رواية حلال منسي بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول
بالليل في جبل بعيد يعيش في ديابه والمطاريد توقف عربيه..
اسراء: هموا يا بهايم ارموا الزباله داي في قلب الجبل خلينا نخلص منيها ونرجع طوالي على الدار قبل ما حد يحس بينا..
غفر العمده بيفتحوا شنطه العربيه وبيطلعوا بنت في العشرينات خلجاتها كلها اثار ولاده وباين عليها التعب والارهاق ويرموها في الجبل.
اسراء وهي تبص على حبيبه بغل وشر: ديه مكان امثالك يا بنت المركوب وولدك هيكون باسمي انا وانتي من النهارديه ما لكيش صالح بيه واصل ومش هيطلع عليكي شمس النهار هسيبك اهنيه وديابه تشم ريحتك ويقوموا بالواجب... دي اخره اللي يتحدى اسراء مرات العمده
![]() |
تركب العربيه هي والغفر وتمشي والديابه اتلمت على حبيبه وفضلوا يشموا فيها وينهاشوا وهي اغمى عليها...
........ فلاش باك.......
ليوم الولاده في دوار العمده واحده من الخدم بتدق على الباب..
اسراء: في ايه يا بنت المركوب انتي اتخبلتي في عقلك عاد انتي ازاي تدقي على الباب اكديه سرايه ابوك هيا
الخدامه: حقك علي يا ست هانم بس الغفير صابر تحت وطالبك ضروري..
اسراء: غوري من وشي واقفلي خشمك اكديه واقفه تتحدتي بكلام ما لوش عازه من اول ما دخلتي غوووري اكديه
تزق الخدامه وتنزل جاريه على السلم للغفير صابر
اسراء بهمس: في ايه مش قولتلك 100 مره ما تجيش اهنيه ما رايداش حد يعرف حاجه واصل.... المهم جيت ليه
صابر: يا ست هانم انا كلمتك كتير على المحمول ما حدش رد عليا واصل فجيتك علشان اخبرك ان البنت شكلها بتولد وبعت اجيب الدايه وزمانها على وصول
اسراء: واه واه بتقول ايه تولد كيف بس لسه بدري على الولاده وبعدين انت لسه واقف اهنيه غور وروح عنديها واوعى حد يحس بحاجه واصل والله لاقطع رقبتك وارميك لكلاب الشارع غور
بعد شويه تفكير من اسراء وهي في الصاله بدات في تمثيل صراخ الولاده وتمسك بطنها ودلقت ميه عليها وعلى الارض و الخدم والعمده الكبير اتلموا على صوتها
العمده الكبير حمدان: خير يا بتي مالك عاد صوتك مالي الدوار اكديه ليه وايه اللي عامل فيكي اكديه
اسراء بوجع: الحقني يا عمي انا بولد و القرن طش..... مش متحمله اااااه
العمده الكبير باستغراب وقلق: واه ولاده ايه؟ وقرن ايه؟ لسه بدري على ولادتك يابتي ايه اللى جرا بس.. يلا همي همي معايا نروح للمستشفيه يطولو عليكي..
اسراء بتوتر: لاه ياعمي انت تعبان ومتقدرش وبعدين لا مؤاخذه اكديه يا عمي انا هنكسف منك تيجي معاي باخد الداده وبنروح والغفر، يوصلنا وابقى اطمنك على المحمول...
حمدان: واه تتكسفي مني يابتي دا انتى زى بتي وشايله حفيدي كيف مكنش، معاكي، عاد واطمن على ولي العهد....
اسراء بتوتر: والنبي بس يجي ويشرف وانا هكلمك تشوفو طوالي مبحشهوش عنك واصل واحنا لينا مين غيرك ياعمي وعمران مش اهنيه..
حمدان: خلاص اللى يريحك يابتي يلا همي بسرعه احسن يجرا للواد حاجه وانا هكلم عمران وافرحه...
ركبت اسراء مع الغفر وراحت بيت بعيد وسط الغيطان تلاقي حبيبه بتولد ومعاها الدايه..
اسراء بلهفه: ها ولد صوح انطقوا طمنوني..
الدايه وهي مع حبيبه:لسه ياست هانم منعرفش حاجه ولادتها صعبه قوى والبت ضعيفه.. خايفه متقدرش تكمل معايا ونضطر نروح للمستوصف..
اسراء: الحديت الماسخ ديه ماليش صالح بيه واصل انا اللى يهمني الواد اللى فى بطنها يجي بالسلامه وبس ومش هنطلع من اهنيه وغير الواد ديه فى حضني والزباله داي مبتفرقش معاي بنكله ولو حكمت هشق بطنها بايدي واطلع ولدي وانتي لو مش عارفه تشوفي شغلك يبقى غوري في ستين داهيه واجيب غيرك بس انتى مش، هتكوني على وش الدنيا داي ف احسنلك تعملي اللى بقولك عليه وانا اكلك الشهد واعيشك عيشه مشفتهاش باحلامك.. او ادفنك بارضك ومحدش يعرفلك طريق.. ها قولتي ايه؟
الدايه بخوف: حاضر يا ست هانم اللي تؤمري بيه وان شاء الله بيوصل البيه الصغير بخير وسلامه ويتربى في عزك
بعد ساعات من صريخ حبيبه ومساعده الدايه ليها ونظرات اسراء اللي كلها غله وحقد يوصل ولي العهد ويصرخ صرخاته الاولى
اسراء بلهفه: ولد صوح انطقي يا وليه قولي انه واد..
الدايه وهي بتلفوا: ايوه يا ست هانم واد زي القمر الله يخليه ويحفظه ليكي يا هانم
اسراء بتاخد الولد بلهفه: اقفلي خشمك عاد ايه كل الحديدت ديه خدي حسابك اهو وبكره الصبح تفوتي علي في الدار وتزغرطي وتعملي اللازم وانا شويه اكديه واعملك كل طلباتك بس لو حرف طلع من خشمك مش هيطلع عليكي نهار تاني يلا غوري من اهنيه
وتشاور للغفر يشيلوا حبيبه وهي بين فقدان الوعي والوعي يحطوها في شنطه العربيه وهي خلجاتها كلها اثار ولاده علشان ترميها في الجبل
............ نرجع ليومنا النهارده......
في دار العمده وبالاخص في اوضه عمران العمده الصغير واقف حمدان وهو بيطل على الطفل واسراء نايمه على السرير
حمدان : اسم الله عليه اخيرا عشت وشفت حفيدي منور الدنيا وشلت ولي العهد من اليوم ورايح طلباتك اوامر واللي انتي رايداه بيكون تحت رجليك يا ام الواد...... الواد ديه شبه ابوه بالتمام...
اسراء: عمران فين يا عمي خبر اني ولدت وجبت الواد والوريث
حمدان: ايوه يا بتي امال ايه انا كلمته في المحمول وقلتله وهو كان فرحان قوي حتى وصاني اسميه وحيد وهو هيخلص شغله بسرعه ويرجع طوالي
اسراء: يرضيك اكديه يا عمي لا يتصل ولا يكلمني ولا يطمن علي ولا على ولده ده انا اللي جبت الواد وفرحته..
حمدان: حقك علي يا بتي بس انت خابره زين عمران ما فيش في عقله غير الشغل وبس لكن بعد اكديه وبعد ما شرف ولي العهد اكيد هيتغير وياكي وبعدين هو انا سبتك لحظه انتي وولدك ما هو حفيدي زي ما هو ابنه...
******************
في عز الليل، الجبل ساكن، والهوا بيصفر بين الصخور، الديابة قربت من جسم حبيبة المرمية على الأرض، ريحتها لسه فيها أثر الولاده والتعب، لكن فجأة…
صوت طلق نار في الهوا الديابة تخضت وطلعت تجري بعيد.
صوت راجل خشن غامض: يا ساتر يا رب… دي مين اللي مرمية اكديه وسط الجبل؟
الراجل قرب منها، كشف على وشها المغطى بالتراب، جسمها سايب، ووشها شاحب زي الميته، لكن النفس لسه طالع منيها بصعوبة.
الراجل بهمس:
واه واه ديه باين عليها لسه والدة…امال فين ولدها اكلته الديابه ولا حد خطفه منيها؟؟ اكيد دى واحده من الزباله اللى اهلها بيغسلوا عارها وبيرموها فى الجبل... والله ياجبل بقيت مكب زباله للزى دول... بستفاد منيها واهي تخدمني بدل قاعدتي لحالي غى قلب الجبل وهي تحمد ربنا انى مسبتهاش للديابه تنهش فيها..
حطها على ضهر الحمار اللي كان معاه، وغطاها بالجلابية اللي فوق كتفه، وساق الحمار لدواره.....
***********************
في دار العمدة – الصبح
الدادة دخلت الأوضة على اسراء ووشها مرسوم عليه ابتسامة خبث.
الدادة:
صبحتي بالخير يا ست هانم… ابنك زي القمر، صحي وبيدور عليكي.
اسراء وهي بتفرك عينها:
اقفلي خشمك عاد هاتيه اهنيه… نفسي أشيله وأبوسه.
الدادة:
ربنا يخليه ليكي… الناس كلها بتبارك، والخدم بتجهزوا للعقيقه… والشيخ جاي يكتب الاسم زي ما وصى العمدة الصغير عمران.
اسراء بضحكة مصطنعة:
خليهم يسموه وحيد زي ما عمران قال… بس لو عرف إن الواد مش مني، ساعتها يشيب شعره وهو واقف!
الدادة اتفزعت:
هاااه؟! تقصدي ايه يا ست هانم؟ مش فاهمه!
اسراء بحدة:
ما تفهميش… واقفلي خشمك! اللي ما لكيش صالح بيه متتكلمش فيه… وخلي بالك، أي كلمه تطلع منك هتبقى آخر كلمه ليكي في الدنيا ديه.
الدادة بلعت ريقها وسكتت.
البارت 2
في بيت الراجل الغامض
حط حبيبة على فرش ممدود جنب الكانون، و بيحط كمادات على جبهتها.
رشاد شيخ المطاريد:
يا ترى انتى حكايتك ايه علشان يرموكي اكديه بين الحيا والموت للديابه تنهش فيكي شكلك بيقول انك بت حلال بس كلكم صنف واحد زباله وبالذات اللى بيحو يترموا اهنيه كلهم بيكونو خطايا وبيغسلوا عارهم بس انتي ربنا كتب ليكي عمر تاني… و العلامة داي ديه حد كان ناوي يخلص منيكي خالص… مش جرح طبيعي ديه
يبقى اللي عمل فيها اكديه خطف الواد وسابها تموت… يا لهوي يا دنيا!
حبيبة بتحاول تفتح عينيها بصعوبة، وبتهمس بصوت ضعيف جداً:
ابني… ولدي… فين؟ اااه يدي... انت مين عاد وليه مربطني اكديه.... حلني خليني اروح اجيب ولدي الله يخليك..
رشاد: اقفلي خشمك ومتنطقيش بحرف واصل....الحق عليا نجيتك من الديابه اللى كانت بتنهش فيكي وبعدين انا ايش دراني بولدك فين مش لما تعرفي مين ابوه فى الاول ياخاطيه وطلوع من اهنيه مش هيحصول واصل انتى بتخدميني لاخر عمرك واعتبريه كفاره ذنبك وردك للجميل.
حبيبة بصوت مكسور:
اسمي… حبيبة… واللي سرق ابني… مرات… مرات العمدة…وابني بيكون ابن العمده عمران.... انا مش خاطيه انا واحده مغلوبه على امرها استغل ضعفي وقله حيلتي... الله يخليك بس اجيب ابنى واللى انت رايده اعملهولك..
رشاد:
إيه؟! مرات العمدة!! مفكره اني هصدق الحكي الماسخ ديه.. مغلوبه على امرك عاد واللى كله بمزاجك ولما فضيحتك بانت عليكي رموكي اهنيه علشان يخلصوا منيكي.... انا مليش صالح بولدك ديه انتى ختكون جاريه اهنيه تخدمينى وملكيش طلوع من الجبل ديه ولو عملتلي وجع راس برميكي للديابه برا انتى ملكيش عازه ولا تسوى...
حبيبه بدموع: انا مش خاطيه... وربي مش خاطيه هو اللى كان ربنا مديله قوة بيستقوى بيها على بنات الناس بس ولدي متخلاش عنه واصل وانا اكديه اكديه ميته بس سبني اروح اجيب الواد وجميلك ديه على راسي من فوق واخدمك طول العمر... بس الله يخليك صدقني وساعدني لوجه الله..
بيبص عليها رشاد باستحقار ويسبيها ويطلع غرقانه في دموعها ووجع روحها قبل جسمها..
******************
في دار العمدة – بعد العصر
العمدة الكبير حمدان قاعد في المندره، والمهنيين حواليه، وإسراء بتضحك وهي شايلة الطفل، والكل بيزغرط.
واحد من الضيوف يقول:
مبروك يا هانم… ولي العهد جه ينور الدار… ربنا يباركلك فيه ويشوفه أبوه راجل زيه.
إسراء تبتسم بخبث، وتبص في عيون حمدان:
إن شاء الله يكون خير خلف لخير سلف… وحيد العز يا ناس..
بعد المغرب
إسراء قاعدة في اوضتها، وبتبص لعيل بنظرة مش مفهومة، حب؟ ولا خوف؟ ولا انتصار؟!
وفجأة… الباب بيخبط خبطة قوية.
الدادة خافت وقالت:
مين اللي بيخبط اكديه وفي ساعة زي ديه؟
صوت راجل من بره:
افتحي يا داده… أنا عمران!
الدادة قامت جري تفتح، ودخل عمران، هدومه متغبرة، ووشه مرهق، باين عليه السفر والتعب.
إسراء قامت بسرعة، وشها اتغير:
عمران! جيت إمتى؟! مقولتليش انك جاي النهارديه..
عمران وهو بيبص في عينيها:
في ايه يا اسراء ارجع وقت ما ارجع هتحسبيني عاد … جريت من آخر الدنيا أول ما عرفت إنها ولدت.
إسراء بصوت هادي وهي بتقرب منه:
لاه يا عمران وبعدهالك عاد قولتلك ديه ابنى انا وهي طفشت وهربت من زمان...
عمران وهو بياخده قلبه بيتنفض، عينه دمعت بس شد على نفسه وقال:
شبه أمه… شبه حبيبة الخالق الناطق..
إسراء اتجمدت لحظة:
إنت… ليه بتقول اكديه دلوك؟ اتفقنا الكلام ديه يفضل بينا واسم حبيبه ميتذكرش واصل..... الواد ولدي وانا امه..
عمران بصوت خشن:
انتى هتعلميني اقول ايه ومقولش ايه اتخبلطي فى عقلك يا وليه ولا ايه.... وأنا ساكت… بس قلبي مولع… قوليلي، حبيبة فين؟ انطقي...
إسراء اتوترت وقالت:
ماخبراش! قولتلك قبل اكديه… شكلها خافت وطفشت وانى ماليش صالح بيها... اخدت الفلوس وطفشت طوالي رخيصه صوح...
عمران قرب منها فجأة وقال بصوت حاد:
اقفلي خشمك وما تكذبيش علي… أنا سايبك تلعبي الدور ديه علشان الواد… بس لو عرفت إنك أذيتيها، هاتشوفي مني وش تاني…
العيل بكى، عمران خده في حضنه بسرعة وقال:
أني مش هسكت… لازم أعرف حبيبة راحت فين وحسك عيني اعرف ان ليكي يد في اللى حوصل ليها والا ماتلوميش الا نفسك....
إسراء بصوت منخفض وهي تحاول تسيطر على الموقف:
يا عمران… اسمعني… الود اهنيه… في حضني… ماينفعش تهد كل حاجه دلوك…
وبعدين انت ملكش صالح بيها متفضحناش يا عمران الواد معانا وابوك رضيان...
عمران بنبرة متكسرة:
أنا شايل سر تقيل… وساكت علشان ابنها يبقى بخير وفي عز، بس ضميري بيصحى كل ليلة ويقولي: إرجع دور عليها…بس الحق علي انا... انا اللى كبريائي وعزه نفسي منعوني اقول قصاد الكل انه ابني منها واني بحبها....
إسراء حست إنها بتخسر السيطرة، فقربت منه ولمست دراعه بلين:
وانا اللى مرتك دلوك ولو بتحبني صوح… خليك جنبي… وأنا هقولك كل حاجه في وقتها.اسمع كلامي زين ومضيعش كل حاجه منينا.....
عمران شد إيده منها وقال:
أنا بحبها هي… حتى وإنتي مراتي… عمري ما نسيتها… وحبها مافارقنيش…ومش هممني
حاجه غيرها واصل...
إسراء بصوت مخنوق:
يعني هتسيبني؟ بعد اللي عملته علشانك؟! ضحيت بكرامتي علشان اداري على عملتك معاها ويبقى ليك هيبه قصاد الخلق كلاتها وقصاد ابوك اللى لو خبر ان الواد ديه ابنك من الخدامه هيعمل ايه.... وانت ليك مكانك ومركزك فى البلد كلاتها.. ليه ماريدش تصدقني عاد بقولك الواد ديه ولدي انا وهي ملهاش صالح بيه واصل.... اعقل يا عمران ومضيعش كل اللى عملناه لحد دلوك....
عمران سكت، قلبه بيصارع بين الندم والغضب، قال بهدوء:
أنا خارج… ولو لقيت ريحة ظلم حوالين حبيبة… هاطلعك إنتي السبب.ووقتها مش هيهمني حاجه واصل..
وخرج من الباب…و إسراء، بصت للباب وهو بيترزع ودمعة نزلت من عينها… دمعة مش ندم… لا… كانت دمعة خوف من اللي جاي.
*****************
في وادي الجبل – عند رشاد
حبيبة بدأت تفوق، وشها شاحب، لكن نظرها بدأ يوضح.
رشاد ببرود:
الحمد لله على سلامتك يا هانم…اخيرا فوقتي… كنتي في غيبوبة يومين! جايبك تخدميني ولا انا اللى اخدمك...
حبيبة بصوت مخنوق:
ولدي… إبني… فين؟ الله يخليك.... احب على يدك.. احب على رجلك اعتقني لوجه الله..
رشاد بعصبيه:
قولتلك 100 مره مافيش حد كان معاكي … انا لاقيتك لحالك والديابه كانت بتنهش فيكي...
حبيبة قامت من مكانها بصعوبة وقالت بدموع:
ماينفعش… اكديه ولدي لسه مولود! ما ينفعش يعيش بعيد عني… ديه قلبه بيدق من قلبي.انا لازم اروح عنديه واطمن وابرد قلبي....
رشاد بهدوء نبرة قرار:
اهدي اكديه وارتاحي دلوك… وبعدها، هنرجعلك حقك كامل… وهنجيب ابنك.بس الموضوع ديه صعب وطويل ومحتاج صحه وعافيه..حتى لو كنتي خاطيه بس الله ميرضاش ان ولد يتفرق عن امه واصل...
حبيبة رفعت راسها، وعينيها مليانة وجع وأمل:
أنا مش هسكت… حتى لو هموت… هفضل أصرخ لحد ما آخده في حضني تاني.
البارت 3
دار العمدة – قبل شهور – فلاش باك
دخلت حبيبة مكتب العمده عمران، ملامحها باينة فيها الانكسار،
قالت بصوت واطي: انا خلاص ضيعت....انت لازم تتصرف الله يخليك... أنا… حامل…
عمران لف وشه ليها،وقال ببرود: انتي اتخبلطي بعقلك ازاي تدخلي عليا اكديه وايه الحديت الماسخ ديه.... جايه تقولي اكديه ليه؟ وانا مالي تكوني حامل ولا متكونيش ماليش صالح....
حبيبة حاولت تبص له في عينه: كيف يعني مالكش صالح... الود منك… إنت أبوه… ولازم تساعدني فى المصيبه اللى انا فيها داي..... ابوس ايدك يا بيه استر عليا..
عمران ضرب المكتب بيده بعنف، وقام واقف: إنتي اتخبلطي بعقلك يا حبيبة؟! بتقولي إيه؟! انتي عارفه لو الحديت ديه طلع من خشمك تاني هعمل فيكي ايه؟ على اخر الزمن انا عمران العمده يكون لي واد من خدامه عندينا..... اتصرفي في مصيبتك لحالك انا ماليش صالح فيها انتي سامعه..
حبيبة صرخت بدموع: كيف يعني اتصرف لحالي وانت مالكش صالح.... أنا ماكدبتش! أقسم بالله ما قربلي راجل غيرك! انت وعدتني بالجواز… وعدتني إنك هتحميني من الناس…دلوك لما فضيحتي بانت علي رايد تتخلى عني..... دلوك بقيت الخدامه وميشرفكش تجيب واد مني...
عمران لف حوالين المكتب ومسكها من دراعها بعنف: إنتي فاكرة نفسك مين؟! ديه حتى لو كنت ضيعتك، ما حدش هيصدقك… وماليش صالح باللي في بطنك ديه، فهمتي؟!
حبيبة كانت بتترعش من الخوف، بس صرخت فيه: ده ابنك… أنا ما جبتش العار… إنت اللي وعدت… إنت اللي حلفت! وجيتني وعملت اللى عملته ديه....
عمران بص لها بنظرة كلها قسوة: أنا عمري ما هعترف بيه… واللي جاي هيكون سواد لو فتحتي خشمك ديه… فاهمة؟ انكتمي… واختفي من الدار ديه وغور فى اي داهيه بعيد عن اهنيه وديه احسنلك انتي بدل ما ادفنك بارضك وانتي مالكيش حد يسال عليكي واصل.....
حبيبة بصت له، كأنها شافت شخص غريب لأول مرة. قلبها اتكسر، وانسحبت بهدوء، بس جواها كان فيه نار.
قالت قبل ما تخرج، بنبرة مخنوقة: ربنا كبير… والحق مش هيموت… حتى لو إنت قتلته بإيدك واني صوح ماليش حد بس معاي ربنا اللى احسن من الكل وميرضهوش الظلم ديه واصل...
***************
نرجع تاني لوادي الجبل – الحاضر
حبيبة كانت قاعدة ضهرها محني، ودموعها بتنزل بصمت. رشاد دخل ومعاه طبق شوربة.
رشاد: كلي … جسمك محتاج يتقوى مينفعش اكديه.. مش هتعرفي تصلبي طولك ولا ترد صحتك انتى لسه والده وتعبانه ومحتاجه تتغذي...
حبيبة همست: ابني… اسمه وحيد عمران… لو حد ناداه غير اكديه، يبقى كداب…انا اللى قولت اسميه وحيد علشان هيبقى وحيد فى الدنيا دي زي ما كنت بالتمام...
رشاد بهدوء:
وحيد؟! اسمه وجع في القلب، بس يرضى ربنا؟ احكيلي اللى حوصول بالظبط علشان ابقى عارف بس لو داريت انك كذبتي عليا بحرف مش هتعرفي انا هعمل فيكي ايه؟
حبيبة مسحت دموعها بطرف جلابيتها وقالت بصوت مبحوح:
أنا كل يوم بنام على ريحته اللى مشيت من حضني… بحس صدري فاضي من غيره… ده أنا يوم ولادته كنت بموت وفرحانة في نفس الوقت… بس لما فوقت وما لقيتوش جنبي حسيت إني ادفنت وأنا عايشة… ما لاحقتش اطل عليه واشوفو...
رشاد:
استهدي بالله الوجع عمره ما يدوم … بس اللي قلبه صافي ومظلوم ربنا بينصره ولو بعد حين… وانا بوعدك إني هرجعلك حقك، مهما طال الوقت وانا راجل جدع مبيخلفش بوعده واصل ولا يرضاش بظلم زي ديه......
حبيبة رفعت عينيها وقالت بتصميم رغم التعب:
وأنا مش هسكت… حتى لو كان العمدة عمران نفسه هو اللي وقف في وشي… هو اللي غلط، هو اللي وعد، وهو اللي كسرني ورماني زي الخلجات القديمة… بس أنا هرجع… مش علشاني… علشان وحيد… علشان ابني يعرف أمه مين، وما يعيشش في كذبة طول عمره.
رشاد:
متقلقيش اللي انكسر، هيتصلح… بس محتاجين عقل وصبر… وأنا عند وعدي… أول خطوة هتكون إننا نعرف مين اللي خد الواد… وإزاي خرج من المستشفيه، ومن اللي سجل اسمه!
حبيبة اتلفتت له وقالت:
أنا خابره مين اللى عمل اكديه… العمدة سجل الواد باسمه علشان يدفن كل حاجة… بس أنا ما سمحتش بديه! أنا ما وقعتش على حاجة! لا ورقة، ولا اعتراف… ومفيش حد يقدر يثبت غير اكديه! وانا مولدتش ولدي بالمستشفيه ولدته بالدار صغيره وسط الغيطان وكان معاي الدايه واسراء مرات العمده وهى والغفر اللى رموني فى قلب الجبل للديابه تنهش فيا...
رشاد قعد قدامها، وقال بصوت هادي بس وراه عاصفة:
بس اكديه يبقى عندنا خيط… لو العمدة زور ورق، يبقى نقدر نوقعه بيه… بس محتاجين نشتغل في هدوء… و انا ليا رجالتي في البلد، راجل هبعتلهم، ونشوف معاه إزاي نكشف اللي اتعمل فيكي ونرجعلك ولدك...
حبيبة ضمت إيدها وقالت بحرقة:
أنا مش خايفة على نفسي… بس خايفة الواد يكبر في حضن كداب… يسمع يقولوله: أمك سابتك… أمك شينة… أمك فضيحتنا… ودي كدبة أنا مش هقبلها، حتى لو تمنها روحي!
رشاد قام وقال وهو بيبص للجبل:
أنا هانزل البلد يوم الخميس… هاروح أدور… لو لقينا الواد متسجل من غير ورقة تثبت ان حبيبه امه، يبقى نبدأ نضغط… وكل حاجة هتتغير لصالحنا ان شاء الله..
حبيبة نطقت بالكلمة وهي ضامه على نفسها:
اوعدني يا بيه… اوعدني إنك مش هتسيب حقي يضيع…انا ماليش حد واصل...
رشاد هو بيبص لها بكل حزم:
طول ما فيا نفس، ما هسيب حقك يضيع واصل ، ولا حق وحيد.
******************
نرجع لدار العمدة – بعد نص الليل
إسراء قاعدة في أوضتها، ماسكة وحيد في حضنها، وبتكلمه وكأنه فاهم:
شايف اللى بيحصول يا وحيد.... أبوك راجع يدور عليها… بس أنا مش هخليك تروح مني… انت بقيت مني أنا… وهي اختارت تعاندني ومتسمع كلمتي.... أنا ربتك… وأنا اللي هفضل أمك!
وفي اللحظة دي، عمران دخل من الباب، عينه حمرا من السهر والتفكير.
قال وهو بيشاور على الطفل:
من النهاردية، محدش يشيل الواد غيري… اسمه وحيد زي ما قولتلكم صوح؟! انا مش هسكت يا اسراء وحبيبه هوصلها يعني هوصلها... وفري على نفسك وعليا يا بنت الناس الوقت وقوليلي عملتى فيها ايه؟ علشان لو عرفت ولا سمعت انه جرالها حاجه ما يكفنيش فيكي عمرك... سامعه ياغراب الشوم انتي...
إسراء بصت له وقالت بنبرة فيها غيرة ومرارة:
واه ايه كل ديه يا عمران... كنت بتحبها؟ للدرجة دي؟ لحد ما تنكرني وتنسا اللي بينا؟ تقولي انا الحديت ديه وتغلط فيا اكديه علشان مين؟ واحده خدامه متسواش تعريفه وانا اسراء بنت الحسب والنسب..... الواد ديه ابني انا... من حقي انا ومحدش يقدر ياخده من حضني واصل حتى لو كنت انت يا عمران....
عمران رد ببرود:
اقطمي يا وليه... واحفظي ادبك واعرفي انتى بتتكلمي مع مين؟.... أنا عمري ما نسيت… ولا هسامح نفسي… بس اللي عملته غلط… واللي جاي هيكون ندم كتير… بس لازم أتصرف قبل ما الحقيقه تتكشف بطريقه غصب عني وعنك..
إسراء بصت له وهي بتسأله بنبرة فيها تحدي:
ولو وصلت؟ هتديها الواد؟ هتعرف تقول قصاد الخلق كلهم ان ابنك ديه من خدامه.... وولدك العالم هتطل عليه بانهي عين.... خلي ولدك معي وفى حضننا ويبقى وحيد ابن عمران العمده واسراء بنت الحسب والنسب احسن مايكون ولد الخدامه اللى جاي من غلطه...
رد عمران وهو بيقرب من وحيد:
انا هشوف اللي فيه مصلحة الواد… بس أنا غلطت مرة، ومش عايز أغلط تاني ومش همشي ورا كلامك تاني.....
***********************
فلاش باك.... من سنتين... مكتب العمدة
بالليل يدخل عمران مكتب ابوه العمده حمدان... العمدة حمدان كان قاعد على الكرسي ، ماسك عصاه وبينفخ من ضيقه.
العمدة حمدان بحزم:
تعالى اهنيه يا عمران…في موضوع رايد اتحدت فيه وياك.... جه الوقت اللي نشوف فيه راجولتك... أنا خاطبتلك إسراء… بنت الحاج عتمان…بنت نسب وأصل ومال… ومش هتلاقي زيها!
عمران (واقف قدامه بصمت):
مساء الخير يا ابوي.... خاطبتلي؟؟ اكديه من غير ما اعرف يا ابوي وإنت شايف إن ديه يصوح...انا ما بقتيش صغير لتعمل اكديه..
العمدة حمدان (بحدة):
واه حسك بيعلى على ابوك ولا ايه يا واد... أنا شايف اللي فيه خير ليك، وللبلد، وللدار دي كلاتها!
إسراء مش بس بنت حسب، دي كمان ضهر ومصلحة…
وإنت لازم تخلف وتبقى عمدتنا بعدي.
عمران (عينه تنزل لحظة، وبعدين ترفع تاني، بس في عينه حاجة محبوسة):
استغفر الله يا ابوي مقدرش اعمل اكديه واصل... بس انا مش رايد نتجوز دلوك مافيش اختيار تاني؟
العمدة الكبير (بعصبية):
اختيار إيه يا عمران؟
إحنا مش في سيرة حب ومغازل، إحنا في سيرة دار وبلد وشرف كبير…
ولا انت عايزني أموت وأنا لسه ما شوفتش حفيدي؟!
عمران سكت… ما قالش لا… بس ما قالش آه.
جواه صوت بيصرخ باسم "حبيبة"، بس لسانه؟
واقف…
كرامته؟
أكبر من إنه يقول إنه حب خدامة…
قام من قدام أبوه، وقال بجفاف:
خلاص…اللي تشوفه يا ابوي.
العمدة حمدان (مبتسم لأول مرة):
اكديه الرجولة ولا بلاش.. أهو ديه ابني اللي أرفع بيه راسي... فرحك هيبقى بعد أسبوع، وخلي بالك… عتمان جايبها جهزها دهبها ورافعها لفوق أنا رايد الدار كلاتها تتزين، والبلد كلها تعرف زين إن عمران العمدة خد اللي تستاهله!
عمران (ببرود، وبصوت واطي):
أيوه… اللي تستاهله.حاضر يا ابوي تحت امرك اللى تقوله عليه يتنفذ....
البارت 4
......... رجوع للحاضر...........
عمران قاعد على نفس الكرسي اللي كان أبوه بيقعد عليه، ويحط راسه في إيده، ويهمس لنفسه:
عمران (بحزن وكبرياء مكسور):
كنت فاكر إني لما أسكت… أكسب…بس الحقيقة؟أنا خسرت كل حاجة…
خسرتك يا حبيبة…وخسرت نفسي.
بس مش هخلي ابني… يدفع تمن سكوتي...... انا لازم اعمل الصوح مهما كان التمن...
تاني يوم الصبح ينزل حمدي واحد من رجاله رشاد للبلد ويبدأ يسأل فى السوق على حبيبه لو حد يعرف عنها حاجه وفين كانت ساكنه فى آخر الايام اللى كانت فيها فى البلد....
الست ام توبه: مالك يا وليدي.... بتسأل عن حبيبه ليه عاد... انت تقربلها؟!
حمدي: ايوا يا خاله... انا بكون خال امها الله يرحمها وبدور عليها من سنين اخر حاجه وصلت ليها انها كانت تشتغل فى دوار العمده...
ام توبه: ايوا ايوا بس البت داى سابت الشغل فى دوار العمده بيقولو ان مرت العمده شفتها بتسرق وطردتها وكانت قاعده في بيت اكديه على قدها هناك وسط الغيطان وولاد الحلال كانو بيشقروا عليها من وقت للتاني.... بس بردك طفشت من البيت ديه وبيقولو انها ماتت وادفنت فى مقابر الصدقه...
حمدي: تشكري يا خاله... الله يجيب العواقب سليمه ان شاء الله..
ويروح حمدي للبيت اللى كانت عايشه فيه حبيبه وسط الغيطان علشان يلاقي اى حاجه يثبت حقها.
حمدي: البيت ديه فى حد ساكن فيه بعد حبيبه باين من شكله اكديه.... خلينى ادور على اي حاجه بسرعه قبل ما اي حد يطب عليا....
يدور حمدي ويلاقي ورق متخبي مكتوب عليه بخط الايد... "انا حبيبه عبد الستار حامل من العمده عمران حمدان و مراته اسراء عايزه تخطف مني ولدي ودا اقرار مني لو جرالي حاجه"
حمدي بانتصار: اعتراف بخط الايد وكمان اطلع شهاده ميلاد للواد واتاكد اسم امه فى الشهاده ايه وبعدين نتصرف....
وهو طالع من الدار لفت نظره الغفير صابر مشي وراه وعرف انه غفير فى دوار العمده...
حمدي: مساء الخير يا ابو عمه... اخبارك ايه؟!
صابر: اهلين يا ابو عمه... اتفضل اشرب شاي اؤمرني...
حمدي بخبث: هو ديه دوار العمده حمدان.... جاى اسال عن واحد من الغفر اسمه صابر متعرفش الاقاه فين والنبي..
صابر: خير يا باشا... انا هو الغفير صابر..
حمدي: والنبي يا مرحب يامرحب والله انت ابن حلال انا كنت جاي احذره ان في بنت فى عزبتنا بتقول انها اترمت فى الجبل واللى عمل فيها اكديه غفير صابر من دوار العمده وهى شاكلها بنت مش سهله وماشيه على حل شعرها قولت اكسب ثواب فى الراجل ديه واحذره لانها راحت للقسم تعمل بلاغ فيه...
صابر لنفسه: واه واه واه يابنت المركوب هى لساتها عايشه... قط ب 7 ارواح ولا ايه؟! يا وقعتك المربره يا صابر... هتيجي كلها على راسك يا صابر هتروح فى ستين داهيه...
حمدي: بتقول ايه ولد عمي... المهم انا جيت اعمل اللى يملى عليا ضميري وخلاص يلا افوتك بالعافيه...
وبعد شوي يجري صابر على الدوار من جوا وينادي الخدامه تنادي ست هانم اسراء بسرعه.....
اسراء: وبعدهالك عاد يا صابر مش هنخلص من الموال ديه.... بتشيعلي ليه يا ولد المركوب يا ابو مخ ضلم..... بتخلي الكل يشك فينا... انا مرات العمده ماليش صالح بالغفر عشان تيجي كل شوي وتشيعلي يا ولد الفرطوش انت....
صابر: اهدي بس يا ست هانم واسمعيني عاد.... فى حد جه عندي من شوي وشاف حبيبه وعارفها وجاى يحذرني لانها بتقدم فيا بلاغ فى القسم...
اسراء بصدمه: واه انت بتقول ايه.... الدخان لحس عقلك يا ولد المركوب احنا رامينها بايدينا دول فى قلب الجبل مع الديابه كيف يعنى عايشه وكمان رايحه للعسكري الزباله....
صابر: قسما عظما جالي واحد مش من حدانا واصل وقالي اكديه.... هيعرف كل ديه منين لو مكنش صادق عرف كل ديه من فين بس يا ست هانم...
اسراء: انت بتحكي صوح يا ولد المركوب
.. طيب والعمل ايه دلوك؟! انت هتاخد بعضك وتطلب اجازه وتختفي من اهنيه لحد ما من نشوف اخرتها ايه مع الست حبيبه.... انت لسه واقف قصادي غووور..
بعد شوي يخرج عمران من اوضه المكتب ويتفاجا باسراء واقفه بتوتر وتفرك في ايديها.....
عمران: في ايه ياوليه..... مالك واقفه اكديه وكنتي بتعملي اي مع صابر الغفير....
اسراء حاولت تغير وتهرب من الموقف: واه هكون بعمل ايه عاد مفيش بعته يجبلي حاجات من السوق....
عمران شك فيها وهو بيقرب منها وبيقول بحدة:
عمران: حاجات من السوق؟! وإنتي من إمتى بتبعتي الغفير يجيبلك طلبات؟! مالك يا وليه؟ وشك مصفر وإيدك بتترعش... في إيه حوصل؟!
إسراء بسرعة وهي بتحاول تضحك:
لا لا يا خويا، ما فيش حاجه... يمكن بس شفت كابوس ولا حاجه خلاتني متوترة... هو أنا هخبي عنك حاجه يعني؟!
عمران وهو بيرفع حاجبه:
منك لله يا ست إسراء... أنا خابرك زين، قلبي مش مطمنلك لما تخبي حاجه، بس ماشي، طالما انتي مصرة تقولي مفيش، يبقى نشوف بعدين...
يدخل عمران أوضته وهو بيهز راسه، بس باين عليه مش مقتنع، وإسراء تقعد على الكنبة وهي بتاخد نفس عميق وتحط إيديها على وشها وتهمس:
إسراء: يا خراب بيتك يا اسراء ... البت ديه طلعت ما ماتتش... لو عمران عرف، هتبقى نهايتي...
في الناحية التانية، حمدي يركب عربيته ويمشي من البلد على طول رايح على المركز علشان يقابل واحد صاحبه شغال موظف في السجلات المدنية:
حمدي: والنبي يا عبده، شوفلي شهادة ميلاد لولد ممكن يكون اسمه "وحيد عمران حمدان"... لو اتولد من حوالي خمس ايام.. اسم الام مكتوب ايه بس عنديك..
عبده: استنى يا عم حمدي، أهو خلينا ندور اكديه سوا...
(يقلب في الأوراق وعلى الكمبيوتر، وبعد دقايق)
ايوه... لقيتها... الاسم "وحيد عمران حمدان" واسم الام "اسراء عتمان"
حمدي وهو بياخد الورقة وبيضمها للورقة اللي لقاها في البيت:
بس اكديه... معايا الورقتين اللي يهدوا جبل ...
يروح حمدي بعدها لدوار العمده ويسال لو محتاجين حد يشتغل فيه علشان يكون قريب منهم ومن الواد علشان يعرف يطمن رشاد بكل المستجدات....
حمدي: مساء الخير يا بيه.... مالقيش عندك شغل ليا يانوبك فيا ثواب دا انا بجري على عيالي.....
عمران : استهدى بالله اكديه ورد عليا انت اسمك ايه ومنين مشفتكش فى الكفر حدانا قبل سابق....
حمدي: صوح يا بيه انا مش الكفر اهنيه... بس العيشه بقت صعبه قوي فى الجبل وقولت انزل البلد اجرب حظي وناس ولاد حلال دلوني عليك...
عمران: ماشي يا راجل يا يطيب اعتبر نغسك اتعينت عندي من ضمن الغفر... الا صحيح مقولتليش اسمك ايه؟!
حمدي بفرحه كاذبه: الله يجبر بخاطرك يا بيه.... الله يوقفلك ولاد الحلال... خدامك حمدي يا بيه..
بعد ساعات هيتفاجا عمران اختفائك صابر الغفير وهو طالع لاوضته يسمع اسراء بتتحدت فى المحمول...
اسراء: واه واه يا ولد المركوب انت نسيت بتتكلم مع معين يازباله.... انا مبتتهدتش واصل وخليك فاكر ان الشوم حبيبه قالت على اسمك انت وبس وناسي انا بنت مين وهى مين... متقدرش عليا واصل ولا تعرف تاذيني... مش انا اللى شيلتها ورمتها فى قلب الجبل وسط الديابه... اهدى اكديه وخليني اعرف اتصرف وانت اقفل خشمك ومتنطقوش بحرف واصل والا هتشيل انت الليله كلاتها لوحدك انت سامع.. يلا غور.
وتقفل السكه وتكلم نفسها بكل غل وحقد: وبعدين معاكي يا ست حبيبه... ما موتيش ليييييييه اعمل فيكي ايه اكتر من اكديه....
عمران لنفسه بعصبيه: ااه يا بنت المركوب يبقى انتو اللى خطفتوها ورميتوها فى قلب الجبل يا اوباش يا زباله.... حسابك معايا كبر كتير يا اسراء بس الاقي حبيبه واطمن الاول وبعدين افضالك.....
حبيبه لسه عايشه... يعني فيه أمل ألاقيها، بس ازاي؟! ومين ورا اللي حوصول كله؟! لازم أتحرك بسرعه قبل ما الضباع الدار تنهش في ولدي...
فجأه ييجي حمدي، وهو بيتمشى حوالين الدوار...
حمدي:
صباح الخير يا بيه... تحب أشربك شاي ولا حضرتك بتعمل دوره حوالين الدوار؟
عمران (بحدة):
هاتلي الشاي وتعالا قعد جنبي...
حمدي وهو بيقعد:
عينيا ليك يا باشا...
عمران (بيبص له وبيفكر):
بالحق يا حمدي... انت قولت إنك نازل من الجبل، ما سمعتش عن حاجه هناك؟ بنت ضايعه؟ حاجه غريبه؟
حمدي (بيتظاهر بالاستغراب):
لا يا بيه، والله ما سمعت عن حاجه... بس الجبل مليان مصايب، وكل يوم حد بيضيع أو بيرجع مكسور...
بس لو تحب أعمل عيني مفتحه وأسال لك، أنا ليا ناس هناك برضو...
عمران:
اسأل، وأنا هزودلك المرتب، بس عايزك تفتح عينيك زين، واوعى تثق في أي حد... الدوار مليان تعابين...
حمدي (بابتسامة فيها معنى):
تعابين كتير يا باشا... بس كل تعبان ليه داب، وأنا حافظ دابهم زين...
في الناحية التانية، كانت إسراء قافله على نفسها أوضتها، بتلف حوالين نفسها، وشها أصفر وبتنهج...
إسراء (لنفسها):
لو عمران عرف كل حاجه، هتكون نهايتي... البت ديه لازم تختفي تاني، المره ديه بايدي أنا، مش هسيب حاجه للصدفه...
تمسك موبايلها وتكلم رقم مش محفوظ:
إسراء:
أيوه... انت عارفني زين، وعمرك ما رفضتلي طلب... المره ديه عايزه شغل نضيف، مفيشهوش ولا غلطه، البت حبيبه...
لازم تتلم وينقفل خشمها من الدنيا،... أنا هقولك مكان ما شافوها آخر مره، بس خلصلي على الموضوع بسرعه...
الصوت من الطرف التاني:
اللي تطلبيه يا ست هانم... البنت ديه هتروح وماحدش هيلاقي لها أثر...
البارت 5
في نفس اللحظه، كان حمدي بيتمشى في جنب الدوار، لقى ست غلبانه معاها شنطة فيها أكل وجايه من الناحية التانية...
الست:
يا ابني... الله يخليك، انت مش الغفير الجديد؟
حمدي:
ايوه يا أمي... فيه حاجه؟
الست:
أنا كنت جايبه أكل لولدي اللي كان بيشتغل اهنيه صابر ، بس لسه مش عارفه هو راح فين؟
حمدي (بيفكر):
صابر؟ مشفتيهوش من امتى؟
الست:
من يومين يا ضنايا، مختفي، لا حس ولا خبر، وسايب عياله جعانين...
حمدي (لنفسه):
يبقى ست إسراء ورا الموضوع أكيد... ديه بتدفن اللي يفتح خشمه... لكن طالما عمران شاكك، يبقى لازم أعرف كل حاجه بسرعه...
في الليل، كان عمران واقف في مكتبه، قدامه صورة قديمة لحبيبة وهي صغيرة، ماسكها ودموعه محبوسة في عينه، وفجأة الباب يخبط...
حمدي:
اسمحلي أدخل يا باشا؟
عمران:
ادخل يا حمدي، فيه جديد؟
حمدي (بيقفل الباب وبيتكلم بصوت واطي):
أنا عرفت حاجه مهمه... صابر الغفير مختفي من يومين، وأهله بيقولوا مفيش خبر عنه... وناس في البلد قالوا إنهم سمعوا صوت ست هانم بتزعقله جامد يوم ما اختفى...
عمران (بحدة):
اختفى؟! وانت متأكد إنه كان عندها؟
حمدي:
ايوه، وشفتها بنفسي وهي بتكلم واحد في التليفون النهارده وبتشتم وتهدد، وقالت "أنا اللي شيلتها ورمتها في قلب الجبل"...
عمران (اتجمد مكانه، وإيده شدت على المكتب):
يعني الكلام اللي شاكك فيه طلع صوح... اسمعني يا حمدي، من دلوقتي إنت عيني وودني، أي حاجه تتحرك تبلغني بيها فورًا... وإوعى تقول لحد انت بتشتغل معايا...
حمدي (بصوت واطي):
تحت امرك يا بيه..... بس بصراحه اكديه الست هانم شيطانه حرمت الأم من ابنها ورمتها في الجبل... ست قاسية يا بيه، ولازم تدفع تمن كل ديه...
عمران وهو بيشد على الصورة:
وعد يا حمدي، وعد مني... اللي عملت اكديه في ولدي... لازم تنداس وتتحاسب... حتى لو كانت مراتي.
******************
في وادي الجبل عند رشاد
رشاد: عملت ايه يا ولد الفرطوش كل ديه لا حس ولا خبر منك عجبتك القعده في البلد ولا ايه
حمدي: والنبي مش هيك... اكديه عيب عليك والله .. انا واحد من رجالتك يا كبير بس ما رضيتش ارجع الا لما اجيب الاخبار الزينه وكمان يكون العمده وثق فيا واقرب منه اكثر وما يشكش فيا لما اخد اجازه منه واجيك اهنيه
رشاد: كافي عاد حديدت ماسخ وما لهوش عازه بتتحدد زي النسوان اكديه ليه وانطق عرفت ايه وايه الاخبار في الدوار العمده والبنت اللي جوه دي مظلومه بصوح ولا واحده من اللي بنشوفهم بيغسلوا عارهم اهنيه وانتطق يا ولد الفرطوش مالك مبلم اكديه ليه
حمدي: حاضر يا كبير كلام البنت صوح فعلا كانت حبله من العمده والعمده ما يعرفش عنها حاجه واصل من شهور وبيفتش عليها في كل مكان بس وراه شغل كبير قوي قوي قوي مع ناس حبايبنا كمان بس شكل العمده اكديه ندمان على اللي حوصول مع البت وبيدور عليها من كل قلبه... اما مرته هي الشيطان اللي بصوح ديه الشيطان يقف احترام ليها اللي عرفته انها خطفت البت وخبيتها عن العمده وعرفت الكل انها حبله واخذت ابنها وقالت عليه انه ابن بطنها حتى العمده نفسيه ما كانش خابر الموضوع ديه ولسه خابر بيه من مفيش وكمان هي اللي ورا اختفاء الغفير صابر وانا شاكك لتكون قتلته علشان ما يجرش عليها وكمان لقيت ورقه كاتباها البنت بخط ايديها انها مش موافقه ان هي تتنازل عن ولدها والمراه الشيطانه سجلت الواد باسمها وداي شهاده ميلاده وكمان دي تصويره الواد على المحمول عشان امه تطل عليه ويبرد قلبها
رشاد بعصبيه: ملكش صالح بيها عاد وبعدها لك في شغل لط النسوان ديه ما هتبطلوش واصل.... غوووور قبل ما ارتكب فيك جريمه وخليك مع العمده زي ضله تمام ما تفارقهوش واصل وكل جديد يوصلني اول باول مش تغيب اكديه تاني يا ابو مخ ظلم وما تتصرفش تاني من راسك سامع..... يا رب صبرني على شويه البقر اللي بيشتغلوا عندي...
خرج حمدي، ويدخل رشاد على البت المربطة، ويبان عليه العصبية والغيرة، بس بيحاول يخبي ده
رشاد (بصوت عالي):
يعني ما كفاكيش البلاوي اللي جريتيها، ولسه وشك مرفوع فيا يا بت المركوب ؟!
هو انتي فاكرة عاد إنك هتهربى مني ولا من حسابك ؟!
حبيبه (بهدوء لكن عيونها فيها نار):
انا ما عملتش حاجة... هما اللي خطفوني و رموني لديابه الجبل..... وانت ربطني اكديه زي الكلاب...
كل ديه ليه؟ عشان قولت الحق؟! علشان رايده ولدي يكون في حضني؟! وربي العظيم انا ما غلطش فى حاجه واصل.... هو اللى استقوى عليا وخلف بوعده معاي... انا ذنبي ايه عاد ياريتك كنت سبتنى للديابه تخلص عليا وارتحت....
رشاد (قرب منها، نبرة صوته نازلة لكن فيها غل):
لا والله الحق؟! وانتي تعرفي ايه عن الحق عاد؟! ديه اللي كان في بطنك مش ابن حرام؟ من ورا ضهرك حوصول اكديه يعني ؟!
وانت ساكته ليه كل ديه؟! ولا كان ليكي مزاج بس العمده اتزوج وكمان فضيحتك بانت عليكي ووقتها بس افتكرتي الحق يا جليله الربايه والحيا...
حبيبه(بغصة):
مش اكديه.... كفايك عاد ما رايدشي تصدق ولا تفهم ليه... كنت خايفة...كنت صغيرة...
ولما حاولت أتكلم، الست هانم الشريرة قالتلي لو نطقتي هتدفني حيه...
رشاد (شد شعره، لف ودار في المكان):
والنبي القهر ديه ما يتسكتش عليه واصل...
انتي خابرة إني هسيبك تروحي اكديه؟ بعد ما قلبتي الدنيا على دماغنا؟!
حبيبه(بصوت هادي لكن واضح):
أنا مش طالبة حاجة... غير ولدي.
هاتوا لي ضنايا... خلوني أبص عليه من بعيد حتى...
أنا مش طالبة انتقام، بس رايده أشوفه...
رشاد (وقف قصادها، نزل على ركبته، مسك وشها بقوة):
انتي فاكرة إني هرق وقلبي هيوجعني عليكي؟ أنا رشاد... اللي اسمه بيخوف نص الوادي...
بس... (نبرة صوته اتغيرت فجأة وبقى فيها وجع)...
بس قلبي وجعني لما سمعت إنك كتبتي الورقة بإيدك...
ورقة فيها دموعك... وفيها رفضك...
حبيبه (دمعة نزلت من عينيها):
ما قدرش اقولك قد ايه قلبي اتكسر وأنا بكتبها...ولدي بيتربى في حضن غير حضني...
وانا مربوطة هنا زي البهيمه...
رشاد (قام فجأة، ضرب الحيطة بيده):
غلطت لما صدقت إنك خاطيه وشرفك ملطخ...بس أنا هصلح كل ديه...
هجيبلك ضناك، بس بشرط...
البنت (رفعت راسها):
صوح هتعمل اكديه؟! شرط ايه؟! انا اعيش خدامه تحت رجليك لاخر العمر بس ترحع ليا ضنايا...
رشاد (قاسي جدًا):
خشمك ديه ما ينطقيش حرف عن العمدة ومراته...ولا عن اللي حوصول...
تعيشي اهنيه... في البيت ديه... تحت عيني...
ولو حاولتي تهربي...ولا كلمة... ولا دمعة...
برميكي للديابه انتي وولدك والمره دي مش هحوشهم عنك واصل..
البنت (صرخت):
ليه؟! ليه تخبوني هو انا عار ولا جربه؟!
ليه مش عايزني أرجع لحقي انى اعيش بكيفي مع ولدي ؟! والله يبقى انت بتسب وتلعن في العمده وعلى اللى عمله معاي وانت عايزني اعيش زي ماكان معيشني... فرقت عنيه والله..
رشاد (قرب منها، همس بصوت غيور):
عشان لو عرف العمدة... هياخدك...
وانا... مش هقدر أستغنى عنك بعد اللي عرفته...
البنت (بتنصدم):
انت... انت بتقول إيه؟ انت واعي للي بتقوله ديه..
رشاد (اتوتر، لف ضهره ليها):
ما تقوليش حاجة...
أنا بس رايد تفهمي...أنا ما بقيتش زي الأول...وداي حاجه ملكيش صالح بيها.... المهم قولتى ايه موافقه ولا لاه؟!
(يسيبها ويمشي ، قبل ما يخرج يقف ثواني يسمع صوت بكاها، يتنهد لكنه يكتم)
رشاد (بصوت واطي لنفسه):
والنبي يا بت الناس عاد كفياكي... لسه مش خابر كيف أخون اللي رباني ولا أحمي اللي وجعت قلبي... ماتزودهاش علي احسن برجي من عقلي يطير ويخرب الله لا يسيئك عاد.....
في دوار العمده وبالاخص في المكتب
عمران: حمد لله بسلامتك يا حمدي غبت ياولد الفرطوش... قولت يومين يا راجل ولا ام العيال توحشتك ولا ايه... الدنيا مقلوبه اهنيه من غيرك وكمان
اجلت مشوارك اكديه رايد تكون وياي فيه خلاص ما بقتش اثق في حد واصل وكمان عملت ايه في اللي طلبته منك؟!
حمدي: والله ما غبت يا بيه يا دوبك شفت الوليه والعيال وجيتك طوالي وبعدين يا بيه ربنا يجعل الدوار عامر بحسك فيه وبوجودك العمر كله ..... حكيت لك يا بيه مع كذا حد اكديه من سواقين الجبل يشوف لو حوصول حاجه تخص البت اللي قولتلي عليها.... الله صوح يا بيه هي البت دي تبقى مين؟!
عمران بعصبيه: نسيت نفسك ولا ايه يا واكل ناسك وانت مالك عاد انت تنفذ اللي بقولك عليه وانت قافل خشمك وتحط فيه الصرمه القديمه كمان يلا هم ورانا شغل
يطلع حمدي اللي ماسك نفسه اعصابه على عمران هو مش غفير علشان يسمع الكلام دا..... ده راجل من مطاريد الجبل اللي دمهم حر وسلاحهم دايما سابقهم.....
بعد فتره فى مكتب عمران.....
عمران: يا مرحب يا مرحب بالمعلم الصفناوي ملك السلاح كلاته في البلد عاش من شافك يا معلم اكديه بنتقابل بعض في الشغل وبس...
المعلم صفناوي: واه واه الحديت ديه ليا انا يا واكل ناسك..... انت اللى من يوم ما اتجوزت وشرف ولي العهد محدش بقى يشوفك واصل...
عمران: مش اكديه يا معلم بس انت خابر زين الشغل ومشاغله الكتير..... المهم بقولك صوح الغفير صابر معدتش بيشتغل معايا وفى حد تاني اسمه حمدي هو اللى هيكون مكانه.....
البارت 6
في الوقت دا حمدي يدخل المكتب ويتفاجا بوجود الصفناوي..... حمدي بيسلم على المعلم صفناوي وهو متلتم باللاسه...... المعلم صفناوي شك فيه حاسس انه شافه بمكان قبل كدا وعمران اللي شك في تصرفه ليه حمدي كان متلتم كدا
تاني يوم الصبح اسراء طالعه من الدوار راح وراها حمدي بالخفا يراقبها لحد ما وصلت عند بيت اللي في وسط الغيطان
اسراء: حمد الله على سلامتك يا حبيبي اتوحشتك قوي عملت ايه في اللي قلتلك عليه خلصتني من وجع الراس ديه والله ما طايقاش نفسي من وقتها ريحني عاد وقول انك تصرفت
الشاب:واه ما واثقاش فيني ولا ايه قلتلك الموضوع عندي يبقى خلاص الموضوع عندي عاد وبعدها لك يا بنت الناس مفكراني حمدي ولا ايه متصغرناش اكديه
اسراء: ابدا والله ينقطع لساني ما اقدرش اقول اكديه واصل ده انت سيدي وتاج راسي عمران ايه اللي تقارن حالك بيه
يسيبهم حمدي ويرجع للدوار يقابله عمران
عمران: كنت فين يا واكل ناسك فاكر نفسك شغال في سرايا ابوك تيجي وقت ما تحب وتروح وقت ما تحب ايه علشان قلت عليك امبارح انك دراعي اليمين هتتكبر على الشغل الغفير عاد
حمدي بهدوء مصطنع: واه ليه كل ديه يا بيه ايه عملت ايه انا الكل ديه مش تسمع مني بالاول وانا ما هتكبرش يا بيه انا واحد كنت اتمنى اشتغل عندك غفير كبرتني وعليتني وخليتني دراعك اليمين ابوس راسك وابوس رجلك على اكديه انا كنت فين وبقيت فين يا بيه انا كنت بشحت اللقمه اللي بروح بيها لعيالي انت اللي اكلتني وشبعتني ولحم كتافي من خيرك ما نعملش معاك اكديه واصل
عمران: ايوه ايوه ايوه اعمل لك شويتين دول يا واكل ناسك كل ما اكلمك تقولك اكديه انطق كنت فين
حمدي: ما فيش يا بيه انت مش قلتلي ان عينيك ودانك في الدوار ديه الست هانم كانت طالعه من الدوار الصبح بدري وكان باين عليها انها مش زينه روحت وراها اشوف تعمل ايه
عمران: مش زينه كيف يعني ولقيتها بتعمل ايه
حمدي: ما نقدرش نقول يا بيه الله ستار حليم كلنا عندنا ولايا عاد
عمران بعصبيه ويخبط بايده على المكتب: ايه اللي انت بتقوله ديه يا ولد المركوب انت نسيت نفسك انت بتتحدد على مرات عمده البلد كيف تقول عليها اكديه والله لاقطعك وارميك لكلاب السكك ينهشوا في لحمك
حمدي: واه يا بيه استنى بس يا بيه انا عندي الدليل اللي يثبت صوح كلامي انا عذرك يا بيه الكلام تقيل صوح على النفس
عمران بتوعد: دليل ايه اللي بتقول عليه انطق بدل ما افضي البندقيه دي كلها في صدرك انتطق يا ولد المركوب
حمدي: يا بيه انا شفت بعيني دول بتروح بيت وسط الغيطان اللي هناك دي وقابلت حد وبصراحه اكديه وضعهم ما كانش ولابد وفي بينهم كلام يا بيه وبيعرفوا بعض صوح
عمران بعصبيه: انت سامع نفسك بتقول ايه مين اللي كان وياها ديه تعرفه وحديدت ايه اللي كان بينهم
حمدي: والله يا بيه ما خبرش بس لو شفته بعرفه طوالي والله يا بيه مخابرش عاد انا كنت واقف بعيد وسمعت بس كلام على خفيف ولمسات وحاجات استغفر الله العظيم يا بيه احنا عندنا ولايا عاد
عمران يقعد على الكرسي بصدمه: طب غور من وشي غور الساعه دي ما طايقش اشوف حد
يطلع حمدي ويقعد عمران متعصب ويكسر في كل المكتب
عمران: اه يا قليله الحياه يا قليله الربايه انا يوحصول فيني اكديه انا اخر الزمن العمده عمران مرته تعمل فيه اكديه وتحط راسه في الطين يا وقعتك المربربه يا عمده في وسط الناس والخلق والعالم والله يا اسراء لاغسل عاري بيدي واخليك عبره لنسوان الكفر كلها حسابك تقل كتير قوي معاي
يطلع عمران من المكتب والنار طالعه من عينيه
عمران: يا ست حسنه... انتي يا ست حسنه فين زفته الطين اسراء
ست حسنه بخوف: مخابرش يا بيه انا صحيت ما لقيتهاش حتى الواد على صرخه واحده
عمران: ما تعرفيش راحت فين عاد...
الست حسنه: والله يا بيه ما خبراش ما قالتليش حاجه ولا شفتها من الاساس
عمران: طب غوري روحي للواد وانت ما لكيش عازه اكديه في الدوار
ويطلع يجري على اوضه اسراء ويفتش في كل مكان ويروح للدولاب ويفتش فيه لكن المفاجاه ورق التحليل بتقول ان اسراء ما بتخلفش
عمران بصدمه: يعني انا احساسي كان صوح....... وحيد ولد حبيبه صوح.... اسراء ما بتخلفش...... اكديه حسابك بقى واعر قوي معايا يا واكله ناسك
بالليل وعمران في مكتبه جاله اتصال من المعلم الصفناوي
عمران: يامرحب يا معلم اخبارك ايه كل حاجه تمام اول مره تكلمني اكديه في ايه حوصول
المعلم الصفناوي: بقول لك يا ولدي الراجل اللي اسمه حمدي ديه انت بتعرفه من فين
عمران: تسال عن حمدي ليه انت عرفت عنه حاجه ولا ايه
معلم الصفناوي: حاسس اني شفته في مكان قبل اكديه بس مش فاكر فين ومش مرتاح له للراجل ديه عينيه فيها غدر المهم قول لي عرفته منين...
عمران: ديه جالي من فتره كان عايز يجي يشتغل عندي غفير لان الكفر اللي هو منيه هناك عند الجبل وما فيش شغل منيح فجيه طالب لقمه عيش وصابر كان مختفي فشغلته غفير مكان صابر وبعدين حوصول كم حاجه اكديه عرفت منهم معدنه ووثقت فيه وهو شهاده حق ما اخذنيش واصل
معلم الصفناوي: اسمعني زين يا ولد عمي انا بعزك زي اخويا الصغير احنا مش بينا شغل وبس احنا بينا عيش وملح ديه اللي يخليني اقولك دلوقت خلي بالك من اللي حواليك الضربه اللي بصوح وتقتل هي الضربه القريبه يا ولدي
الشك دخل قلب عمران هو ممكن يكون فعلا حمدي وراه حاجه........ قرر ما يعتمدش على حد واصل ويعتمد على نفسه وراقب حمدي وهو طالع من عنده مروح لداره لكن المفاجاه ظهرت لما حمدي طلع الجبل عند المطاريد وسمعوا وهو بيحكي مع رشاد....
رشاد:
واه واه ايه اللى جابك دلوق يا حمدي؟ وشك مش مريحني، شكلك عامل مصيبه انطق يا وش النحس.
حمدي:
مكنش ينفع استنى للصبح واجيلك اللي حوصول معايا كان هيوديني في ستين داهيه... عمران قرب يشم ريحتي، واللي زاد الطين بله إن المعلم صفناوي شك فيا... حس بيا صوح، قاللي شفتك قبل اكديه، بس مش فاكر فين!
رشاد:
صفناوي؟! ديه لو عرفك حقيقتك، يبقى السلام على الدنيا. انت نسيت انت كنت شغال معاه أيام ما كنا بنهرب السلاح من على الحدود واتقبض عليه...
حمدي:
ما نسيتش، ودي المشكله... وشه لما شافني كأني كنت عايش في كابوس ورجع لي، والعمدة عمران؟ شاكك فيا من ناحيه تانيه. انا مراقب اسراء زي زيه، وطلعت حاجات تخوف، بس في وسط كل ديه... حاسس اني خلاص اتحصرت من كل جهه.
رشاد:
وإيه اللي ناوي تعمله دلوق؟ مش معقوله تفضل تتمشى في وسط نارين اكديه، يا عمران يا صفناوي... هيخلصوا منك في أول فرصه.
حمدي (بحسم):
أنا قررت أخلص الشغل مع عمران... الراجل ديه ملوش عازه، خصوصا بعد ما شاف ورق التحاليل بتاع مراته، وشكله هيولع الدنيا قريب. أنا لو فضلت حواليه، يبقى بجهز نفسي للكفن بإيدي.
رشاد (وهو بيضحك بخبث):
خلاص يا خويا، ما احنا كنا مستنيين اليوم ديه... أهو نخلص من عمران ونسيب الصفناوي يتهبد لوحده. بس شوف... انت لازم تعمل اللي اتفقنا عليه الأول.
حمدي (متردد):
الحركه دي كبيره يا كبير... انت خابر لو اتقفشت، يبقى رقابتي مش هتروح للنيابه للمشنقه طوالي.....
رشاد (بثقه):
انا خابر وعامل حساب كل حاجه.. انت اللي دخلت الدوار وبقيت "دراع عمران اليمين"، عايز أكتر من اكديه فرصه؟ اللي عايز يبقى كبير، لازم يمشي على رقابي غيره، فاهم؟
حمدي:
فاهم... بس بعد الحركه دي، مفيش رجعه. هنسحب من هناك ونختفي للابد.
رشاد:
ايوه، وتيجي تعيش معانا اهنيه. الكفر مش لينا، احنا مكاننا في الجبل، واللي تحت دول مش قدنا واصل.
حمدي:
اتفقنا... بس خليني أخلصها على نضافه. عمران مش هيرتاح إلا لما يحس إنه ضامن الكل، وانا هخليه يضرب كف على كف ويقول يا ريتني ما أمنت.
البارت 7
وفي نفس اللحظه، كان عمران راجع من بعيد، شايف حمدي نازل من الجبل، بس ما سمعش الكلام... وقف بعيد، مستخبي بين الصخور.
عمران (في سره):
ايه اللي جابك اهنيه يا ابن الكلب؟ بتتعامل مع مين فوق؟! واللي خلاني أمنلك وادخلك بيتي؟!... ده انت ما طمنش واصل.
يرجع عمران الدوار والنار في قلبه، عايز يتأكد بنفسه. يدخل البيت يلاقي الدنيا هاديه، يدور بعنيه يدور على اسراء، تخرج له من المطبخ بضحكة مصطنعة.
اسراء (بهدوء):
اخيرا جيت يا سيد الناس ... ما كنتش لسه حضرت العشا تعالى كل معايا عاد....
عمران (نظره غريبه):
رجعت... علشان ارتاح مش اكل..... بقولك يا مره انتى كنتي فين الصبح بحق؟!
اسراء (بتحاول تخبي توترها):
في الدوار هكون فين يعني؟... هو حوصول حاجه ولا ايه؟ مالك اكديه معفر ومغبر خلجاتك كلها.....
عمران (بصوت خافت):
كنت بصفي حساب مع حد اكديه... بس لسه في حساب تاني.
**************************
في الجبل عند رشاد........
رشاد (وهو بيفتح الباب بشويش):
"يا رب... يا ساتر …"
يدخل ويشد الباب وراه يثبت في مكانه لما يشوفها نايمه، مربوطة بحبل خفيف حوالين إيديها، ووشها باين … هادي زي الملاك، حتى مع أثر الجروح والتعب
رشاد (بصوت واطي وهو يقرب منها):
سبحان اللي خلقك… حتى وانتي ف حالتك داي، قلب الواحد بيرق ليكي… انا مالي اكديه؟! شاغله بالي ليه اكديه؟"
يقعد جنبها على الأرض، يمد إيده يفك الرباط من على إيديها بشويش وهو بيكلم نفسه
رشاد: خلاص... هانت يا حبيبه... قرب اليوم اللي ترجعي فيه وتاخدي حقك، حقك اللي اتهان سنين، اللي كلهم مشيوا وسابوكي تاكليها لوحدك...والله لادفعهم التمن..
يمد إيده يحط بطانية قديمة على جسمها، ويقعد جمبها، وشه كله تناقضات
رشاد:
بس انا ليه اكديه؟! ليه من بين كل الخلق ربنا قلبي وجعني عليكي؟! انا اللي ما كنتش برحم حد واصل... انا اللي وشي يخوف الصغيرين، بقى قلبي يرجف وانتي نايمه؟!
يمد إيده يمسح خصلتين شعر نازلين على خدها، بس بسرعة يرجع إيده وهو حاسس بتأنيب
رشاد:
حرام… حرام حتى أفكر اكديه… دي ست مظلومه، وأنا واحد من اللي خربوا حياتها، حتى لو ما كنتش شاركت في اللى حوصول معاها
(يقوم يلف في الدوار، مش قادر يهدى، ويرجع يبص عليها)
رشاد (وهو يتكلم لنفسه بعصبيه مكبوتة):
أنا ليه قلبي واجعني على واحدة كانت مجرد بت مرميه فى الجبل؟! ليه بقيت أخاف عليها أكتر من نفسي؟ ليه بقيت مستعد أضرب الصفناوي واتنكر لعمران علشانها؟!
(يقعد تاني، يقرب من وشها، يهمس)
رشاد:
والله يا حبيبه، مش عارف اسمي اللي بيحركني ديه ايه ولا الندم ولا يمكن الحنية اللي ما شفتهاش من زمن… بس أوعدك… أوعدك بعمر رشاد... إنك ما تباتي ليله تاني مربوطة، وإن اللي ظلمك يتربط مكانك…ويدوق العذاب الوان...
يسكت، يقعد على الأرض ويسند ضهره على الحيطه..
رشاد (وهو بيهمس):
كنت فاكر قلبي مات من زمان… بس لما شفتك، رجع يدق… مش بس علشانك… علشان اللي جواه ولسه ما اتحسابش…
**********************
في دوار العمده والكل واقف على رجل....
الست حسنه: العمده الصغير راح فين يا خلق؟؟؟ العمده عمران لو خبر مريحمش حد واصل....
اسراء: مالكم عاد صوتكم عالي اكديه ليه.... والله رايدين ربايه من اول وجديد على دلعكم الماسخ ديه....
الست حسنه: وحيد بيه يا هانم.... ملقينهوش بالدوار واصل.... مخبراش راح فين..
اسراء بعصبيه: ايه اللى بتقوليه ديه يا وليه... انتي اتخبلطي بعقلك عاد.. كيف يعني مليقاش الواد... ايه الطير اخده و هرب ولا يكون طلع يجري يا وليه يا مجنونه....
الست حسنه: مخبراش والله يا ست هانم انا كنت فى المطبخ بجهز له الرضعه رجعت ملقتهوش وقلبت عليه الدوار كله ملقيهوش....
اسراء وهي ماسكاه من شعرها: دا انا اقتلك وارمي لكلاب الشارع ينهشوا فيكي... انطقي وديتي الواد فين... ميكفنيش فيكي عمرك لو ولدي جرا له حاجه..... غوري من وشي ومشوفش خلقتك الا لما تلاقي الواد والا متلوميش الا نفسك عاد غوووووري يا وش النحس وغراب الشوم....
تمسك اسراء المحمول وتكلم عمران...
اسراء: عمران وحيد معاك صوح.... بالله عليك قول انه معاك...
عمران: في ايه يا وليه اتخبلطي فى عقلك عاد ولا اتجنيتي...... وحيد ايه اللى معاي واخده اعمل بيه ايه وانا فى الشغل يا وليه يا مخبوله...... الواد في الدوار لو انتى مركزه معاه زي ما بتكون مركزه فى الحاجات التانيه و الغيطان كنتي عرفتي ولدك فين...
اسراء بدموع: الواد مش اهنيه يا عمران ما لقيناهوش في الدار كله الواد اختفى ولدي فين يا عمران جيبلي ولدي
عمران بصدمه: بتقولي ايه يا وليه انتي واعيه للي بتقوليه صوح يعني ايه الولد مش في الدار امال فين عملت ايه في الواد
اسراء: وربي ما عملت حاجه انا ما لاقيهوش انا لقيت الست حسنه عماله تصرخ وتقول الواد فين ودورنا في الدار كله ملكينهوش كلمتك في المحمول لا تكون اخذت الواد ولا حاجه والواد مش معاك الواد اتخطف
عمران: بتقولي ايه انخطف مين ديه اللي يجرؤ يخطف ولد العمده من قلب الدار هي سايبه اكديه وفينهم غفرر الشوم اللي في الدار نايمين على ودانهم بيعملوا ايه
اسراء بدموع: مخابرش مخابرش وما ليش صالح عاد انا بس رايده ولدي هاتلي ولدي يا عمران
عمران: تكذبي الكذبه وتصدقيها عاد.... قلبك محروق عليه قوي من متى يا بت الناس ولا مفكراني مخبراش ان الولد ديه ولد حبيبه صوح بس ناقص اعرف فين حبيبه في الاول وحسابك معايا هيكون واعر قوي اقفلي لما اشوف الواد راح فين
ينادي عمران على حمدي لكن مش موجود يسال عليه حد من الغفر يقول ده مختفي من امبارح يرن على المحمول على حمدي
يرد حمدي: كنت خابر انك هتتصل ومستنيك يا بيه خير اؤمرني
عمران بعصبيه: هو انت اللي عملتها يا ولد المركوب انت اللي خطفت ولدي والله لندمك على اليوم اللي جيتني فيه انت ما خابرش انا مين عاد ممكن اعمل فيك ايه واذا مفكر الجبل اللي انت فيه بيحميك تبقى عبيط عاد انا بقدر اجيبك لو ببطن امك وولدي لو جرى له حاجه هخليك تتمنى الموت وما تلاقيهوش
ويقفل السكه بيجمع رجالتك كلها ويطلعوا على الجبل هيلاقي رشاد وحمدي مستنيينه
البارت 8 والاخير
رشاد بكل حزم: خير اللي جابك عن دينا وايه شويه العيال اللي جايبهم معاك دول ارجع يا شاطر لابوك ولكفرك بدل ما ترجع بكفنك
عمران: انت بتكلمني انا اكديه انت مخابرش انا مين وممكن اعمل فيك ايه انا اهدي الجبل ديه فوق رؤوسك يا ولد المركوب ولدي فين عاد
رشاد: ولدك بحضن امه..... امه اللي رميته بالجبل الديابه تنهش فيها..... امه اللي غاويتها وضحكت عليها واستقويت.... ارجع ارجع على رجلك احسن ما ارجعك بكفنك وولدك مش هتشوفو تاني واصل ولا هتقابله تاني خلصت يا ولد الناس.... الحق رجع لاصحابه
عمران: حق ايه يا ابو حق انت ما لكش صالح عاد ولدي ومرتي انت مالك عاد ومرتي تعمل ايه عندك ومن متى وهي اهنيه..
رشاد: واه واه دمك حامي صوح كيف الرجاله يعني وبعدين بتكذب الكذبه وتصدقها عاد مرتك مين يا ولد المركوب حبيبه مراتي انا مش انت.. انت اللي وغويتها ورميتها واستقويت عليها.... انا اللي بقول لك ما لكش صالح واصل وغور من اهنيه انا اخر مره هقولك اكديه ما تختبرش صبري عاد....
عمران: مستحيل تكون حبيبه مرتك.... حبيبه مرتي وبورق رسمي كمان اهو...
رشاد شد نفسه خطوة لقدام، ووشه ولع نار:
رشاد (بصوت غاضب): ورق؟ ورقك ديه امسحه بيه وشك يا عمران... الجبل ما يعترفش بورقكم، الجبل يعترف بالحق، وحبيبه حقي، وولدك ديه ماراح تشوفوه تاني واصل، ديه اخر كلام يا طين أرض النفاق...
رجالة عمران بدأت تتحرك، كأنهم على وشك الهجوم، لكن رشاد رفع إيده، وكل رجاله رفعوا سلاحهم، حاصروا عمران من كل ناحية.
عمران (بصوت عالي): إياك تمد إيدك عليا، ده أنا أقطعها من كتفك!
رشاد: مد إيدي؟ لاه يا عمران... أنا مش هوسخ إيدي بيك، لكن لو قربت خطوة كمان، هتكون نهايتك اهنيه، في الجبل اللي كنت بتقول عليه حامي ليك وهو أول من هيتردم عليك!
عمران (ينفجر): كدابين... مخادعين... خطفتوا مراتي وغسلتوا مخها!
رشاد (بسخرية): لا خطفناها ولا غسلنا مخها... هي اللي صحت من غفلتها، هي اللي عرفت انت كنت بتعمل فيها ايه، وعرفت مين اللي رجع لها كرامتها... وساعتها اختارت تبعد عنك وتيجي اهنيه، برجليها، بحريتها.
عمران (بصوت مرتجف): كدب... كدب... مستحيل تعمل اكديه!
رشاد (هادئ لكن حاسم): صدق زي ما تصدق، بس خليني أقولك كلمه أخيرة... لو فضلت داير حوالينا زي الديب الجعان، والله ما هترجع من اهنيه سالم... لا إنت ولا رجالتك.
عمران (بعد صمت قصير): وانت متأكد إنك تقدر تعمل اكديه؟
رشاد: أنا مش محتاج تأكيد، الواد بيني وبين امه، شوف وشه واشبع منه علشان هيتوحشك شوفته... انا من النهارده هكون ابوه.
عمران (بصوت مكسور): وأنا؟ أنا مالي عاد؟ شهور وليالي بدور وافتش عليها مش انا اللى عملت فيها اكديه ...انا رايد ترجع وتكون معاي وانا هكرمها واعزها... انا خلاص عرف قيمتها وعرفت انها بنت اصول وديه مش بالحسب والناس لاه بيكون بالتربيه والاصل الطيب.....
رشاد (بهدوء): ما هو ديه جزاء اللي يستقوي على الضعيف، ما كانش ليك من الأول، وسنينك دي كانت غش، زي حياتك كلها.
عمران لف ووشه اتقلب، صرخ بصوت هز الجبل:
عمران: أنا هرجع، والله ما هسيبها ولا هسيبك، وهنرجع نتحاسب، قدام ربنا و قدام الناس، الحساب جاي يا رشاد!
رشاد ما ردش، بس أشار برجاله يفتحوا له طريق، وعمران مشي، والعار كاسره، والخيبة واكلاه
رشاد رجع يبص ناحية المغارة، لقى حبيبة حاضنة ابنها، ودموعها سايلة على خدها.
رشاد (بصوت واطي): خلصت يا حبيبه... ما بقاش في حاجة تربطك بيه، ولا بزمانه... إحنا نبدأ من جديد.
حبيبه بخوف: عمران مش هيسكت واصل دا مشي من اهنيه والشر باين في عينيه... هو صحيح انا مرته.... يعنى انا مش خاطيه صوح.... ولا ولدي ولد حرام...... يا ما انت كريم يارب..... يا حنين عليا يارب.....
رشاد: هو بيقول اكديه بس انا هتاكد من الحكايه داي ولا طلع فيها صادق صوح بخليه يطلقكك ومتبقيش على ذمته دقيقه واحده.... و لا انتي رايده حاجه تاني؟!
حبيبه: لاه لو طلعت مرته بحق.... الله يخليك تطلقني منه وانا اعيش انا ولدي خدامين تحت رجليك.... انا كنت عايشه فى دار ووسط ناس وعالم واتغدر بيا ومكنتش حاسه بالامان واصل..... لكن اهنيه عايشه فى الجبل ووسط الديابه بس مطمنه ومرتاحه اكتر انا ماريداش ارجع للكفر تاني ولا اكون مرته.....
***************************
في دوار العمده يدخل عمران والنار بتطلع من عينيه يلاقي اسراء واقفل بقلب الصاله على رجل....
اسراء: ها عملت ايه...... عرفت فين الواد جبته معاك مش اكديه؟! ولدي فين يا عمران.......
عمران يضربها كف: ما كفاياكي عاد ايه الكذب بيجري فى دمك....... الواد مش ولدك ولا عمره هيكون ليكي ولاد يا ارض بور ما بتطرحش واصل........ من ساعه ما دخلتي برجلك الشوم ديه الدار اهنيه والدنيا اتقلبت وخسرت اكتر ما كسبت....
اسراء: بتضربني وبتمد ايدك عليا علشان واحده خدامه متسواش في سوق الحريم اتنين مليم..... انا اسراء بنت المعلم عتمان عين اعيان الكفر كله تعمل فيا اكديه..... انا اللى غلطانه اني داريت عليك في حكايتك مع الخدامه داي كنت فضحتك قصاد ابوك والخلق كلهم...... بتعمل عليا انا راجل يا واكل ناسك.. بتستقوى عليا انا شوف حالك مع ابوك ازاى بتكون ولا حتى البت اللى كنت رايدها انت اللى سبتها تضيع علشان جبان ومبتعرفش تقول لاه لابوك دايما دلدول ليه ولما اتجوزتك بقيت دلدول ليا لانك اكديه يا عمران ضعيف
وجبان...
عمران يفقد اعصابه ويضرب في اسراء
عمران: الخدامه دي اشرف منك ومن 100 زيك يا قليله الشرف يا قليله الربايه...... انت مفكره انى مخبرش بالوساخه اللى بتعمليها من ورا ضهري بس كنت ساكتت علشان مش فاضيلك ودلوق جيه وقت الحساب وعاري وراسي اللى حطيتهم فى الطين انا هغسلهم دلوق.........
ويطلع الطبنجه ويطخها عيارين ويقتلها...
ويوقع في الارض مخبرش هو عمل ايه ويعمل ايه دلوق في المصبيه داى.....
عمران وهو بيبص لاسراء اللى واقعه في الارض: انتى معاك حق انا فعلا جبان وضعيف مقدرتش اقول لابوي لاه انا رايد اتجوز حبيبه...... ولا قدرت اقول لحبيبه انى بحبها ورايدها وعلشان خفت انها تكون لواحد غيري ومقدرش امنعها بصمتها على عقد الزواج وهى نايمه علشان تكون ملكي..... ملكي لوحدي.. بس ضيعتها بكبريائي وخوفي حتى لما روحت الجبل وشفتها قصادي هي وولدي ومقدرتش ارجعها ولا اخدها انا فعلا جبان وضعيف....
بعد فتره يأمر الغفر يشيلوا اسراء ويحطوها فى شنطه العربيه ويروح بيها عند المصرف البعيد يرميها....
عمران: ديه اخره امثالك يا كلبه المصارف وفيران الغيطان...... مع الزباله دي والمجاري....
بس يتفاجأ بالحكومه حوالين منه وقبضت عليه.....
في القسم وعمران في ايده الكلبشات...
عمران: اانت ازاى تقبض عليا اكديه انت مخبرش انا مين عاد انا بمكالمه محمول واحده بشيلك من على كرسيك ديه واشغلك غفير عندي يا ولد المركوب...
الظابط: احفظ ادبك وصون لسانك ومتخلنيش اوريك المعامله التانيه صوح..... انت وقعت يا عمران ومحدش سمي عليك.... شريكك المعلم الصفناوي اتقبض عليه وهو بينقل شحنه سلاح وقر عليك هو ورجالته وزمانا دلوق بنتحفظ على كل مخازن السلاح اللى ملكك.....
عمران بخوف: كدب انا معرفش انت بتتحددت عن ايه ومين المعلم الصفناوي ديه دا اكيد بلاغ واتهام كيدي انا في السليم وورقي كله في السليم.....
الظابط: لاه منتش في السليم ولو مفكر نفسك هتعرف تهرب من قضيه السلاح فانت متهم بقتل اسراء عتمان مراتك وقبضنا عليك متلبس وانت هترمي جتتها فى المصرف والخدامين اللى في دار شهدوا على اكديه انت اكديه ولا اكديه هتتحبس باقي من عمرك وتروح لحبل المشنقه.......
اما رشاد فرفع قضيه طلاق لضرر باسم حبيبه وكسبتها واطلقت من عمران وعدلت شهاده ميلاد الواد وكتبت اسمها عليه.......
في دوار العمده حبيبه ماسكه ولدها في حضنها وبتطلع على حيطان الدار....
حبيبه لنفسها: يااااااه يازمن خرجت من الدار ديه خدامه وبفضيحه وبجرسه ورجعت ليه ست هانم وصاحبته ياااه يا دنيا وعلى اللى بتعمليه في الواحد وازاى بتشقلبه حاله في ليله وضحاها... بس انى مش رايده الدار ديه ولا العز ولا المال هما دول اللى ضيعوني وضيعوا عمران بطمعه واسراء بجشعها..... انا هخلي الدار ديه مكان للبنات الصغيره الضعيفه اللى ملهمش سند ولا ضهر فى الدنيا دي واصل علشان محدش يجرؤ يعمل فيهم زي ما اتعمل فيا......
رشاد بضحكه خفيفه: ومين بقى هيحمى البنات ديه انتى والزبله اللى في يدك ديه....
حبيبه: ااخص عليك يا رشاد متقولش عليه اكديه...... ولدي هيكون سيد الرجاله وزينهم ويطلع لابوه قوي ويخاف ربنا وينصر الضعيف ويرجع الحقوق لاصاحبها....
رشاد: اابوه مين عاد اللى اكديه.... السمس ضربتلك راسك ياوليه...
حبيبه وبتحط راسها على كتفه: ابوه رشاد سيد الرجال وسندي وعزوتي وعوضي اللى ربنا بعته ليا فى اكتر وقت كنت محتاجه اتعلق بقشه ورجعلي روحي ولدي لحضني...
رشاد: صوح يا حبيبه خلاص وافقتي تكوني مرتي وتعيش معاي انتى ووحيد..... انتي اللى عوضي يا حبيبه لكل سنين العذاب والقسوة اللى في الجبل وسط الديابه والضباع.........
وهنا انتهت قصتنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق