expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية عروستي ميكانيكي الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الخامس والثلاثون بقلم سما نور الدين حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية عروستي ميكانيكي الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الخامس والثلاثون بقلم سما نور الدين حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية عروستي ميكانيكي الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الخامس والثلاثون بقلم سما نور الدين حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


المشهد 31

..ربتت زهرة فوق كتف ايمان وقالت بعد ان تعجبت مما رأته من لهفتها المولعة على زوجها الغاضب فقالت ساخرة..

.."..ايمان حبيبتي ..جوزك مش مسافر الهند ..دي اسكندرية يعني اقل من ساعة طيران.."..

..اتسعت عيني ايمان بعد ماضربت صدرها بكف يدها وقالت..

.."..يالهوي..هو هيركب طيارة.."..

..التوت شفتي زهرة من الغيظ واشارت لها ناحية الباب وقالت بصوت قوي..

.."..اتفضلي على اوضتك وسيبيني اكمل جلسة اليوجا بتاعتي ..يالا .."..

..تربعت ايمان فوق الفراش وهي تقول بعناد واضح..

.."..مين دي اللي تروح اوضتها ..انا مش هتعتع من هنا الا لما اطمن ع الباشا انه وصل بالسلامة.."..

..هتفت بها عمتها وهي تميل عليها بجذعها..

.."..انتي يابنت مش معاكي تليفون ..ماتتصلي بيه وتطمني عليه وانتي في اوضتك.."..

..اشارت ايمان لنفسها باصبعها وقالت بغيظ..

.."..انا اتصل عليه..لا يمكن ابدا...هو اللي يتصل.."..

..جلست زهرة بجانبها وهي تنظر اليها شزرا فقامت بقرص جانبها بقوة ..صرخت ايمان من الالم ومسدت على جانبها ثم قالت بغضب..

.."..ايه ياعمتي ..احنا فينا من قرص..حرام على فكرة ..انا بنت اخوكي اليتيمة .."..

..امسكت بأذنها وقالت بصوت خافت حاد ..

.."..قصدك بنت اخويا المجنونة ..اللي عايزة تعقل وتفهم ان ابراهيم جوزها ..جوزها اللي بيخاف عليها و عايز مصلحتها ..يبقى نعمل ايه ..نصالحه ..نعامله بطريقة كويسة ..مش نتخانق معاه ونزعله كل شوية لغاية ماقرب يطفش من البلد كلها .."..

..كانت رأس ايمان تتحرك يمينا ويسارا والالم يعتصر اذنها فكادت ان تصرخ مرة اخرى وهي تتوسل لعمتها بترك اذنها قبل ان تنخلع بيدها ولكنها شعرت بصدمة تضرب قلبها عند مقولة هروب زوجها من البلد وسفره بعيدا بسببها ..

..تركت العمة اذن ايمان بعد ان ارتسمت ملامح الصدمة والحزن على وجهها وسمعتها تقول بصوت اليم.. 

.."..هو قالك انه هيسيبني ويسيب البلد كلها بسببي ياعمتي .."..

..حاولت العمة ان تقوم بتمثيل دورها جيدا فقالت وهي تقف وتتجه لمرآتها ..

.."..هو مقالش كدة بصراحة ..بس انا حسيت انه خلاص مش قادر بسبب تصرفاتك ومعاملتك معاه..ولولا بس جدك والقضية ..انا اعتقد انه كان سافر فعلا.."..

..تهدلت اكتاف ايمان وارتسم الحزن جليا بوجهها الذي اخفضته لاسفل وقالت وهي تنظر ارضا ..

.."..هيروح تركيا صح ..عشان البت شين شين بتاعته.."..

..تقطب جبين زهرة ونظرت لصورة ايمان المنعكسة بالمرآة وقالت بتعجب..

.."..مين ..ايه شين شين دي.."..

..رفعت ايمان راسها وقالت بحزن..

.."..البت التركية اللي بيحبها ..واللي جت تصوت وتصرخ اول ما عرفت انه اتجوزني..بس هو فهمها الحقيقة ..وشكله هيرجعلها بس لما القضية تخلص.."..

..صدحت ضحكات زهرة عاليا ..فنظرت اليها ايمان باستغراب وقالت بغضب..

.."..هو انا قلت حاجة تضحك ياعمتي ..ع العموم هو حر في حياته ..انا اصلا اصلا ......"..

..اكملت زهرة جملة ايمان بقولها ..

.."..غبية .."..

..صمتت ايمان وتسمرت نظراتها لعمتها التي وقفت امامها وهي تتابع بقولها بصوت حاد قوي..

.."..ايوة غبية ..عشان مش شايفة جوزك بيعمل ايه عشانك ..وانتي بكل سهولة بتتخلي عنه لواحدة زي التشين .."..

..بلعت ايمان ريقها بصعوبة ورددت بصوت ضعيف حزين..

.."..عمتي متضحكيش عليا ..واحد زي ابن اخوكي هيبص لواحدة ميكانيكي .."..

..جلست عمتها بجانبها ومسدت فوق شعرها وقالت بصوت هادئ ..

.."..اهي الميكانيكي دي خلته اسعد واحد في الدنيا ..مع انها مطلعة عينيه ومجنناه.."..

..نظرت ايمان لها بتعجب وتسائلت ببلاهة..

.."..ازاي يعني.."..

..امسكت زهرة بكف ايمان واجابتها..

.."..انتي ليه شايفة نفسك قليلة قدام ابراهيم .."..

..اجابتها ايمان مسرعة بقولها ..

.."..لا ياعمتي مش قليلة ..بس هي حاجة بالعقل كدة .."..

..قامت عمتها بضربها فوق رأسها وهي تقول بتحفز..

.."..ومين قالك انها بالعقل .."..

..اشارت عمتها لقلب ايمان وتابعت قولها..

.."..بالقلب.. انتي دخلتي قلبه بدون استئذان ..هو الحب كدة ..وكمان انتي مالك بقى ..انتي بنت جميلة و قلبك اجمل ..مكافحة ..طبيعتك هي احلى حاجة فيكي ..غير انك تربية احمد اخويا الله يرحمه..صحيح مجنونة وشعنونة بس دا بيزيدك جمال ..يبقى ليه حق ابراهيم يحبك ولا لا.."..

..اتسعت عيني ايمان من الصدمة وقالت..

.."..يحبني مرة واحدة .."..

..قالت زهرة بصوت حازم قوي وشبح ابتسامة يزين شفتيها..

.."..ايوة ..مرة واكتر من مرة كمان ..لكن بخوفك وبغبائك وتفكيرك العقيم دا ..هتضيعيه من ايديكي ..وساعتها هيروح لشين شين بجد.."..

..ذمت ايمان شفتيها وقالت وهي تضع وجنتها فوق كفها..

.."..طب ..طب انا هصدقك..ومش هقولك انه هو كويس معايا دا حبة وحبة يعني عشان انا بنت عمه ووصية جدي ..بس ايه ..يعني ايه ..اعمل ايه انا دلوقتي.."..

..مطت زهرة شفتيها وقالت ..

.."..يعني ايه تعملي ايه..هو دا سؤال..عايزاني اقولك تتصرفي ازاي مع جوزك اللي بيحبك.."..

..تنهدت ايمان وهي تردد..

.."..يادي الحوسة على بيحبك دي ..المهم دلوقتي قوليلي اعمل ايه.."..

..امسكتها عمتها من ذراعها ليقفا سويا بقبالة بعضهما وقالت ..

.."..انا هقولك .. بس تعالي معايا دلوقتي نكمل تمرين اليوجا ..وبعدها تتصلي بيه عشان تطمني عليه ..يالا.."..

..جلست زهرة ارضا ومدت يدها لتمسك بكف ايمان التي ظلت واقفة بوجه ممتعض ..هزت بقوة كفها وقالت بصوت صارم..

.."..اقعدي يابنت ..واعملي زي ما بعمل بالظبط .."..

..جلست ايمان على مضض وقالت ..

.."..انا مش عارفة نوجا ايه دي اللي هتخلينا قاعدين زي الصنم لا صوت ولا حركة.."..

..رددت زهرة بغضب وهي مغمضة العينين...

.."..شششششش..ولا كلمة..يالا ابدأي.."..

..تمعنت ايمان بوضع جلوس زهرة وقلدتها لتجلس مثلها تماما وهي تهمس بصوت خافت..

.."..لا حول ولا قوة الا بالله.."..

..اغمضت ايمان عينيها وضمت اصبعيها وبدات بتنهيدة استسلام واضحة ..وما ان مر عشر دقائق حتى شعرت ايمان بثقل رأسها .. لتتفاجأ زهرة بمن ترمي برأسها فوق فخذها وتصدر صوتا شخير خافت....

فتحت زهرة عينيها ونظرت لتجد إيمان تتوسد فخذها باريحية وتمدد ارجلها وصوت شخيرها بدأ يتصاعد تدريجيا ..هزت زهرة رأسها يمينا وشمالا وضحكة خافتة اصدرتها وهي تمسد فوق شعر ايمان بأصابعها وتهمس قائلة..

.."..مجنونة والله...ليه حق يحبك .."..

..وبعد برهة قليلة صدح صوت هاتف ايمان عاليا ففزعت من نومها واستقامت وهي تبحث عن هاتفها القابع بجيب بنطالها الخلفي..في حين كان قلبها يقفز عاليا ظنا منها ان ابراهيم هو من يتصل..فرددت بعصبية ..

.."..هو فين.. فين.."..

..ضربتها عمتها فوق مؤخرتها وهي تقول بنزق ..

.."..هنا ياهبلة.."..

..ضحكت ايمان كالبلهاء ومدت يدها تمسك هاتفها وهي تقول..

.."..عفارم عليكي ياعمتي .."..

..نظرت للشاشة بلهفة ولكنها حزنت عندما رات اسم صديقتها عزة هو من يضيئ فوق سطح الشاشة ..رفعت رأسها وقالت بصوت خافت حزين ..

.."..دي عزة صاحبتي .."..

..ربتت زهرة فوق ذراع ايمان بحنو وهي تقول..

.."..طب ردي عليها ..يالا.."..

..وضعت ايمان الهاتف فوق اذنها وقالت وهي تعتدل بجلستها فوق الارض..

.."..وعليكم السلام......ايوة يالوزة ......

الحمد لله...مالك يابت ..خالي صلاح ماله .."...

..اجابتها عزة بلهفة ..

.."..خالك صلاح هيقعد في القاهرة كام يوم ..وعايز يمشي يقعد في لوكاندة ..امي قالتله انه ممكن يقعد في بيتك وانتي مش هتمانعي اكيد ..بس هو مصمم ..كلميه انتي اللهي تنستري..بس اوعي تقوليله اني قلتلك حاجة .."....هزت ايمان راسها وقالت مسرعة ..

.."..طب اقفلي ياختي وانا هكلمه ..اقفلي بقى..خلاص يابت مش هقوله انك بلغتيني .....اقفففففلي.."..

..اغلقت ايمان الهاتف وقالت لعمتها ..

.."..بت رغاية اوي ..بس بموت فيها ..هكلم ابو صلاح الاول وبعدين احكيلك .."..

..نقرت ايمان بأصابعها فوق الشاشة ثم قالت فور الاجابة من الطرف الاخر ..

.."..الووو...ايوة ياخالي ..بص بقى يابطل الابطال.. من غير هري ومناهدة وفرهدة..انت تاخد مفتاح شقتي من خالتي تهاني وتقعد فيها المدة اللي انت عايزها ..ووالله لو قلت لا ..لا هتكون خالي ولا اعرفك ..انا بقولك اهو......لا يا خالي مافيش نتفاهم وبجد هزعل..انا قلت اللي عندي..مات الكلام ...سلام يابطل.."..

..وقبل ان تنطق صدح رنين هاتف زهرة فاجفلت واشارت لعمتها بان تجيب بسرعة وهي تقول..

.."..ردي ياعمتي ليكون الباشا .."..

..وبالفعل كان ابراهيم يتصل بعمته ليبلغها بانه قد وصل سالما وانه بطريقه الان للفندق ..اجابته زهرة قائلة..

.."..حمدالله ع السلامة حبيبي .."..

..سألها ابراهيم متلهفا ..

.."..هي جمبك ياعمتي وتليفونها معاها.."..

..اجابته وهي تنظر لوجه ايمان ..

.."..ايوة .."..

..هز ابراهيم رأسه وقال بعد ما ارتسم الحزن بملامح وجهه لتجاهلها اياه وعدم اتصالها به للإطمئنان عليه ..

.."..اوك ياعمتي ..سلام وهبقى اكلمك.."..

..ارادت زهرة اللحاق به قبل ان يغلق لتقول ..

.."..طب مش عايز تكلم..........."..

..نظرت زهرة للهاتف ثم وضعته فوق اذنها مرة اخرى وهي تقول..

.."..الو ..ابراهيم..الو...."..

..تلكئت بكلماتها وهي تهرب بعينيها عن تلك التي تحدق بها وقالت..

.."..الخط قطع ..ممكن يكون دخل في مكان مافيهوش شبكة .."..

..نظرت ايمان ارضا وظلت تحرك هاتفها بدون ادراك منها وقالت بصوت حزين ..

.."..شوفتي ..مش عايز يكلمني .."..

..هبت لتقف وتستطرد قولها بعصبية ..

.."..اصلا انا مش عايزاه يكلمني ولا اكلمه ولا اكلم اي حد .."..

..هبت زهرة بدورها وقالت بصوت حازم قبل تخرج ايمان من الغرفة ..

.."..استني هنا يابنت .."....تسمرت ايمان بمكانها وهي تقول بضيق ..

.."..نعم ياعمتي .."..

..زفرت زهرة وتخصرت وهي تقول ..

.."..وبعدين بقى في دماغك الناشفة دي ..تعالي هنا .."..

..استدارت ايمان واتجهت اليها بخطوات تدب الارض من تحتها وقالت بتأفف وهي تقف بقبالتها..

.."..اديني وقفت اهو ..خير بقى.."

..وبصوت حاد وبملامح وجه جامدة قالت زهرة والصرامة تشوب صوتها..

.."..حالا تمسكي تليفونك وتتصلي بجوزك عشان تتطمني عليه.."..

..هتفت بها ايمان باعتراض ..

.."..بس ياعمتي.."..

..صاحت بها زهرة بحزم وهي تشير لها بيدها ..

.."..انا قلت حالا ياايمان .."..

..اغتاظت ايمان من حزم وقوة عمتها فلم ترد ان تغضبها وجزء خفي منها كان يهفو لسماع صوته فرفعت هاتفها امام وجهها وضغطت فوق شاشته ..حتى ظهر اسم الباشا امامها ..فنظرت لعمتها التي اومأت لها لتتابع ماتفعله ..تنهدت ايمان بيأس وضغطت فوق اسمه ووضعت الهاتف فوق اذنها لتسمع رنين تتمنى ان ينتهي بسماع صوته..

..واثناء ذلك كان ابراهيم ينظر للطريق الجانبي وخاصة للبحر ولونه الازرق الجميل وموجاته القوية والتي تشبه في تلاطمها بضربات قلبه التي تهفو لسماع صوتها..صوتها الذي اعتاد عليه منذ اليوم الاول الذي رأها فيه ..ابتسم للبحر وهو يهز رأسه ويهمس لنفسه بتعجب ..بأنه كيف لتلك الصغيرة المشاغبة المختلفة ان تهز كيانه وقلبه ..ماهي نوع القوى التي تتمتع بها..افاق من هذا الاستجواب لقلبه على صوت رنين هاتفه ..لينظر اليه فتتسع ابتسامته فوق شفتيه وتضيق عينيه التي التمعت فجاة ..اسرع بوضع الهاتف فوق اذنه وهو يقول بصوت هادئ عكس ضربات قلبه  ..

.."..الو.."..

..اغمضت ايمان عينيها عند سماع صوته ولكنها تذكرت انه لم يتصل بها ففتحت عينيها وصاحت به ..

.."..بص عشان تبقى عارف ..انا عمتي هي اللي فضلت تزن عليا عشان اتصل عليك واهي واقفة على دماغي وبتبصلي جامد ..شوية اهي وهتتحول ..لكن لو عليا وبعد الهبدة اللي هبدتهالي وتهديدك ليا انا مكنتش اتنيلت اتصلت..عشان ياباشا انا متهددش ..وبص ..قصدي بس اهو بقى اللي حصل ..يعني في الاول والاخر اهو الواحد إنسانيتآ مني يطمن عليك ..مانت ابن عمي بردو و......."..

..كان يستمع اليها والابتسامة لا تفارق شفتيه حتى قاطع استرسال صياحها العابث وقال بصوت هادئ ...."..

ابن عمك..وجوزك..وحبيبك..ووحشتيني الساعة دي يامنيتي.."..

..تسمرت ايمان مكانها بعد ان اصابتها الحازوقة فرمشت عدة مرات وقالت بصوت مرتعب..وبتلعثم واضح وهي تمد بهاتفها ناحية عمتها..

.."..دا ..دا بيقولي انه ..انه جوزي.."..

..صدحت ضحكات عمتها عاليا وهي تقول بنبرة صوت ساخرة..

.."..بجد ..مكنتش اعرف..طب يالا كملي كلام مع جوزك .."..

..وببطئ شديد عاودت وضع الهاتف فوق اذنها بيد ترتعش فتنحنحت حتى تنجلي حنجرتها وقالت بصوت مبحوح ضعيف..

.."..آ آ ...انااا..."..

..ضحك ابراهيم بصوت عال وقال ..

.."..كان نفسي تكوني قدامي دلوقتي ..كنت خليتك تنطقي ..تعبتيني يا بنت عمي.."..

..اشارت لنفسها بأصبعها وقالت ببلاهة ..

.."..انا تعبتك ..بعد الشر عليك من التعب ..والله مااقصد.."..

..نظر ابراهيم لأعلى وتنهد بأريحية واسرع بقوله..

.."..واخيرا..اهي بدأت تندع ..ايوة يامنيتي مانا عارف انه مش قصدك ..وانا اللي بقولك ياستي إتعبيني براحتك ..انا موافق..بس سؤال ..هو انتي لسة زعلانة مني .."..

..اسرعت ايمان بقولها بكل ثقة ..

.."..انا زعلانة منك ..ليه..هو حصل ايه.."..

..عاودت صوت ضحكات ابراهيم تصدح وكانها نغمات موسيقية تدغدغ اذنها ..فقال لها ..

.."..محصلش حاجة..المهم انك وحشتيني ..مش هتقوليلي وانت كمان ياابراهيم وحشتني ..ولا انا موحشتكيش.."..

..وباضطراب رمت ايمان الهاتف لعمتها وهرعت بالهروب كارنب مذعور من الغرفة فلم يكن باستطاعتها تحمل كل هذه العواطف والتي ولاول مرة بحياتها تهاجمها بهذا الشكل..لم  تعر لنداء عمتها اهتمام او اجابة وهرعت لغرفتها وتغلقها باحكام..

..وضعت زهرة الهاتف على اذنها لتستمع لابراهيم الذي ظل يكرر اسم ايمان ..وهل هي مازالت معه على الخط ام لا..اجابته زهرة وهي تضحك..

.."..انت قلتلها ايه خليت وشها يلون وتهرب على اوضتها.."..

..قال وهو يتنهد بيأس..

.."..ولا حاجة ياعمتي انا بس ربنا رزقني بواحدة مجنونة قدام الناس عاملة عنتر وبكلمة حلوة تهرب زي الفار ..المهم خلي بالك منها ..ولو حصل اي حاجة كلميني ..سلام ياعمتي .."....وبعد عدة ساعات وبعد ان خيم الليل كانت ايمان تجلس فوق فراشها بعد ان افاقت من تلك الحالة التي انتابتها وجعلتها تبتسم كالبلهاء وهي تحتضن وسادتها ..ظلت تزفر وتتأفف من شعور ها بالملل والضيق ترددت كثيرا لكي تهاتف زوجها ولكن خوفها هو من انتصر بالنهاية ..فهاتفت عزة التي اجابتها قائلة بصوت ناعم ..

.."..ازيك يامانوش.."..

..رفعت ايمان حاجبها وقالت بنزق..

.."..ايه المياعة دي يابت مالك ..ومن امتى بتقوليلي يامانوش ..صلاح بس اللي بيناديني كدة .."..

..تنهدت عزة وهي تقول بنبرة ناعمة يبدو انها التزمت بها بعد عودتها من امام باب شقة ايمان هي واخيها الصغير بلاطة ..

.."..ايوة مانا عارفة..مانا لقيت ان الاسم اللي بيناديكي بيه سي صلاح حلو اوووي.."..

..صاحت بها ايمان بصوت عصبي وقالت..

.."..اتعدلي يابت انتي وقولي في ايه ..انتي اصلا بتعملي ايه دلوقتي .."..

..اجابتها بصوت هادئ هذه المرة ..

.."..في ايه مالك ياايمان ..كنت بقرا قصة من على النت .."..

..التوت شفتي ايمان بامتعاض وقالت ساخرة ..

.."..من امتى ياختي الثقافة دي ..قصة ايه ان شاء الله.."..

..اجابتها عزة وهي تبتسم خجلا ..

.."..قصة اسمها فتوة قلبي ..البطل فيها فتوة الحارة وتحسيه كدة فيه شبه من سي صلاح ..بس ياخسارة .."..

..اجابتها ايمان وهي تمط شفتيها ..

.."..خسارة ليه يانحنوحة.."..

..ردت عزة بعد ان تنهدت بحزن ..

.."..المؤلفة مكملتهاش ..واقفة عند المشهد 23 ..كان نفسي اعرف واكمل بقية الحدوتة واعرف حصل ايه لما البت اسماء البطلة لقت نفسها بقدرة قادر كدة بقت مرات سي عامر البطل.."....تمتمت ايمان بكلمات الاستغفار وقالت بنزق ..

.."..والمؤلفة وقفتها ليه انتحرت ولا طفشت من وشك..الاول تعالي هنا قوليلي من امتى بتقري حواديت ..انتي اخرك بتقري حظك اليوم .."..

..اعتدلت عزة فوق فراشها وقالت بعد ان ارتسم بملامحها بعض الجدية..

.."..اصل سي صلاح قالي ان القراية مهمة للبني ادم عشان .....عشان.....ياخيبتي القوية نسيت عشان ايه ..المهم انه قالي ان الكتاب صاحبه..وصاحب مهم جدا كمان وانه بيساعده عشان يفهم الدنيا اكتر.."..

..جلست ايمان فوق ركبتيها وهي تقول متسائلة ..

.."..دا انتو حكيتو مع بعضيكو بقى وشكل القعدة كانت حلوة ..دا انا هاكسر دماغك .."..

..اسرعت عزة بقولها ..

.."..والله العظيم ابدا ولا قعدنا ولا حاجة ..دا انا اخدت الواد محمد وخبطنا على باب شقتك عشان نديله صينية العشا ..ولما فتحلنا كان في ايده كتاب ..فسألته بتقرا ايه ..وبس مكملناش تلات دقايق والله ياايمان ومشيت على شقتنا بسرعة عشان امي نبهت عليا ...و...وبس .."..

..تنهدت ايمان وقالت بصوت قوي ..

.."..عزة انتي اختي ..وصحيح هو خالي ..بس بردو خافي على سمعتك ومتخليش حد يتكلم عليكي ..وصواني الاكل اللي يوديها بلاطة ..واتقلي شوية ..كاتك خيبة.."..

..اسدلت عزة اهدابها بعد ان رمشت عدة مرات وقالت ..

.."..حاضر ..انا بكرة الصبح ان شاء الله هروح الشركة عشان اقدم الورق بتاعي للباشا .. هلاقيكي هناك صح .."..

..وبملامح جامدة اجابتها ايمان..

.."..لا مش هتلاقيني انا مش هروح ..عشان الباشا كمان اصله سافر انهاردة ..بس متقلقيش انا هبلغ البت ليلي تاخد منك الورق.."..

..تلهفت عزة لسماع المزيد وتسائلت..

.."..سافر ..طفشتيه يابنت اسطى احمد ..احسن تستاهلي ..عشان مخك اللي عامل زي ماتور العربية الخربان .."....رفعت ايمان انفها بشموخ وقالت بصوت قوي ..

.."..لا ياختي ماطفشي ..دا سافر عشان يقابل ناس اجنبيين ..بس كلمني في التليفون وقالي كلام ..كلام حلو من بتاع النحانيح.."..

..ضحكت عزة بصوت عال وتلهفت اكثر لسماع ماقاله فسألتها مسرعة ..

.."..قال ايه ..ها ..قالك ايه انطقي .."..

..اصدرت ايمان ضحكة خافتة وهي تتلاعب بطرف بلوزتها ..وقالت ..

.."..لما اشوفك هقولك ..سلام بقى لحسن حسيت اني جعانة ..طلبوني اتعشى وانا ساعتها مرضيتش ...سلام ..سلمي على خالتي تهاني .."..

..اسرعت عزة بقولها قبل ان تغلق ايمان هاتفها..

.."..استني ياإيمان اوعي تنسي فرح كريمة بنت عم صابر بكرة ..اوعي متجيش لحسن تزعل .."..

..ردت ايمان..

.."..طبعا هاجي ان شاء الله ..ولو اني مش عايزة عشان خاطر الواد محمود اخو خطيبها .."..

..اجابتها عزة بقوة..

.."..محمود ايه اللي تعمليله حساب ..كريمة صاحبتنا من زمان ولازم نعمل معاها الواجب ..لازمن تحضري لحسن اهل الحارة يقولوا انك اتكبرتي عليهم بعد ما ربنا رزقك من وسع .."..

..هزت ايمان راسها بالايجاب وهي تقول..

.."..ماشي يالوزة هحضر ..سلام ..تصبحي على خير.."..

..اغلقت ايمان هاتفها ووثبت من فوق فراشها لتخرج من غرفتها متجهة الى المطبخ ..

..وضعت هاتفها فوق طاولة المطبخ فاصبحت منذ مكالمة ابراهيم وهي حريصة على لصق هاتفها بيدها طوال الوقت ..فتحت بالبراد واخدة تبحث بعينيها عن ماتشتهيه لتأكله ..وما ان بدات بالتحضير حتى شهقت بصوت عال عندما فاجئها مراد بصوت خافت ليفزعها بقوله ..

.."..بتعملي ايه عندك.."..

..استدارت وهي تمسك السكين بيدها لوجه مراد الذي فزع من النصل الذي كاد ان يجرح وجهه..

صرخت به ايمان ..

.."..حد يخض حد كدة .."..

..ضحك مراد وهو يرفع يديه استسلاما لها وقال وهو يتراجع للوراء..

.."..اسف ..اسف ..بس قلت احسن طريقة عشان اصالحك اني اخضك .."..

..التوت شفتيها وقالت بوجها ممتعض الملامح ..

.."..ياعم ولا تصالحني ولا اصالحك ..عادي يعني محصلش حاجة .."....ظلت الابتسامة على وجه مراد وقال وهو يجلس امام الطاولة ..

.."..انا بجد اسف اني انفعلت عليكي ياايمان ..انا عرفت حصل ايه بالظبط من ابراهيم .."..

..هزت ايمان راسها بالايجاب وهي ترد بابتسامة..ثم استدارت لتكمل ما كانت تفعله وسمعت قوله..

.."..انتي بتعملي ايه.."..

..اجابته وهي تضع قطعة من الجبن مابين طرفي قطعة الخبز ..

.."..بوضب شندويتشات عشان احطها في الصندوق الاسود .."..

..تقطب جبين مراد وقال متعجبا ..

.."..صندوق اسود ..دا ايه دا.."..

..اشارت ايمان بالسكين لجهاز الميكروويف وقالت.. 

.."..ده يافكيك ..عشان الجبنة تسيح جوة الرغيف .."..

..ضحك مراد وقال ..

.."..ليه بتعملي بنفسك ..ماتصحي حد من الخدامين.."..

..استدارت له وهي تنظر له شزرا وقالت ..

.."..اصحي الناس الشقيانة طول النهار من نومها عشان اكل .. خلاص مافيش اي دم خالص كدة .."..

..رفع مراد يديه استسلاما للمرة الثانية وهو يقول ..

.."..خلاص ..خلاص..انا اسف ..طب ممكن تعمليلي معاكي سندويتش الصندوق الاسود لو سمحتي .."..

..رفعت راسها واعطته ظهرها وقالت ..

.."..ممكن ..هعملك واحد جبنة سايحة وواحد سكلانس .."..

..رفع مراد حاجبه يأسا من كثرة عدم فهمه لما تقوله فرفع اصبعه وكانه تلميذ يرجو من معلمه شيء ما وقال..

.."..ممكن افهم ايه هو السكلينس دا لو سمحتي .."..

..لم تنظر اليه ايمان وقالت بعد ما ان التوت شفتيها ..

.."..جاهل ..بس هقولك واكسب فيك ثواب ..السكلانس دا ..شندويتش قنبلة ..قشطة ومربي وعسل وحلاوة ..بس انا بقى اخترعت عليه حاجة جديدة احلى واطعم .."..

..اتسعت عيني مراد عن اخرها عندما ذكرت محتويات الشطيرة القنبلة وتسائل ..

.."..اخترعتي ايه بقى حضرتك.."..

..استدارت ولوحت له بسكينها بتعالي وقالت ..

.."..بدل الحلاوة حطيت موز ..حاجة بقي قنبلة القنابيل .."..

..لوح مراد لها بيده بالرفض وقال بصوت مرتعب..

.."..لا ..لا ..شكرا ..كفاية عليا ساندويتش الجبنة السايحة .."..

..مالت ايمان براسها وهي تقول 

.."..زي ماتحب .."..

..امسك مراد هاتفه وفتح تطبيق الفيس بوك وضغط فوق صفحة احد رجال الاعمال الامريكين ليصدح صوته عاليا وهو يقول مهللا ..

.."..اوباااا ..صارووخ ..يابختك ياابراهيم ..ياريتني انا اللي كنت سافرت .."....اغلقت ايمان باب الميكروويف بعد ان وضعت بداخله الشطائر وضبطت ازراره كما علمتها دادة فاطمة ..وقالت وهي تلتفت لمراد ..

.."..بتقول ايه انت ..صاروخ ايه.."..

..وقف مراد وتقدم ناحيتها ليريها ابراهيم جالسا داخل مطعم الفندق وبجانبه فتاة امريكية صارخة الجمال بشعرها الاصفر الطويل وعيونها الزرقاء  مرتدية فستان سهرة عاري الكتفين تميل ناحية ابراهيم الذي كان جالسا متحفظا بابتسامة باهتة فوق شفتيه ..ارتج صدر ايمان وهتفت بغضب ..

.."..هو الباشا رايح اجتماع شغل ولا رايح يتسرمح مع السايحات في الكباريهات.."..

..رجع مراد لكرسيه وقال وهو مستغربا لما هتفت به ايمان ..

.."..كابريهات ايه ياايمان ..دا مطعم الفندق اللي نازل فيه واللي معاه دي شريكة من ضمن الشركا الاجانب ..انتي ماشوفتيش بقية الشركا اللي قاعدين معاهم..دا اسمه عشاء عمل .."..

..بالفعل لم ترى ايمان أي احد اخر الا تلك الفاتنة التي تميل ناحية زوجها ..

ظلت سارحة وبداخلها بركانا من الغضب وخيالات تضرب براسها عن ماذا يفعل زوجها الان مع تلك الامريكية..لاح لها مراد ليده لتفق من شرودها وقال ..

.."..ايمان ..الميكروويف بيصفر ..انتبهت له واستدارت لتخرج الشطائر التي فقدت شهيتها لالتهامها ...سمعت رنين هاتفها القابع فوق الطاولة فقال مراد ..

.."..ايمان ..ابراهيم بيتصل.."..

..قالت له ايمان بصوت جامد ..

وهي ترص الشطائر فوق طبقين ..

.."..رد عليه انت عشان مش فاضية .."..

..ابتسم مراد بخبث وامسك بهاتف ايمان واجاب بتهكم ساخرا..

.."..الوو يابن عمي.."..

..هب ابراهيم واقفا من فوق كرسيه القابع بشرفة غرفته بعد ان شعر بالقلق ..وهتف بصوت عال..

.."..مراد..بترد على تليفون ايمان ليه..مالها جرالها حاجة ..انطق.."..

..صدحت ضحكات مراد عاليا وقال ساخرا وهو يضع قدمه فوق الاخرى..

.."..مكنتش اعرف انك قلبك ضعيف كدة ياوحش..ايمان بخير واقفة قصادي اهو بتحضرلي العشا ..عشان نتعشا سوا في المطبخ .."..

..تقطب جبين ابراهيم وهو يصيح..

.."..نعم ..بتحضرلك العشا..هي فين إداهاني اكلمها .."..

..وضعت ايمان الاطباق فوق الطاولة وملامح وجهها مازال الجمود يفترشه بوضوح ..مد مراد يده بالهاتف لها وقال بصوت ماكر ..

.."..ابراهيم عايزك.."..

..زفرت بضيق واخذت الهاتف وقالت على مضض وهي تضعه فوق اذنها ..

.."..افندم ..خير ان شاء الله.."..

..هدر ابراهيم بصوت غاضب وهو يقول ..

.."..انتي عندك بتهببي ايه .."..

..تخصرت بيدها الثانية وقالت ساخرة وبصوت حاولت ان يكون ناعما..

.."..هاكون بعمل ايه يعني ..بنصطاد عصافير من ع الشجر ..بتعشى انا وابن عمي مراميرو.."....ضحك مراد بصوت عال 

..ضاقت عيني ابراهيم وارتعشت نواجذه من الغيظ وهدر بها..

.."..قسما بالله ان ماطلعتي اوضتك حالا دلوقتي لاهاجي اكسر دماغك انتي والزفت مرمر اللي قاعد معاكي دا.."..

..قالت بصوت هادئ..

.."..انا كدة كدة كنت طالعة .."..

..استطردت قولها وهي تنظر لمراد وتضع الطبق الخاص به امامه  ..

.."..اتفضل يامرمر ..بالهنا والشفا على قلبك..يارب يعجبك..."..

..هدر بها ابراهيم بغضب حتى انها شعرت بصوته يكاد ان يخترق طبلة اذنها..

.."..بتجنيني ..ماااشي ياايمان ..اقسم بالله لما اشوفك ..اطلعييي على اوضتك سااامعة.."..

..لم تستطع ان تكبت بداخلها الغيط والغضب منه اكثر من ذلك فهتفت به وصوتها العال يصدح بالارجاء ..

.."..انت ليك عين تحلف عليا وتهددني ..خليك مع السايحة الامريكانيانة بتاعتك اللي لابسة من غير هدوم يامؤدب يا محترم..قال رايح تشتغل قال.....انا هقفل ومتكلمنيش تاني ..ومن غير سلامو عليكو كمان.."..

..اغلقت ايمان هاتفها وصوت لهاثها العال هزم صوت ضحكات مراد الذي قال من بين ضحكاته..

.."..انا كنت هخرج اسهر برة مع اصحابي ..بس كويس اني مخرجتش عشان مفوتش عليا المشهد التحفة دا .."..

..اصطكت اسنانها من شدة الغيظ فامسكت بشطيرته ووضعتها فوق طبقها وهدرت به ..

.."..مشهد موتك على ايدي قريب ان شاء الله ..وهات الشندويتش دا.. خسارة فيك ..ومن غير تصبح على خير انت التاني.."..

..خرجت ايمان من المطبخ وهي تتمتم بغضب ..

.."..رجالة عايزة الحرق .."..

..لصيح بها مراد..

.."..طب حتة من شندويتش الصندوق الاسود ..انا ابن عمك بردو.."..

..واثناء ذلك كان ابراهيم يحدق بهاتفه عندما اغلقته بوجهه تلك المجنونة ..جلس فوق كرسيه فضرب فخذه بقوة ..ثم هب واقفا مرة اخرى ونظر بهاتفه ليتصل بمراد الذي هتف به 

.."..ايمان لسة قاعدة عندك .."..

..اجابه مراد مبتسما ..

.."..لا طلعت اوضتها اول ماقفلت السكة في وشك.."..

..اسرع ابراهيم لسؤاله..

.."..ايه اللي خلاها تقول كدة ..ماهو اكيد انت عارف او بالاصح انت ليك يد في الموضوع.."..

..اعتدل مراد فوق كرسيه باريحية وقال ..

.."..دايما كدة ظالمني يابن عمي..كل الحكاية اني وريتها صورتك وانت قاعد جمب ليزا شريكتنا الامريكية اللي نزلتها وهي بتقول عشاء عمل مع شريكنا المصري الوسيم .."..

..سب ابراهيم مراد بصوت عال غاضب..فرد مراد متهكما بصوت هادئ ..

.."..انا مش هرد عليك عشان انت اكبر مني وانا واحد متربي .."..

..فهدر به ابراهيم..

.."..انا اللي هربيك بجد بس لما ارجع.."..

..اغلق ابراهيم الهاتف بوجه مراد وحاول الاتصال بايمان ولكنه وجده مغلقا ..فزفر بضيق ورمى بهاتفه فوق المنضدة الزجاجية الصغيرة..تخصر ووقف امام سور شرفته ينظر للبحر ..استنشق هواءه ليملأ صدره حتى يهدأ قليلا ..وفي خضم ذلك التوت شفتيه بابتسامة جانبية عندما تذكر ماهدرت به بغضب جراء شعورها بالغيرة الشديدة عليه من ليزا ..فهمس لنفسه وهو يهز رأسه..

.."..مجنونة .."....دلف لغرفته بعد محاولات عدة فاشلة للاتصال بها..بدل ملابسه ورقد فوق فراشه ناظرا للسقف وردد لنفسه والابتسامة تزين وجهه ..

.."..ماشي يااسطى ايمان .."....

..اغمض عينيه بعد أن غلبه النعاس متمنيا ان يحلم بها بين يديه راضية دون عناد او مقاومة خرقاء..

..وباليوم التالي حاول ان يتصل بها دون جدوى حتى بعد تشغيل هاتفها ..لتضعه في القائمة السوداء ..حاول ان يسيطر على نفسه ليستطيع متابعة اجتماعه مع شركائه الجدد وتوقيع العقد معهم ..

..حاول ان يتحدث معها عن طريق العمة زهرة ولكنه سمعها تهتف بصوت عال لعمتها ..

.."..مابكلمش حد خليه سايح مع السايحة.."..

..زفرت العمة زهرة من كثرة اتصالاته وقالت له ..

.."..عارف لو اتصلت بيا تاني يا ولد..هبلكك ..تعبتولي اعصابي انت والمجنونة بتاعتك ..لما تيجي اتفاهم معاها ..انا ماليش دعوة .."..

..واغلقت الهاتف بوجهه هو الاخر ..كاد ان ينفجر بموظف الاستقبال بالفندق عندما سأله عن كارت فتح باب الغرفة ..ليجد بالنهاية انه نسى اين وضعه ..كاد ان يفقد اعصابه فقرر انهاء الاجتماعات سريعا حتى لو تمت تلك الاجتماعات لوقت متاخر ولو للفجر..

..واثناء ذلك كانت ايمان تعيش تلك الحالة العصبية..فكانت تنتقل بين غرفتها وغرفة جدها وحتى المطبخ وهي تتحدث مع نفسها لدرجة ان دادة فاطمة اتسعت عينيها عندما راتها تقف امام المرآة الكبيرة الموجودة بالبهو الداخلي للفيلا تفتح ازرار بلوزتها لتكشف كتفيها وتهز راسها ليتأرجح شعرها يمينا وشمالا ..وبعد ان افاقت لنفسها عاودت غلق ازرار البلوزة وهي تقول ..

.."..بلا قلة ادب.. "..

..مر اليوم بمشاحنات خفيفة بينها وبين عمتها وعندما اقترب المغيب ..ارتدت فستان لونه ازرق مزين اطرافه بخيوط ذهبية رقيقة يحدد خصرها بملامح ناعمة حزام رفيع لونه ذهبي ايضا ..  استأذنت ايمان من جدها لتذهب الى الحارة لحضور حفل زفاف صديقة لها ..اذن لها جدها بذلك بعد فاجئها بسؤاله إن كانت اخذت موافقة زوجها ام لا ..فقالت له بعد ما قبلت وجنته..

.."..طالما مكتوب كتابنا بس ياجدي ..يبقى الاذن اخده منك انت بس يا حبيبي..وهو بعد الجواز وعليك خير..دا اذا حصل ..اشوفك لما ارجع عشان نتفرج ع الفيلم الرعب اللي جاي بالليل سوا...."....خرجت من غرفة جدها فرآها مراد الذي اصدر بشفتيه صفيرا تعبيرا منه لاعجابه بمنظرها فقال..

.."..ماظنش ان ابراهيم جاي انهاردة ..يبقى لابسة الفستان الشيك دا لمين .."..

..رفعت حاجبها وقالت بصوت حاد..

.."..ومين قالك انه حتى لو كان جاي انهاردة او اي وقت كنت هالبسله حاجة استقبله بيها ..كفاية عليه الاجانب اللي مش لابسين من اصله .."..

..ضحك مراد وقال عندما وقف بقبالتها ..

.."..اومال ايه ..لابسة كدة و رايحة فين .."..

..اجابته وهي تضع خصلة من شعرها وراء اذنها المزينة بقرط من اللؤلؤ ..

.."..رايحة فرح شيعبي في حارتنا.."..

..ظهر التعجب بملامح مراد وقال..

.."..شيعبي ..اسمه فرح شعبي.."..

..هزت ايمان راسها يمينا ويسارا وقالت  بثقة..

.."..ياجاهل ..اسمه شيعبي عشان يخصني ..تبعي وتبع اهل حارتي..الشعبي التاني..دا فرح غريب مش تبعنا.."..

..ردد مراد مسرعا بنزق..

.."..ياسلاااااام .."..

لتجيبه بحسم..

.."..اومال انت فاكر ايه..سلام بقى ..اسطى اؤمؤم هيوصلني ويرجعني.."..

..منعها مراد من التقدم وقال..

.."..ياريت لو تسمحيلي اروح معاكي الفرح الشعبك دا ..ممكن ياايمان .."..

..ضاقت عيني ايمان وكانها تفكر بأمر جلل ثم قالت ..

.."..ماشي مايضرش ..تعال معايا .."..

..كانت عمتها زهرة تستمع لحديثهما واطمئنت لذهاب مراد معها وصاحت بهما قبل خروجهما من الباب ..

.."..متتأخروش .."..

..ليجيب كل منهما بصوت واحد ..

.."..حاضر ياعمتي.."..

..لم يستطع ابراهيم الصبر اكثر من ذلك فاتصل بعمته وهو يقول بصوت هادئ..

.."..انا عارف انك زهقتي من كتر اتصالاتي ..بس صدقيني هي المرادي وبس ..اديني ايمان اكلمها وقوليلها انها لو مرديتش ..هاجي اكسر دماغها والمرادي بجد .."..

..التوت شفتي العمة زهرة وهي تقول..

.."..مافيش داعي لتكسير راس حد..مراتك راحت فرح واحدة صاحبتها وخدت مراد معاها..لو عايز تكلمها ..كلم مراد .."..

..لم يستطع ابراهيم فهم ماقالته عمته لانه قد فقد تركيزه بعد جملة ذهاب مراد معها لزفاف صديقتها وقال بصوت جامد ..

.."..قولي تاني كدة ياعمتي ايمان مراتي فين ومع مين ...."..


 فصل كبير اهو تعويض اليومين ...انجوى ياحوريات

#افكار_مطرقعة

#عروستي_ميكانيكي

بقلم سما نورالدين


المشهد 32


..تاففت العمة زهرة وقالت ..

.."..ابراهيم..وبعدين ..قلتلك راحت مع مراد فرح صاحبتها ..وتقريبا الفرح في المكان اللي كانت عايشة فيه..يالا ..سلام "..

..ارتفعت وتيرة سرعة انفاس ابراهيم وصدره بدا في الصعود والهبوط بشكل واضح ..نظر للهاتف واخذ نفسا عميقا ليتسع صدره الذي ضاق وكاد ان ينفجر من الغضب ..ضغط فوق اسم مراد وانتظر ليجيبه ولكنه سمع طرقات فوق الباب فأسرع يفتحه والهاتف مازال فوق اذنه ..وجد امامه ليزا تبتسم له بإغواء واضح وتحاول ان تدخل الغرفة ولكن جسد ابراهيم المتسمر بمكانه يمنعها من ذلك .. فقالت بصوت ناعم وبلغتها الانجليزية ..

.."..الن تدعوني للدخول ..لقد جئت لنحتفل سويا بمناسبة توقيع العقود بين شركتينا.."..

....واثناء ذلك كانت ايمان بالسيارة تنظر لجانب الطريق تهمس لنفسها بصوت حزين مسموع ..

.."..بيقول عليا حبيبته ولما يرجع هيطمني ..لو كان بيحبني صحيح مكانش غاب كل دا ..زمانه دلوقتي بيبلبط في البحر مع البت الخواجاية بتاعته..اللهي تغرقي فطسانة يابعيدة.."..

..انتفضت على اثر ضحكات مراد وهو يقول ..

.."..بلبط ايه بس ياايمان ..ابراهيم هناك مشغول جدا بجد ..مش بينام عشان يقدر يتمم اهم صفقة لشركتنا.."..

..تكتفت ايمان وهي تقول بطريقة طفولية ..

.."..صفقة اه ...صفقة ايه دي ان شاء الله اللي بيسهروا عشانها ويلبسوا عريان ..ويتصوروا..وعايشين حياتهم... انت هتضحك عليا يا مراد .."..

..ضحك مراد مرة اخرى وقال من بين ضحكاته ..

.."..اوووبس.. شكلك بتحبيه اوي وبتغيري عليه جامد .."..

..التوت شفتيها جانبا وهي تقول بصوت حزين..

.."..مراد ..انا لا بحب ولا بتاع..انا بس عشان مراته قدام الناس ..محبش حد يقول عليا مش مالية عينه ..بس بعد مانطلق ان شاء الله يبقى حر ساعتها يعمل اللي هو عايزه .."..

..رفع مراد حاجبه ونظر لها متهكما وقبل ان يقوم بالرد عليها سمع صوت رنين هاتفه لينظر لشاشته ويقول بنبرة صوت عابثة ..

.."..شوفتي.. لسة اهو بنتكلم عنه..جيه يرد علينا ..بس للاسف الموبايل هيفصل شحن ..ارد عليه بسرعة وانبهه.."..

..اشاحت ايمان بوجهها ناحية زجاج نافذتها وكأنها غير مهتمة ولكن كانت جميع حواسها تترقب وبقوة تلك المكالمة..

..وضع مراد الهاتف بالحامل الخاص به بالتابلوه وضغط على وضع "المايك" وقال بحماس وبصوت عال ..

.."..كنا بنتكلم عليك حالا يابطل .."..

..حافظ ابراهيم على ثباته أمام ليزا واشار لها بالانتظار لكي يتكلم بالهاتف فقال بصوت جامد لمراد..

.."..من غير ولا كلمة تاخد الهانم اللي معاك وترجعوا البيت ..."..

..التفتت ايمان برأسها وارتسم الغضب بملامحها في حين تعجب مراد وردد متسائلا..

.."..نرجع البيت ..في ايه ياابراهيم مالك.."..

..لم يستطع ابراهيم كبح لجام غضبه فصاح بصوت عال وابتعد عن الباب ..

.."..هو ايه اللي مالي..الكلمة اللي قلتها تتنفذ ..والهانم مراتي اللي خرجت من غير اذني حسابي معاها بعدين.."..

..مالت ايمان بجذعها ناحية الهاتف وهي تصيح غاضبة..

.."..حساب...حساب ايه يابو حساب..انت مالكش حاجة عندي..انا اخدت اذن من الكبير بتاعنا واللي هو جدي وبس ..انت حايالله ابن عمي..زيك زي مراد..امين ياباشا.."..

..استغلت ليزا ابتعاد ابراهيم عن الباب ودخلت الغرفة واغلقت بابها ثم وقفت ونزعت عنها سترتها لكي تبقى بفستان قصير بحمالتين رفيعتين يكشف الكثير ..وقبل ان تقترب منه انتفضت بمكانها عندما هتف ابراهيم بصوت عال غاضب..

.."..انتي تخرسي خالص وتسمعي الكلام..انا حذرتك قبل كدة لكن ......."..

..توقف عن استرساله بكلماته الغاضبة عندما حاوطت ليزا كتفيه بذراعيها وهي تقول بصوت ناعم مسموع ..

.."..calm down..habibi.."..

..( اهدأ ..هبيبي..)..

اتسعت عيني ايمان وفغر فاهها باتساع اكبر وهي تحدق بشاشة الهاتف الذي انطفأ ضوء شاشته لنفاذ البطارية ..وبنفس هيئتها التفتت برأسها لتنظر لمراد الذي امتعضت ملامحه ولكنه ابتسم كالأبله وهو يقول ..

.."..دا...فصل شحن .."..

..صرخت به ايمان بكلمة ..

.."..سمعت.."..

..صرختها جعلته يميل بعجلة القيادة يمينا حتى كاد ان يصطدم بسيارة تسير بجانبه ..ولكن ايمان لم تعر انتباها لما يحصل فعاودت صياحها .. 

.."..سمعت يامراد ..سمعت البت السايحة بتقوله ايه..بيكلمنا وهي قاعدة معاه ..بيخانقني وهي قاعدة معاه..بيزعق ويهدد وهي قاعدة معاه..وفي الاخر بتقوله ..كل تين ياحبيبي..بتقوله حبيبي ..سمعت يا مراد سمعت..بياكلوا تين مع بعض.."..

..حاول مراد ان يهدأ من روعها فقال بتلعثم ..

.."..ياايمان تين ايه اللي بياكلوه..هي بتقوله اهدى...عشان شافته متنرفز ..بس مش اكتر من كدة.."..

..صرخت به مجددا جعلته يغمض عينيه للحظة وهي تقول بصياحها العال..

.."..انت هتستهبلني..الاتنين قاعدين مع بعض..وبتقوله حبيبي ..ولا انت  انطرشت عند الكلمة دي ..بتقوله حبيبي اللي تنشك في معاميعها.. انا..انا لازم اطلق ..انا لما ارجع هاقول لجدي يطلقني منه ..بتاع السايحات المحترم.."..

..رفع مراد يده ولوح بها وهو يقول بصوت هادئ..

.."..إهدي ياايمان ..إهدي..اكيد الموضوع فيه سوء تفاهم ..انا عارف ابراهيم كويس ..انا دلوقتي هحط الموبايل في الشاحن ونتصل بيه عشان نفهم.."..

..انتفض مجددا على اثر صياحها العال ..

.."..اياك ..خلي موبايلك فاصل ..انا مش هكلم حد ولا اتفاهم مع حد انا بقولك اهو .."..

..ردد مراد ..

.."..ايمان..ماينفعش ..كدة ابراهيم هيتجنن علينا اكتر ..ولما ييجي انا وانتي هنقضي الليلة في ال morg ."..

..ضربت ظهرها بظهر كرسيها وقالت بصوت حزين غاضب..

.."..مايقدرش يعمل حاجة ..والبرج دا انا اللي هرمي نفسي منه لو جدي مطلقنيش منه ..الكداب الخاين بتاع الاجنبيات .."..

..هربت بوجهها للناحية الاخرى لكي لا يرى مراد دموعها الهاربة فوق وجنتيها ..ولكن مراد شعر بها وقال وهو ينظر لجانب وجهها..

.."..ايمان صدقيني ..ابراهيم مستحيل يعمل كدة ..ابراهيم بيحبك بجد ..انتي فاهمة الموضوع غلط ..تعالي نرجع البيت وهو هييجي ويفهمك اللي حصل بالظبط.."..

..مسحت دمعاتها وقالت بعناد واضح وبصوت هادئ وهي تنظر للطريق امامها..

.."..عايز ترجع ارجع انت ..انا هروح فرح صاحبتي وهابات في بيتي كمان ..لو مش عايز توديني ..وقف العربية على اي جمب وانا هنزل اخد تاكس.."..

تنهد مراد باستسلام وقال ..

.."..خلاص هوديكي ومش هرجع الا بيكي بردو ..ودا اخر كلام .."..

..وفي خلال كل ماحدث بسيارة مراد وفصل هاتفه..

..استدار ابراهيم بسرعة عندما شعر بذراعي ليزا تحاوطه و تطلب منه ان يهدأ ..ظل يردد بإسم مراد ثم نظر للهاتف ليعلم بأن الاتصال قد انقطع..

..نظر لليزا بحدة فأبتسمت واقتربت منه وقالت بلغتها وهي تلمس مقدمة قميصه باصابعها..

.."..لقد تعلمت كلمة عربية ..هبيبي ..ما رايك.."..

..امسك ابراهيم بيدها وابعدها عن صدره ثم تركها وقال بصوت حاد وهو ينظر لها نظرات نارية..

.."..ليزا..اخرجي من هنا..واعتقد اني سبق واوضحت لكي باني رجل متزوج..هيا اخرجي.."..

..ارتسم الضيق فوق ملامحها وقالت وهي تحاول ان تقترب منه ..

.."..ما بك ابراهيم لم تكن متحفظا تجاهي هكذا عندما كنت بأمريكا.."..

..قال ابراهيم بملامح وصوت جامد ..

.."..لم يحدث بيننا شيء بامريكا ..كنا نتحدث مثل أي شركاء حول العمل ..وانا الان اكثر تحفظا لاني كما قلت لك لقد اصبحت رجل متزوج ..ولن ارضى بأي شكل من الاشكال ان اجرح مشاعر زوجتي حتى ولو بغيابها ..فأرجو ان تتفضلي بالخروج قبل ان تتعقد الامور بيننا وتصل الى حد فسخ العقود بين شركتينا.."..

..زفرت بضيق وضربت الارض بقدميها وهي تمسك بسترتها وترتديها وقالت ..

.."..حسنا مستر ابراهيم ..ساخرج ..لم يخطر ببالي ابدا ان تكون فظا هكذا .."..

..ظل ابراهيم واقفا كالتمثال ينظر اليها نظرة ميتة حتى خرجت وصفعت الباب بقوة ..تنهد بغضب وعاود الاتصال بمراد ولكنه كاد ان يحطم هاتفه عندما سمع المجيب الالي بان الهاتف من الجائز ان يكون مغلقا او خارج نطاق الخدمة..اتجه للكومود وامسك بسماعة الهاتف الارضي وتحدث لموظف الاستقبال بالفندق وقال..

.."..احجزلي على اول طيارة نازلة القاهرة..عايز اكون في القاهرة خلال ساعة او اتنين بالكتير.."..

..اجابه الموظف .."..امرك يافندم .."..

..اغلق ابراهيم الهاتف وبدأ بتحضير حقيبته وهو يسب مراد الذي يحاول ان يتصل به دون جدوى ..

..كان مراد يرفع حاجبه عندما كانت تصف له ايمان المكان ..تجول بعينيه بين الاروقة الضيقة والمحلات المختلفة المصفوفة بجانب بعضها ..نظرت اليه ايمان بامتعاض وقالت ..

.."..هتفضل تتأمل كتير ..فاهم نفسك سايح انت كمان ..اركن هنا على جمب ..وانا هخلي عم اسماعيل صاحب الجراج يدخل بالعربية جوة .."..

..امتثل مراد لأمرها ليجد نفسه بالنهاية يسير بجانبها والبلاهة ترتسم فوق ملامح وجهه ويقول ..

.."..ال atmosphere هنا هايل جدا.."..

..التوت شفتي ايمان وهي تقول ساخرة ..

.."..ال ايه ياخويا ..امشي امشي هتفضحنا..بص يا مراد احنا داخلين على فرح معلمين يعني عايزاك تبان جامد كدة مش منحنح..امين يابني.."..

..هز مراد رأسه وهو يقول متسائلا ..

.."..امين مين .."..

..زفرت ايمان بضيق ورددت ..

.."..استغفر الله العظيم يارب ..خليك جمبي وخلاص يامراد .."..

..دخلت ايمان الحارة فارتسمت على وجهها ابتسامة باهتة عندما نظرت لأعلى فوجدت سطح الحارة بأكمله مغطى بالحبال الرفيعة المضيئة بالوان فضية لامعة واكتسى جانبي الحارة بالقماش العريض المزين بالخطوط الملونة بالوان زاهية..والكراسي ذات القماش الناعم وعلى نهايتها من الجانبين منضدة عريضة تحمل فوقها الكثير من الاطباق المغلفة والمملؤة باشهى اللحوم المشواة ..

..وكعادتها ايمان تلقت التحيات بصوت عال لم تستطع تفسيره بسبب صوت الموسيقي الشعبية العالية المنبعثة من المسرح الذي اقيم بنهاية الحارة ..تقدمت ناحية والد العروس الذي وقف واستقبل تهنئتها بابتسامة واسعة ..ثم سارت ناحية التجمع النسائي فجرت ناحيتها عزة بهرولة وهي تفتح ذراعيها لتحتصنها وتقول ..

.."..حبيبتي ..اخيرا جيتي .."..

..توقفت عزة عن الكلام عندما نظرت لعيني ايمان المغلفة بالدموع المحبوسة داخلها وبلونهما الذي اكتسى ببعض الاحمرار..

..اسرعت عزة بقولها وهي تتفحص وجه ايمان..

.."..مالك يا ايمان ..انتي كنتي بتعيطي .."..

..نظرت عزة لمراد الذي يقف بجانبهما وقالت بصوت حاد غاضب..

.."..الكابتن دا هو اللي مزعلك .."..

..اشار لها مراد بالنفي وقال ..

.."..ياانسة انا لا زعلتها ولا عملتلها حاجة .."..

..هزت ايمان راسها وقالت بصوت جامد..

.."..عزة وبعدين..انا لا كنت بعيط ولا حاجة ..انا عينيا انطرفت بس ..شوية وهتروق ..قوليلي خالي صلاح فين .."..

..مطت عزة شفتيها عن عدم اقتناع وقالت وهي تشير ناحية صلاح الجالس بعيدا وبجانبه الصبي بلاطة والشاب طيارة يتحدثان في امر ما..

.."..هناك اهو .."...

..ذهبت اليه ايمان فصافحها وقبل جبينها وقال وهو يتمعن بملامحها..

.."..ايمان ..مالك .."..

..رسمت ايمان ابتسامة فوق شفتيها بالقوة وقالت وهي تشير لمراد الذي كان ينظر لصلاح بتوجس نظرا لقوته الجسمانية وعضلاته الظاهرة بوضوح ..

.."..خالي.. دا مراد ابن عمي ..خليه قاعد معاكم النص ساعة دي ..لغاية ما اعمل الواجب مع العروسة ونروح على طول على الشقة لحسن حاسة اني تعبانة شوية.."..

..ضاقت عيني صلاح وسألها ..

.."..جوزك الجلف فين.. مجاش معاكي ليه.."..

..ردد مراد بامتعاض .."..جلف .."..

..تأففت ايمان وهي تقول ..

.."..مسافر ياخالي ..انا هروح اقعد مع الستات شوية لغاية مع العروسة ماتيجي.."..

..حاولت عزة ان تجعل الجو من حولهم مبهجا فصاحت وهي تصفق بكلتا بديها ..

.."..يالا ياايمو نستعد ..العروسة جاية في الطريق وعايزين اول ما تدخل الحارة انا وانتي بفستانك الحلو دا نرقص ونهيص قدامها.."..

..صاح بها صلاح بغضب ..

.."..هما مين دول اللي هيرقصوا ويهيصوا منك ليها .."..

..اجفلت عزة وقالت بصوت مرتعب ..

.."..متقلقش ياسي صلاح ..خلاص ايمان مش هترقص ..انا والبنات اللي....."..

..لوح صلاح لها بذراعه وصاح بها بصوت اكثر غضبا..

.."..مافيش حد منكم هيتحرك من مكانه ..انتو الاتنين هتقعدوا جمب الست تهاني واخركوا تصقفوا بس ..مفهوووم .."..

..تخضبت وجنتي عزة بالاحمرار وقالت وقلبها يتراقص بين اضلعها ..

.."..أمرك ياسي صلاح ..مش هتحرك من مكاني ..".. 

..تأبطت عزة بذراع ايمان وسارت بجانبها.. تكاد ان تقفز عاليا من فرحتها وهي تقول بجانب اذن ايمان ...

.."..سي صلاح بيغير عليا صح ..اوعي تنكري ..بيغير ورحمة ابويا بيغير عليا.."...

..التوت شفتي ايمان بابتسامة باهتة وقالت بصوت حزين..

.."..بيغير ياختي بيغير .."..

..ابتلع مراد ريقه بصعوبة عندما تركته ايمان بين الشاب طيارة وصلاح الذي كان ينظر له بترقب ..

..تنحنح مراد وقال ببلاهة وتلعثم واضح وهو يمد يده لمصافحة صلاح ..

.."..مراد ..ابن عم ايمان وابن عم ابراهيم كمان جوز ايمان ..رجل اعمال زي ابراهيم بردو .."..

..اصدر صلاح ضحكة خافتة وقال وهو يصافحه بقوة كاد ان يخلع كتف مراد من موضعه..

.."..أهلا..اتفضل .."..

..مسد مراد موضع كتفه وقال وهو يجلس بجانبه ..

.."..اهلا بيك ياكابتن.."..

..تهامست نسرين بين نساء وبنات الحارة الجالسة بوسطهم وقالت بامتعاض وهي تنظر بحقد لإيمان..

..".. من ساعة ماغيرت جلدها وهي كل شوية تختفي وتظهر معاها واحد شكل ..مرة خالي ..ومرة جوزي ..وياعالم المرادي جايبة معاها مين .."..

..انتفضت نسرين على اثر صوت الخالة تهاني الجالسة خلفها وهي تقول بصوت قوي ..

.."..عيب يانسرين يابنت الاصول اما تتكلمي على صاحبتك وبنت حتتك وتجيبي سيرتها بالغلط...ومش أي صاحبة ..لأ.. دي ايمان ..الاسطى ايمان ..اللي كل واحد في الحارة كبيرها قبل صغيرها عارف هي مين وبنت مين واخلاقها وتربيتها اللي زي حد السيف ..ولا انا غلطانة ياستات.."..

..تعالت الهمسات والهمهمات الغاضبة تجاه نسرين التي تلعثمت بكلماتها وهي تستدير بجذعها تواجه وجه الخالة تهاني الغاضب ..

.."..لا يا خالتي ..انا مقصدش والله ..انتي فهمتيني غلط ..ايمان دي صاحبتي و حبيبتي ..انا بس كنت بقول ياترى مين اللي معاها دا وفين جوزها ..كنت عايزة اطمن عليها ..بس كدة يا خالتي ..."..

..انضمت كل من ايمان وعزة لبقية نساء الحارة وجلستا بجانب الخالة تهاني التي ضمت ايمان بين ذراعيها وقبلتها بقوة وهي تقول بصوت مسموع ..

.."..ماشاء الله عليكي ياحبيبتي ..الله اكبر في عين اللي شافك ومصلاش على النبي ..."..

..التوت شفتي ايمان بابتسامة جانبية وهي تقول ..

.."..عليه الصلاة والسلام ياخالتي ..ايه مالك .."..

..ربتت تهاني فوق كتف ايمان وقالت..

.."..ولا حاجة ياحبيبتي ..اومال فين جوزك ..ومين اللي جيه معاكي دا.."..

..اعتدلت ايمان فوق كرسيها وقالت بهدوء..

.."..مسافر ...ودا يبقى مراد ابن عمي التاني ..شبط فيا زي العيال الصغيرة لما عرف اني هاحضر فرح هنا في الحارة.."..

..رددت تهاني بقوة ..

.."..اهلا وسهلا بيكي وبأهلك ياحبيبتي ..منورين ومشرفين الحارة .."..

..تعالت اصوات الفرقة التي استقبلت العروسان بأول الحارة واخذ الجميع يلتف حول العروسان يصفقون ويرددون وراء الفرقة كلمات الاغاني..كما قام بعض من الشباب بتأدية تلك الحركات الراقصة التي اشتهرت بها هذه المناطق الشعبية

..اختلست عزة نظرات جانبية لصلاح الذي كان ينتقل بعينيه بينها وبين الجمع الملتف حول العروسان ..وبعد برهة من الوقت وجلوس العروسان بالكوشة المزينة اطرافها بالورورد والاشرطة الحريرية الملونة ..كان مراد ينتقل بعينيه بين كل ارجاء المكان ويسب نفسه لانه لم يتمكن من تصوير كل ما رآه بهاتفه الذي نفذت بطاريته .. 

..شعرت ايمان بالصداع يكاد يفتك برأسها فهمست لعزة ليقوما بمصافحة العروس وتقديم المباركة لتسرع بعدها بالتوجه لشقتها لكي تستريح ..وافقت عزة وقامت معها واتجها سويا ناحية الكوشة ..وبعد ان قامت ايمان وعزة بمصافحة العروس وتقبيلها والتصوير معها ..

..خرجا من الفتحة الضيقة ليسيروا بالممر الضيق بين السور القماشي وبين حوائط البيوت المتراصة بجانب بعضها وقبل نهاية سيرهما بالممر.. تفاجئت الفتاتان بمن يعترض طريقهما والذي كان عبارة عن شاب اسمه محمود ينظر لايمان من اسفلها لاعلاها بنظرات عابثة حاقدة..ويقول..

.."..وانا اللي كنت بقول لنفسي بقى واحدة ميكانيكي ترفضني انا ..انا اللي ابن اغنى واحد في الحارة ترفضني ..اتاريكي كنتي حاطة عينك على ابن عمك الغني ..واللي معرفش هو اللي رضي بواحدة زيك ازاي.."..

..صاحت به عزة ..

.."..احترم نفسك يامحمود ..ايه اللي بتقوله دا.."..

..رفعت ايمان يدها لكي تجعل عزة تصمت ثم قالت بهدوء دون ان تحيد عينيها عن عيني ذاك الحقود..

.."..ابعد عن طريقنا يا محمود وخلينا نعدي ..وبلاش تعمل حاجة تبوظ بيها ليلة اخوك العريس وتندم بعدها .."..

..اقترب منها وهو يشير اليها ويقول بصوت جامد ..

.."..انا اللي هندمك على انك رفضتيني .."..

..رفع يده عاليا قاصدا ان يصفعها فصرخت عزة بصوت عال ..وقبل ان تصل يده لوجه ايمان..كان هناك من يمنعها ويدفع به للوراء حتى كاد ان يقع لولا مساندة اصدقائه له ..

ازاح صلاح الفتاتان جانبا وهو يهدر بهما ان يسرعا للبيت ..وبخلال لحظات كان صلاح وطيارة وبضعة من رجال الحارة باشتباك مع اخو العريس واصدقائه ..صرخت ايمان بعزة التي تسحبها بقوة بعيدا عن المشاجرة..

.."..سيبيني ياعزة ..الواد دا محدش هيربيه غيري ..بقولك سيبيني.."..

..ظلت عزة متشبثة بذراع ايمان تحاول بكل قوتها ان تبتعد بها وهي تقول..

.."..والله ماهسيبك ..صلاح واللي معاه هيخلصوا الليلة ..امشي معايا ..فرهدتيني ..."..

..اسرع بلاطة يهرول ناحية ايمان وهو يقول بصوت عال ..

.."..الحقي ياسطى ايمان الحقي.."..

..صاحت عزة بأخيها الصغير ..

.."..في ايه يا محمد حصل ايه.."..

..صاح بها وهو يقول من بين انفاسه المتقطعة ..

.."..ابن عمك ياسطى واحد ضربه على دماغه فتحاله ومرمي ع الارض قاطع النفس .."..

..شهقت الفتاتان بصوت عال وهما يضربان فوق صدرهما بقوة وبنفس نبرة الصوت هتفا...

.."..يالهوووي.."..

#افكار_مطرقعة

#عروستي_ميكانيكي

بقلم سما نورالدين


المشهد 33


..هرولت كل من ايمان وعزة ليقتربا من مكان المشاجرة التي انفضت بفضل رجال الحارة وشيخ الجامع.. هرب محمود ومن معه والتف الجميع حول ذاك المتكوم ارضا ..فحمله صلاح والشاب طيارة ..صرخت ايمان بقولها فور مشاهدتها لمراد محمولا مغشيا عليه والدماء تسيل من رأسه..

.."..يالهوي ..مراد ..جرالك ايه ...ماله ياخالي ..يالهوي مات .."..

..صاح بها صلاح ..

.."..مماتش ولا حاجة ..الضربة خلته يغيب عن الوعي..عربية ..عايز عربية حالا نوديه على اقرب مستشفى.."..

..توقف توكتوك بجانبهم ليصيح بهم سائقه ..

.."..اركب ياكابتن نوديه المستشفى اللي على اول الشارع الرئيسي.."..

..ركب صلاح حاملا مراد وهو يقول لايمان ..

.."..حصليني على هناك.."..

..صاحت ايمان بعزة وهي تقول ..

.."..تعالي ناخد عربية مراد من الجراج .."..

..واثناء ذلك خرج ابراهيم من بوابة المطار ليجد السائق إمام واقفا بانتظاره ..اسرع السائق ناحية ابراهيم ليحمل عنه حقيبته وعندما وقفا الاثنان بجانب السيارة اسرع ابراهيم بقوله..

.."..هات مفاتيح العربية وروح انت ع الفيلا وطمن عمتي .."..

..وضع إمام الحقيبة بالسيارة واعطى ابراهيم المفاتيح وهو يقول ..

.."..امرك ياافندم .."..

..وبعد مايقرب من النصف ساعة وصل ابراهيم لجراج العم اسماعيل ليترك سيارته كعادته عندما اتى هنا مرتين مع ايمان...ولكنه وجد الشاب طيارة عند باب الجراج يهرول ناحيته ويميل بجذعه ورأسه ليستند بكفيه فوق اطار النافذة ويقول ..

.."..ابراهيم باشا ..اتفضل ..هو حضرتك جيت تحضر الفرح متاخر..ولا متعرفش باللي حصل.."..

..ظهر القلق بملامح وجه ابراهيم الذي اسرع بقوله..

.."..هو ايه اللي حصل.."..

..وكانت اول كلمات طيارة في سرد ما حصل..

.."..الواد محمود اتعرض للاسطى ايمان فكابتن صلاح واخو حضرتك وقفوله وعلموه الادب ..بس واحد ابن .......ضرب اخو سعادتك على دماغه.. فاتكوم على الارض ..وهما دلوقتي في المستشفى اللي على اول الشارع.."..

..اسرع ابراهيم بقيادة السيارة مخلفا ورائه ذوبعة هائلة من التراب المتناثر وكذلك صوت صرير حاد صدح بالارجاء..

..كانت ايمان برفقة عزة والخالة تهاني وصلاح وبضعة من رجال الحارة يقفون بتحفز امام باب الغرفة القابع بها مراد بقسم طوارئ المستشفى..

..زفرت ايمان وهي تقول..

.."..هما بيعملوا ايه جوة كل دا ..بقالهم ييجي ساعة ..ليكون الواد مراد جراله حاجة ومخبيين علينا .."..

..ربتت عزة فوق كتفها وهي تقول ..

.."..اطمني ياايمان ..الدكتورة قالت غرزتين وهيبقى تمام ..متقلقيش كدة .."..

..اتسعت عيني ايمان عن اخرها وهي ترى ابراهيم بنهاية الممر يدب الارض من تحت قدميه متجها ناحيتها..ربتت فوق وجنتها فشهقت عزة وهي تقول بصوت خافت ..

.."..احيييه الباشا جوزك وصل وشكله على اخره ..تيجي نهرب ولا نجري نستخبى في اي حتة.."..

..حاولت ايمان ان تتماسك فامسكت  بذراع عزة بقوة وهي تقول ..

.."..امسكي نفسك يابت..ولا يقدر يعملنا حاجة.. صلاح موجود .."..

..فأجابتها عزة بصوت مرتعش ..

.."..امسكي نفسك انتي ياختي ..جسمك كله بينتفض اهو .."..

..حاولت ايمان الوقوف بثبات وعينيها لا تحيد عن عيني زوجها الذي وقف بقبالتها ينظر اليها من اسفلها لأعلاها بتفحص وقلق ثم قال بصوت جامد مثل ملامح وجهه..

.."..انتي كويسة .....الزفت اللي اتعرضلك عملك أي حاجة .."..

..اصابها الخرس فلم تنطق بكلمة فعاود ابراهيم سؤاله وهو يمسك بكتفيها ..

.."..ايمان ..ردي عليا.."..

..قام صلاح ووقف بجانبه ليحاوط كتفي ايمان بذراعه وقال ..

.."..مراتك اللي سيبتها تيجي الفرح من غيرك كويسة وبخير ..محدش قدر يلمس شعرة منها.."..

..انزل ابراهيم كفيه وقال بصوت حاد وهو ينظر لصلاح بغضب..

.."..تقصد مراتي اللي خرجت من غير اذني.."..

..اجابه صلاح بنظرة صامتة ليستطرد ابراهيم قوله ..

.."..مراد فين.."..

..اشارت ايمان بأصبعها ناحية الغرفة وهي تقول بصوت حاولت بشق الانفس ان يخرج من حلقها..

.."..مراد هنا ..بيخيطولوا راسه غرزتين .."..

..نظر اليها ابراهيم بقوة وتوعد وهو يقول بصوت هادئ..

.."..تمام.."..

..وبداخل غرفة الفحص انهت الطبيبة ربط الضمادة التي تلتف حول رأس مراد وقالت وهي تتجه لمكتبها..

.."..حمدالله ع السلامة استاذ مراد ..انا هكتبلك على دوا مضاد حيوي و كمان  مسكن لانك اكيد هتحس بصداع خلال اليومين الجايين ..وبعد اسبوع تغير على الجرح.."..

..كان مراد ينظر للطبيبة ببلاهة مشدوها بجمالها ورقتها ...عندما لم تسمع الطبيبة أي رد ..رفعت رأسها عن دفتر كتابة الوصفات الطبية لتنظر لذلك الصامت ببلاهة وتسائلت ..

.."..حضرتك سمعت انا قلت ايه .."..

..هز مراد رأسه بالنفي ..فشعرت الطبيبة بالقلق ورمت بقلمها واسرعت تتجه ناحيته لتميل بجذعها وهي تنظر لعينيه بتمعن وقالت..

.."..لا ارجوك ..انا شوفت الاشعة اللي اتعملت ومافيش اي ما يدعو للقلق ..هما غرزتين بس والتغيير عليهم هيكون سهل وبسيط كمان .."..

..كان مراد يتفحص كل انش من ملامح وجهها الرقيق..انفها الصغير ووعينيها الواسعة التي تتوسطهما دائرة بنية لامعة..شعرها البني الناعم متكوما على كتفها بهيئة ذيل حصان كما يقولون ..وعند شفتيها المكتنزتين الوردية تسمرت عيناه وقال بصوت خافت وهو يشير ناحية قلبه..

.."..اعتقد يادكتورة ان المشكلة هنا ..حاسس ان قلبي هو اللي لازم يتعمل عليه اشعة..ولا ايه رايك يا دكتورة......هو انتي اسمك ايه .."..

..استقامت الطبيبة وهي تنظر له شزرا وقالت بصوت حاد وهي تعاود الاتجاه لمكتبها الصغير لتمسك بورقة الوصفة الطبية وتمد يدها بها له   ..

.."..اتفضل يااستاذ ..وقت حضرتك انتهى ..مع السلامة .."..

..وقف مراد وهندم من ملابسه وقال وهو يبتسم لها ويمسك بالورقة ..

.."..شكرا يا دكتورة ..بس ياريت كارت العيادة بتاع حضرتك عشان لو حصل اي مضاعفات .."..

..ظهر الضيق على وجه الطبيبة وهي تقول بنزق وتنظر بعيدا عن وجهه..

.."..معنديش عيادة ..ولو في حاجة ممكن تتفضل تيجي هنا تاني ..واي دكتور هيقوم بالواجب ..اتفضل.."....وقبل ان يحاول معها مرة اخرى لكي يعرف اسمها.. فتحت الممرضة الباب بقوةو هتفت بصوت عال..

.."..الحقينا يادكتورة اسيا ..حادثة كبيرة والاصابات كتير .."..

..هرولت اسيا لتخرج من الغرفة دون ان تسمع هتاف مراد بها وهو يقول ..

.."..اسيا ..اسمك جميل يا دكتورة اسيا.."..

..وما ان خرجت الطبيبة اندفع الجميع داخل الغرفة ناحية مراد وفي مقدمتهم ايمان التي هربت من نظرات ابراهيم الغاضبة فهتفت بمراد وهي تتفحص رأسه بكلتا كفيها ..

.."..انت كويس..طلع فيك حاجة ..ماتنطق يابجم وتطمني ..".. 

..ازاح مراد رأسه من بين كفي ايمان وهو يتأوه ويقول ..

.."..انا كويس ..كويس يا....."..

..صمت مراد تماما عندما وقعت عينيه على ابراهيم الذي يقف عند الباب ويضم قبضتيه بقوة حتى ابيضت سلامياته ..

..ابتلع مراد ريقه بصعوبة ثم نظر لإيمان وقال متعجبا ..

.."..انتي مين ...انا معرفكيش .."..

..تعالت شهقات الجميع وبالاخص ايمان التي ضربت صدرها وهي تصيح ببكاء ..

.."..يالهوي ..المذاكرة وقعت منك.."..

..تقدم ابراهيم الذي اصدر ضحكة سخرية خافتة وضرب كتف مراد بقوة وهو يقول ..

.."..ماتستعبطش وقوم معايا .."..

ثم استطرد قوله وهو ينظر لإيمان ..

.."..وانتي اتفضلي قدامي.."..

..رضخ مراد وقال ..

.."..حاضر ياابراهيم .."..

..التفتت ايمان بحدة لمراد تحدق به فهدرت أمام وجهه ..

.."..يعني انت فاكره هو ومش مذاكرني انا.."..

..صاح ابراهيم بغضب امامهما ..

.."..قلت يالا انتو الاتنين قدامي ع البيت.."..

..صمتا الاثنان فقال شيخ الجامع ..

.."..نطمن على الجدع الاول عشان نمشي.."..

..التف الجميع حول مراد ليطمئنوا عليه فصافحهم جميعا ..ليقف امامه رجل كبير بالعمر يصافح مراد بقوة ويقول له بصوت متخاذل ..

.."..حقك عليا انا يابني ..واي تعويض يرضيك انا تحت امرك .."..

..نظر مراد لإيمان بتساؤل عن هذا الرجل فقالت ..

.."..الحج شافعي ابو محمود.. "..

..لم يجب الرجل الا ابراهيم الذي قال بصوت قوي ..

.."..حق مراتي وابن عمي انا اللي هاخده ياحج ..وابنك حسابه معايا انا دا لو مكانش الموضوع وصل للشرطة .."....نظر الرجل لإيمان وهو يقول ..

.."..حقك عليا يابنتي ..انا عارف ان ابني غلط في حقك ..ومش في حقك انتي بس كفاية انه خرب ليلة اخوه ..ووطى راسي قدام اهل الحارة كلهم.."..

..كادت ان تدمع عيني ايمان من خنوع الرجل وانكساره فأسرعت بقولها ..

.."..لا ياعم شافعي متقولش كدة ..محمود لسة صغير وطايش وبكرة ربنا يهديه ..وعن نفسي يامعلم شافعي انا متنازلة ومسامحة كمان عشان خاطر أم العريس اللي زمان قلبها متشحتف على ولادها الاتنين..وبالنسبة لمراد هو كمان متنازل ..مش كدة يامراد.."..

..رمقت ايمان مراد بنظرة تحذيرية فتلكأ بكلماته وهو ينتقل بنظره بينهما ..

.."..ايوة ..ايوة ..انا متنازل.."..

..زفر ابراهيم بضيق فربت الشيخ فوق كتفه وهو يقول ..

.."..المسامح كريم يابني .."..

..خرج الجميع من المستشفى بعد الانتهاء من الاجراءات ..ورحل رجال الحارة لمنازلهم ..نظر ابراهيم لزوجته التي تلتصق بذراع صلاح وقال..

.."..اتفضلي قدامي .."..

..تلعثمت وهي تقول ..

.."..انا ..انا هبات انهاردة في بيتي .."..

..هدر بها ابراهيم وهو يمسك بمرفقها ..

.."..لو تحبي نعمل فضيحة تانية انا معنديش مانع ..لاني عندي رغبة شديدة في اني اضرب حد ..والحد دا اتمنى يكون خالك.."..

..وقف صلاح حائلا بينهما بعد نزعه لمرفق ايمان من قبضة ابراهيم وقال ..

.."..عايز تنفث عن غضبك يبقى معايا انا .."..

..رفع ابراهيم قبضته عاليا ولكن ايمان اسرعت بوقوفها امامه قبل تفاقم الموقف وصاحت بزوجها ..

.."..انا هاروح معاك .."..

..هتفت الخالة تهاني ..

.."..صلوا ع النبي ياجماعة..وانتي حبيبتي روحي مع جوزك ..وانت يامراد يابني حمدالله على سلامتك ..الحمد لله انها جت على اد كدة ..يالا كل واحد على بيته الوقت اتاخر اوي.."..

..انزل ابراهيم بقبضته جانبا وامسك صلاح بكتفي ايمان لتستدير وتواجهه ليقول لها بصوت خافت..

.."..لولا انك غلطانة وخرجتي من غير اذنه زي ما قال انا كنت كسرتلك دماغه ..بس هو المرادي معاه حق ..روحي معاه وراضيه..ولو عاملك حاجة كلميني وانا هاجي اكسرهولك.."..

..التوت شفتي ايمان بابتسامة باهتة وهزت راسها بالايجاب..

..رفع صلاح اصبعه لابراهيم الذي كانت اسنانه تصطك ببعضها من الغيظ والغضب وقال..

.."..اياك تزعلها انا بقولك اهو.."..

..رفع ابراهيم اصبعه بدوره وهو يقول ..

.."..اياك انت تتدخل بيني وبين مراتي.."..

..زفر صلاح بضيق فوجد الخالة تهاني تتأبط ذراعه وتسير به قائلة ..

.."..يالا ياابني اسندني عشان نروح ..انهاردة كان يوم كله تعب ..سلام ياولاد وخلوا بالكوا وطمنيني عليكي يا ايمان لما توصلي .."..

..حاولت ايمان ان تجمع شجاعتها فقالت وهي تهندم من فستانها..

.."..حاضر ياخالتي.."..

..استطردت قولها وهي تمشي وراء ابراهيم نحو سيارته المركونة بجانب سور المستشفى..

.."..انا هروح معاك بس عشان خاطر جدي اللي مستنيني.."....لم يعرها ابراهيم أي اهتمام ونظر لمراد الذي يتأوه بصمت ..

.."..هتعرف تسوق ولا هتركب معانا .."..

..لمعت برأس مراد فكرة ماكرة وقال وهو يتأوه ..

.."..لا ..انا مش قادر اسوق ..خلي العربية هنا ..وانا هاجي بكرة الصبح اجيبها.."..

..وبعد برهة من الوقت وثلاثتهم بالسيارة تكتفت ايمان وهي تقول بغيظ ..

.."..وياترى السايحة المايعة اللي كانت معاك في اسكندرية مجاتش معاك ليه ..دا حتى المكان الشيعبي كان هيعجبها خالص.."..

..ظل ابراهيم ينظر للطريق دون ان يلتفت اليها او حتى يقوم بالرد عليها ..فاذدردت ايمان ريقها لتوجسها منه خيفة ...فهمست لنفسها ..

.."..ربنا يستر .."..

..وبتلك الساعة وقفت اصلي هانم وابنتها نرمين بصالة الانتظار بالمطار يبحثان بعينيهما عن غايتهما ..وبعد مرور عدة دقائق ظهرت التشين وهي تجر حقيبتها وتلوح لهما بيدهما والابتسامة الواسعة تفترش كامل وجهها ..

..رفعا الاثنتان ذراعيهما لرد التحية لتهمس اصلي بابتسامة ماكرة ..

.."..اخيرا وصلت وفي معادها مظبوط .."..

..حاولت نرمين ان تبتسم ولكنها فشلت بذلك وهمست بصوت مسموع ومن بين اسنانها بغيظ..

.."..مش عارفة ليه يامامي صممتي انك تبعتي تجيبيها ..هتعمل ايه يعني ..اصلا ابراهيم مكانش بيحبها.."..

..لكزتها اصلي بكوعها وهي تقول بنزق ..

.."..اسكتي خالص انتي مش فاهمة حاجة ..التشين دي هي الكارت الاحمر اللي هيطرد البنت البيئة اللي اسمها ايمان دي برة حياتنا نهائيا .."..

..تنهدت نيرمين باستسلام وابتسمت غصبا عنها لتلك التي اتجهت اليهما ووقفت بقبالتهما وهي تقول بلغتها التركية ..

.."..Merhaba .. Nasılsın .. Yen İbrahim.."..

..*..مرحبا ..كيف حالكما..اين ابراهيم ..*..

..لتجيبها اصلي وهي تتأبط ذراعها وتشير بعينيها لنرمين ابنتها بجر حقيبة التشين..

.."..ابراهيم مسافرا وسوف يأتي غدا ..الم اقل لك عبر الهاتف اننا سوف نفاجئ ابراهيم بمجيئك ..هيا معنا للبيت لترتاحي بعد رحلتك الطويلة هذه..فأمامنا الكثير من الوقت لكي نحكي عن ابراهيم..".. 

..وبوقوف السيارة أمام باب الفيلا اسرعت ايمان بالخروج ليلتفت ابراهيم ورائه ناظرا لمراد وهو يقول..

..".. انزل وماتدخلش عايزك.."..

..ارتسم البؤس بملامح مراد وهو يقول باستسلام ..

.."..عايز مني ايه ياابراهيم ..مش كفاية اللي حصلي من تحت راس مراتك.."..

..ضرب ابراهيم كتف مراد وهو يهدر به ..

.."..ولما انت عارف انها مغناطيس كوارث سيبتها تروح ليه ممنعتهاش ليه.."..

..ازاح مراد بيد ابراهيم وهو يقول ..

.."..هو مين دا اللي يقدر يمنعها ..انت فاهم ان ايمان كانت هتسمع كلامي..انت قولتلي خلي بالك منها ..ولما لاقيتها رايحة لوحدها روحت معاها ..وحصل اللي حصل وفعلا انا وخالها اللي شبه هرقليز دا منعنا الحيوان انه يلمسها..وحصل اللي حصل..المفروض تشكرني يابني ادم.."..

..تنهد ابراهيم بيأس وهو يقول..

.."..الحمد لله انك كنت معاها ..يالا ننزل.."..

..عندما دلفت ايمان داخل الفيلا اسرعت لحجرة المعيشة لتجد جدها وعمتها يشاهدان فيلما بالتلفاز ..انفرجت اسارير كل منهما وهي تقبلهما وتقول بصوت مرتعش ..

.."..يا مساء الورد عليكم.."..

..نظر الجد ليدها الفارغة وقال ..

.."..فين يابنت الحاجة الحلوة اللي قلتي انك هتجيبهالي من الفرح.."..

..كان وجه ايمان شاحبا فجلست تلتصق بعمتها وهي تقول..

.."..ما انا جايبالك حاجتين ياجدي  ..حاجة حلوة ..و....وحاجة مش حلوة.."..

..تقطب جبين كل من الجد والعمة زهرة ليتفاجا بدخول ابراهيم ومراد الذي يتأوه بصوت عال ويقول..

.."..اه يادماغي ..راسي هتنفجر...منها لله اللي كانت السبب..ومني ليها بوسة للي عالجتها.."..

..لكزه ابراهيم وهو يقول بنزق..

.."..انت هتندب..اتنيل اسكت.."..

..اتسعت عيني الجد وشهقت زهرة بفزع وهي تسرع ناحية مراد وهي تقول..

.."..مراد ..حبيبي مالك ..جرالك ايه .."..

..رمشت ايمان عدة مرات عندما نظر اليها جدها فقالت ..

.."..مش قلتلك ياجدي حاجتين حلوين وحشين..الحاجة الحلوة ان حفيدك رجع من السفر بالسلامة..والحاجة الوحشة ان حفيدك التاني دماغه اتفتحت وخد غرزتين..بس.."..

..لم يدرك الجد هل يضحك أم يقلق فعاود النظر لابراهيم الذي جلس بجانب زوجته وقال..

.."..حمدالله على سلامتك يابني..مراد ماله ..حصله ايه.."....اغمضت ايمان عينيها بقوة استعدادا لوصلة التأنيب والتجريح من قبل زوجها وبقية عائلتها على انها السبب فيما حدث ولكنها فتحت عينيها على اتساعها عندما سمعت ابراهيم يقول ..

.."..مافيش حاجة ياجدي ..دي حادثة بسيطة ..روحت الفرح عشان اوصلهم ..لان مراد اتصل بيا وقالي ان عربيته عطلت ..مراد وهو بيركب العربية اتزحلق ووقع على راسه ..جرح بسيط غرزتين بس ..مش كدة يامراد.."..

..جلس مراد وهو مازال يتأوه وقال..

.."..اه ...اه طبعا..انا اتزحلقت..كان في قشرة موزة زحلقتني ..منها لله بقى اللي رمتها .."..

..تعجبت ايمان وفغر فاهها مما سمعته وهي تنتقل بناظريها بين ابراهيم ومراد ..

..رمقتها عمتها زهرة بريبة ولكنها تغاضت وجلست وهي تقول..

.."..اهم حاجة انكو بخير ..ها ..اتعشيتو.."..

..وقف مراد وهو يقول ..

.."..لا ياعمتي انا تعبان وعايز انام ..تصبحوا على خير .."..

..ثم وقف ابراهيم يشير لإيمان ويقول..

.."..احنا كلنا تعبانين وهننام يالا ياايمان.."..

..رفعت ايمان عينيها وقالت وهي تتلعثم وتحتضن وسادة الاريكة الصغيرة بقوة..

.."..يالا على فين ..انا مش عايزة انام ..انا هسهر مع جدي عمتي.."..

..وبصوت جامد كملامح وجهه قال ابراهيم ..

.."..قلت يالا معايا ..عايزك في موضوع.."..

..وقبل ان تعترض بخوف قال جدها ..

.."..قومي يابنتي مع جوزك شوفيه عايزك في ايه.."..

..وضعت الوسادة جانبا وببطئ شديد وقفت فأمسك ابراهيم بمرفقها وهو يهمس بجانب اذنها ..

.."..خايفة ولا ايه يااسطى ايمان .."..

..التفتت بوجهها لوجه المبتسم بحدة وردت بصوت خافت ..

.."..انا مابخافش غير من اللي خالقني وبس ياباشا.."..

..ليسرع ابراهيم بقوله وهو يسير بجانبها متجها للسلم ..

.."..هنشوف يابنت عمي.."..

..اتجه بها ناحية غرفتها وهو ممسك بمرفقها حتى ضاقت ذرعا به وقالت غاضبة وهي تحاول ان تفك أسر ذراعها دون جدوى..

.."..هو انت قابض عليا ياجدع انت ..ماتسيب.."..

..دلف بها للغرفة دون أن يجيبها حتى اغلق الباب ثم دفع بها بهوادة ليتخصر بعدها ويقول وهو يغدو الغرفة ذهابا وايابا بخطوات بطيئة..

.."..ايه بقى ياانسة ايمان.. سمعان كلام ومابيتسمعش .. كل مصيبة بنقع فيها واقول معلش اهو لسة بنتعرف على بعض وبكرة الامور تهدا..بس لا ..في كل مرة الجنان وقلة الادب بتزيد..ومقدرش اشتكي لجدي عشان صحته..وعمي والله يرحمه .."..

..كانت تتابعه بعينيها مثل.. (بندول الساعة القديم)..وتحاول ان تبلع ريقها بشق الانفس ..توقفت انفاسها عندما توقف هو بقبالتها قائلا..

..".. يبقى مافيش حل غير انا جوزك اللي اربيكي واعلمك الادب من اول وجديد.."..

..تراجعت للوراء وهي تشير له بأصبعها وتقول بصوت مهزوز..

.."..تكونش فاكرني مراتك بجد...وكمان انا مؤدبة ومتربية غصبن عنك..قليل الادب ياباشا هو اللي يروح يتسرمح مع الاجنبيات اللي لابسين من غير هدوم و يسمحلها تقوله ياحبيبي..حابه برص وعشرة خرص انشالله.."..

..ابتسم بتهكم بعد ان كتف ذراعيه وقال..

.."..بتغيري عليا ياايمان.."..

..فغر فاهها وهي تشير لنفسها ..

.."..أنا اغير..وكمان عليك ..لا ياباشا اصحى لنفسك كدة ..واتفضل اطلع برة بقى.."..

..ارتسم الغضب بملامحه وقال وهو يهز رأسه..

.."..هو انا زي ما قلت بالظبط محتاجة تربية من اول وجديد عشان تعرفي ازاي تكلمي جوزك باحترام.."..

..هدرت به بقوة ظنا منها انه سيتراجع عنها ويتركها ..

.. "..بقولك ايه ...انا ...انا حرة واعمل اللي انا عايزاه ..وبفكرك اهو.. الجوازة دي جوازة فيستك ..يعني اونطة ..ومش محتاجة فكاكة عشان تعرف يعني ايه اونطة..".. 

..اقترب ابراهيم منها بخطوات بطيئة ثم نزع عنه سترته وهو يقول ..

.."..انا هثبتلك دلوقتي ان الجوازة اونطة ولا حقيقية يا... ياسطى ايمان.."..

..اتسعت عيني ايمان واخذت في التراجع للوراء ..اذدردت ريقها بصعوبة ورفعت سبابتها امامه مرة اخرى تحذره قائلة والتوتر واضح بصوتها..

.."..ماتلعبش في عداد عمرك ..وابعد عني احسنلك ..انا بقولك اهو .."..

..التوت شفتي ابراهيم بابتسامة ساخرة ..فمد يده ليمسك معصمها ويدفع بها ناحيته بقوة ..شهقت ايمان بخوف عندما وجدت ذراعيها الاثنتان ملتويان وراء ظهرها وصدرها يلاصق صدر ابراهيم العاري..فصاحت به..

.."..روح للبتاعة بتاعتك وسيب ايديا ...انا مش عايزة اعملها معاك..هتزعل في الاخر.."....لم يجبها سوى بابتسامة ساخرة وهو يتفحص ملامح وجهها بعينيه ..

اخذت تتملص من بين ذراعيه دون جدوى..حاولت ان تضربه برجليها ولكنه دفع بها ناحية الحائط ليرتطم ظهرها به ..توقفت عن محاولاتها تماما وتسمرت بمكانها عندما رأت ابراهيم يقول بصوت جاد..

.."..انا مافيش في حياتي غيرك يا بنت عمي.."..

..مال بوجه ليقبلها فصرخت به ..

.."..اقسم بالله لو بوس_......"..

..وضاعت بقية حروف كلماتها مابين شفتي ابراهيم التي التهمت شفتيها بقوة دون رأفة او مراعاة انها قبلتها الاولى..لم يدع لها فرصة الهروب بإمالة وجهها يمينا وشمالا لتفك اسر شفتيها ..سمع قوت انينها المكتوم فواصل هجومه بشراسة اكبر ولم يدعها الا فقط لالتقاط انفاسها التي كادت ان تنقطع تماما ..كان صدرها يعلو وينخفض بسرعة كبيرة ..شعر بضربات قلبها القوية المتسارعة تضرب صدره هو ..فتحت ايمان عينيها لتجده ينتقل بعينيه بين شفتيها وعيناها ..وكان الصمت للحظة هو سيد الموقف فمال بوجهه مرة اخرى واغمضت هي عينيها لاستقبال هجومه الثاني ..وقبل ان تتلامس الشفاه انتفضت ايمان على اثر طرقات قوية فوق سطح باب غرفتها..ففتحت عينيها والتفت راسها ناحية الباب وعاودت النظر لابراهيم الذي كان مازال يحدق بها ..تبعثرت كلماتها وهي تنطق بصوت خافت..

.."..ال ..الباب.."..

..فمال ابراهيم وقام بتقبيل جانب شفتيها وهو يقول بصوت خافت ايضا..

.."..ماله الباب.."..

..شعرت بالخدر يسري بجسدها وقالت بتلكؤ..

.."..في ..في حد بيبوسه..آ آ آ...قصدي في حد بيخبطه.."..

..سمعت صوت ضحكته الخافتة والتفت برأسه ناحية الباب وقال بصوت عال..

.."..مين.."..

..فصاحت دادة فاطمة من وراء الباب وهي تقول..

.."..انا دادة فاطمة..جدك عايزك في اوضة المكتب يابني.". .

..اجابها ابراهيم مسرعا ..

.."..قوليله دقيقة وأكون عنده يادادة.."..

كانت ايمان تحدق بجانب وجهه فما كان منها الا انها همست ..

.."..القمر دا جوزي انا.."..

..التفت ابراهيم اليها بسرعة وقال متسائلا..

.."..بتقولي حاجة حبيبتي.."..

..شهقت ايمان واحتبست كلماتها بحلقها ولكن كان عقلها يصرخ بقوله..

.."..يالهوي يالهوي..دا بيقول حبيبتي .."..

..هزت ايمان راسها بالنفي ..تركها ابراهيم على مضض واتجه ناحية الباب بظهره ..رفع لها سبابته وهو يقول محذرا اياها..

.."..هشوف جدي عايزني في ايه وراجعلك على طول ..وبحذرك اوعي تهربي مني .."..

..غمز لها وهو بستطرد بقوله ..

.."..عشان لسة في اثباتات كتير هتعرفي منها اذا كانت الجوازة فيستك ولا لأ..أمين يامنيتي.."..

..اغلق ابراهيم الباب وراءه..فأسرعت ايمان ناحيته وأحكمت اغلاقه بالمفتاح..وبعدها استندت بظهرها فوقه وتراخي جسدها لتجلس ارضا ...وبعد ان استعادت ثباتها الذي بعثره ابراهيم بقبلته الجامحة ..لطمت خديها وهي تقول بنواح..

.."..ياخيبتك ياايمان..ياخيبتك ياوكستك...اتباستي ياختي ..سيبتيه يبوسك كدة عادي وكمان هيمانة فيه...هتبصي في وشه ازاي دلوقتي ..وهيبقى ليكي عين تكلميه ازاي بعد كدة...وهتقوليله ايه ...هتقوليله ايييييه.."..

..اسرعت ناحية دولابها لتستبدل فستانها ببجامة وردية من اختيار عمتها..ثم اسرعت بالخروج من الغرفة لتتجه مهرولة ناحية غرفة عمتها التي وجدتها جالسة ارضا تمارس رياضة اليوجا خاصتها..رفعت ايمان رأسها لأعلى بيأس وقالت وهي تضرب فخذيها بكلتا يديها..

.."..ياختااااي على نوجا واليوم اللي عرفتيه فيها ياعمتي .."..

..جثت ايمان بركبتيها ارضا بجانب عمتها وقالت بصوت عال وهي تهز عمتها ..

.."..ابوس حواجبك ياعمتي مش وقت النوجا بتاعتك دي ..فوقيلي كدة واسمعيني .."..

..لم تعرها عمتها المغمضة العينين اهتمام او اجابة سوى باصطكاك اسنانها غيظا ..فزفرت ايمان بضيق واضح ولكنها شهقت بقوة عندما سمعت صوت ابراهيم العال مناديا اياها ..

..ظلت تلتفت برأسها يمينا ويسارا تبحث لنفسها عن مهرب ولكنها لم تجد سوى ان تجلس مثل عمتها بالضبط..

.دلف ابراهيم لغرفة عمته يبحث بعينيه عن تلك الهاربة التي لم يجدها بغرفتها ..وما ان رآها تجلس بتلك الوضعية مثل عمته ..صدحت ضحكاته بصوت عال ..اقترب منها وجثى بركبة واحدة فوق الارض واستند بذراعه فوق ركبته الثانية المرفوعة لصدره وقال ساخرا وهو يتمعن بوجهها وعينيها المغمضتين..

.."..دا في تطور كبير حصل للأسطى ايمان مراتي وانا معرفش ..يوجا مرة واحدة ..طب يبقى لازم امتحنك .."

#افكار_مطرقعة

#عروستي_ميكانيكي

بقلم سما نورالدين


المشهد 34


..ارتج صدرها عند سماع كلمة امتحان ولكنها ظلت ثابتة بمكانها مغمضة العينين...لتسمعه يقول بصوت هامس..

.."..صدقيني انتي مش اد امتحاناتي ..هتخسري يا منيتي ..فقومي معايا بالذوق  ..."..

..ازدادت ضربات قلبها واطبقت شفتيها وجفنيها بقوة ولكنها لم تتحرك امام تلك المناورة من ناحيته فأقترب بوجهه لوجهها فكاد ان يحرق بشرتها بأنفاسه الساخنة وهو يهمس  بشفتيه امام شفتيها ..

.."..منيتي ..كفاية لعب..طب مش عايزة تعرفي جدي كان عايزني في ايه ..حاجة تخصك ..يالا قومي عايزك في كلمة سر ..ومينفعش اقولهالك هنا ..كلمة عيب مايصحش عمتي تسمعها .."..

..انتهى من كلماته وهو يطبع جانب شفتيها بقبلة خفيفة ..جعلتها تفتح عينيها على اتساعهما وتشهق بصوت عال وهي تتراجع للوراء زحفا على راحتي كفيها وكعبي قدميها ...

..رفعت عمتهما ذراعيها لأعلى وهي تقول بصوت غاضب عال ..

.."..استغفر الله العظيم .."..

..ثم انتقلت بعينيها التي تطق بالشرار بينهما واشارت اليهما وهي تستطرد قولها ..

.."..انتو خلاص مافيش ادب ..مافيش تربية ..هنا في اوضتي بتعملوا كدة ..".. 

..ضحك ابراهيم وهو يقف ويرفع ذراعيه باستسلام ويقول ..

.."..انا ماليش ذنب ياعمتي..كنت عايز مراتي في كلمة ..لكن اليوجا منعتني ..لكن خلاص هاخدها ونخرج .."..

..هبت ايمان لتقف وهي تنظر لعمتها وتقول بعصبية..

.."..انا معملتش حاجة ياعمتي دا هو..انا مش هخرج.. انا هكمل معاكي جلسة الاخت نوجة اللي طالع روحها دي ..ونكمل  كمان علام التكاتيك اللي قولتيلي عليها... وبعدين هنام معاكي .."..

..زفر ابراهيم بضيق واتجه ناحية ايمان بتحفز..وقال لعمته..

.."..اسف على الازعاج يازوزو ..انا هاخد اللي يخصني واخرج على طول.."..

..شهقت ايمان عندما وجدت نفسها ملقاة فوق كتف ابراهيم المتجه ناحية الباب ..فضربت ظهره بقبضتها وهي تصيح به بغضب ..

.."..نزلني ياجدع انت ..ياعمتي قوليله ينزلني ..والله هاعملها معاه.."..

..خرج ابراهيم من الباب واغلقه ..تاركا العمة زهرة رافعة حاجبيها بتعجب وتقول بصوت مسموع ..

.."..الولاد دول لازم يتجوزوا في اقرب فرصة .."..

..ثم ضحكت وعاودت جلسة الاسترخاء الخاصة بها وهي تعاود همسها بعينان مغمضتان ..

.."..مجانين.."..

..رمى ابراهيم بإيمان فوق فراشها ومال ناحيتها بجذعه كاملا وهو يقول ..

.."..هو مش انا قلت متخرجيش من الاوضة وتستنيني ..مابتسمعيش الكلام ليه ..حسابك بقى تقيل اوي يابنت عمي .."..

..اعتدلت بجلستها فوق الفراش وصاحت وهي تجلس فوق ركبتيها وتلوح بيدها ..

.."..ولا حساب ولا عربي..عيب اللي عملته في اوضة عمتي دا..وكمان انت اصلا اللي المفروض تتحاسب يامحترم مش انا.."..

..كتم إبتسامته بشق الانفس وجلس مثلها على الفراش فوق ركبتيه بقبالتها وقال ..

.."..اتفقنا يابنت عمي نقضيها حساب احنا الاتنين ..اتفضلي حاسبيني.."..

..شعرت بالاضطراب ولكنها وجدته فرصة سانحة لكي تفهم وتعي وتغضب..فصاحت ..

.."..ايوة احاسبك طبعا ...عشان مش انا اللي تضحك عليها بكلمتين هنا وبعدين تسافر وتعيش حياتك عادي في المعادي ..محدش قالك يامحترم انه عيب تسهر مع حريم اجنبية ..عيب ولا مش عيب.."..

..جلس بأريحية وضم كفيه ببعضهما فوق فخذيه وقال بصوت هادئ..

.."..اولا انا مضحكتش عليكي قبل مااسافر ..انا كلمتك بكل صراحة ومكدبتش عليكي ..ثانيا انا مسهرتش مع حريم ..انا كنت بتعشى مع شركا اجانب ..وحطي خط تحت كلمة شركا ..يعني مش مع واحدة ست اجنبية زي مابتقولي ..وكان عشاء عمل ..ودا شيء بيحصل عادي وكتييير في عالم رجال الاعمال ..و ماليش اني اقرر الشركا يلبسوا ايه واحنا بنتعشى مع بعض .....انا خلصت كلامي ووضحت موقفي ..عندك حاجة تانية.."..

..كانت تنظر له بذهول وتعجب وتقول في نفسها ..

.."..ايه الكلام المترتب دا ..الله اكبر عليك ياباشا.."..

..وعت لنفسها وهو يلوح أمام عينيها ويقول ..

.."..ايمان انتي معايا.."..

..رمشت واستعادت تركيزها وقالت بغضب عندما تذكرت

كلمة ..حبيبي ..التي قالتها تلك الشريكة الوقحة ..فصاحت غاضبة..

.."..طب وهما الشركا بيقولوا لبعض حبيبي يارجل العمليات يامؤدب .."..

..استقام ومال تجاهها فامسك بمرفقها بقوة وهو يقول بصوت غاضب..

.."..لا يامؤدبة يامحترمة ياللي قفلتي التليفون في وشي وبعد كدة عملتيلي بلوك .. وقعدت تلات ايام احاول اكلمك وانتي بترفضي..وفي الاخر تخرجي من غير اذني وتروحي فرح مع سي مراميرو اللي دماغه اتفتحت بسببك.. ولا نسيتي.."..

..استقامت بدورها لتحاول فك ذراعها من قبضته فقالت بعد فشل تلك المحاولة ..

.."..ماتزوغش ياباشا ..انا مش هنسى البت المايعة وهي بتقولك .."..

..سكنت ايمان للحظة ثم تمايلت بجسدها بإغواء وقالت بصوت ناعم خافت ..

.."..هبيبي.."..

..التوت شفتي ابراهيم بابتسامة جانبية وهو يتمعن بتفاصيل جسدها وهو يتمايل بغنج ..ولكنه افاق حين صاحت به بصوت غاضب اجش ..

.."..الكلمة خرمت طبلة ودني ..ولا هتنكرها دي كمان..قر واعترف.."..

..تنهد باستيلام ثم ترك مرفقها وهو يقول بيأس ..

.."..اقر واعترف بإيه ..انتي ليكي تحاسبيني لو انا اللي قلت كدة ..ثم انتي متعرفيش انا رديت عليها قلت ايه ..". 

..تخصرت وهي تقول بنزق ..

.."..رديت وقلت ايه ان شاء الله.."..

..اقترب من وجهها بوجهه وبصوت هادئ قال..

.."..قلتلها ..انا راجل متجوز ..وبخاف على مشاعر مراتي ..ومقدرش اجرحها حتى لو من وراها...."..

..تخضبت وجنتيها وانقلب حالها وهي تحدق بعينيه وتشير لنفسها تقول ببلاهة ..

.."..قلتلها انك خايف على مشاعيري انا .."..

..هز رأسه بالايجاب وهو يتمعن بشفتيها وقال..

..ايوة مشاعيرك انتي .."..

..تنحنحت لكي تستعيد بعضا من ثباتها وحاولت ان تصدر من حنجرتها صوت قوي ولكنه خرج متحشرجا وهي تصيح ..

.."..بس بردو ..انت اللي غلطان ..ايوة انت اللي غلطان عشان لو كنت صدرتلها الوش الخشب ..مكانتش اتجرجرت عليك كدة .."..

..هز ابراهيم رأسه بالايجابية مرة اخرى وهو يقول ..

.."..حاضر ..اي ست هتعامل معاها بعد كدة هصدرلها الوش الخشب ..راضية دلوقتي .."..

..كان صدرها يعلو وينخفض بقوة فلم تملك اجابة الا بهز رأسها هي الاخرى بالايجاب..ولكن ضربت كلماته برأسها فغضبت وهي تهدر بوجهه..

.."..وتتعامل مع ستات اجنبين ولا عربيين ليه من اصله.."..

..اصدر ضحكة خافتة وقال ..

.."..نبقى نفكر انا وانت نتعامل في المشكلة دي ازاي بس بعدين ..نيجي بقى للمهم.."..

..شهقت بقوة عندما امسك بمرفقها ويقول ..

.."..حسابك انتي بقى .."..

..اتسعت عينيها هلعا وهي تقول ..

.."..انا اصلا معملتش حاجة اتحاسب عليها.."..

..فاجابها مسرعا ..

.."..وخروجك من غير اذني.."..

..لتسرع هي الاخرى بالرد قائلة..

.."..اخدت اذن جدي ..وكمان احنا كنا مزنجرين مع بعض يعني مكانش ينفع .."..

..شد مرفقها بقوة هذه المرة المتها وهو يقول بغضب ..

.."..ومراد اللي اخدتيه معاكي.. وراسه اللي اتفتحت بسببك.."..

..رفعت اصبعها وهي تقول ..

.."..والله مااخدته ..دا هو اللي شبط في ديلي ..وحكاية راسه مش بسببي بقى ..دا هو اللي نحنوح مش بتاع خناقات ..بس هو حشر اللي نفسه ..انا مااالي.."..

..ضاقت عيني ابراهيم وهو يقترب منها اكثر ويسألها ..

.."..واللي خلى الواد دا يتعرضلك ..وتعرفيه منين .."..

..تلعثمت وهي تقول ..

.."..دا الواد محمود ابن الحاج شافعي جارنا في الحارة..ومرة كان ..كان اتقدملي وانا رفضته ..عشان واد صايع واخلاقه زفت..من ساعتها وهو شايلهالي ومتربصلي..بس خالي صلاح قام بالواجب معاه..و...وبس خلاص .."..

..ترك مرفقها وهو يرسم الابتسامة فوق ملامح وجهه ..فضربت صدره بقبضتها وهي تقول بغيظ..

.."..بتضحك ..تاني مرة ماتمسكش فيا كدة انا بقولك اهو.."..

..اخفض عينيه لينظر لصدره ثم رفع عينيه وهو يقول بتوعد ..

.."..انتي أد اللي عملتيه دلوقتي دا.."..

..نظرت لصدره ثم نزلت بقبضتها جانبا وقالت وهي تبلع ريقها بصعوبة ..

.."..اده ياباشا..اده ونص وتلات ارباع كمان.."..

..احتضنها ورمى نفسه بها فوق الفراش ليعتليها وهو يقول ..

.."..هنشوف.."..

..وقبل ان تصرخ كان كاتما صرختها بشفتيه داحرا كل مقاومتها ..غامسا اياها داخل صدره بكل قوة ..ادركت انها لا تريد مقاومته فرفعت الراية البيضاء ولو لدقائق معدودة ..رضخت لما يحدث فسكنت داخل حضنه تتلمس بخيالها هذا العالم الجديد الرائع والتي تتلمسه بقدميها لأول مرة ..ولكنها شعرت وكأن احدا ما يضرب رأسها بمطرقة من حديد ..وذلك عندما شعرت بيديه تتلمس خصرها العاري تحت بلوزة بيجامة نومها واليد الاخرى تفك بأزرار صدر بلوزتها...ففتحت عينيها وحاولت بكل قوتها ان تزيحه من فوق صدرها وهي تصيح بصوت عال بكلمة ..

..".. لأ .."..

ارتمى ابراهيم فوق ظهره ليراها وهي تثب من فوق الفراش وتعاود صراخها بكلمة .."..لأ.."..

..استقام ابراهيم ليعتدل بجلوسه فوق حافة الفراش وينظر لها بتعجب ويقول ..

.."..ايمان إهدي .."..

..امسكت بتلابيب مقدمة بلوزتها وقالت من بين لهاثها ..

.."..أنا هادية ..بس اللي حصل دا ماينفعش ..مايصحش اصلا انه يحصل .."..

..وقف ابراهيم واسرع بقوله بإصرار..

.."..ايمان..انتي مراتي ..ودا طبيعي يحصل.. او بمعنى اصح المفروض انه يحصل .."..

..نظرت له بقوة وهي تقول ..

.."..ايوة ..بس دا لو جوازنا جواز حقيقي وهيفضل وهنعيش مع بعض زي اي اتنين متجوزين.."..

..قطب ابراهيم جبينه وقال غاضبا ..

.."..اومال احنا ايه ياايمان.."..

..مالت برأسها وهي ماتزال متمسكة بمقدمة بلوزتها وقالت بتلكؤ واضح..

.."..احنا ....انا ...انت عارف كويس اوي اننا لما نخسر القضية هنتطلق ..حتى لو كسبناها وانا عارفة انه مش باين نكسبها بسببي ..وبردو هنطلق.."..

..ضاق مابين حاجبي ابراهيم وقال وهو يحاول ان يكبح لجام غضبه ..

.."..وايه دخل القضية سواء كسبناها او خسرناها بجوازنا.."..

..صاحت به بعد ان فاض بها الكيل ..

.."..اومال انت فاكر ايه اللي رابطنا ببعض لغاية دلوقتي ايه غير القضية.."..

..ليصيح بها هو بدوره ..

.."..مين الغبي اللي فهمك حاجة زي كدة .."..

..صرخت بوجهه بنبرة صوت باكية..

.."..اومال اللي هيخلي واحد زيك ..متعلم علام عالي واوبهة ياخد واحدة زيي جاية من حارة جوة حارة.."..

..لوح لها بيده وهو يصرخ قائلا..

.."..لأن اللي قدامك دا ياهانم..اللي متعلم تعليم عالي..وشاف وعرف كتير في علاقاته ..عمره...عمره ماحس زي اللي حسيته معاكي.."..

..اقترب منها و وهو ينظر لها بقوة ..رفع اصابعه يلمس وجنتها وعاود قوله ولكن بنبرة صوت هادئة..

.."..انتي اللي جاية من حارة واللي حياتك اتقلبت فجأة  180 درجة ..سفر من مصر لتركيا ..نقلة من شقة بسيطة لفيلا كبيرة ..من اسطى ايمان الميكانيكي لإيمان هانم اللي تملك ثروة بالملايين ..ومع ذلك ماتهزتيش ولا اتأثرتي ..ماتغيرتيش ولا طمعتي في حاجة..بالعكس قولتيلي مرة وبكل بساطة..انا القعدة في ورشتي بالدنيا ومافيها..سعادة نفسك في الحاجات البسيطة ..وسعادتك الاكبر في إسعاد غيرك ..صافية ونقية ..جننتيني.. انتي ايه ياشيخة ..انتي مين.."..

..زاغت بعينيها وقالت بعفوية وهي تضع خصلة من شعرها هاربة وراء اذنها ..

.."..ايمان احمد .. ميكانيكي سيارات.."..

..ابتسم بعينيه وقال وهو يداعب خصلتها ..

.."..نسيتي اهم حاجة وانتي بتعرفيني نفسك.."..

..هزت راسها وهي تتسائل ..

.."..ايه هي .."..

..حاوط وجهها بكفيه وقال وهو يستند بجبهته فوق خاصتها..

.."..انك مرات ابراهيم سالم رجل الاعمال ..ابراهيم اللي شغلتيله قلبه قبل عقله..ابراهيم اللي بيفرح انه صحي الصبح بس عشان هيشوفك وهيطلع عينه من كوارثك ..ابراهيم اللي لاول مرة في حياته يحب الحياة عشان انتي فيها يابنت عمي .."..

..لم تكن تدري انه سوف يأتي يوم وتشعر بأنها تسبح فوق السحاب ..اغمضت عينيها وهمست باستسلام..

.."..انا خايفة .."..

..رفع راسه وقال مسرعا ..

.."..خايفة ..من ايه.."..

..فتحت عينيها التي التمعت بغلالة رقيقة من دمعاتها..وقالت..

.."..خايفة اتوجع ..خايفة اسيب نفسي ..الاقيني ضعت.."..

..انزل بكفيه جانبا وقال بصوت قوي ..

.."..هي دي نظرتك ليا ياايمان ..اني واحد ندل ممكن يوجعك ويضيعك.."..

..اتسعت عينيها واسرعت بقولها وهي تلوح بيدها...

.."..لا ..لا والله مااقصد كدة ..انا ...انا بس من ساعة مابويا وامي ماتوا من تلات سنين وانا لقيت نفسي عايشة لوحدي ..فبقيت بخاف ..بخاف على نفسي اكتر ..وانا اللي عمري ما حسيت بحاجة اسمها خوف وانا في حضن ابويا وامي ..حطيت كل همي في شغلي وقربت من الناس اللي يهمني امرهم .."..

..شعر بغصة في حلقه ..تمنى لو كان معها وقت وفاة والديها ..يساندها ويترفق بها يكون لها الصدر لتبكي وتبوح باحزانها فوقه..اراد ان يلهيها عن تلك الذكريات الاليمة....فتكتف وقال مبتسما ..

.."..ايمان اللي عاملة فيها عبده موتة بتخاف.."..

..هزت رأسها وبملامح وجه حزينة قالت ..

.."..ايوة..يمكن اكون عاملة فيها عبده موتة زي مابتقول..بس دا عشان اخلي أي حد يفكر الف مرة قبل مايقرب مني ويحاول يأذيني ولا يدوس على قلبي .."..

..اقترب وامسك بكفيها وقال بقوة ..

.."..اسمحيلي اكون امانك ياايمان ..ارمي اي مسئولية وخصوصا مسئولية نفسك عليا انا ..واقسملك حبيبتي عمرك ماهتندمي .."..

..سحبت كفيها ونزلت بهما جانبا وهربت بعينيها من عينيه ..

..فاسرع بقوله..

.."..اسألي نفسك ياايمان  وجاوبيني..لو مش عايزاني ..انا هخرج من حياتك كزوج ..لكن بردو هتفضلي بنت عمي واللي الواجب عليا احميها واخلي بالي منها ..بس لو في قلبك حاجة ناحيتي اتكلمي وانا عمري ماهخذلك ابدا ..وهتشوفي.."..

..رجعت خطوة للوراء وهي تفرك كلتا كفيها وتنظر للجهة المعاكسة دون ان تنطق بكلمة ..

..هز ابراهيم راسه بتخاذل ..وبخطوات بطيئة اتجه للباب وهو يقول ..

.."..ردك وصلني يابنت عمي ..اوعدك مش هضايقك تاني ..واللي انتي عايزاه هنفذهولك ..تصبحي على خير.."..

..ضاق صدرها فجأة وهي تشاهده يبتعد ..لم تعي الا وهي تصيح به قبل ان يخرج بصوت عال..

.."..ابراهيم .."..

..تسمر مكانه وهو يمسك بإطار الباب..ثم التفت اليها وقال وهو يشير لأذنه ..

.."..قلتي ايه ماسمعتش .."..

..ظلت تفرك بكفيها ووجهها يكسوه اللون الاحمر وتنحنحت وهي تقول بصوت خافت ولكنه مسموع..

.."..ابراهيم ماتمشيش..خليك.."..

..رفع ابراهيم ذراعيه عاليا وهو يصيح..

.."..اشهد ان لا اله الا الله..اخيرا نطقتي.."..

..اسرع اليها وامسك بكفيها يقبلهما وهو يتسائل بالهفة..

.."..بتحبيني.."..

..لم تجد مهرب منه الا حضنه ..فغرست نفسها بحضنه تخبئ وجهها بصدره وهي تقول..

.."..ورحمة ابوك تسكت ..انا حاسة اني هايغمن عليا.."..

..ضحك ابراهيم بصوت عال وهو يحاوطها بذراعيه القوية بعد ادراكه لصعوبة الموقف عليها والذي تتعرض له لاول مرة ثم قال ..

.."..هسمع كلامك بس المرادي يامنيتي..لكن المرة الجاية لا ممكن ابدا .."..

..همست بصوت مرتعش خائف مسموع ..

.."..هو احنا لو خسرنا القضية هنعمل ايه.."..

..امسك بكتفيها وابعدها عن حضنه وهو يقول بحزم..

.."..القضية سواء خسرناها او كسبناها انتي خارج الموضوع.."..

..كانت تنظر له ببلاهة وقالت بصوت حزين باكي..

.."..يعني ايه ..هخرج هروح فين واسيبكوا ..وانت هتسيبني اخرج كدة عادي .."..

..التوت شفتيه بابتسامة جانبية وقال وهو يضمها لصدره مرة اخرى..

.."..انتي مش هتغيبي عن عينيا لحظة واحدة بعد كدة ..انا اقصد بكلامي ان جوازنا وحياتنا برة موضوع القضية ..حتى لو خسرنا القضية والمحكمة عينت عمي وصي على كل حاجة ..هاخدك انتي وجدي وعمتي ونعيش في بيت تاني ..وانا ليا شركة مستقلة عن شركات جدي ..وهنعيش حياتنا عادي ..اهم حاجة ان جدي مايزعلش ويتقبل النتيجة ..ولو حب نرفع قضية ..هارفعها عشان خاطره هو بس.."..

..احبت كثيرا ضمته وغمسها بحضنه فقالت وهي تربت فوق صدره بأصابعها ..

.."..انا هسمع الكلام وهقعد مع المدرسين واتثقف واتعلم تكاتيك وكل اللي انتو عايزينه..وان شاء الله نكسبها .."..

..اجابها مسرعا ..

.."..مافيش مدرسين ..انا اللي هعلمك كل حاجة ..عشان كل المصايب اللي بتحصل معاهم تنزل على دماغي لوحدي..وكمان هتشتغلي معايا في الشركة..زي مااتفقت مع جدي.."..

..نزعت نفسها من صدره وهي تقول ..

.."..اتفقت مع جدي على ايه..."..

..ثم كتفت ذراعيها وهي تعاود قولها بغضب ..

.."..ومصايب ايه ان شاء الله ..انا بعمل مصايب.."..

..حاول ان يحاوطها مرة اخرى بذراعيه فضربت يده ..فقال مبتسما مراوغا..

.."..حبيبتي مقصدش ..اقصد الكوارث مش المصايب .. انا قصدي ان انا جوزك وانا الاولى بتعليمك.."..

..اشاحت بوجهها جانبا وقالت وهي مازالت متكتفة الذراعين..

.."..انا هاجيب زوعرب افندي ..هو اللي يثقفني..والله الغني عن خدماتك.."..

..لوح لها ابراهيم بيده وهو يصيح..

.."..بذمتك في حد في الدنيا يجيب واحد اسمه زوعبر يتعلم منه حاجة.."..

..نظرت له بحدة وهي تشير له بأصبعها وهي تقول بصوت قوي..

.."..يعني كان هو اللي سمى نفسه ..دي امه الله يرحمها اللي مكانش بيعيشلها عيال ..فقالولها سمي اسامي وحشة عشان يعيش..ولدت تؤام.. ولد وبنت.. فسمتهم زوعرب وزوعربة..فلو سمحت متعيبش على اساميهم.."..

..انفجر ضاحكا وقال ..

.."..كمان البنت اسمها زوعربة ..وطبعا بسبب اسمها متجوزتش وقاعدة في ارابيز الاستاذ زوعبر.."..

..تخصرت وهي تقول بتفاخر ..

.."..لا ياخويا ..اتجوزت وهاجرت كمان.."..

..قطب ابراهيم جبينه وتسائل فضولا منه..

.."..هاجرت فين ..كندا ولا استراليا.."..

..نظرت له ايمان بتعالي وقالت بأنف شامخة لأعلى ..

.."..هاجرت اسوان يااستاذ ..12 ساعة بالقطر ..ربنا يردها بالسلامة ..ست كويسة اوي والله.."..

..هز ابراهيم رأسه مانعا نفسه من ان يضحك بصوت عال وقال ..

.."..هيردها..هيردها ان شاء الله..المهم دلوقتي احنا سهرنا كتير اوي يالا عشان ننام..وبكرة نتناقش في قصة الثقافة دي.."..

..ارتبكت ولوحت بكلتا ذراعيها أمامه وقالت بصوت مهزوز ..

.."..ننام..ننام ايه ..اه ماشي ..اتفضل انت من غير مطرود على اوضتك ..تصبح على خير.."..

..أشار لنفسه وقال بنبرة صوت حزينة وهو يتجه ناحيتها ..

.."..واهون عليكي يامنيتي..اهون عليكي حبيبتي تسيبيني انام لوحدي.."..

..وما ان سمعت تلك النبرة الهادئة والرجاء المتخفي ورائها صمتت تماما وتسمرت بمكانها حتى حاوط خصرها  بذراعيه ..فأجابته بصوت هادئ وثقة بقوة ضعفها أمامه..

.."..قلت تصبح على خير ياباشا وخلي الليلة تعدي على خير.."..

..امتعض وجهه غيظا وقال من بين اسنانه..

.."..طب على رأي السيد الفاضل تامر حسني ..ما تفكري الاول..انا لو مشيت من الاوضة مش هرجع تاني ..حتى لو بوستيني وقعدتي تترجي فيا ..بردو مش هارجع ..ففكري كويس يابنت عمي قبل مالفرصة تضيع من ايدك .."..

..هزت رأسها بالنفي وقالت بصوت قوي وهي تزيح ذراعيه وتتخصر..

.."..فكرت ياعم الفرصة  ..وبقولك لأ..وحط في دماغك ..كلام الست الكبيرة أم كلثوم ..انما للصبر حدود.."..

..قال بصوت جاد ..

.."..انتي الخسرانة ..انا ماشي اهو ..تصبحي على خير.."..

..وبدل ما ان يتجه للباب ..اتجه اليها ليفاجئها بمحاوطة وجهها بكفيه مقبلا شفتيها ثم نظر اليها وقال وهو يضرب بأصبعه جبهتها..

.."..من هنا ورايح دا اللي يحصل قبل ماننام واول حاجة لما نصحى ..اظن مفهوم ..انا رايح اوضتي .."..

..اسرع بخطواته خارج الغرفة قبل ان يفقد زمام الامور وتخسر ثقتها به.. 

..أما هي فكانت تنظر للفراغ بفاه مفتوح ولكنها وعت لنفسها عندما سمعت صوت الباب وهو يغلق بقوة ..جلست فوق حافة الفراش وهي تقول هامسة ببلاهة لنفسها ..

.."..هو انا صاحية ولا نايمة ..لمست شفتيها المتورمة من اثر قبلاته ..فوضعت كلتا كفيها فوق وجهها تختبئ من نفسها خجلا وهي تضحك سرا..رمت بنفسها فوق الفراش تنظر لسقف غرفتها وتقول بسعادة لم تشعر بها من قبل ..

.."..بيحبني ..بيحبني انا .."..

..امسكت بوسادتها واحتضنتها والابتسامة الواسعة تزين وجهها ..اغمضت عينيها وهي تهمس قائلة ..

..".. قالي انا امانك .. وانا موافقة ياباشا.."..

..ولم يمضي القليل من الوقت والا وهي تنعم بنوم عميق مصاحب لحلم تحقق فيه كل ماتريده دون خجل او مقاطعة..

..وما ان أتى الصباح حتى كان الجميع حول مائدة الافطار ماعدا ابراهيم وزوجته..نظر مراد بتأفف لساعته وقال ..

.."..ابراهيم اتأخر ..دي اول مرة تحصل ..دا كان اول واحد يقعد على السفرة .."..

..التقطت زهرة زيتونة بشوكتها وقالت قبل ان تضعها داخل فمها..

.."..الولاد سهروا و عشان كدة اتاخروا في النوم انهاردة..ربع ساعة وهينزلوا.."..

..واثناء ذلك كان ابراهيم عاقدا ذراعيه.. يستند بكتفه على الحائط بجانب باب غرفة ايمان التي فزعت اول ما راته عند خروجها من الغرفة ..فصاحت به قائلة وهي تضع كفها فوق صدرها..

.."..بسم الله الرحمن الرحيم ..ايه اللي موقفك كدة ياباشا.."..

..اجفلت عندما قام بتقبيلها وهو يقول أمام وجهها المكسو بالاحمرار ..

.."..مش انا قلتلك ان اول مانصحي وقبل ماتنامي لازم يحصل كدة.."..

..دفعته بقوة وقالت بذعر وهي تلتفت برأسها يمينا ويسارا..

.."..وبعدين معاك ..ايه مش خايف حد يقفشنا ويطلبلنا بوليس الاداب.."..

..ضحك بصوت عال وجعلها تتابط ذراعه وقال وهي تنزل معه درجات السلم غصبا .. 

.."..ماتقلقيش ..معانا ورقة رسمية تخليهم يحطونا مع بعض في زنزانة واحدة.."..

..ابتسمت بخجل وهي تنظر للناحية المعاكسة دون رد ..وعند اقترابهم من منضدة الطعام هب مراد واقفا وقال بصوت غاضب ..

.."..ايه ياابراهيم التأخير دا كله ..يالا عشان توصلني لعربيتي وبعدين نروح الشركة سوا..."..

..جلس ابراهيم بجانب زوجته بعد ان القى بالتحية لجده وعمته دون ان يعير لذاك العصبي المزاج أي اهتمام وقال وهو يضع قطعة من الجبن فوق طبقه ..

.."..وانا اوصلك ليه ..خلي إمام يوصلك ياذكي ..وانا هحصلك  كمان ساعة على الشركة.."..

..ضرب مراد جبهته وهو يقول ..

.."..ايوة صح..انا غبي .."..

..هز ابراهيم رأسه بالايجاب وقال ..

.."..دي حاجة كلنا عارفينها .."..

..امتعض وجه مراد ولكنه قام بتقبيل رأس جده وعمته  وقال وهو يتجه لباب الفيلا ..

.."..انا ماشي سلام .."..

..نظر ابراهيم لإيمان التي تغمس وجهها بطبقها دون ان تضع لقمة واحدة بفمها فقال..

.."..هتيجي معايا الشركة عشان هعرفك على شغلك الجديد.."..

..رفعت ايمان رأسها التي هزتها بالايجاب ونظرت اليه بسعادة ..

..امسكت زهرة بكف إيمان وقالت لابراهيم..

.."..سيب ايمان معايا انهاردة ..وبكرة ان شاء الله تروح معاك..انا عايزاها تروح معايا كام مشوار.."..

..قال ابراهيم بنزق وضيق ..

.."..ضروري يعني ياعمتي المشواير دي انهاردة .."..

..اجابته بصوت جاد ..

.."..ايوة ضروري ..واتفضل كمل فطارك عشان متتأخرش اكتر من كدة.."..

..اختلس ابراهيم نظرات ذات معنى لإيمان وتابعها بغمزات واشارة برأسه للباب..ولكنها اشارت له بيدها وهي تقول بصوت مسموع ..

.."..ايه عايز ايه .."..

..تنهد بيأس وهو ينظر اليها شزرا ثم قال وهو يستقم بوقفته ثم مال يقبل رأسها ..

.."..عايز سلامتك يابنت عمي ..انا ماشي.."..

..مطت شفتيها بطريقة طفولية ولوحت له بيدها مودعة اياه ..

..وما ان خرج من الفيلا ..حتى مالت ايمان ناحية عمتها وهي تتسائل ..

.."..مشواير ايه ياعمتي اللي هنروحها من صباحية ربنا دي.."..

..مسحت زهرة شفتيها بمحرمة صغيرة ثم قالت..

.."..اول مشوار هنروحه الزومبا..وبعد كدة هنروح نعمل شوبينج.."..

..رفعت ايمان حاجبها وهي تقول..

.."..ماتقولي ياعمتي مشواير ايه اللي هنروحها انا بسالك.."..

..نظرت لها عمتها بتعجب وصاحت بها ..

.."..مانا قلت يابنت ..ايه مسمعتنيش .."..

..قالت ايمان بتذمر واضح..

.."..ياعمتي انتي رايحة تعملي زومبا في واحدة صاحبتك ..طب انا مالي..وبعد كدة هتروحي تعملي شوربة بينج ..صحيح معرفش هتعمليها فين ولا لمين بس انا بردو مالي ..مش كنتي سيبتيني روحت مع جوزي اعرف ايه الشغلانة اللي مستنياني ....

#افكار_مطرقعة

#عروستي_ميكانيكي 

بقلم سما نورالدين


المشهد 35


..فغر فاه العمة واتسعت عيناها ولم تستطع ان تنطق بكلمة واحدة ..لم يقطع هذا الصمت الذي عم المكان فجأة سوى صوت ضحكات الجد العالية ..انتقلت ايمان بعينيها بين الجد الضاحك والعمة المذهولة بتعجب..فوقفت واتجهت لجدها وجلست بجانبه وهي تميل ناحية وجهه وتقول متسائلة بعد ان هدات ضحكاته..

.."..جدي ياحبيبي انت تعرف صاحبتها اللي عايزة عمتي تفقعها الزومبة .."..

..سكتت ضحكاته وهو ينظر اليها متعجبا صامتا..ثم عاودت صوت ضحكاته تصدح عاليا وهو يهز رأسه بالنفي..

..قالت العمة وهي تنظر بصدمة للجد العجوز..

.."..سمعت يا بابا البنت دي قالت ايه .. "..

..اجابها بايماءة وهو يحاول ان يتنفس بقوة ..فأشارت ايمان لنفسها وهي تقول بتعجب..

.."..هو انا قلت حاجة عجيبة ولا حاجة ياجدي.."..

..ربت الجد فوق وجنتها وهو يقول بحنو ..

.."..لا يا حبيبة جدك ...المهم دلوقتي خلصي فطارك واسمعي كلام عمتك و روحي معاها.."..

..امسكت ايمان بكف جدها وطبعت فوق راحته قبلة قوية وهي تقول غامزة اياه..

.."..طب والنعمة انت المز والباقي هلس ياجدجود ياعسل.."..

..صدحت ضحكات الجد من جديد مصاحبا لصياح العمة ..

.."..وبعدين معاكي يابنت انتي ..يالا قومي معايا .."..

..هبت ايمان لتقف وهي تهندم من بلوزتها قائلة بتأفف..

.."..اتفضلي ياعمتي لما نشوف اخرتها.."..

..اثار انتباههم رنين باب البيت ليجدوا المحامي كمال متوجها اليهم بابتسامة هادئة وعينان لا تحيد عن عيني زهرة 

فقال ..

.."..صباح الخير .."..

..فلوحت ايمان بيدها وهي تصيح ..

.."..صباح الورد ياحج كمال ..اتفضل اتفضل حماتك بتحبك .."..

..قام كمال بمصافحة الجد العجوز واجاب وهو ينظر لزهرة يحييها بإيماءة براسه..

.."..وانا بموت في بنتها والله يا بنتي بس هي توافق .."..

..نظرت زهرة شزرا لإيمان وهي تقول من بين اسنانها بغيظ..

.."..اتفضل ياكمال ..انا للأسف مش هقدر اقعد معاك..ورايا كذا مشوار انا وايمان.."..

..مالت ايمان بجذعها للامام قليلا وقالت هامسة لكمال..

.."..ايوة ياباشا رايحيبن نفقع ذونب ونعمل شوربات مبنجة .."..

..اتسعت عيني كمال تعجبا وقال وهو ينتقل بنظره عبر الجميع ..

.."..هو في ايه يا جماعة انا مش فاهم حاجة .."..

..اقتربت زهرة من ايمان وقرصتها بجانبها وهي تقول بصوت قوي يشوبه الغيظ ..

.."..مافيش حاجة ياكمال .."..

..امسكت مرفق ايمان التي كتمت تأوهها بصوت مكتوم واستطردت زهرة قولها ..

.."..يالا معايا عشان منتأخرش .."..

..هب كمال واقفا بسرعة وهو يقول ..

.."..انا ممكن اوصلكم لأي مكان .."..

..نظر له الجد وتسائل..

.."..هتمشي ..اومال انت جاي ليه .."..

..تلكأ كمال وهو يقول بابتسامة ..

.."..انا ياعمي جيت عشان.. اقعد معاك ونتكلم بخصوص عقود الصفقة الاخيرة ..وكنت كمان ..عايز مدام زهرة في موضوع بيع فيلتها اللي في الساحل ..فا ....فقلت اتكلم معاها وانا بوصلها .."..

..هز الجد راسه بعد ادراكه لما يحدث وقال وهو يسير بكرسيه ناحية غرفته ..

.."..كدة ..طيب ..خليه يوصلك يازهرة ...ومتتأخرش عليا ياكمال..وانتي كمان يازهرة متتأخريش في مشاويرك انتي وحفيدتي ..".. 

..نظرت زهرة لكمال بغيظ وهي تقول بضيق..

.."..حاضر يابابا..".. 

..استدارت زهرة حول طاولة الطعام لتقف بقبالة كمالة مكتفة ذراعيها وقالت بصوت حاد غاضب..

.."..فيلا ايه اللي عايز تكلمني عنها..انت مش كل شوية تكلمني في التليفون عشانها وكل مرة واحد مشتري مختلف ..لغاية انا مازهقت وقلتلك اللي تشوفه مناسب بيعهاله وخلصني .."..

..جلست ايمان فوق كرسيها تشاهد مايحدث بعينين تشع قلوبا حمراء وهي تلتقط قطعة من الجبن وترميها داخل فمها لتسمع كمال وهو يقول هائما بعينيه...

.."..ما فعلا شوفت يازهرة ..واحد مناسب جدا ..و عشان كدة جيت.."..

اشار بيده ناحية الباب وهو يقول ..

.."..اتفضلي معايا وهفهمك كل حاجة وانا بوصلك.."..

..تنهدت زهرة بياس وهي تقول بحدة ..

.."..اتفضل.."..

..مشت خطوتين ثم توقفت وهي تشير لرأسها وتقول ..

.."..انا حاسة اني ناسية حاجة.."..

..التفتت زهرة حول نفسها وهي تنظر بكل الاتجاهات لتجد ايمان جالسة تنظر لحبة من حبات فاكهة المانجو تتحدث معها كالبلهاء وتقول ..

.."..حبيبتي يامانجتي..مع اني معرفش ايه اللي جابك وسط الفطار الهلس دا ...بس انتي اجدع واحدة وسطيهم ..كان نفسي والله اقعد معاكي ونشرد بعض ..انا اقشرك وانتي تلغوصيني ..بس انا عارفة شكلي انا وانتي بعد مانخلص على بعض هيبقى بهدلة وقلة قيمة ..ويمكن يطلبولنا البوليس..فخليكي هنا ولما ارجع نطلع انا وانتي نطلع الاوضة ونبهدل بعضينا بهدلة محدش اتبهدلها قبل كدة.."..

..صرخت بها زهرة وهي تقول..

.."..انتي اتجننتي يابنت .."..

..اجفلت ايمان ورمت بحبة المانجو لتضع كفها فوق صدرها قائلة بخوف..

.."..ايه ياعمتي فزعتيني..انتي مش كنتي ماشية .."..

..اشارت لها بعصبية وهي تهتف بها ..

.."..قومي قدامي ..جننتيني.."..

..وقفت ايمان واستدارت لتتجه ناحيتها وهي تقول ..

.."..ياحبيبتي انتي رايحة مع الحج العسل دا تتكلموا في شغل ..انا بقى هخلي اسطى أومؤم يوصلني لجوزي في الشركة ......."..

..تقطب جبين ايمان وضاقت عينيها واستطردت قولها ..

.."..يادي الخيبة ..دا الواد مراد خد إمام يوصله ..ع العموم ملحوقة ..العسل الحج كمال ياخدني في سكته ويوصلني ..ولا ايه ياعسل.."..

..قالت كلمتها الاخيرة وهي تنظر لكمال الذي هز رأسه بالايجاب وابتسامة واسعة تفترش ملامحه..

..ضربتها العمة زهرة فوق كتفيها وقالت وهي تتأبط ذراعها بالقوة ..

.."..انتي هتيجي معايا فاهمة ولا لا...وياريت تسكتي خالص لغاية مانوصل .."..

..تأففت ايمان ومشت معها مرغمة وهي تقول ..

.."..طيب طيب ..حكم القوي ع الضعيف.."..

..واثناء ذلك عندما وصل مراد أمام المشفى الصغير ..وقف امام البوابة وهو يأخذ نفسا عميقا استعداد لما ينتويه ..دلف للداخل يبحث بعينيه عن تلك التي خطفت نبضات قلبه بأكملها ..فوقف امام موظفة الاستقبال والتي تجلس امام مكتب خشبي متهالك بعض الشئ..وقال..

.."..صباح الخير ياأنسة ..انا بسال عن الدكتورة اسيا .."..

..تهللت اسارير الموظفة وهي تنظر بإعجاب شديد لذلك الشاب والذي يتسم بالوسامة والثراء وقالت وهي تشير ناحية غرفة بأخر الممر..

.."..حضرتك هي دلوقتي في اوضة الكشف معاها حالة بتكشف عليها ...اي خدمة يابيه ..انا تحت امرك .."..

..هز مراد رأسه وقال بابتسامة خفيفة تزين شفتيه ..

.."..thanks..انا هستنى لما تخلص .."

فغرت الموظفة فاهها وهي تهمس بلوعة ..

.."..اتفضل حضرتك.."..

..اختار مراد كرسي قريب من الممر وكاد ان يجلس فوقه ولكنه استقام مسرعا فور رؤية اسيا تخرج من الغرفة وبجانبها سيدة ترتدي عباءة سوداء بمقتبل عمرها تدعو للطبيبة الصغيرة ..

.."..اللهي يخليكي لينا ياحبيبتي ..والله لولاكي انا كنت روحت في داهية بسبب الاعشاب اللي شربتهالي اللي تنشك سلفتي ..ربنا يستر عرضك يا دكتورة .."..

..ربتت اسيا فوق كتفها وهي تقول ..

.."..زي ما قولتلك اوعي تنسي تاخدي الدوا في مواعيده ..ومعادنا الاسبوع الجاي ان شاء الله .."..

..انتبهت اسيا لذاك الشاب الذي يقف بنهاية الممر فلم تسمع ماقالته السيدة التي صافحتها بحرارة و تركتها متجهة لباب المشفى الصغير ..

..اتجهت اسيا ناحية الشاب ووقفت قائلة بعد ما وضعت كلتا كفيها بجيبي بالطوها الابيض ..

.."..مش حضرتك اللي كنت هنا امبارح بالليل .."..

..تلجم مراد وبحث عن صوته ولكنه فشل فلم يجد غير ان يهز رأسه بالايجاب..

..ضيقت اسيا عينيها وهي تتسائل..

.."..خير حضرتك ..حصل حاجة .."..

..استطاع مراد اخيرا ان يجد صوته المبحوح الي نطق به..

.."..ايوة حصل حاجة ..حاسس بألم شديد يادكتورة ..والمسكن معملش حاجة .."..

..وقبل ان تجيب اسيا...اجفلهم جميعا صراخ بنت صغيرة دلفت للداخل مهرولة تصرخ بصوت عال..

.."..حد يلحقني...امي..امي بتموت ياناس ..ابوس ايديكم الحقوني.."..

..جرت اسيا ناحيتها لتمسك بكتفيها محاولة منها لتهدئتها وهي تقول ..

.."..اهدي..اهدي..وفهميني براحة..امك فين ومالها.."..

..عاودت الفتاة الصغيرة الصراخ وهي تمسك بذراع اسيا تحاول بقوة سحبها للخارج وهي تهتف..

.."..تعالي معايا ابوس ايدك نلحقها..انا سايباها واقعة في الصالة والجيران حواليها.. امي هاتموت ..". 

..هزت اسيا راسها بالايجاب وهي تقول ..

.."..حاضر ..حاضر ..جاية معاكي.."..

..صاحت اسيا للممرضة ..

.."..هاتي الشنطة ياأمل لو سمحتي .."..

..اسرعت امل لتحضر الحقيبة الطبية لأسيا وقالت لها وهي تعطيها اياها..

.."..بلاش يا دكتورة اسيا ممنوع الدكاترة الستات تروح زيارات خارجية..استني دكتور عماد لما ييجي .."..

..امسكت اسيا بالحقيبة وقالت بامتعاض ..

.."..وهو الدكتور عماد بتاعكم دا بييجي في معاده..لو استنناه ..يبقى الله يرحم الست الغلبانة ..انا لازم اروح مافيش حل تاني .."..

..اسرعت اسيا بالخروج هي والفتاة التي لم تصمت ابدا وظلت تتكرر بطلبها لنجدة والدتها ..ليسير مراد الذي رأي وسمع كل شيء ورائهم ..

..سألت اسيا الفتاة عن عنوانها وعندما افصحت عنه الفتاة وجدت انه بعيدا ويجب الوصول سريعا ..ظلت تنظر يمينا ويسارا بالشارع لعلها تجد ولو توكتوك صغير يقلهما لوجهتنا ولكن بدون جدوى ..لتجد من يقف امامهما بسيارته ويقول وهو يفتح باب السيارة الجانبي ..

.."..اتفضلوا انا هوصلكوا ..يالا .."..

..اسرعت الفتاة الصغيرة بركوب السيارة وهي تهتف برجاء باكي..

.."..يالا يالا يادكتورة ..يالا الله يخليكي.."..

..امتعض وجه الطبيبة رفضا لذاك المأزق ولكنها اضطرت للركوب بعد تكرار صراخ الفتاة بقوة ..

..شعر مراد بازدياد ضربات قلبه وبصدره منتشيا وهو يمتلأ بعطر انفاسها حتى وان كانت انفاس غاضبة ..

..وبعد ربع ساعة كان مراد يقف بصالة ضيقة خالية من الاثاث تقريبا وان كان الموجود متهالكا ولا يصلح من الاساس ..وفوق اريكة كانت تنام تلك السيدة ضعيفة البنية تفتح عينيها بصعوبة وهي تهمس بضعف ..

.."..هو ايه اللي حصل .."..

..ارتمت الفتاة الصغيرة فوق صدر امها وهي تبكي وتقول ..

.."..الحمد لله...الحمد لله ..كدة ياما تخضيني عليكي .."..

..وقفت الطبيبة تلملم حاجياتها القابعة فوق طاولة خشبية صغيرة..لتضعها بحقيبتها الطبية وهي تقول ..

.."..حمدالله ع السلامة ياست نعيمة ..حد بردوا يبقى عنده السكر وينسى ياخد الانسولين في معاده.."..

..رفعت السيدة عينيها ببطئ وهي تقول ..

.."..الله يسلمك يابنتي ..معلش ..اصلي نسيت.."..

..رفعت الفتاة رأسها من فوق صدر امها وهي تهتف غاضبة ..

.."..لا ياما انتي مانسيتيش ..انتي مرضيتيش تشتريه عشان توفري تمنه وتدهوني ادفع فلوس الدرس .."..

..اغمضت السيدة عينيها خوفا من انسياب دمعاتها التي هربت رغما عنها فوق وجنتيها وهي تهمس بضعف ..

.."..بس يابنتي ..اسكتي .."..

..نست الفتاة بمن يقف حولها مثل جيرانها والطبيبة وذاك الذي يقف بزواية بعيدة بجانب الباب وهتفت ..

.."..لا ياما مش هسكت ...انا مش هكمل دراسة ومش هاخد دروس تاني ..وهنزل اشتغل ..انا مش هستني لغاية ماشوفك تضيعي مني خالص .."..

..تنحنحت الطبيبة حرجا وقالت وهي تمد يدها بورقة الوصفة الطبية لاحدى السيدات الواقفات ..

.."..ياريت حد يجيب الدوا دا .."..

..ترددت السيدة في اخذ الورقة وهي تنظر لمن حولها بانكسار لتجد من يلتقطها بدلا منها وهو يقول ..

.."..انا هاجيب العلاج..اتفضلي معايا يادكتورة اوصلك المستشفى وبعدين ارجع ليهم بالدوا.."..

..عم الصمت المكان ليجد مراد نفسه محل تحديق الجميع به ..قالت الفتاة الصغيرة بصوت هادئ وهي تمد يدها لاخذ الورقة منه..

.."..شكرا يااستاذ..حضرتك انا اللي هجيب العلاج بتاع امي .."..

..طوى مراد الورقة ووضعها بجيب سترته الداخلية وهو يقول بحزم ..

.."..انتي تستنيني هنا انتي ووالدتك ..فاهمة .."..

..نظر مراد للسيدة المريضة والتي كانت تحدق به ..

.."..سلامتك ياست نعيمة ..انا عزمت نفسي اشرب قهوة هنا ببيتك وسط جيرانك ..ممكن ولا حضرتك عندك مانع.."..

..ابتسمت السيدة بوهن واضح وقالت ..

.."..تيآنس وتشرف يابني .."..

..نظر مراد لأسيا التي كانت تحدق به بدورها وقال ..

.."..دلوقتي نقدر نمشي.."..

..تشبثت اسيا بحقيبتها وغادرت معه وما ان خرجت للشارع الضيق قالت وهي تنظر حولها . 

.."..انا هركب توكتوك ..اتفضل حضرتك ..وشكرا للي عملته معانا واللي لسة ناوي تعمله.."..

..اشار لها مراد لتسير بجانبه وهو يقول ..

.."..ياريت حضرتك تمشي معايا لغاية العربية لاني مصمم اني زي مااخدتك من قدام المستشفى ارجعك تاني ..دا غير ان حضرتك يا دكتورة مسمعتيش مني انا جيت ليه..فلو عايزة تشكريني بجد اتفضلي معايا.."..

..انصاعت اسيا لطلبه على مضض ومشت بجانبه وانتابها الفضول لتسأله ما ان وطئت بقدميها داخل سيارته..

.."..انت ناوي تعمل ايه مع الست وبنتها..". 

..التوت شفتي مراد بابتسامة جانبية وهو يقول ..

.."..ولو ان الكلام عن فعل الخير فيه شيء من الحرج..لكن انا هقولك اشباعا لفضولك على الاقل.."..

..اتسعت عيني اسيا وقالت بصوت جاد وهي تشير لنفسها ..

.."..انا فضولية ..لا يا استاذ انا مسمحلكش..انا كل اللي يهمني البنت ومامتها ..كنت عايزة اطمن عليهم مش اكتر ..". 

..التفت اليها مراد وهو يرفع يده استسلاما ويقول..

.."..انا اسف يا دكتورة مقصدتش المعني الحرفي للكلمة..وياستي متقلقيش على البنت ومامتها ..من دلوقتي بقوا في عهدة شركتنا ..في قسم لفعل الخير عندنا ..عبارة عن منح للطلبة الغير قادرين..وتدريب عمالة وتشغيلهم بمصانعنا ..رجالة وستات..الست دي هخليها تتدرب وتشتغل في المصنع بتاعنا ..بس عمتي هي اللي بتتولى القسم دا .."..

..رمشت اسيا عدة مرات وقالت وهي تنظر لجانب الطريق الضيق المؤدي لمشفاها الصغيرة ...

.."..ربنا يزيدكم ..وجزاكم الله خيرا .."..

..اجابها مراد مبتسما ..

.."..الصراحة انك انتي السبب يادكتورة في الخير دا..لو مكنتش جيت عشان اشوفك ..قصدي عشان تكشفي على الجرح اللي في راسي ..مكنتش شوفت البنت ولا مامتها.."..

..تنحنحت اسيا وقالت وهي تنظر للطريق امامها بعد ما اكتسى الاحمرار وجنتيها..

.."..لو سمحت نزلني هنا ..وانا هكملها مشي للمستشفى ..لو سمحت.."..

..وبدأت العادة بينهما بانصياعه لامرها ليقف بالسيارة على جانب الطريق..وهو يقول .

.."..اسمحيلي اجي لحضرتك بكرة عشان مانفعش انهاردة تكشفي على الجرح.."..

..امسكت اسيا بمقبض بابها وقالت قبل ان تفتحه..

.."..ولو ان جرحك الصغير مش محتاج حد يشوفه ..بس اتفضل وانا هاخلي الدكتور عماد يشوفهولك ويطمنك .."..

..اسرع مراد بقوله ...

.."..محدش في اي مستشفى في العالم يقدر يعالجني غيرك يا دكتورة..اشوفك بكرة.."..

..لا تعلم اسيا وهي تخرج من السيارة بعد سماعها لكلماته ما السبب وراء ازدياد ضربات قلبها بهذا الشكل المفاجئ ..ولا تدري لماذا وجنتيها تشع منهما تلك الحرارة الشديدة ..ولكنها وبخت نفسها بقوة عندما استدارت وهي تقف عند باب المشفى لتراه ان كان رحل ام لا فوجدته يلوح لها بذراعه ووجهه مزين بابتسامة زادت من وسامته..فدلفت داخل المشفى بخطوات سريعة وهي تسأل نفسها ..ان كانت ابتسمت ولوحت له ام لا .......

.....كل ذلك وكانت ايمان تتأفف داخل سيارة كمال وتتسائل بصوت عال..

.."..ياعمتي ماتوديني الشركة عند جوزي ..عايزة اعرف موضبلي شغلانة ايه هناك في الشركة ..بدل مانا قاعدة زي دكر البط البلدي لا شغلة ولا مشغلة .."..

..تكتفت زهرة وهي تنظر لجانب الطريق عبر نافذتها الزجاجية وقالت بصوت جاد ..

.."..بطلي غلبة ..انا قلت تيجي معايا يعني تيجي معايا ..وعودي نفسك ان كل مشاويري هتيجي فيها معايا.."..

..همست ايمان بضيق لنفسها..

.."..انا مالي بمشواير الزومبا دي بس ياربنا.."..

..اختلس كمال نظرة جانبية لتلك العنيدة التي تعذبه منذ سنين ومع ذلك لم يستطع ان يتركها او يكف عن حبها فقام بتشغيل اغنية عبر مسجل السيارة والتي كانت عبارة عن ..

''''"..انا والعذاب وهواك عايشين لبعضينا ..

اخرتها ايه وياك ياللي انت ناسينا

عهد الهوى صنته وعمري ماخنته ولا بعت ايامه

في حبي خبيته وبقلبي غنيته وعشقت انغامه

وقلت اغنية وياك ياقاسي 

بعدت عني وفضلت اقاسي """"""

..اعوجت شفتي ايمان وهي تنظر لانعكاس عينين كمال بالمرآة الامامية المعلقة بسقف السيارة..فصاحت بصوت عال..

.."...قطعت قلبي اقسم بالله يا عم كمال..ماتحني عليه ياعمتي.الراجل حالته صعبة.."..

..اتسعت عيني كمال وهو ينظر لها عبر مرآته ثم نظر لزهرة التي استدارت بجذعها تهدر ببنت اخيها بغضب..

.."..عارفة لو سمعت صوتك تاني هعمل فيكي ايه.."..

..مطت ايمان شفتيها وهي تقول بتأفف بعد ضرب شفتيها باصابعها..

.."..اديني قفلت بوقي..اصل اللي يقول الحق في الزمن دا يدوسه القطر.."..

..نظرت زهرة لكمال شزرا وهي تصيح به ..

.."..ممكن تقفل الاغنية البايخة دي عشان عندي صداع.."..

..ابتسم كمال وهو يميل ويغلق المسجل وقال ..

.."..سلامتك يازهرتي .."..

..هتفت به زهرة باعتراض ..

.."..كماااال.."..

..التفت كمال ورائه وهو يقول بضيق ..

.."..عندك حق يابنتي في كل اللي قلتيه ..بس اعمل ايه بحب القطر وهو مش حاسس بيا.."..

..فاجابته ايمان مسرعة..

.."..اقف قصاده وخده بالحضن ياباشا وهو مش هيهون عليه يدوسك .."..

..شهقت زهرة بصوت عال بعد ما صدحت اصوات ضحكات كمال عاليا..لتصيح بهما زهرة بصوت عال ..

.."..وبعدين معاكم انتو الاتنين .."..

..اشار كمال بيده ناحية بوابة النادي وقال..

.."..ولا بعدين ولا قبلين ياستي ..وصلنا اهو للاسف.."..

..اعتدلت زهرة بجلستها وهي تقول بتأفف..

.."..أحسن بردو.."..

..وقف كمال بالسيارة أمام بوابة النادي فنزلت ايمان من السيارة لتنظر بتعجب حول هذا المكان الواسع ..رفعت راسها لتقرأ اسم النادي المكتوب فاتسعت عينيها ثم ضربت كفيها بغضب وهي تقول..

.."..نادي الصيد..ياصبر ايوب ياجدعان...سايبين حالنا ومحتالنا وجايين نصطاد ..اروح فين بس يا ربنا واجي منين...وكمان جايين من غير لا شبكة ولا صنارة .. واصلا ياجدعان انا مابحبش السمك..استغفر الله العظيم يارب..."..

..ضربت زهرة مؤخرة رأس ايمان بيدها وهي تقول بصوت حاد..

.."..قلت اسكتي شوية وبطلي لماضة..يالا امسكي الشنطة دي .."..

التفتت زهرة ومالت بجذعها وهي تنظر لكمال من خلال نافذة باب السيارة الجانبي وقالت..

.."..شكرا ياكمال..وزي ما قولتلك اللي تلاقيه من وجهة نظرك مناسب لشرا الفيلا على طول ابدأ بالاجراءات ..باي باي ياكمال...."..

..هز كمال راسه وبملامح جامدة كصوته قال..

.."..امرك يازهرة هانم.."..

..رمشت زهرة وهربت بعينيها بعيدا ثم اعتدلت بوقفتها لتتأبط ذراع ايمان التي قالت...

.."..حرام عليكي اللي بتعمليه في الجدع دا..طب والله دا بيموت فيكي ..حد يلاقي مز بشعر ابيض كدة ويسيبه .."..

..همست زهرة بصوت حزين ..

.."..قلت بس ياايمان وامشي معايا.."..

..تنهدت ايمان وقالت ..

.."..ماشي نمشي ..وياترى بقى السمك اللي احنا مش هنعرف نصطاده دا ..هناكله مقلي ولا مشوي.."..

..لم تجب زهرة وظل تفكيرها معلق بذاك الذي جرحته للمرة التي فقدت فيها ادراك العدد وهمست لنفسها وكأنها تتحدث معه..

..".. سامحني ياكمال.."..

..دلفت ايمان هي وعمتها داخل غرفة تبديل الملابس ..لتقف زهرة أمام دولاب معدني لتبدا بوضع حاجياتها الشخصية داخله وبدات بتبديل ملابسها بزي رياضي لتفعل ايمان مثلها بالضبط ولكن على مضض وتأفف لم تنجو منه زهرة .. وبعد ان انتهيا جلست ايمان فوق المقعد الخشبي الطويل ثم استندت بوجنتيها فوق كفيها وقالت ..

.."..عمتي ..انتي مش واخدة بالك...اني مش أد المكان دا وممكن اعك الدنيا هنا.."..

..جلست بجانبها زهرة وربتت فوق كتفيها ثم حاوطتها واستندت بذقنها فرق كتفها وقالت...

..."..انتي اد المكان دا عشر مرات كمان ..هو اللي مش ادك..انتي دلوقتي ايمان هانم المليونيرة حفيدة حافظ بيه الملياردير المعروف .."..

..رفعت زهرة ذقنها عن كتف ايمان ثم امسكت بذقنها وادراتها ليكون وجهها بقبالة وجه ايمان وقالت ..

.."..تبقي اده ولا مش اده..وكمان انتي لازم تتعودي على المجتمع الجديد اللي هتعيشي فيه.."..

..نظرت ايمان بقوة لعمتها وقالت ..

.."..واللي مستغني ياعمتي يعمل ايه طيب.."..

..اجابتها زهرة وهي تنظر اليها بنفس القوة..

.."..اللي مستغني لازم يفكر في اللي حواليه ..وبقدر المستطاع يساعدهم ..طالما مش هيخسر حاجة..ولا ايه رايك يا بنت اخويا..". 

..هزت ايمان راسها بالايجاب وقالت بصوت هادئ ..

.."..حاضر ياعمتي ..عشان خاطركوا كلكوا هعمل كل اللي انتو عايزينه.."..

..قبلتها زهرة قبلة قوية فوق وجنتها وقالت وهي تمسك بذراعها لتقف..

.."..طب يالا نلحق تدريب الزومبا عشان زمانه بدا من ربع ساعة.."..

..سارت ايمان بجانبها وهي تقول..

..".. يالا بينا لما نشوف هنفقعها في مين.."..

..وقفت ايمان عند باب صالة التدريب متسعة العينين وفاغرة الفاه ..سحبتها زهرة لتقف بجانبها بنهاية الصالة وقالت بصوت عال ..

.."..زي مابيعملوا اعملي ياايمان.."..

..صاحت ايمان بصوت عال ..

.."..حد قالك ياعمتي اني بعد الشر ملبوسة ولا حاجة..جايباني احضر زار ياعمتي..طب انتي و عليكي عفريتة اسمها نوجا..وشكل الستات دي كلها عندها نفس العفريتة ....انا مااااالي...ياعمتي الله يكرمك..خرجيني من هنا ..اللهي تنستري بدل ماعفريتة تخرج من هنا ولا هنا وتلبسني انا.."..

..هدرت بها زهرة قائلة ...

..يالا ياايمان بلاش دلع ..دي تمارين رياضية هتخلي عندك لياقة بدنية وتحافظ على جسمك ..يالا حبيبي ابداي معايا.."...

..زفرت ايمان وبدأت بتحريك ذراعيها وارجلها على تلك النغمات الصاخبة..وبعد ساعة تقريبا اتجهت زهرة لحمام السباحة الداخلي الخاص بالنادي ساحبة ورائها تلك اللاهثة بصعوبة لانفاسها ..قالت زهرة..

.."..تعالي نغير هدومنا وننزل البسين شوية .."..

..اسرعت ايمان بالجلوس حول طاولة صغيرة وهي تقول..

.."..والله العظيم مانا قايمة من مطرحي..دا عضمي اتكسر من كتر الهبد اللي اتهبدناه من شوية..وكمان الحمد لله مابعرفش أعوم عشان نعوم سوا زي ماقلتي وننزل البيسي...اتفضلي حضرتك عومي براحتك ..وانا هستناكي هنا.."..

..تنهدت زهرة بياس وقالت وهي تتجه للحمام..

.."..انتي حرة بس لازم تتعلمي العوم انا هقول لابراهيم.."..

..رمت ايمان برأسها فوق الطاولة وقالت ..

.."..قولي اللي انتي عايزة تقوليه..انا عايزة انام شوية ...اه ياعضمي ياني .."..

..وبعد برهة من الوقت رفعت ايمان راسها لتجد عمتها تغدو الحمام ذهابا وايابا ..فتمتمت ايمان وابتسامة تزين وجهها..

.."..ماشاء الله عليكي ياعمتي .."..

..اثار انتباه ايمان عندما وصل لمسامعها حديث تلك السيدتان الجالستان حول الطاولة التي بجانب طاولتها وهما يقولان بصوت يملؤه الحقد والغيظ..

.."..شايفة زهرة بتعوم ازاي ..ولا اكنها بنت عندها 20 سنة..المفروض اللي زيها ماتظهرش خالص خصوصا بعد اللي عملته في جوزها الله يرحمه...والكارثة الاكبر ان استاذ كبير زي كمال المحامي بيحبها ..وبيتمنى يتجوزها..حاجة تغيظ ..فيها ايه يعني عشان تخلي واحد زيه يحبها كدة ..دي واحدة معقدة وبتتعالج عند طبيب نفسي .."..

..ارتفع الدم بأوردة راس ايمان فضربت الطاولة بكلتا كفيها ثم اتجهت للسيدتين ووقفت بينهما لتفاجئهما بامساكها لياقتي بلوزتهما من الخلف وبدأت بهزهما بعنف وهي تصيح ..

.."..نعم ياست حلويات منك ليها ..بتقولوا ايه بقى على عمتي ..عيدوا كدة من تاني لحسن مسمعتش.."..

..صرخت كلا منهما وحاولا ان يفكا اسر ياقتي فستانهما من براثن اصابع كف ايمان ولكن دون جدوي ..سحبتهما ايمان خطوتين ناحية حافة المسبح دون ان تعبا بصراخهما وقامت برميهما داخل الحوض وهي تقول..

.."..مش نفسكوا تعوموا زي عمتي ..اتفضلوا وروني العوم الكلابي بيكون شكله ايه.......كاتكوا خيبة ستات هم.."..



الفصل السادس والثلاثون حتى الفصل الأربعون من هنا



بداية الروايه من هنا



اكتب في بحث جوحل( مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات) تظهر القصص كامله


القراء والمتابعين الغاليييييييين عليا إللي يدخل عندنا ميخرجش كل إللي محتاجينه هتلاقوه من غير تعب ومن غير لف في الجروبات والصفحات موجود في اللينكات بالاسفل 👇👇👇



أروع الروايات الكامله من هنا



اللي يخلص قراءه ميسبناش ويمشي أنا بحبكم أدخلوا انضموا معايا علي تليجرام واستمتعوا بقراءه الروايات من اللينكات بالاسفل 👇💙👇❤️👇



انضموا معنا على تليجرام عشان كل متنزل روايه يصلكم اشعار فور نزولها من هناااااا




اعملوا متابعه لصفحتي عليها جميع الروايات إللي عوزينها من هناااااااا




الروايات الحديثه من هنا




جميع الروايات الكامله من هنا




وكمان روايات كامله من هنا




🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close