أخر الاخبار

العاصفة: الجزء ١ من الحلقه السادسه والثلاثون حتي الاخير بقلم الشيماء محمد كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 العاصفة: الجزء ١ 

من الحلقه السادسه والثلاثون حتي الاخير

بقلم الشيماء محمد

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


 الحلقة ٣٦

وقفنا عند

-ما تيجي يا قمر هندلعك

دي الجملة اللي سمعتها أمل من الشباب ودي كانت نفس الجملة اللي اتقالتلها قبل كده

وقفت مكانها أو بمعنى تاني اتجمدت مكانها

مابقيتش قادرة تتحرك أو تفكر أو حتى تصرخ !

بس بتتنفس بصوت عالي أو بتنهج وصوتها مكتوم زي ما تكون في كابوس وجسمها كله متربط لا قادرة تنطق أو تصرخ أو تتحرك خايفة يحصلها حاجة وكريم مايلحقهاش زي كل مرة ..


كريم خلص موبايله ودخل عند مؤمن واتفاجأ بأمل مش موجودة فبذهول بص لمؤمن : فين أمل ! راحت فين كده ؟

مؤمن اتوتر : مشيت !

كريم تنح للحظة : نعم ؟ مشيت ؟ مشيت ازاي يعني ؟ ومع مين ؟

مؤمن توتره زاد ووقف : لوحدها !

كريم بذهول زعق : لوحدها يا مؤمن ! أنت بتهرج صح ؟ قل لي إن ده هزار من هزارك السخيف وأنت بتشتغلني

مؤمن بصله بضيق لأنه فعلا مشيها في الوقت ده لوحدها غلط وهو عارف ده بس هي دماغها ناشفة : حاولت يا كريم أوقفها بس رفضت وأصرت تمشي علشان أنت ما تتخانقش معاها .

كريم شد مفاتيح عربيته وبص لمؤمن بتوعد : قسما بالله يا مؤمن لو جرالها حاجة

ماكملش كلامه ونزل بسرعة على البوابة سأل الأمن عنها بس بلغوه إنها مشيت .. وشاوروله على الطريق اللي مشيت منه

ركب عربيته وهو بيتحرك ساق بسرعة مجنونة علشان يحصلها ..


أمل جامدة مكانها جسمها كله بينتفض من الخوف والرعب ..

الشباب وقفوا جنبها لأنها على الرصيف وبدأوا يهرجوا ويتريقوا

@ ما تيجي يا قطة ! ما تخافيش خايفة ليه كده !

& احنا بس هنوصلك تعالي يلا

@ تحبي اجي أشجعك شوية علشان تركبي ! يلا ما تتقليش علينا

$ طيب أنزل أنا ؟ ايه رأيك فيا !

أمل واقفة مش قادرة تصرخ هي عايزة تصرخ بس صوتها مش عايز يطاوعها ويطلع

مش يمكن لو صرخت حد يسمعها ! حد ينجدها ! فين كريم ؟ هيجي يا ترى زي المرة اللي فاتت ويخلصها منهم ولا هتعيش حلمها ومحدش هيلحقها ! كانت بتنادي عليه جواها بس صوتها مش عايز يطلع أبدا .. ده حتى رقم كريم رفضت تأخده وادي النتيجة متجمدة في مكانها مش عارفة تتحرك !

صوت عربية سريعة جاية ناحيتهم .. صرخي يلا يا أمل يمكن صاحب العربية دي يساعدك

صرخي يا أمل ! .. صرخيييييي

هنا أمل صرخت بصوتها كله بس ماكانتش بتصرخ كانت بتنادي بصوتها كله على كريم

العربية وقفت بعنف ونزل كريم بسرعة ووقف قدام عربية الشباب وأمل أول شافته جريت عليه وروحها اتعلقت فيه زي الغريق اللي أخيرا لقي حد ينقذه واستخبت وراه ومن حالتها ماحستش غير وهي ماسكة في قميصه وبتترعش

كريم بص للشباب : ما تغور ياض أنت وهو من هنا

@ وأنت مالك أنت ؟ كانت تبعك ولا ايه ؟

كريم بصرامة : أيوة جبت المفيد أنت ! تبعي هي وتخصني ! حد فيكم عنده مانع

واحد فيهم كان هينزل بس الباقيين مسكوه واتحركوا بعربيتهم ومشيوا بسرعة

كريم راقبهم لحد ما اختفوا وبعدها لف لأمل وزعق بغضب هي أول مرة تشوفه : أنتي ما بتحرميش ؟ أنتي ايه ؟ بتدوري على المشاكل والمصايب ؟ ارحمي بقى ؟أنتي حمل مصيبة تانية زي دي ؟ ده أنتي لحد دلوقتي مش عارفة تخرجي من تأثير الأولى ! أنتي بتعملي فينا كده ليه ؟ ردي عليا .

أمل بعياط وانهيار : معرفش معرفش .. معرفش !

رجليها مابقتش شايلاها كانت هتقع على الأرض بس هو مسكها بلهفة وسندها : اهدي اهدي خلاص .. تعالي

سندها لحد عربيته وفتح الباب وساعدها تركب وهي بتعيط وفي حالة انهيار تام ..

لف وركب مكانه وفضل جامد باصص قدامه مش عارف هو كمان يتلم على أعصابه .. مش عارف يفكر لو اتأخر كان ايه اللي حصل ؟ طيب لو معرفش بيها ؟ طيب لو العيال دي ما مشيوش وقرروا ينزلوا قصاده ! كانوا اكتر من أربعة هو لمح أربعة ! كان هيعمل ايه معاهم ! غمض عينيه بتعب وحس إن أمل هتجيب أجله في يوم من الأيام ؟

بيقاطع تفكيره صوت عياطها اللي موتره ومخليه خايف عليها ليحصلها حاجة فبدون قصد زعق : بطلي زفت عياط .

أمل زادت في عياطها وهو متضايق مش عارف يعمل ايه ! لف ناحيتها وكلمها بحنان : أمل بطلي عياط ؟ أمل ! أمل بصيلي !

أمل مكمله عياط وباصة قدامها

كريم نفخ بضيق ومش عارف يعمل ايه ؟ بصلها تاني : طيب أنا هتصل بوالدتك هي تكلمك اوك؟ .

هنا أمل بصتله بسرعة : لا ماما لا ! ما تتصلش بحد ! ما تتصلش أرجوك .

كريم مستغرب : طيب اهدي ومش هتصل بحد .. أنتي كويسة خلاص !

أمل بتحاول تمسح دموعها : أنا مش كويسة .. مش كويسة أبدا .. أنا زي ما أنت قلت لسة مش عارفة أخلص من تأثير أول مرة وكنت هبلي نفسي ببلوة تانية .. بس وبعدين ؟

( بصت في عينيه وهي بتعيط وده قتله ) هفضل عمري كله خايفة ؟ أنا جمدت يا كريم ماقدرتش أتحرك ! ماقدرتش أنطق ! ماقدرتش حتى أصرخ ولا أمسك موبايلي ! دول لو نزلوا ولا أخدوني ولا كنت هنطق حتى !كريم باطمئنان : طيب اهدي خلاص الموضوع خلص ومحدش هيلمسك أنا موجود ومش هسمح لمخلوق يلمس شعرة واحدة منك

أمل بتعلق : ولو أنت مش موجود ؟

كريم ابتسم : هبقى ، سبق وكنت هموت وأنا بحاول أنقذك من حادثة كمل بهزار : ماهو أنا عارف أصلا إن نهايتي مش هتكون غير على ايديكي .

أمل غصبا عنها ضحكت وهو ناولها منديل تمسح وشها ودموعها : خلاص .. ايه اللي خلاكي مشيتي وليه مشيتي وليه من هنا ؟ الطريق ده مقطوع .

أمل بتفسير : بمشي منه كل يوم .

كريم بغيظ : بتمشي الساعه ٣ العصر يا أمل مش آخر النهار .. وبعدين ليه ! ليه مش استنيتيني ؟

أمل مكشرة وبصوت مهزوز من العياط : علشان ما توصلنيش ؟

كريم اتنهد بتعب : لو مش عايزاني أوصلك مش هوصلك يا أمل بس هطمن عليكي على الأقل ! ممكن أطلع سواق مخصوص من الشركة يوصلك ! ممكن أطلبلك أوبر بنفسي يوصلك ! أي حل غير إنك تعرضي نفسك للخطر ! بطلي عياط واهدي .

اتحرك بعربيته وهي من وقت للتاني بتتشحتف من كتر العياط لحد ما وقف ونزل من العربية اشترى إزازة مياه عطاهالها تشرب علشان تهدا

شربت وبصتله وهو واقف جنبها وساند على الباب اللي ناحيتها

كريم بهدوء : هديتي ! تحبي أجيبلك عصير ؟ شوكولاته ؟ أي حاجة ؟

أمل بصتله وهي بتمسح دموعها : هو أنت ليه محسسني إني طفلة وبتحايلها تبطل عياط وهتجيبلها حاجة حلوة ؟

كريم ابتسم بحب : علشان ده إحساسي حاليا المهم أجيبلك حاجة قبل ما نتحرك ؟

شدت منديل من قدامها ومسحت دموعها وقبل ماتشاور بدماغها لا هو كان راح تاني اشترى شوكولاتة كتير ليها ورجع ركب جنبها ومد ايده يديها الشوكولاتة بصتله باستغراب : بس أنا مش عايزة وكمان دول كتير

كريم بابتسامة : انا معرفش انتي بتحبي اي نوع فشكلتهم كمان اعرف ان الشيكولاته بتهدي الاعصاب وكمان اعتقد ان البنات بتعشق الشوكولاتة وبتهديها

أمل بغيرة بتداريها: البنات؟ ممم واضح إنك متعود تجيب

كريم بتوضيح : متعود ايه يامجنونة لا طبعا أنا عمرى ماقدمت لبنت حاجة كمل بمكر : يعني أنتي أول واحدة أجيبلها

أمل ابتسمت بحرج وسكتت وفتحت واحدة عزمت عليه بس رفض واتحرك فضلت تأكل واندمجت وهو مراقبها بابتسامة حب بس الصمت سيطر عليهم طول الوقت

كريم مابقاش متحمل الصمت ده عايزها تتكلم فبصلها : على فكرة أنا عايز أقولك إني سايق وخلاص أنا ماعنديش أدنى فكرة خالك ساكن فين !

أمل ابتسمت : خالو ساكن في الحدايق .

كريم ابتسم : اوك بس فين في الحدايق ؟

أمل بصتله : أنت وصلني الحدايق وبعدها أنا هوصفلك .

كريم بصلها بذهول : نعم ؟ ما تقولي اسم المنطقه ولا الشارع !

أمل كشرت : معرفش بس عارفاه بالشبه كده

كريم بصلها شوية : بالشبه ؟ يعني لو راكبة تاكسي تقوليله ايه ! هوصفلك بالشبه ؟ أنتي ازاي فضلتي في الجامعة هنا خمس سنين ؟

أمل بغيظ : مدينتي جنب كليتي من الكلية للمدينة ومن المدينة للكلية ولو خرجت بكون أنا وأصحابي بننزل وسط البلد نتمشى شوية ونرجع .. مش بلف في القاهرة يعني علشان أحفظها !

كريم ابتسم : محدش قال تلفي بس دلوقتي أنتي ساكنة عند بيت خالك وبتنزلي شغل فلازم تكوني عارفة العنوان !

أمل مكشرة برضه : باخد مواصلة من جنب بيت خالو أو CTA بينزلني قريب من الشركة وبرجع فيه برضه ..

كريم عرف إن مفيش فايدة في إقناعها فسكت وشوية : ليه مارضيتيش أكلم مامتك ؟

أمل بصت لايديها اللي مطبقاهم في حجرها وللشوكولاتة بزعل : بابا لو عرف باللي حصل بكرا هيكون عندي هنا وهياخدني ..

كريم بتفكير : معنى كده مش هتقوليلهم ؟

أمل بحيرة وزعل : مش عارفة ! عمري ما خبيت عنهم حاجة أبدا .. بس عمرهم برضه ما كانوا ضدي .. دلوقتي لو عرفوا بدون تفكير وبدون نقاش بابا هيجي ياخدني بغض النظر أنا عايزة ايه !

كريم بهدوء : مش يمكن يكون ده الصح !

أمل بصتله بحدة بس ماقدرتش تنطق فبصت لقدامها بصمت وهو حس إنها فهمت جملته غلط فحب يوضحلها أكتر : أنا مش عايزك تبعدي عني ولو لحظة يا أمل ! بس أمانك مهم ! وأهم !

أمل بصت لقدامها وسكتت بس من جواها مش قادرة تحدد هل هي فرحانة إنه قال إنه مش عايزها تبعد عنه ! ولا زعلانة علشان هو بيفكر إن الصح إنها ترجع مع أبوها ؟

كانت متلخبطة مش قادرة تحدد مشاعرها ..

فاقت من أفكارها على صوته : وصلنا الحدايق

أمل بصت حواليها باستغراب : دي الحدايق ؟

كريم ابتسم : أيوة.. أمشي ازاي ؟

أمل بتبص حواليها وكأنها تايهة : أنت متأكد إن دي الحدايق ! امال مش شبه الحدايق اللي أعرفها ليه ؟ كريم وديني عند حاجة معروفة ! ايه الأماكن الغريبة دي !

كريم بصلها باستغراب : والله شكلك هتتوهينا .

أمل بصتله بخوف وتوتر : أنت ممكن تتوه ؟

كريم : مش حكاية أتوه بس أقصد تايهين مش عارفين فين بيت خالك ! أمل أوديكي فين في الحدايق ! بصي حواليكيأمل بحيرة ما شافتش الأماكن دي قبل كده وفجأة : وديني عند مترو الحدايق أنا عارفة الطريق من هناك !

بصلها : متأكده ولا أروح هناك والزهايمر برضه يشتغل ! وتقولي ايه ده ؟ أول مرة أشوف المترو ده ؟ ايه المترو ده يا كريم ؟

أمل كشرت بغيظ : أنا مش بتكلم كده على فكرة وبعدين أنا ممكن اخد تاكسي .

كريم ضحك : لا وعلى ايه ! الطيب أحسن

وصلها عند المترو : محطة المترو اهيه ! نمشي ازاي !

أمل بصت حواليها بحيرة وهو ضرب كف بكف : مش أنا قلت الزهايمر هيشتغل !

أمل مكشرة : على فكرة مش ده أصلا المترو شكلك مش عارف المكان

كريم بذهول : نعم ؟ امال ده ايه ؟ مكتوب عليه اهو يافطة قد الدنيا ! وانا برضه اللي مش عارف؟؟

أمل بغيظ : برضه مش هو المترو .

كريم بص لقدامه شوية وبعدها بصلها : أنتي متأكده أصلا إنك عندك خال هنا ؟

أمل بصتله بغيظ : على فكرة .....

كانت عايزة تقوله رخم بس سكتت وماقدرتش تقول حاجة هو في الأول والآخر راجل مش هتتباسط معاه كتير

كريم ابتسم وعرف إنها كانت هتشتم بس غيرت رأيها : ماشي .. ماشي .. اوك يا ستى دمي مش خفيف فين طريق خالك بقى ( بصلها) فاضلي تكة وهاخدك البيت عندي ومش هخرجك تاني منه .

أمل بعد ما كانت هتعترض بس الجملة غصب عنها لجمتها ! حست إنها عايزة تقوله أيوة هو ده بالظبط اللي هي عايزاه .. تكون في بيته ..

هربت من عينيه وبعدها شاورت : امشي من الشارع ده !

كريم : الذاكرة بدأت ترجع الحمد لله يعني ؟

أمل بتذمر طفولي : اذا سمحت سوق وأنت ساكت .

كريم ابتسم : حاضر يا ستي هسوق وأنا ساكت ..

فضلت توصفله لحد ما ابتسمت : بس العمارة اللي هناك دي هي اللي خالو ساكن فيها .

كريم بص للعمارة وسألها بتلقائية : أنهي دور ؟

أمل : الرابع .. أنا متشكرة للي عملته معايا بس رجاء خاص يفضل بينا أنا مش هتحمل رد فعل بابا أو ماما لو عرفوا .

كريم ابتسملها بهدوء : ما تقلقيش بس أرجوكي يا أمل بلاش تعرضي نفسك لحاجة زي دي تاني ! اسمحيلي أتدخل لو هتتأخري تاني في الشركة هطلب من سواق يوصلك ومش هتتحطي في الموقف ده تاني بإذن الله .

أمل ابتسمت بعرفان : أنا متشكرة للمرة الالف لأني عمري ما هقدر أوفي جمايلك .

كريم كشر : جمايلي ! جمايل يا أمل ! أنتي متخيلة إني خايف عليكي جمايل ! بصي مش وقته الكلام أصلا ! أنا هقف لحد ما تطلعي اوك .

أمل ابتسمت ونزلت بس لمح إنها نسيت الشوكولاتة خدها وناولها من الشباك : نسيتي الشوكولاتة

أمل ابتسمت عشان كانت محروجة تاخدها أو عايزة تشوف هيعمل ايه خدتها طلعت منها واحدة وبهزار قالتله: خد واحدة اهيه عشان ماتقولش عليا بخيلة

كريم ضحك عليها وخدها : ماشي ياستي شكرا

مشيت وهي مبسوطة على ملخبطة على أحاسيس كتيرة جدا .. وقبل ما تدخل العمارة بصت تشوفه فعلا واقف ولالا وابتسمت لما شافته منتظر فشاورتله وهو شاورلها وطلعت لفوق ..

روح كريم بيته خد الشوكولاتة وهو بيضحك على كلامها ونزل من عربيته وأول ما دخل وشاف مؤمن بصله بغضب ومكمل طريقه بس مؤمن وقفه : بتصل بيك مش بترد ! ما تتخيلش كمية الأفكار السودا اللي جت في دماغي !

كريم بغيظ : وده المطلوب .

مؤمن باستغراب : ليه يعني ؟ في ايه اللي حصل ؟ كنت عايزني أعمل ايه ؟

كريم بصله : لا من جهة تعمل فكان المفروض أيوة تعمل كتير بس سيادتك كبرت دماغك وسيبتها تنزل وكنت هخسرها .. كنت هخسرها يا مؤمن .. وكان نفس اللي حصل قبل كده كان هيتكرر تاني .. ده اللي حصل .

سابه وطلع ومؤمن فضل واقف مكانه بيلوم نفسه و وراه ناهد عمته مستغربة خناقهم ومش فاهمة مالهم فقربت : حبيبي في ايه وبتتخانقوا كده ليه ؟ وايه ده اللي كان هيحصل تاني ؟ هو بيتكلم عن ايه ؟

مؤمن بزعل : اعذريني يا عمتو أنا مش عايز أتكلم حاليا بعد اذنك ..

سابها وطلع لأوضته وهي مستغربة وبصت لجوزها : العيال دي مالها ؟

حسن بيقلب في مجلة : بيتخانقوا عادي ايه الجديد !

ناهد كشرت : لا مش عادي هما اه بيتناقروا لكن مش بيتخانقوا !

حسن بصلها : اطلعي شوفي ابنك ! وهو هيقولك لو في حاجة .

ناهد طلعت لابنها اللي كان قاعد على سريره ومتغاظ وأول ما شافها قام وحاول يكون طبيعي بس هي ملاحظة فوقفته : في ايه ؟ زعلان من ابن خالك ليه ؟

كريم مكشر : عمل موقف غبي النهاردة .. كان هيكلفني حياتي كلها .

ناهد استغربت جدا و وقفت في وشه بقلق : حياتك ازاي ؟ وموقف ايه بالظبط ؟

كريم بص لأمه : ينفع تسيبيني دلوقتي وهحكيلك بعدين ؟

ناهد كشرت : لا مش هينفع مش كل واحد فيكم يقولي الكلمة دي ! في ايه يا كريم وايه اللي حصل ؟ واياك تنطق أي عذر غير الحقيقة ؟

كريم بغيظ : سيادته ساب أمل تمشي النهاردة لوحدها والوقت كان متأخر جدا كنت برد على تليفون مهم ورجعت مالقيتهاش ولما نزلت وراها كان في شباب قاطعين عليها الطريق .

ناهد شهقت : وحصل ايه ؟ هي كويسة ؟ في حاجة حصلت ؟ حالتها ايه انطق ؟

كريم بص لأمه : اديني فرصة طيب أنطق ! لحقتها والحمد لله محدش من الشباب فكر يتخانق أنا أصلا مش عارف لو نزلوا اتخانقوا كان ايه اللي حصل ! المهم أخدتها ووصلتها .

ناهد اتنهدت بارتياح : المهم يعني هي بخير ؟ وأنت بخير ؟ لازمته ايه تزعل ابن خالك ؟

كريم كشر : علشان هو .......

قاطعته : هو ايه ؟ كان يعرف إن في حاجة زي كده هتحصل وسمح بيها ؟ أنت عارف إن مؤمن مستعد يضحي بحياته علشانك !

كريم باعتراف : عارف .

ناهد ابتسمت : طيب يبقى ازاي تعاقبه أو تزعل منه على غلطة غير مقصودة ؟

كريم بحرج : خلاص هاخد شاور وأفوق كده وهروحله ما تقلقيش .

ناهد ابتسمت وكانت هتخرج بس مرة واحدة وقفت سألته بمكر : كنت تقصد ايه لما قلت الموقف كان هيكلفك حياتككريم بصلها : ايه ؟ تقصدي ايه ؟

ناهد : أنت قلت الموقف كان هيكلفك حياتك كان قصدك ايه ؟

كريم بتفكير : اه .. يعني أقصد لو نزلوا اتخانقوا معايا ؟ كان ممكن يكلفني حياتي ولا ايه ؟

ناهد كشرت وبصت لإجابته الدبلوماسية : ماشي يا كريم هعمل نفسي عبيطة وهصدق التفسير ده لحد ما تيجي لحد عندي وتبوس ايدي وتقولي قصدك الحقيقي ايه مع إني عارفاه من الحفلة

كريم راح وباس ايدها وباس كتفها : روح قلبي أنتي اعملي نفسك فعلا عبيطة شوية مش لازم تكوني فاهمة كل حاجة كده .

ناهد كشرت وضربته في كتفه : حبيبي لحد امتى هتفضل ساكت !

كريم سند على كتفها : مش هفضل ساكت كتير يا نونا ، في اجتماع كبير هخليها ترأسه ونجاحها فيه هيديها ثقة في نفسها وساعتها يبقي كده حققتلها طلبها إنها تقف على رجليها لوحدها وساعتها أقدر أرتبط بيها بجد .

ناهد ضمته بحب : براحتك يا حبيبي وربنا يقدملك اللي فيه الخير .. طيب ينفع أتصل بأمل أطمن عليها !

كريم ابتسم : اتصلي .

ناهد : بس أنا مش معايا رقمها هو معاك؟

كريم : لا رفضت

ناهد : خلاص هحاول أجيبه جت تخرج كريم وقفها : ماما ؟ محدش في بيت أمل يعرف باللي حصل ومش هتعرفهم فاوعي تقعي بالكلام مع مامتها ؟

ناهد كشرت : ليه هتخبي عنهم حاجة زي دي ؟

كريم بتعب : علشان أبوها لو عرف هياخدها .

ناهد بصت لابنها : بس مش صح إنها تخبي عنهم حاجة زي كده .

كريم بتفهم : عارف ده بس برضه مش هتحمل أبوها يجي ياخدها مني .

ناهد : يبقي أنت تاخدها منه صح !

كريم ابتسم لأمه : هيحصل إن شاء الله بس خليني أظبط أموري معاها وأفهم الدنيا شوية .

ناهد ابتسمت وقربت من ابنها : أنت بتحبها صح ؟ لما رجعت من السفر علشان تحضر الحفلة كان علشانها !

كريم ابتسم : أنتي فضولية ليه ؟

ناهد ضربت ابنها في دماغه : مش أنت وعدتني لما قلبك يعزف وصوته يعلى أنا هكون أول حد يعرف ؟

كريم بصلها : ما أنا قلتلك على فكرة وبعدين هو في حد عرف قبلك ؟

ناهد بتفكير : مؤمن .

كريم برفض : لا يا قلبي مؤمن شايف وحاسس لكن ما اتكلمناش في حاجة زي دي .

ناهد باستسلام : ماشي هسكت اهو .. بس عايزة أعمل فرح قريب .

كريم ابتسم : إن شاء الله ..

كريم راح لمؤمن واتأسفله إنه اتنرفز عليه وقعدوا مع بعض يرغوا كتير .. بعدها كريم رجع أوضته مسك الشوكولاتة وافتكر شكلها وهي بتاكلها ولقى نفسه بيفتحها وياكلها وهو مبتسمأمل طلعت بيت خالها وقعدت مع بنات خالها تضحك وتهزر معاهم وكأنها بتهرب من اللي حصل أو مش عايزة تواجهه أو تعترف حتى لنفسها إنه حصل أصلا .. دخلت تنام بس بمجرد ما حطت دماغها على مخدتها هاجمتها الأفكار اللي بتحاول تكبتها طول الوقت .. مش عارفة تعمل ايه أو ازاي ما تفكرش في اللي حصل ده ! بتتخيل كل شوية كريم ما لحقهاش كان ايه اللي هيحصل ! بتفتكر اللي اتعمل فيها قبل كده وتسترجعه كله لدرجة إنها حست إن ضلوعها بتوجعها بجد وإنها فعلا مش قادرة تتحرك .. حست بألم مكان عمليتها القديمة .. ياترى كان ممكن المرة دي فعلا يغتصبوها بجد !

قامت وقعدت ماقدرتش تفكر أكتر من كده .. مش هتقدر تتعايش مع الأفكار دي أبدا ..

جابت موبايلها بسرعة واتصلت بمامتها وفضلت ترغي معاها كتير في أي كلام وفي أي حوار المهم إنها تتكلم مع حد ..

سميرة : المهم يا أمل ! كريم أخباره ايه ! ما اتكلمتيش عنه خالص ؟

أمل قلبها دق بتلقائية لمجرد إن سيرته اتفتحت : كويس ! ماما !

سميرة : ايه يا قلبي .

أمل بتردد : كريم وصلني النهاردة البيت .

سميرة كشرت باستغراب : ليه ؟

أمل اتنهدت : الوقت اتأخر جدا وهو خاف عليا أروح لوحدي فوصلني .. أصلا ماكنتش عارفة الطريق وفضل يلف في الحدايق وأنا أقوله يمين وشمال لحد ما أخيرا عرفنا نوصل .

سميرة بحذر : ما تتأخريش تاني للدرجة اللي تحتاجي حد يوصلك فيها يا أمل !

أمل بدفاع : هو أخرني يا ماما كان عنده شغل كتير وطلب مني ومن مؤمن وقعدنا كلنا مع بعض .. ماما مش أنا اكتشفت إنه كان بيسيبني أروح بدري أصلا ومواعيد الشغل الرسمية لكل الموظفين الساعة ٥ مش ٣ يعني النهاردة أنا يعتبر مشيت في ميعادي مش متأخر !

سميرة كشرت : ٥ كتير أوي ! وبعدين كده المفروض بقى يوصلك كل يوم ولا ايه بالظبط ! أمل هو بيعاملك ازاي ؟ وأنتي بتعامليه ازاي !

أمل فضلت شوية ساكتة وبعدها : ماما ! كريم مختلف عن أي حد اتعاملت معاه قبل كده .

سميرة بقلق : مختلف ازاي ؟ زيه زي أي حد من زمايلك أو معيدينك أو دكاترتك هو مديرك .

أمل كشرت برفض ووضحت بخجل: لا يا ماما .. مش زي أي حد .. مش عارفة أوصفلك ازاي ؟ بس هو مختلف .. بحس .. بحس إن المكان مالوش لون أو طعم إلا وهو موجود .. بحب وجوده في المكان اللي أنا فيه .. لما بنتكلم مش عايزة يبطل كلام .. لما بشوفه أو يقرب ! ماما .. هو مش زي أي حد ! أنا قلبي بيكون هيخرج من مكانه لما بيقرب أو يضحك أو يهمس .. بحس إن قلبي بيتفاعل معاه .. أنا حرفيا ممكن لما يدخل عندي ويخرج أكتشف إني ماكنتش بتنفس طول ماهو قدامي .. كريم بيخطف أنفاسي لحد ما يخرج .. الأحاسيس دي ماحسيتهاش قبل كده ! عمري ما قلبي دق بالطريقة اللي بيدق فيها وكريم موجود .. فقليلي أنتي كل ده ليه ؟ ليه هو مميز كده !

سميرة اتصدمت من كلامها بس ردت بهدوء : علشان أنقذ حياتك ؟ علشان هو بطل في عينيكي ؟ علشان اتصاب وكان هيموت وأنتي أنقذتيه فبالتالي حاساه مختلف .. هو مش مميز ولا حاجة يا أمل هي الظروف اللي جمعتكم مميزة مش أكتر .. بطلي تفكري إنه مميز وهتحسي إنه عادي .. فكري إنه عادي وهيكون عادي .. أنتي بتميزيه بأفكارك .

أمل قفلت مع مامتها ولأول مرة ما تقتنعش بكلامها .. كانت منتظرة إجابة تانية غير دي ! اتخنقت واتضايقت بدون سبب لا بسبب إجابة مامتها مش دي اللي كانت عايزة تسمعها ! ورقدت في سريرها متغاظة علشان تنام بس ابتسمت وفكرت يا ترى كريم ليه بيعمل معاها كل ده وليه مهتم يحميها .. معقول اللي في بالها ولا مامتها عندها حق هو مش مميز ولا هي مميزة طيب لو هي فعلا مميزة عنده ؟ للأسف مفيش إجابة لأن مصدر إجابتها لأول مرة يخذلها ... ابتسمت وطمنت نفسها إنها مش هتفكر غير في كريم وبس وأي أفكار تانية سودا هتحبسها ومش هتسمحلها تتحكم فيها أبداسميرة قفلت وفضلت مكانها مكشرة وجوزها دخل أوضته جنبها وما اهتمتش بيه

عبدالله باستغراب قعد جنبها على السرير وفوقها : في ايه ؟ سرحانة في ايه كل ده ؟

سميرة بصتله بقلق : أمل ؟

عبدالله انتبه : مالها أمل ؟ في حاجة ؟

سميرة انتبهت لجوزها وابتسمت : لا مفيش بس وحشتني ونفسي أشوفها مش أكتر ..

عبدالله كشر : مش أنتي اللي كنتي عايزاها تسافر وتتدرب وتشتغل بعيد عنك ! خليها بقى توحشك ..

سكتت سميرة ورقدت مكانها تنام لكن كل أفكارها مع بنتها اللي غرقت في حب كريم .. كان لازم تفكر إن كريم مديرها في الشغل وبس واهتمامه بيها نابع من التجربة اللي مروا بيها مش أكتر .. مجرد اهتمام مدير بموظفينه مش أكتر .. ليه فسرت اهتمامه حب ! ليه وقعت في الحب هي مش حمل كسرة قلب تاني ! دورها كأم تحميها بس ازاي ؟ تقول لأبوها ! طيب تقوله ايه بنتك بتحب كريم ! طيب ترجعها ازاي ! ازاي تحمي قلب بنتها من الكسرة للمرة التانية ! طيب شريف ماحبتهوش أصلا لكن كريم ! كريم دخل قلبها واستقر جواه ازاي تخرجه تاني !


رقية اتصلت بسليم علشان تعرف أي أخبار عن غريمتها

سليم بأسف : مفيش أي أخبار عنها .. مفيش حد شافها ولا حد يعرفها .. كل اللي عرفته إن اسمها نهلة غير كده مفيش .

رقية بغيظ : يعني ايه معرفتش حاجة ! أكيد حد عارفها !

سليم بخبث : بنتك عارفاها كويس بس كان لازم تتعاملي معاها بهدوء مش كده خديها في صفك خليها هي تحكيلك .

رقية بغيظ : مش هترضى تحكي .. أنا عارفاها لما تعند .. أنت حاول توقعها بالكلام بأي طريقة ! هو أنت صح ازاي عرفت إن خالد متجوز ؟

سليم كشر : عرفت من ملك لما سكرت .

رقية عينيها وسعت : يبقى برضه نعرف منها لما تسكر مين هي نهلة .

سليم باندهاش : ازاي هتسكريها ؟ هتقوليلها اشربي هتقولك أمين دي كانت بتشرب عشان مخنوقة وده اللي وصل حالتها لكدا وقالت كلام مش عايزة تقوله ؟

رقية ابتسمت بخبث : لا دي سيبها عليا بقى .


أمل حاولت تنام تاني بعد ما كلمت مامتها بس الكوابيس هاجمتها .. كل ما عينيها بتقفل بتشوف الشباب دول بينزلوا من العربية ويضربوا كريم نفس الضربة الأولي وينزف قدامها لحد ما بيموت وبعدها بيغتصبوها .. كل شوية نفس الكابوس .. مهما تحاول توقف النريف إلا إنه يموت بين ايديها !

وفي الآخر قررت تقوم تشوف الشغل المتآخر عليها سهرت عليه خلصته وعينيها بتنام وبتصحى على كابوس أسوأ كل شوية ..


الصبح كريم قام ونزل الشركة هو ومؤمن وحسن وطلب أمل في مكتبه وبعد ما دخلت معاها اللاب بتاعها وسلمت عليه هو ومؤمن وبعدها مؤمن انسحب

كريم باهتمام : خلصتي باقي الشغل ولا ماقدرتيش ؟

أمل ابتسمت بإرهاق : لا طبعا خلصته .

لاحظ تعبها فسألها بحنان: أمل أنتي كويسة؟

أمل بابتسامة : الحمدلله

كريم بقلق : اوعي تكوني مانمتيش بسبب الشغل ! كان المفروض ترتاحى

أمل ابتسمت بتكلف لانها مش قادرة تظهر انها طبيعية : أنا ارتحت عادي بس قلقت فقلت خليني أخص كل اللي ورايا وبالفعل أنجزته كله !

كريم ما عجبهوش كلامها ومحاولة ابتسامتها الزايفة دي : أمل أنتي لازم ترتاحي .. وبعدين اللي حصلك امبارح مش سهل وكان لازم تتكلمي مع حد فيه !

أمل بصتله : كريم اذا سمحت أنا كويسة فعلا ولو احتجت اتكلم فهتكلم بس حاليا أنا كويسة بجد ..

وبعدها حاولت تغير الموضوع فاتكلمت بهزار: وبعدين ماهو كله من مديري الظالم

كريم كشر : لا بجد يولع الشغل أهم حاجة ماتتعبيش

أمل بابتسامة عريضة: الشغل مالوش علاقة بعدي زي ما قولتلك أنا كان عندي أرق مش اكتر .. اطمن انا بخير.. ممكن نتكلم بقى في الشغل

كان ناوى يقولها إن سكوتها ده غلط بس هي رفضت تديله فرصة وبدأت تتكلم عن الشغل و

حطت اللاب قدامه وكانت مجهزة الملفات وبدأت تعرض عليه كل شغلها وهو مبتسم بفخر بشغلها وذكائها بس برضه من جواه قلقان علي ابتسامتها العريضة دي ورفضها الكلام عن اللي حصل وحاسس إنها بتنكره أصلا أو بتقنع نفسها إنه مجرد كابوس أو ماحصلش اصلا ..

جمعوا كل الملفات اللي اشتغلوا عليها التلاتة وبعدها كريم بصلها : مستعدة يا أمل لأول ميتنج ليكي ؟

أمل ابتسمت : بإذن الله .

كريم ابتسملها بثقة : ربنا يوفقك وتبهري الكل عندي ثقة تامة فيكي وانا معاكي وهساعدك.

أمل ابتسمت ورجعت لمكتبها وكلها إصرار إنها هتخليه فخور بيها قدام الكل ...

الكل استعد للميتنج اللي كان في الشركة واتجمعوا في غرفة الاجتماعات

خالد بفضول : احنا منتظرين حد ولا ايه !

كريم بص للكل : أيوة لحظة .

كان موجود في الاجتماع خالد ونادر وملك وأماني ومديرها سلمان المحمدي وبعض العملاء الأجانب

الباب خبط ودخلت أمل باللاب بتاعها وملك أول ما شافتها : ودي كمان بتعمل ايه هنا ؟

كريم بصلها بتحذير: دي هتقود الاجتماع وهي اللي هتمثل شركتنا .

ملك بصتله بحدة : العيلة دي !؟

أمل جت ترد بس كريم رد بصرامة : العيلة دي حاصلة على شهادات وتدريب على أعلى مستوى .

ملك بغيظ : ليه تكون دربتها بنفسك ؟

كريم ابتسم : تقدري تقولي كده .. دي دربتها بنفسي وعلى ايدي أيوة .. دلوقتي هتتكلم وهتبهر الكل بيها .

ملك بنزفزة : الظاهر إن سيادتك اللي مبهور بيها !

كريم بصلها وماردش وبص لأمل اللي وصلت جهازها وهتبدأ تتكلم وهو بيشجعها وبيديها طاقة إيجابية

ملك حاولت طول كلام أمل إنها تغلطها أو تبين إنها مش كفء أو تخوفها أو توقفها بأي طريقة بس أمل كانت متمكنة في كل شيء وبترد عليها ببرودملك جت تتكلم تاني بس كريم وقفها : كفاية يا ملك لو أنتي مش عارفة حاجة خالص للدرجة دي تقدري تعتذري عن الاجتماع وياريت قبل ما تحضري أي اجتماع تكوني عارفة هنتكلم عن ايه بدل ما تضيعي وقت الكل في أسئلة بالشكل ده ..

ملك بغيظ : بس .....

كريم قاطعها : اذا سمحتي ادي لغيرك فرصة يتناقش في حاجة أهم .

العملاء الأجانب بدأوا يتناقشوا مع أمل وكريم انتبه علشان يرد عنها لو وقفت بس هي كانت برضه متمكنة في حوارها معاهم ..

أما اماني كانت متابعة بصمت نظرات كريم لأمل كل شوية وتشجيعه الصامت ليها وده كان معصبها هو سبق وقالها هيبقى حريص ف التعامل عشان محدش يفسر غلط اشمعنى دي حاساها حاجة تانية وبيتكلم عنها كأنها تخصه ؟ الغيرة سيطرت عليها غصب عنها وبدات تعمل مقارنة بينها وبين أمل

أما نادر فكان معجب بطريقة أمل ف الكلام ولباقتها وكان كل شوية يؤيد كلامها ومش واخد باله من نظرات كريم اللي شوية وهتحرقه من الغيرة

كريم كان على آخره مش عارف يلاقيها من ملك واستفزازها المستمر لأمل ولا من أخوها اللي عمال يمدح في أمل لدرجة إنه كذا مرة اضطر يقاطعه عشان مايقومش يضربه

أخيرا خلص الاجتماع وخالد ونادر أخدوا العملاء وانسحبوا أما ملك فانتظرت كانت عايزة تتكلم مع كريم .. أمل بتقفل الجهاز ومتعمدة تتلكع يمكن غريزتها مش عايزاها تسيب ملك لوحدها مع كريم

كريم لم ورقه وقام لأمل وقف جنبها : براڨو عليكي كنتي متمكنة .

أمل ابتسمت : أنت كان عندك شك فيا ولا ايه !

كريم هيرد بس ملك سبقته : لا هو بيثق في البنات وبيشجعهم وخصوصا الجداد زيك قبلك كانت أماني برضه وقف جنبها في أول اجتماع لها ومسك ايدها وشجعها تنطلق .. شوفتيها أماني صح ؟ صاحبتك المحجبة اللي كانت هنا .

أمل كشرت : مش صاحبتي .

ملك بهزار : اوبس افتكرت كل المحجبات أصحاب وبتعرفوا بعض .

أمل بغيظ : ليه هو أنتي بتعرفي كل البنات اللي بشعرها بقى على كده !

ملك بغيظ : لا بس افتكرت بتتلموا على بعض .

أمل بضيق : لا مش بنتلم على بعض بس ماعندناش مانع نتعرف على بعض على الأقل بنبقى صحبة محترمة .

ملك هتتكلم بس كريم اتدخل : ملك ! كفاية استفزاز وبعدين أمل غير أماني وأظن ده شىء واضح وبلاش ترمي تهم عمال على بطال أنا لا مسكت ايد ولا غيره ف كفاية

ملك بصتله بنرفزة : كفاية ايه بالظبط ! أنت لسة برضه بتحمي مشاعرها وكمان بتبرر .

كريم بص لأمل : ولآخر يوم في عمري هفضل كده يا ملك ومش هتغير .

ملك بنرفزة : اه حامي البنات .. أمل وبعدها أماني ودلوقتي رجعت أمل تاني ويا عالم بكرا مين !

أمل كشرت وبصت لكريم وبعدها اتكلمت ببرود : وأنتي ايه اللي يضايقك ومركزة معاه ليه مش سبق وانفصلتوا ؟ مالك بقى مايشجع اللي هو عايزه هو مش أنتي برضه متجوزة ولابسة دبلة راجل المفروض تحترميه ولا ايه ؟

ملك من صدمتها ماعرفتش ترد وكريم كمل : وبعدين ياملك بلاش تتعدي حدودك لأني على آخري من تصرفاتك احمدي ربنا إني عديت موقف الحفلة وما أخدتش موقف لأنك ماكنتيش في وعيك أما لو مش هتعرفي تحترمي المكان والشراكة فأنا هطلب إن غيرك هو اللي يتواصل مع شركتنا لأني مش هقبل أي إهانة لا ليا ولا لأمل ولا حتى مع أي موظف في الشركة .

ملك مازالت ف صدمتها بل زادت كمان

حاولت تداري صدمتها وغيرتها وابتسمت: اووه كل ده عشان أمل ولا عشان جبت سيرة أماني .

ملك عارفة إن أماني ماتهمش كريم بس اهي محاولة توقيع بينهم

أمل بعد اللي قالته ملك بصت لكريم وحتى مااستنتش رده وانسحبت من المكان كله

كريم بص لملك بغيظ وكره ردت بابتسامة : ايه هو أنا عملت حاجة ؟

كريم بغيظ : لا طبعا ماعملتيش ولا هتقدري تعملي أصلا ! فريحي نفسك من محاولاتك البائسة دي واتقي شرى لأني مش هسمحلك تيجي جنب أمل (بصلها بغضب وتحذير ) اظن فهمتي كلامي ؟!

كريم خرج من عندها وهي وراه راقبته بغيظ دخل مكتب غريب وهي راحت لعلياء وسألتها ده مكتب مين واتجننت لما عرفت إنه مكتب أملكريم دخل ورا أمل اللي كانت متعصبة بتحط حاجتها ومتجاهلاه تماما وهو مش عارف يقولها ايه أو يقول أصلا بأي حق

كريم بتردد : أمل ! كنتي مميزة النهاردة في الاجتماع وأبهرتي الكل .

أمل بربع نظرة وابتسامة تريقة : شكرا .

ورجعت تكمل رص أوراق أو أي شيء يشغلها عن إنها تكلمه

كريم قعد على حرف مكتبها وباصص ناحيتها ومنتظرها تخلص اللي بتعمله علشان يعرف يتكلم بس هي مطولة فبنرفزة : ممكن تبطلي اللي بتعمليه ده وتبصيلي علشان أعرف أتكلم ؟

أمل بصتله بغيظ وبتريقة : اتفضل حضرتك أنا سامعة .

كريم كشر وبغيظ : ملك كانت خطيبتي وحاليا هي متجوزة أصلا وأماني مجرد بتمثل شركتها ولا أكتر ولا أقل وزعلك ده مش مقبول يا أمل .

أمل قفلت اللاب بعنف وراحت وقفت قصاده وكانت في نفس مستواه لأنه قاعد على طرف المكتب وبغيظ بصتله وايديها في وسطها : والله أنا ماقلتش حاجة ومش عارفة أنت خمنت إني زعلانة ليه ؟ وبعدين هزعل من ايه واحدة الاكس بتاعتك ! والتانية المتدربة بتاعتك وبعدين أنتوا أحرار مع بعض .. بس خرجوني برا حساباتكم وأنا مش لتصفية الحسابات بينكم .

كريم عينيه في عينيها وشاف فيهم نظرة مافهمهاش وشاف إصرار .

فكررت كلامها : رجاء أنا برا حساباتكم.

كريم وعينيه في عينيها : أنتي برا حساباتنا ده لو كان في حسابات ماتقلقيش .

ما انتظرتش تسمع الباقي ومشيت من قدامه وقفت في شباكها باصة لقدام وهو أخد نفس طويل وكمل : ودلوقتي أنتي مضايقة ليه ؟

أمل بكدب وبصوت مهزوز : أنا مش متضايقة وايه اللي هيضايقني أصلا !

أمل فكرت في كلام مامتها إنها مش مميزة هو مجرد رابط بينهم أوي بسبب اللي اتعرضوله وهو من طبعه بيساعد أي حد واهو بدليل ساعدها هي وقبلها أماني وصراحة كان بيساعد كل المتدربين يمكن هي اهتم بيها زيادة لأنه عارفها وعارف أهلها ..

قاطع أفكارها كلام كريم الهادي : بس أنتي جوا حساباتي انا ويمكن تكوني محورها أصلا .. بصي عشان تكون الأمور واضحة قدامك ، أنا فعلا ساعدت أماني يا أمل .. بس مساعدتي تتلخص في إنها في مرة اتأخرت هنا لبعد المغرب وماكانش في مواصلات وأنا وصلتها والمرة التانية في اجتماع زي كده وكان المفروض إنها هتمثل شركتها وكانت غيرك تماما كانت مرعوبة وخايفة لدرجة إنها ايديها بتترعش وهي بتفتح اللاب فحاولت على قد ما أقدر أطمنها بس كده .

أمل بصتله بصدمة وما سمعتش من كلامه غير كلمة وصلها او ما اهتمتش غير بالكلمة دي فرددت بتوهان : وصلتها لبيتها ؟

وده كان تأكيد جديد لكلام مامتها ، كلام أمها بيتأكد قدامها هو بس بيساعد أي حد مش أكتر وهي مش مميزة أبدا ..

كريم حس إنه عكها زيادة : هو أنتي ليه بتسمعي نص الكلام ونصه بتوقعيه ؟

أمل حست إنها مخنوقة أوي ومش قادرة تتكلم أصلا وبصتله بالعافية : ينفع تسيبني لوحدي دلوقتي ؟

كريم حس بيها : مش هسيبك لوحدك .. أماني ولا حاجة وهي نفسها عارفة ده كويس .

أمل هزت دماغها برفض : أنت مش محتاج تبررلي .

كريم بنرفزة : لا محتاج أبررلك وأنتي لازم تفهمي !

أمل بدموع : أفهم ليه ! وتبررلي ليه ؟

كريم بصلها : علشان أنتي غير أي حد تاني فاهمة ! أنتي مميزة يا امل

أمل عينيها اتعلقت بعينيه وسألته وكأن حياتها كلها متعلقة بإجابته دي : مش فاهمة !

كريم بصلها : علشان أنتي يا أمل بالنسبالي ......

قاطعه خبط على الباب ودخلت أماني اللي الاتنين بصولها وهي حست بالعداء

كريم استغرب ليه جاية وليه دلوقتي هل ممكن تكون ملك باعتاها علشان تأكد كلامها !

أمل بصتلها أوي علشان تشوف مين دي اللي كريم ساعدها ونالت اهتمامه قبلها ! وهل تستاهل مساعدته فعلا ولا ! وهل هي مميزة !


نادر وصل الشركة عند أبوه وقابله وقاله على ملخص الاجتماع جه يخرج

خالد وقفه : أنت مستعجل كده ليه !

نادر بصله : مش حكاية مستعجل بس كنت عايز أروح لماما أقعد معاها شوية هي لوحدها كتير اليومين دول

خالد ابتسم : كنت عايز أروحلها .

نادر كشر : بلاش .. محدش يضمن الظروف لتكون رقية هانم مراقباك ولا حاجة .

خالد باستغراب : طيب ماهو ممكن تراقبك أنت أو أختك كمان .

نادر كشر : لا ما أعتقدش هي مش هتهتم بينا هي اللي يهمها حضرتك أو ملك .. المهم أنا نازل حضرتك عايز أي حاجة مني

خالد شكره وهو نزل لعربيته اللي في الجراچ تحت ركبها وطالع بيها ويدوب هيخرج من الجراچ موبايله رن بصله للحظة بس اللحظة دي كانت كفيلة بحد يقع قدام عربيته مباشرة من على الرصيف أخد فرامل جامد بس حس إنه خبط الحد اللي وقع ده اللي أصلا مالحقش يشوفه


#العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٣٧

أمانى خبطت على كريم وأمل وقاطعتهم اتوترت من نظراتهم الاتنين وحاولت تبتسم : آسفة بس حبيت أتعرف على باشمهندسة أمل من قريب وأباركلها على نجاحها المبهر في الاجتماع ..

أمل حست إنها عايزة تضربها لأنها كان نفسها تعرف هي ايه بالنسباله بس غصب عنها ابتسمتلها : أهلا بيكي اتفضلي ..

أماني دخلت وبصت لكريم اللي بيحاول يسيطر على أعصابه علشان ما يطردهاش لبرا بس هو كمان ابتسم بتكلف : هسيبكم تتعرفوا على بعض .. أمل كلامنا ما خلصش .

أماني بتوتر : أنا ممكن اجي في وقت تاني

كريم بصلها : لا عادي كلامي أنا وأمل مش بيخلص أبدا .

أماني بمغزى : بس حاسب يا باشمهندس لتقع في نفس الغلط من تاني واهتمامك يتفسر غلط تاني وتضطر تشرح من تاني زي ما قلتلي قبل كده واشتكيت إنك مش عارف تفهم البنت اياها ازاي هي مش مهمة لما ترجمت مساعدتك لها غلط !

أمل بلعت ريقها بالعافية وبصت لكريم منتظرة رده أكتر من أماني نفسها

كريم بهدوء غاضب: لا ما تقلقيش أنا عمري ما كررت نفس الغلط مرتين بعدين أمل في مكانة تانية أصلا ومميزة عن أي حد فما ينفعش تتحط في مقارنة مع أي حد لأن مفيش وجه مقارنة أصلا .. ودلوقتي أسيبكم لوحدكم .

أمل حست قلبها بينبض بعنف مع كلام كريم وكان نفسها تسأله يعني ايه مميزة وأي نوع من التميز ! مميزة لأنه يعرفها ويعرف عيلتها ؟ ولا هي مميزة بالنسباله ولا ايه بالظبط !


سابهم وخرج والاتنين عينيهم متعلقة بيه .. أماني اتضايقت من كلام كريم إن أمل مميزة وحست من جواها بالغيرة ليه دي مميزة ومميزة ازاي أصلا ! لازم تلغي التميز ده وتظهر لأمل إن كريم طبعه يساعد أي حد

فبصت لأمل : أنا آسفة لو جيت في وقت مش مناسب بس فعلا حبيت أهنيكي على تمكنك ده .

أمل ابتسمتلها : لا أبدا عادي .. ومتشكرة أوي لذوقك .

أماني بهزار : أنا أول اجتماع أحضره كنت مرعوبة .. ايديا كانت بتترعش لولا مستر كريم فعلا شجعني واداني ثقة أتكلم بيها ..

أمل ابتسمت : هو فعلا شخصية بتحب تساعد ده اللي حسيته ..

أماني ابتسمت بغيظ وأكدت : فعلا هو بيساعد .. هو سبق وحكالي عن بنت اتعرضت لعاصفة وشباب ضايقوها وهو ساعدها وكان هيخسر حياته علشانها !

أماني ما تعرفش إن أمل دي نفسها بتاعة العاصفة بس كل همها تظهر إن كريم شخصية مساعدة لأي حد مش هي اللي مميزة ..

أمل انتبهت أوي وبصتلها بفضول وغيرة: هو أنتي قريبة منه للدرجة دي إنه يعني يحكيلك عن ذكرياته وحياته ؟

أماني استغربت سؤالها بس وضحت : لا مش حكاية قريبة ، ولا أنا مش قريبة ولا حاجة بس يومها اتأخرت هنا أوي وهو عرض يوصلني وأنا رفضت يعني هو مديري ومش ظريفة إنه يوصلني وكده بس ساعتها اتنرفز عليا وزعقلي تقريبا وبعد ما ركبت اعتذر على نرفزته دي وقالي إنه سبق وشاف البنت دي في الموقف ده وتخيل لو مشي أنا ممكن يجرالي حاجة زي دي وده هيكون في وشه لأني كنت في شركته .. بس صراحة حسدت البنت دي .

أمل باستغراب : ليه حسدتيها ! دي حتى كانت بموقف لا تحسد عليه !

أماني ابتسمت بمغزى : لشجاعتها ! أنتي أصلا ما سمعتيش ازاي مستر كريم كان بيتكلم عنها ! بإعجاب شديد بقوتها وشجاعتها وتفاؤلها لدرجة إني ساعتها قلتله أنا لو مكانها كنت هموت من أول قلم .. المهم أنا رغيت كتير صح ؟ أنا بس حبيت أباركلك .

أمل ابتسمت : لا أبدا ما رغيتيش ولا حاجة ! بالعكس أنا ارتحت جدا في الكلام معاكي ياريت تكرريها تاني .

أماني ابتسمت بمجاملة : إن شاء الله .

أمل وقفت سرحانة بتفكر في كل الكلام اللي اتقال لها وقاطعها خبطة على الباب كانت علياء : مبروك يا أمل على نجاحك الكل بيتكلم عنه !

أمل ابتسمتلها : الله يبارك فيكي يا علياء .. بعدين أنتي أكتر حد ساعدني

علياء بابتسامة عريضة : حبيبتي أنتي ما شاء الله عليكي ذكية ومجتهدة وزي ما بيقولوا لكل مجتهد نصيب .. المهم قبل ما أمشي في سواق الشركة هينتظرك ده تليفونه قبل ما تنزلي تكلميه .. هيوصلك للبيت

أمل باندهاش: سواق ؟ مين قال ؟

علياء : باشمهندس كريم بلغني وأنا اتعاملت .. الطريق بعيد عليكي وأنتي من خارج القاهرة كمان فمن النهاردة في سواق هيوصلك آخر النهار ولو تحبي الصبح يجيلك هبلغه

أمل باعتراض : لا لا الصبح سهل اجي ..

علياء : طيب أنا هسيبك أنا يلا باي ..

أمل كانت عايزة تدخل لكريم تشكره بس اتحرجت فقررت بكرا تبقى تشكرهمروة كانت نازلة من الشركة بسرعة علشان اتأخرت جدا وعايزة تمشي قبل ما الدنيا تظلم تماما علشان الطريق .. ماشية على الرصيف بسرعة وموبايلها رن كانت عمتها بتطلع الموبايل من شنطتها وساعتها رجلها خبطت في حاجز الرصيف وماقدرتش تحفظ إتزانها ووقعت بعنف ولحظها السيء كانت عربية نادر طالعة من الجراچ حاول يفاديها أو يدوس فرامل بس ماقدرش ما يخبطهاش وبالفعل خبطها ..

العربية وقفت وهو عنده ذهول وجمد للحظات بس بعدها بسرعة رجع لورا ونزل جري من عربيته يشوف هو خبط مين بالظبط ..

شاف مروة اللي لسة فايقة مش فاهمة ايه اللي جرالها بنظرة سريعة قيّم حالتها ..

رجلها كان واضح جدا إنها مكسورة من وضعيتها .. حاول يقرب منها بس كل ما بيحاول يقرب منها مروة بتردد : ما تلمسنيش ابعد ..

نادر بتوتر : يا بنتي اهدي رجلك .

مروة بتردد : ما تلمسنيش .. أنا هقوم أنا كويسة .. أنا كويسة ... أنا .....

غابت تماما عن وعيها وهو قاعد جنبها في الأرض مش عارف يعمل ايه أو يتصرف ازاي !

بسرعة اتصل بنورهان بتوتر وزعق : تعالي بسرعة عند مدخل الجراچ ... بسرعة يا نور .

قفل معاها بدون ما ينتظر ردها وقرب من مروة بيحاول يفوقها .. اتصل بالإسعاف بس قدامهم وقت طويل لحد ما يوصلوا !

دقيقتين وأخته جت تجري وأول ما شافت المنظر شهقت : رجلها ؟ رجلها مكسورة يا نادر ! اتصل بالإسعاف بسرعة .

نادر بتوتر : اتصلت كذا مرة بس قدامهم مش أقل من نص ساعة لحد ما يوصلوا هنا .

نور بتوتر : لا كتير هنسيبها كده ! تعال نوديها احنا المستشفى يلا .

نادر بصلها : أنا طلبتك علشان كده افتحي باب العربية ..

نادر بالراحة قرب يشليها : اسندي رجلها يا نور بسرعة وحاولي تثبتيها على قد ما تقدري .

ساعدته نور لحد ما دخلها العربية .. نيرة بصت حواليها شافت شنطتها أخدتها ولمحت على الأرض موبايلها فشالته وبصت لأخوها : الموبايل اتكسر يا نادر .

نادر بخوف : في داهية دلوقتي الموبايل هاتيه ويلا اركبي بسرعة .

نور ركبت جنبها تسندها وطلع بيها على المستشفى وساق بسرعة مجنونة ..

وصل بيها واستقبلوه في المستشفى وأخدوا منه مروة وهو مكانه مش عارف يعمل ايه !

نادر لاخته بتوتر : المفروض نعمل ايه ؟

نور بتفكير : أهلها زمانهم قلقانين جدا بس الموبايل مكسور حاولت أشغله الشاشة باظت خالص !

نادر أخد نفس طويل بقلق وفجأة افتكر : مش دي كانت صاحبتها امل اللي في شركة كريم ؟ أكيد تعرف أهلها

نور انتبهت :لو واثق إنها صاحبتها كلمها .. بس أنت تعرف موبايل أمل ؟

نادر كشر : لا بس أكيد في الشركة مع كريم يارب ما تكنش روحت ..

طلع موبايله وكلم كريم وحكاله بسرعة المختصر وكريم طمنه إنه هيتصرف ..

كريم قفل معاه وطلع لمكتب أمل بس كان فاضي ومش عارف هي فين ! افتكر إنها بتمشي الساعة ٣

رفع سماعه تليفون مكتبها وطلب سمير اللي واقف في الاستقبال : سمير هي أمل مشيت !

سمير كشر : طالعة اهيه من البوابة وعربية الشوكة منتظراها

كريم بسرعة : وقفها أنا نازل .

قفل قبل ما سمير ينطق وسمير جري على أمل نادى عليها : باشمهندسة أمل .

أمل وقفت باستغراب : خير في حاجة ؟

وقف قدامها ينهج من جريه : مستر كريم طلب مني أوقفك بيقولك لحظة هو نازل .

أمل فرحت بس قدام سمير كشرت وحاولت تكون عادية : خير ليه !

سمير كشر : الله أعلم يا فندم هو نازل أكيد هيبلغك بعد اذنك .

رجع مكانه وهي انتظرت مستغربة ليه يا ترى عايزها وليه طلب يوقفوها كده ! معقول علشان يكمل كلامه !

دقيقتين وكريم نزل بسرعة وشاور لسمير يشكره وراح ناحية أمل : تعالي معايا .

أمل وقفت مكانها وهو متخيل إنها ماشية معاه بس اتفاجيء إنها مش جنبه فبصلها وراه : أنتي واقفة ليه ! تعالي .

أمل باستغراب : هو أنت متخيل هتقولي تعالي معايا هاجي كده على طول !

كريم أخد نفس طويل : أمل مش وقت مناهدة كتير في مشكلة حصلت ومحتاجينك فيها .

أمل كشرت وحست بإحباط بس حاولت تداريه : مشكلة ايه فهمني قبل ما تطلب مني أتحرك معاك .

كريم بصلها : مروة ! عملت حادثة .

امل شهقت وبرعب : حادثة ! حادثة ايه وأي نوع من الحوادث ! قول بسرعة .

كريم حاول يطمنها : اهدي هي كويسة نادر طمني عليها بس ماقاليش حالتها ايه بالظبط حاليا هي في المستشفى ومحتاجين نتواصل مع أهلها فأنا قلت أكيد هتحبي تروحيلها لكن لو أنا غلطان هاتي رقم أي حد من عيلتها نتواصل معاهم وأنتي روحي بيتك .

أمل بقلق : لا طبعا لازم أطمن عليها الأول .. يلا بس السواق ؟

كريم شاور لسمير اللي جاله بسرعة : بلغ السواق يمشي على بيته

سمير طلع للسواق وهما الاتنين طلعوا بسرعة من الشركة ويدوب هتركب عربيته وقفت وكريم استغرب : في ايه اركبيأمل بصتله : اديني لحظة واحدة .

بعدت كام خطوة وطلعت موبايلها واتصلت بمامتها : ماما ! أنا عارفة إنك طلبتي مني ما أسشمحش لكريم يوصلني تاني بس مروة عملت حادثة وأنا لازم أروحلها .

سميرة شهقت : حادثة ؟ حادثة ايه يا حبيبتي طمنيني عليها .

أمل بقلق : مش عارفة لسة ده يدوب نادر كلم كريم علشان يعرف مني أرقام لأهلها يتواصلوا معاها وأنا لازم أروحلها .

سميرة بتوتر : روحيلها طيب وخلي بالك من نفسك واتصلي بخالك عرفيه إنك هتتأخري .

أمل قفلت مع مامتها وجريت ركبت جنب كريم اللي اتحرك بمجرد ركوبها وهي اتصلت بخالها بلغته إنها هتتأخر وعرفته اللي حصل

قفلت وسكتوا الاتنين وكريم اللي قطع الصمت وبصلها : اتصلتي بمين في الأول !

أمل باصة لبعيد : بماما .

كريم : أخبارها ايه ؟ كويسة ؟

أمل بهدوء : الحمد لله .

كريم بعد صمت تاني : اماني قالتلك ايه ؟

أمل كشرت لأنها ماكانتش عايزة تتكلم دلوقتي بس اتكلمت بتهكم نوعا ما : ماقالتش حاجة مهمة أو تخصني .

كريم بصلها بتهكم : أكيد مش هتقولك حاجة تخصك لأنها متعرفكيش .. لكن أعتقد اتكلمت عني بما إني أعرفكم أنتوا الاتنين .. فقالت ايه يخصني أنا يا ستي .

أمل بخنقة : فعلا هي ما اتكلمتش إلا عنك و قالتلي قد ايه أنت شهم وبتساعد أي بنت وازاي دعمتها وقالتلي كمان إنك حكيتلها على البنت اللي ساعدتها في العاصفة ( طول الوقت بتحاول كلامها يكون عام وماتظهرش خنقتها وإحباطها لكن لسانها خانها وفضح الخنقة اللي بقلبها وكملت بنرفزة ) وكانت عايزة توصلي إن سيادتك بتساعد أي بنت وكل بنت .

كريم أخد فرامل جامد بغيظ وبصلها : أنتي عارفة ايه السبب الأساسي لانفصالي عن ملك يا أمل ؟

وقوفه المفاجئ وترها وبعدها استغربت سؤاله بس بغيظ ردت : أنت وقفت كدا ليه ؟ كنت نبهني بدل الخضة دي .. اوووف .. ويا سيدي لا معرفش ومايهمنيش أعرف مع إني اخدت انطباع إن هي اللي سابتك مش أنت .

كريم بغيظ : مايهمكيش ؟ وهي سابتني ؟ أمل اتعدلي .

أمل عقلها بيقولها إن الحوار ده مش صح ولا وقته ولا مكانه ومش في عربية في نص الطريق ولازم تنهيه بس قلبها عايز يعرف والفضول غلبها : طب اتكلم بسرعة وقفتنا كدا غلط ويا ريت لو تتحرك بالعربية .

كريم اتنهد وحاسس بالحرب جواها وعارف إن أخلاقها مخلياها متحفزة فعذرها فاتحرك بالعربية واتكلم : بغض النظر مين ساب مين لأن ده مش موضوعنا بس أنتي عارفة ايه السبب الرئيسي إن علاقتنا تنهار ؟

أمل مطبقة ايديها وباصة لقدام : ايه هو !

كريم جاوبها بنرفزة وهو بيفتكر مواقفه مع ملك : إتهاماتها ! إتهاماتها المستمرة بعد العاصفة ! بعد ما كانت إنسانة ذكية ويشهد بذكائها الكل اتحولت لمهووسة غبية وإتهاماتها ما بتنتهيش وده كان الشرخ اللي هد علاقتنا تماما ودمرها .. وبعدها كان الاختلاف بين كريم الجديد وقيمه وملك الجديدة برضه عليا ( كمل بتريقة ) وأنتي دلوقتي اهو ما شاء الله عليكي بتخطي خطاها وعمالة تصدقي أي حد وبترمي إتهامات وخلاص .

أمل برضه مطبقة ايديها وباصة قدامها : أنا ما برميش إتهامات وخلاص .. أنت سألت وأنا جاوبت .

كريم كمل عنها بلوم: جاوبتي واتهمتي ، وقلتي إن انا بساعد أي بنت وكل بنت .

أمل عرفت إنها غلطت لما اتسرعت ومشاعرها خانتها وقالت اللي مش لازم يتقال فحاولت تعدل الدنيا : ماهو أنت مش واضح و أنا مش فاهماك ....

سكتت تماما لما انتبهت إنها تقريبا كشفت مشاعرها

كريم ضرب كف على كف واتكلم بنرفزة أو شبه بيزعق : أنا اللي مش واضح ! أنا اللي مش واضح ولا أنتي اللي معرفش جرالك ايه وبقيتي ما بتفهميش ! قلتلك إنك مميزة ! قلتلك إنك غير أي حد ! معاملتي ليكي مختلفة عن أي حد ! كلامي معاكي مختلف ! اهتمامي بيكي مختلف ! اذا كان بعد كل ده وأنتي لسة مش فاهمة و مش عارفة ولسة بتقولي عليا مش واضح يبقى صراحة العيب فيكي أنتي ! أنتي اللي ما بتفهميش !

أمل بصتله باستنكار : أنا اللي ما بفهمش ياكريم ؟ أنا ؟

وكانت هتقوله أفهم إني مميزة بايه ! بمساعدتك المستمرة للكل ! أنت بتساعد الكل ! بتوصيلك ليا ! أنت وصلت غيري ! باهتمامك بيا ! أنت اهتميت بكل المتدربين .. ده أنت عينت الكل .. قلتلي إني مميزة ! أنت في الحفلة قلت إن كلنا مميزين ! يبقى عايزني أفهم ايه !

بس موبايل كريم رن ورد بغيظ عليها : أقولك حاجة أنا مش عايزك تفهمي أي حاجة اسكتي .

فتح موبايله وكان نادر بيستعجله

كريم حاول يتكلم بهدوء بس صوته متعصب : مروة أخبارها ايه ؟ الدكتور عرفكم حالتها ولا لسة؟

نادر بقلق وزعل : رجلها اتكسرت وفي كدمات ورضوض في جسمها من خبطة العربية .

كريم باستغراب : أنت مش قلت إنها وقعت !

نادر بقلق : وقعت قدام عربيتي ومالحقتش اخد فرامل في الوقت المناسب .. ف الوقعة كسرت رجلها وخبطتها بالعربية عملتلها الكدمات والرضوض

كريم بتأثر : المهم دلوقتي إنها كويسة يا نادر ! المهم صحتها .. أنا قدامي دقايق وهكون موجود أنا وأمل إن شاء الله .

قفل وبص لأمل : احنا خلاص على وصول .

سكتوا لحد ما وصلوا وكريم ركن العربية ونزلوا وداخلين والاتنين جواهم كلام كتير جدا متعلق مش قادر يطلع .. كلم نادر عرف منه مكانهم بالظبط وطالعين بصمت

أمل بغيظ وغيرة حاولت تداريها بصتله وهو أخد باله فبصلها ووقفوا تلقائيا : بص الكلام ده عشانك أنت وعشان تعرف أنت بتتعامل ازاي مع اللي حواليك .. قبل ما تقول إني ما بفهمش وإن المشكلة فيا أنا راجع أنت تصرفاتك وقول لنفسك ليه ملك لسة بتحنلك وشايفة إن حقها تغير عليك أو رافضة قرب حد منك ! وليه أماني قريبة منك برضه وبتتكلم باريحية أوي معاك ! بعد ما تجاوب على نفسك هتعرف إني مش برمي إتهامات لكن ده اللي يتفهم

كريم بتعب وبإرهاق اتكلم بصدق : يا أمل ! أنا عمري في حياتي كلها وحطي الف خط تحت كلمة حياتي كلها عمري ما اتكلمت مع واحدة بالطريقة اللي اتكلمت بيها معاكي ومش من دلوقتي بس لا من أول مرة شوفتك فيها .. أنا التجربة اللي عشناها أنا وأنتي والأزمة اللي تخطيناها مع بعض عملت بينا رابط ؛ رابط مش أي حد هيفهمه أبدا أو هيحسه غير أنا وأنتي .. أمل أنا بحس إنك مني ( جت تتكلم وشكلها هتعترض سكتها ) ولا حرف غير لما أخلص كلامي .. سيبك بقى من أي كلام تاني مميزة ! أو غير مميزة ! ملك أماني ! أي حد في الكون كله أو أي كلام تاني .. سيبك من أي حاجة تانية وافهمي حاجة واحدة بسأمل همست بخجل : اللي هي ايه ؟

كريم بهمس : إن انتي مني .

اتعلقت عينيهم في بعض للحظة وأمل نزلت وشها الأرض من حرجها وعقلها بيترجم الكلام وبتحاول تلاقي رد بس ولا حاجة أبدا مجرد كلام بيتردد في ودانها أنتي مني ، أنتي مني ..

لحد ما سمعوا نادر بينادي على كريم بلهفة وبيقرب منهم فبصوله

نادر بتوتر : أنا لقيتكم اتأخرتوا قلت أشوفكم لتكونوا مش عارفين توصلوا ! باشمهندسة أمل قولي إن معاكي أرقام أهلها موبايلها اتكسر .

أمل حاولت تبتسم : معايا بس ينفع أطمن عليها الأول ؟

نادر : أيوة أكيد اتفضلي .

اتحركوا كلهم ناحيتها ونور استقبلتهم وأخدت أمل عند مروة تشوفها كانت يدوب بتفوق لسة وحاولت تتحرك بس أمل بسرعة مسكتها : مروة حبيبتي اهدي .. أنتي كويسة يا قلبي .

مروة بتوهان : أنا فين ! اه .. عمتو ! أنا لازم أروح !

أمل بزعل :أنتي في المستشفى .. وأنا هكلم عمتك دلوقتي أطمنها عليكي .

مروة بصت حواليها بسرعة وحاولت تتعدل بس ماقدرتش .

نادر قرب : الدكتور مانع عنك الحركة حاولي تهدي وترتاحي .

مروة بصتله وكأنها أول مرة تشوفه وبعدها أخدت بالها من وجود كريم ونورهان وبتبص للكل باستغراب وبصت لأمل : هو ايه اللي حصل ! في ايه يا أمل !

أمل بحزن عليها : أنتي وقعتي ورجلك اتكسرت ووقعتي قدام عربية باشمهندس نادر وجابوكي هنا المستشفى ..

مروة بصت لرجلها الملفوفة كلها ودموعها لمعت وأخيرا عرفت تفسر أو تترجم الوجع اللي هي حاساه

نادر بتوتر قرب خطوة منهم : أنا آسف بجد بس أنا فوجئت بيكي بتقعي قدامي حاولت أفرمل بسرعة وبالفعل فرملت بس كنتي وقعتي فأنا لحد دلوقتي أنا مش قادر أفهم ده حصل ازاي وبالسرعة دي ازاي ! وبجد مش عارف أقولك ايه !

مروة بصتله للحظات وعقلها استرجع اللحظات دي ! موبايلها بيرن ! عمتها ! رجلها ووقعتها وحاجة خبطتها ! كله فعلا حصل في لحظات .. غمضت عينيها بتعب

نادر صعبت عليه وحس بوجعها فبزعل همس : بجد آسف ماكانش قصدي أبدا .

مروة فتحت عينيها بإرهاق : حضرتك بتتأسف على ايه يا باشمهندس ! أنا اللي وقعت قدامك هو سوء حظ سواء ليا أو ليك إني أقع في اللحظة اللي حضرتك خارج فيها بعربيتك ! فغصب عنك وغصب عني .. ما تعتذرش أرجوك .

نادر بقلق : طيب أنتي حاسة بايه دلوقتي ؟ تعبانة أو موجوعة ! أجيبلك الدكتور ؟

مروة حاولت تبتسم وسط وجعها : أنا كويسة الحمد لله على كل حال .

كريم اتدخل : الف سلامة عليكي يا باشمهندسة قلقتينا عليكي كلنا .

مروة بمجاملة لكريم : الله يسلمك يا باشمهندس أنا آسفة على التوتر والقلق اللي سببتهم .

نورهان ابتسمت : يا ستي اقلقينا براحتك المهم بس تقومي بالسلامة .

مروة بخجل منهم : والله أنا ما عارفة أقولكم ايه بس !أنا متشكرة لاهتمامكم كلكم

كريم بصلها : ما تشكريناش نهائي ده واجب علينا ماعملناش حاجة أصلا تستاهل الشكر ( بص لأمل وكمل باستفزاز ) بعدين في ناس هنا بتترجم الاهتمام غلط ومش بتعرف تفرق بين الذوق والعلاقات الإنسانية وبين الاهتمام .

أمل برقت واتغاظت وبصت لبعيد والباقي استغرب كلامه بس محدش علق ..

كريم حس إن الكل استغرب كلامه فحاول يداري اللي قاله أو يشغلهم عن كلامه : طيب احنا برا وأنتي ارتاحي ولو احتجتي حاجة احنا موجودين أمل كلمي أهلها علشان زمانهم قلقانين من تأخيرها ده .

مروة شهقت : عمتو ! كانت بترن عليا ! أصلا ده سبب إني ماأخدتش بالي ووقعت إني كنت بطلع الموبايل علشان أرد عليها ! ( وشهقت تاني ) موبايلي !شنطتي كلها !

نورهان اتدخلت : شنطتك موجودة هنا في الدولاب أما موبايلك بقى فالله يرحمه .

مروة بصتلها بعدم فهم نوعا ما ونادر اللي وضح : اتكسر الموبايل بس فداكي الموبايل المهم أنتي تقومي بالسلامة .

مروة بصتله واتقابلت عينيها معاه وحست للحظة بتوتر وإن دقات قلبها اتوترت وخصوصا لما أكد عليها وردد تاني : المهم إنك تقومي بالسلامة الباقي كله سهل .

معرفتش ترد بس ابتسمت وهو كمل : احنا برا وأنتي ارتاحي ولو في أي حاجة بس نادي علينا .

خرج كريم ونادر برا ونورهان بصتلهم : مروة الف سلامة عليكي .. تحبي أفضل معاكم

مروة ابتسمتلها : لا لا كفاية تعبكم لحد كده وخليهم برضه يمشوا الكل تعبان ومرهق

نور ابتسمت : نادر مش بيسمع لحد أبدا ومش بيعمل غير اللي في دماغه ! فطالما هو قال هيفضل برا يبقى هيفضل برا المهم أنا هسيب رقمي معاكم لو احتجتوا أي حاجة كلموني أنا ماشية علشان ماما لوحدها .

خرجت برا وسابتهم وأمل طلعت موبايلها كلمت عمة مروة اللي كانت ميتة من القلق ومش عارفة تعمل ايه أو تتصرف ازاي وماادتش لأمل أصلا فرصة تنطق فأمل آخر ما تعبت ادت الموبايل لمروة نفسها تتكلم وتبلغ عمتها باللي حصل واتفاجئت أمل إن مروة عيطت وهي بتكلم عمتها وتحكيلها كل اللي حصل ..

كريم ونادر لما طلعوا برا الأوضة

نادر بإرهاق : أنا متشكر جدا يا كريم إنك جبت أمل وجيت بسرعة صراحة اتوترت وماكنتش عارف اتصرف

كريم ابتسم : لا أبدا وبعدين ما تقلش كده احنا أخوات وبعد كده ما تترددش إنك تطلب مني أي حاجة .

نادر ابتسمله : أنا أول مرة أتحط في موقف زي ده

كريم بتعاطف : وإن شاء الله تكون آخر مرة .نادر ابتسم وبصله : انا لحد دلوقتي مش عارف بجد هي ازاي وقعت قدامي ! وازاي أنا رد فعلي ماكانش أسرع من كده ! أنا موبايلي بس رن ويدوب حولت عيني للحظة ! بس لحظة .

كريم حط ايده على كتفه : وهو القدر محتاج لأكتر من لحظة برضه ! ده بيتلخص في جملة كن فيكون .. احنا مجرد أسباب علشان نحقق قدرنا .. وبعدين لعله خير

نادر كشر : ايه الخير اللي ممكن يجي من ورا وقعتها بالشكل ده قدامي وكسر رجلها بالعنف ده ! دى كانت ممكن تخسر رجلها فيها! حتى أنا كان ورايا مشوار مهم وماقدرتش أروحه أو حتى أعتذر عنه

كريم ابتسم : يوووووه الخير كتير بس للي يفهم واللي يترجم صح ! عارف أنا اتعرضت لحادثة الشتا اللي فاتت وقت العاصفة الكبيرة اللي حصلت دي لو تفتكرها أنا كنت هخسر حياتي فيها أنا وغيري وحتى لما وصلت المستشفى ماكانوش عارفين ينقذوني وكانت الدنيا في عيني أصغر من خرم الابرة بس دلوقتي لو سألتني عنها هقولك إن أجمل حاجة حصلتلي في حياتي كانت الحادثة دي ! ما تتخيلش عملت ايه في حياتي وشقلبتها وغربلت دنيتي .. بعدت عن حياتي ناس كان لا يمكن أتخيل إني ممكن أبعد عنهم ودخلت حياتي ناس لايمكن أفكر أدخلهم فساعتها لو سألتني هقولك العاصفة دي أسوأ شيء حصلي لكن دلوقتي هقولك إن حياتي بجد بدأت بعد العاصفة دي ! والخير اللي جه وراها كتير كتير أوي لدرجة إني مهما أشكر ربنا علي الخير اللي جالي مش هوفيه حق شكره أبدا .. فأنت دلوقتي بتقول ايه الخير من الحادثة أو كسر رجلها ! فكر إن لعله خير واسكت ! يمكن لو كنت مشيت لمشوارك ده كانت مصيبة أكبر تحصل ! مش يمكن يكون ربنا بعت مروة تآخرك !

نادر كشر وفكر يمكن يكون حد بيراقبه ويعرف مكان مامته ويخسرها وبالتالي ربنا بعت مروة في طريقه تعطله وباللي حصل ده حمى مامته ! معقولة !

بص لكريم باستغراب : مافكرتش كده أبدا !

كريم ابتسم : وقت الأزمة بيكون تفكيرنا شوية محدود ومش عارفين نفكر .. بس صدقني لو ركزت في كل حاحة بتحصلك أو أي أزمة اتحطيت فيها هتلاقي وراها خير أو رفعت عنك بلاء عظيم أنت ما تستحملوش فربنا بعت حاجة تهون البلاء ده ! أي حاجة بتحصلنا هو قضاء ربنا ودايما قضاؤه خير ..

نادر ابتسم : ونعم بالله المهم أنت هتروح شكلك مرهق وتعبان أنا هفضل هنا وأنت ......

قاطعه كريم : مش هروح ما تشغلش بالك بيا .

فضلوا يتكلموا كتير وقاطعهم خروج نورهان تبلغهم إنها هتمشي شوية وجه عليهم مؤمن بقلق : خير في ايه ! مين جراله ايه ؟

نور ابتسمت : خير اطمن أنت عرفت منين إننا هنا !

مؤمن بقلق : كنت بكلم الأستاذ خالد وعرفت منه إن في حادثة حصلت وإنكم هنا ! وعرفت من الاستقبال مكانكم ! ( بص لكريم ) وبعدين لما أنت جاي هنا ماقلتليش ليه !

كريم ابتسم : اهدا الكل بخير اهو زي ما أنت شايف .

مؤمن بنرفزة : امال أنتوا هنا ليه كلكم !

نادر حاول يمتص غضبه وتوتره : أنا يا سيدي اللي عملت الحادثة

مؤمن بصله : بس أنت كويس صح !

أمل خرجت من الأوضة وبصتلهم ومؤمن استغرب أكتر : أمل ! هو في ايه بالظبط ! في حد تعبان جوا !

نادر : يا ابني اهدا ! مروة صاحبة أمل وقعت قدام عربيتي وخبطتها ! الحمد لله سليمة بس رجلها للأسف اتكسرت وجبتها أنا ونور هنا وكلمت كريم علشان يجيب أمل صاحبتها ونعرف نوصل لأهلها .

مؤمن اتنهد وبص لنور : الحمد لله حصل خير المهم أنتوا كويسين صح

نور ابتسمت : احنا كويسين ما تقلقش .

مؤمن بص لأمل : حالتها ايه يا أمل ! كويسة ؟

أمل ابتسمت : أحسن بس سيبتها بتكلم مامتها وحسيت إنها محتاجة تتكلم براحتها فخرجت .. ( بصت لكريم ) أنا هبات معاها هنا أنتوا روحوا .

كريم بهدوء : خليكي معاها .. أنا هفضل مع نادر هنا مش هروح .. وأنتي ما تقلقيش .

مؤمن : أنا كمان هفضل معاكم !د

نادر : لا لا محدش يبات فيكم .. الكل يروح أنا هفضل هنا يمكن تحتاج حاجة لكن أنتوا هتفضلوا ليه ! الكل يروح

بعد محاورات كتيرة مؤمن أخد نورهان يوصلها لعند مامتها وكريم ونادر قعدوا مع بعض وأمل دخلت لمروة جوا ..

شوية وأمل طلعت وكريم وقف : خير !

أمل بتأثر جامد وتوتر : مروة تعبانة أوي ! وبتعيط جامد صراحة من الألم

نادر وقف : هجيبلها الدكتور .

انسحب بسرعة وكريم قرب منها : أنتي كويسة محتاجة حاجة

أمل تعبانة وبصتله ودموعها بتلمع : مش بقدر أشوف حد بيتوجع بالشكل ده

كريم اتمنى لو يقدر يعمل أي حاجة : معلش أول يوم بيكون صعب وأكيد مفعول البنج راح علشان كده بدأت تحس بالألم ! هتبقى كويسة ما تقلقيش .

أمل عيطت وكريم اتنهد مش عارف يعمل ايه ! واتمنى لو في اللحظة دي يقدر يضمها لقلبه : أمل ! اهدي المفروض تكوني دعم ليها

أمل بعياط : ماهو أنا بعيط هنا علشان لما أدخل أعرف أكون دعم ليها !

كريم بعتاب : لأ ماهو أنتي ما تجيش قدامي أنا بالذات وتعيطي لأن دموعك دي أنا ما بتحملهاش ! ما تعيطيش

أمل مسحت دموعها وبصتله : طيب أعيط فين !

كريم ابتسم بحب : ما تعيطيش أصلا ! نادر هيجيب الدكتور وهيديها مسكن وهتبقى كويسة ما تعيطيش

أمل أخدت نفس طويل علشان تهدا: على فكرة أنت المفروض تروح .

كريم بهدوء : على فكرة مش هسيبك هنا وأروح .. بعدين أنا حابب أكون في نفس المكان اللي أنتي فيه !

أمل ابتسمت غصب عنها : بس القعدة متعبة عليك و .....

قاطعها كريم : مش مهم ، المهم إننا في نفس المكان ! أما متعبة أو غير متعبة مش فارق معايا .

أمل بخجل : مامتك هتقلق عليك .

كريم ابتسم : كلمتها وعرفتها اللي حصل وهي عارفة إني هنا ..

نادر جه بالدكتور ومعاه ممرضة ودخل اطمن على مروة وكلهم واقفين

الدكتور بصلهم يطمنهم : ما تقلقوش هتبقى كويسة .

نادر بصلها باهتمام وقلق : حاسة بايه !مروة بتعيط وبتحاول ترد والممرضة بتديها حقنه في الكانولا بالراحة

مروة مسحت دموعها وبصت لنادر : أحسن الحمد لله ..

مروة بصت للحقنة باستغراب وبصت للممرضة : أنتي بتديني ايه ! في ايه !

نادر باستغراب : في ايه مالك ! كلميني حاسة بايه !

مروة مستغربة : مش حاسة بحاجة .

نادر بص للدكتور اللي ابتسم : ده تأثير المسكن ده مسكن قوي جدا .. مش هيخليها تحس بأي حاجة ( بص لمروة ) المسكن هيريحك تماما ما تقلقيش .

مروة ابتسمت وبصت لأمل وبهزار : ولا سحر ولا شعوذة .

كلهم ضحكوا عليها وهي حست إنها دايخة

الممرضة ابتسمت : ارتاحي .. هتحسي إن دماغك تقيلة .

أمل ساعدتها ترتاح ومروة مبتسمة : أنا عايزة من البتاع ده كل شوية

أمل ابتسمت : شكلك عملتي دماغ .

مروة ضحكت جامد : تحسي إني كنت بستعبط صح ! ايه ده !

نادر بص للدكتور : طيب ممكن يضرها ولا حاجة !

مروة ردت بسرعة : ولو هيضر بالمفعول ده أهلا بالضرر .

نادر ابتسم بس بص للدكتور اللي جاوبه : لو زاد عن حد معين غلط بس زي ما أنت ملاحظ الممرضة بتديه بالراحة جدا وواحدة واحدة .. مش بحب أستعمله إلا في حالات الألم القصوى فعلا .. تأثيره سريع وبيأثر على القلب فلازم نديه بالراحة جدا علشان القلب يستوعب تأثيره .

مروة بضحك : علشان كده قلبي بيدق بسرعة .

الدكتور بصلها وقرب منها وحط سماعته على صدرها وبص للممرضة : كفاية سم واحد ما تديهاش أكتر من كده

نادر بتوتر : هي كويسة ؟

الدكتور : اه كويسة ما تقلقش احنا هنتابعها ومعاها مش هنسيبها يعني ..

خرجوا وأمل كلمت مامتها بلغتها إنها هتبات مع مروة

سميرة بتوتر : المهم طمنيني هي كويسة يعني !

أمل طمنتها وحكتلها كل اللي حصل والمسكن وكله

سميرة بتردد : كريم روح صح

أمل كشرت ماكانتش عايزة تتكلم عنه وسميرة لاحظت سكوت أمل فكررت سؤالها : هو روح !

أمل بتردد : لا ما روحش .. قاعد برا مع نادر .

سميرة كشرت : ليه ما روحش !

أمل بضيق : معرفش يا ماما هو فضل برا مع نادر أكيد مش هروح أقوله أنت قاعد ليه ! ولا تحبي أروح أسأله !

سميرة لاحظت نبرة الضيق في صوت بنتها : أكيد مش هتسأليه .. بس هو ليه مستني !

أمل اتنهدت : معرفش يا ماما بتسأليني أسئلة غريبة ! يمكن يكون صاحب نادر ومش عايز يسيبه ! يمكن زي ما أنتي قلتي طبعه مش بيعرف يسيب حد محتاج لمساعدة المهم أنا معرفش هو ليه مستني

سميرة اتضايقت من رد بنتها بس حاولت تتماسك : طيب خلاص .. خلي بالك من مروة ومن نفسك وطمنيني عليها وأنا سهرانة في أي وقت كلميني ..

أمل ابتسمت بتكلف : حاضر يا ماما ! يلا تصبحي على خير ..

قفلت وقعدت جنب مروة مكشرة فسألتها : في ايه مالك كده ! واتعصبتي كده ليه ؟

أمل بضيق: والله ما عارفة بس مش متحملة ، المهم سيبك مني وخلينا فيكي .. أنتي كويسة دلوقتي صحكريم برا مع نادر مرة واحدة وقف : نادر أنا في تليفون مهم هعمله وهجيب عشا واجي لو في حاجة كلمني .

نادر بتفهم : تمام .. كويس فعلا إنك فكرت في العشا أكيد البنات جعانة .

كريم : مش هتآخر يلا سلام .

خرج كريم يعمل تليفونه المهم ويجيب العشا لأنه عارف إن أكيد أمل جعانة ..


في بيت شريف كان رامى بيزور نيرة وقاعد معاها وميادة بترحب بيه جدا

رامي بحرج : شريف قالي إنه هيجي بدري .

ميادة ابتسمت : حبيبي أنت مش غريب أنت بقيت واحد مننا .. وهو أكيد على وصول .. هقوم أكلمه .

سابتهم علشان يقعدوا لوحدهم شوية ويتكلموا

ويدوب بدأوا يتكلموا ومبسوطين دخلت سمر بدلع وحطت صينية عليها حلويات ونيسكافيه وبصت لرامي : الظاهر إن نيرة مش مخلية بالها عليك كويس .. عملتلك النيسكافيه ده بايدي يارب يعجبك .. اتفضل .

نيرة بصتلها بغيظ وحست إنها عايزة تشتمها ورامي اتحرج : متشكر لحضرتك يا مدام .

سمر شهقت : مدام ؟ اسمي سمر .. سمر وبس وبعدين زي ما ماما قالت أنت بقيت واحد مننا ولا ايه يا رامي!

رامي بص لنيرة وبص لسمر : أكيد أكيد ..

سمر ادته واحدة من الجلاش اللي في الطبق وبصتله : ما تكسفش ايدي بقى .

رامي أخدها منها بحرج وهو مش عارف يعمل ايه أو يتعامل ازاي !

نيرة قامت ودخلت لمامتها تعيط

ميادة بخضة : في ايه يا حبيبتي ! بتعيطي ليه ؟

نيرة بتمسح دموعها علشان ما تبوظش شكلها : سمر عماله تدلع في رامي.. ماما سمر هتاخده مني !

ميادة كشرت : تاخده ازاي يعني وبعدين دي مرات أخوكي .

نيرة بعياط : بس بتتدلع وتتمايص أنا مش هعرف أعمل زيها كده أبدا ! مش هعرف ! مش هيعرف هو يشوفني بعدها .

ميادة مسحت دموعها : حبيبتي أنتي مش هتعرفي لأنك متربية غير عديمة الرباية دي ! روحي لخطيبك واوعي تسمحي لحد يتدخل بينكم وسمر دي أنا هعرف ألمها وأربيها يلا ما تسيبهوش لوحده معاها يلا .

نيرة خرجت هي ومامتها وميادة بصت لسمر : سمر حبيبتي كلمي التليفون ! مامتك بترن عليكي جوا وموبايلك في أوضتك .

سمر بصتلها وابتسمت : حاضر يا حماتي هكلمها كله إلا ماما بعد اذنك يا رامي .

رامي اتحرج وهي قامت راحت لأوضتها وحماتها وراها لحد ما دخلت أوضتها ساعتها ميادة قفلت الباب وسمر كشرت وبصت لموبايلها المقفول : ماما مش بترن صح ! طيب ابعدي بقى عن وشي يا حماتي !

ميادة وقفت في وشها : أنتي مش هتطلعي برا الأوضه دي طول ما رامي هنا .

سمر شهقت : نعم ! هتحبسيني ولا هتحبيسيني ولا اوعي يكون هتحبسيني !

ميادة بغيظ مسكتها من طرحتها اللي يدوب حاطاها كده علي شعرها ومسكت شعرها مع الطرحة وشدتها لحد السرير حدفتها عليه : مش هحبسك بس أنا كمان هربيكي لأنك ناقصة رباية ! منك لله أنتي وأمك يااللي مليتوا دماغي بوساختكم .. ده أنتوا مش هتوردوا على جنة أبدا ..

سمر جت تقوم بس ميادة زقتها : قسما بالله لو خرجتي برا لأجرجرك من شعرك لحد ما أجيبك هنا ولا هيهمني رامي ولا شريف حتى لما يرجع ! واتلمي بدل ما أخليه يرميكي في الشارع لأن أنتي ما تستاهليش تكوني في بيت راجل أصلا وتشيلي اسمه ..

طلعت ميادة وقفلت عليها بالمفتاح وسمر قعدت متغاظة منهم جدا وفكرت تخبط وتعمل شوشرة بس تراجعت وخافت من رد فعل شريف لما يرجع هو وعدها يبدأ صفحة جديدة مش عايزة تنهيها هي بالسرعة دي .. لازم تهدا وتفكر بالراحة شريف رجع وقعد وسطهم وبعدها بيسأل مامته : امال سمر فين ؟

ميادة مبتسمة : كانت معانا هنا حتى رحبت هي برامي وقامت بالواجب مكانك بس أمها بتكلمها فطلعت أنت عارف بقى رغي البنات مع أمهاتهم ما بيخلصش أبدا ..

شريف ابتسم وغير الموضوع وحس من كلام أمه إن سمر عملت حاجة ضايقتهم ..

أخيرا رامي مشي وشريف وصله للباب ورجع بص لأمه : سمر عملت ايه !

نيرة عيطت وطلعت لأوضتها جري وشريف بص لأمه باستغراب فجاوبته : كانت زي ما قلتلك بترحب برامي بس نيرة غارت تقريبا منها المهم أنا قلتلها تدخل أوضتها فاطلعلها أنت بقى .

شريف طلع واستغرب إن الباب مقفول بالمفتاح غمض عينيه بتعب وإرهاق مابقاش مستحمل اللي بيحصل ده ! مش عارف يعمل ايه ويتصرف ازاي ! ينهي بقى المهزلة دي ويخلص خالص منها ولا ايه !

دخل وسمر عملت نفسها نايمة ورايحة في النوم وهو فضل واقف شوية وبعدها بدأ يغير هدومه وهي بتعب : اه ... اه .

شريف بضيق : في ايه مالك !

سمر : تعبانة وبطني واجعاني أوي ! هاتلي أي مسكن ولا أي حاجة

شريف حط ايده على دماغها : أنتي مش سخنة ! بطنك تاعباكي فين بالظبط !

سمر شاورت على المكان اللي بيوجعها لأنها فعلا موجوعة بس مش للدرجة ..

شريف كشف عليها سريعا : ضغطك واطي شوية هديكي مسكن وحاجة تظبط الضغط ونامي وهتقومي كويسة ..


أمل مع مروة بيتكلموا ويحكوا وأمل بصت لمروه : مروة أنا ميتة من الجوع مش قادرة .

مروة ابتسمت : طيب اطلعي قليلهم برا أكيد هيجبولنا أكل .

أمل كشرت : لا يا أختي أتحرج ! قليلهم أنتي .

مروة باستغراب : طيب مش هقدر أقوم أصلا يا أمل وبعدين قليلهم إن أنا اللي جعانة .

أمل اترددت وفضلت شوية رافضة تطلع بس الجوع قرصها جامد فوقفت وبصت لمروة : هقول لنادر يكلمك أنتي وهو يدخل وأنتي قليله .

مروة كشرت : لا يا أختي وأنا مالي ! بعدين أنا أول مرة أتكلم معاه من بعد التعيين غير سؤال وجوابه أنتي قولي لكريم أنتي ليكي كلام معاه .

أمل كشرت : لا أتحرج ! أيوة ليا كلام معاه بس مش لدرجة أقوله يأكلني يعني لكن أنتي عيانة ومريضة وهتقوليلهم إنك مهبطة مثلا وهما هيفهموا .

بعد خناقات طلعت أمل تقول لنادر إن مروة جعانة وأول ما خرجت لفت انتباهها إن كريم مش موجود وحست بإحباط رهيب معقولة مشي ومن غير ما يقولها إنه هيمشي !

نادر انتبه لأمل منتظرها تتكلم وهي عينيها بتتلفتت على كريم وسألته : هو كريم .....

قاطعها من وراها : أنا اهو موجود .

لفت وشها وغصبا عنها ابتسمت لما شافته : افتكرتك مشيت ترتاح !

كريم ابتسم : قلتلك مش هروح وبعدين مش برجع في كلامي وحتى لو رجعت في كلامي وهروح أكيد هقولك .

أمل ابتسمت ونسيت هي كانت طالعة ليه

كريم ابتسم : كنتي عايزة حاجة ؟

أمل افتكرت : اه نسيت أصلا ! ( ابتسم كريم وهي كملت ) مروة جعانة وعايزة أنزل أشتري أكل .

كريم ابتسم جامد ورفع ايده بيديها الكيس وهي استغربت : ايه ده !

كريم مبتسم : يعني مش باين من ريحته ايه ده ؟

أمل أخدت نفس طويل وابتسمت وبصتله : عشا ؟ عرفت منين إننا هنطلب عشا !

كريم بلوم : يمكن صاحبتنا تفهم إني بهتم وإنها مميزة وبعرف هي عايزة ايه من غير ما تطلبه .. يا ترى هتفهم ولا دماغها هتفضل مقفلة !

لو تفاعلكوا عجبنى هنزل اخر حلقه متنسونيش من دعاكم وياريت لايكوكومنت وبعد الحلقه الاخيره فى جزء تانى ويارب تكون الرواية عجباكو وشكرا 💙💙


#العاصفة: الجزء ١ - الحلقة الاخير

كريم بص لأمل بلوم : يمكن صاحبتنا تفهم إني بهتم وإنها مميزة وبعرف هي عايزة ايه من غير ما تطلبه .. يا ترى هتفهم ولا دماغها هتفضل مقفلة !

أمل ابتسمت بخجل وما ردتش ف كريم كمل : دي تبقى غبية على فكرة لو ماصدقتش قليلها تصدق علشان ممكن أزهق .

أمل قلبها بينبض جامد وحاسة بيه هيطير من مكانه ومش عارفة تقول ايه من كسوفها أخدت الكيس منه وبصتله : متشكرة على العشا بس صح و أنتوا ؟

كريم رفع ايده التانية : عامل حسابي ما تقلقيش علينا .

أمل ابتسمت : بالهنا والشفا ليكم .

كريم ابتسم وافتكر نادر اللي واقف من بدري : يلا ادخلي اتعشي وعشي صاحبتك .

دخلت أمل وهي مبسوطة ومروة أول ما شافتها بصتلها باستغراب فأمل : شوفتي بقى أنتي بس تشاوري .

مروة بفضول : مين جاب العشا !

أمل مبتسمة : كريم لقيته جايبه !

مروة بفضول : هي ايه العبارة !

أمل ابتسمت : العبارة لما أفهمها كويس وأصدقها هفهمهالك .

مروة كشرت : وأنتي ليه مش مصدقاها !

أمل كشرت وبتفكر في كلام مامتها : ده موضوع طويل خلينا نتعشى دلوقتي يلا قبل ما الأ هيكل يبرد علشان ريحته موتتني زيادة .


نادر مع كريم لمحوا واحدة جاية عليهم وبتتلفت حواليها بتوهان شوية

نادر وقف : حضرتك بتدوري على حد !

الست : بنت أخويا اسمها مروة هي عملت حادثة وهنا .

نادر قرب بسرعة منهم : اه أهلا وسهلا بحضرتك .. هي فعلا هنا .

الست بصتله باستغراب : فين يا ابني .

نادر أخدها وشاورلها على الأوضة والست دخلت بلهفة وسلمت على مروة وضمتها

مروة بعتاب : يا عمتو قلتلك أنا كويسة ومعايا أمل برضه سيبتي العيال مع عمو وجيتي !

عمتها بصت لأمل وسلمت عليها : معلش يا أمل من لهفتي عليها ما سلمتش عليكي .

أمل ابتسمت : ولا يهمك يا عمتو .. المهم ما تقلقيش عليها أبدا .

قعدت معاهم ومروة سألتها : جيتي ازاي لوحدك كده ! مش قلتلك ما تجيش وتسيبي العيال لوحدهم .

عمتها بقلق : اخص عليكي وأسيبك لوحدك كده ! وبعدين عمك كلم جارنا اللي تحت ووصلني بالتاكسي بتاعه هو ومراته معاه .

مروة ابتسمت : طيب ممكن بقى تقومي تروحي معاهم قبل ما يمشوا !

عمتها كشرت : هبات معاكي مش هسيبك .

أمل بصتلها : عمتو أنا معاها وزي ما حضرتك شايفة المستشفى كبيرة وضخمة وعلى مستوى عالي وأي حاجة بس بنرن الجرس الممرضة بتيجي .

مروة كملت : بعدين ده يدوب سواد الليل والصبح العيال ينزلوا المدرسة ابقى تعالي .

بعد محاولات كتيرة قامت عمتها مترددة برضه تمشي بس فعلا جوزها سايبة معاه العيال لوحده وبصتلهم : طيب أجيبلكم عشا استنوا .

أمل وقفتها وشاورتلها على باقي الأكل : العشا اهو لو حضرتك ما اتعشيتيش اقعدي اتعشي الأكل كتير اهو .

عمتها بفضول : هما مين اللي برا دول وهما اللي جابوا العشا ؟

أمل بتردد : دول أصحاب الشركة اللي احنا شغالين فيها .. م /نادر مدير شركة مروة وهي وقعت قدامه وهو اللي جابها هنا وزي ما حضرتك شايفة مش عايز يروح غير لما يطمن خالص .

عمتها بفضول أكتر : والتاني !

أمل ابتسمت على فضولها : التاني ده مدير الشركة اللي أنا شغالة فيها ولما م / نادر خبط مروة كلمه علشان يجيبني علشان أنا صاحبتها وأنا أعرف أوصلكم أنتوا .. هما ناس محترمة جدا يا عمتو ما تقلقيش من أي حاجة ..

عمتها اطمنت نوعا ما وخرجت شكرت نادر وكريم جدا على اهتمامهم ..رقية كلمت سليم تطمن على خطتهم وسألته بلهفة : ايه الأخبار وصلت لايه ؟ أنت مراقبهم صح ! يلا قل لي بسرعة

سليم بضيق : أنا مش عارف ايه الحظ النحس ده ! أنا كنت مراقبه وكان نازل من الشركة بس فجأة تقع قدامه بنت والله أعلم جرالها ايه وأخدها هو ونورهان على المستشفى ومن ساعتها وأنا واقف اهو عيني على عربيته .. بس هو ما نزلش من المستشفى أصلا !

رقية بغيظ : ده ايه النحس ده مين البنت دي ! حد مهم يعني ؟

سليم بغيظ : مجرد بنت موظفة ولا راحت ولا جت بس معرفش قاعد كل ده جوا ليه ؟

رقية بنرفزة : طيب وأخته ! في أنهي داهية ؟ معاه ولا !

سليم كشر بتفكير : لا معرفش هي دخلت معاه فأكيد لسة معاه !

رقية بتفكير : كده ماقدمناش غير ملك ! لازم ملك هي اللي تقول مين نهلة دي ؟ أنا مش عارفة هي ليه مش عايزة تسهر معايا اعمل أي حاجة خليها تمشي من عندك وتجيلي .

سليم بنرفزة : يعني أعمل ايه ! أطردها مثلا !

رقية زعقت : اعمل أي حاجة ! أي حاجة تضايق الست وتخليها تطلع من بيتها !

سليم : لا ماهو مش أنتي علشان تكسبي ملك تخسريني أنا !

رقية بغيظ : لا ما تقلقش هبقى أقولها بعدين إنك عملت كده علشان تساعدني .

سليم بعدم اقتناع : هحاول بس ما أوعدكيش .

قفلت معاه وهي كلها غيظ وتوعد وخصوصا برجوع جوزها اللي بيدخل بالليل ينام ويصحى الصبح يمشي وكأن مالهاش وجود ..

عمرها ما تخيلت أبدا إنه ممكن في يوم يتجرأ ويبص لواحدة غيرها وهي بنت الهوانم والبشوات .. لازم تعرف مين دي اللي اتجرأت تشاركها في جوزها وتمحيها من الوجود ..


كريم في المستشفي اتخنق من القعدة دي فقام وراح لآخر الطرقة كان في بلكونة فتحها ودخل فيها يشم هوا لأنه اتخنق جدا جوا وخصوصا إنه بينه وبين أمل يدوب باب ومش عارف يكون معاها .. كل الأفكار جت في دماغه يعملها بس في الآخر فضل مكانه

أمل جوا و مروة نامت وهي قاعدة مش قادرة تصدق إن كريم برا الباب ده وهي بتتمنى تكلمه ومش عارفة

أخيرا قامت وفتحت الباب بهدوء جدا بس شافت نادر نايم علي الكنبة برا وكريم مش موجود فخرجت أكتر تشوفه فين ولمحته بعيد في البلكونة وبدون تفكير أو عقل راحت ناحيته

كريم مغمض عينيه باصص للسما فوق وبيتخيل أمل في حضنه وفجأة سمع اسمه همس من شفايفها وبص وراه شافها ما نطقش ولا حرف ولا هي اتكلمت بس مد ايده لها وهي بصت لايده وبصت لعينيه وحطت ايدها في ايده وقلبها هيخرج من مكانه وهو شدها لحضنه وضمها !! أصوات نبضات قلبهم عالية جدا لدرجة إن ممكن كل المستشفى تسمعها

أمل دفنت وشها في صدره بتحاول تتنفس أو تستوعب هي بتعمل ايه أو ازاي هي في حضنه بس مفيش شيء في الكون كله له معنى غير حضنه هو وبس

كريم بيضمها لقلبه ومش عارف ازاي في لحظة الحلم بقى حقيقه وازاي هي في حضنه دلوقتي بجد

ايديه علي ظهرها بيضمها أوي وحس بمقاومة بسيطة بس بعد عنها وبص لعينيها وهي لتاني مرة بتهمس اسمه

وهوعينيه متعلقة بشفايفها وكل اللي فكر فيه منظرهم لما كانوا بلون الكرز

معرفش يفكر أو يبعد أو ينطق بس قرب وعينيه في عينيها وهي غمضت عينيها وحست بشفايفه بكل رقة بتلمس شفايفها .. كريم باسها برقة وهي حست إن الأرض مش ثابتة أو رجليها مش شايلاها فكانت هتقع بس كريم شالها في حضنه من تاني وهي دفنت وشها في رقبته

كانت بتردد اسمه كتير أوي لدرجة بدأت تضايقه وفجأة فتح عينيه على نادر جنبه هو اللي بيصحيه من النوم وبيقوله النهار نور ويقوم يروح ويرتاح

لوهلة ما استوعبش إن ده مجرد حلم بص حواليه بتوهان

نادر باستغراب : أنت بتدور على مين ؟

كريم بصله : أمل فين ؟

نادر كشر : في الأوضة جوا مع مروة هتكون فين يعني ؟

كريم اتعدل ودعك رقبته بيحاول يفوق من أجمل حلم عدى عليه في حياته ..

كريم بصله : هو الوقت ايه ؟

نادر ابتسم : بدري لسة بس أهل مروة وصلوا كلهم والدنيا هيصة اهيه ! قوم نشوفهم ولا ايه !

كريم وقف بتعب : يلا فعلا

دخلوا مع بعض وكريم بص لأمل وهو بيفتكر كل لحظة في حلمه واتخنق إنه كان مجرد حلم ..

لازم يحقق الحلم ده ويجيبها لحضنه 🤭أهل مروة كلهم موجودين سواء عمتها و أبوها وأمها بعد مانادر استقبلهم و وصلهم عند مروة ..

شوية و كريم شاور لأمل وطلعتله برا

كريم بتعب : أنا هروح يلا أوصلك في طريقي ولا ايه

أمل بصتله بتعب هي كمان : أنا هاخد تاكسي .

كريم بصلها بغيظ : ما تتعبينيش معاكي بالله عليكي على الصبح كده .

أمل ابتسمت : مش هتعبك حاضر روح أنت ارتاح شوية قبل ما تنزل الشركة وأنا هفضل مع مروة للظهر كده وبعدها هطلب أوبر ما تشغلش بالك أنت .

كريم وقف وبصلها بتردد : أمل ؟

أمل ابتسمت : لا بجد روح أنت ما تخافش .

كريم مد ايده لها : هاتي موبايلك طيب !

ادته موبايلها بدون ماتعرف عايزه ليه وهو سجل رقمه ورن على نفسه : رقمي معاكي لو في أى حاجة كلميني بدون ما تترددي فاهمة ؟

أمل هزت دماغها وابتسمت بإحراج : بس مش هاجي الشركة النهارده .

كريم ابتسم : براحتك بس بكرا لازم تيجي .

أمل ابتسمت : بإذن الله .

كريم انسحب و وصل بيته وأول ما أمه شافته طمنها على أمل ومروة وبلغها إنه محتاج ينام لساعتين أو تلاتة بالكتير وطلع لأوضته سريعا ..


سميرة بعد ليلة كاملة من التوتر والقلق مسكت موبايلها بعد ما جوزها مشي على شغله وقررت إنها مش هتسكت أكتر من كده ولازم تعرف كل حاجة بالتفصيل .. كفاية سكوت لحد كده ..

سميرة اتصلت بناهد وسلمت عليها ورغوا شوية مع بعض سلامات وتحيات

سميرة بتردد : والله الواحد ما عارف يودي جمايلكم فين ! أمل لسة بتقولي على كريم واهتمامه بيها وإنه وصلها للبيت لما اتأخرت وحكتلي كل اللي حصل وحتى توهانهم في الطريق وإنها تعبته لحد ما عرفت بيت خالها .

ناهد بحب : عيب ما تقوليش كده ده احنا حبايب وربنا يعلم معزتك وبعدين قلتلك أمل بنتي هنا وأنا مكانك .. والله كان نفسي أصلا أكلمك ساعتها وأطمنك بنفسي عليها بعد اللي حصل من الشباب المتخلفين دول بس كريم حرّج عليا ما أتكلمش وقالي أمل مش هتقول عن مضايقة الشباب دول لأهلها علشان ما تقلقهمش .. بس أمل حكيتلك اهو .

سميرة مش مستوعبة كل اللي اتقال ومش عارفه ترد وحاولت تاخد أكتر من ناهد : لا أمل مش بتخبي عني حاجة ! بس هو كريم ليه سابها تنزل لوحدها !

ناهد بدفاع : لا ما سابهاش ده كان انشغل شوية بس واتفاجيء إنها مشيت وحتى اتخانق مع مؤمن جامد وزعقله إنه سمحلها تمشي ونزل جري وراها حصلها ولحقها وطمنها ما تقلقيش .. أنا كل يوم بوصيه عليها .. بقوله طلباتها تكون مجابة من غير ما تطلبها .. يريحها في الشغل .. يوصلها لو اتأخرت والله يا أم طه ما تقلقي عليها هي في عينيا .

سميرة دموعها نزلت وهي بتسمعها وحاولت ما تظهرش ده أبدا : كريم شاب محترم دي حتى أمل بتقولي إنه معاهم في المستشفى مع صاحبتها مروة .

ناهد ابتسمت : أيوة طبعا مش مسئوليته مروة وأمل يسيبهم ازاي بقى .. حبيبتي دول أمانة في رقبتنا .. اطمني أمل في عيني وكريم كمان حطها جوا عينيه احنا مش سايبينها أبدا ..

سميرة شكرتها وقفلت معاها وبعدها قعدت تعيط جامد .. مش عارفة هتعمل ايه ؟ بنتها لأول مرة في حياتها تخبي عليها حاجة كبيرة زي كده ؟ ازاي ماقالتش ؟ ازاي عرفت تخبي ؟ وفوق كل ده ازاي حبت كريم ! وازاي هي تقنع بنتها إن اهتمام كريم بوصاية من أمه وبكرم أخلاقه مالهوش علاقة بالحب أبدا ! لأول مرة تقف ماتكنش عارفة تتصرف ازاي وتتعامل ازاي ! طيب تقول لجوزها ايه ! وبعد تفكير طويل قررت تقول لجوزها وتطلب منه يجيب أمل واللي يحصل يحصل .سميرة جوزها رجع الظهر وهي كانت متوترة مش عارفة تتصرف ازاي أو تعمل ايه ! توترها ظاهر في كل حركاتها ! في الحاجات اللي بتقع منها في كلامها ! عبدالله قرب منها ومسك ايدها : خير يا أم طه في ايه ! أنتي مش طبيعية ! وبعدين أنا عندي خبر حلو أوي ليكي النهارده .

سميرة حاولت تبتسم : أنا كويسة خبر ايه اللي عندك !

عبدالله اتأكد أكتر من ردها : في ايه اللي حصل الأول ! طه مراته كويسة ؟ تعبانة ولا حاجة

سميرة ابتسمت : طه كويس ومراته كويسة تعبانة شوية اه بس تعب حمل عادي ..

عبدالله بارتياح نوعا ما : طيب الحمد لله في ايه ؟ أمل فيها حاجة ! قولي في ايه ؟

سميرة مش عارفة تقول ايه وازاي وهو زعق بتوتر : في ايه جننتيني ! أمل مالها ؟

سميرة دموعها لمعت : اتأخرت أول امبارح في شغلها وشباب ضايقوها .

عبدالله عينيه وسعت : جرالها ايه ؟ حصلها حاجة ؟ هي كويسة ؟

سميرة بسرعة : هي كويسة سليمة ، كريم لحقها ووصلها لبيت خالها بالسلامة .

عبدالله بارتياح نوعا ما : طيب الحمد لله بخير بس ليه ماقلتيليش من ساعتها ؟

سميرة اتوترت ومش عارفة تقول ايه ولأول مرة ما تكنش عارفة ترد على جوزها : ما كنتش أعرف علشان أقولك

عبدالله بصلها بعدم تصديق : أمل عمرها ما خبت عنك أي حاجة !

سميرة بتحاول تبرر : قالتلي إن كريم وصلها بس ماقالتش على مضايقة الشباب لها خافت من رد فعلنا لو عرفنا .

عبدالله حاسس بلخبطة ولأول مرة يحس إنه مش فاهم وإن في أسئلة كتير قدامه : طيب كريم عرف بيها ازاي ؟ هو بيوصلها كل يوم ؟ ولا ايه اللي حصل ؟

سميرة بتوتر : لا مش بيوصلها كل يوم بس اليوم ده اتأخرت وهي مشيت وهو نزل وراها يحصلها وساعتها لحقها ووصلها .

عبدالله بيحاول يوزن الكلام ويفهمه : سميرة ! أنا ليه مش فاهم حاجة وليه حاسس إنك مخبية عني حاجة وفي حاجة مش بتقوليها ! بعدين لما أمل ماقالتلكيش أنتي عرفتي منين ؟ سميرة جاوبيني وبطلي تخبي عني اذا سمحتي وعرفيني كل حاجة عن بنتي ؟

سميرة أخدت نفس طويل وقعدت قصاد جوزها وحكت كل حاجة عن بنتها سواء حبها لكريم ومخاوفها وكلام ناهد

عبدالله فضل ساكت شوية مش عارف يتكلم وبص لمراته : أنا قلتلك بلاش تسافر أنتي وابنك أصريتوا ! وهي لأول مرة حد يقرب منها ويهتم بيها وكان لازم تترجم الاهتمام ده غلط .

سميرة بحزن : مش يمكن يكون بيحبها فعلا ؟

عبدالله بنرفزة : ما أنتي لسة قايلة اهو بنفسك أمه اللي بتطلب منه وقالتلك إن أمل بنتها ! هتقولك ايه تاني الست ؟ قالتلك بنتها ! بنتها ؟ يعني زي أخته ! مش مراته أو حبيبته .

سميرة دموعها نزلت : وبعدين هنعمل ايه ؟ أنا مش هقدر أشوفها تاني موجوعة طيب شريف وتخطته لأنها ماحبتهوش أصلا لكن كريم ؟ كريم اتعلقت بيه !

عبدالله طلع من جيبه جواب وحطه قدامها : ده الخبر الحلو اللي كنت هقولك عليه .. ده الحل .

سميرة مسكته وبصتله : ايه ده !

عبدالله : ده جواب تعيين أمل في شركة الكهربا هنا .. هتتعين هنا وتستلم وظيفة هنا وتنساه .

سميرة ابتسمت بوجع : يمكن يكون ده جه في وقته .. هتروح تجيبها امتى ؟

عبدالله وقف : دلوقتي ! فين طه ؟

سميرة بتعب : سيب طه لمراته كانت تعبانة روح مع سواق أو حد من اللي عندك في المعرض يسوق الطريق هو .

عبدالله بصلها : خلاص قومي حطي الغدا هاكل لقمة وأتحرك واياك تعرفيها إني رايحلها لأني مش عايزه هو يعرف ومش عايز أقابله ولا يعزمني ولا حق ولا باطل الناس محترمة ومش عايزين نخسرهم فخليني أروح أجيبها واجي بهدوء وبعدها نكلمه ونعتذرله ..

بالفعل اتحرك عبدالله ناحية بنته ووصل القاهرة آخر الليل والكل استغرب وجوده بس رحبوا بيه ودخل وارتاح والصبح بدري أمل صحيت هتتحرك بس أبوها وقفها : هاتي يا أمل موبايلك خليني أطمن والدتك لأحسن موبايلي فصل .

أمل ادت لأبوها الموبايل وهو قبل مايتصل بسميرة بصلها : ادخلي جهزي شنطتك علشان نتحرك .

أمل بصدمة : نتحرك فين ؟

عبدالله بصلها : على البلد يلا .. جواب التعيين بتاعك استلمته وهتنزلي معايا تستلمي تعيينك هناك وتفضلي جنبنا .. التدريب واتدربتي وجربتي تشتغلي هنا بس مكانك هناك يلا عقبال ما أكلم والدتك تكوني جهزتي ..

أمل بصدمة : بابا أنا مش عايزة أسافر وأسيب شغلي هنا

عبدالله بصلها بجمود : وأنا ماعنديش استعداد تفضلي هنا أكتر من كده .. ادخلي يا أمل جهزي حاجتك علشان نتحرك .

أمل دموعها لمعت وبصتله بترجي : بابا أرجوك مش عايزة أمشي

عبدالله مش بيتحمل دموعها بس لازم يكون جامد فبصلها وزعق : يلا يا أمل جهزي حاجتك خلينا نتحرك اتفضلي اتحركي ومش عايز رغي كتير .

أمل دموعها نزلت أكتر وأكتر وبصتله : طيب اديني التليفون أكلم مروة أعرفها .

عبدالله بصلها : ابقي كلميها على الطريق يلا اتحركي الأول ..

ومهما تعترض أو تتكلم بس القرار كان صدر وتم تنفيذه وخلال نص ساعة كانت في العربية مع أبوها في طريقها للبلد وحست إن قلبها بيتخلع منها وبيتساب هنا .. طول الطريق وهي دموعها بتنزل بصمت و أبوها مش قادر ينطق أو يتكلم ولأول مرة مش عارف يواسيها ازاي !

كريم نزل الصبح كعادته للشركة وحس إن أمل وحشته جدا لمجرد إنها ماجتش امبارح الشركة وفضلت مع مروة ..

وصل الشركة وأول ما شاف علياء : أمل جت يا علياء ؟

علياء ابتسمت : لا لسة ! حضرتك جاي بدري أوي النهاردة .

كريم ابتسم بحرج : صحيت بدري مش أكتر بقولك لما تيجي أمل .....

كملت جملته : هبلغك حاضر .

دخل مكتبه وبدأ شغله والوقت أخده بص في ساعته كانت قربت على ١٢ فقام لعلياء اللي أول ما شافته هزت دماغها : ما جتش !

كريم استغرب ورجع مكتبه طلع موبايله اتصل بيها بس اتفاجيء إن موبايلها مقفول !

قعد مكانه يحاول يفكر بهدوء ليه ما جتش الشغل !

مؤمن دخل عنده وفضل يتكلم كتير بس لاحظ انشغاله التام عنه وإنه ماردش عليه وتقريبا ما سمعش منه حرف واحد فنادى عليه : كررريم .

كريم انتبه وبصله بتوهان : في ايه مالك ؟

مؤمن انتبه : في ايه أنت اللي مالك !

كريم بصله بقلق : أمل ماجتش لحد دلوقتي !

مؤمن استغرب قلقه : طيب ماهي ماجتش امبارح فأكيد هي لسة مع مروة صاحبتها !

كريم بتوتر : امبارح قالتلي إنها مش جاية وأكدت عليا إنها هتيجي النهاردة .

مؤمن حاول يخفف توتره : يا ابني ما يمكن لقت صاحبتها تعبانة فضلت معاها !

كريم بصله : وموبايلها مقفول ليه ؟

مؤمن بيفكر في سبب : فصل شحن ؟ ناسياه في البيت ! قفلته لأي سبب ! ضاع منها !

كريم كشر : أنت بتهرج يا مؤمن !

مؤمن ابتسم : يا حبيبي اهدا .. مش شرط يكون في مصيبة حصلت لمجرد إن تليفونها مقفول ! وزي ما بقولك هتلاقيها مع صاحبتها .

كريم وقف : هروح لصاحبتها المستشفى .

مؤمن حاول يوقفه بس كريم اتحرك ومارضيش يقف يسمعه حتى ..

حسن راح مكتب كريم بس لقاه فاضي فراح لمؤمن يشوفه عنده ومؤمن بلغه باللي حصل وحيرة كريم واختفاء أمل .نادر الصبح بدري رجع لمروة المستشفى قبل ما تطلع مع أهلها واطمن عليها وقبل ما يخرج اداها علبة فهي استغربت وبصتله : ايه ده !

نادر بتوتر : موبايل بدل اللي اتكسر تحت العربية .

مروة بحرج : آسفة يا باشمهندس بس مش بقبل العوض .

نادر باستغراب : عوض ايه اللي بتتكلمي عنه ! أنتي اتعرضتي لحادثه في الشركة والشركة مسئولة عنك .. ( بص لأبوها ) حضرتك قول حاجة يا عمي ! الشركة فعلا بتعوض الموظفين عندنا كلهم بلا استثناء عن أي حوادث يتعرضولها أثناء العمل ! فأنا ولا بعوضها ولا بعمل جميل مثلا بشكل شخصي ! ده حقها .

أبوها بحرج : بس ده كتير وعادي حادثة والكل معرض ليها .

نادر بإصرار : عمي هو في أي حد بيشتغل ببلاش في الدنيا ! بنتك شغالة في شركة كبيرة والشركة دي بتعمل تأمين للموظفين وبتهتم بيهم وصدقني ده حقها ! فقلها تقبله .

نادر فتح العلبة وطلع الموبايل وحطه جنبها وبصلها : الموبايل مشحون وشغال وسمحت لنفسي أحط خطك اللي كان في الموبايل المكسور فيه فاتفضلي .

مروة بصت لأبوها ولأمها وأبوها شاورلها تاخده فأخدته وبصت لنادر : أنا مش عارفة أقول لحضرتك ايه ؟ متشكرة .

نادر ابتسم : ما تشكرينيش دي قوانين الشركة صدقيني ومش أنا اللي حاططها .. مستر خالد بلغني أجيب الموبايل وأنا جيبته .. المهم حمدلله على سلامتك الدكتور كتبلك على خروج خدي وقتك في الراحة ووقت ما تحبي ترجعي الشركة أهلا بيكي .

مروة شكرته وبعدها بتردد : هو ينفع تديني موبايلي القديم !

نادر استغرب : في العربية هنزل أجيبهولك .

مروة بزعل : عليه ذكريات كتير من الكلية هحاول أشوف حد يصلحه .

نادر ابتسم : يعني أنتي شغاله في شركة من أكبر الشركات المتخصصة في الحاجات دي وهتدوري على حد برا يصلح موبايلك ! ده بجد ولا بتهزري ! لو أنتي عايزة البيانات اللي على الموبايل أنتي عارفة أصغر مهندس عندنا يقدر ينقلهم لموبايلك الجديد في دقايق !

مروة ابتسمت : بجد ينفع ! خلاص لما أرجع .

نادر بتردد : أنا ممكن أصلحه لو تحبي أو أنقلك كل اللي عليه للموبايل الجديد

بص لأبوها وكمل : لو قدامكم شوية هنا ممكن خلال ساعة أعملها الموضوع ده

أبوها اعتذر منه لأنهم مستعجلين ونادر قال لأبوها إنه هيصلح الموبايل لحد ما ترجع بنته


كريم طول الطريق للمستشفى بيتصل بأمل ويسمع نفس الرسالة الغبية إن الهاتف مغلق وبيدعي بصمت إنها تكون مع مروة في المستشفى .. وصل المستشفى وطلع لأوضة مروة وخبط ودخل بس اتفاجئ بالأوضة فاضية ونضيفة جدا لمح ممرضة سأل عليهم قالت إن الدكتور كتبلها خروج

وقف مش عارف يعمل ايه وهيتجنن من التفكير وأخيرا كلم نادر وطلب منه موبايل مروة علشان يطمن عليها وحس منه إنه مستغرب فاضطر يوضح : بصراحة يا نادر أنا عايزه علشان أسألها عن أمل عايز أطمن عليها وموبايلها مقفول ومختفية فلو هي معاها .

قاطعه نادر : لحد الظهر ماكانتش معاها بس على العموم خد الرقم اسألها ممكن تكون كلمتها أو عارفة مكانها .

كريم بعد ما أخد الرقم بسرعة اتصل بمروة ومش عارف هيقول ايه بس هيجراله حاجة لو ما اطمنش عليها

مروة ردت وهو سلم عليها واطمن على صحتها وبعدها بتردد : شوفتي أمل النهاردة ؟

مروة باستغراب : لا من ساعة ما مشيت امبارح الظهر ما شوفتهاش .

كريم اتوتر أكتر وأكتر : طيب كلمتيها ! اطمنتي هي وصلت لبيت خالها ولا لا ؟

مروة بسرعة : اه اه وصلت لبيت خالها وكلمتني كمان آخر النهار كانت كويسة ودي كانت آخر مرة كلمتها .

كريم بقلق : طيب ينفع تتصلي بيها دلوقتي يمكن ترد عليكي

مروة قفلت معاه واتصلت بس فعلا موبايلها مقفول وكلمت كريم بلغته : أنا ممكن اتصل بالبلد عندهم .

كريم بسرعة : لا لا بلد ايه ! هتجننيهم ويمكن ما فيش حاجة ! خلينا بس الأول نشوف خالها هنا .

مروة بأسف : معرفش موبايل خالها هنا للأسف

كريم : خلاص أنا هتعامل

قفل معاها وهو مش عارف هيروح فين أو هيعمل ايه ! طيب يكلم طه ؟ لا مش وقته

رجع مكتبه ودخل لمكتبها قعد فيه مش قادر يفكر في أي شيء غير فيها .. راحت فين وازاي ! ازاي تغيب كده عنه ! معقولة يكون زودها في الكلام معاها فهربت منه ! معقولة يكون موهوم وهي مش بتبادله أي مشاعر واتحرجت تقوله فقررت تهرب عشان ماتحرجهوش !

مفيش أي فكرة إيجابية بتيجي في دماغه

دخل عليه مؤمن وقعد قصاده : لسة ماعرفتش أي حاجة عنها ؟

كريم بصله بوجع : لو جرالها حاجة ......

ماقدرش يكمل الجملة ومؤمن حط ايده على كتفه : ما تخفش عليها هتكون كويسة تلاقيها بس مرهقة من اليومين اللي فاتوا ونامت وقفلت موبايلها أو فصل شحن .. على آخر النهار هتلاقيها ظهرت .

كريم هز دماغه بوجع : إن شاء الله .

حسن اتصل بكريم يطمن عليه بس اتفاجيء بصوت ابنه المليان قلق وخوف ووجع وكأن روحه ضاعت منه .. حاول يطمنه بس مش عارف .. قفل واتصل بمراته بلغها باللي حصل وطلب منها تكلم سميرة بس ناهد قررت تكلم ابنها الأول وعرضت عليه إنها تكلم سميرة بس كريم رفض تماما .. قالها تحط نفسها مكانها وتفتكر لما كريم كان رايحلها المنيا واتقطعت أخباره كانت حالتها ايه ! ناهد اقتنعت بكلام ابنها .سمر ما خرجتش من أوضتها الصبح كله وميادة دخلت بغيظ عندها تصحيها بس رفضت تقوم معاها وقالتلها تعبانة .. شريف رجع بيته الظهر يتغدى ويرتاح ولما سأل عليها ميادة بغيظ : ما خرجتش من أوضتها وروحتلها قالتلي تعبانة وعايزة تنام سيبتها .

شريف قام بتعب دخل عندها وقعد جنبها : خير يا سمر مالك !

سمر بزعل : طالما مش مهتم تعرف يبقى ريح نفسك من السؤال .

شريف نفخ بضيق : الله يهديكي قولي مالك لو تعبانه أجيبلك علاج ! بس قولي مالك ؟

سمر حاولت تتعدل بإرهاق : تعبانة وخلاص مش قادرة أقوم معرفش مالي

شريف جاب جهاز الضغط وقاسه : برضه ضغطك واطي ! أكلتي ايه من الصبح ؟

سمر بتعب : ما أكلتش ومش عايزة آكل !

شريف كشر : يا بنت الناس ما ينفعش الهبوط اللي عندك ده من قلة الأكل ! هقوم أجيبلك حاجة تاكليها علشان أعرف أديلك حاجة ترفع ضغطك شوية .

طلع لأمه : معلش يا ماما هاتي أي حاجة تاكلها ضغطها واطي أوي .

ميادة بغضب : حاضر استنى .

دخلت تجيبلها أكل وهي بتدعي عليها ومتغاظة منها .. كانت عاملة محشي ورق عنب حطتلها طبق وعليه فراخ وادته لابنها وشكرها ودخل لمراته : اهو يا سمر قومي كلي .

سمر بصت للأكل بقرف : مش قادرة آكل يا شريف .. ابعده عني ! مش طايقاه .

شريف بتعب : بس حاولي معلش .. كلي أى حاجة .

قرب منها الطبق بس زقت ايده بعيد وقامت بسرعة على الحمام رجعت وشريف بصلها وتنح وأول ما خرجت : معدتك لسة تاعباكي !

سمر بتعب : أيوة مش طايقة الأكل ولا طايقة ريحته لو سمحت خرجه برا الأوضة خالص .

شريف أخد الأكل وخرجه لمامته ونزل خارج ومامته وقفته : أنت رايح فين ؟

شريف بسرعة : هجيب حاجة من الصيدلية وجاي على طول .

ميادة : طيب كل الأول .

شريف : لحظة يا أمي وجاي .

خرج ورجع على طول ودخل لمراته وفتح الكيس وعطاها اللي جواه وهي باستغراب : ايه ده ؟ أعمل بيه ايه ؟

شريف بتوتر : ده اختبار حمل ! أعراض تعبك بتقول حمل ! ومش هينفع أديكي أي علاج من غير ما أكون عارف أنتي مالك بالظبط !

سمر ماكانتش عارفة تنبسط ولا تكشر ولا تعمل ايه ! حمل ! دلوقتي ! وقته يا ترى ؟

ساعدها شريف تعمل الاختبار وبعدها بصتله : دلوقتي هنعمل ايه ؟

شريف بصلها : لحظة والنتيجة هتظهر .

سمر اتوترت : نتيجته دقيقة ؟

شريف بصلها : لا مش أوي بس اهو مبدئيا .

قام وبص للاختبار وبصلها وابتسم : مبروك يا سمر أنتي حامل !

طلع وبلغ مامته وهو الفرحة مش سايعاه بس مامته قلبها اتقبض كانت بتتمنى تخلص منها أو مش دي اللي تكون أم لأحفادها .. بس ابنها مبسوط هتعمل ايه ! هي افترت وظلمت وده جزاء ظلمها ..

سمر قعدت مكانها حاسة إنها بتدخل مرحلة هي مش ادها .. معقولة هتخلف ! طيب هتكمل مع شريف ! حست إنها محتارة وخافت من كلام أبوها بس لا أبوها غلطان اللي عملته عدى ومات وخلاص هي خسرت عمرو وربنا رزقها بميادة حما رخمة وده كان عقابها مش هتتعاقب تاني ! ودلوقتي تعيش بقى مع جوزها وترضى وخلاص ..


آخر النهار كريم برضه بيتصل وبرضه موبايلها مقفول وخوفه وقلقه خرجوا عن السيطرة ، لقي نفسه قدام عمارة خالها وفضل أكتر من ساعة واقف تحتها مش عارف يطلع ولا يفضل مكانه ! طيب يقولهم ايه ! معقولة لمجرد غابت يقوم يروحلها البيت !

أخيرا خوفه اتغلب على عقله وطلع للدور الرابع بس الدور فيه أربع شقق أي واحدة فيهم لخالها ! طيب خالها اسمه ايه !

حيرة غريبة ووجع غريب جوا قلبه واقف في النص بيتلفت حواليه وأخيرا راح لأول شقة ورن الجرس وطلع راجل غريب سأله عن أمل بس قاله محدش هنا بالاسم ده وكذلك تاني شقة والتالتة محدش رد والرابعة ست عجوزة طلعت وقالتله ماعندهاش أمل .. يبقى هي الشقة دي اللي محدش رد فيها ، فضل يرن الجرس كتير وهو عارف كويس إن لو في حد كان فتح الباب من بدري بس عامل زي الغريق اللي عايز أي حاجة يتعلق فيها ! فضل كتير واقف يمكن ساعة بس برضه مفيش حاجة واضطر ينزل لعربيته وأخيرا روح بيته ..

ناهد أول ما شافته حضنته : حبيبي أنت قلقان ليه ! تلاقيها خرجت مع خالها ودخلوا سينما كلهم .

كريم بصلها بتعلق ومسك ايديها : كلمتيها أنتي ! عرفتي منين ؟

ناهد قلبها وجعها على ابنها : أنا بخمن .

كريم غمض عينيه بوجع : هتقفل موبايلها النهار كله ! ادعيلها أرجوكي تكون سليمة .. بس عايز أعرف إنها سليمة ولا أكتر ولا أقل !

ناهد بتعاطف معاه : طيب خليني أكلم والدتها أسألها عنها ! مش يمكن تكون سافرت عندهم

كريم بصلها : ولو والدتها ما تعرفش عنها حاجة ! ولو في حاجة حصلت هنا مثلا في بيت خالها ! ومش عايزين يعرفوها ! بيت خالها فاضي ! لا مش هينفع نقلق الكل معانا الصبح لو ما ظهرتش هكلم طه بنفسي .

طلع أوضته وقعد يدعي ربنا إنها بس تكون سليمة .. مؤمن دخل وقعد معاه يحاول يطمنه بس مش عارف فعلا يقوله ايه !

في ايده الموبايل وكل شوية بيرن ويسمع نفس الرسالة الموبايل مغلقأمل وصلت بيتها آخر النهار وأمها حضنتها وبصت لأبوها : ممكن تديني الموبايل ؟

عبدالله ابتسم : الصبح هديهولك إن شاء الله .

أمل دموعها تقريبا ما بطلتش نزول وجريت لأوضتها تكمل عياطها

سميرة بصت لجوزها فقالها : مابطلتش عياط طول الطريق اطلعي حايليها بكلمتين .

سميرة بترجي : طيب هات موبايلها !

عبدالله برفض : الصبح هديهولها نكلم كريم ونديهولها .

سميرة دخلت لبنتها اللي ميتة من العياط وقعدت جنبها : ايه بس اللي جرالك ؟

أمل اتعدلت وبوجع : اتعرضت لحادثة العاصفة وعلشان الحادثة دي أنتوا قررتوا إني ما أصلحش لأي شيء وإني غبية وإني ما أستاهلش أى حاجة كويسة تاني ! صح ؟

سميرة بتمسح دموعها : ليه بس بتقولي كده ! أنتي نور عينينا يا أمل

أمل بعياط : ليه جبتيني بالشكل ده ؟ ليه بابا جابني كده ! أنتوا حتى ما سمحتوليش أعرف أي حد إني مسافرة .

سميرة بتعيط زيها : ليه ماقلتيليش اللي حصلك والعيال اللي اتهجموا عليكي .

أمل بصتلها بصدمة إنها عارفة وأمها وضحتلها : كلمت ناهد وافتكرت إني عارفة لما شكرتها على توصيل كريم ليكي واتكلمت افتكرتني عارفة ما تعرفش إن بنتي اتعلمت تخبي عني !

أمل بعياط : لأني كنت عارفة إن ده بالظبط رد الفعل اللي هتعملوه .

سميرة بدفاع : مش ده السبب اللي خلانا جيبناكي في أسباب تانية .. جواب تعيينك .

أمل بعياط : يتحرق جواب تعييني مش عايزة أي شغل في أي مكان .

سميرة زعقت : غير عند كريم وبس ؟ يا بنتي فوقي من الوهم ده .

أمل بعياط : مش وهم يا ماما ! مش وهم أبدا أنتوا غلطانين ! أنتي قلتيلي زمان لما اتخطبت لشريف إني لما أحب هعرف .. هيبان وهعرف الفرق لوحدي لأن الحب ما بيتخباش .. وكريم غير أي حد في الدنيا .. أنا بحبه دي الحقيقة اللي أنتي رفضتي تقوليهالي ! ولأول مرة ما تجاوبينيش على سؤالي وتقولي أي إجابة وخلاص .

سميرة مسحت دموعها ووقفت : كلمت ناهد وقالتلي إن هي موصية كريم عليكي ! هي اللي بتطلب منه يهتم ! هي اللي بتطلب منه ينفذ طلباتك قبل ما تطلبيها ! هي اللي بتطلب منه يوصلك لو اتأخرتي .. هي اللي طلبت منه يفضل جنبكم في المستشفى ! اللي أنتي شايفاه تميز يا أمل ده واجب وطاعة لكلام مامته مش أكتر .. قالتلي أمل زي بنتي ومعنى بنتها إن كريم بيعتبرك زي أخته وبيعاملك زي طه يبقى أنتي عايشة في وهم ولا لا ؟! انا مش عايزة غير سعادتك .

أمل انهارت مكانها ودفنت وشها تعيط من قلبها وسميرة ضمتها ومش عارفة تقولها ايه ؟ رفعتلها وشها بحب وبتمسح دموعها بايديها الاتنين وبحب : لو أنتي واثقة إن ده حب بينكم اعتبريه اختبار ! لو بيحبك هيجيلك هنا علشان يرجعك لبيته وحياته ولو ما بيحبكيش هيتصل بأبوكي ويعاتبه والموضوع ينتهي .. فلو أنتي واثقة فيه بتعيطي ليه ! الموضوع وقت مش أكتر بس اوعديني يا أمل لو هو مجرد اهتمام بسبب الظروف اللي جمعتكم تنزلي الشغل وتشتغلي وتنسي ..

أمل مسحت دموعها وقامت : أنا ما صليتش هقوم أصلي بعد اذنك .

قامت غيرت هدوم السفر وصلت وقعدت مكانها تدعي ربنا من قلبها ...

كريم الليل كله قاعد بيدعي ربنا إنه بس يطمن عليها مش أكتر .. الف فكرة وفكرة في دماغه .. عقله بيصورله السيناريو اللي اتعرضوله في العاصفة .. ضرب حمادة و زكريا ليها .. وهو متكتف بيتفرج عليهم بيدبحوها بعمايلهم ... تخيل ده بيحصلها دلوقتي وهو هنا .. معقول ممكن يحصلها حاجة وهو واقف كده مكانه ؟ معقول ممكن يخسرها بالسهولة دي ! ده حتى ماقالهاش إنه بيحبها ! مالحقش يعترف بمشاعره لأنه كان عايز الموضوع يمشي صح .. يارب نجيها لو هي في أزمة نجيها .. لو مش هلحقها أنا ابعتلها غيري يحميها .. مسك موبايله ورن تاني بس نفس الرسالة اللي مابقاش قادر يسمعها تاني .. ماقدرش يفضل مكانه كده فنزل ركب عربيته وطلع يلف في الشوارع يمكن يشوفها ! يمكن يلحقها ! المهم ما يفضلش واقف كده ! يعمل أي حاجةأمل طول الليل تعيط وعينيها أول ما غمضت شافت نفس الكابوس بس المرة دي ما صحيتش منه .. المرة دي شافت كريم بيقتلوه قدامها وشافتهم بيغتصبوها .. قامت من النوم تصرخ بصوتها كله وتحاول تبعدهم عنها وسميرة جت تجري لعندها حضنتها : حبيبتي في ايه يا أمل ! أمل اصحي يا بنتي ده مجرد كابوس

سميرة بتحاول تمسك امل وامل بتتخانق معاها وتزفها وكأنها مش عارفاها

عبدالله كمان جه على صوتها وعياطها وفضل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم جنبها وهي بتعيط

سميرة باستغراب : أمل حبيبتي أنتي كويسة مفيش أي حاجة أنتي وسطينا

أمل بصتلها بذهول تام ومرة واحدة عيطت في حضنها : قتلوه يا ماما المرة دي ! قتلوه بجد !

سميرة بذهول : قتلوا مين ! بتتكلمي عن ايه !

امل بعياط : قتلوا كريم ! قتلوه قدام عيني

سميرة بعدت أمل عنها ومسكت وشها : حبيبتي ده كابوس .. كريم كويس

أمل بتبصلها بذهول : طيب هم اغتصبوني بجد يا ماما

سميرة برفض تام : لا يا قلبي محدش لمس شعرة واحدة منك .. كريم حماكي .. أمل يا حبيبتي ده مجرد كابوس .. كملي نومك يا ماما

أمل رقدت مكانها وبصتلهم : افضلوا جنبي ما تسيبونيش

عبدالله حط ايده على راسها : مش هنسيبك احنا جنبك .. هقعد أصلي وأقرأ قرآن جنبك طول الليل ما تخافيش يا بنتي


النهار طلع وكريم طول الليل بيلف في الشوارع بعربيته وأخيرا رجع من برا طلع غير هدومه و أبوه وأمه شافوه وناهد بصتله وهو شاور بدماغه لا وسابهم وخرج

حسن بزعل : طيب نسأل أهلها ؟

ناهد بحزن على ابنها : هو شوية كده هيكلم طه علشان لو ما يعرفوش حاجة يتحرك .

كريم وصل الشغل وراح لمكتبها واتخنق جدا من شكله فاضي ..

قعد على كرسيها وفتح الدرج وشاف كرزة واقعة جواه ابتسم بوجع وشالها وفضل يبصلها في ايده وسألها : يا ترى صاحبتك فين ! ليه ضاعت مني كده !


طه الصبح أخد مراته وراح لبيت أبوه ودخل عندهم اتفاجىء بأمل موجودة سلم عليها وقعد معاها وبصلها باستغراب : بقى أغيب يوم واحد مع غادة أرجع ألاقيكي هنا ! جيتي ازاي !

أمل بحزن : بابا جابني .

طه كشر باستغراب وبص لأبوها : أنت روحت جبتها ! من غير ما تقولي !؟

عبدالله بغيظ : هاخد الاذن منك ولا ايه !

طه اتراجع : لا العفو ما أقصدش بس مين ساق معاك الطريق وليه ماقلتليش ؟

سميرة اتدخلت : أنت بتستجوبنا ولا ايه ! المهم طمنا على غادة الدكتور قالكم ايه ؟

طه بضيق: غادة كويسة فهموني ايه اللي بيحصل وأنا مش عارف بيه ؟ أمل في حاجة حصلت !

أمل ما ردتش بس دموعها نزلت وأمها اللي ردت : مفيش أي حاجة جه جواب التعيين بتاعها وأبوها جابها تستلمه .. كفايه بقى غربة .

طه اتنرفز : تعيين ايه وبتاع ايه ؟ مين قالكم إنها هتقعد هنا في البلد علشان تتعين هنا !

عبدالله زعق : امال هتفضل عمرها كله قاعدة في مصر !

طه فجأة وكأنه استوعب : كريم قالك ايه لما قلتله إنك هتاخدها وهتسافر ؟

الكل سكت وهو بص لأمل اللي دموعها نازلة وبصلهم : كريم ما يعرفش صح ! ( بص لأمل ) كريم يعرف أنتي فين يا أمل ؟

أمل هزت دماغها برفض وطه مذهول من تصرفاتهم كلها وتخيل شكل كريم ايه !


كريم في ايده الكرزة وحدفها بعيد ووقف بعنف : مش هتكوني مجرد ذكرى .

راح لمكتبه وقعد واتصل بطه مابقاش قادر يستنى حتى لو هيصحيه من النوم مابقاش عنده صبر أكتر من كده

طه مذهول بيبصلهم ومش عارف يقول ايه وأبوه بيزعق : هو المفروض اخد اذنه هو كمان قبل ما اخد بنتي ولا ايه !

طه باستغراب : هو مسئول عنها لما تغيب بالمنظر ده المفروض يفكر ازاي ؟

عبدالله بغيظ : يفكر زي ما يفكر هو حر

قاطعهم موبايل طه بيرن وهو طلعه وبصلهم : ده كريم !

عبدالله بتريقة : أخيرا سيادته افتكر يتصل يسأل عليها ! ماهي غايبة من امبارح .

طه بغيظ : يعني المفروض أول ما تغيب يتصل هنا بيك يقولك بنتك غايبة ! ده الصح !

عبدالله دور وشه بعيد وطه مش عارف هيقوله ايه فأخد نفس طويل ورد وفتح الاسبيكر : الو أهلا يا كريم .

كريم بتوتر وصوت موجوع : طه ! أمل ! ( كمل بصوت مهزوز ) أنا مش عارف هي فين ؟

أمل دموعها نزلت من صوته وغمضت عينيها بوجع ..

طه بص لابوه وامه بعتاب وحيرة ومش عارف يقول لكريم ايه ! وكريم هيعمل ايه ! طيب يخبي عنه انها موجوده ويبقى يكلمه بعدها يفهمه ولا يقوله ولا ايه بالظبط الصح !

  

كده يكون الجزء الاول خلص اتمنى ينول اعجابكو 

بالتوفيق

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close