خريجة دفعة السنة اللي فاتت، تقديري جيد جدًا مرتفع، وعندي شغل تصميمات مستقل كفريلانسر."


سكت لحظة، وقلب الملف تاني، وقال وهو بيرفع حاجبه: – "شفت شغلك… عندك حس فني واضح. ده نادر."


– "شكرًا لحضرتك."


– "هتبدأي من بكره. وهتبقي تحت إشراف المهندس حسام، وهو هيكون مسؤول عن تدريبك. لكن… في شرط بسيط."


نظرت له مريم باستغراب: – "شرط؟"


– "آه. التدريب هنا مش مجرد رسمي… إحنا نراقب الكفاءة كويس، وأي تأخير أو تهاون هيمشي فورًا. أنا واضح وصريح."


ابتسمت وقالت بثقة: – "أنا بشتغل بجد… وهثبت لحضرتك ده."


بص لها راكان نظرة طويلة، وقال بصوت خافت وهو بيقلب الملف من تاني: – "أنا واثق إنك مختلفة."


---


خرجت مريم من المكتب، وقلبها بيرقص جوّاها. ماكانتش فاهمة الإحساس اللي شدّها ناحيته، ولا نظرة عينه اللي كان فيها شيء مابين الغموض والفضول… لكن اللي كانت واثقة منه، إن حياتها من اللحظة دي، مش هتفضل زي ما هي.


أما راكان، فقعد بعدها دقايق طويلة ساكت… سرحان في وشها، في ردودها، وفي هدوءها. كان فيه شبه من حد قديم… لكنه ماكانش قادر يفتكر مين. أو يمكن… مريم بتفتح جواه صفحة جديدة، عمره ما توقع إنه يفتحها.


---


نهاية الفصل الثالث. وبداية اقتراب القلوب وانفجار في المشاعر  حين يستسلم العقل بارهاق للقلب تصمت تتبادل النظرات تتصادم النطرات  


وتشتعل نيران القلب بلهيب الحب 



روايه: قدري انت 

جنون الحب ❤


بقلم الكاتبه سوسو احمد 

الفصل الرابع:


"عينه بتفضح قلبه.. ونظرتها مش ساكتة"هدواءه كاد يسبق عاصفه قلبه ويحترق بنيران عشقه هذا مافعله الحب بهم  الملك البرئ والوحش الشرس


اليوم التالي 


المكان: كلية الهندسة – جامعة القاهرة


بدأ اليوم الجامعي الجديد بعد ويك إند طويل، وكانت مريم راجعة الكلية بطاقة جديدة، وهدوم شتوية خفيفة وشيك زي طبعها، شال صوف رمادي نازل على كتفها وبلوزة بيضاء ناعمة تحت جاكيت جلد خفيف. شعرها ملموم في ديل حصان ناعم، وعينيها فيها شقاوة خفيفة رغم البرودة اللي كانت لازقة في الهوا.


دخلت الكلية، وخطواتها كانت سريعة وواثقة، لكن قلبها كان لسه مش مرتاح. مش قادرة تنسى نظرة راكان في آخر مرة شافته فيها، كانت نظرة مش عادية... فيها كلام كتير ما اتقالش، وفيها حزن وغموض و... حاجة تانية مش مفهومة.


وصلت المدرج، لقت صحابها قاعدين، ونيرة بتنده عليها بصوت عالي:


– "يا بنتي تعالي هنا، نيرة كانت هتتجمد لوحدها!"

ضحكت مريم وهي بتقعد جنبها:

– "والله الطريق كان زحمة، وبعدين ركبت ميكروباص وماشي بسرعة السلحفاة."


ضحكوا البنات، وفجأة... سكتت مريم لما شافت حد دخل المدرج.


راكان.


آه، هو! داخل بخطواته الواثقة، لابس بالطو كحلي طويل، وسكارف لونه بيج على رقبته، وحاطط سماعة في ودنه، بس عينه مشغولة بحاجة تانية.


مشغولة بيها.


عيونه راحت على مريم لحظة ما دخل، ولسانه نسى الكلام اللي كان هيقوله لصاحبه جنبه. هو ما اتكلمش، بس عينه قالت كل حاجة.

هي كمان، لمحت نظرته، بس حاولت تبص في اتجاه تاني. لأ، مش لازم تبين له إنه مأثر فيها. كفاية اللي حصل.


بعد المحاضرة، خرجت بسرعة، بس الحظ ما كانش في صفها. كانت داخلة المكتبة بسرعة، وفجأة خبطت فيه.


خبطت في راكان.


اتجمدت اللحظة، وهي بتبص في عينيه، وساعتها حسّت إن كل الدنيا سكتت، ما بقاش في صوت غير صوت قلبها اللي بيخبط بسرعة.


هو بصّ لها وقال بصوت هادي:

– "مريم، استني."

هي بصت له وسألته بجفا:

– "نعم؟"

– "أنا... أنا مش جاي أضايقك، بس... محتاج أكلمك."

– "عن إيه؟"

– "عن كل حاجة. عن اللي حصل، وعن اللي ما حصلش."


سكتت. بس عنيها ما كانتش ساكتة. شايلة وجع، وعتاب، وكسرة ما تعالجهاش أي كلمة


هل يصمد راكان امام حبه له ويكتم مشاعره ام سوف ينفجر بالاعتراف المخابئ بداخله امام الجميع ويعترف بم في قلبه تجاهها  اسرار وخفايا بين راكان ومريم ستكشف في الفصول القادمه انتظروني في الفصل الخامس         

اللي ماتقالش وجع محتاج يتسمع💔😭 

            جنون الحب ❤


روايه: قدري انت 

#روايه_قدري_انت

 #جنون_الجب

 

#بقلم:الكاتبه سوسو احمد 


الفصل الخامس:


"اللي ما اتقالش... وجع محتاج يسمع" نبضات القلوب المشتعله بنيران عشق متكبر وضعف انثي كسرها الحب


سكتت مريم، بس نظرتها كانت بتصرخ.

وجع متخزن سنين، مش من راكان بس  من كل حاجة. من الوحدة، من الضغط، من الأحلام اللي كانت بتتبني واتهدّت، ومن نظرات الناس اللي مش فاهمينها.


راكان كان واقف قدامها، سايب المسافة دي بينهم، بس المسافة الحقيقية كانت جواه. المسافة بين خوفه، وبين احتياجه ليها.


قالها بصوت مبحوح: – "أنا غلطان... بس مش زي ما إنتِ فاكرة. أنا بعدت، لأني كنت خايف أقرّب وأأذيكي... خايف أحبك وأفقدك، زي ما فقدت كل حاجة حبيتها."


بصّت له، وعينيها دمعت غصب عنها: – "بس بعدك وجعني أكتر من أي حاجة. لما سيبتني من غير كلمة، حسيّت إني تسرّبت من جواك، وكأننا ما كنّاش."


– "مريم، إنتِ عمرك ما كنتِ حاجة عادية... إنتِ بقيتِ في حتة جوايا حتى أنا ماعرفتش أوصلها."


لحظة سكت فيها الزمن... وهي كانت واقفة، مش عارفة تتكلّم ولا تكمّل.


فجأة، صوت دكتور المادة قاطعهم: – "اللي واقفين عند المكتبة... اتفضلوا على المحاضرة!"


رجعت مريم خطوتين لورا، وقالت: – "دلوقتي مش وقت الكلام يا راكان. سيبني أستوعب، لأن جوايا مش سهل يتصلّح."


ومشت... بس مشيت وهي سامعة صوت خطوات قلبه بينده عليها.

وهو؟ ما عرفش يتكلم، ما عرفش يمنعها، بس وعد نفسه إنه مش هيسيبها تاني، ومش هيسيبها تفضل شايلة الوجع لوحدها.


---


بعد ساعات...


رجعت مريم بيتها، دخلت الأوضة، وقعدت قدام المراية.

بصّت لعينيها، وقالت لنفسها: – "هو رجع... بس هل أرجع؟ هل أقدر أنسى؟ ولا أستناه؟"


طلعت الموبايل، وفتحت رسالة كانت جات لها من رقم مجهول:


> "لو وقتك يسمح... عايزك تشوفي بعنيكي حاجة.

مش هطلب فرصة، بس هطلب لحظة. لحظة واحدة، أقولك اللي كان نفسي أقوله من زمان.

– ر."


قلبها ضرب، بس عقلها لسه مش مستعد.

حطت الموبايل، وسابت نفسها تنام... يمكن الحلم يكون أهدى من الواقع.


---


في نفس التوقيت – عند راكان


كان قاعد في مكتبه في الشركة، ووشّه في الورق، لكن ذهنه كله هناك... عند عينيها، عند كسرتها.


دخلت عليه جدته "أسيمة الخالدي"، الست اللي ربّته بعد ما فقد أمه في الحادث اللي غيّر حياته.


قالت له بنبرة حنونة: – "لسه شايل وجعك يا راكان؟"


ردّ وهو بيخفي تعبه: – "أنا اللي وجّعتها يا تيتة... بس قلبي كان خايف، وأنا ضعفت."


أسيمة مسحت على راسه وقالت: – "لو بتحبها، قوّيها بحبك. البنات مش محتاجة حد كامل، محتاجة حد صادق."


رفع عينه وقال: – "هحارب عشانه، حتى لو هي مش مصدقاني دلوقتي... هخليها تحس، إن راكان عمره ما نسيها."


الساعة كانت لسه معدتش 7 الصبح، بس شوارع القاهرة بدأت تدب فيها الحركة. الجو لا زال بارد، وريحة المطر لسه سايبة أثرها في الجو... مريم كانت ماشية بخطوات سريعة، شنطتها متعلقة على كتفها ووشها باين عليه التوتر.


من أول ما حصلت الحكاية الليلة اللي فاتت، وهي مش عارفة تنام... صوت الراجل اللي جري وراها، نظراته، وطريقة كلامه، كلهم عالقين في ذهنها.


دخلت الجامعة متأخرة شوية، دورت على صحابها في الكافيتيريا، ولقَت "سارة" قاعدة لوحدها ماسكة الكوباية وبتشرب قهوة.


قالت وهي بتقعد جنبها:

ـ "هو أنا شكلي بقيت بجذب المجانين؟!"


سارة بصتلها بدهشة:

ـ "إنتي بتقولي إيه؟"


ـ "فيه واحد امبارح جه ورايا وأنا راجعة، ومش مرتاحة له خالص... وشه متغطي بالكوفية، وطريقة كلامه غريبة... حسيت إنه بيهددني بس بالكلام المعسول!"


سارة ارتبكت شوية وقالت بقلق:

ـ "بلغتي حد؟!"


ـ "لا... بس يمكن كان بيهزر أو فاكرني حد تاني..."


سكتت مريم ثواني وبعدين قالت:

ـ "بس عينيه... مش ممكن أنساها!"


في نفس اللحظة، ومن بعيد، شاب طويل لابس أسود وكان واقف عند بوابة الجامعة... عينه كانت مركزة على مريم بشكل مريب.


سارة شافت نظراته وقالت:

ـ "هو ده؟!"


مريم بصّت وشافت الشخص، قلبها وقع في رجلها، وقالت:

ـ "آه هو... بس مش معقول إنه هنا!"


ـ "ده مش طبيعي يا مريم، لازم نبلّغ حد، أو تكلمي باباكي."


هزّت مريم راسها وقالت:

ـ "بابا مشغول... وماحبّش أقلقه. بس أنا فعلاً خايفة."


رجعت مريم للبيت العصر، وهي حاسة إن في حد ماشي وراها، بتلفت حواليها كل شوية، لكن كل مرة تلاقي الشارع فاضي.


وصلت العمارة، وطلعت على السلم بسرعة، وكل ما بتطلع دور، قلبها بيدق أسرع. ولما وصلت باب شقتها، حاولت تدور المفتاح بسرعة، لكن صوت خطوات تقيلة طالع من وراها.


لفّت فجأة... مفيش حد.


فتحت الباب بسرعة وقفلت وراها، ظهرها كان لسا بترتعش... دخلت أوضتها، وقعدت على طرف السرير، حاطة إيديها على خدها وهي بتهمس لنفسها:

ـ "أنا مش بتوهم... في حد بيراقبني فعلاً."


وفي اللحظة دي، جالها ميسدچ على الموبايل من رقم مجهول:


> "القلق مش هيحميكي... بس أنا هحميك.

بس ما تتهوريش تاني...

متنسيش إن كل حاجة ليها تمن."


انهارت دقات قلبها، وكل حواسها تشنجت... حست إن الرسالة دي مش مجرد تهديد، دي بداية لمرحلة جديدة في حياتها.


لكنها ما كانتش تعرف إن الشخص اللي بيراقبها مش مجرد مجنون...

ده كان ليه هدف، وهدفه مرتبط بيها هي، وبأسرار ما تعرفهاش عن نفسها.

مريم فضلت قاعدة قدام الموبايل، إيديها بتترعش، مش عارفة ترد ولا تبلغ مين. قلبها بيقولها الرسالة دي وراها حد عايز يقرب منها… بس عقلها بيصرخ إن الموضوع خطر.


في اللحظة دي، التليفون رن... الرقم اللي كان باعت الرسالة هو نفسه المتصل.


إيدها بردت، قلبها بيرفرف من الخوف، وبعد لحظة تردّد... ردّت.


– "ألو؟!"

جالها صوت غامض، واطي بس ثابت:

– "ليه خايفة يا مريم؟ الخوف بيضعفك... وأنا عايزك قوية."


– "إنت مين؟ وعايز إيه مني؟!"

– "مش وقت الأسئلة... بس هتعرفي كل حاجة قريب. الليلة الجاية، الساعة 10، نفس المكان اللي شفتيّني فيه. لو ما جيتيش... هتندمي."


وسكّر الخط.


مريم وقفت فجأة من على السرير، حاسة إن الأرض بتتهز تحتها.

"إيه اللي بيحصل؟! أنا ليه؟!"


---


في نفس الوقت – عند راكان:

كان قاعد مع "خالد" صاحبه المقرّب، بيحكي له اللي حصل مع مريم.


خالد قال وهو بيشرب عصير برتقال:

– "أنا مش فاهم يا راكان... بتحبها ومش قادر تقولها، وفي نفس الوقت سايبها لوحدها؟! إنت كده هتضيّعها من إيدك."


راكان بصله بحدة:

– "أنا مش سايبها يا خالد، أنا خايف عليها. في حد بيراقبها... وأنا شاكك إن الموضوع له علاقة بخصومي القديمة."


– "خصومك؟! إنت لسه وراهم؟"

– "هما اللي وراها دلوقتي، وأنا مش هسمح لحد يقرب منها."


في اللحظة دي، جاله إشعار على موبايله...

رسالة من رقم مجهول:


> "لو بتحبها فعلاً... تعال بكرة الساعة 10.

في المكان اللي قلبها هيوصلها لي.

– صديق من الماضي."


راكان عض شفايفه بقهر وقال:

– "الموضوع مش صدفة... ده تحدّي. وعايز يخليني أتحرك."


---


مريم – بالليل:

قاعدة في أوضتها، بتحاول تقنع نفسها إنها ما تروحش، بس الفضول والخوف عاملين حرب جواها.

قعدت قدام دفترها، وكتبت بخط إيدها المرتعش:


"لو رحت... ممكن ما أرجعش.

ولو ما رحتش... يمكن أفضّل طول عمري أسأل: ليه؟"


---


في اليوم التالي، مع حلول الساعة 10…

مريم كانت واقفة قدام بوابة المكتبة الكبيرة، الجو بارد، الشوارع شبه فاضية.

قلبها بيدق، خطواتها مترددة.


وفجأة... ظهر الشخص اللي شافته قبل كده، بنفس اللبس الأسود والكوفية، بس المرة دي وقف قريب جدًا منها.


قالها بصوت غامض:

– "أخيرًا جيتي... كنت متأكد إن خوفك هيجيبك. دلوقتي... هتعرفي أول سر عن نفسك."


مريم بصت له بدهشة:

– "سر؟! إنت بتتكلم عن إيه؟!"


هو قرب أكتر، ورفع الكوفية من على وشه...

مريم شهقت بقوة، ودموعها نزلت من غير ما تحس:


– "إنت...!؟"


---


نهايه  الفصل الخامس على المفاجأة…

 مين الشخص اللي بيراقب مريم؟ إيه السر اللي مخبيه عنها؟ وإيه علاقة كل ده براكان وخصومه؟


--

لو النظارات بتقتل لكانت ماتت من اوجعها وحبها ليه

  

   هل راكان  هكشف الحقيقه 


الغايبه الحقيقه ام ستضيع الحقايق عندم عشق وينسي ماقد حدق في الماضي  تابعوا الفصل السادس  


راكان والحقيقه الغايبه


#روايه_قدري_انت

 #جنون_الجب

 

#بقلم:الكاتبه سوسو احمد 


الفصل السادس 

"راكان... والحقيقة الغايبة"


بعد ما قفلت مريم موبايلها، بدأت تحس إن الأرض بتتهز تحت رجليها. الرسالة دي كانت واضحة... الشخص ده مش بيهزر، ومش مجرد حد عابر.


نامت مريم ليلتها على قلق، وكل صوت في الشارع كانت بتحسبه جاي من عند باب بيتها. وكل لمعة نور من العربية تحت العمارة كانت بالنسبالها إشارة خطر. بس اليوم التاني، حصلت المفاجأة.


كانت في الكلية، وفي طريقها للمعمل، لما سمعِت صوت غريب بيناديها:


– "آنسة مريم؟"


بصّت، لقت راجل كبير في السن، لابس بدلة شيك، ووشه ملامحه وقورة.


قال لها: – "أنا سكرتير الأستاذ راكان السيوفي. هو طالب يقابلك النهاردة في مكتبه بعد الظهر. قال إنه أمر ضروري وشخصي."


مريم وقفت مصدومة.

– "هو؟! هو قال كده؟ ليه؟"


ـ "قال هيفهمك كل حاجة لما توصلي."


**


وبعد الظهر، كانت مريم بتدخل بوابة شركة السيوفي جروب لأول مرة، بس مش كمتدربة... المرة دي، كزائرة في موعد غامض.


الاستقبال كان فاخر، كل حاجة نضيفة، الموظفين شيك، وكل حاجة فيها رُقي، بس قلبها كان بيخبط، مش من رهبة المكان... من راكان.


طلعت بالأسانسير، ووصلت لمكتبه. السكرتيرة دخلتها مباشرة، وقالت بهدوء: – "اتفضلي، الأستاذ مستني حضرتك."


**


دخلت مريم، لقيت راكان واقف قدام الشباك، ضهره ليها، وبيشرب قهوته، بصوت واطي قال: – "كنتي لازم تيجي… لازم تسمعي اللي عندي."


قالت بتوتر: – "أنا معرفش حضرتك عايز مني إيه، بس وجودك حواليا الفترة اللي فاتت خلاني مش مرتاحة."


لفّ راكان وبصّ لها بعينيه اللي فيها نار وكلام ما اتقالش، وقال: – "أنا فعلاً كنت برائبك… بس مش علشان أؤذيكي. كنت بدوّر على إجابة."


سكتت مريم، وقالت باستغراب: – "إجابة؟ على إيه؟"


قرب منها وقال: – "أبوك، الله يرحمه… كان ليه علاقة بحاجات تخص شركتنا. كان شريك في صفقة قديمة، و… اسمه ظهرلي تاني فجأة. ومن وقتها، ظهرتي إنتي."


شهقت مريم وقالت: – "بابا؟! شريك؟ أنا عمري ما سمعت حاجة عن كده!"


قال راكان بهدوء: – "أنا كمان… لحد ما لقيت ملف قديم باسمه، وجواه صورة… ليكي."


تجمدت مريم.

ـ "صورتي؟ إزاي؟!"


قعد راكان، وقال: – "في حاجة كبيرة، مريم. باباكي كان عارف أسرار ناس تقيلة، وكان له أعداء… وأنا بدأت أفهم إنك مش مجرد بنت مهندسة، إنتي خيط في قصة أكبر… وأنا داخل فيها غصب عني."


**


كانت مريم بتبص له وهي مش مصدقة، عقلها بيرفض يصدق إن حياتها اللي كانت بسيطة وبريئة، ممكن تكون متورطة في شغل رجال أعمال وصراعات قديمة.


لكن جواها، كان في صوت بيهمس:

"كل شيء بيحصل لسبب… وإنتي على حافة طريق، يا يقلب حياتك جحيم… يا يغيرها للأبد."


**


وبين اللحظة والتانية، كانت عين راكان عليها، مش بس بيراقب خوفها… لكن بيحاول يفهم سر الراحة اللي بدأ يحسها أول ما دخلت مكتبه.


يمكن دي البداية الحقيقية…

مش بس لحقيقة ضايعة،

لكن الحب اتخلق وسط الحروف

النهار كان داخل على نهايته، والشمس بتودّع الدنيا بلونها البرتقالي اللي سايب أثر دافي على وشوش الناس… لكن جوه قلب مريم، كانت فيه عاصفة.


قاعدة على سريرها في أوضتها، بتبص في سقف أبيض ما بيجاوبش على أسئلتها… إزاي راكان اتغير فجأة؟ ليه نظراته فيها حاجات كتير مش مفهومة؟

كانت كل كلمة قالها فـ أول مقابلة ليهم بتتردد جواها، بس مش قادرة تربطها بحاجة واضحة.


نيرة دخلت الأوضة وهي شايلة طبق فشار، قالت وهي بتحاول تضحك:

"إيه يا ستي؟ خلينا نتفرج على حاجة نضحك فيها بدل الوش المتكهرب ده!"


مريم حاولت تبتسم، لكن نظرتها فضلت شاردة.

قالت بهدوء:

"نيرة… انتي شايفة يوسف شكله طبيعي؟"


نيرة قعدت جنبها وابتدت تاكل من الفشار، وقالت:

"طبعا؟ هو في حد طبيعي أصلاً؟ بس لو بتسأليني، فهو في حاجة مش مفهومة فيه آه… بس برضو مش باين عليه شر، بالعكس، ده شكله حد كويس."


مريم شهقت شهقة بسيطة، وقالت:

"أنا قلبي مش مرتاح… حاسه إن فيه حاجة كبيرة مستخبية… حاجة متعلقة بيا أنا… ومش قادرة أوصفها."


نيرة مدت إيدها ومسكت إيد مريم، وقالت:

"لو كان في حاجة، هتظهر… بس إنتي لازم تكوني قوية، وتحافظي على نفسك، وعلى قلبك قبل أي حاجة."


---


في نفس الوقت، على بعد شوارع بسيطة، يوسف كان واقف في شقته بيبص من الشباك، ماسك صورة قديمة فيها طفل صغير واقف جنب راجل كبير، ووشهم مش واضح…

قال بصوت خافت وهو بيبص للصورة:

"كنت فاكرك هتكوني زيهم… بس مريم؟! أنتِ مختلفة…"


رن موبايله، ردّ بسرعة، بصوت منخفض:

"أيوه يا نادر… لأ، لسه ماكشفتش حاجة أكيدة… بس البنت دي… هي مفتاح كبير… لازم نكمل اللعبة للآخر."


الصوت التاني قال بحدة:

"إوعى تتعلق بيها ياراكان  متنساش إحنا ليه هنا."


يوسف رد وهو بيضغط على الصورة بين صوابعه:

"أنا مش ناسي… بس قلبي بيقول إن اللعبة دي هتنتهي بنهاية مختلفة تماماً."


---


اليوم اللي بعده، في الكلية، كان في اجتماع خاص للطلاب المرشحين لبرنامج تدريب خاص مش معلن…

الدكتور اللي بيشرح، قال:

"المجموعة دي هيتم اختيار منها عناصر متميزة لتدريب خاص بموافقة جهات سيادية، واللي يثبت كفاءته، قدامه مستقبل كبير."


مريم بصّت حواليها، ولقت راكان واقف في الخلف، ساند على الحيطة، وعينيه عليها.

نظراته المرة دي مختلفة… فيها جدية، وتحذير…

قلبها دق بسرعة، مش عارفة ليه.


بعد الاجتماع، يوسف لحقها وهي خارجة، وقال بصوت هادي:

"خلي بالك من نفسك يا مريم… التدريب اللي داخلين عليه مش لعبة… وأي خطوة غلط، ممكن تكلفك كتير."


مريم رفعت حاجبها وقالت:

"إنتَ بتخوفني؟ ولا بتحذرني؟"


رد وهو بيقرب منها:

"بحذرك… لأنك مش عارفة إنتِ داخلة على إيه… ولا أنا كمان."


---


رجعت البيت، وكانت حاسة إن الحياة بتتشق قدامها لطريقين…

طريق فيه أمل بتحسه كل ما تبص ليوسف، وطريق تاني كله غموض وحقيقة لسه مستخبية.

لكنها قررت إنها مش هتهرب… مهما حصل.


وأول يوم تدريب… كان هو بداية التحول الحقيقي.


مريم دخلت يوم التدريب الأول وهي مش عارفة تتوقع إيه. القاعة كانت واسعة، فيها أدوات تقنية، شاشات مراقبة، وجو رسمي يخلي أي حد يحس إنه داخل اختبار أكبر من قدراته.


المدرب قال بصوت جهوري:

– "التدريب ده مش عادي… هنا هنعرف مين يقدر يكمل ومين لأ. اللي مش هيقدر يتحمل… ينسحب دلوقتي قبل ما يبدأ."


محدش اتحرك. الكل كان عاوز يثبت نفسه.


مريم حاولت تركز، بس عينها اتشدت من غير قصد ليوسف… أو بالأحرى "راكان". كان واقف بعيد، مش زي باقي الطلبة. وجوده كان مميز… عيونه فيها حاجة مش بتخليها تفهمه: مرة هدوء قاتل، ومرة توتر خفي.


ابتدت التمارين. جري، ضغط نفسي، أسئلة سريعة عن مواقف طارئة، وتمثيل لأزمات لازم يتصرفوا فيها خلال ثواني.

مريم أثبتت نفسها بسرعة، ثباتها النفسي وقوتها العقلية كانت أوضح من المتوقع.


بعد ما خلصت أول جولة، لقت يوسف واقف قدامها فجأة، بيبصلها بعينين فيها اهتمام:

– "واضح إنك مش سهلة، آنسة مريم."


ردت بسرعة، بنبرة فيها حذر:

– "وإنتَ واضح إنك بتخفي أكتر ما بتبين."


هو ابتسم ابتسامة صغيرة، وقال:

– "يمكن… بس في وقت معين هتفهمي."


---


في استراحة التدريب، مريم خرجت تشم هوا. لقت رسالة على موبايلها:


"إبعدي عن يوسف… قبل ما تكوني الضحية الجديدة."


قلبها وقع. بصت حوالينها، بس ما لقتش حد.


في اللحظة دي، يوسف ظهر من وراها فجأة وقال:

– "مالك؟ وشك اتغير."


هي بسرعة خبّت الموبايل وقالت:

– "لا… مفيش حاجة."


بس جواها، بدأت الأسئلة تتضاعف:

"هو فعلاً يوسف/راكان اللي بعت الرسائل؟ ولا في حد تاني بيراقبني؟"


---


المساء…

يوسف كان قاعد في شقته، وفتح ملف قديم على اللابتوب. صور لمجموعة رجال أعمال… بينهم صورة واضحة لوالد مريم.

فضل يبص عليها فترة طويلة، وبعدين همس:

– "أبوك… هو البداية… وإنتِ، مريم، يمكن النهاية."


رن موبايله، نفس الصوت الخشن اللي كلمه قبل كده:

– "ركز يا راكان. البنت دي مش مجرد بنت… دي مفتاح. إوعى تخرج بره الخطة."


يوسف رد ببرود:

– "الخطة ماشية… بس أنا عندي طريقتي."


قفل الموبايل، وبص لصورة مريم اللي ظهرت على شاشة اللابتوب. عينه اتغيرت… كان فيها صراع ما بين دور مفروض عليه، وقلبه اللي بدأ يتحرك من غير ما يستأذنه.


---


آخر مشهد – نهاية الفصل السادس:

مريم قاعدة في أوضتها، ماسكة الموبايل، عينيها على الرسالة الغامضة.

فجأة… موبايلها رن. رقم مجهول.


بصت للشاشة وهي مترددة، وبعد ثواني، ردت:

– "ألو؟ مين؟"


الصوت جالها واضح… هادي لكنه مرعب:

– "أنا اللي هقولك الحقيقة… بس لازم نتقابل بعيد عن عيون يوسف 

"اللقاء الممنوع"


مريم وقفت مكانها متجمدة، صوت المتصل لسه بيرن جوا ودانها:

"لازم نتقابل بعيد عن عيون يوسف…"


إيديها اتلجت وهي ماسكة الموبايل، قلبها بيرقص خوف.

قالت بتردد:

– "مين حضرتك؟ وليه أنا؟"


الصوت رد بهدوء، لكنه مريب:

– "أنا الشخص الوحيد اللي هيقدر يفسرلك ليه حياتك اتشقّت نصين من ساعة ما قابلتي يوسف. صدقيني، لو كملتي معاه… هتدفعي تمن كبير."


قبل ما تلحق تسأله أي سؤال، الخط اتقفل.


---


قعدت على السرير وهي مش قادرة تاخد نفسها.

رسائل، مكالمات، تحذيرات… وكلها بتدور حوالين شخص واحد: يوسف – أو راكان.


دماغها كانت عاوزة تصرخ:

"هو عدو ولا منقذ؟ بيلعب بيا ولا بيحميني؟"


---


اليوم التالي – الجامعة


مريم داخلة القاعة، بس خطواتها مترددة.

أول ما عينها وقعت على يوسف، حسّت بنفس الرعشة اللي كل مرة بتخليها مش قادرة تحدد مشاعرها.


هو كان واقف بعيد، عينه مركزه عليها بطريقة غريبة… خليط ما بين اهتمام وتهديد.

ولما عدّى جنبها، قال بصوت منخفض جدًا:

– "فيه حاجة مضايقاكي يا مريم؟ شكلك مش طبيعي."


هي اتلخبطت وقالت بسرعة:

– "لا… مفيش."


هو ابتسم ابتسامة خفيفة، ابتسامة مش بتقول أي حاجة، لكنها بتحرق أعصابها أكتر.


---


المساء – مقهى صغير بعيد عن الجامعة


مريم استجمعت شجاعتها، ورجعت تتصل بالرقم المجهول.

بعد رنّة واحدة… المتصل رد:

– "عارف إنك هتيجي. قدامك نص ساعة، المكان اللي هبعتلك موقعه دلوقتي. تعالي لو عايزة الحقيقة فعلاً."


قلبها اتقبض، بس عقلها قال:

"يمكن دي فرصتي الوحيدة أعرف مين يوسف على حقيقته."


---


وصلت المقهى، كان شبه فاضي. قعدت على طربيزة في الركن، بتبص حواليها بتوتر.

بعد دقائق، رجل في الأربعينات دخل… ملامحه خشنة، شكله متعود على العنف.

قعد قصادها وقال:

– "أنا اسمي نادر."


مريم اتفاجئت:

– "إنتَ مين بالظبط؟ وليه عايز تقابلني؟"


نادر مال لقدام، صوته منخفض جدًا:

– "راكان… مش يوسف زي ما عرفتيه. ده مش مجرد رجل أعمال… ده عميل مزدوج. ليه وجهين: واحد قدامك، والتاني في عالم الظل."


اتسعت عيون مريم:

– "عميل مزدوج؟! يعني إيه؟"


نادر قال وهو بيبصلها بثبات:

– "هو داخل حياتك مش صدفة… إنتي ليكي علاقة بماضيه، بماضي دموي. أبوكي… كان واحد من الرجالة اللي وقفوا ضده في صفقة قذرة زمان. الصفقة دي… خلّت راكان يفقد حاجات كتير."


مريم شهقت:

– "بابا؟! إزاي؟!"


نادر هزّ راسه:

– "أبوكي مات في حادث… بس الحقيقة؟ راكان كان جزء من اللعبة اللي انتهت بموته."


مريم حسّت الدم بيهرب من وشها… كل حاجة اتشقلبت.


– "إنتَ كذاب! يوسف… أو راكان… مش كده."


نادر قال بثقة:

– "صدقيني أو لأ… بس لازم تبعدي. الراجل ده هيسيبك في النهاية جثة زي غيرك."


---


وفي اللحظة دي، مريم حسّت بخوف حقيقي لأول مرة…

لكن كمان حسّت بحاجة تانية: قلبها بيرفض يصدق.


لأن في عيون يوسف… كان في حاجة صادقة.

وهي دلوقتي بين نارين:

تصدق غريب جاي يهدّ عالمها؟

ولا تمشي ورا قلبها اللي بيقودها ليوسف حتى لو للنار؟


---


آخر مشهد


يوسف (راكان) واقف من بعيد، بيراقب المقهى من عربية سودا مركونة… عينه على مريم اللي قاعدة مع نادر.

وشه كان فيه غضب صامت.


همس لنفسه:

– "غلط يا نادر… إنك لمستها."


ولأول مرة، الغضب في عينيه مش بس غضب شغل… كان غضب رجل خايف يخسر اللي بدأ يحسه.


ياتره ايه اللي هيحصل في الفصل السابع ولاخير هل يتفك عقده لسنهم ويعترفوا لبعد ويتحقق الحلم اللي قلمهم منتظره وينتهي قصه العشق الطويله دي الزواج والبقاء مع بعصهم الي الابد ولا لي القدر راي اخر ونهايه حبهم فراق ووجع وكسره قلب للطرفين انتظروني في احداث مشوقه جدا في الفصل السابع ولاخير هينزل بكره ان شاءلله 


جنون الحب❤


📖 الفصل الأخير: من روايه قدري انت

 "بعد كل حاجة… اتحقق الحلم  وتجمعوا العشاق"علي ميثاق ماتين وهو الزواج والبقاء مع بعض اللي الابد ورابتهم اصبح اقوي من قبل بوجود حياه جديده وهو بحانب بعض ويدعم كل منهم الاخر


---


🌹 المشهد الحالي – يوم الفرح:


القاعه الكبيرة كانت متزيّنة زي لوحة فنية مرسومة بإيد فنان عاشق للرومانسية. الستائر من قماش الشيفون الأبيض نازلة بخفة على الجدران، والورد الأبيض والبمبي متوزع في كل زاوية، بيملأ المكان برائحته النعمة. الطاولات عليها شموع صغيرة، والنور الدافي بيخلي الجو كله هدوء وسكينة.


مريم كانت واقفة قدام المراية في أوضة التحضير، الفستان الأبيض الطويل من الشيفون والدانتيل بيلمع مع كل حركة، والطرحة المطرزة نازلة على كتفها. الميكاب أرتست وهي بتحط اللمسات الأخيرة قالت بابتسامة إعجاب:

– "ما شاء الله يا مريومة… النهارده شكلك مش شبه أي يوم، النهارده شكلك زي البطلة اللي في رواية حب."


مريم ضحكت بخجل وهي بتعدل طرحتها، لكن قلبها كان بيرقص. وهي واقفة، حسّت كل حاجة بتمر قدامها زي فيلم…


---


⏳ فلاش باك – أول لقاء:


تذكرت أول يوم شافته، وهي داخلة الشركة مرتبكة، ماسكة أوراقها، ولابسة نظارة بتغطي نص وشها. راكان كان واقف بيتكلم مع حد، وبمجرد ما شافها، عينيه لمعت، لكن ملامحه كانت جامدة.


افتكرت أول خناقة بينهم، لما اختلفوا على شغل، وهو وقتها قال لها:

– "إنتي دماغك ناشفة!"

وهي ردت بحدة:

– "وإنت مغرور!"


لكن رغم الزعل، كان أول واحد يمد إيده يساعدها لما وقعت في مشكلة.


---


🌹 العودة للحاضر – قبل دخول القاعة:


في نفس اللحظة، كان راكان واقف في أوضة صغيرة جنب القاعة، بيعدل الكرافتة، ورياّن – صديقه المقرّب – واقف قدامه بيضحك:

– "ليه بتعرق كده؟ أنت مش أول مرة تشوفها!"

راكان: "صح… لكن النهارده أول مرة هشوفها وهي جاية لي قدام الناس كلها، كعروستي."


الموسيقى اتغيّرت، والإضاءة خفتت. أبواب القاعة اتفتحت، وكل العيون اتجهت ناحية مريم. خطواتها كانت ثابتة لكنها هادية، ماسكة باقة ورد أبيض، وابتسامتها فيها كل معاني الرضا.


راكان وقف ثابت، لكنه من جوه كان قلبه بينط. لما وقفت قدامه، مسك إيدها، وقال بصوت واضح:

– "كنا ممكن نكون مجرد غرباء، لكن الحب غلبنا. مريم، أنتِ مش بس حبيبتي، أنتِ قدري اللي استنيته سنين."


القاعة كلها صفقت، واللحظة اتحفرت في قلوب الحاضرين.


---


💃 أول رقصة:


أول رقصة كانت على أغنية حب هادئة، مريم حطت إيدها على كتفه، وهو حضنها بخفة، بيتحركوا مع الموسيقى. كانت بتحس إنها أخف من الهواء، وهو بيشوف في عينيها كل حاجة حلم بيها.


الأهل كانوا حوالين الحلبة، الأصحاب بيضحكوا، الأطفال بيرقصوا على جنب، والمكان مليان ضحك ودموع فرحة.


---


🎤 لحظة الميكروفون:


ريان مسك الميكروفون وقال:

– "أنا عارفكم من أول خناقة، ومكنتش أتخيل إني في يوم هشوفكم كده… لكن الحب بيغيّر كل حاجة. عقبال لما نشوف ولادكم بيكملوا نفس الحكاية."


الجمهور ضحك، ومريم بصت لراكان بخجل، لكنه قرب منها وقال بصوت واطي:

– "هتحبي تبقي أم لأولادي؟"

مريم ردت وهي بتبكي:

– "ده كل اللي بدعي بيه."


---


🍼 بعد شهر – خبر العمر:


صباح هادي، مريم قاعدة على السرير، ماسكة اختبار الحمل، إيدها بتترعش. ندهت بصوت عالي:

– "راكان… تعالى!"شايف اللي في ايدي ده ايوه شايفه بس ايه ده بس بس شرتطين يعني اخبار حمل انا حامل ياراكان بجد انا مش مصدق اخيرا حبنا هيتوثق بااغلي حاجه في الدنيا كلها حاجه بتجمعنا ببعض الي ابد

 ثمار حبنا هتكبر كل شهر اكتر من اللي قابله في بطنك وبعد تسع شهور هينور حاجه بتجمع  بين ملامحك وملامحي  الصبح هروج انا وانتي لي الدكتور نعمل كاشف ونشوف حاله الحنين 

مع طلوع اول خيط لؤ الصباح قام راكان راح علي الشركه  وقال لي مريم اوعي تتعبي نفسك مترهقيش نفسك في حاجه لو عاوزه اي حاجه قولي لي سيده هتعملهالك منزليش تحت ولحد مااجي ونروح عند الدكتوره 

وبعد الظهر خالص راكان شغله كله رن علي مريم قال ليه زوجتي الجميله اجهزي انا راجع بعد نصف ساعه انا في الطريق وبعد اقل من نص ساعه وصل راكان البيت وطلع لقي مريم  بتحهز وقربت تخلص  وبعد خمس دقايق  خلصت قاله ايه الجمال  ياميرو اخد راكان مريم وخرج يلا  ياميرو ركبت مريم السياره وبعد نصف ساعه وصلوا عياده الدكتوره رهف ملحوظه رهف بنت عم راكان كشفت وقالت الجنين حالته مستقره لكن متعمليش اي مجهود علشان الحركه الكتير والمجهود المستمر ممكن يسبب أجهض  تاخدي الدواء في معاده كل شهر متابعه بعد اربع شهور هنعرف نوع الجنين وبعد شهرين سمعوا اول نبضات الجنين بفرح وسعاده دمعه عين مريم وراكان بنتنا او ابننا هيكون بحملوا نفس صفاتك وصفاتي 

تقدم احداث 

بعد اربعه اشهور الدكتوره نفسكوا في ولد ولا بنت قالوا مع بعض كل اللي ربنا يجيه حلو المهم من راكان وهو المهم ان امه مريم الدكتوره  اجهزوا المفاجأة مدام مريم حامل في  توأم ولد وبنت بدموع وفرحه وسعادة  لكاء، راكان ومريم كان نفسي بس في طفل يحمعنا ويوثف حبنا ربنا رزقنا  بهديتين بدل واحده 


تقدم في الاحداث 

بعد مرور تسع اشهور صحت مريم راكان قوم ياراكان انا بولد وراحت وكشفت عليه الدكتوره  قبل التحضير للعمليه ولبست لبس الولده ودخلت العمليات  راكان بخوف وقلق بدعي ربنا يقومك بسلامه يامريم بعد اربع ساعات  وهو واقف رايح جاي مستني خروج الدكتوره تقوله مبروك خرجت الدكتوره من العمليات قالت مبروك ياراكان توأم زي العسل بعد نص ساعه المدام هتخرج غرفه عاديه هي كويسه والاطفال كويسين

– "ربنا بعت لنا هديتين… حياتنا هتبتدي من جديد."طلعت الممرضه بالاطفال وقالت ولد وبنت زي القمر الف مبروك يتربوا في عز حضرتك ياراكان بيه اخد راكان الاطفال بفرحه وسعادة وعيونه بدمع اذن  ليهم في اذن وكبر في التانيه وقال ومريم هتخرج امتا من العمليات قالت الممرضه هناء بيجهزوها للخروج خرجت مريم بعد دقايق  دخلت غرفه عاديه  الدكتوره لوحضرتك عايز تدخل اتفضل داخل ليه قالت مريم فين اطفالي  قال ماخفيش هم في الحضانه  علشان  الصفره بعد دقايق هتجبهم الممرضه تشوفهم وترضعيهم اطمن قلبها شويه 

سمي راكان الولد  يوسف

ومريم سمت البنت مليكه

يوسف راكان السيوفي 

-مليكه راكان السيوفي 


 بعد 17 سنة – قفذة زمنية:


الجنينة كانت مليانة ورد، الشمس نازلة بهدوء، والجو ريحته نسيم. مريم قاعدة على الكرسي جنب راكان، وولادهم يوسف ومليكة قاعدين قدامهم.


مليكة: "بابا… ماما… احكولنا إزاي حبيتوا بعض."

راكان: "بدأنا بخناقات، لكن كل خناقة كانت بتقربنا. أول مرة شفت ماما، كانت بتعيط، ومن يومها قررت أحميها من أي دمعة."

مريم: "وأنا كنت فاكرة إنه مغرور، لكن قلبه أنضف من أي حد."


يوسف قال: "يلا نتصور."

وقفوا كلهم، الأهل والأصحاب اتجمعوا. قبل ما الصورة تتاخد، راكان قال:

– "دي صورة علشان نفتكر دايمًا… الحب الحقيقي ما بيموتش."


📸 الصورة اتاخدت… وكل اللحظات اتحبست جواها للأبد.

بابتسامه ابتسم 

راكان  ومريم وتمتد القصه الي اخر الزمن  قصتنا منتهتش لكن سيخلده ابناءنا في المستقبل لوح باي لكامره وقالوا راكان ومريم ويوسف ومليكه في نفس الوقت كل حاجه بتبداء بنزاع وتنتهي بحب والفه وموده  والاقدار صدف وحب صدفه غيرت حياتنا  خلتنا نعشق ونحب  من كنا نظنهم ليسو لنا 

اللي اللقاء في حياه جديده لي ابطلنا وموسم جديد من حياتهم الحديده  فكنت قدري انت

تمت



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺




تعليقات

التنقل السريع
    close