![]() |
حصونه المهلكه
من الفصل السادس حتى الفصل العاشر
بقلم شيماء الجندي
الفصل السادس " خذلان ! "
وقفت "ندي " وهي تعقد حاجبيها بغضب وتضرب الارض بغل وحقد كيف لتلك المدلله ان تتواقح هكذا ؟! من الواضح انها لم تتحمل طباع اخيها .. هل كانت تظن انها سوف تظل بحياتها الورديه البريئه !!
ابتسمت بسخريه وهو تضغط بسرعه فوق الشاشه تزيل مكالمتها من هاتف "تيم " وهي تهمس لنفسها
- كل واحد يتحمل تمن اختياره انا ما صدقت اخدته .. اسفه مش هسيبه ليكي تاني ياأسيف ..
ثم وضعت الهاتف بمحله متجه الي الشرفه تمسك بهاتفها وهي تحاول ان تفهم الوضعيه لدي تلك المدلله من اخيها .. لحظات ليصلها صوته الهادئ الرزين متسائلا بهدوء
- عامله ايه ياحبيبتي ؟!
ابتسمت وهي تجيبه باعين قلقه من خروج زوجها
- انا تمام ياحبيبي ... انت اللي عملت ايه بالظبط !!
وصلها صوته الهادئ ولازال يحتفظ بنبرته الهادئه
- انا !!! وانا عملت ايه متجوز وبقضي شهر العسل ...
ثم تابع بمكر
-زيك كده .. مش انتي مبسوطه برضه ياندي !!
ابتسمت علي الفور تقول بشغف
- اكيد مبسوطه يافهد مبسوطه اوي .. خصوصا اني بعمل زي مااتفقنا ... تيم مش هيوصل لأسيف دلوقت خاالص انا بعرف اشغله ... بس قولي هي مالها انت ضربتها تاني !!!!
سمعت الي صوته يرد بجمود طفيف
- ندي دي حاجه بيني وبين مراتي اظن انك ماتحبيش اتدخل بينك وبين تيم !! مش عشان اتجسستي عليا المره اللي فاتت وسمعتي صوتها بتعيط يبقي خلاص هتتدخلي في كل حاجه تخصنا ..ولا ايه ؟!
عضت علي شفتها السفليه بتوتر ولم تخفي عليها نبرته التحذيريه بعد التدخل مره اخري .. لتقول وهي تبتلع رمقها من سماع زوجها وراخت نيرتها تتسم بالخفوت شيئا فشيئ
- انا مقصدش اتدخل يافهد بس تيم لو شاف علامه واحده علي جسمها الدنيا هتتهد !
ارتفعت ضحكاته الرجوليه الصاخبه وهو يقول
- متقلقيش مفيش حاجه هتبان .. مش انتي عاوزه تيم ليكي وانتي اللي عرضتي عليا تبعدي تيم عنها عشان تعرفي تخليه ليكي لوحدك !!
عقدت حاجبيها وهي تردف بخفوت
- بس بلاش بالعنف ده يافهد .. يعني اعتقد أسيف بتسمع الكلام وشخصيتها ضعيفه هتعرف تشكلها زي ماتحب ..مش محتاجه ضرب .. مش فاهمه انت بت ...
انقطع سيل اعتراضها وهي تسمعه يردف بصرامه وقوه
- ندي عاوزه تيم ولا لا ؟!
اجابته بنبره متحديه قطعيه .. وغل انثوي ...
- طبعا عاوزاه هو مزودها في اهتمامه بيها ده اول يوم لينا مكنش شايف قدامه وكان هيتجنن عليها ... تخيل ابقي في حضنه وهو بيقولي زفته اسيف ....
شعرت بتنهيده اخيها وهو يقول لها
- شوفي ياندي انا مش فارق معايا تيم يعرف او لا .. انا مش بخاف انتي اللي خوفتي وعرضتي انك تبعديه عن أسيف وانه سمع نبرتها وقلق المره اللي فاتت ... لو حابه توقفي ده براحتك ..
عقدت حاجبيها تردف بسخط وغيره
- لا طبعا انت فاكرني جبانه زي اللي عندك .. انا بعرف اخد اللي عاوزاه وانت حر مع مراتك ... المهم مااتضرش ويجي علي دماغي ... انا روحي في تيم يافهد لو حصله حاجه او بعد عني هموت !!
أردف مسرعا بقوه
- بلاش السيره دي ويلا قبل ما يسمعك زي ما سمعت اللي عندي ... اقفلي عشان اشوف اللي اغمي عليها دي .. انتي قولتلها ايه صحيح !!
تنهدت بهدوء وقالت برويه وهي تستعد لانهاء المكالمه قبل خروجه
-مقولتش حاجه .. فهمتها انها انانيه يافهد وان اخوها مش هيفضل ليها علي طول ... خلاص بقي بتاعي ....
لحظات صمت من الجهه الاخري استمعت بعدها لصوت اخيها يقول مستفسرا
-ندي انتي مش عاوزه تعرفي أسيف كانت بتعيط ليه !
صمتت لحظات وكأنها تقلب مسأله بعقلها .. لكن لا ان علمت سوف تدع مساحه للشفقه .. هي تعلم مدي ضعف شخصيتها جيدا وانها بالطبع لم ولن تتطاول علي اخيها الشرس ... لتقول بجمود فجأه
- لا يافهد انا عارفه هي قد ايه متدلعه ..
ثم اردفت بقلق مسرعه
- تيم شكله خلص .. متنساش تقفل الزفت بتاعها .. يلا بااي ...
اسرعت الي الغرفه تجلس فوق الاريكه وهي تعبث بخصلاتها تنظر الي الشاشه التلفاز البلازما بهدوء .. نظرت اليه وهو يخرج بالفوطه حول نصفه السفلي ويده تمسك فوطه صغيره لتجفيف رأسه لينظر لها مبادلها بابتسامه سريعه قبل ان يتجه الي هاتفه لينتفض قلبها وتراقبه بتوتر ظنا منها انه استمع الي رنينه منذ مده ..
لكنه وقف يقلب به عاقدا حاجبيه ثم وضعه علي اذنه دقائق وتركه يزفر بنفاذ صبر وغضب ليباغتها بسؤال وهو يكمل عبثه يالهاتف
- اخوكي مااتصلش النهارده برضه !!
اجابته بهدوء تام ونبره ناعسه
- لا ياحبيبي ..
نظر اليها وهو يضع الهاتف علي اذنه لحظات ليلقيه اعلي الاريكه بغضب وهو يقول
- انا مش قادر افهم قافلين الزفت ليه امال واخدينها معاهم ليه !!
علي صدره وهبط وبدأت افكاره تقوده الي طريق اخر .. ماذا لو كانت شقيقته بمأزق ؟! لما يشعر بذلك الاختناق ... لقد اشتاق اليها والي النظر الي عينيها البريئه الصافيه ... اشتاق الي احتضانها بين ذراعيه وهي تهمهم بخفوت انها لاتملك سواه !!
جلس اعلي الكرسي وهو يضع رأسه بين يديه يغكر بهدوء قبل ان يرفع رأسه الي زوجته ناظرا لها بقوه
- هو فهد ماكلمليش نهاائي !!
رفعت احدي حاجبيها وقالت بنفاذ صبر
- ياتيم بقاا انا زهقت .. يكلمني ليه وهو عارف انه زيه زينا .. كلنا واخدين كام يوم نريح فيهم ونفصل عن الناس ...
ثم وقفت وهي تزيح جسده للخلف قليلا ليتثني لها الجلوس فوق ساقيه محيطه عنقه العاري مكمله بهدوء وبدأت نيرتها الانثويه بالتلاعب باوتار قلبه
- مع اللي بنحبهم ..
ختمت قولها بقبله صغيره اعلي شفتيه .. لكن هيهات فشقيقته الصغري تقلقه الغايه الآن مستحوذه علي عقله ليقول فجأه
- مش يمكن فهد قفل من نفسه ال..
قاكعت حديثه تردف بغيظ ...
- وبعدين معاك ياتيم انت وعدتني انك مش هتتكلم عنهم ..
نظر اليها لحظات بصمت وهو يفك ذراعيها عن عنقه مردفا بهدوء وهو يوقفها ويقف معها
- انا وعدتك اني مش هضايقك عشان غيرتك من حبي لأسيف .. لكن ما وعدتكيش اني هنسي اختي ومش هفكر فيها.. والا ابقي اناني وماستاهلش انك تحبيني ياندي ... قولتهالك قبل كده بس واضح انها مش غيره بس .. أسيف تبقي بنتي مش اختي بس .. حياتها كلها في حضني وجنبي حتي المدارس لولا انتي كنتي معاها كنت متطمن طول عمرها هاديه ومبتحبش التعاملات والاحتكاك بالناس او بمعني اوضح بتخاف .. واللي حصلها زمان للاسف اثره لحد دلوقت جواها .... بس واضح انك نسيتي كل ده لمجرد انك عاوزاني ليكي لوحدك وده مش حب ده استحواذ .. اعرفي اني لو نسيت اسيف وخرجتها من حياتي زي ما أنتي عاوزه ... يبقي سهل اخرجك انتي كمان زيهاا... مانا ابقي ندل .. ومااستهلش حبك ...
ثم ابعد جسدها المتيبس بالارض عنه وهو يمسك هاتفه مبتعدا به وقد بدأت اعينها تتوتر وتدمع .. رياه انه عشق محفور بثنايا قلبه .. يضيئ روحه ... وهاهي تحاول اقصاء ذلك الضوء لتمر بطريقها !! انتفض جسدها وجلست فوق الاريكه بخوف ماذا لو علم تيم بما فعلت اليوم !!
♥️🔥♥️
جلس يراقب جسدها المتسطح فوق الفراش ودموعها تتساقط بصمت تام لم يعد جسدها ينتفض .. هي الآن تصارع روح بريئه داخلها تجمعت عليها نفوس وحشيه تنهشها ،صديقتها الوحيده كانت تتفنن بابعاد شقيقها عنها ...!!! لماذا .. ماذا فعلت لها !!! هل ابرزت حبها له بشكل زائد !! منذ ان استمعت الي مكالمه الاخوين الشيطانيه وهي لا تستطيع تمالك نفسها ... راح عقلها الصغير يحاول استيعاب ما قالاه ... لقد كانت تعلم بضرب شقيقها لها !!! تتلقي عقاب لما لم تفعله ... تعاني بين ويلات دمار روحه بصمت .. لكن كانت تظن ان ابنه عمها ان علمت بافعال اخيها سوف تنهره !! تبعده عنها !! تبلغ زوجها ليأتي وينقذها من براثنه المتوحشه !! لكن هيهااات ... لقد تلقت اكبر صفعات حياتها للتو ...
دقائق صامته مرت علي تلك الغرفه الباهته .. الشاهده علي تفتيت روحها ودهسها اسفل اقدامه هو وشقيقته لتسمع صوته الساخر اخيرا وهو يقول بضحكات متتاليه
- تعرفي ... انا آخر حاجه كنت اتخيلها هي عرض ندي المساعده .. وانها تخبي علينا .. بيني وبينك .. مكنتش اعرف انها بتحب تيم للدرجه دي !!
صامته .. جامده .. صماء .... بكماء ... لم تتفوه بحرف واحد امام سيل سخريته اللاذعه .. وعقلها يفكر .. هل الحب ان تدهس من حولها !! هل الحب يجعلني اخون واترك من حولي يتعذب !!
استمعت الي صوته الهامس باذنها وهو يجذبها من ذراعيها بقوه اعتادت عليه ليعدل جسدها ويجعله مقابلا له بالفراش الوثير
- عارفه انا مش همد ايدي عليكي ليه رغم انك خونتي ثقتي فيكي يابيبي ؟!
تابع بعد صمت قصير
- عشان شايف ان ندي قامت بالواجب وزياده معاكي ... طول عمر البت دي شخصيتها جامده وبتمسك في الحاجه اللي عاوزاها .. مش جبانه مهزوزه الشخصيه وضعيفه زيك !!
نظرت الي ابتسامته الساخره التهكميه وهو يقول
- بس عجبتني دماغك اللي بدأت تشتغل دي .. تعرفي ندي عندها حق .. لو كنا اتقابلنا في ظروف احسن من دي ... كنت هشكلك زي مانا عاوز بسهوله .. ضعفك دي حلو اوي لياا .. ممتع .......
ارتفت نبضات قلبها وهي لاتعلم كيف تدافع عن جسدها الصغير امام همجيته .. لتسمع همهمه صغيره تصدر منه وهو يمرمغ انفه بعنقها وشفتيه تعبث بجانب عنقها لتنتفض برعب وكادت تسقط عن الفراش .. تركها ترك المره لتلتصق بظهر الفراش محيطه ساقيها بذراعيها برعب تنظر له بهلع وقد عادت روحها المرتعبه اليها
عقد حاجبيه من حالتها وهو لم يمسسها تلك المره .. لاحظت تلك النظره المشمئزه التي رمقته بها برعب ... هل يثير اشمئزازها !! تلك الحقيره سليله الحقير القذز المتحرش بشرف امه !!!
اندفعت الدماء بجسده وهو ينقض عليها غاضبا ممسكا ذراعيها بعنف يصيح بهمجيه
- قرفانه مني انا يااروح امككك !! انتي اتجننتي !!!
هزت رأسها برعب بالنفي وهي لا تقدر علي الحديث انها ذكري مريره تخشي ان تتفوه بها ... راحت أعينها المترجيه تتوسله بالترك وجسدها المرتعب ينتفض بقوه انفجرت باكيه بشهقات مرتفعه تردف بخوف
- ارجوك انت مش فااهمني اناا اناااا بخااف !!! عاااوزه تيم !!
حاولت التملص منه هي تصرخ بقوه مغمضه عينيها
-سيبني ارجووك متجييش جنبي ... عااوزه تيم ... ارجوك ابوووس ايدك !!
راح جسدها ينتفض برعب حقيقي مفزع وقد استطاعت تلك الضعيفه ان تمس قلب الفهد بكلمات امه المكرره الآن !!
لا يعلم لما رفع جسدها الذي بدأ يسقط ارضا من فرط رعبها ومحاولتها المستميته بتركها !! خفت يديه تدريجيا عنها .. وهو يستمع الي انتفاضاتها ورعبها الذي اثار غضبه من شده ضعفها ووهنها ؟! لكنه شعر انه ان تركها مرتعبه هكذا سوف يتوقف قلبها ... كلمات مطمئنه خرجت من شفتيه بتردد وهو يعود بها للفراش
- خلاص ... اهدي !! مش هلمسك !!!
نظرت له بعدم تصديق وهي ترمقه بخوف عائده الي محلها كما كانت ونظراتها ثابته فوق ترمقه بشك خوفا ان يباغتها بضربه .. عادت محلها تجلس كما كانت ضامه ساقيها الصغيره لجسدها تنظر تجاهه برعب صامت كجرو مذعور ....
لاول مره ذلك الشعور الطفيف بالندم يطغي علي غضبه ناحيتها .. ظل واقفا محله يرمقها بنظرات صامته الي ان شعر ان عليه الهروب من امام عينيها اللوامه بصمت .. هي تخشي حديثه ... لكنه طالما كان بارعا بفهم النظرات لقد كانت طفولته كلها تفسيرا لنظرات ام مقهوره .. تذكره بها الآن تلك الصغيره .....
اتجه الي الاريكه امامها وقد بات يقلق بتصرفاتها المريبه .. هو اقترب منها اكثر من مره ماذا جد بالامر لتفزع هكذا !!! جلس اعلي الاريكه يراقبها وهو تنظر اليه بضعف واعينها تذرف دموع ضعفها امامه وحزنها من شقيقته القويه كما يدعي ...
رفع جسده فوق الاريكه يتسطح علي ظهره وهو يوجه نظراته لها يقول بصرامه ارعبتها
- لو فكرتي تكرري الحركه دي تاني اعرفي ان ده اخر نفسك في حياه اخوكي ... ماهو لو مطولتكيش هطلع قرفي فيه هو ....
يعلم جيدا وقع كلماته عليها وانها لن تفعل ما يغضبه من اجل حبها لاخيها ...
انتفضت من نومتها المتكوره اعلي الفراش .. وهي تستمع الي صراخ قوي وهزات الاريكه امام اعينها بالظلام .. ارتعبت لتضيئ الاباجوره بجانبها تنظر تجاه الاريكه برعب لتجده نائم ينتفض بخوف !!!!
فهد يخااف !!!!! اجل لقد اوضحت كلماته المترجيه حالته !!! لقد كان يترجي احد ... انه يحدث له كوابيس مثلها !!!! هل لديه رعب منذ صغره مثلها !! لكنه قوي .. قوي للغايه !!
بدأت صيحاته بالارتفاع لتتجه الي بخوف تراقب العرق المتصبب من جبينه وصوته المبحوح وتلك الدمعات الخفيفه اللامعه اعلي لحيته الكثيفه !! يبكي !! هل هي تحلم !!! انه المرعب .. هل يبكي كما ابكاها !!! هل هو انتقام رباني لها !!! عضت علي شفتيها بخوف من حالته وهي لاتعلم هل تفعل مثل اخيها بتلك الحاله وتوقظه تعطيه بعض المياه !!! ام تتركه ليعاني ويتعفن بمحله كما كان يتركها فور ان يفرغ من تعنيفه الجسدي لها ....
افاقت من حيرتها علي صوته الجهوري الغاضب
- لا لا مش هسامحهم ابداااا .. هاخد حقكككك !!!
بلمح البصر وجدت اعينه تُفتح علي اتساعها ونظراته الغاضبه الثائره موجهه اليها وحدها ... بالطبع من سوي تلك الضعيفه يدفع ثمن مالاذنب له به ..متحملا عنفه وقسوته .... شهقت برعب من خضتها وتلقائيا سحبت جسدها للخلف .. وقد ارتعبت من هيئته المشعثه وجسدها الغارق بالمياه واعينه الحمراء من شده غضبه الموجه ناحيتها ..
هزت رأسها بالسلب وهي تعود للخلف ..ليستقيم فجأه ممسكا بمعصمها بمباغته سريعه قبل ان تفر من امامه ... لتعقد حاجبيها منتفضه برعب حين في قربها اليه هامسا بجمله واحده بأذنها
- سمعتي ايه !!!
اتسعت اعينها هي يرعبها هكذا من اجل معرفه ما سمعته من كابوسه !!! لكنها صرخت حين ضغط علي خصرها بعنف لتسرع قائله بنبره لاهثه من فرط رعبها لتتفادي غضبه
- مسمعتش غير .. مش هسامحهم وهاخد حقك !!
لحظه واحده مرت وكانت انامله تترك اثر احمر علي وجهها البض من شده صفعته ...
حاوبت الابتعاد وهي علي يقين انها لم تكن سوي بدايه لغضبه الساحق لها ولجسدها الصغير .. لكنها جذب خصلاتها يصيح بعنف
- عارف شوفت ايه يابيبي ... !! شوفت امي ... وهي نايمه ميته قصادي وانا معرفش هي ساكته كده ليه ... عارفه شوفت ايه كمان شوفت ابويا وهو بيبكي زي الاطفال من حبروت ابوكي ال ×××× ... وبيلومني عشان مافرطش في حقه !!!! تعرفي انه كان بيقعد يبكي زمان برضه قصادي !!!! تعرفي انه مات بحسرته بسببكم وعشان انتوا تعيشوا مرتاحين !!! تعرفي انه حتي لما امك ماتت وكان فاكر ابوكي هيتكسر لقاه بيفتري اكتر .... تعرفي انه كتب كل ده بدموع عينيه في مذكراته !!!
صفعها بغضب وهي تشهق بعنف من اسلوبه المباغت اللعين
- تعرفي اني مقهور عليه وعليها وعلي نفسي !!!!!
صفعه اخري واخري بكل كلمه ...
- تعرفي اني مش عايز اعمل فيكي كده ! بس معنديش حلول تاااااااني !!!!! ندي هتموت لو خدت منها اخوكي !!!!! مفيش غيرك قصاااااااادي !!!!
ذرفت عينيها دموع القهر والخوف والرعب مما قد تأوول إليه حالته تلك انه يفرغ بها شحنه غضبه من حلمه ...!!! الا يكفيه مايفعله كانت تظنه عفا عن روحها البريئه المنهكه لكنه مخادع كاااذب !!!
اسقطها ارضا يركلها وقد بدأت خلاياه تستعيد صور ذل الماضي وقهره ... بدأت الصوره تصبح ضبابيه امامه وهو يصيح ويجأر بصوته المروع لها
- قتلهم كلهمممممم ... موتني معااهم !!!! بتطلبي الرحمه من واحد ماشفهاااش !!!! انتي كان عندك اخوكي يلحقك ويحاوطك !!!! اما ملقتششش حد .... ابوكي نهبناااااا وقتلهممممم !!!!
تسارعت وتيره انفاسه وهو يراها مستسلمه لضربتها ومن الواضح انها اعتادت ولن تقاومه ابداا .... لقد قبلت دور الضحيه بصدر رحب كعادتها الضعيفه امامه ... صرخ بها يجذبها اليه بقوه من خصلاتهاوهو يصيح
- لااا ماتستسلميش كده يابييي .... انا هخلي ايامك كلها سوااااد واخوكي تحت نفس السقف بتاعنا .... اتجه بها الي الحمام يدفعها بغضب صارخا
- نص ساعه تكوني مخلصه شاور داافى كده ... عشان نرجع مصر ... نفتح الموبايلات كفايه اوي كده ... وصلت للي عاوزه هناا منككك !!!
لاتعلم ما الذي وصل اليه معها ... لا تعلم سوي انها ترتعب من تهديداته لكنها سوف تعود .... سوف تري اخيها وعائلتها التي ظنت انها لن ترااهم ابداااا .... وذلك اكبر حافز لها لتقف وتتحمم مسرعه ... لتعود الي اراضي الوطن غافله عما ينتظرهااا !!!
♥️🔥♥️
وقف تيم مذهول وهو يقرأ رساله شقيقته له والتي رأها فور استيقاظه ليبعد زوجته عن احضانه معتدلا يحاول الاتصال .. لكنه مغلق كالعاده !!!
زفر غاضبا وهو ينظر الي كلمات اخبارها بعودتها للبلاد باندهاش هي الي أمس تغلق هاتفها من اجل لحظات فريده مع زوجها كما يزعماا والآن وبالصباح الباكر قررا العوده !!
هب واقفا وهو يتواصل مع مديره اعماله ليطمئن ان الأعمال تسير علي ما يرام ولا يوجد شيئ طارئ باحوال العمل تستدعي عوده مفاجأه ..
كانت محادثاته تحت اعين زوجته المترقبه برعب ما يحدث ولا تعلم هل هو عرف شيئ ويتأكد منه !! هل تواصل مع احد !! هل وهل ؟! لتنتفض من الفراش بغضب وهي تسمعه يحجز للعوده للبلاد !!!!
صاحت غاضبه بانفعال وجسدها ينتفض
- فيه ياتيم نرجع فين ومش معاك بني ادمه تاخد رأيها !!!
نظر لها بغضب وصاح منفعلاا
- انا كام مره اقولك صوتك ما يعلاش علياااا !!!! وايوه هنرجع اسيف بعتت رساله انهم راجعين فجأه وانا لازم اشوف اختي الصغيره فيها ايه !!! احوالها كلها بقيت غريبه من يوم مااخوكي بقي معاها !!!
اضطرب تنفسها وهي تسأله بتوتر
- احوال غريبه ازاي !! واحده مع جوزها في شهر عسل عاوزها كل شويه تكلمك ؟!
ابتسم بتهكم وسخريه
- بقي أسيف اللي مبتعرفش تقعد يوم منغيري تعرف تقفل الفون بتاعها ٣ اسابيع ... الا لو كان اخوكي واخده منها وبيستغل طيبتها !!
اجابته ساخره وهي تعقد يديها اسفل صدرها متهمكه
- اه تقصد ضعف شخصيتها !! يعني كلها تحليلات منك وهتلاقيها كلها غلط !
امسك ذراعها بعنف وهو يصيح غاضبا
- اختي مش ضعيفه الشخصيه ياندي انا مش هسمحلك باي اهانات ليهاا ... اللي اسيف مرت بيه وهي صغيره انتي لو مكانها مكنتيش هتعيشي لدلوقت !!
تأوهت وراحت تذرف الدموع تعتذر عن غضبها قائله
- اسفه ياتيم بس احنا لسه في بدايه جوازنا .. وكان نفسي اكمل الكام يوم دول معاك قبل مانرجع للزهق تاني !!
لم يجيبها من فرط غضبه وحزنه من وصفها لشقيقته بل تركها و اتجه الحمام يصفع الباب بغضب خلفه تاركا اياها وهي تمشك هاتفها بتوتر تدعو سراا ان يكون شقيقها متحكم جيد بلسان البريئه .... والا سقطت من الهاااويه !!!!
♥️🔥♥️
مر اسبوع وقد عاد الاحفاد الي اعمالهم بعد ان اطمأن "تيم" علي شقيقته وتأكد انها بخير ولم يكن هاتفها المغلق سوي للاستجمام وقد طمأنته بنظراتها الحانيه انها بخير .. لكن تلك الكوابيس التي بدأت تهطل عليه .. يراها مقيده ونصل حاد فوق رقبتها وهي تنظر ناحيته ياعين مذعوزه ولكن يال العجب لقد زينت ابتسامتها ثغرها الوردي الجميل وكأنها تطمئنه رغم رعبها !!!
انتفض من فوق فراشه لتعتدل ندي وهي تراه يلهث بعنف صارخا باسم شقيقته لتربت علي كتفه مهدأه اياه وهي تهمس له برقه وصوت ناعس
- اهدي ياحبيبي ده كابوس اسيف بخير ...
نظر اليها لحظات صامته ... هو يعلم يري تلك الفجوه بينهم ... يري ان ندي لم تعد تحادث شقيقته حتي .. بل وان أسيف تتجنب وجودهم معااا .. وبالطبع تتجنبه هو ايضا وقد تعمدت ندي الالتصاق به طالما هو بالمنزل ....
وقف من الفراش يزيح خصلاته وهو يري ابريق المياه فارغا .. وهو بالاصل بحاجه لاستنشاق الهواء ..
اتجه الي الخارج وهو يقول بهدوء
- اسف اني خضيتك انا رايح اشرب ...
ولم ينتظر اجابتها امسك تيشيرته الخاص يرتديه وهو خارجا من الجناح باكمله .. كاد يهبط الدرج .. لكن صوت صفعه الباب القاسيه بالاعلي .. هزت قلبه !!!
هل هو يهيأ له.... ام انه باب جناح شقيقته !!!
قادته قدميه الي الاعلي بخطوات مسرعه قلقه ... وهو لا يعلم هل من الصحيح ما هو مقدم عليه .. لكنه يريد الاطمئنان فقط !!!
وقف بالخارج وكاد يقرع الباب لكن تلك الصرخه المدويه التي قُتلت في لحظتها و كأن احدهم كتمها جعلته يضرب الباب بقوه محاولا فتحته وقد تبين انه موصود ليصيح صارخااا وهو يركله
- افتح الباااب ده !!! أسييييف !!!!
لم يجد اجابه ليعيد مره اخري وقد قرر كسره صارخا باسمهاا وقد بدأت انوار القصر بالاضاءه والابواب تُفتح باعين ناعسه من ذلك الصوت الصارخ لابنهم بتلك الساعه المتأخره !!!
- أسييييف !!!!
كان اول الحاضرين" نائل " تتبعه "ندي" وهي تحكم غلق روبها .. تبعتها العمه "سمر " و العم "مراد " واخيرا
" الجد والجده " اتسعت اعين الجميع وصاح مراد مستنكرا مايفعله تيم يقول بغضب وصوت اجش يحمل اثار النوم
- في ايه ياتيم ايه اللي بتعمله ده متوصلش لكده يااخي !!
لم يجيبه بكل كاد يعود للخلف ليكسر الباب لكنه انفتح ... وخرج الفهد من عرينه !!!
ازاي فهد خصلاته للخلف وهو يميل برقبته بابتسامه بارده عاري الجسد يرتدي فقط بنطاله القماشي المنزوع منه حزامه !!!!!
افاق من النظر له علي صوته الساخر
- ايه ياتيم اللي بتعمله ده !! حد يخبط بالليل علي الناس كده !! هو الواد ملهوش خصوصيه مع مراته !!!
نظر تيم اليه بنظرات حاده مستنكره وهو يردد اثناء محاوله من عينيه للنظر داخل الغرفه التي يسدها ذلك الوحش بجسده
- فين أسيف انا سمعت صرختها من شويه !!
اغلق فهد عينيه بغضب وهو يقول بانفعال
- وبعدين بقي في التهيؤات دي .. انت محتاج تروح تتعالج خلي بالك !! اختك نايمه !!
عقد تيم حاجبيه وقد بدأ يندهش من نبرته الواثقه هل هو يتهيأ له من كابوسه لتتجه اليه ندي بغضب تقول بانزعاج
- ايه ياتيم مش كابوس ده اللي يخليك يالحاله دي !! ايه الفضايح دي !!
عقد الجد حاجبيه يصيح بغضب
- فيه ايه ماحد يفهمنا صحتونا من النوم عشان كوابيسكم !!! انتوا اتجننتوا !!
تأفف نائل وهو يتثأب مرددا بمزاح
- انا قولت الجوازتين دول مش هينيمونا محدش صدقني !!!
كاد تيم يتحرك وزوجته تزجره بغضب لكن لحظه .. لقد لمح شيئ احمر بيده !!!
دماء !!! اللعنه .. انها دماء صرخ متقدما منه يمسك يده بغضب
- ده دم !!
توترت الاجواء بكلمه واحده من الاخ المرتعب .. اتسعت النظرات تجاه فهد الذي نفض يده بغضب وصاح به وكاد يغلق الباب
- انت هتحقق معايا ... اوعي !!!!
ركل تيم الباب بقوه وهو يزيحه ثائرا .. يصرخ به
- عملت فيها ايييه !!
ازاحه للداخل وهو يتصارع معه بجسده دخلا الي الجناح .. وياليته لم يدخل ... اتجهت العائله مسرعين خلفهم وعلي الضجيج بالمكان لكن شيئ واحد فقط جعل الجميع يتوقف .. أنات ضعيفه !!
شقيقته الغاليه ..!!!! ابنته الروحيه !!!!! قطعه قلبه ملقاه علي الأرضيه الرخاميه الفاخره .. وجهها تكسوه الدماء جسدها الصغير واعينها اللامعه بالدموع تعافر للبقاء يقظه ... شُل جسده .. وهو يعود الي الخلف بجسده تاركا ذاك المفترس باعين متسعه مذهوله وانفاسه توقفت عن الخروج فارغا شفتيه من هول ما رأي !!!!
انا أسيف الصغيره !! البريئه !!! ملكه قلبه المتوجه !! مددلته الغاليه !!!!! مُلطخه بدمائها !!!! لم يستمع اليتلك الشهقات وذهول الجميع ....
ساقته قدميه اليها وهي تحاول رفع يدها او تحريك اي جزء من جسدها ... لكنه كان مُحال بتلك اللحظه المُذله لها !!! رأت الشفقه باعين الجميع ... رآها الجميع مذلوله ومرعوبه لثاني مره بحياتها !!!!!!!
الاولي جعلت منها فتاه خائفه تستظل باخيها .. اما تلك الله وحده اعلم بها !!
لحظات نظرت بها داخل اعينه بنظرات مُبهمه وانفاسها تضعف شيئا فشيئ شعرت بيد العمه تتجه لذراعها الذي من الواضح انه قد كُسر تلك المره .. واخر مارأته هو اندفاع شقيقها تجاه ذلك المدنس يصرخ غاضبا
- هقتلكككككك ياابن الكلبببب !!!!!!!!
لتتعالي الصرخات والايدي معها وتنغلق عينيها بصمت وسكون تااام !!!!!
يتبع تفاااااااااااااااااعل
🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
الفصل السابع "انفصال"
هل سمعتم عن الخناجر المسمومه يوماً ؟! هل طُعن احدكم بخنجر مسموم أشد الطعنات ؟!! هل يستطيع احد وصف شعور حين يُطعن ام انه سوف يخر صريعاً في الحال ....
لقد كانت حاله من الهرج والمرج تسيطر علي ذلك الجناح الملكي للزوجين الشابين ...
احدهم يصارع بلكمات بقلب مفطور علي ماضي أليم غرس خناجره داخل طيات قلبه المكلوم ، غريزه انتقاميه زرعها الأب ليرثها الإبن برغبه متوحشه بالقتال من اجل استرداد كرامه لمن لا حياه لهم ....
والاخر يصارع بضربات أشد قسوه وغل علي حاضر رآه بام عينيه ينزف الدماء مُنهكا من شده مارأي في لحظات مروعه لجسد صغير كهذا ، لم يكن بحاله ليعرف ماذا حدث ،يكفي هيئه شقيقته الملقاه ارضا الي الآن ...
صرخات مروعه من الناس واندفع العم والابن بمحاولات يائسه لفض ذلك الاشتباك العنيف الذي كاد يقضي علي حياه احد الاحفاد ..
اسرع الجد الي هاتفه يستدعي افراد الحرس الاشداء علهم ينقذون ما يمكن انقاذه جلست الجده والعمه أرضا بجانب الحفيده المصابه بأشد الاصابات بانحاء جسدها الصغير
وقفت ندي امامها تبكي بقهر وندم ،الآن فقط ....
الآن رأت نتيجه جُرمها بأُم عينيها ،الآن شعرت بمدي وحبه اخيها ، الآن علمت انها مُجرمه ،بل الأشد اجراماً بتلك الغرفه !!!!
صرخت العمه بفزع وهي تتفقد نبض ابنه الأخ الغائبه عن الوعي ..
- كفااااايه حرام عليكممم ،أسيف بتروح مننا نبضهااا بيضعف ونفسهاااا رايح !!!
تلك الصرخه كانت الصفعه التي تلقاها ذلك الأخ الجريح .. جريح بجسده بعد تلك الملحمه الضاريه ... وجريح بقلبه علي تلك الماسه الغاليه التي تدفع اغلي الاثمان نتيجه رعبها وضعفها ...
ترك الزوج المدنس .. وهرع اليها ودموعه لاول مره تهطل امام الجميع رفع رأسها برعب ان تكون لديها كسور .. ويؤذيها .. وجهها المشوه بالدماء .. اعينها المغلقه بهدوء نفسهاااا الذي علي وشك السكون .. اصابه بالقهر ، عليه ان يقوم ليفتك بذلك القذر لكنها تذهب عنه هبط بجانب اذنها يتوسلها ودموعه تتساقط من فوق لحيته المشذبه لتهبط علي عنقهااا
- سامحيني !! انا قولتلك بلااش ياأسيف ،حقك عليا بس متسبنيش ارجوكي !! انا مليش غيرك ...ارجوكي !!!!
لا حياه لمن تنادي ... لا يوجد سوي الصمت الذي اغرق الغرفه الا تلك الشهقات الصادره عن الجده المُسنه والعمه المذهوله المصدومه بابن الاخ الشرس وتلك البريئه .. ابنتها الروحيه ... وتلك المُجرمه ، عجبااا أتبكي ؟!! هل لديك من المشاعر ما يتيح لكي بالنواح الآن ؟!! أم انه شعور الذنب القاتل ؟! هل ادركتي مدي جُرمك !!! انه عصرنا الحديث قاتب القتيل يسير بالجنازه ايهاا الساده .....
هل عليه انتظار المسعفين الذين وصلا باحه القصر الفسيح الآن ..؟!
مرت لحظات و دلف المسعفون الي الغرفه وبحركات عمليه وآليه كان جسد البريئه مسطح اعلي الفراش النقال الصغير ..
تابعتها اعين الفهد المتربصه ولأول مره ينتفض قلبه بابتعادها ، هل لأنها طوال الشهر لم تفارقه ، او بالاصح لم تفارق وحشيته ؟!! ام لانه اعتاد التحكم بها .. ترحل الآن غائبه عن عالمهم امام اعينه ويجانبها اخيها المرتعب مسرعا يلاحق الخطوات ،انه عهد نكث به مره ولن يفعلها مره اخري ... لن يتركهاا ابداا !!!
اسرع الجميع خلفهم حتي هو !! الجاني لم يتمالك نفسه تلك المره ... هرع الي قميصه الذي لازال بمحله اعلي الاريكه .. يرتديه وهو يخرج من الجناح مسرعا خلفها
🔥🔥🔥🔥
بالمشفي .. وبعد مرور الوقت اللازم لاسعافها ..
مكث جسدها الهزيل اسفل تلك الاجهزه الطبيه الحديثه ،راقبها الشقيق المقهور من خلف الزجاج اللامع واعينه تحاول السيطره علي تلك الدمعات الي تصارع يالافلات والهطول لاجلها ...
كم هو شعور مؤلم .. شعور العجز !! انه عاجز الآن .. عاجز عن رؤيه براءتها !! كما عجز منذ اسبوع عن اكتشاف ما يحدث ... فقد صارحه الطبيب ببعض الكدمات بانحاء متفرقه من جسدها الصغير المتخفي اسفل ملابسها .. والتي من الواضح انها الايام السالفه ، اااه ايهاا المدنس ؟!!! اااه والف ااااه ايتها البريئه الضعيفه ؟!!! لمَ لم تصارحه .. لقد وعدته ان فعل لها شيئ سوف تتحدث ؟!
اغمض عينيه بحزن وهو يلوم نفسه ، ان كانت امه الآن معها لكانت استطاعت معرفه مايحدث لهااا
كم هي وحيده ... نظر الي الهاتف خاصتها الذي يمسكه بين انامله فور ان سلمته المشفي اياه وقد وجد بملابسها ... لمَ تحمل صغيرته الهاتف داخل ملابسها ، هل الي تلك الدرجه ترتعب من ذلك الرجل ، ام انها كانت تريد الاستنجاد به ..لقد جُن عقله من تلك الافكار المشتته ...
زفر بارهاق ووقف يستند الي الجدار وبدأت يده تعبث بالهاتف .... اضاءت خلفيه الهاتف بصورتهما معا باحدي الرحلات وهي تندس داخل احضانه محيطه خصره وتلك البسمه تزين ثغرها برقه ... دمعت عينيه وراحت يده تعبث بالهاتف عله يجد اي شيئ .. اي شيئ يفهم منه اين كانت بتلك الاسابيع ..
راحت انامله تعبث بلا هواده بانحاء سجلات الهاتف .. توقف عند سجل المكالمات لحظات عاقدا حاجبيه ... انها مكالمه .. ليله عودتها ... صادره منهااا اليه !! واجاااب ؟!!! كيف !!! عقد حاجبيه واعتدل بوقفته .. المكالمه عباره عن دقيقه واحده !! هو كاد ان يحن ليصل لهااا ... راح يفكر اين كان بذلك التوقيت .. هل افلت هاتفه مثلا واجابها دون قصد !!
لفت انتباهه علامه التسجيل للمكالمه !!!!!
من الواضح ان اناملها المرتعشه المرتعبه ضغطت فوق تسجيل المكالمه لينكشف الحق .. وتنفضح الحقائق .. وتسقط الاقنعه عن الجميع ....
ضغطه واحده من اصبعه وكان صوتها المرتعب يصدح بالارجاء الهادئه لتتسع الاعين وتسقط القلوب ارضا مع نغمات صوتها الحزينه والتي كانت مقابلها صوت يعرفونه جميعاا .. لكنه تخفي بالقسوه يرفض مطلب بسيط برئ ... ثم تبعته كلمات نزلت علي اذنه وقلبه وعقله كالخنجر تقطعه اربا ....
ذُهل ، ولكن كان الجميع بنفس الحاله العائله كلها سوي الفهد المتربص بعيدا عن الاجواء قريبا لتلك الملاك....
اتسعت اعين ندي وهي تستمع الي قسوتها الغليظه باذنها ،تستمع إلى الرجاء المرفوض من الصديقه وابنه العم ، اللعنه علي تلك اللحظه .. اللعنه علي الشيطان الاناني الذي وسوس لهاا
لحظات يغلق عينه ويفتحها يحاول استيعاب صوت شقيقته الغاليه الرقيقه التي تستنجد به وهو لا يعلم .. صوت مقهور باكي مرتعب تقابله الزوجه بالرفض؟؟!!!!!!
زوجته المصون !! زوجته التي اوهمته ان أسيف علي مايرام بشهر العسل ؟!!!! زوجته التي كانت تخلق المبررات لاصراف ذهنه عن شقيقته .... هل كانت تعلمممم !!؟؟؟
فتح عينيه فجأه وتحولت نظراته المشتعله نحو تلك التي تنوح بلا صمت بالركن البعيد داخل احضان عمتها المذهوله مما استمعت للتو .. وراحت ايديها تسقط عن كتف ابنه اخاها الشيطانه الانانيه بصدمه تااامه !!!
كادت تقف تفر من امامه لكن قد فات الأوان ،لقد فُضحت بامر رباني بحت ، انها العداله الالهيه ، هل كانت تظن انها سوف تفلت بفعلتها الشنعاء ؟!
اندفع نحوها واعينه تقدح بالشرار الغاضب وعلي غفله منها امسك ذراعها يصيح بها بصراخ مروع واعين الجميع المذهوله تتجه اليه
- كنتي عااارفه ... كنتي عارفه ان اختي بيحصل فيها كده ؟!! كنتي بتحاولي بكل الطرق تبعديني عنها !!!! ازااااي ... كاااانت بتحاول تستنجد بياااااااا ومنعتيهاااا !!!
هرع اليه نائل وقد بدأ العاملين بالمشفي بالتجمع علي ذلك الصوت المرعب المخيف ...
كانت يد تيم اسرع منه حيث جذب خصلاتها بعنف صارخا بغضب
- وجايه تمثلي قدام الكل مش كدااااا ، فكراه هتضحكي علياااا بدموع التماسيح دي ؟!!!
اتجه اليه الجد والعم ايضا يحاولان فصله عنها وهما لايصدقان مااستمعا اليه من الابنه تجاه تلك الفتاه ... تلك خصلاته وتركت انامله علامات علي وجهها ونائل يسحبه بقوه بعيدا عنها وهو يصرخ بهاا
- ياااولاد الكلبببب بتتفقوا عليهاااا !!!
صرخاته كادت تشق الجدران لكن خالطته صرخات اخري مفزوعه !!! لم تكن سوي صرخات شقيقته اندفع الجميع الي الغرفه التي غفلوا عنها ... ليجدوا الممرضه واقفه ترفع يديها لتوازي رأسي تحاول تهدأتها وانها بعيده عنها للغايه ..
علي الفور التقت اعين ذلك الصامت الغاضب والذي حاوطته اسرته الصغيره بتلك المذعوره الجالسه فوق الارضيه البارده .. تنظر لهم بهلع محيطه جسدها بذراعها السليم ... وقد بدأت تستعيد ومضات من احداث الساعات الماضيه ...
Flash back
دلف الي جناحه ليلقي سترته باهمال اعلي الاريكه تبعها القميص كعادته ثم اتجه اليها بارهاق وكاد يمر الي غرفه الملابس .. لكن تلك الحوريه بذلك الفستان القصير التي لملمت خصلاتها برقه لتسترسل علي كتفها الصغير العاري بعض الشيئ ..
نظر اليها بنظرات هادئه فهي منذ عودتهم ورغم تجنبها اياه الا انه يتلكأ لها ولا يحبذ صمتها ذلك لقد اصبح الوضع ممل لكنه بالفعل لا يجد لها ثغره واحده .. اصبحت الكوابيس تزوره كثيرا بتلك الاونه ويشعر بها تستيقظ علي صراخه الحاد وفزعاته لكنه يجدها تغلق عينيها بخوف كطفله صغيره .. حتي لا تكرر مشهد نهايه شهر عسلهاا المزعوم ...
سارت عينيه بلا شعور تفصل معالم جسدها الانثوي المرسوم اسفل ذلك الرداء الذي وصل الي ركبتيها بعناء ..
لقد حركته نحوها بلا اراده منهما .. اتجه اليها لتنكمش بجسدها وهي تتقهقر الي الخلف باعين قلقه متوتره من نظراته الهادئه الثابته فوقهااا ...
ابتسم وجذبها اليه فجأه من خصرها الممشوق لتشهق بعنف وتتسع رماديتيها تنظر اليه وقد ارتفعت يده تزيح تلك الخصلات عن وجهها لتغلق عينيها بعنف استعدادا لصفعه من يده .. لكنه قرب فمه يهمس بنعومه غريبه عليها باذنها بنبره هادئه لينه
- متخافيش يابيبي !!
ارعبها اكثر حين احتوتها ذراعيه القويتين لتشتد قبضته فوق خصرها وثغره العابث بدأ بمهمته اللذيذه اعلي بشره عنقها ....
ارتجف جسدها بعنف وخوف ورفعت يديها تحاول دفعه وهي تتملص من بين ذراعيه باعين مذعوره دامعه ..
رفع رأسه ينظر اليها رافعا احدي حاجبيه من تمنعها الواضح وتمردها عليه .. وضح قُبله عميقه بجانب شفتيها ليتمادي بعدها ويديه تتمادي معه لتهمس بخوف حين فشلت فمجابهه قوته الجسمانيه
- من فضلك سيبني !!
حروفها الناعمه الخارجه من شفتيها الصغيره لم تكن بالتوقيت الصحيح لكليهما قبضت شفتيه علي شفتيها بقوه يلتهمها بنهم لتزداد حركتها الدفاعيه الخائفه واصبحت تنتفض باحضانه صارخه به
- ابعد عني مش ،بلاااااش كده !!
نفرت عروقه بغضب من افعالها المبالغ بها ليقبض علي خصلاتها بعنف غاضب صارخا هو الاخر
- انتي ايه حكايتك بالظبط ، انا ساكت من بدري ، دي حقوقي وهاخدها غصب عنك !!
صرخت بخوف وهو يمد يده ناحيه طرف فستانها ليمزقه .. ارتفعت يده يصفعها صارخا بها
- قولتلك اخرسي !!
لم تصمت بل ازدادت حركاتها التشنجيه وراح جسدها ينتفض وتتشكل صوره الشاب المرعب اللئيم الذي مر علي حادثته سنوات لكنها لازالت داخل قوقعه رعبها من ذلك العنف ..
شعر انها تتمرد ليس الا .. وبلحظه كان ينزع حزامه وتتوالي عليها الجلدات القاسيه .. وصلت الي الباب اثناء زحفها .. كاد يعطيها ظهره ويتوقف لكنها فاض بها الكيل لتتسند واقفه وهي تفتح الباب لتهرب من امامه لكن هيهات .. لمحها ليرفعها عن الارض من خصرها صرخت يرعي ليغلق الباب بالتو واللحظه مُكملا مبدأه بعنف اشد وخاصه حين صرخ اخيها من خلف الباب .....
Back
يديها اعلي اذنها تصرخ بعنف وخوف ترتجف مثل العصفور الصغير ليندفع تيم علي الفور ناحيتها ورغم صراخها الذي صم اذنه وحركاتها لدفعه عنه .. تمسك بجسدها داخل احضانه يزيد من قوه دسها داخله واعينيه تصب دموعها اعلي خصلاتها ليهمهم بكلمات بصوت متحشرج باذنها لعلها تهدأ وقد كااان....
هدأت تدريجيا وقد بدأ الخدر يسري بجسدها وهي تهمس باسمها تمسك بيدها الصغيره السليمه التيشيرت خاصته تدفع وجهها المدموم بتجويف عنقه لتختبأ عن اعينهم المتلصصه لذلك المشهد المُبكي المُحزن للشقيقين ...
🔥🔥🔥🔥🔥
حل مساء اليوم التالي علي الجميع عادت الي القصر جميع العائله بعد فرض تيم لرأيه عليهم وان المكوث بجانب شقيقته الحبيبه هو افضل الحلول للجميع الآن ..
ويالمشفي وتحديدا بغرفه اسيف جلس جلب تيم قدح القهوه الساخن واتجه الي غرفه شقيقته النائمه وهو يرتشف بعضها عله يفيق قليلا الي ان تعود العمه بالملابس كما اصرت منذ وقت بالهاتف عليه...
بدأت تفتح عينيها لتتسلل تلك الرائحه الي انفها .. رائحه القهوه التي اصبحت تمقتهاا من شده محبته لهاا...
اتسعت اعينها بذعر وهي تحاول الاعتدال لكن جسدها لم يستجيب لها .. لازال المخدر اللعين يعبث بخلاياها راحت دموعها تسيل بخوف وهي تكتم اناتها .. خوفا من تواجده ... لكن اخاها الذي طل عليها بطوله الفارع يراقب وجهها بقلق وهو يهمس لها مملسا علي خصلاتها برفق
- أسيف حبيبتي انتي صاحيه !!
فتحت أعينها علي الفور تتأمله بتوتر واضح ناظره الي الفنجان بيده ثم اغمضت عينيها وسيل الذكري المؤلمه يطعنها بخنجره عقدت حاجبيها برقه ليميل عليها مستفهما بقلق
- حبيبتي اجيب الدكتور ؟!
كادت تهز رأسها لكن ذلك الألم المسيطر علي معظم انحائها خذلها لتهمس له مطمئنه اياه بنبره منهكه خافته للغايه
- لا انا تمام .. !!
جلس علي طرف الفراش يمسك يدها السليمه سوي من بعض الجروح والندوب مقبلا اياها برفق ثم احتفظ بها بين يديه واعينه ترمقها بنظرات حانيه هادئه لتبادله باخري دامعه حزينه .. تهمس بخوف
- انت لوحدك !!
فهم خوفها علي الفور وهمس لها وهو يعيد تقبيل باطن كفها و استقام يجلس جانبها يعاونها بالجلوس برفق وهي مستسلمه لحنانه الاخوي جاورها ثم دسها داخل احضانه واعينها تدور بالغرفه بقلق .. ليهمس لها وهو يقبل خصلاتها بحنو ..
- محدش غيري هنا .. متخافيش مش هيقدر يقربلك تاني طول مانا عايش ...
التقت ذراعها السليمه حول خصره وهي تدس جسدها اكثر باحضانه برعب واضح ... ليغمض عينيه بالم وفتحها حين هسمت له يصوت مبحوح
- فهد كان هيعمل زي مراد ياتيم .. انا خوفت وهو .. هوو
شدد من احتضانه لها يهمس لها وهو يمسح دموعها التي بدأت تغرق وجهها
- محدش يقدر يلمسك تاني ياقلب تيم اوعدك !!
ثم راح يقبل خصلاتها برفق ودموعه بدأت تسيل واحساس الندم واقترافه الذنب شعرت بشيئ خفيف يسقط علي خصلاتها لترفع رأسها ناظره اليه بصدمه ... تيم يبكي !!!
انه الدرع الحامي الواقي .. لا يبكي ابدااا منذ متي تعلم ذلك !!!!!
رفعت اناملها بشكل تلقائي تمسح دمعاته برفق لتجده يجذبها بقوه لاحضانه هامسا لها بجميع الاعتذارات التي يعرفها .. فهمت من حشرجه صوته بالبكاء المرير ..
- حقك عليااا .. سامحيني !!!
رفعت يدها لخصلاته تربت عليها باسي وهي تقول بحزن وصوت هادئ
- متعيطش انا مش زعلانه .. متعيطش !!
طفله .. طفله صغيره اقحمها بيديه بعالم مُظلم وبين انياب فهد شرس .. لم يفهم الي الآن لماذا فعل ذلك بشقيقته ...!!!!!!!
راح يراقبهم بصمت تام من خلف الزجاج .. وماهي هي الا دقائق وسحب نفسه قبل ان يلمحه ايا منهم وهو يزيح دموعه بغضب دفين !!!!
🔥🔥🔥🔥🔥
عادت اسيف الي القصر اكن بحاله سيئه للغايه اصر تيم علي تواجده بالجناح معها .. تنام هي علي الفراش وهو علي الاريكه .. هكذا خططا معا وهو يبحث بكل مكان عن النذل المختفي ؟!!!! اما الشقيقه الخائنة الملعونه قد حان وقت الانتهاء من تواجدهاا !!!!
مساء بجناح تيم وفور استغراق اسيف بالنوم تحرك من جانبها بهدوء وهو يقبل وجنتها بلطف مخرحا اياها من احضانه وقد جلست العمه امامها .. تحسبا لاي ظرف !!!!
اتجه الي جناحه وهو يضرب بكلام الجد عرض الحائط ..حيث طلب منه ان تتعافي شقيقته قليلا ثم يفعلا مايريدان وذلك بعد طلب تيم بترك القصر باصرار تام .. لكن هنا الخدمه افضل لشقيقته ولينهي ايضا علي الاخوه ثم يرحلااا
دفع الباب بقوه لتنتفض ندي ذات الوجه الشاحب من جلستها وتقف تنظر حياله برعب تحول الي شهقه عنيفه حين دفعها الي الحائط بقوه واضعا يده اعلي رقبتها يخنقها وقد تصاعدت امام اعينه صوره شقيقته وهي تنزف من جميع الجهات ..
ارتعشت ندي برعب وهي تنظر اليه بهلع تحاول ان تحصل علي بعض الهواء لتملئ به رئتيها الصغيره .. تبدل لون وجهها للاحمر القاتم واتعشت اعينها لتسير الدموع النادمه علي وجنتيها .. تتوسله باعينها المرتعبه لم يبالي بل نظر داخل عينيها ورماديتيه تشع غضب الكون هادا بعنف
- مالك خايفه تموتي ياحبيتي ولا ايه !!
عجزت عن إجابته وهو تعافر للبقاء لكن هيهات فتلك الاعين التي طالما اشبعتها عشق وحنان اصبحت تلوح بسهام الاحتقار والبغض .. لاول مره تري ذاك الملائكي بتلك الحاله ...
نفرت عروق رقبته وهو يطالعها ببغض وندم علي فعله تقضي علي حياه من ينبض قلبه بسببها .. ضغط بقوه اكبر علي رقبتها لترفع يدها تحاول ابعاده واعينها تتسع شيئاً فشيئ ... ليكمل هادرا
- ليييييه عملت فيكي ايه عشان تعملوا فيها كده .. للدرجادي انا مغفل ، للدرجادي بيضحك عليااااا اختي هتروح مني بسببك ، انتي ايييه ازاي الرحمه اتعدمت منك كداااااااا ؟!!!
دفع نائل الباب بتلك اللحظه يحاول ابعاده صارخا به
- كفايه يااتيم اللي بتعمله ده غلط هتموتهااا !!
نجح الاخير بفصله عنها لتشهق بعنف ويدها تحاول تدليك رقبتها وانفاسها تتصارع لتنتظم مره اخري ليهدر تيم بعنف غرس الخنجر بصدرها
- تموت ولا تغور في داهيه ، واختي انااا حقهاا فين ،هاااا !!
دار حول نفسها يشد خصلاته بعنف واصبحت عينيه شديده الاحمرار يهدر بغضب
- دي ... دي اتصلت تستنجد بياااا ... انا ناايم في العسل ومعيش القذره في جنه ... واسيف بتموت كل يوووم !؟!! ده انااا كان نفسي اكلمها بسسس .. كنت حاسس !!
اتجهت انظاره الغاضبه اليها وكاد يندفع مره اخري بجسده نحوها لكن نائل اسرع يمسك به ودموعه تلمع داخل مقلته علي ملاك العائله الصغيره ... وعلي شقيقها المذبوح بنخجر مسموم هكذا امامه حاول تهدأته يردف برفق
- تيم محدش فينا قابل ده علي أسيف .. بس هي محتاجاك دلوقت .. انت مشوفتش حالتها ؟! ارجوك روحلها دلوقت !!!
وقف الاخر ينظر اليه لحظات قبل ان يرمقها بنظرات ازدراء ثم قال بصوت متحشرج من شده مشاعره المختلطه ..
- انا كنت عارف اني هندم علي الجوازه دي .. انتي طالق !!!
اتسعت اعينها واسرعت اليه تمسك يده راكعه علي ركبتها ودموعها تغرق وجنتيها الحمراء صارخه بعنف وحنجره محروجه
- لا ياتيم انااا عملت كده عشاان بحبك ، كنتت عاااو....
اخرستها تلك الصفعه المدويهمن يده التي صمت اذنيها لينفض جسده بعدها بعيدا عنها وكأنها وباء يصيح بهااا بعنف ونظراتها الساخره تحرقهاااا
- اخوكي كان بيعمل كده لما اسيف كانت بتحاول تنطق .....
انتظرونا الفصل جديد باذن الله
الفصل الثامن "خدعه!"
واهلا بعوده الوحش الهرباان فهد رااجع وبقوه 😉😂🔥🔥
تفرق شمل العائله الأرستقراطية ،اختفي فهد منذ تلك الليله المشؤمه وقد كان انسب حلول فلم يعد احد يطيق رؤيته ،يغضه الجميع لعنفه ووحشيته من تلك الانثي الناعمه ..
بدأت اسيف تتعافي من جروح جسدها الخارجيه .. لكن اصبح لها رفيق جديد .. لم يكن سوي الشرود والتي غالبا ما يتبعها اجهاش مرير بالبكاء داخل احضان الاخ الحنون ورفيق الدرب الاوحد ....
تحول تيم لوحش ضاري يبحث عن ذلك الفهد بجميع الانحاء ينشر معارفه ورجاله لمعرفه اين يكمن ، لكن كأنه تبخر بالهواء ، حاول الجد بكل عزمه اقصاء تيم عن الحفيده الانانيه كي لا يفتك بها لكن هاهو يجذب خصلاتها بعنف هابطا بها السلالم وقد أوشكت علي السقوط بين يديه العنيفه القاسيه ، يصرخ بها امام اهل المنزل بعد ان غافل عمته وعمه ونائل واخدها من الردهه الواسعه بملابس نومها اثناء خروجها وصراخها بالخادمه التي سلطها عليها لتستفزهااا
- اخووووكي فيننننن هااا ... مستخبي فين ال ×××××× عديم الرجوله هاااا !! بتتشطروا علي أسيف !!!! انا بقي هفضل اطلع في عين اللي خلفوكي لحد ما يظهر الحامي بتااعك الراااجل اللي سلمته اختي .. ولا نسيت ده مستخبي زي الحريم بالظبط ...
اندفع نائل اليه يحاول فك قبضته عنها وهو يصرخ به
- ايه اللي جرالك يااتيم انت هتعمل زيه !!!
ازاحه تيم بقوه وهو يلكزه بعنف بكتفه صارخا بهم وهو يلقي جسدها علي الارضيه الرخاميه بعد ان صفعها بقوه ادمت شغتيها
- ياريتني قاااادر اعمل زيه ، ياااريت اقدر ادفن الخاينه للامانه والثقه دي حيه ، بس رجولتي منعاني استقوي علي الحريم زيه ال ×××××× النجس ما عمل في اختي ، ياريتني قاادر الاقيه واخد حقها قصاد عينيها عشان ترجع زي الاول حتي !!!! انا اختي اتكسرت واتذلت واتهاااانت وانااا مغفل ، بفسح الهانم وبشتريلهاا هدايااا ومعيشها احلي عيشه ، كانت اخر الليل بتنام في حضني وهي عارفه اني حته مني بتموت لوحدها مع واحد و××× بيتشطر علي الحريم ،أسيف كل مره ابعد عنها لازم تحصلها كاارثه ، وانتوا عاارفين انها اضعف واحده فينااا ، عارفين ان اللي حصلها عدي عليها بالعافيه ولولا ستر ربنا عليها كان زمانها راااحت مني ؟!
ثم وجه نظراته للجد المنكس لرأسه باعين دامعه يستمع الي الحفيد المطعون بصميم قلبه وكبرياؤه ... يصرخ به
- مش انتتتتت قولتلهااا انك مش ممكن تأذيهااا ، اديك دمرتهااا، رفضت ومحدش فيكم سمعني ، كلكمممم ساعدتوه !!
ادار جسده للجده الباكيه وصرخ بها
- انا اتحايلت عليكي تكلميهاااا وتطمنيني ... ليه كدبتي علياااا وقولتي انها ردت هااا لييييه !!!
بكت الجده وصرخت لاول مره بقهر
- مكنتش اعررررف ، ندي قالتلي انك خايف زياده وانك هتبوظ حياتكم كده ، وفهد قالي انها نااايمه واني اقولك كده عشان متبوظش حياتك !!!!!
نفرت عروقه وازدادت وتيره تنفسه وعنفه ليتجه الي تلك التي اختبأت خلف عمها تصرخ برعب
- انا عملت كده عشاااان بحبك والله ماا ...
قاطعها صارخا بهاا باحتقار
- اخرسي ،انتي تعرفي ربناااا انتي ؟!!!!
اتجه اليه نائل الذي دمعت عيناه من فرط حزنه علي تلك الضعيفه وشقيقها المجروح اجلي حنجرته وقال يهدوء
- تيم احنا حاسين بيك .. أ ..
قاطعه وهو يصرخ به
- لا محدش حاسس محدش اتبهدل واتهان غير اللي نايمه فوق بالمهدأت ... انتوا تعرفوا انها طول الليل بتصرخ من الكوابيس واسم واحد بس اللي بتقوله ... فهد ... سيبني يافهد .. ارحمني يااافهد ... ارجوك ياازفتتتتت ... تعرف ايه احساسي وانا بحاول افوقها ، عاارف ايه احساسي واختي بتترجي واحد يرحمها ، عاارف ايه احساسي وانا متأكد انها كانت بتترجاه كده سااااعتها !!! عاااارف احسااااس العجز ؟؟؟؟؟؟! رد عليااااا !!!!
سالت الدموع علي حال الصبيه المؤلم ،الجميع يعلم مدي صعوبه الأمر علي اي فتاه واي اخ ، فماذا ان كانت الفتاه رقيقه القلب والحال مثل اسيف والاخ محب جائع ومتعطش لسفك الدماء من اجلها هي فقط .. مثل تيم !!!!
اكمل وهو ينظر الي عيني ابن عمه الذي سيطر الحزن علي قلبه وربت علي كتفه بصمت
- هتعمل ايه لو كنت مكاني يااائل ، هتهدي قبل ما تطلع روووحه !!!!
هز الاخير رأسه بالسلب وهو يقول متنهدا ودمعه خائنه فرت من عينيه
- لا مش ههدي ياتيم !! مش ههدي ....
سالت دموع تلك الخائنه علي حالته وارتجف جسدها بعنف هي تعشقه .. رغم جميع ما حدث فعلت ذلك من فرط العشق ... بدأت شهقاتها تتصاعد بصوت واضح لتتحول لها الانظار الغاضبه واخري مشفقه علي مرضها بالانانيه واخري مندهشه ... لكن الغضب كان اقواهم وصرخ بعنف
- اخرسي قولتلك ... ولعلمك كل مااشوف وشك هعمل كده لحد ماالجبان اخوكي يظهر واخد حق اختي منه ونسيبلكم القصر كله .. اشبعوا بيه !!
هرعت العمه اليه تهتف بلهفه من خلف بعد ان ادار نظراته بينهم ثم كاد ينصرف عائدا لفتاته النائمه بالوقت الحالي ..
- تيم !! استني من فضلك !!!
وقف بمحله فهو لا يستطيع رفض طلب تلك الحنون التي طالما اشبعتهم جميعا بحنانها رغم ظروفها ... ليستمع الي صوتها المتردد القلق يقول
- أسيف لازم تروح لدكتور نفسي ياتيم .. عمايلك دي غلط !! انت قولت من كام سنه انها بقيت تمام .. لكن واضح من رفضها .. لفهد انها لسه ...ا.ا.
قاطعها بنظرات صارمه غاضبه
-انتي صدقتي انه عمل كده عشان خافت منه وحتي ولو ده مبرر !
هزت رأسها تنفي مسرعه واتسعت اعينها الجميلة تقول بتلهف واضح
- لا لا طبعا ياحبيبي محدش مأيده ... ده غلط وجريمه كمان ، بس انت لسه قايل اسيف بتحصلها كوابيس وبقيت تنام بحثن مهدئه احنا بقالنا اكتر من اسبوعين كده ياتيم .. حتي الجناح مبتخرجش منه ...
ثم شالت دموعها مره اخري تقول بحزن
- أسيف بنتي وانت عارف كده ياتيم وحالتها بقيت صعبه دي بتخاف اني انا اقرب منهاا ..
ثم اجهشت بالبكاء الذي أصبح عاده الجميع تلك الايام ... اتجه مراد اليها يربت علي خصلاتها برفق مؤيدا حديثها وهو يردف بعقلانيه
-كلام عمتك صح ياتيم ،أسيف لازم تتتعرض علي دكتور نفسي ،تمسكها بيك كده هيبقي مرض يابني !
نظر اليهم لحظات يصمت تام ثم اكمل سيره الي الاعلي دون إعطاء رفض او موافقه .. احوال شقيقته تخصه هو وهي وحدهم ولن يطلعهم علي شيئ يكفيه ماحدث ....
فور ان اعلن تيم انها خائنه للثقه والامانه امام جميع افراد الاسره أصبحت تعاني الويلاات بقراره نفسها...
اختفي اخيها منذ ايام ،وتركها زوجها لسبب واحد فقط أسيف ... قطعه قلبه كما كان يخبرهاا .. هاهو يقف بظهرها يدعمها امام الجميع وتنعم بأحضانه التي هي من حقها ...
هي اولي بالحب والرعايه منها ... هي من ماتت امها وهي رضيعه وتربت بين زوجات العم والعمه .. هي من أحبته اكثر من نفسها ولن تتنازل عنه !!!
وققت بجسد مرتعش وكادت تنصرف من امامهم لكن صوت الجد الصارم أوقفها وهو يقول بغضب
- انا مكنتش اتخيل انك تكوني انانيه بالشكل المريض ده ، انا اكتشفت اني معرفتش اربي فعلاا ، اذا كنتي انتي او اخوكي ، ربيت شويه تعابين نهشت لحم بنت عمهم الغلبانه الضعيفه ....
ظلت تستمتع الي حديثه ونقطه الكره السوداء تتفاقم داخلها ، اضرم الجد نيران الحقد ايضا داخل قلبها الاناني،هي خسرت الجميع ،تكفي تلك النظرات التي تراها بأعينهم ،بينما الاخري تحصل علي الحنان والشفقه ،حتي ابن العم يميل دوما اليها عنها !!!
اسودت عينيها ولم تتفوه بحرف وقفت تنظر اليه نظرات مبهمه لم يفهمها احد ثم رفعت رأسها تقول بيرود
-انا عاوزه ميراث بابا بتاعي عشان انفصل عن القصر ده !!
لم يجيبها الجد بل صاح نائل غاضبا
- ما تتنيلي تتهدي بقي مكفاكيش اللي حصل ده كله !!!! وبعدين ميراث ايه ابوكي ملهوش ف الشركات الكبيره بتاعه العيله !!!
زجره ابيه بنظره غاضبه ثم قال
- نائل !! محدش طلب تفاصيل زي دي ...
ضيقت عينيها وهي تنظر اليه وصاحت بغضب رغم الالم المبرح بفكها ووجهها الذي تسبب به تيم لهاا
- ازااي يعني ملهوش !!
وقف الجد وهو يمد يده للجد المستأه الصامته من حفيدتها وقال
- يلا يامريم خلينا نطلع نرتاح شويه ..
اطاعته الجده ثم اردفت بهدوء وهي تمر بجانب حفيدتها
-هتندمي ياندي اوي علي كل السواد اللي كنتي مخبياه ده ، هتيجي ندمانه ومش هتلاقي غير القصر اللي عاوزه تسبيه ده ، واضح انك مكنتيش بتحبي تيم ،واننا ضحينا ياسيف علي الفاضي ...
احاط الجد كتفها فور ان انهت كلماتها بوقار وهدوء ثم اتجها معا الي الاعلي تبعهم العم ونائل .. لتقف سمر امامها تردف بهدوء ظاهري
- تيم مش هيرجعلك يالشكل ده ياندي ، مش هيرحع غير بما تحبي حبه لاسيف وتتعايشي معاه .. غير كده مش هيرجع !!
نظرت لها بصمت ثم حبست دموعها وهو تقول بغضب
- وانا مش عاوزاه خليه للجبانه اللي فوق تشبع بيه ....
رغم صدمه العمه من تخليها عنه الا انها أردفت بتهكم
- طيب وطي صوتك عشان ماينزلش يكمل عليكي قصادنا تاني ... لعلمك انتي فعلا ماتستاهليش تيم ..
صم ولتها ظهرها تتجه الي الحديقه بعد ان رمقتها بنظرات ام حزينه لحال ابنتها ....
🔥🔥🔥🔥🔥
اغمضت اسيف عينيها فور شعورها بدخول اخيها الغرفه .. خشت ان يراها يقظه فيتركها ويرحل ولم يعد لها مأمن سوي باحضانه ...
وضع تيم متعلقاته فوق الطاوله ثم توجه اليها يتفقدها عن كثب قبل ان يتجه الي الحمام ينعش جسده ويهدأ عقله بحمام دافئ لتفتح عينيها بحزن ..
يؤنبها ضميرها وهي تري اخيها الحبيب يعطل جميع احواله واشغاله لاجلها ، لم تحزن لامر طلاقه لندي ،انها كانت ترتعب عليه معها بعد فعلتها الشنيعه معها ، خانتها وسوف تخون اخيها ايضاا ، لكن حزنها علي قلب اخيها المكلوم ..المتألم بصمت تااام !!
تعرف ان كوابيسها قد طالت ،لكن رعبها من اختفاء ذلك الوحش الكاسر اصبح هاجس داخلي ، تشعر انها سوف تفتح عينيها تراه فوق رأسها ، لكن ان مكثت باحضان حاميها لن يحدث ذلك .. لن يعود ذاك المفترس المرعب لن يتطاول في ظل وجود اخيها ..
اعتدلت فوق الفراش وهي تأن من الالم عظامها وذكريات ذلك المُجرم تدور بعقلها هو من اوصل الجميع لتلك الحاله ،لم تخشي احد هكذا من قبل ، حتي حادثه التحرش خاصتها ذابت ببحور النسيان بعد ان أصبح اخيها معها علي الدوام ، كانت تظن انه سوف يفعل مثل اخيها ، كانت علي اتم الاستعداد لتصبح زوجه مطيعه له ، لكنه طامع انهك جسدها وروحها بهمحيته وقسوته اللاذعه ... افاقت من شرودها الحزين علي خروج اخيها من الحمام يرتدي بورنص اسود يجفف خصلاته متجها ناحيتها حين وجدها مستيقظه جالسه اعلي الفراش
مال علي رأسها يقبلها بهدوء وحنو لترفع ذراعها السليم تحيط خصره بدعوه واضحه منها بمجاورتها ، ابتسم ثم جاورها بالفعل يحيطها داخل احضانه بذراعيه هامسا لها برزانته المعهوده
- صباح الخير يااميرتي !
ابتسمت نصف ابتسامه وردت بهدوء
-صباح النور ، كنت فين !
ابتسم هي لاول مره منذ ايام تبدا معه حديث ليجيبها بهدوء
- كنت في مشوار صغير وعديت علي العياده عشان الدكتور بتاعك مسافر لمؤتمر ... وكان عاوزني عشان يقولس كورس العلاج هيمشي ازاي الفتره الجايه وهيجي بليل تاني يشوفك ..
هزت رأسها تردف بخوف وهي تشد ذراعها حول بقوه
- لاا مش عايزه حد يشوفني !!
عقد حاجبيه مندهشا من رفضها الغريب فهي بم تلتقي بالطبيب ابداا كان يأتي ويذهب وهي اسفل مفعول المخدر .. والمهدئات لما ترفضه ..
ابتلع رمقه وهو يقول بهدوء رابتا علي خصلاتها ..
- ليه ياسوفي ده هيجي مخصوص يطمن علي صحتك بس وانتي فايقه كده ....
هزت رأسها تقول بحزن وصوت علي مشارف البكاء
- ارجووك ياتيم متخليش حد يشوفني !!
لقد فقدت شقيقته ثقتها بنفسها بالفعل !!!!! اصبحت تعتمد علي شخصيته هو !!!! لم تكذب العمه كانت محقه ،أسيف علي مشارف طريق بلاعوده ...
بلل شفتيه وهو يحاول التفكير كيف يقنعها الآن بالطبيب النفسي !!!
خرج صوته متوترا قليلا وهو يقول بقلق من رده فعلها
- أسيف ! انتي عارفه انا بحبك قد ايه ولا لا !!
اومأت علي الفور بالموافقه ورفعت رأسها الصغير تنظر داخل ردماديتيه تقول بتوجس
- اوعي تكون هتنزل تاني !!
عقد حاجبيه اول الامر ثم سرعان مافهم انها تخشي ان يكون يعطي مقدمه عن نزوله !!!
ابتسم لتلك الطفله التي ما كان عليها الخروج ابدا من احضانه الحانيه .. لكنه مُخطئ بتلك أيضا لقد اوشكت شقيقته علي الدخول الي مرض نفسي بسببه ...
هز رأسه نافضا تلك الافكار ثم قال بهدوء ورزانه ..
- ايه رأيك لو واحد صاحبي جيه يقعد معايا يتكلم معانا شويه !
عقدت حاجبيها وهزت رأسها بحزن وهي تقول
- انا عارفه انك عاوز تنزل .. بس انا خايفه يااتيم منهم كلهممم !!
اغمض عينيه بحزن وقد صرفت ذهنه عن باقي حديثه من اجل علاجها بكلماتها الخائفه التي لاول مره تشاركه بها ،فمن الواضح ان هاجسها اكبر مما يتخيل ..
تنهد وهو يقبل خصلاتها ثم همس لها بعد ان طال صمته
- لا ياأسيف مش عاوز انزل الا لو انتي هتيجي معايا !!
كالعاده هزات رأسها الرافضه كانت خير اجابه ...
مد يده للهاتف يطلب طعامها لتتناول الدواء الخاص بها فعلي الاقل لتتعافي جسمانيا اولااااا ......
🔥🔥🔥🔥🔥
جلست ندي بجناحها تضم ساقيها لجسدها وهي تفتح جهازها اللوحي امام اعينها الباكيه المرهقه ... تراقب بصمت تام تلك اللقطات الخاصه بعرسها ...
راقبت جسدها الذي كان داخل احضانه الحانيه القويه والتي تحولت الي ابنه عمها الطامعه ، اسيف الملعونه ، منذ الصغر وهي تمتاز بالمحبه الصافيه عنها ، لا تنكر ان ضحكاتها البشوش وتلقائيتها البريئه كان لها مفعول السحر علي القلوب ، وانها كانت طفله سيئه مشاغبه .. لكنها كانت تريد عائله مثل أسيف .. تريد أب حاني بدلا عن ابيها لم يكن ينظر لوجهها ... معتبرا اياها نسخه مصغره من امها ... واخذ شقيقها الي فيلتهم الخاصه وتركها هنااا وحيده وانضم اليها فهد بعد وفاه الاب وكان عمره ثمانيه عشره عامااا !!!
كان عمها والد تيم واسيف هو الاب الراقي الحنون لها .. لكنها كانت تريد اباها هي .. وليس اب أسيف المدلله .. ولكن لين قلب اسيف جذبها شيئا فشيئ واصبحت لاتمقتهاا اطلاقا .. لكن لامانع من محبه ذلك الشاب الجميل الشقيق الوحيد لتلك الفاتنه .. والذي كان يغرقها محبه ودلال اما اعينها العاشقه لاقل تصرف منه .....
دفعت الجهاز اللوحي بغضب صارخه بعنف من فرط الارهاق النفسي الذي تتعرض له يوميااا منذ اهانه تيم الاخيره لها .. هي تحبه ولن تتركه لن تتخلي عنه لن تترك القصر ابداااا ..
وثفت وشرارات الغضب اللاهبه تتراقص باعينها القاتمه واندفعت خارج الجناح وهي تقرر القاء آخر كارت لديها وعليها وعلي اعدائها !!!!!!!
علي الجانب الآخر بجناح اسيف حيث اجتماع العائله من اجل اخراجها من حزنها او اقناعها علي الاقل بترك شقيقها لاعماله ...
رفع الجد يده وراح يربت علي خصلات حفيدته الشارده برفق ولين ثم قبل رأسها يقول بهدوء ...
- ايه رأيك ننزل نفطر في الجنينه سوا ياقلب جدك ؟!
لاول مره لم تستقبل الحفيده الاقتراح بحفاوه وترحيب بل ظلت علي حالها تحيط خصر اخيها الذي جلس بجانبها يربت علي ظهرها بهدوء ...
هز الجد رأسه بالم ينظر تجاه نائل الذي يتابع بصمت محاولات الجد اليائسه .. وقف نائل ثم جلس امام عينيها يطرقع اصابعه بالهواء امام عينيها حتي يلفت انتباهها لكنها كما هي ...
ساكنه، صامته، مندسه باحضانه الاخويه يقول بصوت عميق هادئ وهو ينظر الي ابن عمه بحيره قليله
-وبعدين ياتيم ... احنا بقالنا ٣ اسابيع علي الحاله دي معاها !! انت حتي شغلك مبقتش تنزله ،الوضع ده بقي صعب !!
رمقته ابنه العم بنظره حزينه ثم خرجت من احضان اخيها تتكور فوق الفراش مجهشه ببكاء صامت حزين ... هي مرعوبه خائفه .. لم تعد تأمن اي احد منهم سواه ... لكنها تُدمر حياه اخيها ولم تعد تفرق عن ندي شيئ ... وعلي سيره الخائنه بعقلها .. وجدا باب الجناح يندفع بقوه وتتقدم منهم ندي صارخه بهم بغضب وهي مشعثه الهيئه
- أسيف ... أسيف ... مفيش غيرها في الدنيا كلهاااا ... انا بموت لوحدي كل يوم محدش في فيكم بص علياااا حتي !! انا بكرهكمممم !! فهد كان ليه حق كلكم مُجرمين وقتلتوا بابااااا !!!
توقف الانفاس مع تلك الكلمات حيث رفعت الجده والعمه والجد اعينهم ناحيتها باندهاش ليقول نائل ثائرا بها لتبتعد عن تلك التي عادت لاحضان اخيها كطفله تخشي ارتفاع الاصوات
- انتي اتجننتي أبوكي ايه اللي قتلوه ... انتي عاوزه تتعالجي !!!
بادلته الصراخ باقوي منه وهي تقول بعنف
- لااا متجننتش مذكرااات بابا اللي كنتوا سارقينهاا كلهاااا مع فهد وقراااهم كلهممم !!!!
اتسعت الاعين ووقف الجد يواجه الحفيده الغاضبه باعين ملتهبه وصوت غاضب قاسي يحاول ردعها
-مذكراات ابوكي ايه اللي سرقناها ياقليله الريايه انتي ؟!!
وقفت العمه تحيل بينهم مسرعه وقد كادت الفتاه لتتطاول اكثر .. لكن تلك الكلمات الصارمه القاسيه التي خرجت من فمه هو تحديدااا اردعتهااا علي الفور
-اطلعي حالا براااا ومش عاوز سيرتك انتي او ابوكي او الكلب الهربان تيجي قصادي تااااني ....
ملحمه جديده علي وشك الابتداء وثأر السنوات يخرج الي النور حين دلف الفهد يتبختر بخطواته واعينه تحدد وجهتها يقول بوجهه
- فهد البراري مابيهربش ياابن امككك !!!!
ليهب الثور الهائج وتندس اكثر داخل احضانه تلك الغزاله الناعمه والتي اصبحت محط الانظار باللحظات التاااليه.....
كاد تيم ان يندفع نحوه لكن يدين شقيقته التي أحاطت خصره تبكي بخوف اوقفته لحظه يحاول ابعادها لينتقم لهاا لكنه اعتدلت تندفع داخل احضانه واقفه بصعوبه علي قدمها التي لازالت مصابه .. تصيح بتوسل
- متسبنيش عشان خااطري ... !!!
انتفض جسدها داخل احضانه التي تغلي الآن وهو يري ذلك البارد يثبت نظراته علي شقيقته المختبئه بذعر شديد باحضانه صاح الجد بغضب
- انتوا اتجننتوا خلاص محتاجين تتعالجوا زي ابوكم ، انت تتهجم علي مراتك واختك عديمه الربايه تتهمني بقتل ابني !!!!
اتجهت الاعين المصدومه الي الجد ودلف العم الي ساخه القتال واصبح المشهد كالآتي ياساااده ...
نائل واقف حائل بين فهد وتيم ..
تيم الذي يحاول بكل الطرق نزع شقيقته من احضانه صارخااا
- سيبني ياااأسيف اجيب حقكككككك !!!!
ولكنها التقصت به تنتفض برعب واشتعلت نيران غضبه اكثر من نظرات ذلك الوقح لها ..... اصبح بين نارين نار حنوه علي شقيقته التي علي وشك الموت من فرط الرعب .. ونار ثأره من ذلك المدنس لاجلهاا ايضا .. توقف عقله عن العمل وصرخ به
- طلقهاا دلووقتتت حااالا خليك رااجل لمره واحده !!!
لم يجيبه بل اتجهت انظاره الغاضبه الي الجد يصيح به
- ابو مين اللي كان بيتعااالج !!!! انت خرفت علي كبر !!
جأر العم بصوته منفعلا علي ابيه يصرخ بابن الاخ الوقح
- اخررررس قطع لساانك !! ابوك كاااان مجنون مريض نفسي وكنا بنعالجه من قبل ما يتجوز امكككككك !!
اتشعت الاعين وصمت الجميع وصرخت الجده بالابن
- اسكتتت يااامرااااد انت اتجننت ؟!!!
اسرعت سمر الي اسيف التي بدأت حالتها تسوء تربت علي خصلاتها وهي تحاول اخرجها من احضان اخيها ومن تلك المعركه .. معركه الماضي وسجلات تفتح نيران ولهب علي الجميع !!!!!
ليصيح العم فجأه
- كفاايه ياامي العيال هتقتل بعض وانا بنتفرج الماضي دااخل تاني القصر ولاااازم يتصفي حالا ، مش هستني حد منهم يقتل التااني !!!
ثم توجه بكلماته الصارمه لفهد يردف بقوه ...
- مذاكرات ابوك دي خدعه مش اكتر !!!!!!
اصبح الاجواء مشحونه بالمشاعر ... والجميع متأهب لاقل تصرف من الآخر ...
والخُدعه علي وشك الانكشااااف .......
التفاااعل ثم التفاااعل ثم التفاااعل الجروب هيتفقل كده 😭
الفصل التاسع " الفاعل "
الآن بتلك اللحظات .. يشهد جناح تلك البريئه علي مشاعر آل البراري المختلطه ، جلس تيم اعلي الفراش وهو يدس جسد شقيقته الصغير داخل احضانه يُلقي ذاك الفهد بنظرات ناريه مشتعله ، ورغم البرود الذي كان يسيطر علي ملامح "فهد" إلا انه رمقه ببعض النظرات الغاضبه وعقله لم يتوقف لحظه عن العمل وهو يصول ويجول ذهابا وايابا لتشتد أصابعها الصغيره علي قميص اخيها بخوف ، لقد اصبحت تهاب خطواته البعيده عنها بامتار ... تخشي ان يهجم عليها لينتزعها من احضان اخيها ... تخشي حركته الغاضبه .. تخشاه وتنتفض الآن وهي تدفن رأسها بجسد اخبها محاوله ان تصم اذنيها عن انفاسه الغاضبه ...
حصلت تلك البريئه علي نظرات قاتله مشتعله ولكن لم تكن من فهد بل من تلك التي جلست علي طرف الاريكه تجز علي اسنانه حين وجدت "تيم" يقبل خصلاتها ويده تريت علي ظهرها بهدوء هامسا لها بكلمات باذنها ... لم يكن عليها ان تكون خارقه الذكاء لتفهم انه يطمئنها الآن .. يكفي احتوائه لها باحضانه الدافئه الحانيه ،يكفي ان يكون "تيم" هو الدرع الحامي لها ... اغمضت عينيها تحبس دموعها التي تهدد بالهطول الآن وان ترتمي باحضانه تطلب الغفران والعفو ،لكن كيف وهو مُنذ خروج الجد والعم من الغرفه لاحضار ادله واضحه يحتفظ بها الجد قبل ان يبدأ بسرد الماضي المؤلم ،ان نظر ناحيتها .. يرمقها بنظرات مشتعله غاضبه .. والاكثر ايلاما حين يلقيها بنظرات احتقار !!!
صرخ فهد فجأه بنائل الواقف عاقدا ذراعيه يسلط نظراته علي "أسيف " وهي الوحيده التي تثير شفقته بتلك الاجواء المشتعله ، كم هي بريئه منذ نعومه اظافرها رقيقه البراري بشهاده الجميع ،لم يراها احد من العائله او الأصدقاء الل وقع بعشق هدوءها ولُطفها ...
- انت يابني ااادم !! بدل سرحانك ده روح شووف ابوك وجدكككك هما بيلعبوا بيااا ولا بيرتبوهااا سواا ؟!!
قلب نائل عينيه وهو يزيحها عن "أسيف" ناظرا نحو ابن عمه يتأفف وهو يقول بصوت قوي اجش
- بقولك ايه روح وراهم راقبهم ومتصدعنيش ..انا مليش في الليله دي كلها اصلا ..
لم يكد يُنهي كلماته وقالت "سمر" محاوله تهدئه الأجواء ..
-اهوو بابا ومراد ...
اضطربت انفاس الجده المُسنه وهي تبتلع رمقها بتوتر بالغ.. دلف الجد وهو يمسك بحقيبه صغيره من الواضح انها تخص ابيه .. لقد نُقشت حروف اسمه عليها كعاده العائله ..
جلس وهو يأمر فهد بنبره هادئه رزينه
- اقعد يابني ...
انصاع له الحفيد ورغبته بمعرفه الماضي وخدعه والده تطغي علي جميع مشاعره الآن
جلس بجانب شقيقته الغاضبه اعلي تلك الاريكه وهو يراقب حركات انامل الجد فور جهاز التحكم بشاشه العرض بتوتر خفي ...
نظر الجد اليه وبدأ يسرد الاحداث برويه وصوته الرخيم يعيد ذكريات لعينه الي عقل ذلك الصامت !!!
- ابوك كان طبيعي جداا لحد سن 16 سنه ، اتعرف علي بنت من مدرسته .. وكانوا زمايل وصحاب وطبعا علاقتهم اتطورت مع الوقت ولانه سن مراهقه مفيش تحكيم للعقل فيه كانوا لسه طايشين ،البنت بدأت تتعامل مع كل اللي في البيت ..عمك سليم كان في تانيه جامعه وقتها ، وكان شاب عاقل وحكيم وكنت بدأت انزله معايا الشغل واعرفه حاجات كتير عشان يساعدني اول ما يتخرج ،البنت مع الوقت ابتدت تنجذب لسليم وشخصيته وتركيزها المراهق كله بقي معاه ،وللاسف ابوك كان بدأ يفهم من معاملتها ليه لما اتغيرت للاسوأ اكيد ، وفي نفس الوقت البنت حاولت تعرض حبها علي سليم ، وسليم رفض لانه كان بدأ يحب "رنا " ام "أسيف وتيم " ، طبعا البنت مع طيشها وجنانه تصرفاتها ابتدت تسوء ومحاوله مع التانيه وعمك بيتجنبها واخر ما زهق طلب مني اخطب "رنا " عشان البنت تبعد عنه وفعلا بعدت ،بس للاسف ابتدت تلعب علي عقل ابوك ، وكانوا ساعتها داخلين الجامعات ، وطبعا اقنعت ابوك ان عمك هو اللي حاول معاها كتير وهي رفضت عشان بتحبه من ايام المدرسه وطبعا ابوك كان ييحبها جدا وغفرلها انها سابته وعلاقتهم اتطورت وجيه طلب مني انه يخطبها وكان في ٢ جامعه ،و طبعا انا عارف سلوكها ورفضت وحاولت اقنعه انها مش مناسبه بس للاسف ..اصر عليها واتجوزها من ورايا ..
تنهد الجد وهو يراقب تعبيرات الحفيد الصامته ثم درات عينيه بالغرفه تتفقد وجوههم ،مشاعرهم الطاغيه عليها احدهم متألم صامت ،والاخر يعاني الويلات بتلك الجروح التي لم تطيب بعد ،وآخر يعاني ليبقي صامدا الي نهايه تلك القصه ذات النهايه البشعه !!!
تابع الاحفاد بصمت تام وفضول تلك الكلمات ليكمل الجد بعد ان انتقل ليجاور أسيف بجلستها رابتا علي خصلاتها برفق ...
-وللاسف مع الوقت بدأت تقنع ابوك اني بميز اخوه عنه وانه خطب في نفس سنه ،ابوك مع الوقت اتأثر بكلامها وحبها بجنون واتعلق بيها لدرجه اني طردته ومنعته يدخل القصر وقعدوا في شقه بتاعه امها وهي كرهها بيزيد كل يوم لعمك و"رنا" .. لحد ما عملت حادثه وماتت !!
اغمض عينيه بألم يداري نظراته الموجوعه ثم احلي حنجرته واكمل بصوت رخيم ..
- وابوك فضل فتره حابس نفسه في الشقه لحد ماروحنا انا واعمامك وجدتك ورجعناه القصر بعد معاناه ومحايلات كتير طبعا ، بس مع الوقت لقينا تصرفاته غريبه واسلوبه اغرب حاولنا نستحمله وجدتك قالت انه لازم يتحوز تاني يمكن يخرج من حالته وينسي البنت دي وفعلا عرضنا عليه ومرفضش بالعكس ده قالي انه محتاج يكون بيت واسره بس شرطه الوحيد انه ميقعدش هنا في القصر وانه عاوز يستقل ،وطبعا انا مرفضتش وفعلا اتجوز وامك جاتلي بعد اسبوعين جواز منهاره وبتقولي انه مريض نفسي وانها مش جايه عشان تتخلي عنه بالعكس هي عاوزه تساعده يتعالج ...
صمت الجد حين وجد حفيده يغمض عينيه جازا بقوه علي اسنانه لدرجه ارتعش فمه المغلق الدقيق ... انها اوجاع الماضي .. لكل منهم ذكري اليمه يعايشها الآن بقهر وصمت ... ليكمل الجد وهو يرفع صوته بنبره قويه
- امك قدرت تقنعه انه يتعالج فعلا وانها بتحبه من سنين وهتصبر عليه .. وبدأ العلاج بس انقطع عنه لما لقي عمك اسس اول شركه من أملاكه واتجوز "رنا" ..بدأ الحقد يسيطر علي كل تفكيره وعاده اكتسبها من البنت اللي حبها ،الكذب ... عرف يكذب علينا ويوهمنا انه عايش حياه مستقره معاك ومع امك وان العلاج جاب نتيجه كمان !!
ضربت الكلمات خنجر مسموم بقلب تلك البريئه التي تستمع منذ فتره بصمت تام ، الآن علمت كيف تعلم ذلك الرجل فن الخداع والمواراه ،لم سوي الأب المخادع هو من فعل ذلك ... سالت دموعها بصمت وهي تحاول ان تركز علي باقي الاحاديث وتشدد من قبضتها فوق قميص اخيها ..
اكمل الجد بحزن وقد بدأت نبرته تتحشرج متذكرا حال ابناؤه
- كان بيتعامل عادي مع اخواته ومعانا وكنا بنتجمع في سهرات وحفلات كتير ،بس مع الوقت ومع ضغطه علي عقله حالته النفسيه اتدهورت وبقي تصرفاته شبه جنونيه بتحصله تهيؤات وطبعا كان الزمام فلت من ايدي ومبقتش قادر ارجعه للعلاج اللي اتفاجئت انه وقفه .. ابتدي يضرب امك و ..
- كفاااايه !!!
صرخ بها ذلك المكلوم وصدره يعلو ويهبط بقوه من فرط الذكرياات التي كان يعايشها منذ طفولته هو ليس بحاجه الي وصف الجد المُسن ،لقد رأي مذله امه بعينيه .. لقد كان شاهدا علي قهرها واهانتها ،لقد بللت دموعها احضانه الطفوليه ويديه الحانيه التي كانت تربت علي خصلاتها الحريريه وتهبط لتمسح تلك الدمعات الدافئه من فوق وجنتيها الجميله ... كم هو مؤلم ذلك الشعور الآن .. كم هو مؤلمه صوره والدته التي تتراقص امام عينيه بلا شفقه او رحمه بقلبه المفطور ... صرخ وهو يقف بغضب
- ولما انتوا كنتوا عااارفين انه بيعمل كده سبتوهاا معا ليييييه !!
وقف الجد يصيح بغضب
- مكنااااش نعرف !! ابوك كان مسيطر علي امك جداااا زي مانت عملت في أسيففف !!!
طعنت الكلمات قلبها وشعرت بالاهانه تلقتها بصمت لكن ذلك الذي بدأ صدره يعلو ويهبط اسفل خدها صرخ نيابه عنها ينبه الجد بغضب
- جديييي !!!
بدأت الأجواء تتوتر ورفع الجد يده المرتعشه اعلي خصلاتها يهمس باعتذار حرج ... ولم تجيب ولم تري تلك الاعين التي تسلطت عليها يراقب شهقاتها المكتومه التي طالما كان يجبرها علي كتمانها حتي لا تثير غضبه وكانت تطيع !! الآن فقط لايري صوره امه بل .. اقسم انه ان نظر في المرآه للتو سوف يري ابيه بانعكاس صورته ... الآن فقط رأي مدي جُرمه ... لقد اختلطت المشاعر عليه .. لقد اختلط كل شيئ ليصرخ بهم
- كدببب كل ده كدبببب ! معندكش اي دليل بتعمل كده عشان توقفني !!
نظر الجد الي العم ليمسك "مراد " الذي كان يتابع بصمت واعين دامعه جهاز التحكم ويضغط علي الزر لتبدأ الشاشه بعرض تسجيلات الكاميرات بغرفه الطبيب الذي كان يعالج ابيه ... بدأ صوت ابيه يتضح الآن وهو يعترف بانه يعاني بصراعات كل يوم واصبح يمقت اخيه السارق لمحبه والديه والذي ينعم بحياه هادئه الآن ....
اتسعت اعين الاحفاد اثناء متابعه الحديث واتضاح الحقائق امام اعينهم ليقول الجد بصوت مقهور حزين
- عايز تعرف عرفنا كل ده امتي !! لما ابوك مات واخدناك وللاسف كان زرع في عقلك افكار جنونيه ناحيه عمك ، فتحنا الخزنه ولقينا المذكرات وطبعا اتفاجئنا من الكلام الموجوده لان معظمه عن مواقف مننا محصلتش وعمك عرضها علي دكتور نفسي فهمنا ان ابوك كان بيعاني من تهيؤات وانفصام في الشخصيه نتيجه اكتئاب حاد دخل فيه ، و انت اخدتها من ورانا من فتره ، بس دي غلطتي انا مش انت كان لازم أحرقها في وقتها ...
هب الجميع واقفا حين اندفعت المزهريه تحطم شاشه العرض وبالطبع لم يكن الفاعل سوي " فهد" الذي صرخ وهو يطيح المنضده حين ضربها بقدمه
- انتوا بتقولوا ايييييه ؟!!! ازاي تخبي علياااا كل داااااا !!!
لم يرف جفن الجد واتجه مراد يقف بجسده أمام والده حتي يعيق وصول الحفيد الهمجي ان خانه تفكيره وفكر بأذيه الجد ...
تعالت الشهقات المصدومه والخائفه ووقفت ندي الباكيه المصدومه من تلك الاعترافات تتجه لاخيها تحاول تهدئته وصوت نحيبها يملأ الغرفه ...
- فهد ااا ...
اتجهت انظاره الحارقه نحوها وامسكها بقوه من ذراعيها يصرخ بها ودموعه تهبط وتهدجت انفاسه ليصبح صوته كالزئير الغاضب
- انتي عاااارفه احنا عملنا اييييه ؟!!! انتي عااااارفه الكلام ده معناااه ايه !!!! انا انتقمت من آآآ
انقطعت الكلمات حين هجم عليه ذلك النبيل الهادئ طوال الاحاديث الا حين فهم الآن ماذا حدث !! لقد كان ذلك المدنس يأخذ انتقامه من شقيقته التي تنتفض الآن باكيه تضع يديها اعلي اذنيها باحضان الجده المنتحبه والعمه التي تصرخ بهم بحزن ..
جأر تيم وهو يدفعه بغضب ليسقط جسده القوي اغلي المنضده الواسعه الزجاجيه تحطمت وتناثرت الي فتات صغير كتلك القلوب الموجوعه ،ثم اندفع فوقه يكيل له اللكمات والسُباب اللاذع
- ااااه ياااابن الكلبببببب ! بقي كنت بتاخد حقككك منهاااااااا مانت مش راااجل انتتت ××××× لو كنت راجل كنت خده مني وواجهني انا يااااا ××××× ، ذنبهاااا ايه !!!!
اندفعت يديه بهمجيه وهو يكمل صارخا يتخيل هيئه شقيقته خلال تلك الايام التي قضتها مع ذلك الفهد عديم الشرف ... تركهم نائل بعد عده محاولات بفصلهم لكن هيهااات ... انه ثأر .. ثأر رجوله لا يعرفه سوي امثال ذلك النبيل الرافض ان تمس شقيقته تلك الايدي الملوثه ..
وقف نائل امام أسيف وهو يحاول ابعاد يديها عن اذنيها وتهدئتها فمن الواضح أن حالتها لن تمر تلك المره علي مايرام ... تلك ثالث الصدمات !!! لقد كان انتقامه سراااب !!! لقد ظلمت ابيها الحنون بافكارها ولومها علي ما هي فيه ... لقد ولقد ... ولقد انطلقات سهام الماضي تحرق الاخضر واليابس !!!!!!!!!
هرعت ندي الي ابنه عمها حين وجدت العم يستدعي من يعاونه بفصل ذلك الوحش عن فريسته التي تستقبل لكماته بصمت احيانا ودفاع احيانا اخري ، مالت بجسدها وكادت تلمسها بيدها لتصرخ اسيف وتزحف فوق الفراش برعب واضح للعيان هبطت من ناحيه الفراش الاخري وكادت تندفع الي الشرفه بلحظات جنونيه ليصرخ نائل وندي برعب واسرع خلفها يجذب جسدها بقوه الي الخلف واصبح صيحاتها وبكائها هستيري تحاول نفض يديه عنها ، وصل رجال الامن وقد نالوا نصيب معقول من لكمات ذلك الشرس في البدايه ثم سرعان كف عن ضرباته حين تصاعدت الصرخات واتسعت عينيه وهو ينتفض متجها اليها بخطوات مسرعه وقلبه يخفق برعب من تلك الحاله التي يراها عليها لاول مره بحياته !!!
هل تلك أسيف ؟! المستسلمه الهادئه !؟! حاول جذبها من احضان نائل لكنها ظلت علي صرخاتها ويديها فوق اذنيها تصمها عن توسلات الجميع لهاا
بدأ فهد يعدل جسده علي الارضيه الصلبه ناظرا اليها باعين ناعسه وانفاس مضطربه .. هو المتسبب الرئيسي بحالتها !!! هو الفاااعل !!!
هستني التفاااعل لو عجبني هنزل بالهديه 😌😂😂😂😂🙈♥️♥️♥️♥️♥️♥️
الفصل العاشر " تداوي "
وقف "تيم" بهدوء ومال بجسده يجلب الغطاء الرقيق يدثر به شقيقته النائمه بسلام بعد ان ناولها دوائها بعناء يومي اعتاده منها وتقبله بصدر رحب ولين اخوي ...
ازاح خصلاتها الحريريه جانباً واضعا قبله صغيره اعلي جبهتها الصغيره ثم راح يتأمل جمالها البرئ بنظرات حزينه علي ماآلت اليه احوالها ، فهي فور ان ساءت حالتها امام عينيه وكادت تقتل نفسها وبعد انا قاومت الجميع بثرخات مرتفعه صمت آذانهم وابكتهم جميعاا حتي الجد سالت دموعه لحالتها ، سقطت مغشيه عليها داخل احضانه ، ليعاني الويلات بافاقتها والتي لم تهبه اياها الا حين حضر الطبيب واحقنها احدي الابر ثم اعطاه بعض التعليمات وهو يحذره انه انهيار عصبي حاد وعليه التوجه بها الي طبيب فور افاقتها ، حينها اتخذ قرار بعدم البقاء والا فقد شقيقته للابد ... لملم ما يمكن من ملابسهم بمعاونه احدي الخادمات ثم حملها برفق وهي بعالم اخر هابطا بها بين ذراعيه ويتبعه الخدم بنظرات حزينه علي سيدتهم الصغيره الحانيه الرقيقه ،التي لم ولن تستحق ماحدث لها ابدااا ...
لم يخضع لتوسلهم الباكي بالبقاء بل اتجه بها الي سياره يريح جسدها الصغير برفق ثم اغلق عليها بهدوء عائدا اليهم يقول بصوت قوي رجولي
- انا مش عارف اوصف كميه القرف اللي شوفتها النهارده بايه ، محدش فيكم معصوم من الغلط حتي انااا .. انا اللي سلمتها ليه .. انا اللي معلمتهاش لما واحد ××× يقرب منها تدافع عن نفسها ومتخافش كدااا ، وانا اللي وثقت في كلام جدي .. وانا اللي خدت علي قفايا واستغفلتي مراتي عشان تاخد حق ابوها هي واخوها من اضعف مخلوق بينا...
صرخت ندي المنهاره باحضان اخيها ترتجف الي تلك الحقائق التي صدمتهاا هي الأخري
- مكنتش اعرف ياااتيممم وحياه ربنااا ....
صاح بها خارجا عن طور تعقله المزيف يجأر بصوته
- اخرسي خااالص .. لولا اني راجل ومش ممكن امد ايدي علي واحده كنت دفنتك ... حتي لو متعرفيش .. كنتي عااارفه انه ضربهاا ... استنجدت بيكي وانتي دوستي عليهاااا .. انا كنت راجل وقد وعدي ليكي ومجبتش سيرتها قدامك عشان بس متزعليش، وانتي كانت مكافئتك عظيمه لياا ،ملعون ابو اليوم اللي حبيتك فيه ، ملعون ابو دي جوازه بهدلت حته مني ولحمي ودمي يتعمل فيه كده وانا عايش علي وش الدنيا ،قولي لل×××× اللي مرميه في حضنه ورقه طلاق اختي لو مصلتش في خلال يومين يجهز نفسه عشان المره دي مش هسيبه غير وروحه في ايديا ...
رمقهم بنظرات استحقاريه مخزيه ثم اسرع بخطواته تاركا لهم قصر اللعنات هو وتلك الغاليه راحلين عنهم بلا نيه للعوده ...
افاق من شروده يلقي نظره اخيره علي وجهها الشاحب وتلك الدوائر السوداء التي أحاطت عينيها ثم تنهد يخرج من الغرفه بخطوات خفيفه مغلقا الباب بهدوء حتي لا يفيقها من غفوتهااا ...
وقف يتأمل تلك الشقه التي لم يتخيل انه سوف يطأ اليها هو وشقيقته ابداا لكن عليه مناوراه الجميع واخفاء شقيقته عن الاعين الي ان تتم فتره عللجها بعيدا عن اعتذارات واهيه من اشخاص قد نُزعت الرحمه من قلوبهم !! بالطبع .. لن يتخيل فهد انهم هناا بشقه والداااه !! التي لايجرؤ علي دخولها من فرط الذكريات السيئه التي تخبئها تلك الجدران له !!!
مر اسبوع وهو يقطن بتلك الشقه من الحي الراقي هو وشقيقته متخذا جميع اجراءات امنها وسلامتها وعلاجهااا ايضاا !!!
جلس اعلي الاريكه الحديثه لينظر الي الهاتف الذي صدح صوته بالارجاء يعلن عن مكالمه هاتفيه من صاحب فكره تواجدهم هناا !!
-ايوه يانائل حصل حاجه !!
هكذا خرجت الحروف القلقه من فم" تيم"ذو النبره الحزينه والبحه المجهده ليستمع الي ضحكات ابن عمه والتي تبعها صوته المتعقل المرح بنفس التوقيت
- ايه الرد ده ياابني هيحصل ايه يعني متقلقش أنا واخد احتياطاتي وبكلمك وانا في النادي عشان جواسيس القصر !!
ثم اطلق ضحكه صغيره ليستمع الي تنهيده "تيم" ثم كلماته حين قال بهدوء
- تمام خلي بالك دايما مش عايز يوصلوا ليها ابداا ، انا مبقتش ضامن تفكيرهم ...
ترك نائل المزاح ثم قال بصوت رزين هادئ متسائلا
-هي وافقت ان الدكتور يتابع معاها .. ؟!
اتاه الرد بصوت مليئ بالحزن يقول
- ايوه بس بتاخد الادويه بالعافيه ولسه ما بتتكلمش مستسلمه و سرحانه اغلب الوقت .. بعد ما خرجت من المستشفي كانت علي الاقل بتكلمني بتعبر انها خايفه اي حاجه .. لكن دلوقت ساكته .. ساكته بس ...
تنهد ليأتيه صوت ابن العم الرجولي المساند له هامسا
- متزعلش .. هترجع تتكلم وتبقي احسن من الاول كمان وبكره تقول نائل بشرني .. خلي بالك ياابن عمي اختك اقوي واحده فينا كلنا اللي شافته مش هين ولا سهل كده وبعدين الموضوع الاخير واللي عرفته طبيعي يخليها تفقد النطق .. مش الدكتور طمنك قدامي وقالك ان موضوع وقت وانها محتاجه جلسات كتير .. اصبر شويه ياتيم عليها وهي واحده واحده هتستجيب ليك انت اقرب حد ليها ....
تنهد "تيم" وهو يقول مؤكدا علي حديثه
- انا خايف عليها يانائل لكن لو علي الصبر استناها عمري كله انت عارف "أسيف" عندي ايه ، انا بس نفسي اطمن عليها او ترجع تشاركني اي كلام ، انا بتعذب وانا شايف نظراتها و سكوتها كده ومش عارف هي حاسه بايه ...
اتاه صوت ابن العم وقد عادت مزحاته عله يخفف عنه قائلا
- الله فيه ايه يلاا ما تجمد كده والبت "أسيف " هتبقي زي الفل وهتتخانق فيك كمان مش تتكلم بس ، عيني عليكِ ياأسيف بقي الراجل النكدي ده اللي بيحسن نفسيتك !!
ابتسم "تيم" اخيرا وقد بدأ يستعب ان ابن تمه يحاول تشتيت تفكيره ليجيبه ممازحا
- ملكش دعوه احنا عيله نكد وبنتحسن لما ننكد علي بعض !!
اتاه صوت نائل المستنكر يردف بسخريه
- اه انا عرفت الغلبانه دي طولت ليه .. تعرف لو كانت معايا كان هما يومين واخليهالك بتتنطط من الفرحه مش اسبوع ...
ثم اردف بجديه
-وبعدين خد هنا الحبسه دي مش هتنفع ليها بجد لازم تنزلها زي ماقالك الدكتور !!!
تأفف "تيم" يردف بغلظه طفيفه
- تنزل فين بس يانائل دي امبارح فضلت واقفه ورايا ساعه اول ماخرجتها الصاله والبواب خبط يدينا طلبات .. انا حقيقي مش عارف اساعدها اول مره افشل مع أسيف كده !!
اتاه صوت نائل فجأة صارخا بحماس
- واد ياتيم !! تصدق حل البت أسيف ده عندي ...
اعتدل "تيم" يحذره بجديه
- نائل بلاش هزار سخيف في الموضوع ده !!
ليأتي صوته مؤكدا حديثه يقول بجديه تامه
- يااابني مش بهزر .. فاكر "يزيد الشافعي " !!!!
عقد "تيم" حاجبيه يحاول تذكر ذاك الاسم لحظات ثم اردف بتساؤل
-ابن عيله الشافعي اللي كانوا صحاب العيله !!
اتاه الصوت الحماسي الرجولي يقول
- الله ينور عليك ...
ليسأل "تيم" ولازال يعقد حاجبيه
- وده ايه علاقته بعلاج اسيف .. مش ده هاجر مع عيلته من زمان ؟! انا مش قولتلك بلاش هزار ..
اتاه صوت نائل نافذ الصبر وهو يصيح به
- يابني قولتلك مش بتنيل اهزر ... الواد يزيد رجع من فتره كده وقابلني هنا في النادي وكان عاوز يجي يسام علينا بس انت عارف اللي كنا فيه وانه مكنش ينفع يجي ، المهم الواد ده قالي انه اخصائي نفسي يعني يعمل هو الجلسات النفسيه لاسيف والدكتور يتابع ادويتها واعتقد الدكتور كان صاحب عمي وهيرحب بده....
صمت تيم لحظات حتي امسك نائل الهاتف يتفقده يظنه اغلق .. لكنه اعاده لأذنه يسمع صوته القلق يقول
-طيب وتفتكر اسيف هتقبل ده ؟! دي لحد دلوقت يتفضل قاعده ماسكه فيا لما الدكتور بيجي وهو قد ابوها !!
اعترض "نائل" وقال بجديه
- تيم عمايلك دي مش هتخليها تتعالج .. جمد قلبك شويه يااخي ،اديك شايف اخره اعتمادها عليك دمر شخصيتها ..
وقف " تيم" واتجه الي الشرفه ذات الباب الزجاجي الذي يفصله عن ضوضاء السيارات بالاسفل ليفتحها ويقف يها حازما امره بكلمات جاده
- خلاص حاول تظبط معاه بس الدكتور يتعرف عليه الاول عشان اشوف هيقدروا ينسقوا مع بعض ولا ايه بس خلي بالك يانائل بلاش اي مكالماات في القصر لياااا وامسح المكالمه ساامع !!
تنهد "نائل" ثم قال ببعض التوتر
- بقولك ايه ياتيم .. "ندي" ....
قاطعه "تيم" بصرامه يردف بقوه
- مش عايز اسمهااا يجي علي لسانك وانت معايا متخلنيش اندم اني سمعت كلامك ونفذت فكرتك !!!!!
تنهد "نائل" يردف بحزن
- طيب خلاص خلاص !! هكلم يزيد دلوقت وارد عليك .. سلاام .....
اغلق تيم الهاتف ثم استند بمرفقيه الي السور يتابع حركه السيارات بشرود يحاول استنشاق بعد الهواء النقي لصدره الموجوع .. وافكاره كلها تدور حول شقيقته .. مندهشا انه لم يعد لديه فضول ناحيه زوجته المخادعه !!! هل كرهها بالفعل !! انها الحب الوحيد بحياته .. كيف له ان يتناساها هكذا !! هل محبته لشقيقته طغت علي محبه اي شخص اخر ؟!! انه مكلوم ... مطعون بصميم قلبه .. يريد من يداويه هو ايضااا لقد اضحت جميع عائلته تعاني من الامراض النفسيه بمختلفها ... لقد وهبها قلبه واعطاها ثقته ومحبته اللامتناهيه .. لتطعنه هي بظهره ... تخدعه !
تأفف ينفاذ صبر ودفع يديه الي خصلاته الغزيرة يجذبها بقوه وقد دمعت عيناه من فرط تشتت افكار .. لكنه رجل هل يبكي وينهار !! وشقيقته من يؤازرها في محنتها تلك ان فعل ذلك !!!
نفض رأسه ثم عاد الي الداخل منتظرا مكالمه ابن العم المتعاون لاقصي الدرجات من اجلهم حيث يخبأ عن الجميع انهم لازالا بمدينه الاسكندريه رافضا الافصاح رغم محاولات العمه والعم والجد لاستدراجه لكنه ابلغ الجميع انه لم يرَ ايا منهم منذ الليله المشؤمه ....
🔥🔥🔥🔥
طرقات فوق باب غرفته تبعها دخول "سمر " لتسرع انامله الس خديه يزيح دموعه النادمه الخائنه التي اصبحت صديق له فور تيقنه من الحقائق لقد تواصل مع طبيب ابيه بنفسه وتأكد بالوثائق ان ابيه كان مختل نفسيا أودعه غل وحقائق مزيفه ليبني عليها غريزه انتقاميه لاذعه انتهت بمأساه مرهقه للقلوب والاجساد وراح ضحيه بطشه ملاك شبيه لامه للغايه توسل رحمته الالاف المرات لكنه ابي واستكبر .......
حاول يصعوبه ارجاع عقله الي ذلك الصوت الذي يحادثه منذ مده شعر بيد العمه تمتد الي يده تريت عليها ثم الي خده ، رُبااااه لقد نسي ذلك الشعور يالحنان منذ ان كان بالعاشره من عمره !!! منذ عشرون عامااا !!! اغمض عينيه بصمت وقد فشل في استجماع كلمات العمه لكنها لكزته برفق في كتفه تعيد سؤالها
- هتصلح ازاي اللي حصل ده يابني !!
ضيق عينيه فور ان بدأ عقله يوضح كلماتها الي وقال باستنكار وسخريه رافعا جانب شفتيه لتظهر اكثر ذقنه الغير حليقه ويصدح صوته المبحوح
- ابنك !!!!
اندهشت من استنكار ليُكمل حديثه بتساؤل ..
- تفتكري انا استاهل اني اكون ابنك بجد ؟!!
تنهدت وهي تغمض عينيها الدامعه تبتسم له بهدوء وهي تحاول ابتلاع الغصه بحلقها هامسه له بمراره
- ياريتك اتربيت معايا يافهد .. كلكم ولادي في ام تستحمل تشوف ولادها كده ؟! انا صحيح مخلفتش لكن انا اكتر حد يعرف قيمه النعمه دي ياحبيبي ... لازم تصلح من نفسك مش عايزه اشوف ابوك فيك ياافهد
صدحت ضحكاته ودمعاته تسيل فوق ذقنه وهو يقول بصوته الاجش
- وانتي لسه مشوفتيهوووش !!! ليه مشوفتيش منظر بنت اخوكي وهي سايحه في دمها بسببي .. انا كنت بعمل كده شهررر كامل وانا شايف ان كل ااه بتطلع منها بتريح امي وابويااا .. ابويااا اللي طلع مجنون وانا زيه بالظبطططط
اعترضت سمر تصيح به وهي تنتقل الي جانبه بالفراش الكئيب تحيط وجهه بكفيها الناعمه الملساء تقول باصرار قوي
- لا يافهد انت مش زي ابوووك .. ابوك كان مريض وحالته ساءت لكن انت لسه في الاول انت محتاج لتأهيل نفسي بس عشان تقدر تسامح نفسك واسيف تسامحك ...
اغمض عينيه ثم وقف يبتعد عنها صارخا بعنف
- انا عمري ماهسامح نفسي وهي عمرها ماهتساامحني .. انا بعتلها ورقه طلاقها خلاص والحكايه خلصت بينا وهعيش بذنبها وده كل اللي اقدر اعمله ...
اتسعت اعين "سمر" لتصرخ به
- ايه الكلام الفارغ ده !! خلاص مش عاوزها معاك انت حر ... لكن خليك عارف كويس انك لو ماتعالجتش هتبقي زي ابوك واسوأ منه كماان .. علي الاقل امك كانت راضيه باهانات ابوك ..لكن أسيف انت اجبرتها واستغليت ضعفها ورعبها منك ...
اطاح بالمنضده بقدمه وهو يصرخ بعنف ودموعه تهطل كالاطفال
- كفااااايا بقاااااا ... عرفتتتت عرفت اني اقذر انسان واني مش راااجل عرفت انها بتكرهني وان كلكم كرهتووووني... عرفتتتت اني نسخه منه ومريض زيه سيبني بقاااااا ...
تنهدت "سمر بأسي ثم اندفعت اليه بعد ان جلس فوق الكرسي يضع رأسه المنكسه بين يديه غارسأ اصابعه بخصلاته بقسوه وصوت انفاسه يملأ الغرفه ..وقف بجانبه ثم دست رأسه باحضانها الحانيه الاموميه الدافئه تربت علي خصلاته برقه وتدريجيا انفك جسده المتيبس واغرقت دموعه ردائها بعد ان دفن رأسه بصدرها يبكي بشهقات متتاليه كطفل صغير تائه ضائع فشل يالتكفير عن ذنب صغير أمام ابويه
استسلم لاحضانها وذكريات الطفوله تختلط بذكريات الحاضر تختلط بصورتها هي فقط ... "أسيف" وهي تبكي امامه ملطخه بالدماء ... اصبحت نفسه هي القاضي والجلاد وضرباته لأسيف ترتد الآن بصدره بل وتُشكل اما عينيه حبل غليظ يلتف حول رقبته يخنقه خنقااا ...
استمع الي همس العمه المطمئن له والتي لم تنفك عن زيارته منذ اسبوع علي عكس جميع افراد العائله التي وجهت اليه اصابع الاتهام فقط حتي شقيقته خرجت من احضانه فور مغادره "تيم" تصرخ به بانه السبب وانه الوحيد المسؤول عن ترك زوجها لهاا وهذاا ماكان يخشاااه ... الم يفعل ذلك كله بأسيف كي يرضي شقيقته ويترك حبيبها لها !!! حتي لا تلومه يوماا .. ها هي تقف أمام الجميع تصرخ به بما فتت ماتبقي من قلبه الذي ظنه قد مات منذ زمن لتحيي نبضاته تلك البريئه زائره احلامه ...
-احجزيلي عند الدكتور ياعمتي !!!
خرجت الكلمات الحزينه من فمه بصوت مبحوح مرهق لتومأ العمه بالايجاب ثم همست بلين تشجعه
- ايوا كده يافهد .. لازم تتفاهم مع دكتور عشان يقدر يساعدك ياحبيبي انت من حقك حياه سويه .. حتي لو بعيد عن أسيف !!!!
🔥🔥🔥🔥🔥🔥
وقفت تراثب اخيها الباكي باحضان العمه باعين قاسيه قد نساها الجميع كعادتهم ، هبطت يدها تضعها فوق باطنها المسطحه ... تبتسم بخبث ثم اندفعت الي داخل الغرفه تقول ببرود ناظره الي العمه بعنف وكره ثم وجهت انظارها لاخيها
- مش هتقول لاختك مبروك يافهد !!
عقد حاجبيه يحاول فهم ما يحدث وعقله صار مشتتا للغايه لتوزايه العمه بالاندهاش ناظره اليها بصدمه ثم الي يدها التي تضع فوق باطنها بحركه ايحائيه واضحه ثم اردفت بنبره جديه
- انتي حامل ياااندي !!!!!
ابتسمت الاخري ثم اتجهت الي الاريكه تجلس فوقها وضحكاتها تملأ الغرفه سعاده وقد اعتدل اخيها يوليها اهتمامه بعد ان رأي حالتها الغريبه ليستمعا الي صوتها القوي تقول
- اه يااقلب ندي .. انا حامل وجوزي سايبني وقاعد في حضن اخته عشان يعالجها واخويا دمر حياااتي بانانيته وطمعه فاكر انه كده هيبقي راجل جاب حق ابوه ..
اتسعت اعين العمه من قذاره كلمات الابنه والاخت لشقيقها وخشت ان يتراجع فهد عن العلاج فور ان رأي للتو معايره واهانه واضحه لرجولته من شقيقته !!!
نظر اليها فهد وقد احتلت الصدمه ملامحه يردف باستنكار مشيرا لنفسه
- انا مش راجل ياندي !!! واناني !!؟ انااااا
لقد توقف عقله عن استيعاب الامر ليجدها تقف مطله عليه من الاعلي وهي تصرخ به بحده وغل وقد قست نبرتها لابعد الحدود ...
- طبعا مش راجل اومال فاكر لما تستقوي علي بنت تبقي ايه .. كنت بغطي عليك لمصلحتي واديني باخد عقابي، فاكرني مش واخده بالي ان اسيف كانت عجباك ؟! لا ياحبيبي كنت شايفه وفكراك متجوزها حب ليها ولما لقيتك اسلوبك كده قولت احسن يكسرها ويبعدها عني اكتر .. انا شاركتك في الو×××× دي عشان ابعدها عن تيم واخده ليا لوحدي .. بس اهوه في الاخر بعد عني اناا !! وانت اتفضحت وخدت علقه تمام وقليله عليك كمان تيم الضفر اللي بيطيره برقبه عشره منك !!!!!!!
شهقت العمه حين انهت تلك المخادعة كلماتها القاسيه التي جلدت بها فهد الذي وقف باعين متسعه يراقب شقيقته الصغري تلقي كلماتها المبغضه له والطاعنه لرجولته ... حسنا هو يستحقها ولكن كان عليه سماعها ممن فعل بها الافاعيل وليس من تلك الشقيقه التي اصبح يذلك الوصف لاجل حبها .. لقد فعل ذلك ليرضيها هي !! لتنعم بحياه دافئه !!! ليلبي رغباتها وها هي تصفعه اشد الصفعاات قسوه تعايره بما وقع به لاجلها ... كم هي قاسيه الدوائر حين تدور !!!!!!!!؟!
حاول فهد السيطره علي انفاسه لتصرخ به العمه وهي تزيح ابنه اخاها بعيدا عن اعينه الحمراء المرعبه
- اوعي يافهد متكررش حكايه أسيف .. دي مجنونه ومش حاسه بتقول ايه !!!!
ارتعش بدن "ندي" من نظرات اخيها التي تراها لاول مره بحياتها وهي تكاد تُجزم ان أسيف عاااانت أشد معاناه معه .. استجابت ليد العمه التي دفعتها لتهرع من امامه بخوف واصطدمت ب"نائل" اثناء خروجها بسرعه لتنظر له بغضب ثم رحلت لغرفتها مسرعه تغلق الباب وتحيط بطنها جالسه علي الارضيه الصلبه تبكي بعنف علي حالتها الغير مستقره !!!!!!
🔥🔥🔥🔥
بعد مرور اسبوعين
وقف "تيم" بالصاله الفسيحه، يجوب بانظاره برضا تام علي تلك التغييرات التي احدثها بالشقه الراقيه حيث تخلص من معظم الأساس السابق وابدله باساس عصري جديد راقي ...
عقد حاجبيه حين استمع الي صوت حركه بغرفه شقيقته ليعقد حاجبيه مسرعا اليها بخطوات اشبه بالركض ...
ابتسم حين وجدها تقف بغرفه الملابس الصغيره ترتب اشيائها بهدوء ثم جذبت احدي ملابسها وفوطه خاصه .. واستدارت لتجده واقفا امامها يستند الي الباب بجسده عاقدا ذراعيه امام صدره يبتسم اليها ابتسامته الرائعه ...
خطت نحوه بهدوء ثم اماءت له بخفه .. ليتنهد بحزن علي صوتها الذي كاد ان ينساه .. لكنه نجح بمواراه ذلك وهو يحيط وجنتيها بيديه واضعا قبله حانيه علي خصلاتها جاذبا اياها الي احضانه يحيط كتفها برفق وهي صامته مستسلمه كعادتها لكن هي بتحسن حيث بدأت تحاول مع حالها بعد ان تعددت جلسات يزيد معها .. ليقول لها عاقدا حاجبيه
- انتي عارفه ان يزيد جاي كمان شويه !!
اومأت بهدوء ليقبل رأسها ثم يسألها بلطف
- طيب انا هقول ل "اتينا " تجهز الفطار عقبال مانتي تاخدي شاور وهو يكون وصل تمام ياقلب اخوكي !
كالعاده يحصل علي امأه لطيفه منها فقط .. لتعتدل متجه الي حمام الغرفه ثم نظرت اليه قبل ان تغلق الباب نظره هادئه للغايه ...
وضعت الملابس بهدوء ثم اتجهت الي المياه بعد ان نزعت ملابسها لتقف اسفلها باستسلام وتغمرها المياه من رأسها لاخمص قدميهاا ...
تنهدت بحزن وسالت موعها هي تشعر بشقيقها والمه تري خذلانه وحزنه بعينيه لكن كم هو حنون يدفن مشاعره داخله لاجلهاا ،يداوي المها وهو يحتاج من يداويه .. مؤلم شعور الخذلان والصفعات وهي جربت ذلك بنفسهاااا ... اصبحت شغل اخيها الشاغل يتابع اعماله إلكترونيا .. ويصب اهتمامه عليها هي فقط .. يعرض عليها جميع العروض لاجل التخفيف عنها والتي تقابلها بالرفض .. ليس تمنعاا لكن قلبها المفطور لم يعد يحفل بالامور السابقه .. قد تغيرت ... تغيرت كثيراااااا !!!!!!!
🔥🔥🔥🔥
جلس "يزيد" اعلي الاريكه يتناول قهوته وهو يقهقه مع "تيم" ويقص عليه مواقف طريفه حدثت له بالخارج .. ليستمع الي صوت "تيم" يهمس وهو ينظر للداخل بعينيه قائلا
-الدكتور وقف لأسيف الدوا امبارح وقالي هي مش محتاجه مهدئات دلوقت ، عرفت ده !!
هز "يزيد" رأسه بالايجاب وهو يقف بطوله الفارع يضع الفنجان اعلي الطاوله الصغيره بالشرفه ثم استند بكوعه الي الشرفه لتظهر تقاسيم بنيته الرياضيه القويه بوضوح ... ورد عليه بصوت رخيم هادئ
- ايوه هو بلغني بده متقلقش .. بالمناسبه انا النهارده مش عايزك تقعد مع أسيف في الجلسه دي ...
عقد "تيم" حاجبيه يردف مسرعا برفض
- لا طبعا .. انت متعرفش انا اتحايلت عليها قد ايه انها تخضع للجلسات دي ولولا قولت اني هبقي معاها لولا وافقت
تنهد "يزيد" واردفت بهدوء بعد ان انهي "تيم" كلماته
- متقلقش ياتيم .. انا اتفقت مع نائل انه هيجي وهيبقي الموضوع طبيعي قدامها هو عاوزك في شغل ضروري وهتقعدوا قدامنا هنا في الليفينج لازم أسيف تبدأ تنهي اعتمادها الكلي عليك ...
عقد " تيم" حاجبيه يردف بغلظه طفيفه وهما يستكعا الي صوت الجرس ... فمن الواضح ان "نائل" وصل
- دي اختي لو معتمدتش عليا هتثق وتعتمد علي مين !!!
ابتسم "يزيد" يردف بهدوء وصدق
- يابني هو انا اكره محبتكم دي بالعكس انا كنت اتمني يبقي عندي اخت زي اسيف كده بس مكنتش هبقي معاها زيك .. لازم أسيف تثق في نفسها وقدراتها منغير وده جزء مهم جدااا في تأهيلها النفسي .. صدقني كل حاجه بعملها لمصلحه أسيف مش اكتر !!
- ماتوافق بقي ياعم ومتصدعناش !!!
-
كانت تلك كلمات "نائل" الذي اندفع يحتضن ابن عمه ويكمل قائلا
-تصدق يلاا القصر يقرف منغيركم ...
ابتسم كلا من" تيم" و"يزيد" ولكنها اندهشا حين انطلقت صافره من فم نائل يصرخ بمرح بابنه عمه
- ايه يااااسوفي يااااقمر الحلاوه دي !!!
تلقي ضربه قويه من يد ابن عمه الذي رمقه بنظره غاضبه ليقول معتذرا وهو يتأمل ابنه عمه بثوبها الوردي الرقيق الذي اعطاها هيئه جميله زادت فتنتها وظهر بهاء ملامحها الفاتنه مره اخري وابتسم "يزيد" اليها بلطف واعينه تتأملها باعجاب واضح لتبادله ابتسامه صغيره من ثغرها الوردي الجميل ....
التفاعل لو عجبني هنزل فصل كمان بليل 😉♥️♥️🔥🔥🔥🔥😂😂😌التفااعل كومنتااات وريفيوهاااات غرقوووووني هااا الموضوع بدأ يفلت من ايدي ويولع 😂😂😂😂😂
تعليقات
إرسال تعليق