رواية زواج في الظل البارت الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه ياسمين عطيه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
أسماء بصوت مختنق، مابين العياط: "هِنّية… مش لاقياها، مش عارفه راحت فين… اتخطفت!!"
في اللحظة دي، الدنيا اسودّت في عين أركان. قلبه وقع، حرفيًا، لأول مرة في حياته يحس إن الأرض بتتسحب من تحته.
أركان بصوت جامد، لكنه مليان ذعر مكتوم: "إنتي فين؟ قوليلي المكان حالًا!!"
أسماء قالت له اسم المول، وأركان ماضاعش ثانية، طلع يجري وهو بيحس إنه هيتجنن.
ركب العربية، إيديه كانت بتضغط على الدركسيون بعصبية، قلبه بيدق بسرعة مرعبة، والمشاهد كانت بتجري قدام عنيه، لكنه مش شايف حاجة غير وش ليلى… وهي مش موجودة .
أركان بصوت متوتر وهو بيتصل بعدلي:
"بابا…!"
عدلي، اللي كان قاعد في مكتبه، أول مرة في حياته يسمع ابنه صوته كده. قام بسرعة، قلبه شد، لكن حاول يفضل متماسك:
"حبيبي، انت كويس؟ حصل إيه؟"
أركان بعصبية، وضغطه بيزيد: "ليلى يا بابا… اتخطفت من مول… اعمل اللازم، ارجوك، لازم نلحقها بسرعة!!"
عدلي بصوت حاسم، لكنه مليان قلق: "هتصرف حالًا، بس انت ركز ومتتهورش… خلي بالك من نفسك، أركان، ماتكشفش نفسك."
لكن أركان، اللي كان بيضغط بإيده على الدركسيون لدرجة إنه ممكن يكسره، ماكانش سامع غير صوت واحد في دماغه:
"لو مروان اللي خطفها… هقت*له."
أركان وصل إلى المول
العربية وقفت فجأة قدام مدخل المول، إطاراتها سابت علامة سودة على الأرض من كتر السرعة. قبل ما حتى العربية تهدى، الباب كان مفتوح، وأركان نزل منها بخطوات سريعة، تقيلة، وعنيّه بتدور في كل الاتجاهات، ملامحه كانت متجهمة، والشر بيلمع فيها.
الجهاز في ودنه كان شغال، صوت عدلي كان بيتكلم، بيقول تعليمات، لكن أركان ماكانش سامع. كل حاجة حواليه كانت ضباب، أصوات الناس، الإضاءة، حتى رجال الأمن اللي كانوا واقفين عند البوابة ماخدوش اهتمامه. كل اللي كان شايفه قدامه هو أسماء، قاعدة على الأرض، ملامحها باهتة، عنيها محمرة من كتر العياط، وإيديها بتضغط على الشنطة بتاعتها كأنها متمسكة بحاجة وسط الخراب اللي حواليها.
أركان خطفها بنظرة، قلبه كان عمال يضرب بقوة في صدره، لكنه ما أظهرش ده، وجهه كان متجمد، لكن جوه… جوه كان في عاصفة.
أركان بصوت هادي، لكنه مليان غضب مكبوت: "احكي لي اللي حصل؟"
أسماء رفعت رأسها بسرعة، أول ما شافته، كأنها كانت ماسكة نفسها بالعافية، قامت على طول، وقربت منه وهي بتتكلم بانفعال:
"سعيد… اختفت! هنيه كانت هنا، ولما رجعت لها، لقيت شنطتها والآيس كريم واقعين على الأرض… كأنها تبخرت! سألت كل الناس… ماحدش شاف حاجة!"
أركان شد نَفَسه ببطء، عينه نزلت على الأرض… شاف الحاجات اللي كانت معاها مرمية، دبدوب صغير، التيشيرت اللي اشترته له، وبقايا آيس كريم داب على البلاط.
إيده اتقبضت جامد، ضراعه اتشنج، وعينه نعست بخطورة.
أركان كان بيتحرك بسرعة وهو بيجمع حاجات ليلى اللي كانت متبعثرة على الأرض—الشنطة، التيشرت، الدبدوب اللي كانت لسه ماسكاه من دقايق. إيده كانت بتضغط عليهم بقوة، كأنهم الحاجة الوحيدة اللي ماسكة أعصابه من الانفجار.
رفع عينه بسرعة، بص لأسما اللي كانت واقفة في حالة انهيار، الدموع مغرقة وشها، بتبص حواليها كأنها متوقعة تلاقي ليلى تخرج من أي ركن.
أركان بحزم، وعينه مليانة نيران: "أسماء، امشي انتِ… وأنا هجيب هنية وأجي."
ما استناش رد منها، لف على طول، خد نفس عميق وهو بيخرج موبايله، وصوته كان مليان توتر وغضب وهو بيكلم حد في الناحية التانية:
"عاوز كل الكاميرات، كل المخارج، وكل واحد دخل أو خرج من المكان ده آخر نص ساعة… دلوقتي!"
ما كانش في مجال للتردد. ليلى كانت في خطر، وأركان مش هيسيب المكان ده من غيرها.
" بيتحرك بسرعة لجهاز الأمن عند مدخل المول.
رجال الأمن استوقفوه، لكن لمحة واحدة من عينه الباردة، وطلع لهم الكارنيه بسرعة خاطفة، خلّتهم يفسحوا له الطريق فورًا.
"هاتوا تسجيلات الكاميرات دلوقتي."
ماكانش أمر… كان تهديد.
الدنيا حوالين أركان كانت بطيئة، لكن دماغه كانت شغالة بسرعة غير طبيعية. إحساس غريب كان شغال جواه، مش مجرد قلق… دي رهبة.
لأول مرة في حياته، يحس إن الخوف حقيقي… وإنه ممكن يفقد حاجة غالية عليه، قوي.
أركان وقف قصاد شاشة المراقبة، ضهره مشدود وإيده متشنجة على الترابيزة. واحد من رجال الأمن كان بيقلب في التسجيلات بسرعة، لكن بالنسباله، كل ثانية بتعدي كانت بتشعل نار جواه.
"هنا… ارجع شوية."
أركان قالها بحدة وهو يشاور على الشاشة. اللقطة كانت بتعرض ليلى وهي واقفة عند عربة الآيس كريم، ماسكة الشنطة، وبتضحك. قلبه قبض وهو شايفها، المشهد كان طبيعي… لحد ما…
"وقف هنا!"
الصورة تجمدت… ليلى واقفة، لكن في الخلفية، كان فيه راجلين واقفين مش بعيد عنها، ملامحهم مش واضحة، لكن وضعيتهم كانت مشبوهة.
"شغل ببطء."
الفيديو استأنف الحركة، أركان ركز بكل حواسه… في اللحظة اللي أسماء دخلت فيها المحل، واحد من الرجالة قرب من ليلى، كأنه بيكلمها، وفجأة… التاني جه من الناحية التانية، وبعد ثواني، اختفت من الكادر.
"رجّع الصورة… ببطء أكتر."
رجع الفيديو، والعينين الجامدة لأركان ركزت على التفاصيل… الراجل الأول كان بيحاول يشغلها بكلام، والثاني تحرك بسرعة، إيده راحت على دراعها، وبعدها… الصورة قطعت لحظة.
"إيه دا؟!"
رجل الأمن بتوتر: "الكاميرا دي كان فيها عطل بسيط، بس…"
"عطل إيه؟ العطل ده مقصود."
أركان كان صوته هادي، لكن فيه نغمة خطيرة… نظرته كانت متجمدة على الشاشة، ومخه بيشتغل بسرعة، بيحاول يربط الخيوط.
"هات الكاميرا اللي بعديها، اللي على البوابة الخلفية."
الفيديو اشتغل… الممر الخلفي للمول ظهر، وبعد ثواني، ظهرت ليلى، وسط ثلاثة رجالة، واحد ماسكها من دراعها بقوة، وبيجرّها ناحية عربية سودا مركونة في زاوية بعيدة.
وهنا… توقف قلب أركان لحظة.
ليلى كانت بتقاوم… بتصرخ… لكن محدش سمعها!
في آخر لقطة، ظهر واحد منهم وهو بيرفع قطعة قماش بيضا على بقها… وبعد ثواني، جسدها تراخى، ودخّلوها العربية بسرعة، وانطلقوا.
أركان اتنفس ببطء… صوت أنفاسه كان مسموع، عينه اتضيّقت، ووشه بقى ماسك ملامح بلا رحمة.
"رقم العربية؟" قالها بصوت خالي من المشاعر، لكن جواه كان بركان هيولع.
رجل الأمن بتوتر: "مش واضح… بس ممكن نحاول نوضحه أكتر…"
"مافيش وقت."
أركان لف بسرعة، قلبه كان بيضرب بجنون، لكن وجهه كان متجمد. خرج من غرفة المراقبة بخطوات تقيلة، ماسك جهاز الاتصال في ودنه.
"بابا… العربية خرجت من البوابة الخلفية، محتاج تحليل سريع للكاميرات في المنطقة كلها. أنا مش هستنى."
عدلي من الناحية التانية بصوت حازم: "هتلاقيها يا أركان… بس افتكر، ما تفقدش السيطرة."
لكن أركان في اللحظة دي كان خارج عن أي سيطرة.
"لو حد لمسها بس… مش هرحم حد."
وفتح باب العربية بخشونة… واندفع فيها بسرعة، عينه ما كانتش شايفة غير حاجة واحدة…
إنه هيرجع ليلى، ولو على جثته.
العربية انطلقت بسرعة جنونية، وأركان كان ماسك الدركسيون بإيد حديدية، عينه مثبتة قدامه، والشارع كان كله مشوش بالنسباله، مش شايف غير الطريق اللي هيودّيه لها.
في السماعة، صوت عدلي كان بيكلمه:
"أركان، الكاميرات الخارجية جابت جزء من رقم العربية، رجالتنا بيراجعوا البيانات دلوقتي."
أركان بص بعينه المشتعلة في شاشة صغيرة في العربية كانت بتعرض خريطة المنطقة.
"أنا مش هستنى البيانات، آخر مرة ظهرت فين العربية؟"
"طلعت على الطريق الصحراوي… احتمال يكونوا متجهين لمخزن مهجور أو مزرعة بعيدة."
أركان شد على دواسة البنزين بعنف، صوت المحرك زمجر مع تسارع العربية، وكان بيعدي بين العربيات بطريقة خطر، بس محسوبة.
اركان :"فيه جديد؟"
"الرقم اللي جبناه تابع لعربية مسجلة بإسم شركة وهمية، ده معناه إن العملية مدروسة. بس عندي معلومة مهمة…"
"اتكلم."
"حد شاف العربية وهي بتغير مسارها قبل ما تطلع على الصحراوي، دخلت ناحية مخازن قديمة على أطراف المدينة."
أركان شد على الدركسيون أكتر، حواجبه تقوست، وكأن صبره كان بيطير من الشباك.
"بعتلي اللوكيشن، وخلّي فريق الدعم يبقى جاهز… بس أنا هكون هناك الأول."
عبدالحق بتوتر: "أركان، استنى لحد ما نوصل معاك، ما تتهورش…"
بس الخط كان اتقفل…
لأن أركان كان قرر بالفعل.
ــــــــــــــــــــــــــ&ـــــــــــــــــ
في المخزن
الظلام.
ده كان أول حاجة حست بيها ليلى لما فتحت عنيها، عقلها كان تقيل، جسدها مرهق، وكان فيه ريحة تراب في الجو. حاولت تحرك إيديها، لكن لقتهم مربوطين.
حاولت تفهم اللي حصل… آخر حاجة فاكرها إن حد غطا بقها بحاجة، وبعدها الدنيا سودت.
"صحيتِ أخيرًا؟"
الصوت كان خشن، جاي من عند الباب الحديدي للمخزن. ليلى رفعت راسها بصعوبة، وشافت راجل طويل، بدقن خفيفة، وابتسامة مريبة.
"كنّا هنفضل مستنيينك كتير ولا إيه؟"
ليلى بلعت ريقها، قلبها بيدق بسرعة… لكنها ما بينتش خوف.
"إنتوا مين؟ عايزين مني إيه؟" قالتها بصوت تقيل، لكن ثابت.
الراجل ضحك، قرب منها بخطوات بطيئة، واتكع على صندوق خشب جنبها.
"مش مهم إحنا مين… المهم إننا عندنا ضيفة مهمة دلوقتي."
ليلى ضيّقت عيونها، عقلها بيحاول يجمع أي معلومة عن المكان، الأصوات، الريحة، أي حاجة تدلها هي فين.
بس اللي هي ما تعرفهوش…
إن الوحش كان في طريقه ليها.
أركان وصل للمخزن
العربية فرملت بعنف قدام المخزن المهجور، وأركان نزل منها كالإعصار.
عينيه كانت مشتعلة… مش أركان البارد اللي الناس عارفاه، ده كان أركان اللي فقد السيطرة.
بسرعة، اتحرك في الظل، مسدسه في إيده، بيدرس المكان. كان فيه عربية سودا مركونة جنب المبنى، نفس العربية اللي في الفيديو.
"لقيتكوا."
بخطوات هادية، لكن مليانة غضب قاتل، لف حوالين المخزن، وبسرعة، طلع فوق حاوية حديدية جنب الحيطة، عشان يبص من شباك مكسور.
جواه… كانت ليلى.
"أنا هنا، استحملي شوية…"
الراجل اللي كان بيتكلم معاها واقف ضهره للباب، ووراهم كان فيه راجل تاني قاعد بيشرب سجاير، ومسند رجله على صندوق خشب.
أركان خد نفس عميق… بص في ساعته… خطة الاقتحام مش هتستنى الفريق.
دلوقتي… كان وقت الصيد.
أركان خد نفس عميق، عقله بيحسب كل حاجة بسرعة البرق. عدد الرجالة اللي جوه، المسافات، مين هيكون هدفه الأول.
"استعدي يا ليلى."
بسرعة، أخرج كاتم الصوت، ركّبه على المسدس، وبخطوة واحدة ركل الشباك المكسر، واتزحلق للداخل بصمت قاتل.
داخل المخزن
ليلى كانت بتحاول تفك الحبل اللي رابط إيديها، عقلها بيشتغل بسرعة تحاول تلاقي مخرج. لكنها فجأة لمحت حركة.
حاجة سوداء مرّت من فوقها.
"أركان…؟"
لكنها ما لحقتش تنطق، لأن الجحيم انفجر فجأة.
"إيه ال..." الراجل اللي واقف عندها لف بسرعة، لكنه ما لحقش يكمل جملته، لأن رصاصة صامتة غرست في رقبت*ه.
صاحبه اللي كان قاعد هب واقف، لكنه ما كانش أسرع من أركان.
في ثانية، أركان كان نط من فوق الصندوق، ركبته اصطدمت بوش الراجل بكل قوته، خلّته يطير للخلف ويخبط في الحيطة.
"ليلى!" أركان لف عليها بسرعة، عيونه مسكت عيونها، ولأول مرة شافت فيهم حاجة مختلفة.
قلق… خوف… وجنون.
"إنت كويسة؟"
ليلى كانت لسه مصدومة، لكن هزّت راسها بسرعة: "أيوه… بس فكّني بسرعة!"
أركان جاب سك*ينة من جيبه، وبحركة واحدة قطع الحبل اللي رابط إيديها.
لكن قبل ما حتى يمسك إيدها عشان يخرجوا…
"إنت فاكر نفسك مين؟!"
صوت جديد خرج من الباب الخلفي… وصاحب الصوت مش لوحده.
ثلاثة رجالة مسلحين دخلوا، ماسكين رشاشات، وعيونهم كلها مليانة غضب.
الرجل اللي في النص كان مختلف عن الباقيين، واضح إنه الرئيس هنا.
"شكلك داخل تعمل بطل، يا بواب؟" قالها بسخرية، وعينيه بتلمع وهو بيرفع السلاح.
ليلى خدت خطوة ورا، قلبها بيخبط في صدرها. أركان، اللي كان دايمًا هادي وبارد، عيونه ولّعت.
"إنت آخر حد هيتكلم."
وفجأة…
أركان هجم.
كل حاجة حصلت في ثانية.
دوّي رصاص، ضربات سريعة، صراخ… ورجل وقع على الأرض.
أركان تحرك كالشبح، كان دايمًا سابقهم بخطوة، عارف هيفكروا في إيه قبل حتى ما يتحركوا.
أول راجل حاول يرفع السلاح… لكن أركان كان أسرع.
طلقة صامتة… ورجل وقع.
التاني لف بسرعة، لكن أركان مسك دراعه، لفّه عليه، وكسر كوع*ه بحركة واحدة، قبل ما يديله ضربة قاتلة في الصدر.
"يااااااه!"
الرئيس حاول يضربه من ورا… لكن أركان استدار بسرعة، وركله في بطنه، خلاه يطير للخلف.
في خلال عشرين ثانية… المعركة انتهت.
صمت تام.
أركان وقف في النص، أنفاسه تقيلة، لكنه ما اتعورش. التلاتة رجالة كانوا على الأرض… واحد منهم بيلف بعينه وهو بينزف.
ليلى كانت وقفة بتبص له بذهول.
ده مش مجرد ظابط… ده وحش.
النهاية… أم مجرد بداية؟
قبل ما حتى يلتقطوا أنفاسهم، صوت عربيات جاي بسرعة برا المخزن.
أركان بص من الشباك، وشافهم…
"لازم نخرج دلوقتي."
أركان مسك ليلى بقوة وسحبها معاه، أنفاسه سريعة، لكنه مركز.
"اجري معايا، متوقفيش لحظة!"
ليلى كانت بتحاول تواكب سرعته، قلبها هينفجر من الرعب، لكن مفيش وقت للأسئلة.
أركان شاف مخرج جانبي، بسرعة جرى ناحيته
طلقات دوّت، وليلى سمعت صوت حد بيقع على الأرض، بس ما لحقتش تبص.
"يلا يا ليلى!"
طلعت معاه بره المخزن، لكن الصدمة ضربتها أول ما شافت الوضع.
المكان كله محاصر.
عربيات سودا، رجال واقفين بأسلحة، عيونهم كلها باردة.
"مش هتمشي من هنا بسهولة."
أركان ضد الجميع
أركان بص حواليه بسرعة، بيحسب كل حاجة بعقله. كان عارف إنهم مش هيخرجوا بالسهولة اللي كان متخيلها.
"عندك خطة؟" ليلى سألت بصوت مهزوز.
أركان رد بدون ما يبص لها: "عندي… بس مش هتعجبك."
وقبل ما تلحق تسأل، أركان نط وهاجم.
أول راجل حاول يرفع سلاحه… لكنه وقع على الأرض في لحظة.
أركان كان بيتحرك زي شبح، بيدرب، بيهاجم، وبينهي كل واحد يقف في طريقه.
ليلى كانت بتاخد غطا ورا عربية، بتتفرج على اللي بيحصل، ومش مصدقة عيونها.
"إنت… مش بني آدم."
أركان سحبها فجأة، خلاها تقف وراه، وقال بحدة: "لما أقول اجري، تجري. فاهمة؟"
أركان شاف ناحيه عربيته فاضي
"دلوقتي! اجري!"
ليلى جرت بكل قوتها، أركان وراها بيغطيها، الرصاص طاير حواليهم، لكنه ما أصابش ولا طلقة.
وأخيرًا… خرجوا من الجحيم.
العربية طارت بعيدًا.
ليلى كانت بتحاول تلتقط أنفاسها، قلبها لسه بيدق بجنون
ليلى بصوت متردد وهي بتبص له: "هو… هو ممكن يكون مروان اللي عمل كل ده عشان بس…"
سكتت فجأة، واتكسفت تكمل. عنيها نزلت على إيديها اللي كانت بتلعب في العبايه بتاعتها بتوتر.
أركان كان ساكت، عينيه سابت الطريق لحظة وبص لها بنظرة غامضة، قبل ما يرجّع تركيزه تاني. سحب نفس طويل، وبعدين رد بصوت هادي، لكن فيه نبرة خفية من الغضب المكتوم.
أركان وهو بيبص قدامه: "وممكن يكون حد تاني… بس أنا هعرف هو مين."
ليلى فضلت ساكتة، وهي بتراقب ملامحه الجامدة. كان باين عليه إنه مش هيهدى غير لما يعرف الحقيقة… ولما ينتقم.
كانت العربية ماشية بسرعة وسط الطريق الفاضي، والصمت كان مسيطر. ليلى كانت قاعدة جنبه، عنيها لسه متعلقة بيه، مبهورة ومصدومة في نفس الوقت. كانت عارفة إنه قوي، لكن اللي شافته النهاردة كان أكتر من مجرد قوة… كان عنفوان، غضب، سيطرة تامة على كل اللي حواليه ،شخص مخيف بجد، بس في نفس الوقت، الأمان الوحيد اللي عندها دلوقتي.
حطت إيدها على قلبها، بتحاول تهدي دقاته اللي كانت سريعة، وبصت له بنظرة مليانة دهشة:
ليلى بصوت هادي لكنه عميق: "إنت ما ينفعش تعمل أي حاجة غير إنك تشتغل ظابط… إنت مش مكانك إنك تمثل إنك بواب عادي وهادي خالص."
أركان كان ساكت، عنيه متركزة قدامه على الطريق، بس ملامحه كانت متشنجة، كأنه لسه مش قادر يخرج من اللي حصل.
شد على إيده اللي كانت على الدركسيون، كأنها الطريقة الوحيدة اللي ممكن يسيطر بيها على الغليان اللي جواه، وبعد لحظات قال بصوت منخفض لكنه حاسم:
"ما انا لسه في شغلي بردك دا شكل من أشكاله الهدوء واخد كل حاجه على هادي لحد ما اوصل للحظه اللى انتي شوفتيها من شويه ."
ليلى حسّت إن في حاجة جواها بتتحرك… حاجة كانت موجودة من زمان، بس الليلة دي زادت أضعاف مضاعفة. يمكن عشان لأول مرة تشوفه بالشكل ده… القوة اللي عنده، العنفوان اللي في كل حركة منه، والغموض اللي مغلفه، كل ده خلّى رصيد حبّه جوا قلبها يزيد بطريقة هي نفسها مش مستوعباها.
عنيها فضلت عليه، ملامحه كانت جامدة، هادي، بس في نفس الوقت كان واضح إن جواه عاصفة. كان بيمسك الدركسيون كأنه الطريقة الوحيدة اللي مسكاه في الدنيا دي، وده خلاها تفكر… إزاي شخص زي أركان ممكن يكون مشاعر؟ مشاعر حقيقية؟
هي كانت بتحبه من الأول، من قبل حتى ما يلاحظ وجودها، بس الليلة دي الحب ده كبر… بقى أعمق، أقوى. كان جواها إحساس إنها عايزة تفضل جنبه، عايزة تفهمه أكتر، وعايزة تبقى الشخص اللي يقدر يطّلع منه الحنان اللي هي متأكدة إنه موجود تحته كل القوة والجمود ده.
رفعت إيديها بخفة، وكانت على وشك تلمس إيده، لكنها اتراجعت… مش دلوقتي، هو مش مستعد. لكنها عرفت إن اللحظة دي، الليلة دي… كانت بداية حاجة جديدة بينها وبينه.
كانت العربية بتقف قدام الفيلا بسرعة، وكأنها انعكاس للعاصفة اللي كانت جوا كل واحد فيهم. أركان نزل بسرعة، لف حوالين العربية، وفتح الباب لليلى.
أسماء كانت واقفة قدام باب الفيلا، عنيها مليانة قلق، إيديها متشابكة ببعضها، وبمجرد ما شافت ليلى، جرت عليها ودموعها نزلت بدون تفكير.
أسماء بصوت مرتجف وهي بتمسك ليلى: "هنيّة!! إنتي كويسة؟ عملولك حاجة؟"
ليلى كانت لسه مصدومة، عنيها لسه شاردة، لكن لما شافت خوف أسماء، ابتسمت ابتسامة صغيرة، تطمنها بيها، رغم إن جواها لسه متلغبطة.
ليلى بصوت هادي ومبحوح: "أنا كويسة… متقلقيش."
أسماء ما قدرتش تستحمل أكتر، ضمت ليلى لحضنها بقوة، وكأنها خايفة تضيع منها تاني. ليلى سابت نفسها للحضن، لأول مرة تحس إنها محتاجة حد يطمنها.
أسماء وهي بتبكي: "كنتي فين؟ إيه اللي حصل؟ قلبي كان هيقف عليكي، ليلى!"
أركان كان واقف جنب العربية، ساكت، عنيه عليهم، ملامحه جامدة، لكن جواه كان فيه مليون شعور بيتصارعوا… غضب، خوف، وارتياح إنها قدامه دلوقتي كان نفسوا ياخذها في حضنه هو كمان زي ما اسماء عملت.
بعد لحظات، أسماء بعدت شوية عن ليلى، مسكت وشها بإيديها، وقعدت تتأملها، تتأكد إنها سليمة، بعدين فجأة بصت لأركان، دموعها لسه على خدها، لكنها مليانة امتنان حقيقي.
أسماء بصوت متهدج: "إنت جبتها… إنت أنقذتها."
أركان ما ردش، اكتفى بنظرة ثابتة، عنيه كانت بتقول حاجات أكتر من أي كلام ممكن يتقال.
أسماء بصتلها بقلق، كانت حاسة إنها عايزة تفضل جنبها، بس في نفس الوقت عارفة إنها محتاجة تهدى لوحدها.
أسماء وهي بتاخد نفس عميق: "بصي يا هنيه، أنا هسيبك دلوقتي ترتاحي، بس نبقى نتكلم بعدين على كل حاجة حصلت، ماشي؟"
ليلى هزت راسها ببطء، عنيها لسه متعلقة بيها، مش قادرة تنطق بكلمة.
أسماء بصت لأركان اللي كان واقف على بعد، ملامحه متوترة بس هادية بطريقته المعتادة، كأنه واقف حارس جنبها.
أسماء وهي بتكلم أركان بنبرة واضحة: "خلي بالك منها."
أركان ما ردش، بس نظرته كانت كفاية.
أسماء ، سابتها لوحدها…
مشت ليلى واركان على الاوضه بتاعتهم
والهدوء نزل فجأة على المكان، بس كان هدوء مليان توتر.
ليلى رفعت عنيها ببطء، لقت أركان لسه واقف في مكانه، عنيه عليها، مش ناوي يتحرك.
ليلى كانت قاعدة على طرف السرير، لسه في حالة صدمة من اللي حصل، قلبها بيدق بسرعة، مش قادرة تفكر كويس.
أركان كان واقف بعيد، عنيه عليها، ملامحه متوترة بطريقة مش معتادة منه. خوفه عليها كان ظاهر، بس كمان كان في حاجة تانية… حاجة مش مفهومة بالنسبة له.
لما اتأكد إنها بخير، أخد نفس عميق، كأنه بيحاول يهدى نفسه، وراح يقعد جنبها، المسافة بينه وبينها كانت صغيرة، أصغر بكتير من أي مرة قبل كده.
ليلى بصت له، عنيها كانت مليانة بمشاعر هي حاساها من زمان، بس عمرها ما قالتها، عمرها ما اعترفت بيها حتى لنفسها.
الليلة دي كل حاجة كانت مختلفة… المشاعر، الخوف، القرب… كان في حاجة مسيطرة عليهم هما الاتنين.
أركان كان حاسس بحاجة غريبة، حاجة جديدة عليه… حاجة مكنش متوقعها. مشاعره كانت مضطربة، مش قادر يفهم هو ليه مش قادر يبعد عنها دلوقتي. ليه مش قادر يفكر بعقله بس زي كل مرة؟
ليلى وهي بتبص لأركان عن قرب، عنيها لسه مليانة توتر بس في نفس الوقت امتنان حقيقي:
"شكرًا… شكرًا إنك أنقذتني، شكرًا إنك كنت جنبي طول الوقت."
حاولت تخفف الجو المشحون بمرح خفيف، ضحكت وهي بتقول:
"كده أنت موجب عليا مرتين، أنقذتني مرتين."
بس أركان ما ضحكش… ما قالش حتى كلمة. كان ساكت، عنيه مثبتة عليها، نظرته تقيلة، كأنها ماسكة فيها.
في ثانية، ومن غير تفكير، سحبها لحضنه.
مش كان مجرد رد فعل… كان حاجة جواه، حاجة أقوى منه، حاجة مش فاهمها بس مش قادر يقاومها.
إيده شدت عليها أكتر، كأنها لو اتحركت حتى شبر بعيد عنه، الدنيا كلها هتنهار. أنفاسه كانت مضطربة، وحرارة قربه خلت قلبها يدق بسرعة.
ليلى رفعت وشها ليه، لقته باصص لها بنظرة عمرها ما شافتها منه قبل كده… خليط بين خوف، غضب، وشيء أعمق… شيء مش مفهوم.
كانت هتتكلم، بس صوته قطع المسافة بينهم وهو بيهمس بخشونة:
"مش هسمح لحد يلمسك تاني."
الكلمات دي نزلت على قلبها بحرارة، حسسته إنها في أمان، إنها في المكان الصح… حتى لو المكان ده هو حضنه.
لكن اللي بدأ كحضن أمان، اتحول لحاجة تانية… حاجة مختلفة تمامًا.
أركان بصّ لليلى نظرة طويلة، عنيّه كانت تقرأ كل تفصيلة في ملامحها، كل رعشة خفيفة بتعدّي على جسمها. قرب منها بهدوء، همس بصوت ضعيف وهو عيونه بتسبر أعماقها:
"غيري أنا..."
الكلمة خرجت شبه وعد، شبه تهديد، شبه استسلام.
اركان هجم على شفايفها، مفيش حاجة بتتحرك غير أنفاسهم اللي بتتصادم في الفراغ الضيّق بينهم. طول اللحظة زاد، وهي عنيها كانت بتترجّاه، مش عارفة هي بتطلب منه إيه بالضبط... الهروب ولا الغرق أكتر.
فضل يبصّ لها مده طويلة، لحد ما حسّ إنها بقت محتاجة تتنفس، ساعتها بس بعد عنها، لكنه ما سبهاش.
شفايفه كانت بتمشي على كل جزء من وشها، كأنه بيحفر وجوده فيه، كأنها ذكرى لازم تفضل محفورة. إيده كانت بتتغلغل، تكتشف تفاصيلها، تحسّها، تحتلّها.
كانت عيونه بتقول حاجات كتير، حاجات هو نفسه مش عارف يفسرها... بس الليلة دي، ما كانش في مهرب.
إيديها كانت متشنجة على ضهره، مش عارفة تمسكه ولا تبعده، وجسمها كان بيتجاوب رغم كل حاجة. قلبها بيدق بسرعة، أنفاسها متلخبطة، وحالة غريبة بتسيطر عليها، بين الخوف والاحتياج، بين الرغبة والضياع.
شفايفه سابت أثرها على خدها، نزلت ببطء على رقبتها، وكل نفس منه كان بيحرق جلدها أكتر.
"أركان..."
الاسم خرج منها ضعيف، متكسّر، وكأنه رجاء مش مفهوم، لكنه كان كفاية يخليه يوقف لحظة، يبصّ في عنيها من تاني.
كانت ملامحها مشوشة، مش عارفة تحدد هي فين وإلى أي مدى الأمور خرجت عن سيطرتها. وهو... كان في صراع بين كل حاجة المفروض تكون صح، وكل حاجة جواه بترفض الصح ده.
إيده فضلت ثابتة على وسطها، مشدودة ليه، كأنه خايف تضيّع منه، وهي حسّت بالارتعاش الخفيف اللي سرى في جسمه.
قرب تاني، همس بصوت بالكاد مسموع، وصدره بيطلع وينزل ببطء:
"قولي لي وقّف..."
لكنها ما قالتش غير .
"أنا بحبك."
الكلمة خرجت منها بهمس ضعيف، لكنها كانت أقوى من أي حاجة سمعها قبل كده. جننته... حرّكت فيه حاجة كان بيحاول يدفنها، أو يمكن كان بيخدع نفسه إنها مش موجودة.
أركان حسّ الكلمة بتدوي في دماغه، كأنها كسرت كل الحواجز اللي كان حاططها. عنيه اتعلّقت بيها، بتدور على أي تردد، أي شك، أي مساحة للهروب، لكنه ما لقاهاش.
عنيه اسودّت، مش بسبب الغضب، لكن بسبب نار تانية كانت بتشتعل فيه. قرب أكتر، شفايفه رجعت تدور على كل جزء منها، بس المرة دي ما كانش في تردد، كان في قرار.
إيده سابت آخر مقاومة، سحبتها ليه، وبين لحظة والتانية، ما بقاش فيه حاجة بينهم... غيرهم.
الليلة كانت مليانة همس وأنفاس متقطعة، نظرات بتتقال فيها كل الحاجات اللي ما اتقالتش بكلام. كل لمسة كانت بتحكي حكاية، كل اقتراب كان بيكسر مسافة، وكل لحظة كانت بتسرقهم من الواقع.
أركان كان بيكتشفها من جديد، بشغف محموم كأنه بيحاول يثبت لنفسه إنها بقت جزء منه، وإنه ما بقاش عنده مفر منها. ليلى كانت غرقانة في إحساسها بيه، في حضنه اللي لأول مرة تحسّه ملكها، حتى لو للحظة واحدة بس.
الصمت كان بيسود المكان، غير صوت أنفاسهم اللي كانت بتتصاعد مع كل لمسة، مع كل همسة. الليلة دي ما كانتش مجرد لحظة، كانت نقطة فاصلة... لحظة مالهاش رجوع.
زواج في الظل البارت ال ١٦
كل حاجة حصلت بسرعة… لحظة ضعف… لحظة مشاعر متلخبطة… لحظة قرار غلط.
وبعدها، الصمت رجع تاني، بس كان صمت تقيل… تقيل قوي.
أركان قعد يبص للسقف، ملامحه متجمدة، إحساس الندم بدأ يتسلل جواه… هو إيه اللي عمله؟
إزاي سمح لنفسه يضعف بالشكل ده؟
إزاي فقد السيطرة… وهو اللي طول عمره محسوب في كل خطوة؟
ليلى كانت جنبه، قلبها بيدق بسرعة، بس هي مش ندمانة… هي بالنسبة لها دي كانت أقرب لحظة ليه، أقرب بكتير من أي حاجة تانية.
لكن هو… هو كان في عالم تاني دلوقتي.
لحظة سكوت طويلة، وبعدها… أركان قام من مكانه بسرعة، ووقف بعيد عنها، كأنه بيهرب من اللي حصل، من نفسه.
ليلى بصوت واطي: "إنت ندمان، صح؟"
أركان لف لها، عنيه كان فيها ألف حاجة، بس أكتر حاجة واضحة… الندم.
مردش، وده كان أسوأ من أي إجابة.
الصمت كان تقيل، تقيل لدرجة إنه كان بيخنق.
أركان واقف بعيد، ضهره ليها، إيده متشابكة وعضلاته مشدودة كأنه بيحاول يسيطر على أي حاجة جواه. قلبه بيدق بسرعة، بس مش بسبب اللي حصل… لا، بسبب الندم اللي بدأ ياكل فيه لحظة بعد لحظة.
ليلى قاعدة على السرير، متغطية بالملاءة، عنيها متركزة عليه، مستنية أي كلمة، أي رد فعل منه. بس هو كان صامت… الصمت اللي بيقول ألف حاجة.
وأخيرا، بصت للأرض وقالت بصوت واطي، صوت فيه رجفة خفيفة:
"أنت مش عايز تبص لي حتى؟"
أركان قفل عينه بقوة، كأنه بيحاول يهرب من أي مواجهة. بس الهروب عمره ما كان طريقه… هو دايما بيدخل في المواجهة مهما كانت صعبة. خد نفس عميق، وبعدين لف وبص لها، بس نظرته كانت باردة، متحجرة.
"أنا… غلطت."
كلمة واحدة… بس كانت كأنها طعنة في قلبها.
ليلى حست بحرقان في صدرها، ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مكسور:
"غلطت؟"
أركان شد على إيده، كأنه بيحاول يمنع نفسه من أي رد فعل تاني. قرب منها خطوة، بس وقف، كأنه مش عايز يقرب أكتر.
"إحنا… كان لازم نبعد عن دا. مكنش لازم يحصل اللي حصل."
دموعها كانت على حافة عنيها، بس ابتسمت، ابتسامة مش مفهومة، فيها وجع، فيها حزن، بس فيها إدراك لحقيقة مريرة.
"بس حصل."
أركان مسح وشه بإيده، مش عارف يقول إيه. هو مش ندمان لأنه كان قريب منها… ندمان لأنه حس بحاجات هو مش عايز يعترف بيها. مشاعر مربكة، مشاعر مخيفة.
"أنا…" وقف للحظة، وبعدها كمل بصوت منخفض، صوت مشحون بالتوتر:
"أنا لازم خارج دلوقتي."
كأن الكلمة دي كانت الحكم النهائي. ليلى بصت له، وحست إن قلبها بيتكسر حتة حتة، بس هزت راسها بخفة، كأنها بتوافق، كأنها بتستوعب إنه مش هيكون ليها… مش دلوقتي، ويمكن أبدا.
"اخرج."
وأركان فعلا مشي، بس وهو بيخرج من الأوضة، حس إنه سايب جزء منه ورا… جزء مش عارف هيرجع ياخده ولا لأ.
ــــــــــ$ــــــــــ
في الصالون الكبير، الكل كان متجمع، الأجواء مشحونة ومتخمة بالتوتر، كأن في حاجة هتنفجر في أي لحظة. نوال كانت قاعدة وبتعوج بقها، نظرتها مليانة استهزاء وهي بتتكلم:
نوال (ببرود وسخرية): "إيه البنت الخدامة الجديدة دي؟ مرة عربية تخبطها، ومرة تتخطف… مش ناقص غير تموت وتقوم تاني!"
صباح (بضحكة استهزاء): "كل قوم وجوزها اللي بيسيب الدنيا وبيجري ينقذها قوم تاني!"
صفية (بحزن وهي بتبص لعادل): "لأن بيحبها بجد."
رغدة (بنظرة وجع وهي بتبص لسليم): "فعلاً… دي حاجات محدش فيكم هيفهمها."
في اللحظة دي، صوت تليفون الحاج صلاح رن، كسر لحظة السخرية، الكل بص له وهو بيرد، لكن ملامحه اتبدلت بمجرد ما سمع الصوت من الجهة التانية.
جلال الطحاوي (بضحكة ساخرة): "يبقى عندك الوحش ده ومخبيه عندك؟!"
الحاج صلاح (باندهاش): "تقصد إيه؟!"
جلال الطحاوي (بضحكة خبث): "يعني انت متعرفش إن الراجل بتاعك، البواب الغلبان، وقف قدام خمسين واحد من رجّالتي لوحده؟! غير الإصابات اللي وزّعها عليهم، واحد ورا التاني!"
الحاج صلاح (مصدوماً): "سعيد؟! دا بواب ولسه جديد في الشغلانة أصلاً!"
جلال الطحاوي (بهدوء مخيف): "الواد دا لقطة… مادة خام للرجولة والقوة. قلبه ميت، وبيعرف يسد في أي موقف. أنا هسامحه… مش عشانك، عشان هو كان راجل بجد، وأثبت كده لما خد مراته من غير ما يتأذى ولا شعرة من مراته."
صلاح كان مستمع، لكنه في حالة ذهول، عقلُه بيحاول يستوعب اللي بيتقال، وجلال كمل بنفس النبرة المستفزة:
جلال الطحاوي: "رجّالتي متدربين على مستوى عالي، وانت عارف دا كويس… بس الواد اللي عندك أثبت لي إنهم ولا حاجة. واحد بس وقف قدامهم، وطلع أشجع منهم كلهم!"
الحاج صلاح (بتوجس): "وإنت ليه عملت كده أصلاً؟ أنت مفيش حد يقدر يوصل لك بسهولة… مين طلب منك تخطف مراته؟!"
جلال الطحاوي (بضحكة خبيثة): "حد من بيتك بس انت عارف قوانين شغلنتنا ما ينفعش اقول لك هو مين حتى لو كان من بيتك سمعتي في الشغلانه هتبوظ بس انا متاكد ان انت هتعرف من غير انا ما اقول لك ."
في اللحظة دي، صلاح جمد في مكانه، عينه ثبتت قدامه، كأن الزمن وقف للحظة. عض على أسنانه بقوة وهو بيحاول يمسك أعصابه. الكل شاف تعابيره المتغيرة، وشافوا الصدمة اللي مرت في عيونه.
فؤاد (بقلق): "مالك يا بابا؟ في إيه؟!"
صلاح قفل التليفون ببطء، وبعد لحظات، رفع عينه ليهم، نظرته كانت مميتة، وصوته طلع تقيل ومحمل برعب خفي:
الحاج صلاح: "في حد منكم… أمر بخطف هنيه."
الجو في الصالون اتبدل تمامًا. السكون كان خانق، نظرات الشك والخوف اتبادلت بين الكل كان مستغرب.
نوال: "إيه اللي بتقوله دا، يا حاج؟ مين فينا هيعمل كده؟!"
صباح: وهيستفاد ايه اصلا دي حته خدامه
صلاح (بنبرة غامضة، لكن غضبه كان بيظهر في عيونه): "أنا لسه بسأل نفسي نفس السؤال…"
الحاج صلاح (وهو بيبص لهم بنظرة غموض، صوته هادي لكن فيه تهديد واضح): "بس هعرفه."
الجو بقى تقيل، كأن الصالون كله اتقفل على أنفاسهم. الكل كان حاسس إن اللي جاي مش هيعدي بسهولة، وإن الحاج صلاح مش هيسيب الموضوع إلا لما يوصل للحقيقة.
فؤاد (وهو بيحاول يسيطر على قلقه): "يا بابا، ممكن بس تهدى وتفهمنا القصة؟"
صلاح (بهدوء مخيف): "أنا ههدى… بس بعد ما أعرف مين اللي عمل كده وليه."
كل واحد فيهم حاسس إن الشك بيتسلل ليه، والعيون بدأت تتلف في المكان، كأن كل واحد بيحاول يقيم التاني… مين فيهم اللي ممكن يعمل كده ؟!
أسماء كانت مصدومة، عقلها مش قادر يستوعب إن حد منهم ممكن يكون وراء اللي حصل لـليلى… وليه؟!
عنيها راحت تلقائيًا ناحية مروان، الشك كان بيغلي جواها… مافيش غيره!
وهنا، الصدمة والكره اعتلوا ملامحها، كانت هتصرخ وتواجهه، تقول قدام الكل إنه هو اللي عملها، بس قالت لنفسها" لحظة… ما تتسرعيش! لازم الأول تتأكدي، تلاقي دليل، وإلا هتبقى بتتهمه وخلاص".
افتكرت كلام مامتها، لما حذرتها قبل كده:
"ما تتدخليش في أي حاجة تحصل في البيت عندك، خليكِ في حالك."
بس إزاي؟! إزاي ما تتدخلش؟!
دي ليلى… صاحبتها الوحيدة هنا، الإنسانة الوحيدة اللي حبتها في البيت ده، واللي مصبّراها على العيشة فيه.
شدت نفس عميق، وحسمت أمرها:
"أنا هعرف الحقيقة… وهكشفه!"
ــــــــــــ&ـــــــــــــ
أركان كان واقف في الجنينه، عنيه في الفراغ، بس دماغه كانت مليانه، مش قادر يخرج من اللي حصل.
عبد الحق قرب منه، وحط إيده على كتفه:
"يا عم، ما خلاص رجعت… هو انت لسه خايف عليها؟"
أركان شد نفس عميق، وحاول يداري المشاعر المتلخبطة جواه:
"اليوم كان صعب شوية."
عبد الحق ضحك بخفة، وقال:
"لازم كان صعب… وخصوصًا بعد ما وقفت قدام خمسين واحد لوحدك!"
ثم كمل بجديه:
"الحاج صلاح عايزك… روح له."
أركان بص له باستغراب وهو ماشي معاه ناحية الفيلا، عقله بيقلب الاحتمالات:
"ده عايزني ليه؟ ده هو كمان مش ناقصه!"
الحاج صلاح بص ل اركان وقال .........
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اجمعين
تفتكروا ايه رده فعل الحاج صلاح على اللي عمله اركان
الفصل السابع عشر والثامن عشر من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق