رواية زواج في الظل البارت التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرون بقلم الكاتبه ياسمين عطيه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
الجو في المخزن كان خانق، ريحة الزيت المحروق والسجائر مالية المكان، والإضاءة الخافتة زادت التوتر. صلاح كان قاعد على كرسيه، بيشرب سيجارته بهدوء، وصوابع إيده بتلعب بالخاتم الدهبي. عبد الحق واقف وراه، عينه على المشهد اللي قدامه، وكأنه مستني اللحظة الحاسمة.
في النص، كريم كان مربوط في كرسي، وشه مليان جروح من الضرب، عيونه بتلمع بخوف وهو بيبص حواليه، كأنه بيحاول يلاقي أي فرصة نجاة. وقدامه، كان أركان واقف، ماسك مس*دس بإيده، وشه متحجر.
صلاح (بهدوء مرعب وهو بينفخ الدخان):
يلا يا سعيد... خلصنا.
أركان مسك المس*دس بقوة، رفعه في مستوى رأس كريم،
كريم (بصوت متقطع وهو بيحاول يستعطفه):
سعيد... أنت مش زيهم، أنا غلطت... بس مش مستاهل أموت انا أب بردك عيالي يعيشوا من غيري وانت كمان خلاص هتبقي اب عشان خاطر ابنك اللى لسه جاي بلاش؟
صلاح مالت راسه وهو بيتابع أركان، كأنه بيتفرج على عرض ممتع. عبد الحق واقف جنبه، ابتسامة ساخرة على وشه، مستني يشوف أركان هيعمل إيه.
عبد الحق (بهدوء مستفز):
إيه يا بطل؟ خايف توسخ إيدك؟
أركان عينه جت في عين كريم، شاف الخوف في ملامحه، ضغط على الزناد، والطلقة خرجت بصوت هز المكان.
كريم وقع قدامه، جسمه تهدّ، الد*م سال على الأرض. المكان كله سكت، حتى صلاح ساب السيجارة على الطفاية وهو بيبص لأركان بنظرة فاحصة.
أركان ثابت، مافيش أي رد فعل، بسرعة حط المسدس في جرابه، وبص لصلاح مباشرة، كأنه بيقول له "خلصت المهمة، إيه الخطوة الجاية؟".
صلاح (بابتسامة خفيفة وهو بيهز راسه):
مبسوط منك، يا سعيد… دلوقتي بس، أقدر أقول إنك بقيت واحد مننا.
عبد الحق بص لأركان بنظرة فيها مزيج من الإعجاب والتحدي، وبعدها ابتسم بخبث وقال:
عبد الحق:
شكلك طلع قلبك جامد بجد... ما توقعتش!
أركان مردش، بس في عينه كان في ظلام جديد، حاجة ما كانتش موجودة قبل كده. كان عارف إنه لسه في وسط اللعبة،
ــــــــــــــ&ــــــــــــ
المخزن كان فاضي، ريحة البارود لسه مالية المكان، والأرض مليانة بقايا دم كريم.
أول ما صلاح وعبد الحق خرجوا، أركان جري بسرعة ناحية كريم، شاله بحذر رغم وزنه، وحطه في العربية اللي كان مجهزها مسبقًا.
لف بسرعة بعربيته، شاف عربية تانية متوقفة على بعد خطوات، عدلي كان مجهز كل حاجة، نزل بسرعة، فتح الباب الخلفي، شال كريم اللي كان فقد وعيه بسبب الصدمة، وحطه جوه العربية الجديدة، وبعدها رجع بسرعة لعربيته وتحرك تجاه الفيلا، كأنه بيرجع عادي بعد تنفيذ المهمة.
وأثناء ما هو ماشي، تليفونه رن...
عدلي (بهدوء ورضا):
برافو عليك يا ابني، خطة عشرة على عشرة... أنا مبسوط منك.
أركان بص في مرايته الجانبية، شاف العربية اللي فيها كريم وهي بتتحرك في الاتجاه العكسي، وكأنها بتختفي في الظلام. عيناه ثبتت للحظة، عارف إنه نجح في خداع صلاح، بس الخطر لسه ما انتهاش.
أركان (بصوت حاد):
لازم يختفي يا بابا، ميبانش، لو ظهر مش أنا بس اللي في خطر...
عدلي (بهدوء وهو فاهم القصد):
متقلقش، هتعامل معاه بالطريقة الصح.
في اللحظة دي، رجع أركان بفلاش باك... افتكر اللي حصل قبلها بساعات.
(فلاش باك )
أركان كان واقف في الاوضه، فجأة شاف ليلى جاية تجري عليه بسرعة، ملامحها مشدودة، وعيونها مليانة خوف.
قلبه انقبض، مش بسبب الموقف، لكن بسبب إحساسه الغريب تجاهها، الحاجة اللي رافض يعترف بيها. رغم كده، غطى خوفه ببرود متقن.
أركان (بحدة وهو بيحاول يخفي قلقه):
إنتي مجنونة بتجري كده ليه؟! إنتي حامل!
ليلى (بتنفس متقطع):
هيطلبوا منك تقتل واحد اسمه كريم... عشان تكسب ثقت صلاح.
أركان (، عيونه ضاقت):
عرفتي الكلام ده منين؟
ليلى (بسرعة):
كنت رايحة أودي لهم القهوة في المكتب، سمعتهم قبل ما أخبط.
أركان (بتركيز ):
حد شافك؟
ليلى (بتحاول تهدى نفسها):
لأ، خليت محروس هو اللي يدخل القهوة عشان ميشكوش إني سمعت... المهم، إنت هتعمل إيه؟
أركان ما ردش، مسك تليفونه بسرعة، واتصل بعدلي.
أركان (بصوت حاسم وهو بيبص حواليه):
بابا، عايزك تنقذ واحد اسمه كريم. الراجل ده عنده ابن ومراته، أنا عارف مكان بيته... لازم تروحلهم بنفسك، تفهمه إنك هتنقذه، وتخليه يلبس كيس دم مكان القلب.
عدلي (باهتمام):
وإنت هتعمل إيه؟
أركان (بتركيز وهو بيحدد خطته):
أنا هكون معايا مسدس صوت بس، وهضرب طلقة وهمية عشان صلاح يقتنع إني قتلته. بعد ما نخرج من المخزن، هحطه في عربيه تكون بتراقبني، قريبة من المكان اللي هنكون فيه. بعد كده لازم يختفي نهائي.
عدلي (بحزم):
تمام، سيبها عليا.
(نهاية الفلاش باك – عودة للحاضر)
ــــــــــ
أركان دخل الاوضه
ليلي قاعدة على السرير، ضامة رجليها ليها، وعنيها عليه أول ما دخل، كأنها كانت مستنياه. كان واضح إنها قلقانة وخايفه عليه، وشكلها كأنها مش عارفة تقول إيه.
ليلى (بصوت هادي لكنه مليان توتر):
إنت كويس؟
أركان (بجمود وهو بيقلع الجلابيه ويرميه على جنب صوته كان بارد):
تمام.
فضلت ساكتة للحظة، وبعدين قامت ووقفت قدامه، إيديها كانت متشابكة وكأنها بتحاول تهدي نفسها.
كانت عارفة إنه مش بيقول كل حاجة، وإنه مش عايز يدخل في تفاصيل، بس قلبها كان بيقول لها حاجة تانية، حاجة مش قادرة تتجاهلها.
ليلى (بصوت واطي وهي بتقرب منه):
احكي لي اي اللى حصل ...
أركان (بيقاطعها، صوته فيه حدة خفيفة):
ليلى، روحي نامي.
سكتت، لكن عنيها فضلت معلقة عليه، كأنها بتحاول تقرأ أي حاجة وراه الجمود ده.
ليلى (بهدوء لكنه مؤلم):
أنا هنا، لو احتجتني.
أركان بص لها للحظة، كأنه شايف فيها حاجة مش قادر يهرب منها، وبعدين لف وسابها ، رايح الجنينه وهو عارف إن الليل ده مش هيعدي بسهولة.
أركان كان قاعد ، الضلمة حوالينه كانت خفيفة، بس جوه عقله كان فيه دوشة مش قادرة تهدى. قلبه واجعه، ومخه مش قادر يستوعب اللي حصل.
إزاي؟ إزاي وصل لده؟
في واحدة حامل منه، ومش واحدة عادية... ليلى. البنت اللي ظهرت في حياته فجأة وقلبت كل حاجة. مش فاهم هو بيحس بإيه ناحيتها، مش قادر يحدد مشاعره، مش عارف ده حصل إزاي أو إزاي قرب منها بالشكل ده.
هو اللي عمره ما سمح لحد يتعدى حدوده... ليلى عملت اللي محدش قدر يعمله. احتلت كيانه كله، بقت جزء من يومه، من تفكيره، من نفسه حتى. بس ليه؟ ليه كده؟ وهو حتى مش بيحبها...؟
وهنا، قلبه اتشد، كأنه بيحذره من الكذبة دي. وعلقه عنفه ، رفض الاعتراف، هو محبش غير يارا، بنت عمه اللي كبر معاها، اللي كانت حياته كلها، اللي كان شايف نفسه معاها من البداية.
خانه؟
إزاي؟
إزاي صورتها اختفت من عقله في اللحظة دي؟ إزاي نسيها وهو مع ليلى؟ إحساسها هي لما تعرف اللي حصل...؟ هو اللي وعدها إن جوازه من ليلى مجرد ورقه، وعدها إنه راجع لها مهما حصل.
بس دلوقتي... ليلى حامل منه.
حتى لو قرر يكمل مع يارا، هل يارا هتقبل؟ بعد اللى عملوا وخيانته ليها؟
افتكر مكالمة أمه، صوتها كان تقيل عليه، وهي بتقوله:
"لو عايز يارا بجد، إلحقها قبل ما تضيع منك... لازم تعرف الحقيقة."
الحقيقة؟ الحقيقة إن ليلى حامل؟ الحقيقة إنه عدى الخطوط اللي كان شايفها مستحيل تعديها؟ الحقيقة إنه في لحظة واحدة، الدنيا كلها اتغيرت؟
وقف مكانه، عيناه ثابتة في الفراغ، وكأنه بيعيد الجملة في دماغه...
"ليلى حامل... غلطة؟"
هل فعلاً كانت غلطة؟ هل يقدر يتعامل مع اللي حصل كأنه مجرد خطأ وانتهى؟
مع انتهاء المهمة، كل حاجة هتنتهي بينهم؟!، وكل واحد هيرجع لحياته اللي شبهه، واللي مناسبة ليه.
هل فعلاً؟ هل يقدر يرجّع كل حاجة زي ما كانت؟ هل يقدر يبص في عيون ليلى ويقولها: "إحنا كنا مجرد مهمة"؟
ولا هو نفسه مش قادر يصدق الكذبة دي؟
أركان مسك تلفونه،ضرب رقم يارا… حاسس إنه داخل على لحظة هيغيّر فيها كل حاجة.
يارا ردّت بسرعة، بصوت اشتياق: "أركان… حبيبي، وحشتني أوي."
أركان سكت لحظة، كلامها وجعه أكتر، مكنش قادر يرد عليها بنفس الاشتياق، أخد نفس عميق وقال بصوت تقيل: "يارا، عايز أقولك حاجة."
يارا بقلق: "قول يا حبيبي، سامعاك."
أركان وهو بيحاول يجمّع كلماته: "أنا… غلط في حقك، غلطة لو انتي سمحتيني عليها، أنا مستحيل أسامح نفسي."
يارا حسّت بخوف غريب تسلل لقلبها: "إنت بتقول كده ليه؟ في إيه يا أركان؟"
أركان وهو بيحاول يجمع شجاعته: "يارا… ليلى حامل."
الدنيا اسودّت قدام عيني يارا، حست كأن حد ضربها في قلبها بقوة، مكنتش قادرة تلتقط نفسها، صوتها طلع مهزوز وهي بتحاول تستوعب: "إنت بتقول إيه؟ حامل؟ إزاي؟"
أركان وهو بيحاول يبرر، صوته كان مليان توتر وندم: "يارا، والله ما كنت قاصد، ولا فاهم ازاى دا حصل، كل حاجة حصلت بسرعة... كنت ضعيف، كنت خايف عليها في لحظة، وغلطت… بس ده ميغيّرش أي حاجة، أنا مبحبهاش، وعمري ما حبيت غيرك إنتِ!"
يارا ضحكت ضحكة كلها حُرقة، مزيج غريب من الحزن، والخذلان، والاستنكار. دموعها نزلت غصب عنها، لكنها ما حاولتش تمسحها.
يارا بصوت متكسر لكنه حاد: "طول عمرك ذكي جدًا، بتفهم الناس كلها، بتعرفهم أكتر ما هما يعرفوا نفسهم… إزاي مش فاهم نفسك ولا شايف إنك بتحبها؟"
كملت(بصوت مهزوز لكنه واثق، وعينيها مليانة وجع وصدمة): أركان… اللي أعرفه عمره ما يقرب من حاجة مش عايزها… ولا يوصل للنقطة دي إلا لو حب.
أركان (مش قادر يرد، نظره ثابت ، بس ملامحه متوترة، كأنه بيحاول يلاقي أي مبرر أو تفسير للى بتقوله).
يارا (بتكمل، صوتها بيوضح قناعتها بكلامها): أنا عارفاك كويس، عارفة إنك بتعرف تتحكم في نفسك… في قراراتك… في كل حاجة حواليك. حتى لو كنت شارب مخد*رات، حتى لو كنت مش في وعيك، كنت هتعرف تمنع نفسك عنها لو فعلًا مش بتحبها.
أركان شد نفس عميق، حاسس بجسمه بيتشنج، رافض حتى مجرد التفكير في كلامها، وقال بسرعة، وكأنه بيحاول يقنع نفسه قبل ما يقنعها: "قولت لك انا مش بحبها."
يارا هزّت راسها، ضحكة حُزن طلعت منها وهي بتبص للفراغ، وكأنها بتشوف حاجات هو مش قادر يشوفها: "مش لازم تعترف دلوقتي… هتعترف بعدين، هتعترف وهي شايلة ابنك، اللي حتة منك… واللي مش هتقدر تسيبه ولا تسيبها ."
أركان فتح بقه عشان يرد، عشان ينكر تاني، بس يارا سبقت كلماته، بصوت كله يقين ووجع: "أنا عارفة أركان اللي بحبه… وعارفة إن أركان عمره ما بيبعد عن اللي بيحبهم بجد."
الدنيا سكتت للحظة… أركان حس إنه حرفيًا مش قادر ياخد نفسه. لأول مرة، قلبه هو اللي بيتكلم، وهو مش عارف يسْكته.
أركان حس بجسمه بيتجمد، كأن الكلام اللي سمعه من يارا كان صدمة كهربا معدية لكل نقطة فيه. قلبه بيدق بسرعة، مش قادر يواجه الحقيقة اللي هي رمتها قدامه كأنها قنبلة فجّرت كل محاولاته للإنكار.
حلقه نشف، وطلع صوته بالكاد، ضعيف لأول مرة: "أنا… أنا مش…"
يارا قاطعته، صوتها بقى أهدى، لكنه مكسور بطريقة وجعته أكتر من أي حاجة تانية: "مش عارف تواجه نفسك؟ عادي… خد وقتك، بس أوعى تفتكر إنك هتقدر تهرب للأبد."
أصابعه كانت بيضة من قوة الضغط، حاسس بغضب، وندم، وخوف، ومشاعر ملخبطة مش عارف حتى يسميها. مش قادر يواجه الحقيقة اللي بتهد كل اللي كان فاكر إنه مؤمن بيه.
يارا كملت، بصوت مليان استسلام: "كنت دايمًا أقول إن أركان مستحيل يخوني… بس مشكلتي الحقيقية مش الخيانة… مشكلتي إنك حتى مش واخد بالك إنك بقيت شخص تاني، واحنا مستحيل نكون لبعض."
كملت بصوت مهزوزلكنه قوي: أنا مش مستنية منك اعتذار، ولا مستنية منك أسف… اللي متأكدة منه إن في يوم من الأيام هتيجي تقوله لي، بس وقتها هتكون معاها… ومع ابنك. يمكن ساعتها أسمحك، ويمكن لا… مش عارفة.
أخذت نفس عميق وكملت بوجع مكتوم: بس أنت عارف إن قلوبنا مش بإيدينا، والظاهر إن اللي حصل ده مكنش مجرد جواز في ظل مهمة زي ما كنت فاكرة… كان حاجة أكبر، حاجة لازم أخاف منها. مش اخاف إنك تتجوز غيري، ولا حتى اخاف من حتة ورقه… كان المفروض أخاف إن قلبك نفسه يكون لحد تاني.
ضحكت بمرارة وهي تمسح دموعها بسرعة: يمكن لو مكنتش سبتك ولا اتخليت عنك لحظة، كان الوضع اختلف… أو يمكن العيب مش فيا أصلاً، يمكن هي اللي شاطره اوي وعرفت تخليك تحبها او فعلا قلوبنا مش في ادينا!
أركان رفع عينه للسما، وكأنها هي اللي هتنقذه من الضياع اللي هو فيه.
يارا سكتت لحظة، وبعدها قالت الكلمة اللي حسها طلقة مباشرة في قلبه: "مع السلامه يا أركان بس المره دي سلام بجد."
قفلت الخط.
أركان بعد مكالمة يارا، قعد مش شايف حاجه… مش حاسس بحاجة غير دوشة دماغه اللي بقت أعلى من صوت الشارع نفسه.
”مش بحبها… مش ممكن أكون بحبها.”
قالها لنفسه بصوت واطي، كأنه بيحاول يقنع نفسه قبل ما يقنع حد تاني. كل حاجة حصلت كانت غلطة، مجرد ظروف فرضت نفسها… المهمة، التمثيل، الضعف اللي كان فيه، هي كانت قدامه… بس مفيش مشاعر. مشاعر إيه؟! عمره ما حب غير يارا.
شد نفس عميق، مسح وشه بإيده، لكن أفكاره ما سكتتش.
ليه أول ما بتبعد عنه بيحس إنه متضايق؟ ليه لما بتكون في خطر قلبه بيتشد كأنه هينخلع؟ وليه، لما بيشوف مروان، الغيرة بتاكل قلبه؟!
افتكر وهي بتجري عليه مرعوبة، ملامح وشها وهي خايفة عليه أكتر من نفسها، ضحكتها اللي بتطلع منه ردود أفعال مش بتاعته، حتى لما بتعصبه، حتى لما بيفكر فيها أكتر من اللازم…
اتنرفز، ضرب الحيطه بعصبية:
— "كفاية، أنا مش بحبها!"
لكن صدى كلماته جواه كان أضعف من إنه يصدقها…
شد نفس عميق ومسح وشه بإيده، كأنه بيحاول يمسح كل المشاعر اللي بدأت تطلع على السطح. "كل ده هينتهي مع انتهاء المهمة." قالها بصوت مسموع كأنه بيحاول يقنع نفسه قبل أي حد تاني.
قام وقف، مشي ناحيه الأوضة ، وبعدها رمَى نفسه على السرير
اول مشاف ليلى نايمه جنبوا على السرير اخد نفس عميق، بيحاول يقنع نفسه إنه اللي بينهم مجرد ظروف، وإنه مشاعره مش حقيقية، وإنه لما المهمة تخلص، كل واحد هيرجع لحياته الطبيعية، وكأن اللي حصل ما حصلش.
لكن قبل ما يغمض عينيه، بيبص ليلي نظره طويله قلبه هيضرب مرة واحدة، بس هينفض الفكرة من دماغه، ويجبر نفسه ينام، وهو مقتنع إنه خد القرار الصح.
لف على جنبه، شد الغطا بعصبية، وأجبر نفسه يغمض عيونه.
"كل حاجة هتنتهي قريب… كل حاجة."
لكن حتى وهو بيحاول ينام، كان حاسس إنه بيهرب من حاجة أكبر من إنه يواجهها دلوقتي.
في صباح يوم جديد على الجميع
في الصالون
قعدة كل أفراد العيله وصلاح قاعد على الكرسي الكبير بتاعه، بيشرب سيجاره، وعينه متسمرة على أركان اللي واقف قدامه بثبات. عبد الحق واقف جنبه، مستمتع بالمشهد. كريم (الشاب اللي كان المفروض يموت) اختفى من الصورة، وأركان نجح في إنه يكسب الاختبار بطريقة مقنعة.
صلاح (بنبرة إعجاب ممزوجة ببرود): سعيد… أنت عملت اللي عليك وزيادة… عجبني فيك إنك ما بتسألش، بتنهي المطلوب منك وخلاص. ده اللي محتاجه في الدراع اليمين بتاعي.
أركان (بهدوء مسيطر): أنا هنا عشان الشغل يا باشا، واللي تقول عليه بيتنفذ.
صلاح (بيضحك ضحكة خفيفة وبيبص لعبد الحق): سمعته؟ بيقول اللي أقول عليه بيتنفذ… دي جملة تعجبني.
عبد الحق (مبتسم وهو بيهز راسه): بيكمل معانا عِشرة عُمر، يا باشا.
صلاح (بصوت منخفض بس مسموع): بالظبط… بس العِشرة دي ليها تمن، وعشان نكملها، فيه خطوة أخيرة.
أركان (بيرفع حاجبه): خطوة زي إيه؟
صلاح (بهدوء قاتل): فيه شحنة سلاح هتدخل البلد بعد يومين… الشحنة دي محدش يعرف طريقها إلا ناس معدودة، وأنا عايزك أنت اللي تبقى مسؤول عنها. هتستلمها بنفسك، وتوصلها للمخزن… من غير ما يحصل غلطة.
عبد الحق (بخبث): يعني لو حصلت غلطة… يبقى أنت اللي تتحاسب، مش حد تاني.
أركان (وبيهز راسه بثقة): الشحنة هتوصل يا باشا.
صلاح (مبتسم بخبث): عظيم… بس عشان الشغل يمشي مظبوط، محتاجين نضمن إن اللي معانا فعلاً أهل للثقة. عايزك تاخد هنيه معاك في المشوار ده… ، لأن أي غلطه هتحصل…وهو بيبص ليه نظره معينه" لو حد فكر يخوني، تبقى الرقاب كلها تتصفي في وقت واحد ."
أركان حس بنار اشتعلت جواه، لكنه فضل محافظ على تعابير وشه الهادية.
بص لصلاح بثبات، كأنه بيدرس كلماته. كان فاهم كويس إن الموضوع مش مجرد اختبار، دي حركة مدروسة… صلاح مش بس عايز يضمن ولاءه، ده كمان بيحط ليلى تحت عينه، بيهدد بشكل غير مباشر.
أركان (بهدوء مخنوق): مفهوم يا باشا… ليلى هتكون معايا. أنا مقدرش أعترض على كلامك، بس أنت عارف هنية حامل في أول شهر… أي حاجة غلط ممكن تأذيها أو تأذي الطفل.
صلاح رمقه بنظرة باردة، سحب نفس طويل من السيجارة، ونفث الدخان ببطء قبل ما يبتسم بسخرية.
صلاح: حامل؟! وأنا مالي؟ ده يخليها أغلى عندك، يعني هتفكر ألف مرة قبل ما تعمل حاجة ضدي… مش كده؟
سعيد بهدوء متماسك: مقدرش اعمل حاجه ضدك يا حج
صلاح (بصوت منخفض بس حاسم): ومين قال لك إن الرحلة دي فيها خطر؟ إحنا بس هنروح نستلم شحنة… ولا أنت شايف إنك مش قد المسؤولية؟
أركان (بسرعة ): لا، أنا قد المسؤولية… بس…
عبد الحق (مقاطعه بابتسامة جانبية): بس إيه؟ خايف عليها؟! الحب مش موجود في شغلنتنا لو حابب تكمل بدل ما تنتهي قبل ما تبدا ارمي قلبك وعايلتك وراك
أركان حس بجملته زي الطعنة، سكت لحظة، وعينه اتعلقت بصلاح، كان عارف إن أي اعتراض زيادة ممكن يخليه يشك فيه أكتر. لازم يلاعبه بطريقته.
أركان (بهدوء مشوب بالحذر): أنا مش خايف، بس أنت بنفسك قولت مش عايز غلطه وهي لسه جديدة في حياتي، مش عايزها تغلط أو تشد الانتباه علينا.
صلاح (ضحك بخبث وهو بيهز رأسه): حجة مش بطالة… بس مش هتنفع. تاخدها معاك… ودي آخر كلمة.
أركان شد نفسه، فهم إن أي كلمة زيادة مش هتنفع، اضطر يهز رأسه بإذعان، وقلبه كان بيغلي.
" لازم ألاقي حل… بسرعة لازم ألاقي طريقة أحميها."
عبد الحق ابتسم وهو بيبص له نظرة كلها استمتاع باللعبة. صلاح سحب نفس عميق من السيجارة، ونفث الدخان ببطء وهو بيهز رأسه برضا.
صلاح (بابتسامة غامضة): عظيم… الشحنة بعد يومين، لحد وقتها، اعتبر نفسك تحت الاختبار الأخير.
أركان ما ردش، اكتفى بهزة خفيفة من رأسه، وساب المكان وهو حافظ على خطواته الهادئة، لكن جواه كان في زلزال.
الجو كان متوتر، والصمت اللي ساد بعد ما خرج أركان كان تقيل، كأن كل حد فيهم كان بيحاول يهضم القرار اللي صلاح فرضه عليهم من غير أي نقاش. لكن صفيّة ما قدرتش تفضل ساكتة أكتر من كده، قامت من مكانها، وعينيها مليانة غضب وهي بتقول بحزم:
صفيّة: بجد أنا مش عارفة أنتم بتفكروا إزاي… إزاي يبقى عندكم قلب تهددوا واحد بمراته بالشكل ده؟ أو تعرضوا واحدة حامل للخطر كأنه شيء عادي؟ اعتبروها زيي… زي رغدة… زي نسرين!
صباح (ببرود وهي بتبص لها بحدة): يا بنت ما تدخليش في كلام الكبار…
رغدة (بتشد نفس عميق وهي بتواجه أمها لأول مرة): لا، صفيّة عندها حق، يا ماما! دي مش لعبة تتلعب… أنتم كده بتخاطروا بيها، حتى لو هو مش هيخونكم وهيكسب ثقتكم، وده أكيد… بس مراته مالهاش ذنب! افرض حصل أي غدر، وهي تأذت؟ هتبقوا استفدتوا إيه؟ ولا أنتم ما بتعرفوش تشوفوا حد بيحب حد وعايش حياته مبسوط؟
صلاح ضحك ضحكة استخفاف وهو بيهز رأسه، ونفث دخان السيجار ببطء قبل ما يرد بسخرية:
صلاح: يا دي الحب اللي واكل عقول الشباب اليومين دول… مافيش حاجة اسمها حب! في حاجة اسمها فلوس… في حاجة اسمها تعلّي لفوق، ولو عايز تعيش، يبقى تدوس قبل ما حد يدوس عليك!
صفيّة (بحزن وقهر): لازمتها إيه تعلّي وانت لوحدك… وانت مش مبسوط؟
خليل (بضيق وهو بيهز رأسه): خلاص بقى، يا صفيّة! ما تدخليش في اللي مالكيش فيه… أنتم لسه صغيرين.
أما أسماء، فكانت ساكتة طول الوقت، الرعب مسيطر عليها، عينيها بتتنقل بين وشوشهم بقرف، ازاي الناس دي الشر مليها كده؟ ازاي دول يبقوا قرايبها؟ ازاي عايشة وسطهم؟ خافت على ليلى قوي، وكان نفسها تساعدها بأي حاجة، بس طالما الحكم طلع من صلاح، محدش يقدر يقف قصاده.
وهي ماشية من قعدتها معاهم، قالت لنفسها وهي بتشد نفس عميق: "أكيد سعيد هيحميها… " أو دا اللي بتحاول تهدي نفسها بيه.
لكن بعيد عنهم، كان في حد تاني عنده حساباته الخاصة…
مروان كان ساكت، بس عقله شغال بأقصى سرعته. الفرصة جات له لحد عنده، ولازم يستغلها. ابتسامة جانبية خبيثة ارتسمت على وشه، وهو بيفكر في خطته:
"وريني يا سعيد يا بطل… هتحمي البضاعة؟ ولا هتحميها هي؟ " ابتسم بخبث وهو عارف كويس هو هيختار مين… وعارف ازاي يستغل النقطة دي ضده.
بينما النقاش كان شغال وكل واحد بيقول رأيه، كانت نسرين قاعدة في هدوء، بس جواها بركان من الحماس. شافت القرار ده فرصة متتعوضش، مش تهديد ولا خطر. فرصة إنها تخلص من هنية للأبد، ويبقى سعيد ليها لوحدها.
صلوا على النبي
اي اللى هيحصل في البارت ال ٢٠
مروان ممكن يعمل اي عشان يحصل على ليلي
نسرين ممكن تعمل ايه عشان تخلص منها
اختلفت الرغبات لكن الغايه واحده في النهايه وهي المو*ت
الكاتبه ياسمين عطيه
البارت ال ٢٠
زواج في الظل
مطبخ الفيلا – ليلى واقفة قدام الرخامة، بتقطع الخيار بحركات سريعة
أسماء واقفة قصادها، متوترة، بتلعب في إيدها، بتحاول تجمع كلامها.
ليلى ( وهي بترفع عينيها لأسماء): "كفاية لف ودوران حوليا… دوختيني وأنا ديخة لوحدي! قولي الفولة اللي في بُقك، مالك؟
أسماء (بتحاول تخبي اللي سمعته، عينها بتزوغ وهي بتهز راسها بسرعة): لا… مفيش حاجة… إنتِ كويسة؟
ليلى (بتقرب منها، نظرتها بتشك، صوتها بيبقى حاسم): أسماء، اخلاصي… في إيه؟ أنا عارفة إن في حاجة.
أسماء (بتنهد وهي بتاخد قرار إنها تصارحها، بصوت متوتر): الصراحة… إنتِ في خطر، خطر كبير.
ليلى (بتحاول تتحكم في رعشة قلبها، بس توترها بان في صوتها): خطر إيه؟ قوليلي.
أسماء (بسرعة وهي بتحاول توصل لها الصورة كاملة): عايزينك تطلعي مع سعيد وهو بيستلم شحنة سلاح ويوصلها للمخزن، ولو حصل أي غلطة… هيصفّوكم أنتو الاتنين.
ليلى (بتتسمر مكانها، لأول مرة تحس بالخوف، بس مش على نفسها… على اللي في بطنها، إحساس مختلف، فيه روح ضعيفة بتعتمد عليها وهي لازم تحميها، بحركة تلقائية بتحضن بطنها، صوتها بيخرج ضعيف): انا خايفه يا أسماء…
أسماء ( ماسكة إيدها وبتحاول تطمنها): ما تخافيش سعيده هيبقى معاكي ومش يقدر حد ياذيك انا واثقه ان هو هيحميكي
ليلى (بتشد على إيد أسماء، عيونها مليانة رعب مش علشانها، لكن علشان اللي في بطنها، صوتها بيخرج مهزوز): بس يا أسماء… لو حصل حاجة؟ لو معرفش يحميني؟ لو… لو حد أذاه؟
أسماء (بسرعة وهي بتحاول تمنع الأفكار السودة تسيطر عليها): ما تفكريش كده، سعيد عمره ما هيسمح لحد يقرب منك، مهما حصل.
ليلى (بصوت ضعيف، كأنها بتحاول تقنع نفسها): همَّا مش فارق معاهم حد، لو حطوني في السكة يبقى ليهم هدف، وده اللي مخوفني.
أسماء (بتقرب منها، عيونها بتلمع بقلق): وإنتِ؟ ناوية تعملي إيه؟
ليلى (بتبلع ريقها وهي بتحاول تلم شجاعتها، بتلمس بطنها بلطف): هحميه، بأي تمن… حتى لو اضطررت أواجه كل حاجة لوحدي.
أسماء (بضغط على إيدها بقوة): مش لوحدك، أنا معاكي، وسعيد معاكي… وإنتِ لازم تفضلي قوية، عشان ابنك… عشان نفسك.
ليلى (بتشد نفسها، بتحاول توقف الخوف اللي بيسيطر عليها، بتاخد نفس عميق وهي بتقرر جواها): أنا لازم ألاقي طريقة أخرج من ده… بطريقة متكشفيش نفسي، ولا اركان .
ــــــــــــــ&ـــــــــــــ
عند باب الفيلا
أركان ووقف في مكانه، وشه متجمد، بس عقله مولع نار. طلبه كان متوقع إنه يشيل الشحنة، بس إنه ياخد ليلى معاه؟! ده اللي مكانش داخل دماغه.
مسح وشه بإيده بعصبية، هو مش بيحبها… بس برضه مش قادر يستوعب إنها تتحط في خطر بالشكل ده. قلبه اتقبض، وكأن صلاح حط إيده على نقطة ضعف عمره ما تخيل إنها هتبقى موجودة عنده.
أركان (مكلم نفسه بصوت واطي، نبرته مليانة غضب مكبوت): "ليه هي؟ ليه لازم تدخل في كل حاجة؟"
لف حوالين نفسه كأنه بيدور على حل، بس مفيش مهرب… لو رفض، هيكشف نفسه، ولو وافق، هيعرضها لخطر هو مش قادر يتحمله.
شد نفسه بقوة، لازم يفضل ثابت، لازم يتعامل بطريقته، مش بطريقة صلاح.
أركان دخل الأوضة بخطوات تقيلة، قفل الباب
أركان (بهدوء قاتل، وهو بيطلع الموبايل): "الو، بابا…"
عدلي (بصوت هادي لكن مسيطر): "عارف إنك مش هتتصل إلا لو في كارثة، قول اللي عندك."
أركان (بصوت مكتوم، بس الغضب باين فيه): "صلاح قرر يضمن ولائي بالطريقة اللي تناسبه… قرر يبعت ليلى معايا في استلام الشحنة."
عدلي (صوته بقى أخطر، كأنه كان متوقع الغدر): "كنت عارف إنه هيعمل حركة زي دي… بس ما توقعتش إنه هيستخدمها بالشكل ده."
أركان: "ماقدرش أرفض، لو عملت كده هشُكك في نفسي، بس في نفس الوقت مش هقدر أعرضها للخطر."
عدلي (بهدوء مرعب): "محدش هيقرب منها، فاهمني يا أركان؟ ليلى هترجع زي ما خرجت، والعملية هتمشي زي ما خططنا لها."
أركان (بثقة رغم القلق اللي جواه): "أنا تحت السيطرة، بس محتاج تأمين مضاعف… ومحتاج عين تكون على المكان من برة."
عدلي: "اعتبره حصل، بس افتكر دايمًا… المهمة أولًا، مهما حصل."
أركان (عينيه بتلمع بتصميم): "المهمة هتتم، بس ليلى مش هتتأذي… ودي حاجة مفيهاش نقاش."
عدلي (بعد لحظة صمت): "خلي بالك، يا أركان… اليوم دا هيكون نقطة تحول، ليك… وليها."
أركان قفل المكالمة وهو بيشد أنفاسه، عارف إن اللي جاي مش سهل، بس خلاص… اللعبة بدأت، وهو مش هيسمح إنها تخلص بدمار ليلى ، خد نفس عميق، مفيش حاجة اسمها ضعف، مفيش حاجة اسمها خوف، بس في حاجة اسمها… مسؤولية.
وبالنسبة ليلى… هي مش هتتأذى، مش وهو عايش.
ـــــــــــ
غرفة النوم – بعد ما ليلى عرفت إنها لازم تروح مع أركان لاستلام شحنة السلاح، قلبها مكنش متطمن. قررت تتكلم معه قبل ما كل حاجة تحصل.
(ليلى داخلة الأوضة بسرعة، بتقفل الباب وراه بقوة، عينيها فيها توتر وخوف.)
ليلى (بصوت مهزوز مليان خوف): "مش هروح معاك في العمليه دي!"
أركان (بيرفع عينه ليها، نبرته هادية بس باردة): "مش بيدك يا ليلى، دي مش أوامرنا… وإنتِ عارفة كده كويس."
ليلى (بتقرب منه، عينيها مشحونة بالغضب والخوف): "وأنا ماليش رأي؟ ماليش حياة تخصني؟ إزاي تاخدني في حاجة ممكن تذي اللي في بطني ؟"
أركان (بيلف لها، بيبصلها بنظرة غامضة، صوته منخفض بس فيه نبرة تهديد خفي): "ماحدش هيمسّك بإذني، طول ما أنا موجود."
ليلى (بتضحك بس ضحكة كلها سخرية وألم): "وإيه اللي يضمنلي؟ أنت نفسك شايفني مجرد ورقة ضغط عليهم، لو احتاجوا يضحوا بيا مش هيفكروا مرتين!"
أركان (عينه بتلمع للحظة، بس بيرجع يخفي انفعاله بسرعة): "أنا مش من النوع اللي بيسيب حاجته تضيع منه."
ليلى (بتحدّق فيه، بتحاول تفهم معنى كلامه، لكن قلبها بيدق بسرعة): "حاجتك…؟"
أركان (بيقرب منها خطوة، صوته منخفض وجاد): "أنتِ مراتي قدامهم، وده معناه إنهم عشان يوصلوا لي لازم يعدّوا من خلالك… وده مش هيحصل أبداً."
ليلى (بتحاول تتمسك بغضبها عشان ما تبانش ضعيفة): "أنا مش محتاجة حمايتك،انا هعرف احمي نفسي واللى في بطني كويس !"
كملت (بصوت مكسور بس فيه تحدي): "مش هسامحك لو حصلي حاجة، مش هسامحك لو جرا للي في بطني أي حاجه بسببيك…"
أركان (بيشد نفس عميق، صوته مايل للضيق): "متخافيش، مش هيحصل حاجة، ومش هسمح لحد يقرب منك."
ليلى (بتهز رأسها بوجع): "مش المشكلة حد يقرب مني… المشكلة إن حد يقرب للي في بطني!"
ليلى (بتعضّ شفايفها، بتحاول تمنع دموعها، مش قادرة تفهم ليه رغم كل ده، في جزء صغير جواها… حاسس إنه مش هتتأذي وهي معه أبدًا بس بردك خايفه على اللى في بطنها .)
أركان شاف الحركة دي، حسّ بكهرباء مسكت جسمه، حاجة شدّته ليها غصب عنه. كان نفسه في اللحظة دي يضمها لحضنه، يطمنها إنه مش هيسمح لحد يأذيها، إنه هو الحماية الوحيدة اللي هتحتاجها في الدنيا دي… بس منع نفسه، شدد على كف إيده، صوته طلع بارد كأنه بيحارب إحساسه بنفسه.)
أركان (ببرود زائف): "ما تعمليش كده تاني."
ليلى (متفاجئة من نبرته، بتبص له بارتباك): "إيه؟"
أركان (بيشيح بوجهه عنها، كأنه بيهرب من تأثيرها عليه): "ما تعضيش شفايفك كده… ."
ليلى (بتحاول تستوعب كلامه، لكن بتقرر تستفزه، بتعض شفايفها تاني بعناد وهي رافعة حاجبها بتحدي): "ليه؟ مضايقاك في إيه؟"
أركان (الحركه بتجننه بيشد أنفاسه، عينيه بتلمع بغضب مكبوت، بيقرب منها فجأة، صوته واطي بس حاد): "متلعبيش بالنار، بلاش انا والكلمه اللى اقولها تتنفذ وبلاش عند"
ليلى (بتحس بقلبها دق بسرعة، لكنها بتبص في عينيه بعناد، صوتها ناعم ): "أنا عملت اي لكل دا."
(لحظة صمت تقيلة، التوتر بينهم عامل زي عاصفة على وشك الانفجار. أركان بيحس إن عقلها مش مستوعب خطورة الوضع، وإنه لو فضّل قريب منها بالشكل ده، هيكسر كل الحواجز اللي بينه وبينها. بياخد خطوة لورا، بيشد نفسه من تأثيرها عليه.)
أركان (وشه بيتقل، صبره بيقل، صوته بيبقى أخطر وهو بيهمس قريب منها): "أنا مش بهزر، ليلى."
ليلى (بتحس بقلبها بيدق بسرعة، بس بتخفي توترها، بتلف وشها للجانب وهي بتمثل عدم الاكتراث): "ولا أنا… بس الظاهر إن في حاجات بتأثر عليك غصب عنك، مش كده؟"
(أركان بيحس بالكلام بيولّع فيه، عارف إنها بتستفزه، بتلعب على أعصابه، وإنه لو استسلم للحظة، ممكن يعمل حاجة يندم عليها. بياخد نفس عميق، بيسيطر على غضبه، وبصوت هادي بس فيه تحذير واضح، بيقرب أكتر وهمساته بتلفح خدها.)
أركان: "أنا ممكن استحمل كل حاجة… إلا إن حد يتحداني."
(نظراته بتفضل معلقة عليها لحظات، قبل ما يبعد فجأة، كأنه بيهرب من تأثيرها. بيشيح بوجهه، بيمشي بخطوات تقيلة وهو بيتمتم بجمود.)
أركان (بصوت ثابت، كأنه بيحاول يسيطر على نفسه): "روحي نامي"
ليلى (بتبص له وهو بيبعد، حاجبها مرفوع باستغراب، وبتتمتم لنفسها): "هو مالُه دا؟"
ـــــــــــــــــ$ـــــــــــــ
بيمر يومين…
اليومين دول ليلى ما كانتش موجوده في الدنيا فيهم كانت بتقوم تاكل وتنام، تاكل بكميات كبيرة جدًا، مش عارفة إذا كان ده بسبب الحمل ولا بسبب الخوف اللي رابط معدتها طول الوقت.
أركان كان بيراقبها من بعيد، مستغرب حالتها، ليلى عمرها ما كانت كده. طول الوقت نايمة، وجهها شاحب، وعينيها فيها حاجة مش مفهومة… كانت مخضوضة، وكأنها حاسه إن في حاجة هتحصل، وده كان مخلّيه متضايق، متضايق من إحساسه اللي عمال يجبره يفضل جنبها، يحميها، وهو مش عايز يفكر في ده أصلاً.
جِه اليوم اللي هتتنفذ فيه العملية… وهي لازم تروح معاه.
دخل عليها الأوضة، كانت نايمة زي ما هي طول اليومين اللي فاتوا، قرب منها وربّت على كتفها بخفة.
أركان (بهدوء مخفي وملامح متماسكة): "ليلى، قومي."
ليلى (بنعاس، بتفتح عينيها ببطء): "همم؟ في إيه؟"
أركان (بصوت هادي لكنه حاسم): "قومي البسي، كمّلي نوم في العربية."
ليلى (بتحاول تستوعب كلامه، وبنبرة فيها قلق خفي): "إحنا رايحين فين بالظبط؟ المواصلات غلط على اللي في بطني…"
أركان (بيحاول يخفي قلقه ، وعينيه بتلمع بحاجة غريبة): "مكان بعيد شوية… بس أنا هسوق براحة متخافيش."
ليلى (بتتأمل كلامه، وبالرغم من إنها متوترة، بتحاول تخفي خوفها، بتبتسم ابتسامة صغيرة): "إن شاء الله خير."."
سكتت لحظة، وبعدها قامت ببطء، بتحاول تبعد أي أفكار سوداوية عن دماغها، واللي في بطنها بيفكرها بكل خطوة، لكن في نفس الوقت مش قادرة تتجاهل القلق اللي جواها من اللي هيستقبلهم في اليوم ده.
وقف مستنيها عند الباب، نظرته كانت متماسكة… بس جواه كان في صراع، صراع لازم يكسبه، لازم يفضل متحكم في نفسه…أركان شد على نفسه، لازم يتحكم، لازم يفضل ثابت زي ما هو دايمًا، لأنه لو فقد السيطرة لحظة، هيكون بيعرّضها هي واللي في بطنها للخطر. خد نفس عميق، ومسح على وشه بسرعة كأنه بيطرد أي إحساس ممكن يضعفه.
ــــــــــــــــــ&ــــــــــــــــــ
الجو في الفيلا ، تحسه متشبع بالخطر والترقب. العيون متحركة في كل اتجاه، كل واحد فيهم عارف إن الليلة دي مش سهلة، وإن أي غلطة تمنها حياة. العربيات برا مستعدة، والسواقين في أماكنهم، مستنيين الإشارة الأخيرة.
صلاح (واقف في الوسط ، عيونه باردة وهو بيبصلهم واحد واحد):
"لو أي حركة صغيرة حصلت غلط… خلّصوا عليهم فورًا"
عبد الحق (واقف جنب صلاح، بيهز راسه بتقدير): "زي ما اتفقنا، الليلة دي لازم تمشي من غير غلطة."
صلاح (بهدوء قاتل): "وأي حد يقرّب من حدودي… نهايته محسومة."
مروان كان واقف، ملامحه بريئة ظاهريًا، لكن عنيه بتبرق بخبث. اللحظة اللي مستنيها بقاله كتير أخيرًا وخطط لها وصلت. سعيد تحت الضغط، هنيه وسط النار، والمهمة محفوفة بالخطر. دي فرصة ذهبية بالنسبة له… فرصة يثبت نفسه، ويوقع ليلي .
ـــــــــــ&ـــــــــــ
أسماء (وعينيها مليانة دموع، صوتها مهزوز وهي بتروح ناحية ليلى، ): "خلي بالك من نفسك… وارجعي بالسلامة إنتي والكتكوت الصغير بتاعي… عشان هجيب له هدية."
ليلى (أول ما سمعت كلامها، ، مقدرتش تمسك نفسها، دموعها نزلت بدون إرادة، راحت حضنت أسماء بقوة، كأنها مش عايزة تسيبها)
أركان كان واقف بعيد، بيراقب المشهد، عينيه متركزة على ليلى. شاف دموعها، شاف خوفها، وشاف كمان الحنان اللي في كلام أسماء… حاس بشيء غريب جواه، إحساس معرفهوش.
شدد على كفه، خد نفس عميق، ثم بصّ ليها ببرود متعمّد: "ليلى، يلا."
ليلى فكت حضنها من أسماء، مسحت دموعها بسرعة، وحاولت تثبت ملامحها… بس عينيها فضلت مليانة خوف.
أسماء (بصوت واطي وهي بتبص ليها قبل ما تمشي): "استودعتك الله اللي لا تضيع ودائعه…"
ليلى مشيت جنب أركان، وعقلها مليان أفكار… بس كان لازم تكمل، لازم تواجه اللي جاي، مهما كان مخيف.
أركان (وهو بيفتح لها باب العربية من قدام، صوته هادي وجاد): "يلا، اركبي."
ليلى (وهي بتتجاهله، بتروح تفتح الباب اللي ورا، صوتها عادي بس فيه عناد خفي): "لا، أنا هركب هنا… عشان أعرف أنام على ضهري."
أركان (بيوقفها قبل ما تدخل، بيبصلها بنظرة حادة): "مش هتنامي، ومش هتركبي ورا، اركبي قدام زي ما بقول."
ليلى (بتعقد حواجبها وبتبص له بتحدي، بتحط إيدها على بطنها): "أنا حامل، ولازم أكون مرتاحة، يعني المفروض أركب في المكان اللي يريحني مش اللي يريحك."
أركان (بيشد أنفاسه، عينيه بتمسح ملامحها، ملامحها اللي بتجبره يتراجع غصب عنه، بس مستحيل يعترف بده، بيقفل الباب اللي قدام بهدوء ويشير لها ناحية الكرسي اللي ورا): "تمام… بس نامي كويس، عشان الطريق طويل."
ليلى (بتبص له بريبة، مستغربة إنه ما عاندش معاها، بس بتقرر ما تعلقش، وبتدخل العربية، بتحاول تاخد وضع مريح، بس عقلها مش مريحها أبدًا).
أركان قفل الباب وراح ناحية الكرسي الأمامي، ركب، شغل العربية، وبصّ في المراية يشوفها… كانت مغمضة عينيها، بس نفسها مش منتظم، واضح إنها مش نايمة.
أدار وشه للطريق، شد على دركسيون العربية، وكأن شدته عليه هي اللي هتهديه. الطريق طويل، والمهمة أخطر مما هي متخيلة… بس هو مش عارف ليه، مش عايز أي حاجة تأذيها.
وبعد سلعه
ليلى كانت نايمة فعلاً، واضح إنها مرهقة جدًا، وده كان مريح أركان لأنه عارف إنها لو فضلت صاحية هتفضل تزن وتجادل في كل حاجة. بس بعد مدة، اتحركت في مكانها، فتحت عيونها بكسل، وبصوت ناعس قالت:
ليلى (بتتمطى بخمول): "أنا جعااانة."
أركان (من غير ما يبص لها، عيونه على الطريق): "استني لما نوصل، وأجيب لك أكل."
ليلى (بتتكلم بطفولية، وهي بتقرب منه شوية كأنها بتحاول تستعطفه): "لا، مش قادرة أستنى… لو لقيت أي محل، نزلني أشتري حاجة."
أركان (بنظرة جانبية سريعة، قبل ما يرجع يركز على الطريق): "هو إحنا في وسط الصحراء، منين أجيب لك محل دلوقتي؟"
ليلى (بإصرار وهي بتحط إيدها على بطنها كأنها بتأكد كلامها): "أنا بأكل عن شخصين، ولازم تأخذ ده في اعتبارك."
أركان ( وهو بيتنهد): "يا بنتي، انتي صحيتي عشان تتعبي دماغي؟"
ليلى (بمرح، وهي بتبتسم ببساطة): "لا، أنا صحيت عشان آكل."
أركان (يتمتم لنفسه وهو بيحاول يفضل هادي): "صبرني يا رب."
فضل ساكت لحظات، وبعدها لمح نور ضعيف على بعد، شكلها استراحة طريق. زفر بضيق، وعمل إشارة يمين، وقبل ما تنطق ليلى، قال بحزم:
أركان: "هقف لك هنا، تنزلي تجيبي الأكل بسرعة وترجعي، مفيش هزار ولا تأخير."
ليلى (بحماس وهي تفك الحزام بسرعة): "ماشي، حاضر يا سيادة الظابط."
أركان (بهدوء محذر): "ليلى…"
ليلى (ببراءة مصطنعة): "عينيا ليك، ولا يهمك."
نزلت من العربية بسرعة، وركضت ناحية المحل، وأركان فضل يتابعها بعينه… قلبه مش مطمئن، وكأن إحساسه بيقوله إن الليلة لسه ما بدأتش مشاكلها الحقيقية.
العربيات كلها وقفت بمجرد ما عربية أركان ركنت قدام المحل. الجو كان توتر، الكل عايز يخلص المهمة ويرجع، لكن أركان كان شايف الموضوع بشكل مختلف… ليلى جعانة، والحقيقة إنه مش قادر يتجاهل ده حتى لو حاول.
طاهر (بضيق وهو بيبص في ساعته): "إحنا وقّفنا ليه؟ وراَنا ميعاد مهم، ما ينفعش نتأخر."
أركان (بثبات وهو بيفك الحزام وبيفتح الباب): "هنيه جاعانة، هتشتري حاجة وهنكمل تاني."
سليم (بنفاد صبر): "إحنا جايين نلعب ولا إيه؟ يلا نتحرك!"
فؤاد (بيهدي الجو ): "خلاص يا ولاد، بتشتري حاجة وهنمشي، مش هنقعد هنا يعني."
عبد الحق (بابتسامة خفيفة وهو بيهز راسه): "بالظبط كده، وبعدين دي حامل، عقبالكم مراتاتكم جميعاً."
أركان تجاهل تعليقاتهم ومشي ناحية المحل اللي دخلت فيه ليلى. بمجرد ما فتح الباب، كانت أول حاجة شافها هو وجه ليلى المشرق بالسعادة، وصوتها المرح وهي بتتكلم مع صاحب المحل.
ليلى (بنشوة وهي ماسكة الأكياس): "مش قلت لك جوزي هيجي يحاسب؟ اهو ده جوزي!"
بعدين التفتت لأركان، وعينيها بتلمع ، وقالت ببراءة وضحك:
ليلى: "كان خايف ما أدفعش، فاكرني ما معيش فلوس."
أركان وقف في مكانه، عينه عدت على الأكياس الكتير اللي في إيديها، حاجات أكتر من اللي ممكن تاكلها في أسبوع كامل. رفع حاجبه ببطء، وصوته طلع هادي بس فيه نبرة مش مبشرة.
أركان: "ما هو عنده حق يخاف… انتي أخدتي المحل كله!"
ليلى ضحكت، وهي بترفع كيس قدامه:
ليلى: "لا، ده بس الحاجات اللي أنا بحبها، لسه ما جبتش الحلويات!"
أركان تنهد، عارف إنها مش هتطلع بسهولة من هنا من غير الأكياس دي، فمد إيده بهدوء، خد بعضها منها، وقال وهو بيبص لصاحب المحل:
أركان: "حسابها كام؟"
صاحب المحل (بابتسامة): "ما شاء الله، مراتك ست كريمة، جابت كل حاجة تحبها."
أركان (وهو بيتمتم لنفسه): "وكمان كريمة بفلوسي!"
مد إيده في جيبه، طلع الفلوس، دفع بسرعة، وبعدها لف ناحية ليلى وقال بلهجة آمرة:
أركان: "يلا، على العربية قبل ما أرجّع الحاجة دي مكانها."
ليلى (وهي بتجري ناحيته وتضحك): " ما تبقاش عصبي كده يا جوزي العزيز!"
أركان ما ردش، بس كان متأكد من حاجة واحدة… الليلة دي مش هتعدي بالساهل.
داخل العربية – منتصف الطريق
ركبت ليلى العربية، وقعدت تفتح في الأكياس، تاكل بشهية مفتوحة كأنها بقالها أيام ما كلتش، ما فكرتش حتى تعزم على أركان اللي كان كل شوية يبص عليها من المراية. كانت مركزة بس في الأكل اللي جابته، مش شايفة أي حاجة حواليها.
أركان كان مستغرب، ملامحه متجمدة وهو بيراقبها، كل لقمة بتاكلها كأنها بتمثل له لغز مش فاهمه. أول مرة يشوفها بالأكل ده كله!
بعد لحظة، عينها جات في عينه، لاحظت نظراته، فمدت إيدها بحركة سريعة بواحدة من الحاجات اللي معاها وقالت وهي مبتسمة ببراءة:
ليلى: "معلش… نسيت أعزم عليك!"
أركان (بيرفع حاجبه بسخرية): "لا، مش عايز… يا ترى دول اللي هيكفوكي؟ ولا كمان شوية هتجيبي غيرهم؟"
ليلى (وهي بتاخد لقمة كبيرة وبتتكلم بثقة): "ممكن أشتري قدهم مرتين كمان… يعني ده كده الفطار، لسه العشا ولسه الغداء!"
أركان (بصدمة وهو بيبص لها بتركيز): "إنتي بتهزري؟!"
ليلى (بكل جدية وهي بتهز رأسها): "والله ما بهزر! أنت اللي ما تعرفش حاجة… حملت من هنا، ونفسي اتفتحت على الأكل من هنا! تخيل إن أنا امبارح واكلة فرختين لوحدي، أسماء فضلت تتحايل عليا أديها حتة وما رضيتش!"
أركان فضل ساكت لثواني، مستوعب اللي سمعه، بعدين هز رأسه بخفة، وكمل السواقة وهو بيتمتم لنفسه:
أركان: "يا نهار أسود… إحنا هنفلس رسمي!"
أول ما خلصت ليلى الأكل، لمّت الحاجات اللي كانت باقية منها وركّنتها جنب أركان على الكرسي اللي قدام. أركان، بحركة تلقائية، مدّ إيده وأخذهم منها من غير كلام، وحطّهم جنبه.
ليلى كانت غمّضت عينيها وهي بتتمتم بنعاس:
ليلى: "أوعى تاكلهم… عشان ممكن أجوع تاني وأصحى آكلهم!"
أركان بصّ لها بنظرة جانبية، ابتسامة خفيفة لا إرادية طلعت على طرف شفايفه، لكنه أخفاها بسرعة.
أركان (بنبرة ساخرة): "هو إنتي هتنامي تاني؟"
ما كملش الجملة… وهو بيبص عليها لقاها خلاص راحت في نوم عميق قبل حتى ما تسمع ردّه.
تنهد بخفة، ورجع يبص للطريق، لكنه كل شوية كان يسرق نظرة ليها… شايف ملامحها الهادية، التعب اللي باين عليها، وإيدها اللي لا إرادياً كانت قريبة من بطنها.
حسّ بشعور غريب جواه… حاجة مش قادر يفسرها، لكنه كان متأكد من حاجة واحدة بس—هو لازم يحميها، يحميها هي واللي في بطنها، مهما كان الثمن.
كل العربيات وقفت في المكان المحدد، ونزل منها فؤاد، خليل، طاهر، سليم، عادل، ومروان. أركان لفّ راسه يبص ورا لقى ليلى لسه نايمة، كان متردد يصحيها، مش عايز يزعجها، بس في نفس الوقت كان خايف تصحى فجأة على صوت أي حاجة وتتخض، لأنه بصراحة، مش ضامن اللي ممكن يحصل هنا.
عبد الحق قرّب منه وهو بينزل من عربيته، صوته كان هادي لكن حازم:
عبد الحق: "هي مش هتنزل ولا إيه؟"
أركان بصّ له من غير تعبير، ردّ ببرود:
أركان: "مش فاهم ليه لازم تنزل دلوقتي."
عبد الحق: "الأوامر جايه كده، احتياطي."
أركان لفّ وشه ناحية ليلى، بصّ لها لحظة، شاف ملامحها الهادية وهي نايمة. كان نفسه يسيبها ترتاح، بس مفيش حل تاني.
أركان (بضيق): "بس هي نايمة..."
عبد الحق (بحزم): "صحيها، نص ساعة وترجع تنام تاني."
أركان لفّ مقبض الباب، لكن قبل ما يمد إيده لها، لقاها بتفتح عينيها لوحدها.
ليلى (بنعاس): "احنا وصلنا؟"
ما استنتش ردّه، فتحت الباب ونزلت. عينيها وقعت على البحر قدامها، الهوى البارد ضرب وشها، فابتسمت تلقائيًا وراحت ماشية ناحيته من غير ما تستأذن أو تبص وراها.
أركان كان واقف بيتابعها، رفع حاجبه بضيق وسار وراها، ولما وقف جنبها قال بلهجة آمرة:
أركان: "خليكي في ظهري، ما تمشيش من ورايا."
ليلى بصّت له بابتسامة مرحة، هزّت راسها موافقة:
ليلى: "حاضر."
رجعت تبص قدامها للبحر، تنفست بعمق، وبنبرة حالمة قالت له فجأة:
ليلى: "لما نرجع، تشتري لي مانجا؟ طول عمري بحب المانجا، بس ما تخيلتش حتى لما أتوحَم، أتوحَم عليها."
أركان سرق نظرة سريعة لها، ابتسامة خفيفة ظهرت على طرف شفايفه قبل ما يخفيها بسرعة، وقال بلهجة باردة:
أركان: "نشوف."
لكنه كان عارف جواه… إنه خلاص، مهما طلبت، هيجيب لها اللي هي عايزاه.
عادل (بتهكم وهو بيبص لمروان): "جاين نشوف قصة العشق الممنوع دي "
مروان بخبث " أهو، بيعيشوا لهم يومين أو لحظات."
في اللحظة دي، كان أركان واقف جنب ليلى، مستمتع بصمتها وبنسمة الهوا اللي بتمر عليهم. فجأة، لمح سفينة بتقرب من الشاطئ. عيونه اتسعت، وكل حواسه اشتغلت في لحظة.
أركان (بحركة سريعخ، وهو بيشد ليلى ورا ظهره): "خليكي ورايا."
ليلى (متفاجئة من رد فعله): "في إيه؟"
ملامحه كانت متصلبة، وعينيه مش مرفوعة عن السفينة اللي بدأت ترسي قدامهم. المكان كله بقى مشحون بتوتر غريب، والرجالة اللي حوالين العربيات بقوا في حالة تأهب.
السفينة نزل منها رجال ضخام، كل واحد فيهم شايل حاجة. المشهد كان واضح… البضاعة بتتنقل من السفينة للعربيات.
أركان كان ثابت في مكانه، لكنه كان متأهب لأي حاجة. حسّ بحركة ليلى وراه كأنها بتحاول تطلع تشوف، فشدّها أكتر وقرّبها منه، صوته كان واطي لكن حاد:
أركان: "متتحركيش، خليكِ ورايا."
ليلى (بهمس وهي بتحاول تفهم): "إيه اللي بيحصل؟"
"خلص التسليم، والبضاعة دخلت العربيات، والسفينة مشيت بعد ما أخدت فلوسها، وخلاص العربيات بتتحرك."
كانت العربيات بتتحرك، والجو هادي بشكل مخيف، كأن الدنيا بتحضر لمصيبة جاية. أركان كان واقف جنب ليلى، عينه بتدور حوالين المكان، حاسس إن فيه حاجة غلط، إحساسه العسكري عمره ما خانه.
ليلى (وهي بتبص للسفينة اللي كانت بتنقل البضاعة): "الدنيا بقت هادية بسرعة، ده طبيعي؟"
أركان (بحذر وهو بيحرك إيده ناحية سلاحه): "لما الحاجة تبقى أهدى من الطبيعي… يبقى في حاجة مستنينا."
وفجـــأة…
صوت طلقه ناريه بتجاه اركان وليلي اخترقت جسم.......
رايكم هيفرحني ويهمني
صلوا على النبي
الكاتبه ياسمين عطيه
البارت ٢١
زواج في الظل
اخترقت طلقة نارية الهواء بسرعة جنونية، تشق طريقها وسط الصمت المتوتر. لمع بريقها الفضي في ضوء الشمس للحظة خاطفة، تدور حول نفسها بقوة قبل أن تتجه مباشرة نحو أركان وليلى. الهواء من حولها اهتز بصوت صفير حاد، وكأنها تمزق الفراغ بسرعة قاتلة. في تلك الثانية، كان كل شيء يتحرك ببطء، وكأن الزمن توقف للحظات، بينما الطلقة تشق طريقها نحو هدفها بلا رحمة.
اخترقت الطلقة الهواء بقوة، متجهة مباشرة نحو كتف أركان، لتستقر فيه بقوة، ممزقة قماش سترته، ودافعة جسده خطوة للخلف. الألم اشتعل في مكان الإصابة، لكن عقله لم يستوعبه، أو ربما رفض الاعتراف به. أول ما خطر بباله كان ليلى.
بسرعة، استدار نحوها، خوفه عليها يتجاوز أي ألم يشعر به. صوته خرج قلقًا وهو يمد ذراعيه ليحيطها بالكامل، يحجبها عن أي خطر آخر.
أركان (بصوت مضطرب وهو يمسك بوجهها، عينيه تمتلئ بالذعر): "انتي كويسة؟!"
نظرته كانت كأن الرصاصة أصابتها هي، وكأن كل الألم الذي شعر به لا يساوي شيئًا أمام احتمال أن تكون تأذت. لم يكن يهمه نفسه، لم يكن يهمه الدم الذي بدأ يتسلل من جرحه، كل ما كان يشغل باله أنها بخير، أنها ما زالت أمامه، سالمة.
ليلى وقفت متجمدة للحظات، عقلها مش مستوعب اللي حصل. كل اللي شافته هو الطلقة وهي بتخترق كتف أركان، الدم اللي بدأ يلون هدومه، والطريقة اللي لف بيها ناحيتها كأنه نسي نفسه تمامًا، كأنه ما حسش بالألم، كأنه كل اللي يهمه إنها تكون بخير.
عينيها اتسعت بخوف وهي بتمسك وشه بإيديها المرتعشة، صوتها طلع متهدج، مليان هلع حقيقي:
ليلى (صوتها كان مهزوز، عنيها متسعة من الصدمة، إيدها ارتعشت وهي بتحطها على الجلابيه بتاعته اللي بدأ تتلون بالدم بصوت مخنوق): "أركان… دم! إنت بتنزف!"
حست برعشة في جسمها، قلبها بيدق بسرعة مؤلمة، وكأنها هي اللي اتصابت مش هو. دموعها بدأت تتجمع في عينيها وهي تحاول تضغط على الجرح بيدها المرتجفة، كأنها بتتمنى توقف النزيف بإيدها بس.
ليلى (بصوت مرتعش، وهي تبص له بعيون مليانة حب وخوف): "ليه؟ ليه ما خفتش على نفسك؟ أنا مش أهم منك… إنت أهم! إنت حياتي!"
كانت بتحاول تتمالك نفسها، بس صوتها كان بيخونها، ورعشة إيديها فضحت كل الرعب اللي حسته. لأول مرة، اعترفت لنفسها قد إيه بتحبه، بس ما كانش وقت اعترافات، كان وقت إنها تحاول تنقذه
في اللحظة دي، العربيات وقفت مرة واحدة، وكل الرجالة نزلوا بسرعة، الأسلحة في إيديهم وهم بيتلفتوا حوالين المكان بحذر.
نزل عبد الحق من العربية، سلاحه في إيده، وعينه بتلف حوالين المكان بحذر، بيحاول يحدد مصدر التهديد، لكنه ما لمحش أي حركة مريبة عينه لمحت الدم اللي بينزف من كتفه، فرفع سلاحه بحذر وهو بيبص حواليه:
بخطوات سريعة، راح باتجاه أركان اللي كان واقف ثابت، رغم الدم اللي بينزل من كتفه.
عبد الحق (بحذر وهو بيراقب أركان): "انت كويس؟"
أركان كان ضاغط بإيده على الجرح، لكن صوته طلع ثابت كعادته، ما بانش عليه أي وجع:
أركان (بهدوء لكنه حاسم): "آه، أنا كويس… أكيد اللي عمل كده كان عايزني أنا مش حد تاني، وعشان كده خلاص… الموضوع انتهى."
رفع عينه لعبد الحق، وهو بيقول بجدية:
أركان: "مش هقدر أودي البضاعة معاكم المخزن… هروح المستشفى الأول."
عبد الحق قرب أكتر، وحط إيده على كتف أركان، كأن لمسته بتأكد على كلامه:
عبد الحق (بصوت هادي لكنه قاطع): "إنت عملت اللي عليك… ملكش دعوة بالباقي."
لكن قبل ما يكمّل كلامه، عينه راحت ناحية ليلى، اللي كانت منهارة من العياط، واقفة جنب أركان ودموعها نازلة بدون توقف.
لفّ لها عبد الحق، وقال بهدوء لكنه واضح:
عبد الحق: "تحبوا أبعت معاكم حد من الرجالة يسوق؟ وانتي يا هنيه، تعالي نروّحك الفيلا."
لكن قبل ما حتى ليلى ترد، كانت إيدها مسكت هدوم أركان، وعيونها كانت كلها إصرار رغم الدموع:
ليلى (بصوت مهزوز لكنه حاسم): "أنا مش هسيب جوزي غير لما أطمن عليه!"
في اللحظة دي، مروان كان جاي ناحيتهم بسرعة، وهو بيبص بخبث لليلى، ثم قال بصوت جدي:
مروان: "أنتي حامل… تعالي نروّحك الفيلا، ."
لكن أركان بسرعة وقف بينها وبين مروان، كأنه بيحميها حتى من الكلام، صوته كان حاسم وهو بيرد:
أركان: "لا… أنا هاخدها معايا المستشفى، لازم تكشف على الحمل."
عبد الحق كان متابع المشهد بصمت، لكنه بعد لحظات رفع عينه على أركان، وركز على الجرح اللي لسه بينزف.
عبد الحق (بحزم): "طب خد حد يسوق العربية، إنت هتقدر تسوق بحالتك دي؟"
لكن أركان، رفع راسه ورد بصوت ثابت كالعادة:
أركان: "آه… متقلقش."
عبد الحق ما حاولش يجادله أكتر، لكنه بص ليلى نظرة أخيرة قبل ما يقول بهدوء:
عبد الحق: "لو احتاجتوا حاجة، كلموني."
أركان أومأ براسه، وبعدها فتح باب العربية وساعد ليلى إنها تركب
ـــــــــ&ـــــــــ
في مكان مجهول، الإضاءة خافتة، والجو متوتر، صوت التلفون بيرن بصوت واطي وسط الصمت.)
شخص مجهول رفع السماعة بسرعة، صوته كان مليان غضب وهو بيقول بصوت منخفض لكنه حاد:
؟؟؟: "وقف يا غبي! الخطة باظت!"
وقف لحظة، بياخد نفس، وهو بيحاول يسيطر على أعصابه، لكنه كمل بغضب مكبوت:
؟؟؟: "لما نشوف مين اللي اتجرأ وعمل كده… أكيد جدي هيعرف، ومش هيسكت!"
صوته كان مليان توتر، كأنه عارف إن العواقب هتكون كارثية… المكان فضل ساكت، لكن التهديد في كلامه كان واضح، اللي حصل مش هيمر بالساهل.
ـــــــــ&ـــــــ
داخل عربية اركان
المسيطر على الجو صوت أنفاس ليلى المتقطعة ودموعها اللي مش راضية تقف
ليلى كانت قاعدة جنب أركان، عنيها مليانة خوف، ودموعها بتنزل بدون توقف.
أركان وهو بيبص لها بنبرة هادية لكن حازمة:
"كفاية عياط عشان اللي في بطنك… أنا كويس."
ليلى بصوت مرتجف وهي بتحاول تمسك دموعها:
"بسببي… الطلقة كانت هتيجي فيا!"
أركان وهو بيحاول يخفي أي مشاعر في صوته:
"أنا قولت لك هحميكي… وكان لازم أحميكي، حتى لو هتصاب مكانك."
كلامه هزها من جواها، كان نفسها تاخده في حضنها، تواسيه، تحسسه قد إيه هي خايفة عليه بتحبوا. مدت إيديها المرتعشة، ولمست إيده، وقالت بانهيار ودموع:
"وجعاك…؟"
صوته كان ثابت، لكن عيونه قالت حاجة تانية وهو بيرد عليها بهدوء:
"مهمنيش الوجع… المهم إنك بخير."
ليلى قعدت تبص له، قلبها بيدق بسرعة، المشاعر كانت كتير، أكبر من إنها تتحط في كلام…
ــــــــ&ــــــــ
(وصلت العربية قدام المستشفى، الفرامل وقفت بحركة مفاجئة، وأركان حاول يخبي تعبير الوجع اللي ظهر على وشه للحظة.)
ليلى نزلت بسرعة، وهي بتحاول تفتح باب أركان بيدين مرتعشين:
"انزل بسرعة، لازم حد يكشف عليك!"
أركان وهو بيضغط على جرحه بإيده، نزل بهدوء، مش عايز يبين مدى تعبه.
أول ما دخلوا من باب الطوارئ، الممرضين جريوا ناحيتهم. واحد فيهم قال بسرعة:
"إصابة بطلق ناري؟ جهزوا غرفة الطوارئ فورًا!"
ليلى كانت ماشية جنبه، ماسكة دراعه كأنها بتحاول تحميه، أو يمكن تحمي نفسها من إحساس العجز اللي مسيطر عليها.
الدكتور قرب بسرعة:
"لازم ندخله فورًا غرفة العمليات، الطلقة استقرت في الكتف، بس محتاج تدخل سريع."
أركان بص لليلى قبل ما يسيب إيدها لأول مرة من وقت الحادث، صوته كان هادي لكنه آمر:
"استنيني هنا، متتحركيش."
ليلى مسكت إيده بقوة، عنيها مليانة خوف ودموع:
"هستناك… بس متتأخرش عليا."
أركان بص لها نظرة سريعة قبل ما يسيب إيدها، ويمشي مع الطاقم الطبي، بينما ليلى وقفت مكانها، قلبها بيدق بسرعة، ودموعها بتنزل بصمت وهي بتراقب الباب اللي اختفى وراه…
ليلى كانت واقفة قدام غرفة العمليات، عاملة زي الطفلة اللي أبوها تعبان ومش قادرة تعمل حاجة عشان تنقذه. كانت بتشد طرف طرحتها بين صوابعها، وبتضغط عليه بقوة كأنها بتحاول تسيطر على رعشة إيديها، لكن دموعها كانت بتخونها وبتنزل واحدة ورا التانية.
كل شوية تبص للباب المقفول، قلبها بيخبط في صدرها مع كل ثانية بتعدي.
حست بإيد بتتشد على كتفها، التفتت بسرعة، لقيت عدلي واقف جنبها، صوته كان هادي بس فيه قوة:
"اطمني، أركان مش سهل يقع، هيتحمل وهيخرج زي ما دخل."
بس كلامه ما هدهاش، بالعكس، دموعها زادت وهي بتقول بصوت متقطع:
"عارف لما تحس إنك السبب في وجع حد؟ الطلقة كانت هتيجي فيا، وهو اللي اتصاب بدالي!"
عدلي أخد نفس عميق، وحط إيده على راسها بحنية أب:
"أركان ابني يموت قبل ما يسمح لأي حاجة تأذيكي، مش عشان المهمة، ولا عشان أي حاجة… عشان هو كده، لما بيحمي حد، بيحميه بروحه."
ليلى غمضت عنيها للحظة، كأنها بتحاول توقف دموعها، لكنها فشلت.
بصت للباب تاني، وقالت بصوت كله وجع:
"اركان جميل كل حاجه فيه جميله قلبوا جميل "
بعد مدة، الباب اتفتح أخيرًا، وخرج الدكتور، كل العيون اتعلقت بيه، وليلى كانت أول واحدة بتجري ناحيته، قلبها متعلق بين الخوف والأمل.
"طمني، هو بخير؟" صوتها كان مرتعش، وعنيها متعلقة بوش الدكتور، مستنية أي كلمة تريحها.
الدكتور بص لها بهدوء وقال:
"اطمني، الرصاصة عدت من الكتف بدون ما تلمس أي مكان خطر، لكنه فقد شوية دم وعايز راحة تامة."
عدلي حمد ربنا واستريح و مشي مع الدكتور اللى عمل العمليه يطمن على ابنوا ويتاكد ان مافيش اي ضرر على دراع اركان وبعد قد اي ممكن يقدر يخرج
ليلى أول ما سمعت الكلام ده، رجعت خطوة لورا، وإيديها غصبت عنها سابت طرحتها اللي كانت بتشدها، كأن روحها رجعت لجسمها تاني بعد ما كانت معلقة في المجهول.
"أقدر أشوفه؟" قالتها بصوت ضعيف، كأنها خايفة يقول لا كان قلبها أول ما تشوفه هيستريح.
الدكتور هز راسه:
"هو لسه تحت تأثير البنج، لكن تقدري تدخلي تقعدي جنبه."
ليلى ما استنتش كلمة زيادة، خطفت خطواتها ناحية الباب، وقلبها بيدق بسرعة، أول ما دخلت الغرفة، لقيته نايم، ملامحه هادية لكنها شاحبة شوية، وكتفه مربوط، الأجهزة حوالينه بتصدر صوت ثابت، لكنها بالنسبالها كانت أصوات طمأنينة، بتأكدلها إنه لسه موجود، لسه بيتنفس.
قربت ببطء، سحبت كرسي وقعدت جنبه، مدت إيديها بحذر ولمست صوابعه بهدوء، كانت إيديه دافية، حسست عليها بخوف، وبهمس كأنها بتتكلم مع نفسها قالت:
"أنت وعدتني إنك هتحميني… وكونت راجل قد الوعد ونفذته ."
مسكت إيده بحنان، بإحساس طاغي من الحب والأمان، ورفعتها بهدوء لحد ما لمست بطنها، مكان الحلم اللي بيتكوّن جواها. صوتها كان مليان مشاعر مختلطة ما بين الحب، الامتنان، والخوف من المستقبل، لكنها كانت واثقة من حاجة واحدة بس، وهو الشخص اللي قدامها.
"ابنك مبسوط… عشان انت حميته."
عيونها كانت بتمسح ملامحه، بتحاول تحفظ كل تفصيلة فيه، كل تفصيلة في الراجل اللي رغم كل شيء، كان الدرع اللي اتحامى وراه قلبها بدون ما تحس.
"يبخته… يبخته إنه عنده أب زيك."
ابتسمت ابتسامة صغيرة، حزينة شوية، بس مليانة يقين… عارفة إنها رغم كل حاجة، وقعت في حب الشخص الصح، حتى لو لسه هو مش مدرك ده.
لمست كفّه برقة، وكأنها بتطمنه، أو يمكن بتطمن نفسها… قبل ما تبعد بهدوء، تسيب أثر لمشاعرها في اللحظة اللي ممكن تفضل محفورة بينهم للأبد.
لحظات من الصمت كانت مليّة الغرفة، مفيش غير صوت نفسها المتلاحق وهو بيكشف عن اضطراب مشاعرها. بصّت له، ملامحه الهادية وهو نايم كانت عكس العاصفة اللي جواها.
قربت أكتر، وكأنها بتاخد جرعة شجاعة قبل ما تنطق، همست بصوت منخفض، لكن مليان إحساس حقيقي:
"عايزة أقولك حاجة… يمكن معرفش أقولها بعد كده ، يمكن عمري ما هقدر أعترف بيها لو كنت صاحي، بس…"
سكتت لحظة، حست بقلبها بيدق بسرعة، قبل ما تكمل بصوت متحشرج من كتر المشاعر اللي متكدسة جواها:
"أنا بحبك… معرفش ليه، ولا إمتى، ولا إزاي، بس حبيتك."
نزلت دمعة عنيدة من عينيها، مسحتها بسرعة قبل ما تكمل:
"يمكن من أول مرة شفتك فيها، يمكن يوم الفرح، يمكن لما بقينا تحت سقف واحد، يمكن لما حميتني حتى من نفسي، يمكن لما خلاص بقيت جوزي، يمكن يوم ما عرفت إني حامل في حتة منك… ودي أسعد حاجة حصلت لي من يوم ما اتولدت."
حست إن كل كلمة بتقولها بتعري مشاعرها أكتر، لكنها استرسلت، خلاص مفيش رجوع:
"مش عارفة إمتى ولا ليه، بس أنا بحبك، وهفضل أحبك… ومستحيل أحب غيرك، رغم كل حاجة، رغم إنك مش بتحبني…"
بصّت له بنظرة طويلة، ملامحه ما اتحركتش، بس إحساسها قال لها إنه سامعها، حتى لو في اللاوعي.
قربت ببطء، ولمست خدّه بلمسة خفيفة، قبل ما تسيب بصمة من مشاعرها على عينه ببوسة سريعة، مترددة، لكنها صادقة.
وقفت، خدت نفس عميق، ومسحت أي أثر للدموع قبل ما تخرج من الأوضة… وسابت وراها اعتراف كبير، يمكن يغيّر كل حاجة لما يصحى.
بعد ما خرجت ليلى من الأوضة، ساد الصمت للحظات. أركان فتح عينه اللى كانت مثبتة على الباب اللي قفلته وراها.
ما تحركش، ما نطقش، حتى ملامحه ما تغيرتش. بس جوه صدره كان فيه حاجة غريبة، حاجة مش مفهومة.
الكلام اللي قالته ليلى لسه بيرن في ودنه، كأنه تسجيل بيتعاد مرة ورا مرة:
"أنا بحبك.. معرفش ليه، معرفش إمتى، معرفش إزاي، بس أنا حبيتك.."
شد كفه اللي كان لسه على جرحه، وكأن الألم اللي في كتفه فجأة بقى أخف من اللي جواه. زفر نفس بطيء، حط إيده على عينه، كأنه بيحاول يمسح أي أثر لكلامها من دماغه.
"بحبك وهفضل أحبك، ومستحيل أحب غيرك.."
حرك لسانه جوه فمه، وكأن طعم كلامها لسه متعلق فيه. قلبه ثابت، بارد، زي ما دايمًا كان.. بس ليه فجأة حاسس إن فيه حاجة مش مظبوطة؟
فتح عينه، بص للسقف بجمود. لا.. الكلام ده مش مهم. ما يفرقش. مش هيغير حاجة.
بس رغم كل اللي حاول يقنع نفسه بيه.. هو عارف إن اللي سمعه النهاردة مش هيتنسي بسهولة.
بعد دقائق
ليلى فتحت الباب بهدوء، وهي شايلة الأكل اللي كان في العربية، بس أول ما دخلت وشافته، وقفت مكانها للحظة.
عينيه كانت مثبتة عليها، نظرة غريبة، مختلفة.. حاجة فيها خلت قلبها يدق بسرعة، حسّت إنها مكشوفة، كأنه شاف حاجة جوه قلبها هي نفسها مش مستوعباها.
اتلخبطت، حاولت تتهرب من عيونه، بصت للأكل اللي في إيديها وقالت بسرعة وبكسوف وهي بتحاول تغطي ارتباكها:
– أنا جعت.. فنزلت جبتهم.
بس أركان ما ردش. ما حركش حتى ملامحه. كان بس قاعد هناك، ساكت، عينه عليها، كأنه بيحاول يفهم حاجة، كأنه بيشوفها لأول مرة بشكل مختلف.
التوتر زاد، ليلى عضت شفايفها بخجل، وحاولت تغيّر الجو وهي بتقرب من الترابيزة تحط الأكل:
– إنت عايز تاكل؟
أركان فضل ساكت للحظة، بعدين قال بصوت هادي بس فيه حاجة مش مفهومة:
– لا، كلي إنتِ.
بس كان واضح إن تفكيره في حتة تانية، ودي أكتر حاجة خلت ليلى متوترة. هل سمعها؟ هل عرف إنها بتحبه؟ ولا ده مجرد وهم؟
الأسئلة دي فضلت تلف في دماغها، بس الشيء الوحيد اللي كانت متأكدة منه.. إن نظراته النهاردة مش زي أي مرة قبل كده.
الباب اتفتح بهدوء، ودخل عدلي،وخرجت ليلى، عينه مليانة قلق بس ملامحه كانت ثابتة زي ما هو دايمًا.
أركان رفع عينه ناحيته وقال بصوت هادي، لكنه كان عارف إن وجوده هنا غلط:
– مش المفروض حضرتك متظهرش في أي مكان أنا فيه أثناء المهمة؟
عدلي قرب منه وخده في حضنه رغم اعتراضه، كان حضن أبوي خايف على ابنه، مش رئيس أمن الدولة اللي بيتعامل بالعقل بس. قال بصوت دافئ وهو بيطبطب عليه:
– هو أنا عندي كام ابن؟ خوفت عليك، مقدرتش أتحكم في نفسي.. أنت ابني الوحيد.
أركان تنهد، وحاول يخفف التوتر وهو بيقول بهزار خفيف:
– مش المفروض رئيس أمن الدولة والمخابرات السرية ميتصرفش بعواطفه؟
عدلي ضحك بهدوء وهو بيبعد عنه شوية:
– أنا كده اتأكدت إنك بخير.
أركان حرك كتفه بتعب وقال بجديه:
– بابا.. أوعى ماما تعرف حاجة.
عدلي تنهد وهو يهز راسه:
– مقدرش أقولها، أصلاً لو عرفت هتهد الدنيا وهتيجي تخدك من وسطهم.
أركان بابتسامة جانبية وهو بيعدل قعدته:
– عشان كده بلاش.. دا احنا لسه في البداية.
عدلي اتكأ على الكرسي اللي جنبه وقال بصوت فيه فخر:
– بس عدّينا شوت كبير بسببك.
أركان بصله بعينه الثابتة، لكنه كان حاسس بكلامه.. المهمة لسه ما خلصتش، والمخاطر اللي جايه أكبر بكتير.
عدلي وقف جنب السرير، بص ناحية الزجاج اللي كانت ليلى واقفة وراه، مش قادرة تبعد عينيها، كانت باصة لأركان بنظرة واضحة.. حب، خوف، قلق، كل حاجة كانت باينة في عينيها.
عدلي بص لأركان وقال بهدوء وهو عارف الجواب قبل ما يسمعه:
– بتحبك.
أركان ما ردش في الأول، فضل ساكت ، بعدين قال بصوت منخفض، لكنه كان حاسم:
– دا مكنش المفروض يحصل.. هي هترجع حياتها، وأنا هرجع حياتي.
عدلي لف ناحيته وسأله بجملة واحدة خلت أركان يسكت لحظة:
– واللي في بطنها؟
أركان شد عضلات فكه، عينه كانت مليانة أفكار متشابكة، اتكأ بظهره على المخدة وهو بيتكلم بصوت أهدى لكنه مش متأكد:
– مش عارف.. بس مقدرش أخده منها.
عدلي فضل ساكت لحظة، بعدها ابتسم بخفة، كأنه شايف حاجة أركان مش قادر يعترف بيها، وسابه بدون ما يرد.
أركان قام من مكانه، حركته كانت بطيئة شوية بسبب إصابته، لكنه كان مصمم يمشي.
ليلى دخلت بسرعة، قلبها وقع لما شافته بيحاول يتحرك، قربت منه وخدت خطوة لقدامه كأنها بتحاول تمنعه.
– ليلى بقلق واضح: انت رايح فين؟
– أركان بص لها بثبات وهو بيعدل هدومه: هنروح الفيلا.
– ليلى بانفعال وهي تهز رأسها: لا، انت تعبان، مش هنمشي غير لما تبقى كويس!
أركان وقف لحظة، نظرته فضلت معلقة عليها، شايف فيها خوف حقيقي عليه، مش مجرد قلق عادي. حس إنه لأول مرة في حياته، في حد بيتكلم عنه قبل ما يتكلم عن نفسه.
قرب منها خطوة، صوته كان هادي لكنه حاسم:
– أنا كويس، ومش هفضل قاعد هنا أكتر من كده.
ليلى رفعت عيونها له، الدموع كانت باينة فيها، كأنها مش مستعدة تخليه يروح في أي مكان وهو في الحالة دي. لكنها عارفة أركان، عارفة إنه عنيد، وإنه لو قرر حاجة هينفذها.
لكنها رغم كده، كان لازم تحاول.
– ليلى بصوت ضعيف لكنه مليان مشاعر: طب على الأقل خليك النهارده بس، علشان خاطري.
أركان فضل ساكت، عنيه مثبتة عليها، كانت باصة له برجاء، خوفها عليه واضح في كل حركة، وكل نفس بتاخده.
هو مش متعود حد يقلق عليه بالشكل ده، مش متعود حد يحاول يمنعه من حاجة عشان خايف عليه هو، مش عشان مصلحته أو مصلحة حد تاني.
– أركان بعد لحظة صمت بصوت هادي لكنه ثابت: ليلى..
هي رفعت عيونها له بسرعة، كأنها مستنية يسمع كلامها.
– أركان وهو بيزفر نفس طويل: يوم واحد.
ابتسامة صغيرة ظهرت وسط دموعها، قربت منه خطوة، عينيها بتلمع من التأثر:
– بجد؟
أركان هز راسه، بص بعيد عنها وهو بيعدل الجرح بإيده، مش عايز يبان إنه متأثر برد فعلها.
– بجد.. بس مش هطول.
ليلى قربت منه أكتر، بإيدين مرتعشة مسكت كمه كأنها خايفة يغير رأيه:
– مش مهم.. المهم إنك ترتاح.
أركان حس بحاجة غريبة في اللحظة دي، دفء اهتمامها كان غريب عليه، لكنه مريح في نفس الوقت. رفع عينه وبص لها، لأول مرة يحس إنه مش لوحده.
لكنه بسرعة قطع اللحظة دي، سحب كمه من بين إيديها بلطف، وبص بعيد:
– طيب.. خليني أرتاح بقى، بدل ما أغير رأيي.
ليلى ضحكت بخفة، وسابت له مساحة، لكنها فضلت واقفة جنبه، مش ناوية تسيبه لحظة واحدة..
ـــــــــــــ
في الفيلا، كانت الأجواء مشحونة، لكن في وسط كل ده، كان في عين واحدة بتدور على حاجة واحدة بس…
أسماء كانت واقفة وسط الناس، قلبها مقبوض، عنيها بتلف على كل الوجوه، لكنها مش شايفة اللي هي عايزة تشوفه. بصت ناحيه عبد الحق بقلق، وخدت خطوة لقدام، لكنها تراجعت خطوة لورا، كأنها خايفة من الجواب. وأخيرًا، جمعت شجاعتها وقالت بصوت مهزوز:
– أسماء بقلق: سعيد وهنية فين؟
عبد الحق بص لها ببرود، لكنه حس بقلقها الحقيقي، فقرر يجاوبها بدون لف ودوران:
– عبد الحق بهدوء: في المستشفى.
أسماء حسّت بكهرباء ضربت جسمها، صوتها طلع بسرعة وهي بتقول بلهفة:
– أسماء بصوت عالي وصوتها فيه نبرة رعب: يلهوي! ليه؟
عبد الحق رد بهدوء عكس اللي جوه عنيها:
– عبد الحق: سعيد خد طلقة في دراعه.
أسماء فتحت بُقها بصدمة، لكن قبل ما تهوِّش بسيل الأسئلة اللي في دماغها، كان سؤال واحد هو اللي سبق لسانها:
– أسماء وهي بترتجف: وهنيّة؟
عبد الحق لمح الخوف في صوتها، فابتسم بخفة وهو بيطمنها:
– عبد الحق: كويسة، بس قالت عايزة تبقى مع جوزها.
أسماء خدت نفس عميق، لمست قلبها بيدها كأنها بتهديه، وبعد لحظة صمت، فجأة وشها اتغير، وابتسمت بخفة، وقالت بضحك:
– أسماء بفرحه وهي بتمشي ناحية باب الفيلا: أبو نسب! وفي بوعده! وضحى بنفسه وحماها… لازم أجيب له موز مقشر وأزوره في المستشفى!
عبد الحق رفع حواجبه باستغراب، وهو بيشوف التحول الغريب في حالتها، قال بسخرية:
– عبد الحق وهو بيبص لها من فوق لتحت: انتي تمام؟ كنتي هتعملي مناحة من دقيقة!
أسماء رفعت راسها بفخر، وعينيها بيلمعوا بضحكة خفيفة:
– أسماء: أنا بس كنت خايفة على هنية، لكن طالما كويسه ومع سعيد… خلاص، الدنيا بخير!
عبد الحق هز راسه وهو بيتمتم بينه وبين نفسه:
– عبد الحق: دي مجانين رسمي!
ــــــــــ&ــــــــ
في المستشفى، كانت أسماء ماشية بسرعة، قلبها مقبوض، لكن على وشها ابتسامة خفيفة…
بمجرد ما وصلت قدام أوضة سعيد، وقفت عند الباب، بصّت جوه، وبعدها دخلت برأسها وهي بتقول بصوت عالي مليان حماس:
– أسماء بمرح: ليلي هنا؟
ليلي، اللي كانت قاعدة جنب سرير أركان، رفعت راسها بسرعة، وبمجرد ما شافتها، ابتسمت بفرحة وقالت بحماس:
– ليلي وهي بتفتح دراعها: تعالي يا مجنونة! أنا هنا… وحشتيني في الشوية الصغيرين دول!
أسماء دخلت بخطوات واسعة، لكنها وقفت فجأة، رفعت إيدها بحركة درامية وهي بتقول بمزاح:
– أسماء بضحك: استني بس… نُسلّم الأول على المصاب!
بصّت لسعيد اللي كان نايم على السرير ووشه فيه علامات الإرهاق، لكنها قررت ما تخليش الجو كئيب، فرفعت كيس الموز اللي في إيدها وقالت بمرح وهي بتغمز له:
– أسماء بتهريج: ألف سلامة عليك يا رجولة! مش خسارة فيك الموز بقشره… كنت هجيب لك القشرة بس، يلا، مش خسارة فيك عشان انقذت الكتكوت الصغير بتاعي!
سعيد رفع حاجبه وهو بيبصلها باندهاش ممزوج بضيق مصطنع، وقال بسخرية:
– اركان وهو بيحاول يكتم ضحكته: لا والله؟ طيب يا ست أسماء، المرة الجاية هتجيبي لي إيه؟ البذر بس؟
ليلي كانت بتضحك وهي شايفة تفاعلهم، الجو بقى أخف وأريح، وحست إن وجود أسماء دايما بيقدر يخفف أي توتر.
أما أركان، فكان قاعد على السرير بيتابع الكلام بصمت، ملامحه ما تغيرتش، لكنه كان مستمتع بطريقة غير مباشرة… لانه شايف ليلي مبسوطه وفرحانه
بعد مرورها مده طويله ممكن ساعه، ساعتين
في أوضة المستشفى، الجو كان مليان حياة وضحك بوجود أسماء وليلي ، واللي كانوا بيتكلموا من غير توقف…
– أسماء بضحك وهي بتشاور على كيس الموز: يا بنتي، إنتي قلتي الموز ده لجوزك!
ليلي حست بإحراج وهي بتبص لأركان بسرعة، وبعدها قالت بتلعثم وهي بتحاول تبرر:
– ليلي بحرج: أنا وهو واحد… وبعدين هو مش هيكله، فخسارة يتساب!
أسماء وهي بتبص لأركان بضحكة:
– أسماء بتهريج: مين قالك إنه مش هيكله؟
ليلي رفعت حاجبها وقالت بثقة:
– ليلي: أنا قلت!
أسماء لفت للأركان وسألته:
– أسماء وهي بضحك: صح الكلام ده، ولا ليها راي تاني؟
أركان كان متابعهم بملل ظاهري، لكنه في الحقيقة كان مأخوذ بطريقة تفاعلهم، رغم إنهم حرفيًا ما سكتوش لحظة… من ساعة ما أسماء دخلت، وهي بتحكي عن كل حاجة حصلت من أول ما ليلي خرجت من الفيلا، واتريقَت على صباح ونوال، وحكت عن الولد اللي كان واقف مع حبيبته ووقع واتزحلق، وكأن كل التفاصيل الصغيرة دي كانت تستاهل تتحكي وتضحكوا عليها!
زمان كان ممكن يزعق لهم ويطردهم برا الأوضة عشان دوشتهم، لكن دلوقتي… مش عارف ليه مكنش قادر يعمل كده. يمكن عشان ليلي قدامه، مبسوطة، مرتاحة، وبتضحك… كانت بسيطة وعادية، لكنها جميلة.
أسماء، اللي خدَت بالها من نظراته لليلي، راحت غمزت له وقالت بصوت منخفض لكنه مليان استظراف:
– أسماء بضحكة : يا عم العاشق الولهان،كلت البت بعينك مش هتطير!
أركان بص لها بحدة وهو بيحاول يخفي أي تعبير ممكن يفضحه، وقال ببرود واضح:
– أركان وهو بيحاول يظهر ثباته: أنا بس بدوّر على طريقة أطردكم بيها بالذوق، عشان كلتوا دماغي! هو إنتوا متعرفوش خالص حاجة عن أدب زيارة المريض؟
ليلي استغربت، عقلها رفض مجرد الفكرة إنه يكون مركز معاها بالشكل ده… مستحيل أركان يبص لها بالطريقة دي. فبصت لأسماء بسرعة وقالت بحرج وهي بتحاول تهرب من أي موقف ممكن يكشف مشاعرها أكتر:
– ليلي بحرج: خلاص… إحنا هنطلع وانت نام شوية!
لكن قبل ما تتحرك، سمعت صوته وهو بيقول بجملة سريعة لكنها كانت كفيلة تخلي قلبها ينبض:
– أركان بنبرة هادية بس واضحة: متبعديش من قدام الأوضة.
أسماء رفعت حاجبها بمكر وقالت بغمزة:
– أسماء بتريقة: خايف عليها صح؟
ليلي اتلخبطت، وبسرعة ضربتها في كتفها وهي بتشدها من إيدها:
– ليلي بانفعال مصطنع وهي بتحاول تخفي إحراجها: يلااااا!
خرجوا من الأوضة، لكن ليلي كانت لسه حاسة بدقات قلبها السريعة، في حين إن أركان فضل قاعد في مكانه، عينُه بتبص على الباب اللي قفل وراهم… وما كانش قادر يمنع نفسه من التفكير إنها فعلًا بقيت جزء من حياته، غصب عنه.
ـــــــــــ&ــــــــــ
في فيلا الجو كان مشحون والتوتر مالي المكان.
صلاح واقف عينيه بتلف على أولاده وأحفاده، والغضب باين في كل حركة من حركاته. فجأة ضرب بكف إيده على الطرابيزة بخشونة، صوته العالي هزّ المكان وهو بيزعق فيهم بحدة:
– صلاح بعصبية: مين اللي اتجرّأ يعمل كده؟!
الكل كان ساكت، محدش قادر يفتح بُقه… لكن نظرات متبادلة بين بعضهم، كأنهم بيحاولوا يعرفوا مين اللي غلط.
صلاح لفّ حواليهم، صوته كان مليان تهديد وهو بيكمل:
– صلاح بغضب مسيطر: اللي عمل الحركة دي واحد فيكم غيران… واحد فيكم مش عاجبه إني اخترت سعيد يمسك الشغل! عارفين ليه اخترته؟ عشان حتة واد لسه صغير، بس دماغه توزنكم كلكم!
وقف فجأة عند أقرب شخص ليه، وبصّ في عينه بنظرة تخلي أي حد يحس بالخوف الحقيقي:
– صلاح بنبرة منخفضة لكنها مليانة وعيد: وأنا هسمح إنه يموت؟ طالما أنا عايز كده، محدش يقدر يلمسه!
اتحرك تاني، ومشي وسط الرجالة بنظرات مسمومة، وهو بيزود الضغط على أعصابهم:
– صلاح بحزم: اللي أنا بقوله هو اللي بيتنفّذ، وأي حد يخالفني… نهايته محسومة! بس فيه واحد فيكم غبي أوي، فاكر إنه يقدر يلعب معايا اللعبة دي… فاكر إنه هيخلص منه وبعدها الموضوع هينتهي وأنا هسكت؟!
لف وشه بحدة، وصوته علي أكتر وهو بيختم كلامه بتهديد مباشر:
– صلاح بحدة: اللي عمل كده هيتحاسب، حساب تقيل… لأنه مش بس خالف كلامي، لا… ده لعب بالنار!
صلاح لفّ حواليهم بنظرات حادة، عيونه كانت نار مشتعلة، والغضب في صوته كان واضح وهو بيبص لهم بجمود، كل واحد فيهم حاسس إن نهايته ممكن تكون أقرب مما يتخيل.
وقف في نص القاعة، وصوته كان واطي لكن وقع كلماته كان تقيل على الكل:
– صلاح بنبرة قاطعة: اللي عمل كده… بدل ما تبقى نهايته الموت، واقسم بالله هقت*لوا حتى لو كان ابني… أو حفيدي!
عيونه لفت عليهم، محدش قادر يتحرك، محدش قادر حتى يتنفس بصوت عالي. الكل فاهم إن صلاح مش بيهدد… صلاح لما يقول حاجة لازم تتحقق في الوقت والحال.
اتقدم خطوة للأمام، ورفع صوته وهو بيكمل:
– صلاح بحدة: نهاية الخيانة… الموت!
اتوتروا أكتر، كل واحد فيهم بيبص للتاني، خايف يكون هو المشتبه فيه الجاي.
صلاح ضرب بكعب جزمته على الأرض، الصوت كان كأنه رصاصة عدّت في المكان وهو بيقول:
– صلاح بصرامة: لو فعلاً مش عايز تموت، وعايز عقابك يكون أقل… تفتح بقك دلوقتي وتقولي مين اللي عمل كده؟ عملها ليه؟ وإزاي؟!
وقف منتظر… والعيون كلها على بعضها، اللي بيتوتر، واللي قلبه بيدق بسرعة، واللي بيحاول يداري خوفه… بس صلاح شايف كل حاجة، ومستني اللى عمل كده ينهار!
ووووو
صلوا على النبي
مين اللي ممكن يبقي ضرب نار على اركان
انتظروا البارت ال ٢٢ نعرف كلنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق