![]() |
حصونه المهلكه
الفصل 16/17/18/19/20
بقلم شيماء الجندي
الفصل السادس عشر "نيران"
لأول مره يشعر بذاك الغضب ناحيه شخص مثالي كيزيد ، شخص ودود مُتعقل يحادث الجميع بلطف يوزع ابتسامات خاصه لتلك التي تجلس لجانب شقيقها تقص عليه ما أخبرها به ذلك الطبيب النفسي المرح وتشيد بثقافته المتسعه وتجوله بالمؤتمرات العالميه ، جلسه سيئه ممله مليئه بالأحاديث الكريهه زفر انفاسه بغضب ملحوظ لم يستطع كتمانه لفت جميع الأنظار إليه ،لكن كان تركيزه كله مع نظراتها هي تلك النظرات التي اشتعلت بغضب ناحيته أثارت غضبه أكثر ناحيتهم ليقول بهدوء حين صمتت الأحاديث الوديه :
-انا بقول يزيد اكيد جعان والأكل اتأخر ..
وافقته عمته الرأي وهي تبتسم إليه بود ومكر غامزه بإحدي عينيها إليه سرا واستقامت تقول بود ملحوظ :
- عندك حق ياحبيبي فعلا الغدا أتأخر النهارده أسفين ياايزيد ...
ابتسم لها "يزيد" وهو يومئ بهدوء ولطف قائلا بصوت رخيم ونظراته تعود إلى تلك الفاتنه :
- ولا يهمكم انا اصلا مش جعان انا كنت جاي اقعد مع أسيف شويه لأني معرفتش اتواصل معاها الفتره اللي فاتت ...
ابتسمت له بهدوء كعادته لتبتلع "سمر" رمقها وهي تحدق بقبضه ابن اخيها التي تشتد لتبرز عروقه واعتدل جسده بوضع هجومي واضح فقالت بصوت واضح وهي تمد يدها برقه إلي ابنه أخيها :
-أسيف حبيبتي تعالي معايا نشوفهم سوا ....
شعوره بالامتنان نحو عمته الآن لايضاهيه شعور آخر لكن نظرات تلك الجميله العابسه من ترك تلك الصُحبه واتباع عمتها برقه جعله أكثر غصبا علي ذاك البغيض سارق العقول لقد جعل العائله كلها بين يديه حتي العم "مراد" المعروف بصمته قد انصهر معه بالأحاديث الوديه وارتفعت ضحكاته مثلهم جميعا ، لاحظ "يزيد" نظراته الغاضبه الموجهه نحوه هو إلي الآن لايفهم سر كراهيته هل لأنه عاون "أسيف" بتخطي محنتها ؟! ام لأنه لايعرفه بالأساس ولذلك يمقت تواجده ؟!! ارتفع صوت "نائل" يقول :
-تعرف يابابا .. أسيف معتبره يزيد طائر الحظ بتاعها كل مايجي النادي واحنا بنلعب لااازم تكسبني لدرجه بقيت تكلمه مخصوص قبلها ..
ضحك "يزيد" بلطف وهو يرد عليه غافلين تماما عن تواجد احدهم يحترق لنيران الغضب ولهيب جسده يزداد يشعر بالدماء تندفع بقوه لرأسه تُزيد اشتعال أفكاره الجنونيه الآن :
-لا ياحبيبي ده عشان انت نصاب وانا بكشفك لكن أسيف مش بتدخل حاجه الا وتنجح فيها ..
أتت بتلك اللحظه وهي تقول بابتسامه واسعه وهدوء لطيف :
-ده عشان انت دايما مشجعني ياايزيد ...
إلي هنا وكفي لن يتحمل أكثر من ذلك منهم ومنها هي بالتحديد كيف لها ان تتحدث هكذا مع ذاك الغريب أمام أعينه بل أمام أعين الجميع ،لقد استطاع ذاك الحقير أن يبرمجها كما يشاء ، أين "أسيف" الصامته الخجله من اقل الكلمات أو النظرات ؟!!! استقام واقفا بغضب وكاد ينصرف من جانبها حين رمقته بنظره اندهاش لوقفته الغاضبه وتراجعت للخلف حتي لايمر هواء جسده من ناحيتها ما تلك المرحله من البغض التي وصلت إليها معه !!
حدق بها بنظرات لائمه لأفعالها أمام ذاك العدو لتشيح بنظراتها عنه بصمت ليرتفع صوت العمه التي راقبتهم بصمت تقول :
- يلا ياجماعه السفره جاهزه ،اتفضل يادكتور....
اتجهت العائله إلي الطعام بهدوء واحاط "تيم"كتفي شقيقته ثم همس بصوت خافت تسلل إلي مسامعه :
-مكنش ليها داعي العزومه دي ياأسيف ...
ردت عليه وهي تعض علي شفتيها بخجل :
-هو كان مسافر ولسه راجع واول حاجه عملها كلمني وكان عاوز يجي يقعد ندردش شويه بس انا ونائل اللي قولنا نعزمه علي الاكل بالمره ...
تظاهر بالعبث بهاتفه وهو يمر بخطوات واسعه إلي الطعام مبتسما بمكر ويهمس داخله .. حسنا لأول مره نتفق معا ياابن العم !!!!
كانت أصوات ارتطام الملاعق بالأطباق هي الطاغيه حيث توترت الأجواء قليلا بعد أن أمسك "فهد" الكرسي الذي سحبه يزيد بجانبها وجلس عليه دون أن يوجه لأحد كلمات بل وبدأ أيضا بطعامه بلامبالاه وهدوء تااام ..
تحرج الجميع من تلك الحرجه وتلون وجه يزيد بغضب طفيف من تلك الحركه المقصوده تماما ليرتفع صوت الجد وهو يشير الي الكرسي المقابل لفهد علي الجهه الأخري قائلا بابتسامه ودوده :
-اتفضل يادكتور جنبي واقف ليه !!
اضطرب انفاسها علي الفور حين أصبح بذلك القرب منها ابتعدت عنه بجسدها بهدوء واصبحت شبه علي طرف الكرسب بجهه أخيها ،لم يكترث لفعلتها هو بالأساس توقع ذلك يكفي أن ذاك الحائن لم يجاورها مره اخري أمام أعينه هذه ليست علاقه طبيب بمريضه كما وصفها "نائل" ليرتفع صوت "فهد" الرخيم وهو ينظر تجاهه بابتسامه بارده :
- عجبني اهتمامك بالمرضي بتوعك بالدرجه دي يادكتور يزيد تعرف اني لسه مخلص جلسات علاج نفسي من فتره قريبه وبصراحه اول مره اشوف اهتمام كده ...
توترت الأجواء أكثر واتسعت الأعين وهمس "نائل" لعمته التي تجاوره :
- شوفتي قولتلك مش هيعديها علي خير .. اتفرجي بقاا ..
نظر إليه "يزيد" وقد صدمه بتلك الجراءه الناقده لتصرفه العفوي تجاه "أسيف" حاول استجماع كلماته امام تلك الابتسامه الماكره التي زينت ثغر "فهد" بهدوء ولازال ينتظر رده ...
ارتفعت نظرات "أسيف" المندهشه وقد اغضبها للغايه تدخله بأمر لايخصه لكن الوعد الذي قطعته لعمتها حين اختلت بها بعيدا عنهم طالبه منها التهاود قليلا أمام الاغراب وتمالك أعصابها مع ذاك الشرس المتعجرف جعلها توقف سيل كلماتها وتحدق بأخيها الذي يحاول استيعاب ما تلك الكلمات اللئيمه ، نظر الجد نحو حفيده بغضب تجاهله "فهد" وخرج اخيرااا صوت نِده الهادئ يقول :
-في الحقيقه تعاملي مع أسيف مش تعامل دكتور لمريضه صداقه العيله والعلاقه بينهم من زمان خلتنا صحاب أكتر من دكتور ومريضته ..
-صحااااب !!!!
اردف بها "فهد" وهو يضيق عينيه الغاضبه وكاد يردعه علي حديثه لكنه عاد بجسده بكرسيه وهو يردف ببرود معاكس تماما لما يجيش بصدره الآن ...
-اها يعني المريض لو عارف عيلته بتتقابل معاه بعد ما تنهي علاجك ليه ؟!! يعني مثلا لو عرضت عليك دلوقت تساعد ندي في علاجها هتكمل معاها تواصل بعد ما تخف بما انها من العيله برضه ومريضه !!!
توترت نظرات "يزيد" لأول مره وهو يحدق به بصدمه طفيفه لمفاجأته الآن ثم نظر نحوها ليجدها تحدق به تنتظر اجابته بهدوء لقد استطاع الماكر تسليط الضوء نحو نقطه واحده محدده بعنايه وها هو يشغل الجميع بالتفكير حيال الاجابه ويرفع الملعقه يتذوق طعامه بهدوء ونظرات متشفيه ،ازداد توتره وهو يحدق ب "تيم" بخجل حين رمقه بنظره ذات مخزي وكأنه يقول أرأيت ؟!!! لكنه تمالك نفسه واردف بهدوء مضطرب :
-انا اكيد معنديش اي مشكله اني اساعد اختك لو طلبت ده يعني دي مهنتي ...
ألقي نظره سريعه نحوها ليجد عينيها عادت إلي طبقها تعبث بالملعقه به بهدوء حسنا لقد نجح الماكر بالايقاع فيما بينهم ، وبحنكته كطبيب سوف يفقد ثقتها ان استمر الحال هكذا ....
اما هو ارتفعت ابتسامه عابثه تعلو ثغره وهو يرتشف من الكوب بهدوء ثم قال بصوت رخيم :
- تمام يادكتور انا هكلم بعد الغدا الدكتور المسؤول عن حاله ندي عشان تتفاهم معاه ....
صمت بعدها ليري اماءه خفيفه منه وصمت الجميع متسللين واحده تلو الآخر فور انتهاء الطعام وفقدان بعضهم شهيته فور تلك اللحظات الثقيله عليهم ....
***
وقف "تيم" بوجه "يزيد" بالحديقة بعد انتهاء اليوم يحدق به بهدوء وهو يستمع إلي كلماته بانصات تام وتجديده لعرض الزواج من شقيقته ليتنهد "تيم"قائلا بهدوء :
-شوف يايزيد انا معنديش اي مانع لارتباطكم بس انا لفت انتباهي سؤال فهد النهارده ليك .. أسيف مريضه عندك مش غريب تتولد مشاعر ناحيتها في خلال فتره علاجك ليها ؟! ده هيخليني متطمن علي اختي معاك !!!
اغمض "يزيد" عينيه يستقبل اتهامه بحزن بالغ هو نفسه لايعلم كيف ينجذب إلي مريضته لكن لبراءتها سحر طاغي يفتن القديس ويجذبه إليها بلا مقاومه او شعور منذ الوهله الأولي أمامها وهو لا يستطيع ايقاف تفكيره ناحيتها ابداا ..
همس "تيم" له بعقلانية وهدوء يقطع أفكاره :
- يزيد انا مقدر مجهودك مع أسيف جدا وممتن لمساعدتك وتعبك معاها كمان لكن أنا هكلمك بالعقل أنا لو عرضت علي أسيف طلبك مش هترفض ، طبيعي واتت عارف كده لانها لسه خارجه من علاقه فاشله تماما وانت بالنسبالها المنقذ اللي علمها حاجات كتير اولهم تعتمد علي نفسها بس انت عملت كده لأن دي شغلتك وهي مش هتستوعب ده يايزيد ،انت منجذب لأسيف كأخت ليك مش أكتر وهي هتفهم ده مع الوقت ،انا أسف بس مش هقدر أذي اختي تاني يايزيد أسيف اغلي حاجه عندي ومش هقبل اعملها فار تجارب لمشاعرك ولا هسمحلك تأذيها بتعلقها بيك الزايد عن حده ...
تنهد الآخر بحزن واردف بهدوء وعقلانية مماثله له :
- انا لما عرضت عليك كده قولتلك اني معجب بيها ومش قادر ابعد واسيبها وده مش طبيعي لعلاقه دكتور بمريضته ياتيم انا مليش حكم علي قلبي مش بإيدينا صدقني انا الشهر اللي بعدته عنها كان كل تفكيري فيها ورغم كده التزمت بوعدي ليك ومكلمتهاش وأول حاجه عملتها وكنت محتاجها اول مانزلت هي اني اشوفها انا صارحتك بمشاعري ناحيتها عشان تقربها مش تبعدني عنها انا عالجت ناش كتير قبل أسيف ودي اول مره ابقي كده مش ذنبي اني دكتور نفسي ياتيم ..
اغمض "تيم" عينيه بهدوء ثم قال بلطف :
-ماشي يايزيد انا هقول عرضك لأسيف لأن ده في الأول والآخر رأيها بس خليك عارف اني في فتره الخطوبه بينكم أول مااحس أن أسيف مش مرتاحه انا مش ممكن اخليها تكمل معاك ابدااا .....
تواري بعيدا عن أعينهم بالظلام الدامس وهو يحاول تنظيم انفاسه بغضب شديد الخطوره ورغبته الآن بالهجوم عليه وان يوسعه ضربا تزداد كل لحظه ، كيف له ان يتجرأ هكذا انه يحاول بكل الوسائل امتلاكها وهي بالطبع سوف تقبل !!
***
اجفل حين شعر بيد تربت علي كتفه ليتلتف اليها بفزع وهو يحاول تبين الشخص ولم تكن سوي عمته التي جذبت يده وهي تعود بهدوء الي غرفه المكتب من الباب المُطل علي الحديقه ، اردفت فور ان اغلقت الباب وهي تلتفت إليه تحدق بجلسته فوق طرف المكتب بأريحية وكأنه لم يستمع لشيئ منذ قليل ...
- سمعت بنفسك ؟!! ايه البرود اللي انت فيه ده هتقف تتفرج عليه وهو بيتجوزها قبل حتي ماتسامحك ؟!!
رفز انفاسه الحارقه بهدوء وقال وهو يهز كتفيه موليا ظهره لها بصوت اجش :
-مش يمكن هي ترفض .. وبعدين انا مالي دي حاجه تخصها ميهمنيش غير انها تنسي اللي حصل وده واضح انه مش هيحصل ..
رفعت "سمر" إحدي حاجبيها وهي تعقد ذراعيها أسفل صدرها قائله بابتسامه ماكره :
-ترفض !!! انت مكنتش معانا قبل الغدا ولا ايه ؟!! وبعدين ترفض ليه اصلا جميله وصغيره وهو دكتور ومن عيله ونعرفهم كمان وفيه بينهم انجذاب ترفض ليه بقي ؟!!!
كلماتها كانت تعتبر صوت عقله الذي يفكر الآن بنفس الأشياء نيران تحرق احشاؤه بقلق لقد صدقت العمه ،انها جميله بل فاتنه لطالما شببها بالساحره سارقه القلوب ، لما تتمسك بعزلتها وهناك من يمد يديه الاثنتين لينتشلها من ظلام وحدتها بل ويحارب ايضا يديه المُلطخه بدمائها تُري سوف تتمسك بيد مَن ؟!!! بالطبع ذاك الطبيب الخبيث اللعين الطامع تشنجت عضلات جسده بعنف شديد و اشتدت قبضتيه ومال برأسه يطرقع عضلات عنقه الذي برزت عروقه من فرط غضبه ،تقدمت "سمر" تربت علي جسده بلطف حازم وهي تقول :
-شوف يافهد انا لو مكنتش شيفاك اتغيرت مكنتش قولتلك الكلام انت محتاج انها تسامحك انا عارفه بس ازاي تفتكر لو يزيد ارتبط بيها هيسيبلك مساحه تتنفس جنبها حتي؟!! انا مقدرش اقولك اكتر من كده وفي النهايه الاختيار ليك بس خد بالك أسيف كرهت غضبك ومش من مصلحتك يظهر تاني هيقلل فرصك مش هيزودها يابني !!!
تركته وخرجت وكأنها لم تشن حرباً بحديثها حرب مليئه بالنيران اللاهبه الهائجه التي سوف تحرق الأخضر واليابس معها أتريد عمته التعقل كيف ؟!!! وقد بدأت مطرقه القلق تدق جميع حواسه ودماؤه الهادئه تتحرك بثوره داخل عروقه الآن !!! حاول ضبط انفاسه التي بدأت بالتسارع وكأنها تهرب من جسده كما تهرب الفرص معها من بين يديه ، كيف يصل إلي غفرانها وهي تخشب تواجده بنفس الغرفه هو يشعر ،كما شعر بتوترها ورعبها اليوم الذي اضحت تخفيه ببراعه عن ذي قبل بتلك النظرات المحتقره المتحديه ...
أيتها الفاتنه البريئه ألا تعلمين أن حصونك تلك اصبحت مُهلكه ؟!!! أصبح نيل غفرانك مطمعي ومسامحتك ملاذي ، أنا ذاك الفهد المرعب الذي انقضضت يوما علي قلاعك وهشمتها واحرقتها بنيران غضبي وحقدي ، ها أنا ذا اتطلع إلي نظرات المغفره من عينيك الجميله البريئه ،أُناشد تلك الروح الطاهره التي دنستها بطغياني يوماً ماا ، اتوسل إليها وارجوها ، اخوض حرباً لم اتخيل بخوضها يوماً نحوك ، كيف لي بالانتصار وأنا مُهشم الفؤاد ؟!!! كيف لي ان احرق تلك الحصون دون ان اؤذيك مره اخري ؟!!!!!!
دس يديه بخصلاته وهو يحاول التفكير بهدوء عله يصل إلي احد حلول تلك المُعضله !! يصول ويجول بالغرفه الواسعة بقلق إلي أن استمع إلي تلك الطرقات الهادئه أعلي الباب يصحبها صوتها الرزين اللطيف بالسؤال عن تواجد احد بالداخل ؟!!! تقطعت أنفاسه وعُقد لسانه ليري الباب ينفتح وتدلف إليه بهدوء وقفت علي الفور حين لمحته بالمكان واحتلت قسمات وجهها تلك النظرات الغاضبه والتفت وحادت تغادر لكنه أستغل قصر المسافه بينهم واردف مسرعا ويقف بوجهها يتنفس الصعداء انها اغلقت الباب خلفها قبل ان تلحظ وجوده :
-أسيف لحظه واحده ...
حدقت به وحادت ان تصرخ بجملتها الشهيره وهي تحاول الابتعاد والخروج لاعنه نفسها علي غلقها الباب ، لكنه كان اسرع منها وقال بتوتر :
- اسف نسيت انك مش حابه الاسم مني ، اناا .. كنت عاوز اشكرك علي وقفتك معانا النهارده ..
ذاك الشعور المرعب حياله وانقباض قلبها وانكماش روحها داخلها حين تراه لن ينتهي ابدا مهما حيت .. اغمضت عينيها الخائفه تحاول استجماع شتات امرها وقوتها وقالت بصوت قوي بعض الشيئ وكأنها تحادث نفسها ايضا معه وهي تعتصر يديها الصغيره بقوه لمهابتها له إلي الآن :
- انا معملتش كده عشانك ولا عشانها انا عملت كده عشان ضميري وربايتي ، معرفش اسيب حد محتاجني للأسف !! ومش عاوزه منك شكر ولا عاوزه كلام اصلاااا ..
كادت ان تنصرف مسرعه قبل حتي ان تأخد ما أتت إليه لتبتعد عنه الآن فقط ، لا تريد سوي الهروب من امام عينيه القاسيه الخبيثه ، استقبل كلماتها وهو يحاول السيطره علي اعصابه وايقاف ارتعاشه وجهه من كثره جزه علي أسنانه حتي لا يثير خوفها أكثر من ذلك اردف بهدوء وهو يبلل شفتيه فاركا ذقنه بحده طفيفه وهو يمنعها بجسده من الخروج :
-انا عارف ده وعارف انك مش شبهنا انتِ عمي رباكِ علي أخلاق عالية احنا منعرفهاش ومن بعده كان تيم ..
لاتعلم من أين خرج ذلك الشعور الذي انتابها نحو نبرته الهادئه بانه حزين لفارق التربيه بينهم شعرت ببعض الخجل حين اشعرته انها تعايره بربايتهم ، لكنها محت لمحه الخجل وهي تردف داخلها هاك الصواب ، عليها ان تريه كم الخِسه والدناءه التي رأتها علي يديه المُعذبه القاسيه ، إن كان ابيه اللعين غير كاذب ماكان حدث لها ذلك ، نفضت رأسها بعنف خائفه ان تخوض بتفكيرها نحوه اكثر واردفت بعصبية ونبره جافه :
-اوعي خليني امشي ..
خرجت انفاسه بهدوء ودمعت عيناه وهو يري تقلبات نظراتها وهمس لها دون شعور :
- أسف ...
هرب من أمامها علي الفور بعد تلك الكلمه بخطوات واسعه تاركا اياها بمفردها تحدق باثره بأعين باكيه ، ايىعت تغلق باب المكتب لتسمح بجسدها وروحها بالانهيار بعد تلك اللحظات الثقيله علي كليهما وقد اضحت لا تعلم السبيل للنجاه من بين براثن اعتذاراته سواء الصامته او التي يلقيها علي مسامعها بنبره متألمه واضحه .....
***
طوال ليلته لم يغفل ظل ساهرا يبحث عن معلومات حول ذاك اليزيد اللعين يجمع اكبر قدر ممكن من صفحاته الشخصيه ومقالاته المختلفه عن علم النفس والامراض النفسيه وبالصباح الباكر كان يستقبل مكالمته معه لمعاونته بحاله شقيقته كما اتفقا امس اندهش في بادئ الأمر الأمر لكنه اعتدل مبتسما بمكر وهو يرحب بمعاونته متفقا معه علي ميعاد مقابلتهم يقص عليه تفاصيل حالتها ....
مكثت "أسيف" بغرفتها وهي تشعر بصداع يكاد يفتك برأسها من الواضح ان ليلتها لم تكن افضل منه ،فتحت عينيها تحدق بصمت بسقف الغرفه بالاعلي بشرود وهي ترفع صوتها تسمح لاخيها بالدخول علي رنين هاتفها بنفس توقيت دخول "تيم" الغرفه ليتفقدها ، نظر إليها وهو يعقد حاجبيه قائلا باندهاش :
- أنتِ معندكيش شغل ولا ايه في المرسم !!
تنهدت بهدوء وهي تطلق انفاسها بارهاق قائله :
-لا انا مش قادره انزل النهارده ...
جاورها اعلي الفراش وهو يلقي سترته علي طرف الفراش متفقدا رأسها يربت عليها بلطف وهو يقول بقلق :
- مالك ياحبيبتي انتِ بخير ؟!!!
ابتسمت بهدوء وهمست بلطف وهما يستمعا الي رنين هاتفها الذي لم تجيبه مره اخري يتعالي ...
- متخافش شويه صداع ... شوف مين ياتيم ....
امسك الهاتف وهو يردف عاقدا حاجبيه بضيق طفيف :
-يزيد !!!
اندهش حين لاقي الصمت منها ولم تتناول الهاتف مسرعه كعادتها بل هزت رأسها بصمت ليتسأل بفضول :
-ايه ده مش هتردي !!
تنهدت تهز رأسها بالسلب قائله :
- مش قادره أتكلم مصدعه ياتيم ..
ترك الهاتف وهو يميل عليها بجسده مقبلا خصلاتها وقد انتابه القلق لحالتها تلك هامسا لها :
- مالك ياحبيبتي تحبي اقعد معاكِ النهارده ؟!!
أمسكت يده تربت عليها بلطف وهي تقول بهدوء :
- لا ياحبيبي روح شغلك انا هقوم افطر دلوقت واخد مسكن واريح النهارده ...
تنهد وهو ينظر إليها بقلق غير مقتنعا بما قالت ليحمحم وهو ينقل افكاره ناحيه عرض "يزيد" الذي اتي لأجله لكن حالتها لا تشير باستجابه حاليا ، ركت حيرته حين طال الصمت بينهم واردفت بتساؤل مندهش ...
- مالك ياتيم انت عاوز تقول حاجه ؟!!
اغمض عينيه وهو يصارحها علي الفور حتي لا يتراجع مره اخري قائلا بصوت قوي :
- اه عاوز ، ايه رأيك في يزيد ؟!!!
همست باندهاش تُضيق عينيها ناظره إليه بتعجب :
-رأيي فيه ازاي يعني ؟!! يزيد دكتور ممتاز ..
زفر انفاسه قائلا بهدوء وهو براقب تغير ملامحها بدقه :
- يزيد طلب ايدك مني ياأسيف ....
اتسعت اعينيها واعتدلت تحدق به بصدمه واضحه وفرغت شفتيها وكأنها ألقي علي مسامعها خبر إحدي الكوارث الكونيه للتو ....
كومنتات حلوه يا عسليات 😍😍😍😍😍😍😍😍😍💃💃💃💃💃
الفصل السابع عشر "انسي ! "
من المتعارف عليه أن تدور عقارب الساعه ليمر الوقت وينتهي اليوم ويبدأ يوم جديد مشحون بالأعمال والأشغال لدي البشرية ، ولكن ها هي عقارب ساعتها تدور وتصدر صوتها ولكن يومها ثقيل لم ولن ينتهي ابدأ ، أصبحت عادتها هنا بتلك المشفي طوال اليوم أن تراقب ساعتها بصمت تنتظر انتهاء يومها ببرود وتعيد تلك الذكريات التي برعت بحفرها بعقلها الباطن وإعادتها علي نفسها كل يوم هي علي يقين أنها المتسببه الوحيدة بما حدث لها ، لم تكن "أسيف" صديقتها البريئه وابنه العم وراء ما حدث لها كما زعمت ، هي طامعه تعلم .. رغبت بما ليس لها تعلم ذلك أيضا .. لكنها أحبته وبشده!!!
ضمت ركبتيها إلي جسدها واحتضنت ساقيها بذراعيها ودموعها تهطل بصمت قاتل وهي تتذكر صوت ابنه العم الضعيف الهزيل المستنجد بها وبرحمتها ولكنها جردت نفسها من المشاعر الإنسانية حينها تركتها تُعاني الويلات وهي تنعم بأحضان أخيها ببرود ،لها كل الحق "أسيف" بكراهيتها وكان عليها ان تتركها بلا مساعدات لكن كما اخبرها الطبيب انها أتت خصيصاً لتوافيه بالمعلومات الخاصه بها علها تُشفي ...
استمعت إلي طرقات الباب ثم دلوف أحدهم بالطبع لن يكن سوي ذاك الطبيب غريب الأطوار الذي يأتي إليها كل يوم يتطلع لها بصمت ويسأل اسئله يعرف إجابتها لذلك لا يتلقي منها سوي الصمت كما هي لكنه لا يمل أبدا ، رفعت رأسها حين وجدت أخيها يخطو خلفه ويتوجه إليها يقبل وجنتيها بلطف ثم همس لها بتساؤل :
-اخبارك إيه النهارده ياحبيبتي ؟!!
لم تجيبه كالعاده بل هزت رأسها بهدوء لتستمع إلي صوت "يزيد" الهادئ يقول :
- أديك اطمنت عليها ممكن تتفضل عشان ابدأ جلستي معاها ؟!!
قلب "فهد" عينيه بملل ثم نظر إليه يرد عليه بنبره مماثله له بالهدوء والبرود :
- بقالك اسبوعين ومفيش نتيجه بس ماشي انا فعلا هسيبك لما نشوف اخرتها ..
لم ينتظر إجابته بل مال عليها يهمس لها بانه سوف يعاود المرور عليها بنهايه يومها كعادته ثم قبل خصلاتها يربت علي جسدها بلطف واتجه إلي الخارج تاركاً اياهم معا ...
جلس "يزيد" أعلي الأريكة وهو ينظر إليها بهدوء ثم ابتسم وقال بنبره رخيمه :
- فهد مشي خلاص تقدري تتكلمي !!
تطلعت إليه بأعين هادئه وشعرت بتلك الرعشه الخفيفه تسري بجسدها جراء سقوط كلماته عليها كالدلو البارد ، اشاحت وجهها عنه و اضطربت أنفاسها تدعي عدم الفهم ، ابتسم لها بهدوء واعتدل يستند بكوعيه علي فخذيه وهو يُكمل بنبره تحذيرية فهمتها علي الفور :
- ماهو لو متكلمتيش معايا هضطر اقول لفهد انك مش فاقده النطق ولا حاجه وانك ساكته بمزاجك ..
عدلت وجهها تطالعه بأعينها الحمراوتين من شده البكاء وتهتف بغضب :
-عايز ايه مني مانا بعدت عنكم كلكممم سيبني في حالي وامشي بقااا ....
ابتسم حين استفزها واستطاع اخيرا إخراج الكلمات منها ليردف بهدوء وهو يعود بجسده الخلف واضعا ساق فوق الأخري :
-انا مش عايز ياندي انتِ اللي عاوزه ..
صمت لحظه يراقب ملامحها التي بدأ الاندهاش يستحوذ عليها رويداً رويداً ليبتسم مُكملا حديثه بهدوء وهو يستقيم متجها إلي الشباك يتطلع إلي الحديقه الخضراء البديعة :
- اه انتِ اللي عاوزاني ياندي ،انتِ اللي محتاجه تتعالجي وترجعي لأهلك ولنفسك قبل أي حد ،محتاجه تعترفي انك مريضه مش تمثلي انك فاقده النطق زي أسيف اللي بتغيري منها ...
قاطعته وهي تقف صارخه به :
-انا مش بغير من حد ...
لأول مره يصيح "يزيد" بأحد مرضاه وهو يتلتفت لها بنظرات حاده عنيفه :
-لا بتغيري لدرجه انك قلدتي حالتها ومثلتي فقدان النطق علي الكل عشان تبقي زيها ..
صرخت بغضب وقد بدأت دموعها تهطل من ذلك الرجل الذي يعريها أمام نفسها بجحود :
-لا لا معملتش كده عشان غيرااانه .. محصللللش
اتجه إليها يحدق بها ببرود شديد واردف بعناد :
- لا عملتي كده من غيرتك عشان تاخدي اهتمام تيم ليكِ انتِ عملتي كل ده قصد ...
بدأ جسدها بالارتعاش وهي تنظر إليه بحقد وغضب وقد عجزت غن ايقاف دموع ضعفها أمامه لتصرخ بعنف وهي تلقي بثقل جسدها أعلي الأريكة :
- ايوه عملت كده عشااان يجي واشوفه ومجااااش ، حتي هي جت وهو مجاش يشوفني حاولت اصعب عليه زيهااااا هي وخدااه ليهااا بدموعها وانا محتجااااه اكتر منهاااا عاوزه اترمي في حضنه عااووزه اقوله اني محتجااه بعد ابني ما راااح مني ...
بدأت تتنفس من فاهها وهي تضغط علي خصلاتها بعنف وبكائها ونحيبها يصدح بالاجواء غطت وجهها تتواري عن انظاره وتخفي ضعفها تبكي بعنف وشهقاته مرتفعه وهي تهمس :
-انا عارفه اني غلطت كتير بس انا لسه بحبه ومش عارفه اخرج حبه من جوايااااا ،عارفه اني غدرت بأسيف واذيتها و اهوه حقهااا رجع وابني مااات قبل مااشوفه لييييه القسوه دي معقول مصعبتش عليه بعد موت ابننا ، انا بحبه زعلانين كلكم علي أسيف وانا الشريره اللي اذيتها ،ضعف أسيف كااان غلططط ورغم انها اتأذت زمان من برائتها لكن برضه أصرت تفضل زي ماهي ،انا مش بكره أسيف محدش فيكممم فاهمني كلكممم كنتوا القاضي والجلاد عليااااا ، تخيل جدو مجاش ولا مره ليا هناا رغم انه هو وتيته كانوا هيتجننواوعلي أسيف لما خدها ومشي ، اناا ..اناا مش بكرهمممم ...
خارت قواها لأول مره وبدأت تتحدث بتشتت وعبث شهقاتها تتعالي وانهيارها يزداد تلك القبضه فوق قلبها تعصره بقوه شديده وهي تتسأل داخلها هل يموت الإنسان من كم الأوجاع؟!
للصمت ضريبه تدفعها تلك القلوب الساكنه وللكتمان وجع ينبش ببقايا أرواحنا المُرهقه ،ومهما بلغ الشر داخلنا تحاربنا قوي الخير لتطفو علي وجه الحياه مره أخري أيتها الجروح الغائره للوحده ضريبه ادفعها الآن بضيق انفاسي ، تحولت قواي للدفاع عن نفسي إلي نيران غيره وحقد احرقتني وحدي بالنهايه ، أنا الخاسره التي شنت حربها علي بريئه حاقده علي محبه لم املكها يوما ، انا تلك الصامته التي توارت خلف جدران القوه الواهيه والحقد الدفين لأحتمي من بني البشر وتدريجيا تحولت إلي فتاه الشر بحياه من حولي ......
تنهد "يزيد" وقد بدأ يستوعب حالتها حين بدأت بالأحاديث المشتته ورغم تشتت نظراتها وشهقاتها المرتفعه ودموعها التي تهطل كالشلال ، إلا انه اندهش من كم المشاعر التي توصل الإنسان إلي تلك الحاله ندي لم تتعرض يوماً إلي ما تعرضت له أسيف لكنه اكتشف أنها اضعف من أسيف بمراحل وما جدار القسوه سوي ستار تحتمي به من الجميع !!!
أمسك كوب المياه وهو يناولها إياه بلطف وقال محاولا تهدئتها :
-لو كنت اعرف ان استفزازك هيعمل كده مكنتش اتكلمت خالص وانتِ ساكته كان ارحم ...
نظرت إليه بحزن وقد شحب وجهها وباتت أعينها ذابله تري منهما روحها المُهشمه ،لكنها اغمضت عينيها بسكون حين وجدته يبتسم لها بهدوء وما كانت كلماته سوي مزاح هو لم يمل منها كما فعل الجميع بل يمازحها !!!!
***
وقفت "سمر" تحدق بتلك اللوحه الجميله التي أبدعت "أسيف"بها وقد ظهر بها كم هي ماهره وفنانه مبدعه رقيقه انبهرت العمه وهي تمدح لوحاتها المختلفه بكلمات لطيفة ابتسمت لها أسيف برقه وهي تقف متجهه إلي مرحاض المرسم الراقي خاصتها تغسل يديها بهدوء وهي تقول بصوت رزين متسائلة :
-وانتِ عاوزه تروحي لتيم ليه ياعمتو ؟!!
تنهدت العمه بهدوء وهي تعبث باصابعها الرقيقه بفرشاة صغيره أمامها قائله :
-ولا حاجه ياقلب عمتو أنا لقيت نفسي فاضيه قولت اعدي عليكم وناكل برا سوا بقالنا فتره طويله مخرجناش سوا ياأسيف ..
عادت إليها وهي تبتسم بلطف قائله بهدوء :
- فكره حلوه برضه خلينا نغير جو القصر ..
ثم تنهدت وهي تهمس بحزن :
- وتيم محتاج ده برضه ...
بدأت تجمع متعلقاتها وتستعد للمغادره ليرن هاتفها وتُنير شاشته باسم "يزيد" بللت شفتيها وهي تنظر إليه بصمت دام لحظات ؛ ليأتيها صوت عمتها التي ربتت بلطف علي كتفها ثم أمسكت ذراعها بلكف حازم تقول بهدوء :
-قررتي ايه ياأسيف ؟!!!
توترت ملامحها وتصنعت عدم الفهم وهي تغلق شاشه هاتفها تهمس لها :
- في ايه ياعمتو ؟!!
ابتسمت عمتها بهدوء وكورت وجهها الصغير تنظر داخل رماديتيها الجميله قائله بنبره رزينه :
- انا مربياكِ ياأسيف انتِ بنتي يعني لما تبقي محتاره ومتوترة أول واحده بتعرف ده أنا ...
لم تستطع أسيف مقاومه تلك الابتسامة الساخره فوق شفتيها واردفت بحزن بالغ وهي تزيل كفها عن وجهها بهدوء :
- فعلا ؟!! للأسف ياعمتو انتِ بتاخدي بالك من اللي عاوزاه بس ، لما كنت خايفه من كام شهر اتكلم عن اللي بيحصل فيا مكنتش بتعرفيني ليه وانا متوتره ومحتاره ؟!! اشمعنا دلوقت !!
عقدت "سمر" حاجبيها وهمست لها بصدمه واضحه :
-انتِ مكنش واضح عليكِ حاجه ساعتها يابنتي تفتكري انا ممكن اشوف كده او ابقي عارفه اللي بيحصلك واسكت ؟!!
اغمضت أسيف عينيها وقالت بهدوء :
- انا مايهمنيش تسكتي او لا لكن لو أنا فعلا بنتك واتعمل فيها كده هتساعديني انسي ولا لا ؟!!
اتسعت أعينها وهي تهز رأسها بالإيجاب قائله باندهاش :
- وانا مش بساعدك ياأسيف ؟!!! ده انا كل امنيتي دلوقت إنك تنسي وتعيشي حياتك عادي ..
بللت أسيف شفتيها تهمس لها :
- أنا عمري ماهنسي ياعمتو ، وجع جسمي بصحا عليه كل يوم كأنه كان امبارح ،كلامه في ودني وهمسه في كوابيسي ، اني اشوفه كل يوم قصادي واسمع صوته ده بيوجعني ومش هينسيني ابدااا ، انسي اهانته ليا ؟!! عايزاني انسي ذله ؟!!! عايزاني انسي وانا بصرخ وبترجاه يرحمني وهو كأنه في عالم تاني مش سامع ولا حاسس ؟!! عايزاني انسي انه كان بيخطط شهور ازاي يهيني ويذلني وهو عارف اني مليش ذنب في كل ده ؟!! عاوزاني انسي اني وثقت فيه وسافرت معاه زي الطفله بالظبط وفاكره ان خوفي منه كان وهم عشان مش متربي معايا زي نائل وكوابيسي كلام فارغ واتفاجئ بوحش بينهش فياااا ؟!! عاوزاني انسي اييييه ؟!!!! كنتِ انتِ نسيتي طليقك ؟!! فاكره قولتي ايه لتيته لما قالتلك هيرجعك ولسه بيحبك ؟!! قولتلها عمري ماانسي كلامه وثقتي فيه راحت ارجعله ازاي ؟!! انتِ مش ناسيه كلام وعاوزاني انسي كلامه وضربه واهاناته وذله لياااا ؟!!!! هاااا ردي علياااااا كان مين بينسي ؟!!!! واشمعنا انا اللي انسي فيكمممم ؟!!! عشان انا أسيف ضعيفه الشخصيه مش كده ؟!!! مين قالك اني محاولتش انسي ؟!! انا حاولت انسي خوفي من الرجاله بعد اللي شوفته ،قولت مش ممكن يكون زي السواق المقرف ده .. ده ابن عمي .. هيعاملني زي ندي ، مفيش حاجه تخوف ، عارفه لما كان بيتعصب كان بيعمل فيا ايه ؟!! هااا ؟!!عارفه كنت ببقب مرعوبه قد ايه ؟!! كنت بخاف انام ويهجم عليا يضربني ،كنت بترعب لما احس انه صاحي قبلي ، كنت بموووت كل يوم وانتوا مش حااسين ولا عااارفين ، وفي الآخر جاااي بمنتهي البساطه يقواي آسفففففف!!! آسف علي ايه هااا آسف علي جسمي اللي استباحه ولا عضمي اللي كسره ولا الكللم القذر اللي حفظهولي ؟؟!! آسفففف علي اااايه هااا ؟!! ازاي بعد كل ده عاوزاني انسي ؟!! لو كنت بنتك كنتِ هتقوليلها انسي ؟!!! انا عمري ماهنسي ولا هسامح ، عمررري .....
لهثت بعنف فور ذلك الانفجار اللعين بكلماتها المخزونه منذ أن رأت وجهه الكريه مره أخري منذ أن عادت وهي تريد الصراخ بتلك الكلمات علها تشفي جروحها الغائره وتُطفئ نيران قلبها المشتعله ، علها تعود بريئه كما كانت ، كتمان الوجع أشد من الوجع ذاته ياساده انها نيران تكوي قلوبنا الصغيره تحرقها بلا شفقه !!!!
مسحت تلك القطرات الساخنه اللعينه التي الهبت وجهها وارهقت روحها واتجهت إلي الباب الزجاجي تفتحه لتخرج للهواء الطلق علها تزيح قليلا من ثقل روحها ، ليرن هاتفها بجيب بنطالها مره اخري ، اخرجته تحدق به لحظات ثم تنهدت بهدوء وهي ترفعه إلي أذنيها بعد لمسه خفيفه منها علي شاشته تُعلن ايجابها اخيرا علي اتصالاته المتكرره هامسه له بهدوء وهي تُغمض عينيها بارهاق :
- ايوه يايزيد ، انا موافقه .....
وقفت "سمر" متسمره بمحلها شاحبه الوجه تحاول ايقاف تلك الدموع التي اغرقت وجهها فور ان استمعت إلي كلمات ابنه اخيها الرقيقه لاعنه ابن أخيها الغبي الذي ارهق تلك الجميله إلي تلك الدرجه لقد دنس روحها وعبث ببراءتها بجبروت وطغيان لا حدود له ، لن ينفع الندم صاحبه ابداااا ، استمعت الي موافقتها وانتظرت انهائها المكالمه ثم اتجهت إليها وهي تتطلع إلي رماديتيها المقهوره بوجع لتجذبها بقوه إلي أحضانها الامويه تربت علي خصلاتها وهي تبكي معها بصوت مرتفع هامسه باعتذارات متعدده لن تُعيد ما ضاع ...
***
وقف "تيم" أمام شرفه مكتبه الزحاجيه يحدق بحركه السيارات بشرود تام وقد غاب عقله بعده اتجاهات هو إلي حد ما اطمأن علي شقيقته رغم صعوبة ذكرياتها وجراحها التي اكتشف مؤخرا أنه من الصعب مداواتها إلا انها أفضل الآن لقد اصلحت أقوي عن ذي قبل تعتمد علي ذاتها وتتخذ قراراتها بعقلانية وهدوء كان عليه ان يعلمها ذلك من قبل هو أكبر مشارك بما حدث لها لكنها علي ما يرام الآن ...
ماذا عن طليقته ؟!! يزيد أخبره أنه من الصعب الكشف عن أسرار حالتها لكنه أقر انها أفضل من حاله أسيف ، ما ذاك الشعور بالذنب نحوها هي أم مات جنينها لكنها كانت مُقبله علي قتل شقيقته !! هل عليه أن يشفق عليها ، شعور غريب بالخواء يتملكه نحوها كيف كان يحبها ؟!! هل ذلك لم يكن شعور بالحب نحوها ؟!! هل كان يشفق عليها ؟!! وعلي وحدتها ؟!! زفر انفاسه بارهاق شديد ليجفل حين استمع إلي صوتها الرقيق يشاركه عزلته قائله وهي تحتضن خصره من الخلف واضعه خدها علي ظهره :
-ياااه مين واخد عقلك ياتيموو ؟!!
ابتسم بهدوء وهو يعتدل بجسده يحتضنها بقوه هامسا لها وهو يقبل خصلاتها :
-الشغل ياقلب اخوكي ... خلصتي بدري يعني مش قولتي هتكملي اليوم ف المرسم ؟!
ابتلعت رمقها بتوتر ثم ابتسمت له بخجل وقد بدأت وجنتيها بالتورد اللطيف ليضيق عينيه ثم يردف بهدوء متسائلاً :
- وافقتي ؟!!
عضت علي شفتيها وهزت رأسها بالإيجاب وهي تشير بيديها بحركات توضيحيه اثناء حديثها الهادئ :
- اه بس مش هنعمل حفله خطوبه عشان تيته هي الدبل بس هنلبسها سوا في حفله صغيره ع قدنا كده لحد ماتعدي فتره ..
وضع يديه بجيبي بنطاله وهو يحدق بها بنظرات لائمه :
اتفقتوا علي كل حاجه يعني وجايه تبغليني بس مش اكتر ..
اتسعت أعينها المذهوله تهز رأسها بالسلب مسرعه هامسه بحزن :
- ابدا والله ياتيم كل الحكايه ان يزيد لحوح جدا وانا قولتله مش هينفع عشان تيته وهو وافق وقال انها مش مشكله ، انت مش موافق علي يزيد صح ؟!!
حدقت به يتساؤل ليهز رأسه بارهاق ثم أحاط كتفيها واتجه إلى الأريكة الجلديه الانيقه يجلسا فوقها معا وهو يحتضنها رابتا علي خصلاتها هامسا لها بلطف :
-شوفي ياأسيف انا مش عاوز أي حاجه من الدنيا غير راحتك وسعادتك يااحبيبتي ولو راحتك معاه عمري ماهرفض لكن ده ما يمنعش اني وراكِ دايما ومعاكِ واول مااحس إنك مش مرتاحه هبعده عنك تماماً ، مش هكرر غلطتي ياأسيف ...
قبل خصلاتها يهمس بلطف حازم :
-اوعدك ياقلب اخوكي محدش هيقربلك طول مانا بتنفس ..
أحاطت خصره بقوه تدس جسدها الصغير بأحضانه الدافئه وشعور الإمتنان بتعويض القدر لها بذلك الأخ الرائع الحنون لايضاهيه شعور الآن كم تعشق ذاك الرجل الحنون وتتمني أن يكون يزيد نسخه منه وضعت قبله صغيره اعلي وجنته وعادت مره اخري لاحضانه بهدوء ليبتسم لها قائلاً :
-متأكده من قرارك ياأسيف ، خليكِ فاكره إنك هتظلمي شخص معاكِ لو كملتي عشان ده يزيد الدكتور ، اظن فهماني ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهمس له بهدوء بعد ان اخرجت تلك التنهيده ذات الأنفاس الساخنه من رئتيها :
-متأكده ياتيم ... بس خليك جنبي دايما ...
أحاط خصرها بقوه وقبل خصلاتها يهمس بما حعل ابتسامتها الجميله تطفو علي شفتيها :
- أنا جنبك ومعاكِ في كل لحظه ياقلب تيم وعمري ما هسيبك ماتخافيش ، واستعدي بس لمرحله جديده في حياتك اتمني تعوضك عن اللي فات ياقلب اخوكِ ....
يتبع
الفصل الثامن عشر "خِطه!"
داخل تلك الغرفه الرياضيه المجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة يجلس فوق الأرضيه والمياه تتقطر من حنيع أنحاء جسده مياه عرقه ودموعه معااا ، ما هذا الشعور القاسي ؟!! منذ أن عرف من عمته بما تخفيه بقلبها وعقلها عن الجميع وهو بأسوأ حالاته علي الإطلاق شعور الذنب والندم قاتل يكاد يهلك بين رحاياهم فاقداً ما تبقي نن أنفاس مقاومته اغمض عينيه وهو يستعيد هيئتها المتوسله له ،المستجديه رحمته حين كانت مُدرجه بدمائها الطاهره ،لقد دنسها ،قتل براءتها والآن يبكي علي ما اقترفته يداه ...
مسح دموعه عن وجهه بعنف ثم رفع يديه يجمع خصلاته جاذبا اياها للخلف بقوه عله يصل إلى حل بتلك الكارثه ، لقد وافقت علي ذاك اللعين ليكون زوجا لها ؟!! لقد أبت أن تمنحه عفوها وغفرانها ، وسوف تبدأ بحياه جديده مع رجل آخر ؟!!! هل عليه أن يقف الآن مكتوف الأيدي مُختبئاً بتلك الغرفه ؟!!! هل يأخذ دور المشاهد الصامت ؟!! لقد رفضت جميع محاولات التفاوض معه عليها ان تسمعه فقط مره واحده لعلها تغفر لعلها ترحم عقله المرهق وقلبه الثائر الآن .....
وقف وهو يزفر انفاسه بقوه ثم اتجه إلي كابينه الاستحمام يمنح جسده حمام دافئ قبل أن يبدأ بما يمهده الآن بعقله ، حسنا إن كانت لا تريد أن تسمعه لتري بأم عينيها ؟!!!!!
مر الوقت به وهو يُعد جيداً ليصل إلي غرضه قبل أن تبدأ حفلته خطبتها لرجل آخر اليوم لن يحدث ذلك لن يري ذاك اللعين جواراها ، خرج من غرفه المكتب يراقب حاله الهرج السائدة بحركه الخادمات يحاولن إنجاز ماتكلفه بهن العمه التي زقفت بعيدا نسبيا تحدق به بنظره حزينه وكأنها تعتذر ابتسم بسخرية داخله وهو يتسأل من عليه الاعتذار ؟!! هز رأسه بارهاق وكاد ان يتجه للأعلي لتبديل ملابسه لكنه اصطدم ب "نائل" الذي يهبط مسرعا وهو يتحدث بالهاتف ومن كلماته من الواضح انه يتفق علي إحدي التنظيمات ،جز علي أسنانه بس بقوه وامسك ذراعه يوقفه واعينه ترسل النظرات المشتعله له ليعقد الأخير حاجبيه ثم انهي مكالمته مسرعا وهي يتجه معه إلي جناحه مندهشا مما يفعله ابن عمه ليقول فور ان أغلق الهاتف وبلحظتها اغلق "فهد" باب جناحه :
-ايه يااعم انت بتعمل ايه انا مش فاضي أسيف طالبه مني كذا حاجه ....
لكزه "فهد" بكتفه بقوه وهو يهتف بعنف :
-انت معندكش دم يلااا ؟!!! أنت هتساعدها تتجوز الواد الملزق ده ؟؟!
ابتسم "نائل" ببرود وهو يدلك محل لكزته القويه التي جعلته يطلق تأوه خفيف وغمز بإحدي عينيه له يقول بتساؤل مزيف :
- وأنت مش عايزني اساعدها ليه هاا ؟! هي بنت عمي وهو صاحبي وبصراحه لايقين اووي علي بعض ...
اتسعت مُقلتيه حين تلقي لكمه قويه ودفعه لجسده أدت إلي ارتطام قوي لجسده بالحائط خلفه اطلق صيحه قويه حين انقض عليه "فهد"بشراسه صارخا به بعنف :
-مين دول اللي لايقين علي بعض انت بتستعبط ولا عااامل مش فاااهم ، انت تفضل بتساعد صاحبك ضد ابن عمككككك ؟!!!
لكمه "نائل" في بطنه بعنف وهو يحاول تخليص جسده منه صارخا به بغضب :
- ايه يافهد الغباوه دي تصدق ليها حق ترفض تكلمك اناا راجل ومستحملتش .. وبعدين ايوه أساعد صاحبي طالما يستحقها لو اتحطيت انت وهو في الكفتين طبيعي هو يكسبك كفايه انه مش غبي كده ...
لا يعلم لما ماهية ذاك الشعور حين حدثه عن استغلال قوته الجسمانية معها ،،، ومعه الآن ...
عاد بجسده إلي الخلف وهو يفك اسره مبللا شفتيه وقد زاغت عينيه بعده اتجاهات يحاول صرف هيئتها عن عقله حتي يتثني له استجماع شتات عقله وقلبه الذي ينبض بين ثنايا صدره بقوه شديدة منذ علم بأمرها هي والطبيب وكأنه مقبلاً علي حرب .. هي بالفعل حرب ؛ حرب خاضتها بمفردها نحوه تعثرت أمامه عده مرات ليبتسم ظنا منه أن تلك هي لحظه انتصاره لكنها كانت تخذله حين تقف بمواجهته مره اخري مُلطخه بدماء انتصارها هي عليه تلوح له بابتسامه صافيه عله يرفع رايته أمام براءتها لكنه أبي واسكتبر ،ليكون مصيره جاثيا علي ركبتيه أمام عرشها ينتظر امرها بفك اغلال أسرِها له ....
وقف "نائل" يحدق به ببعض الندم حين رأي ذاك الحزن الطاغي علي ملامحه الرجوليه ليتقدم منه رابتا علي كتفه بحزم يقول بهدوء :
-سيبها في حالها يافهد أنا نفسي خوفت منك دلوقت اللي بتعمله ده مش ممكن يخليها تفكر فيك لحظه واحده او انها تسامحك حتي ..
حدق به بأعين دامعه مُنهكه من فرط الوجع الذي قاساه ولازال يقاسيه بمفرده ثم همس بصوت متحشرج أجش :
-مش قادر اسيبها يانائل ، حاولت ومعرفتش نظراتها ليا مجرد ما بتشوفني صدفه بس بتفضل في عقلي طول يومي خنجر داخل طالع في قلبي كل مافتكر اللي عملته انا عارف انها جريمه وعارف إني دمرت أي أمل بينا بأيديا وعارف أنها متستاهلش إني أناني في طلبي أنها تسامحني بس انا مش قادر حط نفسك مكاني ، لو حبيت واحده هتقدر تشوفها مع حد غيرك ؟!!!
اتسعت أعين "نائل" بمفاجأة لم يكن ينتظر اعتراف ابن العم ابداااا بتلك اللحظه ليهمس بذهول مستنكر :
- حبيتها ؟!!
وكأنه كان ينتظر كلمه ابن عمه ليصرخ بغضب وهو يصول ويحول حول نفسه يجذب خصلاته بعنف ويلوح بيديه :
- ايوه حبيتهااااا ، مين يقدر يشوف أسيف ومايحبهااااش انا حبيت أسيف وبراءتها حبيت اصغر تفصيله فيهاا بقيت تجذبني ليها غصب عني وبقيت بحارب نفسي عشان ماخونش عهدي لواحد اكتشفت انه اصلاااا كان مريض عيشني في وهم انتقااام مش موجووود ، عارف انا رجعت بيها هنا ليه ؟!! عشان ماقدرش اجي جنبها عشان اخاف منكم لو عرفتوا باللي بعمله ومقربتش منها من ساعتها كوابيسي مكنتش بترحمني اصلاااا لحد ماجت الليله اللي حاولت اقرب منها بجد ورفضتني ، مشوفتش غير نظرات امي وكلام ابويا بقي في وداني هاتلي راجل واحد يقبل ان مراته ترفضه مشوفتش قصادي وبعترف انه أكبر ذنب عملته في حيااتي كانت هي ، انا بتمني اني أموت عشان انسي اللي عملته فيهاااا ، بتمني أني أموت طب لحظه بشوف بنظراتها لياااااا ،بتمني الموت عن راجل تاااني يقرب من أسيف وأنا عااايش ، أنا ندمت اني طلقتها كان لااازم اخليها علي ذمتي غصب عنها وعني ، بس قولت كفايه غصب عليها لما تهدي هحاول معاها مره واتنين وتلااته لحد ماتسامحني ، ايوه انا طمعت في رحمتها ،ولسه طمعان يانائل ، قولي اعمل ايه غير أني اسيبها لراجل غيري انا مش ملاك عشان اعمل كده ...
سلط أنظاره أخيرا وهي يلتقط أنفاسه اللاهثه اثر صراخه الغاضب العنيف وصدره يعلو ويهبط بعنف نبضات قلبه يسمعها الآن ابن عمه المذهول مما يسمعه هل ذلك فهد ابن عمه الصامت الصارم ؟!! هل يحب "أسيف" بالفعل ؟!! لقد ظن أنه غار من علاقتها بيزيد فقط ، لكن مشاعر ابن العم حقا تحركت نحو المستحيل بذاته ، راقب نائل تلك الدموع التي تلمع علي لحيه ابن عمه ويراها لاول مره بذهول حقيقي نظرات الانكسار التي تصرخ بها مقلتيه حقا اوجعته ليزفر بارهاق وهو يهز رأسه بعدم تصديق لما تؤول إليه أمورهم لقد اصبحت الأمور أكثر تعقيدا الآن ليهمس بصوت واضح وهو يتحاشى النظر إلي ذاك الفهد :
- مستحيل أنت بتحاول في حاجه مستحيله يافهد ، انت متعرفش مشاعر أسيف ناحيتك شكلها إيه دي مش مستحمله تشوفك حتي ،انا نفسي خوفت منك دلوقت تخيل بقي واحده زي أسيف عاشت معاك أيام وليالي بالرعب ده مش بس لحظاات زيي ..
اتجه إليه فهد يضغط علي كتفيه بقوه وهو يهدر بصوت متحشرج :
-نائل مفيش غيرك يساعدني حتي عمتك من ساعه كلامها مع أسيف قالتلي انسي بس انا فعلا مش قادر ، انا مش طالب غير ان يبقي ليا حاجه في كفتي عندها وده مش ممكن يحصل لو يزيد ارتبط بيها هو فاهم مشاعري ناحيتها عشان كده بيسرع من ارتباطه ...
عقد "نائل" حاجبيه بتوهان واردف باندهاش :
- مش فاهم يعني ايه كفتك تتساوى انت هتعمل ايه ؟!! وانا اساعدك ازاي بقولك مش طايقه تسمع اسمك ..
عقد "فهد" حاجبيه وهو يردف بغضب :
- ماخلاص يابني آدم عرفت انها مش طايقه تسمع زفتي ، الكفه تتساوي يعني انا دلوقت الشيطان في نظرها ويزيد باشا طبعا الملاك الحارس وانا مش عايز غير فرصه اقدر اوضح فيها اني اتغيرت واخليها تسامحني ..
نطق كلماته الاخيره بهزل وضعف شديدين وبدأت الدموع تلتمع بعينيه بنظره يائسه للغايه حركت غضب ابن عمه من ذاك الضعف الذي بدا عليه لأجل فرصه واحده ؟!! زفر "نائل" بارهاق وقال بهدوء نسبي :
- طيب وانا اقدر اساعدك ازاي ؟!!! وغير كده خليك فاكر تيم هاا لو أسيف قبلت تسامحك مش تحبك واخد بالك انت ... تيم ممكن يقتلك ويقتلها ويقتلني علي مساعدتي دي انا عارف ان اخرتي ع ايد حد منكم وبما انك بقيت كيوت كده عشان خاطر سوفي يبقي أكيد تيم هو اللي هيقتلني ...
كشر "فهد" عن أنيابه بغضب وامسك تلابيبه يجذبه إليه وهو يردف بغضب ينافي حالته منذ قليل تماما :
- مين ده ياض الي بقاا كيوت وعشان ايه ؟!! اسمها ايه سمعني تااني ؟!!!
ضيق عينيه وقد لاحت امارات عنفه وغضبه بالاجواء ليبتسم نائل ويردف ببرود وهو يربت علي ظهر يدي "فهد" المتشبثه بتلابيب قميصه بعنف :
-لاااا بقولك ايه انت حاليا محتاج مسااعده هااا ،جو الغطرسه وقله الادب دي هتطفش البت أكتر ماهي طفشااانه لم نفسك كده وافتكر أسيف بتكره العنفففف !!!
اغمض "فهد" عينيه يحاول استجماع هدوءه ثم انزل يديه عن قميص ابن عمه المستغل وابتسم ببرود مماثل يقول بمكر :
-حلو يعني قبلت تساعدني ...
نظر له "نائل" بطرف عينيه بقلق ثم اردف :
- ايه ده انت مبتسم كده ليه احنا هنقتل يزيد ولا ايه ؟!! بقولك ايه انا من الاول قلقان منك و ..
لكزه "فهد" بغضب وهو يقطع سيل كلماته وافكاره قائلا بغضب :
- بقولك ايه يازفت انت متعصبنيش انت شايفني قتال قتله قصادك ،خلاااص بطلت زفت عنف امال انا اتعالجت من ايه ، اما هستخدم دماغي بسسس زي ماهو بيعمل ..
تنهد "نائل" وقال بعقلانيه :
-تمام هساعدك بس اول مااحس بضرر ناحيه اسيف انا هوقف علي طول انا معنديش استعداد اخسرها ده انا لو ليا اخت مكنتش هتعمل معايا اللي هي بتعمله ،ده غير ان يزيد صاحبي ومش هضره برضه اعملك اي حاجه بعيد عنهم ..
زفر "فهد" وهو يهز رأسه الإيجاب رابتا علي كتفيه بقوه :
-اولا انا مش ممكن أأذيها يااغبي وانا بعمل كل ده عشان تكلمني ، ثانيا قولتلك اني مش قتال قتله مليش اي علاقه بيه كل محاولاتي هتبقي معاها ..
اتسعت عيني "نائل" يهتف مسرعا :
-لحظه لحظه هما محاولات مش محاوله ؟!! انت مطول ولا ايييه لا ده انت شكلك ناوي تشتري ليهم تذاكر شهر العسل ..
رفع يديه بحمايه أمام وجهه حين اغضب ابن عمه وكاد يلكمه بعنف علي كلماته الغير منتقاه بالمره ليسرع قائلا :
- قولي عاوز تبدأ بايه ياكبير وانا تحت امرك ...
تنهد زافرا انفاسه وهو يحدق به لحظات قبل ان يبدأ بقص عليه ما يريد فعله بالتحديد ليقلب تلك الليله ...
***
جلست "ندي" شارده فوق ذاك المقعد في الحديقه تحاول صرف تفكيرها عن ذاك الطبيب الذي استطاع كشف مكنون صدرها ولعبتها الحمقاء لقد تمكن من اشغال عقلها كما اراد وتحميلها ذنوب مااقترفته ايديها مؤكدا عليها أنها المتسببه بما آلت إليه حالتها وأن الله اختار الأفضل لها حين فقدت جنينها حيث قال إنها فرصه عظيمه عليها اغتنامها و الاعتراف بمرضها لأجل التداوي منه ، زفرت بارهاق وقررت العوده الي غرفتها مره اخري علها تنعم ببعض ساعات النوم التي حرمت منها طوال ليلتها الثقيله ،اتسعت عينيها حين وقعت انظارها علي تلك الحقيبه المخصصه للهدايا اتجهت إليها تقف عاقده حاجبيها وبدأت أناملها تعبث بمحتوياتها لتجدها عباره عن علبه كبيره مغلفه ومحكمه الإغلاق جيدا ، ابتسمت تلقائيا وهي تقرأ سطور الورقه المطويه بجانب العلبه ثم أعادت قرأتها بصوت واضح وكأنها تحاول تصديق ما تراه الآن :
-افتحي هديتك وحاولي تستغليها انا مشغول النهارده ومش هقدر اقابلك لكن ميعادنا بكره عاوز اجي الاقيكِ منفذه ده ..
ابتسمت وبدأت اناملها بفك الشريط الحريري وهي لاول مره منذ وقت طويل تُبدي حماستها ناحيه شيئ ماا .....
***
وقفت "أسيف" تعقد ذراعيها أسفل صدرها بغضب وهي تحدق بذاك الفستان النبيذي الذي أرسله اليها "يزيد" مع بطاقه صغيره أمسكت هاتفها وهي تطرق عليه بغضب مسرعه تتصل به منتظره لحظات قبل ان ترفعه إلي أذنها قائله بغضب :
- ايه ده يايزيد ،مين قالك اني هلبس اللون ده اصلااا ، انت عارف اني بكره اللون داااا
صمتت لحظات تستمع إلي حديث قبل ان تقول بغضب وهي تحاول التقاط انفاسها وعمتها تحدق بها باندهاش :
-ردماادي ايه لا ده مش رمادي والورقه قصادي مكتوبه بخط ايديك انا عارفااه ...
لحظات مرت عليها وهي تحدق بالورقه ثم زفرت بغضب وقالت باعتذار :
-انا هختار فستاني بنفسي اسفه ليك مش هقدر البس ده ..
بللت شفتيها ثم بدأت ثورتها بالخمود تدريجيا وهي تقول متنهده :
- خلاص ماشي .. مش زعلانه لا ... سلام ....
اختفت ابتسامه ذاك المراقب للوضع من خلف الجدار وابن عمه يلكزه بجانبه هامسا له :
-انت مقولتليش ليه علي موضوع الفستان ده احنا مش اتفقنا مش هتتدخل بينهم ..
غرس "فهد" اصابعه بعنف في ذراع ابن عمه وهو يسحبه بعيدا حتي لا يتصاعد صوتهم لها .. ثم هدر معنفا اياه بغضب :
-ايه يابني ادم انت وانا عملت ايه ليهم كل الحكايه بحب اللون ده وكان نفسي تلبسه بس للاسف أسيف اتغيرت ١٨٠ درجه بس بدايه حلوه برضه ...
حدق به "نائل" باندهاش ثم قال وهو يضيق عينيه بسخرية:
-بتحب اللون عليهااا .. فهد ياحبيبي فوووق أسيف بتتخطب لواحد تاني يعني هتلبس ليه هو مش ليك انت صدقت ن..
قطع حديثه وهو يكمم فمه ويده الأخري خلف رأسه يهزه بعنف وغضب قائلا بعنف وهو يزيح جسده للحائط ليرتطم به :
-لو حاولت تستفزني تااني وتجمعهم في جمله انا هقتلك انت واروح السجن وارتاح بقااا ...
اتسعت عيني "نائل" وهز رأسه بالإيجاب علي الفور ثم ازاح يد ابن عمه وهو يهمس له بلوم :
- هو ده اللي مش هتستخدم العنف تااني ؟!! اعمل حسابك اسيف كل كلامها هيبقي علي إنجازات يزيد معاها ده لو قبلت تكلمك انجز وقولي هعمل ايييه اسيف هتاكلني لو عرفت أني معملتش اللي قالته.....
اخرج "فهد" فلاشه صغيره من جيبه ثم وضعها بيد ابن عمه يردف بنبره تحذيريه حازمه :
-اظن فاكر هتعمل ايه .. متنساااش انت مشوفتش اللي سابهاا الأمن هو اللي سلمها ليك ساامع ...
هز رأسه بقلق وهو يأخذها منه بتردد قائلا بتأكيد :
- فهد انا وثقت فيك اوعي تكون الفلاشه دي فيها حاجه عن اللي حصل بينكم ...
اندهش "فهد" من تفكير ابن عمه واردف بغضب :
- انت اتجننت يانائل انا لو اطول امسح الفتره دي من حياتنا هعمل ده الفلاشه فيها حاجه تاني خالص متقلقش .... اتمني أسيف تكون لسه محتفظه بجزء من براءتها ناحيتي وتسمعها المهم انك تخرج عمتك من الاوضه مش عاوز حد معاها ساامع ....
***
-غريبه اوي لو حد يعرفني ليه الامن مدخلوش ؟!!
قالتها "أسيف" وهي تقلب تلك العلبه الصغيره الملفوفه بين يديها حيث وضع "نائل" الفلاشه داخلها كما أتفق مع ابن العم ،ليردف باندهاش مُجيبا اياها :
- ايه ياأسيف اللي غريب بس ،مممن واحده صاحبتك وحابه تفاجئك شوفيها وأنا هروح اشوف الاوردر بتاع الفستان وصل ولا ايه ...
ثم تركها وولي خارجا مصطحبا عمته وهو يحادثها معه ...
فتحت العلبه بقلق ثم قلبت محواها بين اصابعها لحظات قبل ان تنصرف إلي جهازها تبدأ بتشغيلها بأيدي مرتجفه متوتره للغايه ، ولاتدري ماتلك القبضه التي تشتد علي صدرها الآن من فرط قلقها الغير مبرر اخيرا ادركت سبب ذاك الرعب حين ظهر وجهه الماكر أمامها يبتسم بهدوء وهو يردف في الفيديو الخاص به وكأنه علي علم بتصرفاتها الآن :
- هااي يابيبي ، اوعي تقفلي ارجوكِ وانا عمري مااترجيت حد ياأسيف مش هتخسري حاجه لو سمعتيني وانا مش قصادك ،انا عملت الفيديو ده عشان بقيت متأكد انك كاره اي مكان يجمعنا سوا ، لو تيم غالي عندك كملي الفيديو للآخر مش عايز اكتر من كده ...
اطلق تنهيده بارهاق واضح ثم دس يده بخصلاته بحركه تعرفها جيداً عنه يفعلها حين يفقد اعصابه ،بدأت الدموع تتجمع بمقلتيها وهي تحدق به بصمت واصابعها تتراجع عن زر الإغلاق رويداً رويداً لتسمتع إليه يقول وهو يجلي حنجرته بصوت رخيم متعقل :
- أنا عارف شعورك ناحيتي شكله إيه كارهاني ومش مستحمله تشوفيني ، ولو تقدري تقتليني هتعمليها من غير ماتترددي لحظه واحده وانا مش همعنك ساعتها ياأسيف وربي ماهمنعك هستقبل الموت منك وانا مرتاح ومبسوط كمان ، أنت مكنتيش تستاهلي اللي حصل وانا كنت مُغيب في عالم تاني .. وده مش مبرر ابدااا ولا عمري هيبقي ليا حق في اللي عملته ، أنا هحكيلك حكايه صغيره وسايبلك فيديو تشوفيه بعد ده ومش عايز منك غير انك تسمعيني وتعرفي ان طلبي الوحيد تسامحيني اتمني ماشوفش نظرات خوف في عينك بعدها لأني معنديش جراءه اتعرضلك تاني ياأسيف ..
تنهد وهو يفرك ذقنه يحرك رأسه للجانبين وهي تتابعه بقلب وجل يرتجف وقد بدأ سيل الدموع يزحف لعينيها وشفتيها ترتجف من وقع كلماته ولاول مره تستشعر الصدق برماديتيه الماكره لا هي ليست ماكره تلك المره هي دامعه .. نادمه .. مرهقه للغايه .... استمعت إلي صوته الأجش يقول بنبره متألمه واضحه :
- الحكايه دي لطفل صغير عمري ماحكيتها لحد هتقولي بحاول اكسب عطفك ايوه انا محتاج عطفك ياأسيف ولأول مره بحتاجه من حد بعد .. أمي ..
زحفت الدموع إلي عينيه هو تلك المرة وبدأ يسعل محاولا المحافظه علي نبرته لتكون واضحه لها مُكملا :
-الطفل ده كان عند بالظبط ٦ سنين صحي في يوم علي اصوات تكسير وتخبيط جامده جدا .. طبعا اترعب وخاف يطلع من اوضته وعيط بس لما لقي الوقت عدي والأصوات سكتت فضوله غلبه وعياطه وقف وحب يشوف ايه اللي حصل وياريته ماخرج من اوضته .. عارفه شاف ايه ...
اغمض عينيه وكأنه يستحضر مشهد ما واكمل بصوت غالبه الدموع ..
- شاف أمه غرقانه في دمها لدرجه معرفش ملامحها في الأول .. الدم مغطي وشها كله وهدومها شبه مش موجوده بتحاول تفتح عيونها وتبص عليه وهو في زاويه صغيره بيعيط من رعبه والمنظر حواليها ،خايف يقرب منها وخايف يسيبها ويمشي ، فضل واقف مكانه بيتنفض لحد ما شاف أبوه رايح عليها رفعت ايديها كأنها بتمنعه يقرب لكن هو كمل ونزل قعد جنبها يعيط ، ويترجاها بكلام مش مفهوم .. الموقف ده بقي يتكرر يوم واتنين وتلاته والطفل ده بيكبر وبيخاف يقرب منهم في الوقت اللي يحصل فيه كده لحد الام في يوم جت واتفقت معاه اتفاق ، انه اول ما يسمع الاصوات دي هيقعد في اوضته وهيقرأ القرآن اللي حفظوه سوا بصوت عالي والصوت هيسكت .. بس طلعت بتخدعه بقا يعمل كده فعلا وصوته يعلي ويعلي واصوات الضرب والصريخ بتعلي معاه ،بدأ يفهم أن أمه بتتعذب من أبوه لما دخل المدرسه وبدأ يفهم طرق المعامله بين الاهل شكلها الطبيعي إيه مع الوقت بقي يكره وجود ابوه ومجرد ما يختفي يجري علي أمه يساعدها وهو بينفذ كلامها اللي بيخرج بصوت واطي عشان تقوم وتقف تاني ، وفي يوم وصل فيه ١٠ سنين واخته كانت لسه طفله رضيعه وقف يشوفها وهي بتصرخ بكل قوتها كأنها اول مره يحصل معاها كده وراح عليها عشان يساعدها زي كل مره بس معرفش عارفه ليه ؟!!
تساقطت دموعه كالسيل وبدأ صوته يختل ويضعف وشهقات خفيفه تشق حديثه وهو يهمس مُغمضا عينيه
-لقاها يتتنفض والدم خارج من كل حته في جسمها سخنه زي النار ودموعها بس هي اللي موضحه انها حاسه بيه ، ابوه ضربها بالشكل ده وهي محمومه من الأساس بدل مايعالجها قتلها ... حاولت ... هاا حاولت اساعدها زي كل مره بس مقدرتششش ، انفاسها الأخيرة خرجت وهي بين ايديا عاجز إني اساعدها ومفهمتش ليه سكتت فجأه دموعها وجسمها بقي ساكن زيها .. غير لما أبويا قالي انها ماتت يعني مش هنشوفها تاني والسبب ابوكِ .....
تنفس بارهاق من فمه وهو يحاول مسح دموعه بعنف قائلا بصوت متحشرج من سيل الذكريات الذي قبض علي أنفاسه بشكل واضح أمامها .. ثم اكمل
- وفضل سنين كل يوم يسمع حكايه عن عمه اللي كان عاوز امه ليه وكان بيحاول معاها ، مع الوقت اقتنعت بافكاره ووعدته انه هرجع حقه ... انا اعتقد انك عارفه الباقي اتمني قبل ما تحكمي عليا بكذبي او صدقي تشوفي الفيديو التاني ، الفيديو متصور بالكاميرات بتاعه الشقه اللي كنتي فيها ....
ثم اختفي .... اختفي بعد ان تسبب ببكائها نتيجه تلك القصه القاسيه التي قصها عليها بدموع عينيه التي تراها لثاني مره بحياتها هي علي يقين بمدي صدق أحاديثه وام تتخيل ابداا ان تصل بشاعه عمها لذلك الحد لكن زحفت اناملها المرتعشة وهي تكتم شهقاتها لرؤيته الفيديو المزعوم وياليتها لم تفعل !!!!!!
لقد كان اشبه بإحدي الأفلام الأجنبية المرعبه حين أصوات الصريخ الصادرة عن تلك السيده التي تضم جسدها فوق الارضيه البارده تتلقي صفعات بالحزام الجلدي وركلات قاسيه ..ربااااه لقد شعرت بكل ذلك ... لقد عادت إليها تلك اللحظات القاسيه وانطلقت الدموع من عينيها وهي تغطي فاهها بيديها الاثنتين تكتم شقهاتها المتتالية من هول ما تري لقد كان ابوه متجبرا اكثر منه بمراحل لقد عانت تلك السيده الويلات لتكون حياتها ثمنااا لمريض نفسي لم يعالج .....
الحياه ليست عادله قد تندلع القسوه لتُغرق لحظات حياتنا ونشعر بأنها النهايه ... نهايه عالمنا الوردي ... نهايه بهجتنا ... نهايه تلك الابتسامه اعلي شفاهنا ... لكنها تكون بداية .. بداية جديدة للحظات مختلفه وشعور مختلف قد يقودنا لعالمنا الأفضل ظنناه يوما النهايه .....
رأيكم يهمني جداااا اتمني اشوفه ... ♥️اظن فصل طويل وكان مُرهق ليا الحقيقه ...
الفصل التاسع عشر "اغفري !"
بدأ الصداع يداهمها بقوة شديدة لتُغلق الحاسوب وتنزع تلك الكارثه التي حولت يومها الجيد إلي أتعس يوم بحياتها احكمت اغلاق العلبه وخبأتها بالكومود بجانبها وكأنها تخفيها عن أعينها المتورمه من فرط البكاء امتفضت بمحلها حين استمعت إلي تلك الطرقات أعلي الباب وأمسكت رأسها التي خذلتها وبدأت بالدوار زاغت عينيها وبدأت أنفاسها بالاضطراب وتلك السحابه السوداء تدور بقوه من حولها وتسحبها داخلها ليكون آخر ماتراه وجه اخيها المذعور الصارخ باسمها قبل أن تفقد وعيها ....
فتحت عينيها رويداً رويداً وهي ترمش تحاول استيعاب ما يحدث من حركه وخيمه حولها صوت وقع الأقدام المتعدده حعلها تفتح عينيها بذعر ومشاهد ذاك الفيديو تتكرر بمخيلتها عده مرات انتفضت للخلف وهي تقاوم دوارها تحاول النظر جيدا بالوجوه حولها وقد تنفست الصعداء حين لم تري وجهه بين الحاضرين هي لا تقوي علي مقابلته ابدا بتلك اللحظات استجابت لأحضان اخيها واندست داخلها بصمت وعقلها يعبث ويدور بتلك الكلمات التي نطق بها هل كان يري امه بالواقع كما رأتها هي هكذا جسدها ينزف الدماء وتتعرض لتلك الضربات الوحشيه من أب انعدمت منه الرحمه ؟!!
كيف تخطي ذلك بعقله الطفولي الصغير ؟!! ليته كذب عليها تلك المره لكنه صادق ، تلك الدموع التي غسلت لحيته الكثيفة لاتكذب لكن ماذا يريد ، لما يطالبها بما يفوق طاقتها الآن ؟!! دست وجهها بأحضان أخيها وهي تشعر انها بعالم آخر لا تستمع سوي الي همهمات منهم وخاصه اخيها الذي يربت علي ظهرها وخصلاتها برفق وهدوء وفي الغالب يسألها عن حالها لكنها بأسوأ حال ، تلك القبضه تشتد علي صدرها تكاد تخنقها لم تتخيل يوما أن يتحول عالمها الوردي لعالم بتلك القسوه ، تشوشت افكارها الآن لتفيق علي يد أخيها يرفع ذقنها بلطف هامسا لها :
-أسيف حبيبتي يزيد بيكلمك ..
رفعت عينيها إليه ثم نظرت إلي يزيد بصمت قاتل اقلقه ووتره لحظات قبل أن يتقدم يجلس أعلي الفراش قائلا بصوته الهادئ :
-أسيف أنتِ عارفه إنك مش مجبره علي الارتباط بيا لو هيوصلك لكده ؟!!
تجمعت الدموع بعينيها الجميله وقد ضلت سبيلها تماما لتوضيح ماحدث وأنه لا علاقه له بالأمر ، عضت علي شفتيها وهي تعتدل بجسدها لتستقيم أعلي الفراش ثم نظرت إلي عمتها التي تجاورها بصمت أعلي الفراش ثم اقتربت من أذنها تهمس لها بكلمات مقتضبه لتقف العمه متجه إلي غرفه الملابس بهدوء لتنظر أسيف أرضا وتتنهد بارهاق وهي تهمس بخجل :
-اسفه يايزيد مكنتش عاوزه ابوظ عليك اليوم ده بس انا سهرت للصبح علي شغل و .. و غالبا حصلي ارق او حاجه كده .. بس انا مش عاوزاك تفكر إنك السبب ...
عادت العمه وهي تعطيها تلك العلبه المخملية بهدوء لتفتحها أسيف وتتناول منها خواتم الخطبه بهدوء وتمد يدها إلي يزيد بهما مُكمله أمام نظرات الجميع المشدوهه :
-انا بوظت الحفله عليك لكن اكيد مش هبوظ الخطوبه .
دعوه صريحه منها بالموافقه عليه بكامل ارادتها نظرت إلي شقيقها بتساؤل حين شعرت بذلك الصمت الذي غلف الأجواء ليتنهد مبتسماً لها بهدوء ويتولي "يزيد" وضع الخاتم بإصبعها بلطف بالغ لتفعل مثله بهدوء وهي تعود إلي احضان اخيها تسمع همس ابن عمها لعمتها :
-عليا النعمه دي اغرب خطوبه حصلت في العالم دي لو اتصورت ونزلت سوشيال تخرب الدنيا ..
كبتت العمه ابتسامتها وهي تلكزه هامسه :
-اخرس يانائل مش وقتك ..
عادت إلي شرودها ولكنها اغلقت عينيها بارهاق وإعلان أنها مريضه تحتاج إلي الراحه ، كاد تيم ان يتركها لكنها تشبثت به بقوة رافضه تركه عله يهدئ من روعها ويخفي شتاتها ، عقد حاجبيه وهو يهمس لها :
-اسيف حبيبتي انتِ بخير ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهمهم ثم دست رأسها بجسده بصمت تام لتغفو تلك المره بإرادتها....
أحيانا يكون الهروب من الواقع أفضل الحلول بأعيننا لكنه يظل واقعنا مهما فعلنا ، وحين نعود نكون ذات أرواح مرهقه تبحث عن السلام بعالم الضباب ....
***
يصول ويجول بالغرفه وهو يحاول ضبط أنفاسه المضطربه منتظراً ابن عمه الذي طالت جلسته معهم ، لما تستغرق افاقتها تلك الفتره ؟!! زفر بارهاق وكاد أن ينصرف إليهم لكن دخول ابن عمه عليه بهدوء جعله يتجه إليه بلهفه قائلا بقلق واضح :
-فاقت ؟!! بقيت تمام ؟!!
اندهش "نائل" من أسلوبه الغريب عليه إن اقسم أحدهم أنه سوف يرى ابن عمه بتلك اللهفه علي امرأه لكذبه في الحال ،هو لايصدق أنه ابن العم الصارم أبدا ، هز رأسه بالايجاب حين قرأ القلق يأكل مقلتيه وحمحم قائلا :
- اه فاقت واتخطبت ...
ثم اتسعت عينيه من تسرعه الاهوج ورفع يديه أمام وجه ابن عمه المصدوم يهمس له باضطراب وتوتر :
-مكنش لازم اقولها كده صح .. بس انا نفسي مش مصدق دي فتحت عينيها طلبت الدبلتين ولبسوهم انت كنت حاطط ايه في الفلاشه كنت بتشجعها علي الخطوبه ولا ايه ؟!
انهي كلماته ابتسامه سخيفه استقبلها الآخر بصمت وغامت عينيه بوجع ابتعد عنه وهو يتجه إلي شرفته قائلا بصوت اجش :
-تمام ! سيبني لوحدي يانائل ....
كسا الحزن وجه ابن عمه علي حالته لكنه فضل الانصياع له وتركه بمفرده وانسحب من الغرفه تاركاً اياه بمفرده ....
وقف "فهد" يُطالع شرفتها بصمت لايشعر بالغضب حيال فعلتها شعور الوجع بداخله مؤلم هو لأول مره يقص ما يجيش بصدره لأحدهم لأول مره يفصح عن أوجاع الماضي وندباته بدموع عينيه ، ليتها كانت معه ،ليته عرفها منذ زمن ،لاختلف الأمر بالتأكيد ليتها لم تكن ابنه العم ابدااا ، تلك المراره التي يتجرعها الآن مؤلمه موحشه ، هو يريد غفرانها أكثر من أي شيئ بالحياه يريد النظرات البريئه التي كانت تندلع من مقلتيها الجميله ولم يقدرها حق قدرها ، عله يمتلك ذاكرتها بيديه ، عله يستطيع محو ماضيها و ماضيه .....
جفف تلك الدمعات التي لمعت علي صدغيه ثم تنهد وهو يري الطبيب المعالج ذو القدر الذي لم يستطع أخذه بقلبها يُقلع بسيارته الآن ، ضيق عينيه لحظات قبل أن ينصرف إلي غرفته ومنها الي غرفه الملابس يخرج ذلك الصندوق المخملي المتوسط الحجم متجهاً به إلي فراشه ثم جلس علي الأرضية البارده بجانب الفراش يضعه جانباً وهو يعبث بأصابعه بالأرقام ليُفتح الصندوق الذي يحمل عبق الذكريات ، يحمل طيات الماضي المؤلم ، الذي لم يترك له سوي ذكري تنبش بجراحه وتعبث بها لتؤلمه ، فتح إحدي الأوراق المطويه والتي كانت ذا رقم محدد من الخارج اختاره بعنايه وبدأ بقرأتها بصوت متحشرج باكِ كالأطفال يتأمل خطها الرقيق الذي رسم الحروف ببراعه :
-حبيبي فهد ، ابني الجميل العاقل ، تعرف انا مكنتش حابه الاسم ده في الأول باباك اللي اختاره ، لأن قالولي كل واحد ليه نصيب من اسمه خوفت تاخد طباع الفهد وهفضل خايفه عليك ، بس كل ما بتكبر قصادي وبحبك حبيت الاسم معاك ومبقتش قلقانه عليك منه ، بصراحه اطمنت عليك لما شوفت الرحمه في تصرفاتك ، مش عارفه لما هتشوف كلامي ده هتبقي قد ايه بس لو ماشي علي الورق اللي معاك هتبقي اكيد كبرت وقربت تتجوز ، وانا عندي كلام كتير اقولهولك وانت متجوز مش عارفه بكتب ليه بس احساسي اني مش هبقي معاك خوفني ولو هبقي معاك مش مشكله انا بتسلي وبضيع وقتي معاك ومفيش احلي من كلامي معاك ، تعرف انت قاعد قدامي دلوقت بتبصلي بعيونك الجميله وتبتسم وانا بتخيلك كبير وهكلمك علي انك راجل عاقل مش عارفه ليه بس ده شعوري وهمشي وراه زي مااتعودت ، نفسي ابقي معاك واشوف البنت اللي هتاخد اجمل راجل في الدنيا شكلها ايه ، هتكبر وهتبقي راجل جميله انا متأكدة ، هتحب مراتك وتخاف عليها ياابني مش هتأذيها ولا تيجي عليها انا واثقه في رحمتك ، واثقه فيك يافهد واوعي تخذل ثقتي ، ومتأكده انك هتختار شريكتك صح ، وهيبقي عندك اطفال حلوين هتحبهم وتخاف عليهم زي ما بتحب امهم وزي مانا بحبك اوي كده ، وانت قاعد قدامي دلوقت حاسه ان الدنيا كلها بين ايديا ياحبيبي ، وانت هتشوف الاحساس ده انا متأكده ، ولو انت بتقرأ الورقه دي يبقي أنا أكيد ربنا افتكرني ،بس انا معاك بروحي ياحبيبي معاك وقلبي معاك بيحس بيك لما بتخاف أو تفرح او تزعل ، امبارح كنت نايم في حضني وبتقولي هما الكبار كلهم زي بابا ؟! وانا معرفتش ارد معرفتش اقولك ايه ،بس انت مش زي أبوك أبدا ياحبيبي انت ملاكي وهتفضل جميل كده هتفضل حنين وبتخاف علي قلوب اللي حواليك ، انا خايفه تتغير عشان كده هقولك نصيحتي يمكن تحتاجها في الوقت ده ، مفيش حاجه اسمها الوقت عدي والغلط خلاص مش هيتغير لا ياحبيبي طول مافيك نفس حاول وحاول علي قد ما تقدر ماتظلمش يابني الظلم ظلمات وانا خايفه عليك تقع فيه ، يمكن كلامي ليك ملغبط ،بس انا خايفه ومش عارفه انت حالتك ايه دلوقت وانت بتقرأ كلامي لكن اللي عارفاه ومتأكده منه اني معاك بروحي وهتفضل روحي ملزماك ياحبيبي .....
اغلق الورقه وهو يجهش ببكاء مرير واضعا يده أعلي قلبه وهو يضغط بقوه عليه وقد عجز عن ايقاف تلك الدموع اللعينه التي تأكل من روحه كان بحاجه إلي النصح ولجأ الي صندوقه الخاص لكنه الآن بحاجه إلي احضان ؛احضان تحتويه كأمه الجميله الحنون ليته لم يفتح الصندوق ليته لم يفعل ، ليته لم يدنس روحه قبل روحها ليته ظل ذاك الملاك الذي تحدثت عنه الأم ...
لم أعد ذلك الملاك ياأمي قد دنستني الدنيا بخطاياها والتهت روحي الأوجاع ، لقد هُشمت بين رحايا الحياه لأصبح ما أنا عليه الآن ، لأصبح القاسي بروايتهم والظالم بحياتهم والمُدنس لروحها تلك الجميله التي أحببتها ....
افترش الارض الصلبه بجسده وهو يحتضن تلك الورقة مُغمضا عينيه ودموعه تزين وجهه كالطفل الذي هُشمت لعبته واحتضنها خالدا الي نومه ...
***
استيقظت اسيف صباحا وهي تشعر بالارهاق بجميع أنحاء جسدها نظرت إلي أخيها المستغرق بنومه لتقبل رأسه بهدوء وهي تستقيم معتدله خارج الفراش وقعت عينيها علي ذاك الخاتم الذي زين إصبعها لتُغمض عينيها تحاول ضبط أنفاسها وهز تنفض رأسها عن تلك المشاهد التي تتكرر بعقلها متجهه إلي المرحاض لتنعم بحمام دافئ يرحم عظامها المتألمه ...
خرجت من جناحها واتجهت إلي الأسفل وهي تعبث بمحتويات حقيبتها الصغيره باحثه عن مفتاح سيارتها ، كادت تصرخ بفزع حين وجدته أمامها يحدق بها بأعينه الرمادية المُرهقه ،بللت شفتيها وهي تتذكر هيئته المماثله قليلا لذلك بمشاهد أمس عضت علي شفتيها وتلفتت حولها لتجد الخدم بكل الارجاء يباشرون أعمالهم ، حاولت ضبط أنفاسها وهي تعتدل بوقفتها لتنصرف من جهه اخري قبل أن يحاصرها بكلماته لكن قد فات الأوان قد فعل !!! استمعت إلي تنهيدته ثم صوته المتألم بوضوح يهمس لها مشيرا بعينيه إلي إصبع يدها اليمني :
- مبروك !!
لم تجيبه إنما حدقت بعينيه لحظات وهي تحاول الفرار والابتعاد ليُكمل وهو يسد عليها طريقها بجسده قائلا :
- شوفتي الفيديو اكيد ، اسيف انا حقيقي مش عايز غير انك تسامحيني ، انا عارف انه صعب لكن دي شهور عدت وانا خوفت اقرب منك في فتره علاجك ، انا عمري ما اترجيت حد كده ، انا مكنتش في وعيي كنت مريض واتعالجت انا عمري ماعملت كده مع حد و..
قاطعته بغضب والدموع تلتمع يعينيها الجميله قائله بقهر :
-بس عملته معايا ، انا عمري ما هسامحك ولا هنسي اللي عملته فيااا ...
حدق بها بحزن ثم قال متسائلا بغضب طفيف :
-اومال اتعالجتي ازاي يااسيف ، هتكملي ازاي مع راجل تاني وانتِ مش قادره تنسي اللي حصل هاا ؟!!
ارتفع صدرها وهبط بتوتر بالغ و أوشكت علي البكاء أمام سيل اصراره لتهمس بارهاق :
-دي حاجه تخصني ،سيبني في حالي بقااا ،مانا سيبتك عاوز مني ايه ..
اقترب منها يهمس بوجع مماثل وهي تقطع نياط قلبه بنبرتها المرهقه لتبتعد عنه في الحال قائلاً :
- عاوزك تسامحيني ياأسيف ، انتِ لفيتي سلاسل حوالين رقبتي و بتتحكمي فيها ، عاوزك تغفري ياأسيف ...
حظقت بمقلتيه بوجع وهمست وهي تهز رأسها بالسلب :
-وانت مغفرتش ليه ؟!!!
تركته وهربت مسرعه من أمامه ،ليزفر انفاسه بارهاق ويستمع إلي صوت ابن عمه المازح :
- تصدق ده أحلي صباح شوفته في القصر ده ، فهد البراري بيتحول ياجدعان ...
لم يجيبه انما هز رأسه بتعب ثم نظر إليه يقول وهو يضيق عينيه بابتسامه ماكره :
-ولاا انت تعرف عنوان مرسم أسيف صح ؟!!
هز رأسه بالإيجاب وهو يقول بدهشة :
-ايوه طبعاا ...
اتجه إليه فهد يسحبه من ذراعه دافعا إياه أمامه وهو يقول :
-حلو يلا قدامي !!!
اتسعت أعين "نائل" وهو يسير أمامه كالدُميه وقال باعتراض :
-ايه ياجدع الأسلوب ده ،هو انتوا تحبوا واحنا نتسحل ؟!!
تلقي لكمه بظهره اخرسته وجعاته يسير معه بطواعيه تامه .....
***
وقفت أسيف تحدق باندهاش بتلك الشقه التي لأول مره تراها مفتوحه منذ أن بدأت عملها هنا ، ابتلعت رمقها بتوتر طفيف ثم اتجهت الي مرسمها وفتحته ومقلتيها تحاول تفقد الحركه بالداخل ...
علت وجهه بسمه صغيره حين راقب وصولها من الزجاج مستمعا إلي صوت ابن عمه الحاسد :
- ياسااتر علي الحظ ماشيه معاك عنب تشوف شقه قريبه من المرسم تقوم تلاقي اللي في وشه علي طول فاضيه ، صحيح دنيا حظوظ ..
اعتدل فهد وهو يرمقه بنظرات مستحقره ثم جذبه إليه من قميصه يقول بغضب :
- حظوظ ايه يلااا انت مش شايف المرار اللي أنا فيه بتحسدني علي إيه هاا ؟!!
ابتسم بسماجه وهو يردد :
-ومين جبرك علي المرار ده روح شوفلك واحده تاني وريح دماغك ...
خرجت الكلمات تلقائياً منه قال :
-ياريت اقدر ..
ثم امسك تلابيب ابن عمه وقربه إليه يقول بغضب :
-انا لو أسيف ماسامحتنيش هقتلك واقتلها واقتل نفسي ..
اتسعت عيني "نائل" من جديه ابن عمه وقال بخوف :
-طيب دي مشكله بينك وبينها تقتلوا بعض عادي انا ممكن افهم هموت ليه في النص ؟!!
قربه إليه اكثر صارخا به :
- عشان كنت معايااااا وفشلت في مساعدتييييي !!!!
انتفض ابن عمه وهز رأسه بالسلب وهو يقول بتوتر :
-ربنا ما يجيب فشل ياكبير انا معاك وهننجح كلنا ان شاء واسيف ربنا هيهديها علينا كلنا ممكن تسيب القميص بقي عشان اروح لها اعرفها بجيرانها الجداد ؟!!
تركه لينصرف من امامه مسرعاً وتعتلي البسمه وجهه فور خروجه ثم اخرج هاتفه يطمئن علي حال شقيقته قبل ان يبدأ يومه معهاااا .....
الفصل ده هديه صغيره مني لحد ماارتب اموري اكتر واثبتله يوم كمان ،ياريت اللي هيتعب ويكتب فصل قصير ما ينساش يقول رأيه فيه 😁 عشان مش هبص غير ع رأيه 🙈😂 التفااعل عشان فصل يوم السبت هااا 😌🙈😂♥️
الفصل العشرون "حيره!"
أغلقت الباب بإحكام خلفها ثم اتجهت إلى مكتبها تعبث بهاتفها لحظات قبل أن تضع سماعاتها الخاصه وتفتح هاتفها على تلك المشاهد المخزيه لذلك الطفل البريء وتلك سيده الوقور الذي احطت من شأنها بلا داعي .. و دون أن تشعر سالت دموعها وهي لا تصدق إلى الآن أن ذلك الطفل الصغير الواقف بزاويه ما يبكي بعنف وقهر هو ذلك الفهد المفترس الذي نهش برائتها و افترسها بعنف ضاري متوحش ....
أغمضت عينيها وهي تتذكر ذلك الكابوس بالأمس الذي لم يتركها وشأنها حيث ذلك الطفل الصغير المُقيد بالأغلال يبكي ويصرخ مستغيثا بها وهي تطالعه بأعين باكيه عاجزه تحاول فك قيدها لتتجه إليه لكنها فشلت مرة و مرة وهي تشعر بتلك القيود تشتد عليها كلما حاولت ؛ ليزحف الطفل إليها و نهر دموعه يغرق وجنتيه الجميله فور تدفقه من رماديتيه يحاول مد يديه إليها والاستغاثه بها مره اخرى ولكنها كما هي عاجزه تماما تبكي بقهر لحاله ذاك البرئ ...
مؤلم ذلك الشعور حين مددت يديك لأنتشلك من أوجاعك ولكن كيف و أنا المكلومه ذات القلب الجريح هل ليَّ أن اعاونك ؟!!
أنا لا أميل للعزله والانطواء بل أميل لإرضاء ذاتي الجائعه للهدوء واستعاده سلامها ... أميل الي الإكتفاء بها تجنُباً للخيبات ليس إلا ...
حاولت تنظيم أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط بقوه إثر تلك الشقهات التي تندلع من شفتيها الجميله انتشرت الحُمره لتكسو وجنتيها و أنفها الصغير ، بدت كطفلة صغيره حائره لاتعلم ما السبيل لإرضاء ذاتها كيف لها أن تتصرف الآن ؟!! هي لا تستطيع العفو عن الفهد القاسي ولن تفعلها لكن ماذا عن ذاك الصغير داخله الذي يناجيها منذ أمس ، هو ليس كيف له أن يتحمل ما رآه وهو لازال طفل صغير يفتقر المحبه والتآلف ، لقد نشأ نشأه خاطئه ليست سويه بالمره وذاك كله نتيجه أب مريض اعتبر نفسه من الآلهه يُحيي هذا ويقتل هذه شنًَ محكمته علي الجميع وكان القاضي والجلاد .....
انتفضت بمحلها حين وصلت إليها طرقات أعلي الباب الزجاجي الخاص بالمكان لتمسح عينيها بسرعه وهي تُغلق هاتفها تحاول هندمه ثيابها والاعتدال لتتسع عينيها حين وجدت أخاها يطالعها باندهاش من خلف الزجاج ابتلعت تلك الغصه بحلقها واتجهت إلي الباب تُدير المفتاح بهدوء وهي تنظر له اثناء عبثها بخصلاتها لتغطي بها إحدي عينيها المنتفخة إثر نحيبها وهطول دموعها ..
فتحت الباب ليدلف "تيم" ناظرا إليها بدهشه وهو يقول بصدمه جليه علي ملامح وجهه المستاء :
-ايه ده ياأسيف ؟!! مالك ؟!! وقافله علي نفسك ليه حصل ايه ؟!!
حمحمت وهي تحاول السيطره علي حروفها ونبرتها وقالت بهدوء :
-فيه ايه ياتيم انا لسه واصله من شويه وحبيت بس اعمل شويه حاجات قبل دوشه الشغل و قبل ما تيجي فرح ..
عقد حاجبيها وهو يُمسك يدها بهدوء متجهاً بها إلي الأريكة يجلس وهي بجانبها دست نفسها بأحضانه هاربه من نظراته التي تحاول استنباط حالتها ليقول بتساؤل :
-فرح اللي كانت ساكنه في العماره اللي قعدنا فيها ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهمهم بهدوء تمسح تلك الدمعات العالقه بأهدابها بأطراف اصابعها لتجد يده ارتفعت إلي خصلاتها يربت عليها بلطف وهو يتساءل بحزن :
-مالك ياحبيبتي من امبارح مش عاوز اتكلم عشان يزيد كان موجود والعيله كلها كانت حوالينا ، مش هتحيكلي واحنا لوحدنا برضه ؟!! أنتِ عاوزه يزيد ياأسيف متأكده ؟!
تنهدت بضيق شديد هي لاتريد أسئلة ألا يكفي عقلها الذي لايرحمها منذ أن دفع إليها بتلك المشاهد الداميه التي شنت خرب بعقلها تُعيد عليها ذكرياتها معه .. كيف لها أن تشارك أخاها ما رأته هو رغم كل شيئ ائتمنها علي سره والذي أوضح كم هو نفيس لديه هل لها أن تفشي عنه وتفضح أمره ؟!! لكنها حائره مُرهقه للغايه اعتدلت بجدسها وهي تحدق لحظات بشقيقيها المنتظر إجابتها ثم بللت شفتيها وهي تهمس بصوت مبحوح متوتر :
-تيم هو انا بقيت وحشه ؟! يعني .. آآآ .. يعني لو في حاجه كنت بعملها بسهوله زمان ودلوقت مش عارفه اعملها .. ده معناه اني اتغيرت للأوحش ؟!! يعني لو مش قادره اعمل ده .. أنت فااهمني ؟!!
اعتدل بجسده ليقابلها بجلسته فور أن رأي تلك الدموع تلمع بمقلتيها الحائره ليُمسك كتفيها بقبضتيه يضغط عليهما برفق وهو يقول بهدوء :
- ممكن تهدي حبيبتي انا بحاول افهمك .. تحبي اكلم يزيد ..
ارتفعت رأسها تهتف بسرعه و أعين متسعه :
-لاا بلاش يزيد ..
ضيق "تيم" عينيه يطالعها باندهاش يصرخ من مُقلتيه لتضع خصلاتها خلف أذنيها وهي تدحرج رماديتيها بالأرجاء بتوتر طفيف تهمس موضحه بخجل :
-أصل انا اتعالجت خلاص يعني مش حابه المعامله بينه وبينه تبقي .. دكتور ومريض .. يعني .. خلاص ياتيم اعتبرني مقولتش حاجه ..
نكست رأسها بهدوء وكادت أن تستقيم بوقفتها لكنه أمسك يديها بلطف وهو يقول بهدوء وهو يضع تلك الخصلات الشارده خلف أذنيها :
- أنتِ عاوزه تسامحيه ياأسيف ؟!!
ارتفعت مُقلتيها علي الفور وتحولت إلي الغضب وهي تردف بتشنج واضح واقتضاب :
- قصدك مين ؟!!!
تنهد وهو يهز رأسه بالسلب موضحاً بنبره صارمه طفيفه :
- أنتِ عارفه قصدي مين !!! عاوزه تسامحي فهد ياأسيف وده اللي موترك من امبارح طيب ويزيد ايه دوره في حياتك قبلتي الخطوبه ليييه ؟!!
دمعت عينيها حين وجدته يحدثها بما تخشاه هكذا بوضوح بل ويريد اجابات أيضاً لم يكن عليها أن تثير جدل بتلك النقطه تحديدا معه الآن رق قلبه حين رأي تبك الحيره مره اخري تندلع من مقلتيها ليقربها إليه محتضنا إياها يقول بهدوء :
-أسيف حبيبتي أنتِ عارفه أنا بحبك قد إيه وخايف عليكِ ازاي .. مش عايزك تفضلي حيرانه كده أنا حاسس بيكِ من امبارح وجايلك هنا مخصوص عشان نبقي لوحدنا وتبقي براحتك مش عشان اضغط عليكِ ياحبيبتي ،أنا واثق فيكِ وفي اختياراتك وخليكِ متأكده مهما كان اختيارك عمري ماهتخلي عنك فمتخافيش انا في ضهرك دايما ...
أحاطت خصره بقوه ودفنت وجهها بعنقه تستمد قوتها وطاقتها من ذلك الرجل الذي برع بأداء دور الأب لها فكان نِعم العوض وخير سند لم يكن يوماً ثقل عليها أو علي روحها ،دست جسدها به بقوة ليبتسم رابتا علي خصلاتها بلطف وهو يشعر بتلك الراحه التي تشللت لقلبها الصغير هي ليست بحاجه إلي نصحه الآن هي بحاجه لدعمه وهو بارع بذلك قبل خصلاتها لتهمس له بنبره خافته :
- أنا بحبك أوي ياتيم ...
همس لها وهو يشدد من ذراعيه حولها :
وأنا بحبك أكتر ياقلب أخوكِ ....
للرجال شيم رأيتها حين غلفني أبي بأحضانه يهمس لي أن كل شيئ علي مايرام وتأكدت منها حين حاوطني أخي بذراعيه يُعلمني كيف يكون السند وأحبتتها حين رأيتك تراقب ما أنقصني منهما لتجرعني كأس المحبه بيديك ..
أنا تلك الطفله التائهه الشارده التي تلاعب بها القدر لتسقط وتقف علي أرض صلبه أقوي عن ذي قبل ، أنا تلك التي تأملتُم ضعفها ذات يوماً بابتسامه ساخرة ؛ اشتد عودي وصعنت قوتي من بقايا ضعفي لأتأملكم الآن بابتسامه انتصاري علي ضعف نفوسكم الباليه ....
***
عاد "نائل" علي الفور إلي ذاك الفهد الذي وقف مندهشا من سرعه عودته واردف بصدمه :
-ايه ده لحقت تعرفها ؟!!
نظر "نائل" حوله بتوتر واغلق الباب جيداً خلفه وهو يسرع إلي زر الستائر الإلكتروني يغلقه وهو يردف بابتسامه سمجه :
-لا في الحقيقه ، احم احم مروحتش اصلااا ...
رفع "فهد" احدي حاجبيه وهو يحدق به بغضب شديد بتندلع النظرات القاسيه من عينيه فاتسعت أعين "نائل" وهو يتقهقر عنه صارخا به بغضب :
-ياعم أنت بتبصلي كده ليييه حرام في عليك الرعب اللي معيشني فيه ده ... كام يوم اسود يوم ماشوفتكمم ...
انقض عليه "فهد" يقيد حركته وهو ينظر إليه بغضب هامسا بصرامه :
-مروحتش ليه ؟!!!!!
ابتلع رمقه وهو ينظر بخوف للباب قائلا بارهاق :
-هي موته ولا أكتر ؟!! لو أنت سيبتني تيم هيقتلني علي اللي بهببه منكم لله ياولاد البراري واحد وااحد إلا سوفي الغلبانه ...
اعتدل "فهد" وهو يعدله مُضيقا عينيه يردف بدهشه :
- هو تيم هنا ؟!! هي كلمته ؟!!
وقف "نائل" يعدل من هندامه وهو يردف بغيظ واضح :
- وانا اعرف منين كلمته ولا لا مش متلقح معاك هناا .. وبعدين شكب كلامهم مهم اصل واطي ومعرفتش اسمع ..
لم يستطع "فهد" كبح ضحكاته التي انطلقت تملأ الارجاء وهو يردف من بينها :
-أنت زعلان عشان معرفتش تتصنت عليهم ؟!!!
ابتسم "نائل" وهو يحمحم قائلا :
-احم احم لا يعني كنت حابب اساعدك اكيد ...
نظر إليه "فهد" رافعاً إحدي حاحبيه بسخرية واضحه ثم اردف ببرود وهو يمسكه من تلابيبه :
- وأنت بقي جاي فاكرنا هنستخبي لحد ما البيه يمشي ؟!!
أمسك "نائل" يديه وهو يردف بنفاذ صبر وقلق :
-ياااعم ارحمني بقااا أنت بتتحول مش كنت لسه بتضحك ، أنت يعني مش عارف أن تيم مش بيطيق يشوف وشك ؟!!
نظر بخوف إلي نظراته الثاقبة الصارمه واردف مُصححاً :
اقصد يعني مفيش بينكم توافق ... ايه ده صوت عربيه تيم اهوه ده مشي ، بعد أذنك بقاا أشوف سوفي ...
أمسك "فهد" فكيه بغضب وهو يردف من بين أسنانه بعنف :
-اسمها أسيف ...
هز رأسه بالإيجاب علي الفور وهو يعتدل مبتعدا عنه بخطوات غاضبه يهمس لنفسه بغضب :
-الله يلعنكم عيله معفنه ...
***
على الجانب الآخر
وقفت "أسيف" وهي تتجه مع اخيها الى الباب لتودعه إلى عمله دلفت حينها "فرح" وهي تلتقط انفاسها واضعه يدها أعلي صدرها تنظر أرضا تتفقد حذائها تقول بحماس لطيف وهي ترفع بوجههم تلك الحقيبه التي تحوي علب الطعام داخلها :
- أسفه اتأخرت عليكِ اكيد جعانه ..
اتسعت عينيها بخجل حين دفعت الكيس إلي صدره الصلب وهي تعتقد أن "أسيف" من تقف أمامها لتصيح بصدمه :
-ايه ده تيم والله مااخدتش بالي أنا أسفه جدااا ...
ابتسم بهدوء لها وهو يتناوله منها واضعا اياه علي المنضده المجاورة وهو يقول بلطف حاسم :
- ولا يهمك مفيش مشكله ....
ابتسمت له بخجل وهي تعتذر مره أخري :
-لا ازاي ده الحمدلله أنه جوا الكيس كان زماتك بتدعي عليا أسفه ليك جداا ...
ابتسم لها بهدوء وهو يردف بعقلانية ولطف :
-متقلقيش مفيش حاجه حصلت لكل ده .. هسيبكم مع بعض بقااا ...
ثم مال علي شقيقته يُقبل وجنتيها واعتدل واقفا يعدل من سترته وهو يولي خارجاً ينصرف إلي أعماله ، تبعته أعين فرح لتقول فور ابتعاده بحزن :
-دلوقت يقول عليا هبله ...
نظرت لها أسيف بهدوء وهي تقول :
-فرح أنتِ عارفه تجربه تيم كان شكلها إيه ليه تعلقي نفسك بيه ؟!! متزعليش مني أنتِ صحبتي وعان بحبك بقولك تيم مشواره صعب شويه عليكِ ..
نكست رأسها بحزن وهي تزيح خصلاتها خلف اذنها تقول لها بخجل :
-وهو بمزاجي ياأسيف ، أنا عارفه إنها تجربه صعبه وبصراحه كنت خايفه اعرفك مشاعري عشان ماتحسيش إني بكرر عليكِ زعلك بس بجد مش بإيديا ..
تنهدت "أسيف" وهي تبتسم بسخرية من تلك الصديقه التي وثقت بها يوماً وما كانت بالنسبه لها سوي سُلم ترتقي درجاته لتنال رغباتها فقط .. شتان بينها وبين تلك الجميله التي دعمتها بأسوأ وقت لها وأصبحت صديقه لها بوقت كانت تخشي به الجميع بل وظلت تكتم مشاعرها بخجل إلي أن لاحظت ذلك هي واستدرجتها بالحديث .. علي عكس الأخري تماما ..
أفاقت علي يد "فرح" الصغيره فوق كتفها تهزها بلطف وتعتذر بخجل :
-أنا شكلي بوظت الدنيا أسفه ...
ابتسمت بلطف وهي تهز رأسها بالسلب قائله بهدوء :
- لا مفيش حاجه شوفي بقا هتفتحي العلب ولا إيه انا جعانه اوي ، هتتحاسبي علي تأخيرك ده ...
ضحكت "فرح" وانصرفت تلبي رغبه صديقتها تغيب داخل ذاك المطبخ تُعد وجبه فطورهم ...
كادت ان تجلس ليرتفع صوت تعرفه جيداً صارخا بحماس :
- سووووفي !! حبيبه الكل أناا جيتتت ...
اتسعت مُقلتيها وهي تحدق به بصدمه تقول باندهاش :
-هو ايه الحكايه النهارده تيم لسه ماشي ...
نظر إليها باندهاش مصطنع وهو يقول :
-معقوله ايه ده تيم كان هنا انا محدش قال ليه .
رفعت كتفيها وحدقت باندهاش وهي تقول :
- ما حدش قال لك ايه يا ابني انت بتقول ايه ؟!! انت كنت عايزه يعني ؟!!
نظر إليها بصمت لحظات لتهتف بسأم وارهاق :
-بقولك ايه يا نائل بتعمل ايه هنا خلص ، انا مش فاضيه ..
ابتسم بسماحه وبرود و هو يقول بسخريه :
-اه طبعا بقيتي سيده اعمال ومش عارفه حتى تبصي علي ابن عمك الغلبان اللي بيفتح قدامك جيم وانت ولا معبراه ..
اندهشت ثم حدقت به بصدمه و أعين متسعه وهي تردف :
- هو أنت اللي اخدت المكان ده ؟!! لا لحظه كده .. جيم !! جيم ايه اللي فتحته انت مقولتليش خالص انك ناوي تعمل كده اصلا ؟!!
نظر إلي أظافره وهو بتلاعب بها قائلا بتوتر طفيف :
- اه ما هو اصل كل حاجه جت فجأه يعني فكرت في الصبح وعملته من شويه ..
حدقت به صدمه اشد عن ذي قبل وهي تقول :
أنت بتقول ايه يا نائل انت كويس يا ابني ؟!!
نظر لها بحزن وهو يقول بغضب وملامح مكفهره :
-ايه ياأسيف ده بدل ما تقوليلي مبروك ؟!!
هزت رأسها بارهاق وهو تقول بلهجه غاضبه :
-نائل قول من الآخر عملت ايه عدل انا مش فاهمه كلمه منك ؟!!
اردف مسرعا بلهجه مقتضبه :
بقولك ايه المكان اللي قدامك ده انا اخذته الصبح هعمله جيم كده تمام واضح كلامي ولا مش واضح ؟!! الأجهزة توصلني على بكره الصبح كده ، يعني هتلاقيني على بكره بدير الجيم بتاعي قصادك يااسوفي يااقمر ، كده تمام مفهوم الكلام ولا ايه ؟!!!
تساءلت بصدمه :
طيب وشغلك ؟!! هتسيب الشركات ؟! عمو مراد عارف الكلام ده ووافق عليه ؟!!
اردف مسرعا وهو يصيح بوجهها :
- لاااا واوعي تقوليله ...
عقدت حاجبيها وقالت بغضب :
- مش هتبطل عمايلك دي ؟!! لازم تقوله دي مش خروجه هتخبي عليك فيها ...
زفر بنفاذ صبر وهو يقول بحزن بعد أن القي بثقل جسده فوق الأريكة :
والله حرام اللي بيحصل فيا ده ....
رق قلبها له وجلست مقابله وهي تردف بتوتر ظنا منها أنه حزن من كلماتها :
-طيب فهمني عاوز تخبي عليه ليه ..
هز رأسه بحزن وهو يردف بتلقائيه :
-عشان ف..
اتسعت مُقلتيه وتوتر حين أدرك أنه كاد يفشي أمرهم لهاا ليضيق عينيه ناظرا إليها ساخراً داخله من تلك النبره التي تملكها تلك الجميله التي تحعل الجميع ملك لهاا كيف لذلك الفهد أن يضيعها من يديه حقه أن يعض أنامله من الندم .. ليقول متنهدا وهو يستنشق تلك الرائحه الشهيه :
- عشان في كذا ترتيب هعمله الأول ، هي ريحه الأكل دي هنا ؟!!!
ابتسمت "أسيف" لأسلوبه وقالت وهي تهز رأسها بيأس منه :
-اه جعان ؟!!
هتف مسرعاً :
- ده انا هموووت من الجوع ...
خرجت "فرح" بذاك التوقيت تحديدا لتتسع عينيه من تلك الجميله التي طلت عليهم بفستانها الأرزق القصير حيث يصل إلي ركبتيها مظهراً قوامها الممشوق ليرفع عينيه إلي تلك الخصلات التي لملمتها جانباً برقه ناسبت ملامحها الجميله البريئه ،تأوه حين تلقي لكزه من يد ابنه العم تردف بغضب ناظره إليه بتحذير :
-نائل دي فرح صاحبتي ... وده نائل ابن عمي مراد يافرح .
ابتسمت له وهو تومئ بتحيه خفيفه من رأسها وهي تضع فطورهم علي المنضده الخشبيه هامسه بهدوء :
-اهلا يانائل ..
ابتسم وهو يعتدل قائلا بصوت اجش :
-يامليون أهلا ، تعرفي يافرح إني بحب الفرح اوووي ...
كتمت "أسيف" ضحكاتها علي حديثه وتلون وجه "فرح" بخجل شديد وهي تردف بتوتر ناظره لأسيف :
انا هعمل مكالمه مهمه واجي ياأسيف ..
لتتسع أعين أسيف حين وجدت ابن عمها ينصرف خلفها وهو يقول :
-طيب انا افتكرت مشوار مهم هعمله واجي .. سلااام ...
ضربت كف بالآخر وهي تتجه إلي الطعام قائله بصوت واضح :
-اتجننوا كلهم ؟!!
الفصل اقصر من اللي فات شويه داا بس حقيقي اتكتب بصعوبه وخد وقت مني هعوضكم ان شاء الله ♥️♥️ مش هقعد اتكلم عن حوار التفاعل قراتي الفصل من نفسك حطي اللايك مش عشان انا بجد بدأت ازهق م الكلام ده وهستني رأيكم جدااا في الأحداث ♥️♥️♥️
تعليقات
إرسال تعليق