أخر الاخبار

سكريبت الخلود أو الآس حصري وجديد وكامل جميع الفصول

 سكريبت الخلود أو الآس حصري وجديد وكامل جميع الفصول 


لو مش قادرة تدفعي بيدك ممكن تدفعي بجسمك...

تحدث بينما كانت تلتهم عينيه جسدها الهزيل و المرهق من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها لتأخذ الفتاة خطوة للخلف بترقب و حذر.


_أنا قولت هدفعلكم!


صرخت عليه بينما كانت تطالعه بمقتٍ شديد لتتفاجئ بضحكاته التي اخترقت مسامعها فجأة.


تقدم الرجل الضخم ناحيتها و قبض على شعرها بإحدى  كفيه لتتأوه بألم قبل أن يتحدث بأعين حمراء :


_هتدفعيلنا و انتِ معندكيش شغل و مش لاقية حتى تاكلي ؟ شايفانا هُبل و بريالة؟


أنهى حديثه ليجرها من شعرها و يلقي بها على أرضية الشقة الباردة لتشهق الفتاة بألم و خوف.

معاد الدفع لسه مجاش و أنا قولت هدفع ، ملكش دعوة هدفع منين.


خرجت الكلمات منها بثبات لا تزال تحاول ادعاء القوة بالرغم من كل ما يحدث حولها.


وقف يطالعها ببرود قبل أن يرسم ابتسامة مصطنعة على وجهه و يجيبها بهدوء بينما يقترب منها:


_متفهمنيش غلط يا آنسة مريم ، أنا خايف على مصلحتك بس مش أكتر، القعاد في البيت و البكا مش هيفيدك و لا هيفيدنا بحاجة ، أنا مراعي إن الست والدتك لسه متوفية من كام يوم و عشان كدا انا لغاية دلوقتي طيب معاكِ و مورتكيش الوش التاني ، و انتِ....


انحنى ليصبح في مستواها قبل أن يكمل حديثه بينما يربت على شعرها: 

_...أكيد مش عايزة تشوفيه صح و لا ايه؟


ابتعلت الفتاة ريقها و أومأت بخوف خشية أن يقوم بفعل شئ  ما آخر لها ، ليبتسم الآخر بظفر و ينهض ناظراً  إلى الرجال الثلاثة الآخرين الذين كانوا برفقته معطياً لهم إشارة صامتة قبل أن ينتشروا فجأة و يقوموا بتحطيم كل أثاث المنزل.


كانت الفتاة تراقبهم بذعر بينما تنهمر دموعها بلا حول منها و لا قوة، و ما هي إلا لحظات قبل أن ينتهوا و يتجمع الرجال الثلاثة مغادرين الشقة و يتركوها وحدها برفقة كبيرهم الذي ابتسم كاشفاً عن أسنانه الصفراء متحدثاً:


_دي هدية كدا صغيورة مننا عشان أتأكد إنك مش هتنسي المعاد.


استدار ليغادر و قبل أن يتحرك وقعت عينيه على صورة والدة الفتاة التي سقطت و تحطم إطارها و تناثر الزجاج منها في كل مكان.


_ربنا يرحمها، أنا عن نفسي لو مكانك مش هسامحها.


أنهى حديثة بضحكة عالية و من ثم أزاح الصورة بقدمه  بتقزز و انصرف.


ما إن اطمأنت الفتاة إلى مغادرته حتى نهضت لتمسك بصورة والدتها بين كفيها و تتحدث بينما لم تجف دموعها قط:


_ بس أنا...بس أنا مسامحاكِ ، أنا عارفة إنه أكيد كان غصب عنك.


فجأة صدح صوت رنين في أنحاء الشقة ، نظرت إلى هاتفها الملقى على الأرض بينما تضئ شاشته ببعض الكلمات: مكالمة واردة من "الخلود أو الآس"...


                               ********


مقدمة اسكريبت "الخلود أو الآس"

يتبع...

اسكريبت صغير كدا بمناسبة إني اخدت أجازة تلات أيام و على الأغلب هيبقى تلات فصول.🫶


ملحوظة :

المقصود بالخلود هنا: مجموعة أزهار توضع على قبر الميت و مشهورة بقدرتها على التحمل فترة طويلة.

الآس: نبتة أيضاً توضع على قبر الميت.


تصنيف القصة: نفسي ، جري_مة ، هوس.

(بس طبعاً النهاية جميلة و مرضية و غير متوقعة زي ما عودتكم😉)


هنعرف سبب تسمية القصة بعدين و بس كدا❤️🙈


_الو..مين معايا؟ الووو....


_القاعدة الأولى: الكلام بدون مستندات كلام ملوش أساس، حتى لو ليه أساس ممكن نعتبره مش موجود.


_ايه؟ بتقول اي؟ انت مين و جبت رقمي منين؟


_مش مهم أنا مين، لكل مشكلة حل ، و حل مشاكلك إنك تتبعي القواعد.


_انت أكيد مجنون!


_دي حاجة مش هقدر أنكرها، ها...فهمتي القاعدة و لا أعيد تاني؟


أبعدت الهاتف عن أذنها لتنظر إلى الاسم الظاهر على الشاشة مجدداً ، "الخلود أو الآس" هي حتماً لم تسجل أي شخص بذالك الاسم الغريب فمن يكون ذالك إذاً؟


أعادت وضع الهاتف على أذنها لتسمعه يتحدث مجدداً:


_ شكلك مفهمتيش، أعيدها؟


ابتلعت ريقها و حاولت جمع شتات نفسها قبل أن تتحدث بنبرة ثابتة:


_معاك عشر ثواني بس عشان تقولي انت مين و رقمك متسجل عندي ازاي و إلا هقفل السكة في وشك.


_ممكن تعملي كدا ، بس صدقيني دا مش هيكون في مصلحتك.


_عشرة، تسعة...


_أعيد القاعدة؟


_ستة، خمسة....


_متصدقيش أي كلام يتقالك من غير إثبات عليه.


_واحد.


ما إن نطقت آخر رقم حتى أغلقت الخط و ألقت بالهاتف بعيداً.


أخذت تجمع الزجاج المتناثر في كل ردهة بينما تقنع نفسها أنه مجرد شخص عابث ليس على علاقة شخصية بها قبل أن تقع أعينها على النتيجة المعلقة على الحائط ، لقد بقي عشر أيام فقط على موعد سداد الدَّين و هي لا تريد أن تقع في مشكلة مع هؤلاء المرابين القذرين.


هي تكره الإعتراف بذالك و لكن ذالك المرابي اللعين كان على حق، الإختباء في المنزل و البكاء لن يفيدها بشئ، إن استمرت على هذه الحال قد تضطر في النهاية إلى بيع جسدها كما يأملون منها، تباً لهم...هي ستجد عملاً اليوم مهما كلف الأمر ، حتى إن اضطرت إلى تنظيف المنازل كلها هي ستفعل ذالك فحسب.


بعد ربع ساعة كانت تقف أمام المرآة -أو ما تبقى منها بمعنى أصح- تتأكد من أن وجهها لا يظهر منه شئ كي لا يلاحقها الصحفيون المزعجون مجدداً، لقد اكتفت منهم بالفعل.


ألقت نظرة أخيرة على الشقة التي كانت لا تزال في حالة فوضى ، سيكون عليها تنظيفها لاحقاً بالتأكيد عندما تعود، أما الآن فلا يمكنها إضاعة ثانية واحدة أخرى بينما لا تزال عاطلة.


                         ***********


_صباح الخير.


خرج صوتي بصعوبة من تحت قناع الوجه.


_صباح النور اتفضلي، طلب حضرتك ايه؟


تحمحمت قبل أن أتحدث مجدداً:


_أنا مش عايزة أطلب حاجة، في الحقيقة أنا...أنا شفت الإعلان و...


_اها، عايزة تشتغلي هنا؟


قاطعني العامل بابتسامة مريحة على وجه مما دفعني إلى الإسترخاء بتلقائية، أومأت له بالإيجاب فطلب مني اتباعه.


_أسناذة سهير، الآنسة هنا كانت جاية عشان الإعلان.


تحدث مخاطباً امرأة تبدو في مطلع الخمسينات تجلس خلف مكتب كبير.


أومأت المرأة متحدثة:


_أوكي، تقدر تسيبها هنا يا أحمد و أنا هشوف.


غادرنا أحمد ذاك بعد أن منحني إبتسامة لطيفة أخرى مما جعلني أكثر حماسة للعمل في ذالك المكان.


_أهلاً بيكِ يا حبيبتي، اتفضلي اقعدي...اسمك ايه؟


جلست على الكرسي أمام المكتب و ترددت قليلاً قبل أن أنزع قناع الوجه خاصتي ، و ما إن فعلت حتى وسعت المرأة عينيها بذهول.


_مر..مريم صبحي؟ انتِ الصحافية مريم صبحي مش كدا؟


_أ..أيوا، أنا هي، بس أنا....أنا معملتش حاجة كل اللي بيتقال كدب و إفترا أنا...


_ اهدي يا أستاذة مريم، أنا مش بتهمك بحاجة و مش فارق معايا كلام الناس، في الحقيقة عندنا شغلتين، واحدة نادل و التانية عامل نضافة، بس اي جيس إنك مش هينفع تبقي نادلة.


تنهدت بحزن.


_متفهمنيش غلط، أنا بس خايفة حد من الزباين يتعرف عليكِ و يضايقك.


أومأت لها:


_ لا عادي، في النهاية مش أي حد يقبل بإنه يوظف شخص متهم بإنه قتل والدته.


لاحظت ارتباكها قليلاً ما إن ذكرت ذالك و لكنها سرعان ما تحدثت مجدداً:


_قولتلك قبل كدا، أنا مش من النوع اللي بيهتم بكلام الناس و مش بميل لإني أحكم على حد معرفوش، و ما دام الشرطة سابتك يبقى انتِ أكيد بريئة.


_شكراً ليكِ، يا ريت كل الناس تبقى زيك و يخلوهم في حالهم.

 

_صدقيني الناس هنا لو فضلت في حالها تموت، على العموم عندنا هنا عامل نضافة تاني بس الشغل كان كتير عليه فقررت أوظف حد يساعده ، هو طالب عشان كدا هديله هو الفترة المسائية من خمسة ل١٢ و انتِ القترة الصباحية من عشرة لخمسة.


أومأت لها و ترددت قليلاً قبل أن أسألها:


_و بالنسبة لل...مرتب؟


_المرتب المبدأي ٦٠٠ جنيه هو مش كبير للأسف لأني قسمت مرتبه بينكم انتوا الإتنين بس متقلقيش هو قابل للزيادة على حسب شغلك و اجتهادك بمعدل متين جنيه كل شهر.


حسناً لقد توقعت كون الراتب زهيداً بالفعل و الآن مع حساب نفقات طعامي و شرابي كحد أدنى ٣٠٠ جنيه، هكذا سيتعين عليَّ كسب ٤٧٠٠ جنيهاً أخرى لسداد الدين الذي تبلغ قيمته خمسون ألفاً بمعدل خمسة آلاف جنيهاً كل شهر لمدة عشر أشهر.


السؤال هنا: أين سأجد وظيفة تغطي ذالك المبلغ؟


أخرجني من أفكاري صوت حمحمة المديرة قبل أن تتحدث:


_ طيب بما إننا متفقين تقدري تبدأي من النهاردا، ادخلي المطبخ هتلاقي زياد جوا و هو هيعرفك تعملي ايه.


أومأت لها بالإيجاب و شكرتها مرة أخرى قبل أن أتحرك بالإتجاه الذي أرشدتني إليه.


                            **********


_ و هنا بقى البوتاجاز ، لازم ننضفه باستمرار عشان مجدي كل شوية بيكب عليه القهوة و اللبن و مش لازم نستنى لأنه بعد ما بينشف بيبقى صعب ننضفه فأحسن حاجة يتعمل أول بأول...


تثائبت للمرة الألف بينما أستمع إلى أوامر زياد التي لا نهاية لها.


_هاي! ركزي معايا بكرا مش هبقى موجود و مش عايز آجي ألاقي المطبخ بايظ.


_ك..كمل ، أنا مركزة.


_آخر حاجة الزبالة، بصي هناك دا باب العمال، هتلاقي جمب الباب برا صفيحة زبالة كبيرة دي اللي بنفضي فيها الزبالة تمام؟


_تمام.


_طيب يا آنسة...


_ر..ريم اسمي ريم.


_ماشي يا آنسة ريم، خلاص خلصنا كل اللي لازم تعرفيه ، تقدري تفضي الزبالة دلوقتي منا ما أغسل أنا المواعين دي، و التزمي بالشغل عشان مرتبك يزيد المديرة هنا كريمة جداً صدقيني.


أنهى حديثه بغمزة مستمتعة لأبتسم بتلقائية على عفويته، و ما إن سقطت أنظاري على دلو القمامة الممتلأ حتى تلاشت إبتسامتي على الفور.


                              ********


بعد إنتهاء اليوم  عدت إلى المنزل منهكة تماماً، ليس بسبب العمل في المقهي فهو ليس متعباً على الإطلاق، أو حسناً باستثناء جزء التخلص من القمامة ليس صعباً؛ لكني أمضيت باقي الوقت في محاولة إيجاد عمل آخر في الفترة المسائية و لكن بدون جدوى ، فلا أحد يرغب بتوظيف الصحافية المجرمة بنظرهم.


ما إن صرت أمام باب الشقة حتى تنهدت بيأس بعد أن تذكرت الحالة التي تركت عليها المنزل صباحاً، أنا حقاً مرهقة للغاية لأنظف كل ذالك.


وضعت المفتاح في الباب و أدرته ليُفتح الباب ببطئ و ما إن أشعلت الأضواء حتى تثمرت في مكاني و هرب الهواء من رئتي لفترة.


هل هذه هي الشقة المحطمة التي تركتها صباحاً؟ عدت خطوتين للخلف لأتقفد رقم الشقة، إنها هي شقتنا الصغيرة القديمة التي انتقلت إليها بعد أن اضطرت إلى بيع الجديدة لسداد أموال المحامي بالإضافة إلى المصاريف الأخرى، شقة رقم ٥.


ترددت قليلاً قبل أن أخطو إلى الداخل، كانت الشقة نظيفة تماماً و تلمع جلت ببصري بين الزجاج المكسور الذي استبدل بآخر جديد و إلى القماش المفروش بعناية على الأرائك و الوسائد المرتبة.


توجهت إلى المطبخ و ما إن أشعلت أضوائه حتى زادت صدمتي إلى الضعف عندما رأيت أواني الطعام المرصوصة بعناية على المائدة الصغيرة المستديرة في منتصف المطبخ.


و بينما أنا في وسط دهشتي إذ بأنظاري تقع على ورقة كبيرة بجانبها أخرى صغيرة معلقتين على البرَّاد.


اقتربت ببطئ و سحبت الملاحظة الصغيرة لأقرأ ما كتب فيها:


"أكيد مروحة تعبانة و ملحقتيش تاكلي حاجة النهاردا، لازم تحافظي على صحتك، استمتعي بالأكل صُنع بكل حب و مش حاطط فيه سم متقلقيش(^-^). توقيع: الخلود أو الآس."


طويت الورقة بحيرة لتقع أنظاري على الورقة الأخرى الكبير التي كانت معلقة إلى جوارها، كان قد كُتب عليها بخطٍ عريض أسود:


"القاعدة الأولى: الكلام بدون مستندات كلام ملوش أساس، حتى لو ليه أساس ممكن نعتبره مش موجود"

                           

                                  **********


يتبع...

الفصل الأول من اسكريبت " الخلود أو الآس"

للي أول مرة يقرأه في مقدمة صغنونة ليه لو حابين تقرأوها عادي مش حابين كدا كدا هي مش مهمة أوي.


حبايبي عايزة أقول إن دي تاني مرة أكتب الفصل لأني كتبته أول مرة و اتمسح فلكم أن تتخيلوا كمية الملل و التعب فالتفاعل و تقدير الجهود  مش هيضركم بس هيفرق معايا جداً علشان أكمل(T~T)

(لأن بصراحة لو ملقتش تفاعل مش هكمل.👈👉🥺)


الكلام اللي عمال يقوله الشخص المجهول فيه تلميح لمريم يا ترى هتفهمه و لا لأ؟

"الخلود أو الآس"، لعبة بسيطة بتلات قواعد أبسط و الذكي يفهم القاعدة.😉


بصراحة، لما شفت الشقة نضيفة أول ما روحت في البداية فكرته عفريت!

أصل بيني و بينكم الشقة قديمة و بقالها فترة كبيرة مش مسكونة فقولت يمكن عفريت طيب شاف الدنيا مبهدلاني ازاي و صعبت عليه راح نضفلي الشقة!


بس بعد ما شفت الورقة اللي متعلقة على التلاجة الدنيا اسودت في وشي، يا ريته كان عفريت و لا كان هو.


مش قادرة أوصف أنا حاسة بايه دلوقتي بالظبط، غضب؟ حزن؟ أو يمكن حتى..خوف؟!


هزيت راسي بسرعة و كأني بنفض الفكرة من دماغي، لا أنا مش خايفة منه، أنا أكيد مش خايفة منه، مش لازم أخاف منه، لازم أفهم مين دا و بيعمل كدا ليه؟ ازاي دخل الشقة و أنا مش موجودة و ازاي سجل نفسه على تليفوني؟ والأهم من دا كله...ايه هو حجم الحاجات اللي يعرفها عني؟


مسكت تليفوني بسرعة و فتحت سجل المكالمات، هو آخر حد كلمني، أو بالأصح هو الشخص الوحيد اللي كلمني من ساعة موت ماما.


مع كل رنة قلبي كان بيترعش، في الحقيقة انا مش عايزاه يرد، أنا...أنا خايفة!


_ا..الو...


_عجبتك المفاجئة؟!


_ازاي دخلت الشقة؟


_ما بلاش الأسئلة اللي لا هتقدم و لا هتأخر دي، المهم دُقتي الأكل و لا لسه؟


_انت مين و عايز مني ايه؟


_أنا قولت...دُقتي الأكل و لا لسه؟


_ل..ل..لسه.


نبرة صوته اللي اتغيرت و بقيت حادة مرة واحدة أجبرتي أجاوب سؤاله.


_طيب، أنا عارف إنك جعانة، روحي كلي دلوقتي و ارتاحي و بعدين تقدري تقوليلي رأيك.


فتحت عيني بذهول من نبرة صوته اللي رجعت هادية تاني ، دا مش بس مجنون ، دا كمان عنده فصام في الشخصية!


_اه و بالنسبة للقاعدة اللي على التلاجة، من الأحسن إنك تسيبيها متعلقة هناك و تشوفيها كل يوم لغاية ما تحفظيها و تفهميها...

"الكلام من غير مستندات كلام ملوش أساس، و حتى لو ليه أساس ممكن نعتبره مش موجود"


_ما تقولي انت يعني ايه، و قصدك بيه ايه؟


_و لما أنا اللي أحط القواعد و أنا اللي أفسرها انتِ هتعملي ايه؟


_اممم...هسمع التفسير؟


سكت لحظة قبل ما أسمع صوته بيضحك جامد.


_بس للأسف صاحب المشكلة هو اللي لازم يفسر القاعدة.


قال و قفل الخط.


بصيت تاني لأطباق الأكل المرصوصة على التربيزة الصغيرة و مقدرتش أقاوم، مجنون ، حقير، و طعم الأكل دا حلو كدا ليه؟ أنا بقالي قد ايه مكلتش؟!


بدأت أبكي و أنا بحشر الأكل في بقي بسرعة من غير ما أعرف سبب الدموع دي كلها اي، أو كنت عارفة السبب بس كنت خايفة أعترف، كانت امتى آخر مرة حد اهتم بيا؟


                            ***********


_مريم! شكلك أحسن النهاردا عاملة اي؟


_اه..أنا كويسة.


كان بيكلمني و أنا واقفة بغسل المواعين و هو حاطط كذا كنكنة قهوة قدامه على النار.


اترددت شوية قبل ما اسأله.


_امم، مجدي متعرفش مكان أي شغل بمرتب عالي حتى لو كان صعب؟


ضحك و بصلي.


_كان الحصان نفع نفسه.


_الحصان! مش كانت القرد؟


ابتسم بفخر و شاور على نفسه و هو بيتكلم.


_أيوا، بس بذمتك في قرد بالوسامة دي؟!


ابتسمت بتوتر.


_ مجديييي! كفاية رغي و هات الطلبات بسرعة قبل ما الزباين يقتلوني بسببك.


كانت بتتكلم بسرعة و عصبية و هي داخلة المطبخ، بنت يمكن في سني كدا، ملامحها ناعمة و جميلة، كانت رابطة شعرها الأشقر لورا و لابسة قميص أبيض مفتوح منه أول زرار و بنطلون أسود و عليهم المريلة الزرقا اللي مكتوب عليها اسم الكافيه بتاعنا.


مال عليا مجدي و همس بصوت واطي في ودني:


_ دي رندا، أكتر حد مزعج في تاريخ البشرية كله و بتقدر تسمع أقل الأصوات من على بعد عشرين ميل.


_سمعتك!


_شفتي، مش قولتك؟


ضحكت عليهم، بالرغم من كلامه باين جداً إنه معجب بيها، غبي!


                         ************


الساعة عشرة بالليل كنت واقفة أخيراً قدام باب العمارة، كالعادة بعد ما خلصت شغل في الكافيه قعدت أدور على مكان تاني أقدر أشتغل فيه و كالعادة ملقتش.


طلعت السلالم لغاية الدور التاني بالعافية، و أول ما وصلت للشقة اتصنمت في مكاني برعب لما لقيت شخص واقف قدام الباب و مديني ضهره.


معقولة يكون هو الشخص اللي بيتصل بيا؟ ليه قرر يظهر فجأة؟ و ليه واقف قدام الباب ما دام يقدر يدخل جوا.


و في وسط أفكاري مرة واحدة لف و بص ناحيتي.


_مريم! أخيراً جيتي متعرفيش كنت قلقان عليكِ قد ايه، أول ما سمعت الأخبار سبت كل اللي في إيدي و نزلت مصر علطول.


بصيتله بذهول،و مكنتش مصدقة نفسي.


_عمر!!


                         ***********


_ممكن أفهم بتعمل ايه هنا؟


اتكلمت أول ما دخلنا الشقة جوا و قعدنا.


_كدا برضو بتستقبليني بعد المدة الطويلة دي كلها؟مفيش كوباية شاي أبل بيها ريقي، موحشتكيش؟


ابتسمت بسخرية.


_و انت تبقالي مين عشان توحشني؟


_مريم، أنا عارفة إنك مضاقية مني بس أنا لسه بحبك و عندي استعداد نر...


_لو جيت عشان تقول كدا لو سمحت امشي، انت عارف رأيي كويس في الموضوع دا مش عايزة أتكلم فيه تاني.


طلع نفس بضيق.


_زي ما تحبي، عموماً مش دا السبب الأساسي اللي جيت علشانه.


_اومال جيت علشان ايه؟


_عشان أطمن عليكِ،اي؟ لازم يكون في بينا حاجة عشان أقدر أطمن عليكِ؟


بصيت لعيونه الحزينة، زمان كان ممكن أتخدع بيها، لكن دلوقتي أنا عارفة إنه بيمثل مش أكتر .


_أيوا، و بما إنه مفيش حاجة بينا اتفضل امشي.


_بس أنا مش هقدر أمشي قبل ما أطمن إنك كويسة يا مريم.


_أنا كويسة، استريحت؟


_متأكدة؟ أنا عارف إنك اطردتي من شغلك بتصرفي ازاي على نفسك.


_لقيت شغل تاني.


_بجد؟ و لما لقيتي شغل تاني بعتي ليه الشقة الجديدة و رجعتي هنا؟


كان بيتكلم و هو بيقرب مني، و في اللحظة دي استوعبت موقفي....أنا، أنا في شقتي مع راجل غريب لوحدينا المفروض إنه كان خطيبي قبل كدا و فشكلنا من سنة.


آخخ من غبائي، كانت فين دماغي لما سبته يدخل جوا و أنا أكتر واحدة عارفة إنه شخص سيكوباتي و مريض نفسياً!


وقفت بعصبية و بعدت عنه.


_شئ ميخصكش، لو خلصت يا ريت تمشي من هنا.


وقف هو التاني.


_على العموم أنا عارف صعوبة إن صحافية متهمة بقتل والدتها تلاقي شغل في أي مكان، لو حبيتي انا محتاج سكرتيرة بمرتب مبدأي عشر تلاف جنيه في الشهر و كمان مقدم منهم خمسة.


قلبي اتنفض فجأة، خمس تلاف جنيه، كل اللي عايزاه بس خمس تلاف جنيه!


كنت مشغولة بتحليل الموقف و المبلغ في دماغي و مأخدتش بالي منه و هو بيقرب تاني قبل ما أصرخ فجأة لما..🙈🥹

اللحظة اللي سرحت فيها كانت كافية بالنسباله عشان يهجم عليا.


مسكني من وسطي و أنا صرخت و حاولت أزقه بعيد لكنه كان ماسك جامد فيا و بيقرب وشه من وشي.


_عمر ايه اللي بتعمله؟ ابعد عني.


_حتى لو موحشتكيش انتِ وحشتيني جداً يا مريم.


_طيب ابعد.


_ و لو موافقتش أبعد؟ هتعملي اي؟


_عمر أنا في الأساس سيبتك عشان التصرفات دي فلو سمحت متخلنيش أندم إني دخلتك بيتي تاني.


ثبت وشي فجأة  و اتكلم بصوت عالي و عصبي:


_كنت خطيبك و مكنتيش بتسمحيلي ألمسك، الغلط كان منك.


_غلط ايه؟ دا الصح، دا..دا غير إنك قولتها بنفسك أنا مسمحتش تلمسني و انت خطيبي هس..هسمحلك تلمسني و انت متقربليش حاجة؟!


اتكلمت بصعوبة بسبب يده اللي لسه ماسكة فكي و بتضغط عليه جامد.


_لو مسمحتيش ألمسك و أنا خطيبك، يبقى هلمسك و أنا مديرك في الشغل.


_انت قصدك ايه؟


_فاكرة السكارتارية وظيفتهم ايه؟ أهم حاجة إنهم يحرصوا على رضى المدير.


قال و بدأت يده تحسس على وسطي من فوق الهدوم.


_بس أنا..بس أنا لسه موافقتش، ابعد يدك.


_بس انتِ لازم توافقي، و لا هتفضلي تشتغلي زبَّالة في الكافيه الرخيص دا؟ دا مش مقام مريم صبحي أكتر صحافية مشهورة في مصر كلها مش كدا و لا ايه؟


كان لسه مثبت وشي و بدأ يقرب أكتر ناحيتي، و قبل ما شفايفه تلمسني فجأة جرس الباب رن.


ملامحه اتوترت و بعد عني.


_ انتِ مستنية حد؟


_مم..ممكن يبقى أخويا أو خالتي.


ضحك و زاحني وقعني على الكرسي القريب مني.


_أخوكِ و لا خالتك مين دول اللي ممكن يجوا ؟ انتِ فاكراني عبيط و لا ايه، أنا عارف إن عيلتك كلها قاطعتك لما عرفوا إنك قتلتي والدتك.


_أنا مقتلتهاش، اخرس!


جرس الباب رن مرة تانية.


مسكني من شعري و اتكلم بصوت واطي:


_انتِ تعرفي حد تاني؟ ردي عليا.


جه في دماغي الشخص المجهول اللي كان عمال يكلمني، معقول يكون هو؟

مش عارفة لو فتح الباب و لقيه هو و قتله هستريح ولا هزعل، بس يا رب ميكونش هو.


_ص..صدقني معرفش حد.


ساب شعري و وقف لما الجرس رن للمرة التالتة.


_روحي افتحي الباب و يا ويلك لو طلع راجل تاني.


وقفت بالرغم من جسمي كله اللي كان عمال بيترعش و رحت أفتح الباب.


_آنسة مريم؟ اتفضلي البيه باعتلك الوكل دِه.


مد عم سيد البواب يده بكيس أبيض كبير و أنا اتصنمت في مكاني مش مستوعبة هو بيقول ايه.


_بيه مين؟


فجأة جه صوت عمر من ورايا و هو بيسأله.


_معرفش مين مجاليش اسمه.


_طيب هات الأكل ده و اتفضل دلوقتي.


اتكلم و هو بيسحب منه الكيس.


و قبل ما عم سيد يمشي وقفته بسرعة:


_امم...عم سيد دا أستاذ عمر خده معاك وصله لتحت.


عم سيد لاحظ توتري و فهم إني عايزة أخلص منه قام ماسكه من يده و سحبه معاه برا الشقة.


_أكيد، تعالى يا بيه مش انت الأستاذ عمر؟ يا ألف خطوة عزيزة...


قعد عم سيد يتكلم مع عمر و هو ساحبه معاه أما عمى بصلي بطرف عينه و ابتسم بشر.


يومها مش عارفة ازاي نمت، كل اللي فاكراه إني قرأت الرسالة اللي كانت موجودة مع الأكل و حمدت ربنا إن عمر مشافهاش، كان مكتوب:


"صُنِع بكل حب، استمتعي بالأكل. الخلود أو الآس"


                            *********


تاني يوم الصبح أول ما دخلت المطبخ اتفزعت من صوت شهقة مجدي لما شافني.


_مريم؟ مال وشك؟ أنا حسدتك امبارح ولا ايه؟انتِ كويسة؟


_أيوا متقلقش، أنا بس معرفتش أنام كويس امبارح.


_طيب فطرتي و لا لسه؟


_اممم...بصراحة...


_يبقى مفطرتيش، تعالي اقعدي هجبلك حتة كيك.


_لا شكراً أنا بجد مليش نفس.


_متأكدة؟ كلي حاجة بسيطة.


_أيوا مت....


مقدرتش أكمل الكلمة حسيت بنفسي بدوخ و قبل أما أقع في الأرض مجدي سندني.


_مريم، مالك؟ انتِ كويسة؟


كنت لسه هرد عليه بس حسيت بيدين تاني بيسحبوني بعيد عنه جامد.


_أيوا هي كويسة، دا هبوط محتاجة حاجة مسكرة بس مش أكتر.


لفيت وشي و كانت رندا هي اللي سحبتني، كانت راسمة ابتسامة مصطنعة و بتحاول تبان لطيفة معايا، لكن في الحقيقة يدها اللي ماسكة كتفي كانت قربت تخلعه من شدة الضغط عليه، معقول تكون غيرانة على مجدي مني؟!

شكل الإتنين مش عارفين عن مشاعر بعض و أنا اللي هتبهدل بينهم في النص، ارحمني يا ربي.


                            *********


في نفس اليوم دا بالليل عمر جه زارني مرة تاني بس المرادي كنت روحت بدري و لما خبط مفتحتش الباب، قال إنه هيديني أسبوع كحد أقصى عشان أرد عليه بخصوص الشغل و ساب ورقة فيها رقمه قدام الباب و مشي.


بالحظ كان فاضل سبع أيام على معاد سداد الدين، فضلت أبص للورقة اللي مكتوب عليها رقمه كل يوم، لإما أبيع نفسي لعمر لإما أبيع نفسي للمرابيين و يشغلوني في الد*عارة.


حاولت أقنع نفسي إن عمر أحسن، على الأقل هيبقى شخص واحد مفيش غيره و ممكن أحاول أمنعه يقربلي على قد ما أقدر.


و قبل ما آخد بالي الأيام جريت بسرعو و بقينا في اليوم السابع، الأسبوع اللي عدا كله مبطلتش أدور على شغل ليل نهار من غير فايدة ، كان جسمي مرهق و نفسيتي مدمرة، طبعاً الشخص المجهول مبطلش يبعتلي أكل طول المدة اللي فاتت، كان دايماً بيقول إني لازم أحافظ على صحتي البدينة عشان مخي يشتغل و أعرف أفسر القاعدة،

هه قاعدة؟ قاعدة ايه و نيلة ايه؟ عمري ما بصيت ناحيتها تاني، أنا بجد مش فاضية للعب العيال دا.


                              *********


النهاردا يوم السداد، جسمي كله بيترعش من فكرة إني أروح ألاقي المرابيين في البيت.


_مريم، دي خامس كوباية تكسريها النهاردا، في اي مالك؟


_م..مليش ، أنا آسفة.


_اسمعي، لو في حاجة مضايقاكِ تقدري تقوليلي عادي.


_أنا بس...


_بطلي الحركات دي بقى مزهقتيش!


كانت رندا اللي دخلت المطبخ فجأة عشان تحط الكوبيات الفاضية.


_رندا، مش هنبدأ موال كل يوم، مريم تعبانة بجد.ط و مش حمل حاجة.


رد عليها مجدي بعصبية، طول الأسبوع اللي عدى رندا مبطلتش تغلط فيا و تجرح بالكلام و هو مش فاهم إنها غيرة بس مش أكتر، مع إن عمري ما بصيت ليه كأكتر من صديق في الشغل و هو نفس النظام.


_والله! و مالك محموق عليها أوي كدا ليه؟


_رندا كفاية، أنا بجد مش فايق لسخافاتك دي.


_سخافات؟ انت..انت بجد...أنا بكرهك.


سحبت الصينية اللي عليها الطلبات و طلعت و هي بتبكي.


معرفش ليه كنت حاسة بالذنب و إني العائق الوحيد ما بينهم "دا مش مكاني" قعدت أكررها في نفسي كتير، يمكن كان الأحسن إني أقبل بعرض عمر و خلاص.


                             **********


في الطريق و أنا مروحة فكرت أتصل بأخويا الكبير المتجوز  علشان أطلب منه يسلفني المبلغ مؤقتاً لأني برضو مكنتش عايزة أستسلم بالسهولة دي.


رنيت مرة و اتنين و تلاتة و في المرة الرابعة عملي حظر، نفسي صعبت عليا جداً، لما أخويا اللي بيجري فيه نفس دمي يصدق التهم اللي اتوجهتلي و يقاطعني يبقى الناس الغريبة مش هتصدق؟!


لسه فاكرة كل حاجة حصلت يوم لما أخدوني القسم و قعدوا يحققوا معايا و في الآخر بعد تلات أيام اضطروا يسيبوني عشان الأدلة مكانتش كافية.


كنت فاكرة ساعتها إني لما أطلع أخويا هيطبطب عليا و يقولي إنه عارف إني بريئة؛ لكن اللي حصل إنه طلب مني متعاملش معاه تاني و منعني من زيارة قبر ماما.


بعد لما ماما ماتت جم المرابيين و قالولي إن والدتي كان عليها دين بمية ألف سدت منهم خمسين و فاضل خمسين و إنها مضت باسمي كشخص ضامن في حالة لو حصلتلها حاجة.


في البداية كنت مضايقة منها و فكرت إن يمكن هم اللي قتلوها عشان مسددتش ليهم و لا حاجة، بس بعدين كل المشاعر اختفت و مبقتش حاسة بحاجة ناحيتها.


في يوم من الأيام، لما الأوضاع تتحسن، هزور ماما و أقرأ على قبرها الفاتحة، و هبكي كتير و ألومها إنها سابتني و بعدين في الآخر هسامحها و أنام جمبها، دي أعظم أمنياتي في الحياة.


                           *********


خلص اليوم و المارداي روحت بعد الشغل علطول، مع كل سلمة بطلعها قلبي كان بيدق أسرع، مش عارفة أعمل ايه، أطلب منهم يأجلوا المعاد كام يوم تاني؟ و لا أستسلم ليهم و خلاص؟ لا ، فوقي يا مريم مش انتِ اللي تبيعي نفسك بالساهل كدا، لسه فاضل كام ساعة و يجوا لازم أتصرف.


أول ما وقفت قدام الشقة قلبي وقع في رجليا لما لقيت الباب مفتوح و الأنوار منورة، اي اللي جابهم بدري؟

عقلي عمال يقولي أنزل أهرب قبل ما يأذوني بس مكنتش قادرة أتحرك من كتر الرعب.


فجأة سمعت صوت مألوف جاي من جوا:


_آنسة مريم، هتفضلي واقفة عندك كدا كتير ؟ الأكل هيبرد.


دا هو؟ الخلود أو الآس؟ الشخص اللي بيتصل بيا و بيجبلي الأكل كل يوم؟ مش قادرة أصدق!


شفته طالع برا المطبخ و كان بيقرب ناحيتي حبة حبة ببطئ لغاية ما.....


                               ***********


يتبع...

الفصل التالت من اسكريبت....

#الخلود_أو_الآس


شكراً لكل اللي تفاعلوا و قالوا رأيهم في القصة🥹 طبعاً مش محتاجة أقول إن كل ما التفاعل كان أكبر كل ما اتشجعت أكتر و نزلت الفصول أسرع.❤️


تفتكروا مين الشخص المجهول و ايه اللي جابه عند مريم البيت و هيعمل فيها ايه؟🙈

شخص مجهول دخل شقتي و أنا مش موجودة، لابس ماسك أسود على وشه و طقية سودة مغطية راسه ، و هدومه كلها سواد في سواد،كان بيقرب ناحيتي براحة.


_انت..انت مين؟


_تعالي عشان ناكل سوى أنا جعان.


فضلت متصمنة مكاني و هو كان بيقرب مني أكتر.


_يلا يا مريم قبل ما الأكل يبرد.


اتكلم و سحبني من يدي و أنا مشيت وراه من غير مقاومة لأني مكنتش لسه قادرة أستوعب الموقف.


سحب كرسي و قعد و أنا لسه واقفة متصنمة في مكاني و ببصله.


_هتفضلي تتفرجي عليا كدا كتير؟


_....


_ااه الواحد ميعرفش يستمتع بأكله أبداً.


وقف و سحب كرسي و قعدني قصاده.


_أحسنلك تاكلي لوحدك لو مش عايزاني أقوم أأكلك بطريقتي.


مأدركتش إن كان بقالي فترة طويلة مغمضتش عيني غير لما بدأت تحرقني، رمشت بسرعة و طلعت نفس مكنتش واخدة بالي إني حابساه الوقت دا كله و بدأت أخيراً أستوعب إني قاعدة مع شخص غريب على سفرة بيتي.


وقفت بسرعة و زعقت المرة دي بصوت عالي:


_انت مين و عايز مني ايه؟


_آنسة مريم اهدي.


_مش ههدى قبل ما تقولي انت مين و ليه بتعمل كدا.


وقف هو كمان و بص مباشرة في عيني، كانت أول مرة يبص ناحيتي من ساعة ما شفته، مروج خضرا بقالها فترة كبيرة متروتش فخسرت حيويتها و نضارتها، كانت دي عيونه، حزينة.....بس لسه جميلة.


_أنا شخص محتاج مساعدة.


_انت؟ انت محتاج مساعدتي أنا؟


بدأت أضحك بهستيرية و قعدت على الكرسي.


_كان أولى بيا أساعد نفسي، بس بص ليا، أنا مش قادرة أعمل حاجة.


قعد على الكرسي جمبي و معلقش.


بدأت أتكلم تاني و الدموع اللي كان بقالي فترة كبيرة بجاهد عشان أخليها محبوسة اتحررت غصب عني:


_كل حاجة...كل حاجة بايظة، لسه بحلم بمنظر ماما و هي مرمية على الأرض و الدم مغرقها و أنا واقفة ببكي و مش عارفة أعمل ايه، خسرت شغلي و بيتي و سمعتي و باقي عيلتي و كمان بقيت مديونة بفلوس أنا معرفش عنها حاجة، ليه...ليه كل دا بيحصلي؟


بصيت ناحيته و الدموع مغرقة وشي.


_ لا و فوق دا كله، في انت...


_أنا؟!


_أيوا انت، شخص مجنون طلعلي من العدم بيدخل شقتي وقت ما هو عايز و مسجل نفسه على تليفوني و كل شوية يتصل يقولي احفظي القاعداااا.


خلصت كلامي بصراخ و بعدين حطيت راسي على التربيزة، قرب عليا و اتكلم بصوت واطي:


_أنا آسف.


_بس مش دا اللي مخوفني منك.


_ايه؟


رفعت راسي تاني و اتكلمت و أنا باصة في عيونه.


_لو هتأذيني عادي ، أنا كدا كدا اتعودت على الأذى، أنا..أنا خايفة من اهتمامك، خايفة أتعود عليه.


اتنهد بضيق.


_اهتمام؟ أظن إنك فاهمة الموضوع غلط كل الحكاية إنك الشخص الوحيد اللي يقدر يساعدني و مش عايز أشوفك بتموتي من الجوع قبل ما تقدري تعملي كدا.


اتكلم بدون مبالاة و بدأ ياكل.


_و انت ايه اللي مخليك متأكد من إني هوافق أساعدك من الأساس؟!


_لأنك لو ساعدتيني إحنا الإتنين هنستفاد مش أنا بس.


_و ازاي دا بقى؟


_كل حاجة ليها وقتها، يعني مثلاً وقت الأكل للأكل، فايه رأيك تقعدي تاكلي دلوقتي و تسيبيني أنا كمان أعرف آكل.


كان قاعد بياكل بهدوء و لا كأنه في بيته، بصيت للأكل و حسيت إن مليش نفس، ازاي هقدر آكل و كلها ساعة و لا اتنين و المرابيين يجوا يدشدشوا الشقة تاني و ياخدوني معاهم كمان يبيعوني لو ملقيوش الفلوس.


لمحت الورقة اللي كان فيها رقم عمر محطوطة على رخامة المطبخ، ساعتها عرفت خلاص إن مفيش مهرب،عمر هياخد اللي عايزه مهما كان، هو قال إن ليا خمس تلاف جنيه من مرتبي مقدم لو اتصلت بيه دلوقتي ممكن ألحق...


_سرحانة في ايه؟ شكلك عايزاني آجي أأكلك أنا بنفسي.


قاطع أفكاري فجأة، غبي، عندي مشاكل أكبر من إني أقعد أجاري لعبته.


_مليش نفس.


كان لسه قاعد على الكرسي اللي جمبي، فجأة لقيت معلقة ممدودة قدام بوقي.


_قولت...قولتلك مليش نفس.


المعلقة متحركتش من مكانها، حسيت بالخوف لما لقيته مأبداش أي ردة فعل بلعت ريقي بتوتر و فتحت بوقي.


فضل يأكلني لغاية ما الطبق قدامي خلص، بدأ يلم الأطباق و أخدهم على الحوض، و أنا استغليت الفرصة و سحبت الورقة اللي فيها رقم عمر و طلعت برا في الصالة.


صوابعي كانت بتترعش و أنا بدوس على الأرقام و قبل ما أدوس اتصال في يد سحبت مني التليفوني.


بصيتله باستغراب.


_ايه؟ بتعمل ايه؟ هات تليفوني.


بص على الرقم و رجع بص عليا تاني.


_ليه بتتصلي بيه؟ انتِ لسه مفهمتيش القاعدة و لا ايه؟


_لو سمحت أنا مش فاضية للعبط دا رجع تليفوني.


_طيب.


اداني التليفون و قعد في الصالة جمبي، استغربت من السرعة اللي استسلم بيها.


_بس قبل ما تتصلي، قوليلي تعرفي مامتك قد ايه يا مريم؟


_قصدك ايه؟


_سؤالي واضح، اسمعي...لو عايزة تتصلي بيه و تبيعي نفسك ليه براحتك مقدرش أمنعك بس تأكدي إنك مترجعيش تندمي على قراراتك.


_انت عرفت ازاي؟


_مش مهم عرفت عن عرض عمر ولا عرضه ازاي ، المهم انتِ هتتصرفي ازاي؟ اسمحيلي أسألك سؤال واحد قبل ما أمشي...


_لو خيروكِ بين الخلود و الآس هتختاري ايه؟


_الخلود و الآس؟! قصدك الورد اللي بيتحط على القبر؟


_أيوا.


_هختار....هختار ال..


_متجاوبيش دلوقتي، حطي السؤال دا في دماغك عشان هسأله ليكِ تاني في الآخر بعد ما يخلص كل دا و عايزك منا لساعتها تكوني فكرتي في الإجابة كويس.


خلص كلام و وقف و قبل ما يمشي اتكلم و هو حاطط إيديه في جيب بنطلونه الأسود و هو مديني ضهره:


_جهزي نفسك عشان بكرا هبعتلك القاعدة التانية.


معرفش أول ما طلع من باب الشقة حسيتها بقت كئيبة تاني ليه، يمكن عشان بقالي فترة كبيرة قاعدة لوحدي.


هو قال في الآخر بعد ما يخلص كل دا هيسألني تاني، بس أنا بدأت أشك إن كل القرف دا يخلص، السؤال المهم هنا..يا ترى في الآخر هيكشفلي هو مين؟ حاسة إني شفت العيون الخضرا دي في مكان قبل كدا!


بصيت للورقة اللي كانت متعلقة على التلاجة للمرة الأخيرة.


"القاعدة الأولى: الكلام بدون مستندات كلام ملوش أساس حتى لو ليه أساس ممكن نعتبره مش موجود"


الكلام من غير مستندات..الكلام من غير مستندات، يقصد ايه بالقاعدة دي؟


بصيت لتليفوني اللي لسه رقم عمر مكتوب على شاشته سحبت نفس عميق و دوست اتصال.


_الو....


_مريم! كنت مستنيكِ، أخدتي وقت طويل يا روحي، تعاليلي المكتب....


تفتكروا مريم استسلمت بالفعل لعمر و هتبيع نفسها ليه و لا هتعمل ايه؟ الشخص المجهول يقصد ايه من القاعدة اللي اداها لمريم و عايزها تساعده في ايه و هيطلع مين في الآخر؟🥹❤️

_اتفضلي اتمضي.


_ايه دا؟


_فاكرة إن دخول الحمام زي خروجه يا حلوة؟ دا عقد باستمرار الشغل لمدة عشر سنين و أي مخالفة تؤدي إلى فسخ العقد من ناحيتك قبل انتهاء المدة هيترتب عليها غرامة خمسة مليون جنيه.


بصيتله بعدم تصديق، ما طبعاً...عمر عبد الله العامري، الوريث الوحيد لسلسلة شركات العامري لتصنيع المجوهرات، من أغلى الماركات في مصر و الشرق الأوسط كله و حالياً بتنافس على العالمية، متوقعة منه ايه يعني؟!


_عمر، ب..بلاش الكلام دا و خلينا نمشيها وِدِّي أحسن.


_حلو، أنا بقول كدا أحسن برضو.


شال الورقة في الدرج و ابتسم بمكر و قام من ورا المكتب و جه وقف ورايا، فجأة حسيت بحاجة باردة بتتحط على رقبتي.


_عارفة السلسلة اللي انتِ لابساها دي بكام؟


بصيت على السلسلة و بعدين بصيتله بتوتر.


_ب..بكام؟


_بخمستاشر مليون، و دي حاجة بسيطة بالنسبة لباقي الحاجات الموجودة هنا.


بلعت ريقي بخوف ، ليه محتاج يقولي حاجة زي كدا؟


_و ال..و المطلوب يعني؟!


_اتجوزيني يا مريم، اتجوزيني و أوعدك تبقي أسعد إنسانة في العالم، كل حاجة هتعوزيها هتبقى تحت رجلك، المجوهرات اللي زي كدا هتبقى بالنسبالك زينة عادية.


وقفت بعصبية و اتكلمت بسرعة:

_عمر! انت عارف رأيي في الموضوع دا، أنا مستحيل أتجوزك.


وشه ضلم و الإبتسامة  اختفت من عليه و بدأ يزعق بصوت عالي:


_انتِ غبية؟ كدا كدا انتِ بتاعتي برضاكِ أو غصب عنك، متجوزين أو مش متجوزين، أنا دلوقتي بقدملك عرض مفيش واحدة تحلم بيه حتى ، ايه هي مشكلتك؟


_مشكلتى انت!


رديت عليه بنبرة صوت عالية زي نبرة صوته.


سكت للحظة، ابتسم ورجع قعد مكانه و طلع الورقة من الدرج تاني و حطها قدامي.


_انتِ اللي طلبتي من الأول نخلي المواضيع ودية، ما دام مش عايزة نمشيها وِدِّي يبقى امضي.


_ليه عايزني أمضي على حاجة زي كدا؟ قولت هشتغل عندك و أسيبك تعمل اللي انت عايزه دا مش كفاية؟


_للأسف أنا مش واثق فيكِ، عارف إن أول فرصة هتهربي و عمرك ما هترجعي تاني لازم يبقى فيه مستندات.


مسكت القلم و قبل ما أكتب أول حرف من اسمي وقفت فجأة و قعدت أضحك بهيستيرية.


_الإمضا بتضحك؟ انتِ مجنونة؟ بتضحكِ على ايه؟


اتكلم عمر بعصبية لما لقاني بضحك بالطريقة المستفزة دي.


_بضحك عشان دلوقتي بس فهمت.


بصلي باستغراب.


_فهمتي ايه؟ انتِ بتقولي ايه؟


خلعت السلسلة و بعزمي رميتهاله في الأرض.


_اولع يا عمر يا عامري، عمرك ما هتاخد اللي انت عايزه مني.


دست على السلسلة برجلي و طلعت برا و رزعت باب المكتب ورايا من غير ما أقول كلمة تاني زيادة.


                           **********


_اتأخرتوا ليه؟ شوية تاني و كنت هنزل أدور عليكم بنفسي.


اتكلمت بابتسامة أول ما لقيت المرابيين دخلوا الشقة.


_قدرتي تجمعي الفلوس في خلال عشر أيام بس؟ بصراحة أنا متفاجئ، عملتي ايه؟ بعتي نفسك لحد غيرنا؟


ابتسمت على كلامه بسخرية و حطيت رجل على رجل و رديت بثقة:


_لا، كسبت اليناصيب.


_يبقى تقدري تسددي المبلغ اللي عليكِ كله دلوقتي مش كدا ؟ دا طبعاً غير الفوايد.


بصلي باستمتاع من فوق لتحت، كان بيشاور بالفوايد على جسمي.


_مين قال إن اليناصيب لازم يبقى فلوس؟ عموماً كل حاجة بمقابل.


_مقابل؟ مش شايفة إن دي بجاحة منك بعد ما سيبتك لغاية ما تجمعي الفلوس براحتك؟


_لازم كل حاجة يبقى ليها مقابل، يعني مثلاً الديون..لازم يبقى في قصادها مستندات تثبت وجودها.


الإبتسامة المستمتعة اختفت من على وشه و بدأ يحل مكانها توتر.


_ق..قصدك ايه؟


_انت مش شايف إن من حقي أشوف الورق اللي ماما مضت عليه و لا ايه؟


_انتِ قصدك إننا بنكدب؟


_قصدي إني عارفة ماما كويس و ماما عمرها ما كانت هتستلف مبلغ زي دا تافه بالنسبة للفلوس اللي كنت بقبضها، كان أولى بيها تستلف من بنتها.


_اسمعي كويس، شئ ميخصنيش أمك استلفت منا ليه حلو؟ احنا عايزين الفلوس.


وقفت و رديت عليه بثبات.


_مفيش فلوس.


الراجل اتجنن و جه ناحيتي بسرعة و مسكني من شعري و خبط وشي جامد في الحيط.


_أنا قولت..عايزين الفلوس.


رديت بصعوبة بسبب شفايفي اللي اتجرحت و قورتي اللي كانت بتنزف:


_مش..مش هدفع قبل ما توريني إثبات على كلامك.


رماني على الأرض و وقف يتكلم بغيظ.


_الواضح إني كنت رقيق زيادة عن اللزوم معاكِ يظهر إنك لازم تشوفي الوش التاني.


فتح حزام بنطلونه و قرب مني، نزل على الأرض و مسك شعري تاني.


_أمك استلفت منا من غير ما تمضي على حاجة عندك اعتراض؟!


بلعت ريقي و رديت عليه:

_الكلام...الكلام من غير مستندات كلام ملوش أساس، حتى لو ليه...حتى لو ليه أساس ممكن نعتبره مش موجود.


وقف وقعد يضحك و شاور للاتنين اللي معاه عشان يكسروا الشقة تاني و هو بدأ يفك زرار بنطلونه....❤️

(بالمناسبة.....البارت اللي جاي مليان فراشات عشان متحمسة أنزله🫵😭😂✨️)👇👇👇

_لازم تفهمي إننا لما بنعوز حاجة بناخدها.


بدأ يفك زرار بنطلونه و أنا مكنتش قادرة أقوم من على الأرض من كتر الألم.


شاور للراجلين اللي وراه عشان يكسروا الشقة و هو بدأ يقرب مني.


الراجل اللي على يمينه كان ماسك شومة كبيرة و أول ما جه ينزل بيها على إزاز البوفيه في اللحظة الأخيرة وقفتها يد مغطيها جوانتي أسود، يد مأخدناش بالنا صاحبها جه امتى.


_آسف يا صاحبي، بس معنديش نية أجدد الشقة للمرة التانية.


اتكلم الشخص المجهول و سحب الشومة من يد المرابي و ضربه بيها على دماغه  فأغمى عليه في ساعتها.


رئيسهم رفع بنطلونه اللي كان نزله و لف يشوف بيحصل ايه ، و في اللحظة اللي لف فيها وشه جاله بوكس من يد الغريب طيره آخر الصالة و خلاه ينزف دم من مناخيره.


كنت باصة على الغريب و هو عمال يضرب في المرابي و فجأة حسيت السواد بدأ ينتشر من هدومه و يغطي الدنيا كلها و في الآخر....مبقتش حاسة بحاجة.


                             **********


_آه دماغي.


لما صحيت كنت في الأوضة على سريري.


_صحيتي؟ خدي اشربي دا.


بصيت ليده الممدودة بالكوباية و بعدين بصيت ليه.


_ انت رجعت تاني ليه؟


_أكيد مكنتش هسيبك تدفعيلهم و أنا عارف إن الدَّين مش حقيقي!


_و انت ليه مقولتليش من الأول بدل ما تقعد تقول قاعدة و مش قاعدة؟


رجع بالكرسي لورا و حط الكوباية على الكومودينو.


_لو قولتلك علطول مكانش هيبقى ممتع.


بصيتله بغيظ.


_انت....! على العموم عرفت منين إن الدِّين مش حقيقي؟


_آه رجعنا للأسئلة اللي ملهاش لزوم تاني، بعتي نفسك لعمر و لا لسه؟


_جاوب على سؤالي الأول!


قرب مني و رفع الكاب من على راسه ، شعره كان بني و ناعم و طويل، بصيتله بانبهار و مقدرتش أرفع عيني من عليه و هو ضحك، بص في عيني مباشرة و اتكلم:


_بتتصرفي و كأن معندكيش شعر أجمل منه.


أول ما قال كدا وعيت على نفسي و لفيت وشي بعيد عنه.


_مين..مين قال إني شايفاه جميل أصلاً؟


_يعني هو مش جميل؟ عموماً يا ستي أنا شايف شعرك جميل...


مد يده و لمَّس على شعري و كمل كلام:


_شعرك فحمي و ناعم مفرود على ضهرك زي الشلال، و عيونك واسعة و زرقا....شبه المحيط، بيغرق  فيه ناس كتير و هو ثابت مبيتأثرش.


حسيت بقلبي بدأ يدق بسرعة، سمعت آلاف الكلمات من الغزل الرخيص قبل كدا بحكم شغلي لكن دي أول مرة أتأثر بيه.


_الك..الكلام دا مش بياكل معايا.


رديت عليه من غير ما أبصله.


_بس أنا مش بقول كدا عشان أجذبك ليا ولا حاجة، كدا كدا معنديش نية أرتبط بيكِ من الأساس....


ليه؟ ليه حسيت بغصة في حلقي و نفسي بقى بيخرج بصعوبة؟


_اومال ليه بتقول كدا ها؟


سألته بزعاق معرفش ليه انفعلت للدرجادي.


_أنا بقول كدا عشان تفتكري انتِ مين كويس.


                           **********


عدا أسبوع على آخر مرة شفت فيها الشخص المجهول، مجاش تاني يوم زي ما قال عشان يقولي القاعدة التانية و مع ذالك مبطلش يبعتلي أكل، في الحقيقة كان من السهل أميز إنه مش من طبخه و دا خلاني و لسببٍ مجهول أحس بالإحباط، و بعد ما عرفت إن الدِّين مش حقيقي و إن مفيش حاجة ورايا حسيت...حسيت بفراغ كبير!


فكرت كذا مرة منزلش الشغل بس في النهاية كنت بفتكر إن الشخص المجهول مش هيفضل يبعتلي الأكل طول عمره و الساعة تسعة و نص الصبح كل يوم كنت ببقى جاهزة و نازلة الشغل، و أنا طالعة من باب الشقة فكرة إن مفيش حد هيبقى مستنيني لما أروح كانت وحشة و مخيفة، ماما مبقتش موجودة، و ما دام هي في الحقيقة مستلفتش من حد و لا حاجة الفضول كان بياكلني عشان أعرف مين عمل فيها كدا و ليه.


الذكريات بدأت تحاصرني في كل حتة، الكوابيس رجعت تاني أقوى من الأول و الهالات السودة تحت عيني بتحكي عن صراع كان الأرق هو الطرف الكسبان فيه.


_مريم!


كنت واقفة بغسل البوتاجاز في آخر الشيفت بتاعي قبل ما أسمع صوت رندا بتناديني.


_رندا أرجوكِ ، أنا بجد مفياش حيل ل....


_أنا آسفة.


_ايه؟


_بقولك أنا آس...آسفة.


_رندا ليه بتعتذري؟ انتِ تعبانة و لا حاجة؟ قربي أما أشوف حرارتك...


زاحت يدي و خبت وشها و هي بتتكلم.


_أنا مش تعبانة و لا حاجة، كل الحكاية إن مجدي اعترفلي بمشاعره و أنا في الأول كنت فاكراه معجب بيكِ انتِ عشان..عشان كدا كنت بتصرف معاكِ كدا.


شالت يدها من على وشها و في اللحظة اللي لمحته فيها فطست ضحك، كان كله من أوله لآخره أحمر.


_ايه بتضحكِ ليه؟ دا جزاتي عشان بعتذرلك.


_رندا، متفهمنيش غلط أنا بس..أنا بس متفاجئة مش أكتر.


مكنتش أعرف إن عندها جانب لطيف.


_طيب ها...قولتي اي؟ مسمحاني؟


عملت نفسي بفكر.


_اممم ، لأ.


اتخضت و رفعت وشها ناحيتي بسرعة.


_لأ ليه؟


_لما أحضر خطوبتك انتِ و مجدي الأول هبقى أفكر.


_اه بتستغليني يعني...ماشي يا ستي موافقة، عموماً هي قريب جداً احتمال الأسبوع دا.


_أيوا بستغلك، و لو الأكل معجبنيش مش هسامحك.


_مين قالك إني هأكلك أصلا؟ انتِ الوحيدة اللي مش هتاكلي.


_كدا؟طيب بقى تعاليلي هنا...


_لاااا ابعدي عني بيدك اللي كلها صابون دي، مجدي الحقني.


قعدت تجري و أنا جريت وراها و في الآخر برضو بوظت وشها بالصابون.


                            **********


روحت من الشغل بمعنويات مرفوعة شوية بعد ما اتصالحنا أنا و رندا.


أول ما وقفت قدام باب الشقة حسيت برعشة في جسمي كله بعد ما شفت النور منور، أخيراً رجع! بصراحة...بصراحة وحشني صوته.


فتحت باب الشقة و دخلت بسرعة.


_كنت مختفي فين يا أستاذ؟ متعلمتش ت....


الكلام وقف في زوري لما شفت الشخص اللي كان قاعد على الكرسي.


_ياااه، مكنتش أعرف إني كنت واحشك للدرجادي.


_عمر!


_أيوا عمر، ايه كنتي فاكراني حد تاني؟


بدأت أرجع لورا براحة عشان لو حاول يهجم عليا أهرب بسرعة من الشقة.


_عمر مبقاش في حاجة تانية نتكلم فيها لو سمحت اطلع برا.


_مريم، أنا كام مرة قولتلك....ها؟


وقف كلامه فجأة و بص في وشي جامد.


_ها؟! مالك؟


_مريم، مين اللي عمل في وشك كدا؟


بصيت ناحية المرايا اللي كانت متعلقة في الصالة و فهمت قصده، دماغي كانت لسه مورمة مكان الخبطة.


رجعت عشان أبص ناحيته تاني و اتكلمت:


_ملكش دعوة اطلع ب....


في اللحظة اللي بصيت فيها ناحية المراية كان هو قرب ناحيتي بسرعة و مسك وشي جامد.


لمس بصباعه على شفتي اللي كانت متعورة.


_حتى شفايفك...قوليلي يا مريم مين عمل فيكِ كدا.


بصيت لعينه، مكانتش بصة خوف عادية، كانت كأنه شخص مهووس بيعاملني أكني جوهرة من جواهره و حد خدشها.


_و..وقعت من على السلم.


شد يده على وشي.


_متكدبيش! أنا هعرف مين عمل فيكِ كدا و هقتله.


مشي و رزع الباب وراه، على الأقل الجروح كانت السبب في إنقاذي منه، لازم أغير قفل الشقة ، أنا غلطانة إني سبته يمكن...يمكن كنت في يوم أروح و ألاقيه تاني قاعد مستنيني عشان ناكل سوى.


                            **********


في مكان آخر:


_أ..أرجوك، أبوس يدك يا بيه، تعدمني ما كنت أقصد ألمسها أنا بس عملت كدا عشان.....


قام بصفعه بقسوة مخرساً إياه، كان الأخير جالساً على كرسيٍّ من المعدن و الذي كان بدوره موصلاً بقطبين من أقطاب الكهرباء، لا يستر جسده سوى سروالٍ قصير تحول لونه للأحمر من كثرة تشربه للدماء.


_يدك دي كانت تتقطع قبل ما تلمس حاجة بتاعة عمر العامري، أنا قولتلكم بس تهددوها بحكاية الديون دي مش أكتر...لكن انت عملت ايه؟ كنت هتعتدي عليها؟ اتجننت؟


أمسك بسكينه المرصعة يده بالجواهر و الذهب و هوى بها على يد الرجل لتنفصل عن ذراعه في أقل من ثانية.


أخذ الرجل يصرخ من الألم و يستجدي سماحه برعب...


_أنا آسف...أنا آسف....آآآآه..أنا آسف، مش هعمل كدا تاني.


_طب ما انت بالفعل مش هتقدر تعمل كدا تاني.


سحب ذراع مولد الكهرباء و ما هي إلا لحظات حتى انهار جسد الرجل و لم يعد يغادره أيُّ نفس.


_أستاذ عمر، المراقب وص....


تحدثت سكرتيرته بينما تفتح الباب و ما إن فعلت حتى سدت أنفها من رائحة الدماء الشنيعة المختلطة برائحة الأمونيا من بول الرجل.


_ش..شكلك مشغول دلوقتي أبقى أرجع بعدين.


قام بمسح سكينه في ملابس الرجل الملقاة دون مبالاة قبل أن يتحدث:


_انطقي في ايه و خلصيني.


_سيف....سيف وصل.


_حلو في وقته، دخليه.


نظرت إليه بذعر.


_قصدك أدخله هنا؟ انت متأكد؟


_اه متأكد كدا كدا بعد ما أخلص منه هموته هو كمان.


ابتلعت السكرتيرة ريقها بقلق.


_ت..تمام، اللي تشوفه.


همت بالمغادرة قبل أن يوقفها فجأة.


_لبنى...


ارتعدت ما إن سمعت اسمها، هو لا ينطق به إلا في حالة واحدة فقط..


_اجهزي، عايزك النهاردا.


                            **********


الساعة عدت عشرة بالليل و لسه عم سيد مخبطش عليا عشان يديني الأكل اللي بيبعته الشخص الغريب زي كل يوم، يكون نسي النهاردا؟ و لا خلاص زهق مني، بصراحة مكنتش مستنية الأكل نفسه، كنت مستنية الجواب اللي بيبقى معاه.


قعدت قدام الباب  على الأرض، بصيت لتليفوني، أقدر أرن عليه بس أنا مش عايزة.


فجأة سمعت صوت مفتاح بيتحط في القفل ، جريت على المطبخ بسرعة أجيب سكينة عشان لو طلع عمر رجع تاني.


لما طلعت في الصالة تاني كان الباب مقفول و مكانش في حد.


غريبة، بس أنا متأكدة إني سمعت الباب بيتفتح.


ركنت السكينة على جمب و دخلت الأوضة عشان أنام ، و أول ما ولعت النور شفته، كان واقف عند سريري، هو بنفس هدومه السودة و الماسك الأسود واقف هناك و بيبصلي.


بصيت بعيد عنه.


_بتعمل ايه عندك؟ اطلع برا خليني أنام.


"وحشتني، ليه غبت كل دا؟" دا الل كان نفسي أقوله أول ما أشوفه تاني في الحقيقة بس عمري ما هنطقها.


_فكرتك نايمة عشان كدا دخلت هنا بس طلعتي صاحية، كويس.


_كويس إني صاحية؟ ليه؟


_عشان أقولك القاعدة التانية...


_انت متأكد من اللي بتقوله؟


_أيوا، أنا شفتهم كذا مرة بيحكوا و بيضحكوا سوى، و لما بيجي الليل بيروحلها الشقة بعد ما بيلبس هدوم سودا و ماسك أسود عشان محدش يعرفه تقريباً، بس على مين؟ أنا كشفتهم.


_برافو عليك، قولتلي اسمه كان ايه تاني كدا؟


_مجدي محمد.


_طبعاً يا سيف انت دلوقتي مستني مكافئة.


_والله يعني يا بيه....اللي تشوفه.


أخرج المسدس الذهبي من جيب سترته و قام بتوجيهه نحو الواقف أمامه.


_لا أنا راجل حقاني، بحب أدي كل واحد حقه.


_طب..طب و ليه مطلع مسدس؟


_مسدس حاف كدا؟ اسمه البيه مسدس، دا حبيبي دا، و عشان انت غالي عليا هموتك بيه.


_ايه؟ سيادتك...سيادتك بتقول اي؟ اهدي بس، خلاص مش عايز حاجة.


_بس أنا عايز أديك حاجة، بص وراك كدا.


خطف الرجل نظرة إلى الخلف ليرى جسد رجلٍ آخر تم ربطه على كرسيٍّ معدني ، يده اليمنى مقطوعة و جسده ممتلئ بالجروح و الكدمات و مغطى بأكمله بالدماء.


في الواقع لقد اشتم الرائحة الكريهة منذ أن سمحت له السكرتيرة بالدخول ؛ لكن حماسه للإدلاء بما لديه أعمى بصيرته عن الموقف الذي كان فيه، لقد خطط الرجل لقتله منذ البداية!


_أ..أرجوك، س..سيبني أعيش.


_يوووه منك يا سيف، أنا قولتلك تبص عليه عشان تعرف الفرق بينك و بينه، هو مات متعذب و انت هتموت بسرعة من غير ما تحس بحاجة، لا و كمان بايه..بأغلى مسدس في العالم، لازم تشكرني مش تخاف!


أدرك المدعو بسيف أن الرجل الجالس أمامه ليس سوى مختلٍّ عقلي حتماً، و ندم في قرارة نفسه على مساعدته منذ البداية، أغلق عينيه و من ثم دوى صوت إطلاق النار قبل أن يخور جسده على الأرض و الدماء تنساب ببطئ من رأسه.


ضغط الأخير على زرٍّ في المكتب و ما هي إلا لحظات حتى فتحت سكرتيرته الباب.


_بلغي الرجالة يجيبولي مجدي محمد اللي شغال في كافيه السعادة....


ألقى نظرة على الرجلين في الغرفة و من ثم عاد ليكمل حديثه:


_آه، و ابقي هاتي حد ينضف.


نهض من خلف المكتب بعد أن أعاد مسدسه إلى جيب سترته، و قبل أن يغادر استدار ليحدثها:


_و بعد ما تخلصي تعاليلي، متنسيش.


أنهى حديثه بغمزة لتلعن تحت أنفاسها. 


                             ********


_عشان أقولك القاعدة التانية.


مش دا...مش دا اللي كنت مستنية أسمعه!


_هه، قاعدة تانية! لا يا بابا شطبنا، روح لم عزالك و العب في حتة تاني بعيد.


_بس انا و انتِ جوا اللعبة غصب عنا.


_متجمعنيش انا و انت في نفس الجملة! أسبوع كامل كنت مختفي فين؟ استنيت كل يوم بس مجتش!


_طيب براحة متعيطيش، لو وحشتك أوي كدا كان ممكن ترني عليا.


مسح بيده دمعة مأخدتش بالي منها، في الحقيقة أنا مأخدتش بالي بدأت أبكي امتى!


_أنا...أنا مش بعيط دي حاجة بس دخلت في عيني.


قولت و لفيت وشي بعيد.


_أيوا أيوا أنا عارف، روحي غيري هدومك يلا.


لفيت ناحيته تاني.


_أغير هدومي ليه؟


_طيب متغيرهاش لو عايزة تنزلي كدا براحتك.


_أنزل؟ أنزل فين؟


_النهاردا بما إن مزاجي رايق هاخدك ناكل في مطعم و هقولك القاعدة هناك.


دلوقتي بس فهمت كان لابس بدلة سودة ليه النهاردا.


حسيت بوشي بدأ يسخن، دا شبه موعد غرامي! لا اهدي يا مريم دا عايز يكلمك عادي، هزيت راسي بسرعة عشان أنفض الفكرة من دماغي.


_مالك؟ بتهزي راسك كدا ليه؟ مش موافقة؟


_لا لا، رايحة ألبس أهو......


جريت بسرعة ناحية الدولاب و قبل ما أطلع هدومي لفيت تاني و بصيت ناحيته.


_احم...


_ايه؟


_دي اوضتي.


_و بعدين؟! ما أنا عارف.


ضربت راسي بيدي من غبائه.


_أقصد إن هدومي هنا كمان.


_طيب، يلا غيري بسرعة.


بصيتله بذهول.


_أغير قدامك يعني و لا ايه؟!


ضحك بتوتر.


_آآه فهمت عايزاني أطلع يعني؟ عموماً مش همانع تغيري قدامي برضو.


خلص كلامه و قعد يهز حواجبه فوق و تحت.


زقيته برا الأوضة و قفلت الباب، غبي! ليه بيعمل كدا ما دام مش بيحس بمشاعر ناحيتي؟


                                 *********


مع إن الشخص المجهول عمره ما شال الماسك و لا مرة من على وشه قدرت ألاحظ الدهشة عليه أول ما شاف لبسي من عيونه اللي بقت أوسع و حواجبه اللي اترفعت فوق.


كنت لابسة فستان أحمر ستان، مقفول من عند الرقبة و ملهوش كمام، و ممدود لغاية الأرض بفتحة من على الجنب و كعب أسود.


_ايه؟ بتفكر إنك اتسرعت في قرار عدم الإرتباط؟


سألته بنبرة سخرية.


_ممكن، على العموم كنت بدأت أنسى إنك صحافية مشهورة دلوقتي افتكرت.


الشخص المجهول جابنا مطعم فاخر بعربيته، استغربت و زاد فضولي أكتر أعرف هو مين و شغال ايه.


قعدنا على تربيزة في مكان معزول شوية عن باقي التربيزات و النادل جه أخد طلباتنا.


_مش هتقولي برضو انت مين؟


_قولتلك كل حاجة هتعرفيها في وقتها، ها قابلتي عمر تاني؟


حطيت رجل على رجل و رجعت بضهري لورا.


_كل حاجة هتعرفها في وقتها.


_آه بتستخدمي كلامي ضدي يعني، طيب عندي فكرة أحسن...ايه رأيك سؤال قصاد سؤال.


سكتت للحظة عشان أفكر قبل ما أجاوبه.


_اممم، موافقة...بس بشرط.


_ايه هو؟


_مينفعش تكدب و لا تتجاوز السؤال.


_طب و لو مش عايز أجاوب؟


_ساعتها هتضطر تقول حقيقة عن نفسك بدل الإجابة.


_موافق..ما دام نفس الشروط منطبقة عليكِ برضو.


ابتسمت.


_أكيد.


                                    **********


في نفس الوقت الساعة العاشرة و النصف مساءً على ممشى نهر النيل :


_يووه بقى يا مجدي، فيها ايه يعني لما تبقى أوضتنا لونها بينك؟


أمسك بيدها لينظر في عينيها متحدثاً:


_يا روحي يعني يرضيكِ تبقى أوضتنا شبه علبة باربي؟!


_و مالها باربي يعني؟


تنهد بملل و أفلت يدها.


_خلاص يا رندا لما آجي أدهن الشقة يبقى يحلها ربنا.


_ لا أنا قولت عايزة أوضتي لونها بينك يعني بينك.


_رندا...


كاد أن يتحدث لولا أن قاطعه صوتٌ أجش. 


_مزعل المدام منك ليه؟ ما تجيبلها أوضة بينك.


نظر مجدي ناحية الصوت ليجده رجلاً مقنعاً مفتول العضلات، لم يهبه، في الواقع هو كان رياضياً أيضاً و عضلات الرجل ليست بأفضل من عضلاته.


_طب ما الظريف يخليه في حاله أحسن.


تحدث بينما يدفع حبيبته بعيداً برفق.


_ظريف! لا انت لسه مشوفتش حاجة، دا أنا هعجبك جداً.


قام الرجل بتسديد لكمة ناحيته ليتفادها بسهولة، بينما تمسكت حبيبته في قميصه بخوف.


نظر إليها مطمئناً قبل أن يلتف ليلكم الرجل بسرعة في وجهه.


بصق الرجل بعض الدماء من فمه قبل أن يستقيم بجزعه مجدداً.


_واو، ما هو أنا برضو مكانش لازم أستهين بالملاكم الوطني.


حرك رأسه بإشارة صامتة ليظهر من خلفه رجلين مقنعين آخرين و بأجساد ضخمة مثله.


_يا لهوي يا مجدي، مين دول و عايزين منك ايه؟


_رندا، اجري من هنا.....


_لا مستحيل أسيبك.


قام الرجال بمحاوطته و محاولة ضربه لكن أياً من ضرباتهم لم تصبه بينما كان هو يوجه إليهم اللكمات بسرعة و مهارة.


عندما شعروا باليأس منه تسلل أحدهم إلى الفتاة التي كانت لا تزال واقفة تتابع الموقف بخوف و قام بإمساكها و وضع سك_ينٍ على رقبتها.


_لو..لو مجتش معانا بالذوق هقت_لها.


تحدث الرجل بنفس متقطع و جسد منهك.


_إياك تلمسها.


_مجدييي...


_اخرسي.


_طيب طيب أنا هعمل اللي انتوا عايزينه بس سيبها.


_شايف العربية اللي هناك دي؟ أول ما تركبها هسيبها.


_ماشي، أنا هركبها، بس صدقني لو شفتك اتأخرت ثانية واحدة في إنك تفلتها بعد ما أركب مش هتردد في إني أدشدشكم بالعربية.


ضحك الرجل بسخرية.


_واثق من نفسك اوي مش كدا؟ عموماً متخافش اركب و هسيبها، أنا مبرجعش في كلامي.


_مجدي متروحش معا...


_قولت اخرسي.


                                     **********


_انت مين؟


ابتسم بجانبية.


_كنت متوقع تسألي السؤال دا، قولتلك بالفعل قبل كدا...شخص محتاج مساعدة.


_مساعدة في ايه؟


_تؤ تؤ، سؤال واحد في كل مرة، دوري.


_عرفتي عمر ازاي؟


_هو جه خطبني و أنا قبلته مكانش ليا معرفة سابقة بيه.


_محتاج مساعدتي في ايه؟


_في كشف الحقيقة للناس.


همت أن تسأله سؤالاً آخراً لكنها صمتت عندما تذكرت أنه لا يسعها أن تسأله إلا سؤالاً واحداً في كل مرة.


_ايه رأيك في شكل عمر؟


_بكرهه.


_مسألتكيش عن مشاعرك ناحيته، سألتك عن شكله.


صمتت تسترجع مظهره في ذاكرتها، عمر لديه عيون عسلية مع أهداب كثيفة و حاجبين ثخينين، شعره بني فاتح بلون عينيه و ناعم، هو يصففه بطريقة جيدة حقاً، أما بالنسبة لجسده فقد كان من الواضح أنه شخص رياضي بسبب عضلاته التي تبرز من تحت ملابسه بشكل صارخ.


_كويس، شكله مش بطال، ليه بتسألني عن رأيي في شكله؟


_بحب اللون الأزرق.


_ايه؟ ايه علاقة دا بسؤا....


لم تكمل حديثها بسبب تذكرها للشرط، إن لم يرغب بإجابة إحدى الأسئلة فيجب أن يذكر حقيقة عن نفسه.


_ايه؟ دا مكانش سؤالي.


_ملياش دعوة بقصدك، دوري، انتِ بأي صدفة...معجبة بيا؟


_أنا....


_افتكري إنك حتى لو مجاوبتيش و قولتي حقيقة عن نفسك فكدا تُعتبر الإجابة وصلت.


سكتت لتبتلع ريقها بتوتر، هو محق، كيف ستجيبه الآن؟


فجأة صدح صوت رنين هاتفها من حقيبة اليد السوداء الصغيرة التي كانت أمامها على الطاولة.


استغلت الفرصة لتتهرب من السؤال و سحبته بسرعة لتجيب على المتصل دون أن تقرأ الاسم.


_مريم الحقيني، خطفوا مجدي و هددوني مقولش لحد....

الفصل التامن و الأخير من اسكريبت

#الخلود_أو_الآس


_......إنتِ بأي صدفة..معجبة بيا؟


_أنا..


_بس افتكري إنك حتى لو مجاوبتيش و قولتي حقيقة عن نفسك فكدا تُعتبر الإجابة وصلت.


معاه حق، حتى لو اختارت إني مجاوبش كدا الإجابة هتبقى واضحة، بس أنا حتى معرفش اسمك ايه لغاية دلوقتي! قولي...يا ترى ليه اختارت تسمي نفسك على تليفوني باسم ورود بتتحط على القبر؟ و ليه مخبي وشك ما دام أنا كدا كدا معرفكش؟ ليه...ليه دايماً عيونك حزينة و شايلة هم؟...أسئلة كتير في دامغي لازم أعرف إجابتها النهاردا، أنا عايزة أعرف قصتك و عشان كدا...عشان كدا اللعبة لازم تستمر، عشان كدا هجاوب سؤالك....


_في الحقيقة أنا...


قاطعني صوت التليفون في آخر لحظة، سحبته من الشنطة و رديت من غير ما أقرا الاسم.


_مريم الحقيني، خطفوا مجدي و هددوني مقولش لحد، معرفتش أتصل بمين غيرك.


جاني صوت رندا اللي منهارة و بتبكِ أول ما رديت، وقفت بسرعة و طلعت برا المطعم عشان أقدر أسمعها كويس.


_رندا اهدي، قوليلي هم مين و خطفوا مجدي ليه؟


_معرفش، معرفش يا مريم هم مين و خدوه ليه، أنا بجد هموت لو حصلتله حاجة، كل دا بسببي، كان لازم أسمع كلامه، أنا..


_اهدي مش فاهمة منك حاجة، أقولك...اقفلي أنا جايالك إنتِ فين؟


_عند الكورنيش.


_طيب ثواني و ابقى عندك.


أول ما قفلت السكة و جيت أمشي بسرعة لقيت حد سحبني من يدي.


_مريم، رايحة فين؟


للحظة نسيت إني سبته لوحده جوا المطعم و طلعت.


_أنا آسفة ، لازم أمشي دلوقتي..


سحبت يدي من يده و جريت، وقفت أول تاكسي قابلته في وشي و قولتله عنوان المكان.


                              ********


أول ما نزلت من التاكسي فتحت تليفوني عشان أرن على رندا بس لقيته بالصدفة بيرن، بيرن برقم آخر شخص في العالم كنت أتمنى أسمع صوته في اللحظة دي.


_ألو..


_رديتي بسرعة يعني، كنتي مستنية مكالمتي؟


_لا، رديت عشان أقولك تمسح رقمي و متتصلش بيا تاني.


_حتى لو علشان حبيب القلب؟


صباعي اتشعلق في الهوا قبل ما يوصل زر إغلاق المكالمة.


_حبيب القلب مين؟ تقصد اي؟


_مجدي...


سحبت نفس عميق و اتكلمت بأكتر نبرة هادية.


_عمر، متقوليش إنك انت اللي خطفت مجدي!


_لو عايزة تشوفيه تاني قابليني بكرا الساعة واحدة عند مصنع الأسمنت القديم، و أحسنلك متحاوليش تقولي لحد.


خلص كلامه و قفل السكة، مكنتش قادرة أستوعب، عمر فاكرني في علاقة مع مجدي؟

مجدي اللي خطوبته من البنت اللي بيحبها كانت هتبقى الأسبوع دا؟


فجأة لقيت حد حضني جامد من ورا و عمال يتشهلق بصوت عالي، لفيت...كانت رندا.


_مريم...


_ششش، كل حاجة هتبقى تمام، أوعدك إن مجدي يرجع.


قولت و حضنتها جامد، أنا آسفة يا رندا، كل دا مش بسببك؛ كل دا بسببي...بسببي أنا.


                           **********


_مكنتش متخيل إن الأمور تطور كدا بسرعة.


كنت قاعدة مع الشخص المجهول على الكورنيش بعد ما وقفت تاكسي لرندا و أقنعتها تروح عشان تستريح شوية.


_عمر اللي قتل ماما مش كدا؟


طلع نفس بضيق.


_أيوا...هو.


_و كنت مستني ايه عشان تقولي؟


_لو كنت قولتلك كنتي هتعملي ايه؟ عمر واحد واصل، لو روحتي تشتكيه من غير دليل ثقي تماماً إنك انتِ اللي هتتحبسي مش هو.


_طيب عايزني أعمل ايه يعني؟


صرخت فيه و بدأت أبكي.


_الهوس أنواع كتير، و الشخص المهووس مصيره يهلك بهوسه.


_انت بتقول ايه؟


_القاعدة التانية....


                           **********


اليوم التالي الساعة الواحدة ظهراً في مصنع الأسمنت المهجور:


_جيت، استريحت؟


_ والله هنستريح كلنا لو سمعتي الكلام.


_قولي عايز ايه؟


ضحك بصوت عالي و بعدين وقف وبصلي.


_لسه برضو متعرفيش أنا عايز ايه؟


_تتجوزني؟


_أنا عايزك تبقي بتاعتي سواء بجواز أو من غير جواز و انتِ حرة، مش هتفرق معايا اوي.


_طيب هتجوزك بس سيب مجدي.


_أنا هسيبه، بس قسماً عظماً لو شفتك بتكلميه تاني ولا حتى بتبصيله بالغلط....هموته.


_م..موافقة.


_حلو، كدا فرحنا هيبقى الأسبوع اللي جاي يوم الإتنين، و هيبقى أكبر فرح يتعمل في التاريخ كله، معاكِ أسبوع كامل عشان تجهزي نفسك يا عروسة.


غمزلي و كان هيمشي قبل ما أوقفه بسرعة.


_ب..بصراحة أنا...أنا اتطردت من الشغل بعد ما المديرة عرفت إن مجدي اتخطف بسببي و...


_تعالي اقعدي عندي في القصر لغاية معاد الفرح.


قاطعني فجأة، قرب مني و سحبني من يدي وراه.


_استنى، طب...طب و مجدي؟


_خليتهم يفلتوه من أول ما وصلتي...


ساب يدي و بصلي بأكتر تعبير مخيف شفته على وشه في حياتي.


_و لو سمعتك بتنطقي اسمه على لسانك تاني هقطع لسانك و هموته.


بلعت ريقي برعب، هزيت راسي بالموافقة و مشيت وراه من غير و لا كلمة.


                              **********


_ألف مبروك يا مريم.


_م..ماما!


_كنت دايماً بحلم أشوفك عروسة، شكلك جميل يا مريم.


عيوني بدأت تدمع، جريت عليها و حضنتها جامد.


_ماما، وحشتيني أوي يا ماما، ليه...ليه مشيتي و سبتيني؟


_مش أنا اللي سبتك يا مريم، انتِ اللي سبتيني ليهم..


_ايه؟


بعدت عنها، بصيت على فستاني الأبيض لقيته كله دم من..من بطنها!


_أنا مُت بسببك يا مريم!


وشها بقى شاحب زي اليوم اللي شفتها ميتة فيه و صوتها اتغير، بدأت تمشي ناحيتي و هي عمالة تكررها:


_انتِ اللي قتلتيني يا مريم....


_لاااا، ابعدي عنيييي، مش أنا، أنا معملتش حاجة...


_الكل بيقول إنك انتِ اللي قتلتيني، سلمي نفسك يا مريم.


بدأت القاعة تتحول لسجن ريحته وحشة و ضلمة و ماما اختفت بس صوتها فضل يتردد.


_انتِ اللي عملتي كدا يا مريم، سلمي نفسك.


فجأة بدأت حشرات كتير شكلها غريب و مقرف تتطلع من زوايا السجن و تتسلق على جسمي.


_سلمي نفسك..


_لااااااااا


_آنسة مريم انتِ كويسة؟


فتحت عيني و لقيتني لسه على السرير الكبير في اوضة الضيوف اللي في قصر عمر.


_أنا....أنا كويسة.


اتكلمت بصعوبة، فضلت أحلم بنفس الكابوس كل يوم من ساعة ما جيت أعيش في القصر هنا.


_طيب، يلا قومي استحمي عشان نبدأ نجهزك.


أيوا...عدا أسبوع كامل و النهاردا بتاريخ ١١/١١ فرح رجل الأعمال الكبير عمر العامري على المرحومة...أنا.


بعد ما خلصت استحمام كنت قاعدة قدام مرايا كبيرة و الكوافيرة بتظبط شعري و حوليا بنات تاني بيساعدوني في لبس الإكسسوارات و الفستان.....الأبيض.


عدا أسبوع كامل من العذاب في قصر عمر، طول اليوم مش موجود و لما بيجي بالليل بيحاول يلمسني بس كل مرة بتحجج بحجة جديدة، مرة تعبانة مرة جعانة مرة أعمل نفسي نايمة،....و هكذا لغاية ما عدا الأسبوع بالعافية من غير ما يلمسني.


فجأة سمعنا صوت خبط على الباب و صوت حد بيتكلم:


_العروسة جاهزة؟


_ثواني و نخلص أهو.


ردت عليه الكوافيرة.


_طيب يلا، الناس كلها مستنية تحت.


                           *********


كنت ماشية في ممر طويل لوحدي ماسكة بوكيه ورد أحمر في أبيض و على راسي طرحة بيضة طويلة مغطية وشي كله، قدامي بنتين صغيرين لابسين فساتين بيضة و عمالين يرموا قدامي بتلات ورد حمرا.


وقفت ورا الوكيل اللي وكله عمر نيابة عن والدي المتوفي عشان يكون هو المسئول عني.


بصيت للحضور ، كانوا كتير،  وقعت عيني على رندا اللي كانت لابسة فستان أخضر!


ضحكت براحة و حركتلها راسي بالموافقة و قبل ما الشيخ يتكلم وقفت بسرعة و خبطت بالشوكة على الكوباية.


_احم ، احم، أنا رندا...أجمل و أعز صاحبة لعروستنا القمر ، المهم مش هطول عليكم كتير أنا جهزت مفاجئة لمريم النهاردا بمناسبة فرحها حابة نشوفها كلنا سوى.


بعد ما ادت الإشارة للدي جي ، في شاشة كبيرة خالص في نص الصالة اشتغلت، أغنية أجمل صحاب صحابي من صغري و أنا معرفش رندا غير من شهر أساساً!


صوري أنا و رندا اللي اتصورناها الأسبوع اللي فات بدأت تتعرض على الشاشة و في وسط ما الجمهور مندمجين فجأة الشاشة طفت.


في صوت إشعار وصل لكل التليفونات في نفس الوقت و الشاشة اشتغلت تاني بفيديو.


"_ ايه رأيك في المفاجئة؟


_حلوة أوي بجد.


_عشان تعرف أخوك الصغير بيحبك قد ايه، البحيرة دي كلها بالبيت بتوعك.


_شكرا أوي بجد يا عمر.


.............."


فجأة عمر بدأ يتوتر أول ما سمع اسمه و قعد يزعق.


_وقفوا الفيديو دا، حد يطفي الشاشة.


"_تعالى بص هنا...السمك حلو جداً.


_فين؟ أنا مش شايف حاجة؟


_قرب أكتر هتشوفه...ها شفته؟


_اه أنا شايف حاجة بس مش واضحة...عمر دا....


الشخص مكملش كلامه بسبب عمر اللي زقه في المياه


_عمر ، بتعمل اي؟ طلعني بسرعة مبعرفش أعوم ، بلاش الهزار دا.


_هه يا خبر! عمَّار العامري في حاجة في العالم مبيعرفش يعملها؟


_عمر طلعني، ااممم عمر!


_آسف بس مش لطيف يبقى في نسختين من شخص واحد، لازم واحد فينا يضحي مش كدا؟


الشخص كان بيعافر و بيطلع وشه من المياه كل شوية بالعافية


_عمر الحقني...أنا..امم...أنا...اممم..أنا آسف.


بدأ التليفون اللي في يد عمر و اللي كان بيصور بيه لحظة غدره بأخوه الكبير يتهز جامد بسبب ضحكه.


_بتعتذر ليه؟ انت عملت حاجة؟ عموماً مسامحك.


كان واقف بيتفرج على آخر لحظات في حياة أخوه لغاية ما اتأكد إنه غرق و بعدين اتكلم:


_سلام يا...عمَّار.         "


الفيديو خلص و الشاشة رجعت سودا تاني و الجمهور كلهم كانوا في حالة صدمة.


ابتسمت من تحت الطرحة و مشيت لغاية ما وصلت نص المسرح و رميت الطرحة من على وشي و شديت الفستان الأبيض فاتقطع و ظهر من تحته فستان أسود بيلمع.


كنت خليت الكوافيرة تقص شعري لغاية كتفي و تصبغه بني فاتح و بكدا بقيت....


_أهلاً بيكم، أنا الصحافية مريم صبحي، دا صحيح أنا الصحافية اللي اتهمت بقتل مامتها قبل كدا إذا كنتوا فاكرين، و أنا كمان صاحبة المقالة اللي اتبعتت ليكم كلكم دلوقتي، اسمحولي أقراهالكم بصوت عالي......


"في اليوم الموافق تاريخ ١١/١١ من سنة ٢٠٢٠ و في تمام الساعة الرابعة عصراً، قام الأستاذ عمر عبد الله العامري باصطحاب شقيقه التوأم عمَّار عبد الله العامري الذي يكبره بخمسة دقائق إلى منزله ب*** بعد أن أقنعه بأنه قد قام بتحضير مفاجئة له، و في تمام الرابعة و النصف عصراً و بعد أن تناولوا الغداء قام عمر العامري بالكشف عن مفاجئته المزعومة لأخيه و أخبره بأنه قد اشترى المنزل بالبحيرة من أجله، و في لحظة غادرة قام برمي أخيه في البحيرة مع علمه المسبق بأنه لا يستطيع السباحة حتى يتخلص منه و يفوز هو بشركات والده عبد الله العامري.......

قضية قتل مع سابق إصرار و ترصد فيا ترى ما موقف السلطات الحكومية من الواقعة؟ هل سيعود حق عمار العامري بعد أنا مرَّ على الجريمة أربع سنوات بالفعل الآن؟"


_انتِ....انتِ بتقولي ايه؟ حد ينزلها، الكلام دا كله كدب و محصلش.


اتكلم عمر و هو بيرجع لورا بخوف.


_و الفيديو برضو كدب؟ جالك قلب تقتل أخوك يا مفتري عشان الفلوس؟


وشه اتبدل من الخوف للغضب و جري ناحيتي بسرعة، طلع مط-وة صغيرة كانت في جيب بدلته و حاول يطع-ني بيها.


_انتِ، كله بسببك انتِ، أنا هقتلك، هقتلك....


_عمر عبد الله العامري، ارفع يدك فوق و سلم نفسك.


فجأة الشرطة اقتحمت المكان و وجهوا المسدسات ناحيته، رمى المط-وة و رفع يده فوق.


                              ********


رحت عشان أزور عمر في السجن، ما أنا مكانش ينفع برضو مزورش جوزي...اه سوري، قصدي الراجل اللي كان هيبقى جوزي.


كنت قاعدة قدامه و هو لابس لبس المساجين و في يده الكلبشات.


_ازاي...ازاي عرفتي؟ 


ابتسمت و أنا بفتكر اللي حصل قبل أسبوع. 

      

                            *********


فلاش باك قبل أسبوع:


_الهوس أنواع كتير، و الشخص المهووس مصيره يهلك بهوسه.


_انت بتقول ايه؟


_القاعدة التانية.


_قواعد ايه و نيلة ايه دلوقتي، بقولك صاحبي في الشغل اتخطف بسببي و عمر عايزني أقابله بكرا.


_القاعدة دي لو فسرتيها هتحلي مشاكلك و هتساعديني في نفس الوقت.


سكتت لحظة و بعدين رديت:


_مش انت قولت إن صاحب المشكلة هو اللي لازم يفسر القاعدة؟


ضحك.


_قصدك أفسرها يعني؟ كدا كدا كنت هساعدك لأن مفيش وقت، خسارة كان نفسي أتسلى فترة أطول.


_الحمد لله إن مفيش وقت.


_عمر عايزك تقابليه بكرا مش كدا؟


_ايوا، بس مش هرو...


_روحي.


_ايه؟ 


_بقولك روحيله، على الأغلب هيتفق معاكِ تبيعي نفسك ليه مقابل إنه يسيب مجدي.


_طيب و انت عايزني أستسلمله بالسهولة دي؟


_دا في مصلحتنا، اسمعي...عمر شخص مريض و مهووس بيكِ و عمره ما هيشك إنك ممكن تغدري بيه.


_يا لهوي انت اتجننت؟ عايزني أق-تله؟


_ششش، وطي صوتك، مين جاب سيرة الق-تل دلوقتي؟


_أومال هغدر بيه ازاي يعني؟


_فاكرة أخو عمر التوأم اللي اختفي من أربع سنين؟


_أيوا ماله؟


_عمر اللي قت-له، و كمان صور فيديو ليه و هو بيق-تله و شايله في الخزنة جوا الأوضة بتاعته في قصره اللي في *** .


شهقت بصدمة، الكل كان فاكر إن أخو عمر هرب بعد ما سرق فلوس كتير من باباه.


_يعني أخوه التوأم في الحقيقة مات؟


_أيوا.


_و انت عرفت منين؟


_عمار كان صاحبي الوحيد و أول ما الإشاعات دي طلعت مصدقتهاش، قعدت الفترة اللي فاتت كلها أدور عليه....كنت شغال في شركة المجوهرات اللي بيديرها عمر و في مرة دخلت وراه المكتب لقيته مشغل الفيديو و قاعد بيضحك عليه و بعد بحث طويل عرفت هو شايل الفلاشة اللي عليها الفيديو فين.


_ودا اللي كنت عايز مساعدتي فيه مش كدا؟


_أيوا بما إنك صحافية مشهورة، و الناس كلها بتصدق كل مقالاتك و واثقين فيكِ.


_بس للأسف دا كان زمان قبل....قبل الحادثة.


_اسمعي كويس...الفيديو هيدعم كلامك و هيرجع مصداقيتك بين الناس و هترجع الصحافية مريم صبحي أقوى من الأول.


_انت...انت شايف كدا؟


_أيوا أنا واثق فيكِ، كل اللي محتاجينه إنك تدخلي القصر.......


نهاية الفلاش باك.


                            *********


_بصراحة كنت ناوية آجي معاك القصر بحجة إني أستلف منك فلوس بس انت عملتلي معروف و أخدتني أعيش هناك.


_ماشي يا مريم، فاكرة إنك كدا خلصتي مني؟ هطلع من القضية زي الشعرة من العجين و هنتقم منك.


_في الحقيقة انا اللي لسه مخلصتش منك، لسه هخليك تدفع تمن موت ماما و كل الجرايم اللي عملتها، هوريك مين هي الصحافية مريم صبحي.


مشيت و أنا رافعة راسي فوق لأول مرة من ساعة وفاة ماما، أنا هجيب حقها و هتأكد إن عمر ياخد لإما إعدام لإما حكم مؤبد.


                             *********


كنت واقفة قدام قبر ماما و أخيراً، رحت لأخويا بيته و أصريت عليه لغاية ما اداني مفتاح الحوش.


_ماما...عارفة إنك سمعاني، أنا بعتذرلك إني مقضتش وقت طويل معاك، بعتذرلك عن كل مرة زعلتك فيها أو ضايقتك مني، ماما....لسه الحكاية مخلصتش، بوعدك أزورك مرة تانية بعد ما أجيب حقك.


_أيوا، هي دي الروح المطلوبة.


_انت؟ بتعمل اي هنا؟


_جيت أسألك...فاكرة سؤالنا؟ هتختاري الخلود ولا الآس؟


بصيت لإيديه الممدودة ناحيتي، كان يد فيها زهور الخلود و يد فيها نبتة الآس.


_عمر هو الخلود، ورد مبهرج من برا بس من جواه ضعيف، و انت...الآس، نبتة بسيطة من برا و من جوا، انت هو مش كدا؟


_قصدك مين؟


_إنت....عمار.


_و ايه اللي خلاكِ تقولي كدا؟


_جزءك من الحكاية، بذمتك حد يقدر يدخل مكتب عمر من وراه؟ قول كلام غير كدا.


_اممم، ممكن برضو.


سحبته من ياقة القميص و شلت الماسك من على وشه، و بوسته.


_بختار الآس....بختارك انت. 


                           *************

النهاية.


طبعاً في ناس كتير مش هتعجبها النهاية بس المفاجئة إن في جزء تاني من تمن فصول أو أقل برضو، هبدأ أنزلها قريب لو دا جاب تفاعل كبير، بس كدا دُمتم بخير و بتمنى الجزء الأول يكون عجبكم، رأيكم في القصة؟🥹❤️✨️


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close