![]() |
فريسه فى ارض الشهوات
الفصل الثامن والتاسع
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
طرق آسر الباب ليدخل قائلاً فى مرح كعادته :
- ايه يا بوص ، اللواء كان عايزك فى ايه ؟
قص عليه سليم ما حدث فأجابه آسر بلامبالاه :
- رامز ده قذر ، يستحق الشنق بعمايله دى ، دى مش اول واحدة ، بس اول واحدة اتكلمت ..
ثم تابع قائلاً :
- وانت هتعمل ايه بقي ؟ البت دى مش سهلة ، وذكية جدااَ
صوب سليم نظره تجاه آسر قائلاً فى عزم :
- إذا كان فى ذكى ، ففى الأذكى منه ! وبعدين دى محتاجة معاملة تانية خالص ، اصبر عليا بس فى خطوة مهمة لازم اخدها ..
هتف آسر قائلاً :
- قول يا بوص قول ..
سليم متنهداً :
- هسجن رامز ..!
آسر بإستنكار :
- متعملش فيها ظابط صالح ، ما انت زيه ..
سليم مكملاً ببرود :
- عارف .. بس لازم اعمل كده علشان تثق فيا ، وتغير رأيها فى الشرطة والرجالة و.. المقال ، وبكده تنتهي القضية ، وافضالها بقي ..
نظر لآسر ولازالت ملامح عدم الفهم مرتسمة على وجهه ، زفر فى ضيق قائلاً :
مش لازم تفهم دلوقتى ، اساسا انت المفروض تتشطب من كلية الشرطة للأبد بسبب غبائك ده ..
نهض من مجلسه ، عاقدا العزم على ذهابه الى الجريدة لمقابلة .. نور عزام
***
داخل الجريدة ..
كانت تجلس كعادتها على المكتب الخاص بها ، وتنكب على الأوراق التي امامها لتنتهى منها ، ولكن الشئ الذي لم تفعله ، ولم يكن على عادتها ، انها كانت تتآكلها العصبية ، فهى تتسم بالبرود ، ولكن بعد الواقعة تلك ، اصبحت غاضبة .. ثائرة .. عصبية وحانقة الى اقصى حد .. جلست تفكر فى ذلك الأمر بعد ان كتبت المقال ، لم تأخذ بثار سارة حتى الآن كما وعدتها ، ولا يكفيها الفضائح التى افتعلتها ، وجدت ظلاً امامها ، رفعت نظرها لتجد رجلاً ضخم الجثة ، عريض البنية ، اذدردت ريقها ، ووقفت امامه حتى اصبحت قبالته ، شعرت بإرتجافه تسري فى جسدها اثر قوته ووسامته ، لتشعر انها فى قبالته وحش بشرى رائع ، جاذب ومخيف .. يمتلك نظرات شهوانية يصوبها تجاهها ، ولأول مرة فى حياتها تشعر بالرهبة من رجل ، استعادت قوتها ، لترفع نظرها اليه ، فيما اختلف الأمر لديه تماماً فقد استمتع بالنظر لجمالها الواضح فهى ذات شعر اسود لامع وكثيف يصل طوله لإسفل خصرها ، وبشرة ذهبية بضه ، وعينين بلون الرماد ذو اهداب كثيفة ، وجسدها الممتلئ الأنوثي ورغم امتلائها الا انها تمتلك بطن مسطح ، ومنحنيات انثوية بحته ! أكتشفها أثر فستانها الضيق و ..
نور بحزم : - مين حضرتك ؟
اجابها فى بسمة ارتسمت على شفتيه ، تعرفها جيدا :
- العقيد سليم الحديدى ..
نظرت له بطرف عينيها ، ثم جلست على كرسى بجانب مكتبها ، ووضعت قدماً فوق الأخرة قائلة فى تهكم :
- اه اهلا وسهلا..
واردفت قائلة : - خيير ..
تنهد كاتماً غيظه من طريقتها الباردة ، والمستفزة ، والذى اغاظه اكثر ، عدم انتباهها لوسامته او نظراته ، عرف وقتها كم سيتعب للحصول عليها ، وانهاء القضية ..
جلس امامها قائلاً : - انا ظابط من امن الدولة و ...
قاطعته قائلة فى سخرية :
- وطبعاً عايز تحل الموضوع بشكل ودى ، علشان الصحافة اتقلبت عليكوا
نظر لها رافعاً حاجبيه ، فأكملت بنفس نبرتها قائلة :
ما هو مش معقول تكون جاى تتعرف عليا وتعرف اخبارى يعنى ..
التقط سليمم نفساً ، وزفره على مهل قائلاً :
- لأ .. جاى علشان اعملك اللى انتِ عايزاه ، احقق العدالة !
وأكمل وهو ينظر لجسدها الأنوثي متمتاً فى سره " واللى انا عايزة " ، ثم قال فى تأثر مصطنع :
- انا هحطها مكان اختى ، وهسجن رامز ، وهاخدلها حقها ..
تسارعت الأفكار فى رأسها ، ولكنها لن تغير وجهه نظرها ، فأردفت ناظره له :
- طب وانت جاى تقولى انا ليه ، ما كنت سجنته وانا كنت هعرف ..
نظر لها بعد ان قرأ افكارها ، ثم تابع قائلاً :
- ابداً .. انا جاى اعرفك ان مش كل الرجالة وحشة يا .. قاهرة الرجال !
ثم إرتدى نظارته الشمسية ، وسحب سلسلة مفاتيحه متجهاً للخارج ، التفت لها متذكرا ، وهو يقول بإبتسامة ماكرة :
- سلام يا .. يا نور
ثم ابتعد عن ناظريها مبتسماً نفس ابتسامته الخبيثة ، بينما جلست هي على الكرسي وتتضارب الأفكار فى رأسها كالموج الهائج .. الثائر ، منتظراً ان يهدأ .. ولكن لم تكن تعرف انها خطة منتظراً ان تسير عليها لتقع بعدها بين يديه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل إدارة امن الدولة ...
وقف سليم قبالة رامز يعنفه على فعلته و ...
سليم وهو يضرب رامز بقبضة يده على كتفه قائلاً فى ضيق :
- ينفع اللى عملته ده ، بتغتصب يا رامز ! ، طب ما انت عندك مفيش اكتر من العاهرات ، اية غرضك من كده ، ادينا محطوطين فى موقف صعب ، علشان مش عارفين نتصرف معاك ، بس انا للأسف هضطر اتخذ اجراء ضدك ..
رامز بتهكم :
- انت بتحاسبنى على ايه ؟ ما انت كمان بتعمل كده !
سليم نافياً ، وبصوت اجش :
- بمزاجهم مش غصب عنهم ..
رامز ببرود :
- اولاً انا مفيش بنت اتحدتنى وطلبت منها علاقة ورفضت .. ده شئ خلانى فى صراع مع نفسى ، ونارى مبردتش إلا لما اغتصبتها ..!
تنهد سليم قائلاً ، وهو يهتف بإسم العسكرى و...
سليم وهو يوجه نظره لرامز قائلاً :
- خده يا عسكرى ، وبكره هيتعرض للمحاكمة ..
صر رامز على اسنانة فى حنق من تصرف سليم ، ولكنه أثر الصمت حتى لا يخسر هيبته فى ترجيه وتوسله ، ولكنه خسرها عندما اعتدى على تلك البريئة ، ولكن ما من مفر من انتصار الحق ..
***
تم ترحيل رامز للمحكمة ، وتم الحكم عليه بعشر سنوات من السجن المشدد بعد ان عُرضت سارة للطب الشرعي ، امام نظرات آسر المندهشة والغاضبة ، فيما نظرت سارة لرامز نظرة لن ينساها ، نظره تجمع من الغل والكره والضعف ما يكفى للفتك به ، ولا ننسى ان فى عدالة السماء لا تضيع الحقوق بعد ان تتخذ العدالة على الأرض ، تلك ليست النهاية ، فلكل ظالم نهاية وعذاب دنيا وآخره ، وما ادراك من ان يستمع الله لأنين عبدٌ ضعيف ، فهو المتجبر ، الذى يثأر لعباده ..! ،
مرت سارة امام آسر ، بينما توارب هو حتى لا تراه ، وسقطت عبره ساخنه من عينيه !
***
خرجت نور مسرعة وراء سليم لتعتذر منه عن اسلوبها ، وعن تخليه عن زميله من أجل تحقيق العدالة ، ولكن مسكينة تلك ، لم تدرى انها نغراتٌ شيطانية يصوبها تجاهها لينال منها كما يشاء !
ذهب منطلقاً إلى بيته .. لم تلحق به ، سئلت عن عنوانه ، فأعطاها اياه احد المسئولين ، وانطلقت إلى بيته ، دون ان تأخذ فى الإعتبار ان خطته تسير على ما يرام !
***
فتح باب منزله ليجدها أمامه ، ابتسم ابتسامة ثعلبية ماكرة .. نظر لها مصطنعاً الحزن وهو يقول :
- جاية ليه .. مش انتى حرفياً طردتينى من مكتبك ؟
نظرت لصدره العارى ، وعضلاته البارزه ، وشعره المبلل ، واذدردت ريقها ، فاحمر وجهها قائلة :
- احم .. ما انا جايه اعتذرلك عن اسلوبى
جذبها من يدها على حين غره لتسقط بين ذراعيه ، ثم اغلق الباب بقدميه ، نظرت له فى توجس ، وقالت بصوتٍ متحشرج :
- آآا انت قفلت الباب ليه ..
رد بمكر :
- انتى فى بيتى .. ميصحش نتكلم ، وانتى واقفه على الباب كده ..
زفرت فى ارتياح ، ثم جلست على اريكة عريضة تتوسط ذلك المكان الواسع ، ذو الديكوارات رائعة التصميم قائلة :
- يا حضرة الظابط .. انت غيرتلى افكار كتير فى دماغى .. يمكن كانت موجودة .. علشان مكانش ليا تجارب ، واعتمدت على تجارب صحابي والناس اللى اعرفهم بس ،
وتنهدت قائلة :
- مش عارفة ..
جلس قبالتها ، وارجع خصلة ثائرة من شعرها خلف أذنها ، ارتجفت أوصالها ، فأقبض على خصرها مستشعراً اياها ، هل ستسلم له ام لا ؟
تراجعت قليلاً ، وازاحت يديه عن خصرها ، وفى حركة فجائية كان قد كبل كلتا يديها ، وجلس فوقها على الأريكة ، اقترب من شفتيها ، وكاد ان يقبلها ، ولكنها فاجئته بضربة قوية من قدميها ، وقع أثرها أرضاً متألماً ، ثم قال فى صوت متحشرج ، وقد احمر وجهه :
- الله يخربيتك .. قطعتيلى الخلف ..!
نزلت بركبتها أرضاً قائلة :
- ودى اخرة قلة الأدب يا حضرة الظابط ..
اجابها نافياً :
- لا اخرة قلة الأدب الجواز .. وانا راجل بحب الستر ..!
ارتسمت ملامح عدم الفهم على وجهها قائلة :
- مش فاهمة ..
اجابها ، بعد ان نهض من مكانه ، ولازال متألماً بعض الشئ :
- تتجوزينى ..
نظرت له فى استنكار قائلة :
- نعم .. اتجوزك ازاى ، انت لسه عارفنى من يومين !!
نهض من مكانه فجأة ، واقترب منها كثيراً قائلاً فى رومانسية مصطنعة :
- اصلك دخلتى قلبى فى اليومين دول ، وانا قلبى مفتوحلك على البحرى ..
هتفت قائلة :
- لا والله .. تصدق انا غلطانة انى جييت
امسك بها قائلاً ، وهو يغمز لها :
- ليه .. ده انا طالب الحب .. الجواز ..
خفق قلبها على الرغم منها حين شعرت بقربه منها على هذا النحو ، وحاولت ان تتجنب النظر اليه حتى لا يشعر بها .. ادارت وجهها بعيداً ، قائلة :
- طب ولو موافقتش ؟!
اتسعت ابتسامته فى مكر قائلاً :
- اللى مبيجيش بالذوق ، بييجى بالعافية ، ومش سليم الحديدى اللى بيخسر
تعليقات
إرسال تعليق