رواية "أحيا بنبضها".
"الفصل السابـع".
بقلم أميره مدحت
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
ما بين النَّصيب والقدر
هُناك مقبرة دُفنت فيها نصف مشاعِر البشر.
تخشبت ساقيه في محلهما، وتجمدت الدماء في عروقه من الصدمة، حاول أن يبتسم محاولًا إخفاء توتره من زيارته المفاجئة، فـ أشار بيده للداخل وهو يقول بجدية متزنة:
-أهلا يا سيدنا، أتفضل.
رفع "هارون" حاجبه الأيسر للأعلى وهو يحدجه بسخرية، في حين أفسح له طريق الدخول، تنهد بعمق وهو يلج للداخل بخطوات واثقة، وما أن دخل حتى شمل البهو كله بنظرة واحدة، متمعنًا في كل تفصيلة بعينه المُسجلة لكل من حوله بدقة لم تتعد للحظاتٍ من الزمن، تحرك نحو الأريكة، ثم جلس عليها بهدوء، بينما "نائل" وقف أمامه وهو يسأله بإبتسامة مرتبكة:
-أنا أتشرفت بزيارك أوي يا سيدنا، حالًا والشاي يجهز.
سكت للحظةٍ قبل أن يسأله:
-حضرتك بتاخد كام معلقة سكر.
حرك أصابعه برقم أثنين دون أن يتحدث بكلمةٍ واحدة، فـ هز "نائل" رأسه وتحرك مسرعًا نحو المطبخ، وما أن دخله حتى همس بغيظٍ:
-ده إيه إللي جابه ده!!.. شكله ناوي على شر.
بعد فترةٍ، خرج "نائل" وهو يحمل صنية صّغيرة، بها كوبين من الشاي، وضعهم على الطاولة، قبل أن يجلس قبالته وهو يخبره:
-والله يا سيدنا، مجية ساعتك عندي مخلية الفرحة مش سيعاني.
فـ إبتسم "هارون" إبتسامة متشكلةٍ مع قساوة وجهه وهو يقول بلهجة غريبة:
-بلاش تقول كلام مش طالع من جواك، ذبذبات خوفك وتوترك حاسس بيهم من أول ما دخلت.
أرتبك "نائل"، فـ تابع "هارون" ببرودٍ قاتل:
-أنا سامع دقات قلبك، بتترعش، فـ بلاش جو السعادة المزيفة، لأن الكلام ده مش عليا أنا، وإنت عارف ده كويس أوي.
ورغم الصدمة التي حلت على رأسه من كلماته الأخيرة –والتي تضمن حقائق يحاول إخفائها- إلا أنه رد بوجهٍ متجهم كمحاولة بائسة لحفظ ماء وجهه:
-وأنا هتوتر ليه يا سيدنا؟!.. هو أنا عامل عملة، وخايف لأتكشف.
رد عليه "هارون" بإبتسامة ساخرة:
-محدش عارف، عمومًا كله بيبان، مش كدا بردو؟!..
صمت للحظاتٍ، قبل أن يضع "هارون" قدمه فوق الأخرى وهو يتحدث بجدية:
-أنا جيتلك عشان أتكلم معاك بخصوص قضيتك إنت وروفان.
هنا.. أعتدل "نائل" في جلسته وهو يسأله بإهتمام:
-خير؟!..
رفع رأسه ليخاطبه بهدوء:
-حسب معلوماتي، أن أنت إللي أكتشفت خيانة روفان، ومسكت الراجل إللي كانت بتخونك معاه، ونزلت فيه ضرب، ده قبل ما تتنقل عليها، وتجرجرها من شعرها لبرا البيت، والكل شافها وهي بملاية السرير.
تنهد بحرارة قبل أن يسأله بحدة:
-لكن الغريبة بقى، أن محدش شاف الراجل إللي خانتك معاه، ده غير إنك مفكرتش تمسكه وتطلعه برا البيت قدام أهل القرية.
رد عليها "نائل" بهدوءٍ شديد:
-أنا مكنتش شايف قدامي، مكنتش اشيف غير خيانتها ليا، وأول حاجة جت في بالي أني أطردها برا البيت، وفضلت واقف برا وأنا بتكلم بجنون عنى خيانتها ليا، لغاية ما رجالتك جُم خدوها، وبعدها دخلت.
سأله "هارون" بإستنكارٍ حـاد:
-إزاي الكلام ده؟!.. أي راجل تاني حتى لو فاقد أعصابه، بيخرج الشخص التاني عشان يفضحه، تقوم أنت داخل البيت بمنتهى البساطة، ومتستغربش من إختفاءه؟!..
رد عليه "نائل" بضيق محاولًا إخفاء توترهِ:
-أنا كنت فاكر أن رجالتك مسكوه، ولما دخلت البيت كانت أعصابي لسة بايظة، مكونتش شايف غير صورتها وهي بتخوني.
إبتسم بتهكم قبل أن يسأله بحدةٍ عالية:
-رجالتي يمسكوه إزاي؟!.. وأنت كنت واقف قدام بابا بيتك بظبط، وأول ما خدوها، إنت دخلت على طول مستنتش.
رد عليه "نائل" بضجر وقد بدأ يزداد إرتباكه:
-ما أنا مش عارف، جايز هرب.
عاد يسأله بسخرية لازعة:
-وإزاي هيهرب يا أستاذ نائل وإنت واقف قدام الباب، ولو أفترضنا أن أنت كنت بعيد عن الباب بشوية، إزاي هيخرج من البيت قدام أهل القرية إللي لو راجل منهم شافه مكنش هيعتقـه.
سأله "نائل" بإنفعال بيّن:
-هو حضرتك عمال تسألني أنا وكأني أنا المتهم، أنا مالي بالكلام ده؟!.. ما ممكن يكون هرب من الشباك. أي حاجة عشان ميتعاقبش.
رفع "هارون" حاجبه للأعلى وهو يحذره بلهجة قاسية:
-لهجتك تتعدل يا نائل، شوف أنت قاعد قصاد مين، فـوق.
أخفض "نائل" رأسه يسحب نفيسٍ عميقًا ويزفره ببطءٍ محاولًا تمالك أعصابه، في حين سأله الأخير بجدية رغم هدوء نبرته:
-وأنا قاعد هنا بحقق معاك لأنك إنت الوحيد إللي شوفته، والوحيد إللي أتكلمت معاه، وعشان أجبلك حقك منه، وياخد عقابه، ولا إيه؟!..
رد عليه "نائل" بلهجة جادة وهو ينظر بعيد عن مرمى عينيه القاسيتين:
-أنا معرفش حاجة، ومش فاكر شكله أوي، أنا دخلت البيت وملقتوش، أفتكرت أن رجالتك مسكوه، أو هرب من الشباك، وقوالت في الحالة دي أكيد هيتمسك.
إبتسم "هارون" إبتسامة قاسيةٍ، وإزدادت ظلام عيناه السوداوين، مما جعل "نائل" يرتجف من داخله، وهو يشعر بأنها بداية غير مُبشرة، أنتفض فجأة من مكانه حينما هب فرعون واقفًا يعدل سترته وهو يقو له بصيغة آمرة:
-عاوز أشوف أوضتك، وكل شبابيك البيت ده.
نهض "نائل" من مكانه وهو يومئ برأسه، قبل أن يشير بيده نحو غرفة نومه، أمسك بمقبض الباب وفتحه، قائلًا بهدوءٍ متوتر:
-أتفضل يا سيدنا، دي الأوضة.
دخل "هارون" الغرفة يتمعن في كل ركن حتى لو صغير، حتى وقعت عينيه على النافذة، هي بالفعل نافذة كبيرة قليلًا، والكن لا يستطيع أي مخلوق الخروج منها، ضيق عينيه وهو يدنو نحوها ليلاحظ وجود خشب أسفله، وآثار المسامير بجانب النفاذة، فـ ألتفت برأسه يسأله بغموضٍ:
-هو إنت يا نائل، كنت بتحبس مراتك؟!..
ألجمه سؤاله الغير المتوقع، فـ بلع ريقه بتوتر وهو يُجيبه بإرتباكٍ:
-أنا كنت بس بعاقبها، فـ حبستها فترة كدا.
أومئ رأسه وهو يتمعن بنظراته الحادة حوله، قبل أن يخرج ويرى كل نافذة في ذلك البيت، وما أنا أكتفى بذلك، حتى تحرك إلى باب المنزل، فقال "نائل" بتوتر:
-مشربتش الشاي يا سيدنا.
ألتفت "هارون" برأسه يبتسم له إبسامة سوداء قاتمة قبل أن يخبره بلهجة ساخرة:
-ماتقلقش يا نائل، هنتقابل قُريب، وقُريب أوي كمان، وقتها هنشرب الشربات الفرح لما كل واحد يعرف حقه، وياخده كمان.
أنهى كلماته بهدوءٍ مريب، قبل أن يفتح باب النزل، ويخرج بخطوات واثقة، وقد كشفت له تلك المقابلة الكثير من الأسئلة، في حين ظل "نائل" يراقبه بعينين قلقتين وهو يهز رأسه بالسلب قبل أن يهمس بتوجس:
-يا ترى تقصد إيه بكلامك ده؟!.. أنا مش مطمن.
*****
في غرفة "هارون الكردي".
تحرك "هارون" نحو داخل الشرفة بخطواتٍ متثاقلة، إستند بمرفقيه على حافة الشرفة، وحدق أمامه بنظرات شاردة، داعبت نسمات الهواء العليل وجهه، تأمل ذلك الليل الأسود والنجوم التي تتلألأ في السماء، لمعت عيناه بوميض غريب وهو يراقب النجوم بصمتٍ تام بعينيه السوداوين، أبعد مرفقيه وهو يتنهد بعمقٍ، ثم تمطع بكفيه وهو يجلس على الأريكة، نفخ بضيق وهو يشعر بجلسته الغير مريحة، فـ عدل وضعيته أكثر ليرى إضاءة هاتفه المنبعثة منه، فإلتقطه ونظر على الأسم المدون، وضع الهاتف على أذنه وهو يُجيب بهدوءٍ زائف:
-أيوة يا يونس، وصلت لحاجة؟!..
ردت عليه بلهجة جادة ممسكًا بقدح من القهوة:
-مفيش دلوقتي يا هارون غير أني أوصل للدكتورة إللي كتبت التقارير دي، وأعرف منها الحقيقة، المهم مقابلتك مع نائل وصلت لحاجة؟!..
رد عليه بإبتسامة تهكم:
-نائل ده مش مريحني، بيلف وبيدور، وكل إللي طالع عليه أنه هرب، مع إن لما شوفت كل شباك في البيت ده، يقول أن صعب الواحد ينط ويخرج منه، بس حتى لو أفترضنا أنه حصل، إزاي قدر يهرب بالسهولة دي من غير ما حد يلاحظ؟!
جلس "يونس" على الأريكة وهو يضع قدح القهوة أمامه مجيبًا:
-ده إللي هيجنني، يهررب إزاي وكل الناس دي كانت قدام وحولين البيت، في حاجة ناقصة في الحوار ده، يا إما الراجل ده بيكدب.
مسح بيده على وجهه بقوة محاولًا التفكير بطريقة صحيحة، قبل أن يقول بصوتٍ متضايق:
-بس إللي لاحظته النهاردة، أن كل الشبابيك إللي في البيت كان قافلهم بالخشب، يعني كان حابسها.
تسائل "يونس" بعهد فهم:
-وده معناه إيه من وجه نظرك؟!..
رد عليه وهو يهز رأسه بالسلب:
-مش عارف، مش عاوز أطلع أي كلمة إلا لما أكون متأكد منها، بس إللي أقدر أقوله وبثقة..
سحب نفس عميق وهو يقول بلهجة حاسمة:
-أن الراجل ده مش سهل، وأن روفان ممكن تكون فعلًا بريئة.
سأله بدهشة:
-وإنت إيه إللي خلاك تحس ببراءتها؟!.. ده أنت المفروض أي حد في مكان يحاول يلاقي أي دليل إدانة ضدها وآآ..
قاطعه بلهجة قوية وهو يثب واقفًا:
-عشان يعرف يحقق إنتقامه مش كدا؟!.. لأ يا يونس.. إللي مخليني حاسس ببراءتها من أول يوم، هو إني أعرفها.
عقد حاجبيه بشدة وهو يسأله بذهولٍ:
-نعم؟!..
رد عليه "هارون" بلهجة عميقة:
-زي ما سمعت، راقبتها لمدة سنة، لكن وقفت مراقبتي ليها من 6 شهور، في السنة دي كنت عرفت عنها حاجات كتير وأهمهم أنها في حالها دايمًا، وأنطوائية، وبتخاف تتكلم مع أي حد، ومتعرفش غير رزان، تصرفاتها وأفعالها تقول أن أستحالة تخون، دي تتخان، مش العكس.
حاول "يونس" أن يستوعب كلماته وهو يرتشف من قهوته قبل أن يسأله بنفس الذهول:
-وإنت كنت بتراقبها ليه من أصله؟!..
هز "هارون" رأسه بالسلب وهو يمسح على فروة شعره الكثيفة بقوة قبل أن يرد عليه:
-مش عارف، أنا شوفتها ومكنتش أعرف هي مين، ولما عرفت من عزيز، بقيت براقبها، كنت بفكر أنتقم منها هي، لكن مقدرتش، وقولت لو هنتقم، فـ أنتقم منن أخواتها الرجالة، مش من واحدة ست.
صمت قليلًا قبل أن يقول بتحذير:
-إسمع يا يونس، مش عاوز حد يعرف بخبر حمل روفان، أنا وأنت بس إللي عارفين.
سأله "يونس" في حيرةٍ:
-طب هتعمل إيه دلوقتي؟!..
رد عليه "هارون" بخفوت حادٍ.. شارد:
-أنا إللي شاغفل بالي حاليًا، هو ردة فعل روفان، لما تعرف أنها حامل.
******
"القوة أجمل عندما تكون مع الحق"
في مساء اليوم التالي،
-إنت بتقول إيه؟!.. أنا حامل؟!..
نطقت "روفان" بتلك الكلمات، وقد نظرت إليه بنفس الذهول الذي يطفو على حافة بركانٍ يوشك على قذف حممه القاتلة، أدمعت عينيها وهي تدنو من الفرعون تسأله برعب:
-يعني أنا حامل من نائل؟!..
أشاح "هارون" وجهه بعيدًا عنها، فـ فغرت شفتيها محاولة التحدث أو التعليق، ولكن توقفت عضلات لسانها أمام هذه الصاعقة التيب ضربت وجهها، يا للمصيبة.
في ظروف غير تلك ستكون أسعد إنسانة في الدنيا، بل إنها ستصل للسماء بقفزة واحدة من فرط الحماسة، إستمعت لصوت "هارون" وهو يخبرها بهدوئه الجاد:
-ده أمر واقع يا روفان، لازم تقبليه.
شعرت "روفان" أن صاعقة قد ضربتها وأن الأرض تميد بها لكنها تمكنت من الهمس بـ:
-آه ما أنا هقبله، أكيد.
دنى منها بخطى عاجلة محذرًا إياها بـ:
-روفان، لازم تعرفي أن الحمل بتاعك خطير، ولازم تعرفي أن أول 3 شهور هتتضطري تنامي على ضهرك وممتحركيش، وإلا هيحصلك إجهاض.
هزت رأسها قليلاً غير مستوعبة الكابوس الذي تحياه:
-إجهـاض؟!..
ثم عادت تنظر أمامها بشرود، أرتجف جسدها فجأة بشدة وهي تحاول أن تتحرك نحو فراشها، دنى منها "هارون" وهو يسألها بإضطراب:
-روفان، أنتي كويسة؟!..
اغرورقت عيناها بالعبرات الكثيفة التي شكلت سحابة ضبابية شوشرت من الرؤية لديها، كما غص صدرها بالبكاء وهي تفضفض بحرقةٍ:
-هو إيه إللي بيحصل؟!.. أنا بيتعمل فيا كدا ليه؟!.. أنا عمري ما أذيت حد، عمري ما أتمنيت الشر لأي مخلوق، أنا تعبت، ومش قادرة أكمل، أنا عايزة أمـوت.
قبض "هارون" على كتفيها ليدريها نحوه، فـ تفاجئ من ضعف جسدها وهشه، ووهنها الشديد، هتف بقوةٍ وهو ينظر إلى عمق عيناها:
-الحمل ده جه في صالحك، هيأجل عقابك، ده غير في الفترة دي هنعرف نكشف الحقيقة، ونصيحة.. لو أنتي صاحبة حق، فبلاش تستسلمي، الحياة فيها ظلم كتير، بس في الآخر بتاخدي حقك لو مُصره عليه.
هزت رأسها بالإيجاب بضعف، وتحركت نحو الفراش، ولكن ما أن تحركت عدة خطوات، حتى شعرت بدوار شديد يهاجمها، وصورة سوداء تهاجم عينيها، فـ كادت أن تسقط لولا ذراعيه اللاتي لحقتها، حملها فجأة بين ذراعيه، فـ شهقت "روفان" بضعف لتجد عيناها تصطدم بالسقف، تشبثت به بخوف، فنظر إليها وهو يخو قائلُا:
-متخافيش، مش هوقعك.
وضعها على الفراش وسحب عليها الغطاء ليستمع إلى صوتها الخافت الذي تغلغل لمسامعه مُسببًا قشعريرة:
-شكرًا، المهم إنك تصدقني.
ضبط "هارون" قميصه وهو ينتصب واقفًا:
-مقدرش، لكن أوعدك أني قريب هوصل للحقيقة.
*****
وصلت "رزان" إلى منزلها بعد يوم ويل من ابحث مع "يونس" عن الطبيبة، ولكنهما عادا بخيبة أمل كبيرة، بعدما علما أنها قد قدمت أستقالتها بنفس اليوم التي كتبت فيه التقارير، تنهدت بحرارة وهي تضع المفتاح في باب منزلها لتفتحه، وما أن فتحته وولجت للداخل حتى دفعها أخر شخص كانت تود أن تراه، كادت أن تصرخ بهلع لكنه كمم فمها بقوة ودفعها داخل المنزل، وأغلق الباب بقدمه، توسعت عينيها برعب، حتى كادت أن تدمع وهي ترى إبتسامته الشيطانية وهو يسألها بنبرة فجحيح الكالأفاعي:
-مراتي الحلوة؟!.. راجعة متأخر مع واحد؟!.. واضح يا حبيبتي أنك نسيتي تربيتي ليكي.
ثم تابع بقسوةٍ غليظة:
-بس أهو رجعتلك تاني، ومفيش حاجة هتبعدني عنك.
*****
#أحيا_بنبضها.
#أميرة_مدحت.
1-يا ترى نائل هيعمل إيه بعد مقابلة الفرعون؟
2-الفرعون حاليًا هيبدأ يعمل إيه عشان يكشف الحقيقة؟
3-مين الراجل ده؟ وإيه قصته معاها؟
تفاعل حلو يا شباب، أنا نفسي الفصل يوصل لـ ٤٠٠ لايك، بجد أتمنى توصلوه كدا، هفرح أوي 🥺♥️♥️♥️♥️♥️♥️