![]() |
غزوة حب
الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر
نظر الي صورتها علي هاتفه بـتأمل مشتاقاً لها هو بـحاجة للـحديث اليها مطولاً كـعادته معها بـالسابق يريد احتضنها و الصراخ بـصوت عالي انه برئ من خيانتها كما تعتقد داخله امل انها علمت كل شئ و سـتصفح عنه مرر سبابته علي صورتها بـالهاتف يكمل تأمله الي ملامحها بـقلب محطم و صوت والدها يـردد بـأذنه بـميعاد عقد قرانها يدعو من كل قلبه ان لا يحدث حتي يجد الحل المناسب و التصرف اللائق .. فقط لو تفتح مجال للـحديث معه ، تنهد بثقل و هو يضع الصورة في موضع اكبر مدققاً علي عيونها قائلاً بـهمس :
_ عيون الفيروز
اغمض عينه يرجع بـظهره الي الخلف علي الفراش الخاص به لقد كان يوم شاق كثيراً و تحمل به الكثير و لكن لا يغمض له جفن همس مرة اخري و هو يقول بـهدوء :
_ انا عارف نفسي كويس عمري ما اخونك لو كنت قولتلك كانت الامور هتتعقد اكتر صدقيني مكنتش عايز اكسر قلبك لان قلبي اتكسر قبل قلبك
فتح عينه من جديد حين صدح رنين هاتفه بين يده نظر الي المتصل و عقد حاجبيه فـ هي السيدة هناء فتح الاتصال و وضع علي اذنه و ما كاد ان يتحدث حتي صدح صوتها من الطرف الاخر متحدثة ببكاء شديد قائلاً :
_ الحقني يا بني الله يرضيك عمك واقع في الارض و شكله مغمي عليه
هب شهاب واقفاً و هو يقول :
_ انا جاي حالا يا طنط متقلقيش
اغلق الهاتف و ركض نحو الخارج قاصداً مبني السيد اكرم صعد الدرج سريعاً حتي وقف امام الباب يلتقط انفاسه و هو يطرق علي الباب فتحت له فيروز الباكية و ركضت مرة أخري نحو والدها الملقي علي الارض بـغير حول و لا قوة حتي دون ان تعبئ و تنظر اليه جلست بـجوار والدها علي الارض تتمسك بـيده ترجوه الي يفيق ، وضع شهاب يده مكان عرق النبض بـرقبة اكرم لـ يجد النبض ضعيف و اذا انتظر سـيتوقف علي الاغلب نظر الي هناء و هو يقول بـنبرة عملية :
_ لازم ننقله اقرب مستشفى بسرعة
اسنده شهاب و معه هناء و فيروز حتي توقف اكرم الغائب عن الوعي انحني شهاب لـ يحمل اكرم علي ظهره و توجهت هناء و امسكت بـمفاتيح سيارة زوجها تمدها نحو شهاب حتي يقودها لـ يمسكها شهاب و يتوجه به نحو الخارج بل خارج المبني بـالكامل لـ يفتح السيارة و يضعه بها بـرفق و يصعد هو اليها لـ يقودها الي اقرب مشفي الي المنطقة ..
توجهت فيروز و والدتها يرتدن اي ملابس حتي يذهبن الي حيث انتقل اكرم و بـالفعل اسرعن نحو الخارج و منها الي المشفي في حين كان قد وصل شهاب الي المشفي و عاونه الممرضين علي حمل و ادخال اكرم الي الداخل و استقبله قسم الطوارئ لـ فحص حالته منتظراً شهاب بـالخارج و هو يعلم جيداً ان ما حدث لـ اكرم لم يكن المتسبب به سوا ما علمه من حقائق اليوم يرفع له القبعة انه تحمل حتي هذا الوقت بـالاخير قد صدم الرجل بـابنته التي كان يفتخر بها و يتحدث عنها بـرأس مرتفع بـشموخ ، انتبه الي هناء و خلفها فيروز التي أصبحت بـوجه احمر دامي و عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط شاعرة بـالذنب بما وصل اليها والدها و لم يختلف الحال عند هناء شاحبة الوجه و التي ترتجف بـقوة و كأنها تقف وسط المطر الشديد عارية لا حماية و لا غطاء توجه هو نحوهم و امسك بـيد هناء يجلسها علي المقعد الموجود لـلانتظار و هو يقول بـنبرة مطمئنة :
_ متقلقيش يا طنط أن شاء الله خير و عمي يقوم بـالسلامة
امنت خلفه لـ يلتفت نحو الواقفة تستند علي الحائط تخفي وجهها بـيدها و لكن صوت بكاءها واضح ازدرد لعابه بـخوف عليها و هو يتحدث بـهدوء :
_ اقعدي يا فيروز عشان هتقعي
نظرت اليه نظرة واحدة قبل ان تخفي وجهها عنه مجدداً لاول مرة لا يعلم ما تقصد نظراتها كان يفهم ما تقول قبل ان تقول حتي من نظرة العين و لكن هذا المرة مختلفة لا يقدر ان يحدد ما فحواها هل هي عتاب ام حزن ام غضب كبير يتركز بـقلبها اتجاه ام تحمله ذنب ما يحدث اغمض عينه بـشدة متنهداً و هو يتحدث من جديد لكن مالت نبرته نحو القلق فـهو يعلم انها عندما تبكي بـقوة و هي واقفة لـ فترة طويلة تسقط مغشي عليها و يمكن ان لا تستيقظ لـ ساعات و هذا لا يحبذ ان يحدث و ابيها بـحالته تلك لـ يقول :
_ مش هينفع تقعي دلوقتي يا فيروز خلينا نطمن علي عمي
تحركت هي بـاستجابة الي حديثه لـ تجلس علي المقعد المجاور لـوالدتها في حين توجه هو للـتساؤل عن اكرم و اين هو الآن و كيف حالته و لكن كان الرد أنه بـغرفة الطبيب الآن و حين يخرج الطبيب سوف يتم اعلامه بـذلك وقف بـمحله عاقداً ذراعيه أمام صدره يغمض عينه بـهدوء حتي خرج الطبيب من الغرفة لـ يسرع هو نحوه متسائلاً :
_ طمنا يا دكتور
نظر اليه الطبيب و الي المجاورين له و من ثم تحدث بـهدوء :
_ انسداد في شريان من شراين القلب ادت لـجلطة و الحمد لله انكوا جبتوه بدري عن ما الحالة تدهور
اسرعت هناء تقول بـلهفة :
_ و حالته دلوقتي اية هو عامل اية
هز الطبيب رأسه قائلاً بـعملية :
_ هو كويس و فاق بس هيرتاح معانا يومين و يقدر بعدها يروح
تركهم الطبيب لـ تسرع هناء للـدخول له و معها فيروز في حين ذهب شهاب خلف الطبيب و هو يقول بـهدوء :
_ طمني يا دكتور ان شاء الله مش هنحتاج عملية توسع شراين
نظر اليه الطبيب و تحدث نافياً :
_ لا هو بخير ان شاء الله مفيش داعي للعملية ياريت بلاش اجهاد و ضغط عليه و يستريح اليومين دول
تركه الطبيب و غادر في حين تقدم شهاب نحو غرفة اكرم يقف علي الباب حتي لا يتأذي اكرم أكثر حين يراه او يتذكر به ما حدث ، قبلت فيروز يد والدها و هي تقول بـبكاء :
_ الف سلامة عليك يا حبيبي
لم يرد عليها اكرم انما ربتت بـضعف علي يد زوجته الباكية بـحُرقة بـقلبها انحنت اليه قليلاً تنظر اليه بـقلق متسائلة :
_ حاسس بـحاجة يا اكرم
اغمض عينه ثم فتحها بـمعني لا شئ هو بـالفعل غير قادر علي الحديث الآن مسدت هناء علي خصلاته و هي تهمس اليه بـنبرة متحشرجة قائلة :
_ ربنا يخليكي لينا يا اكرم و منشوفش فيك حاجة وحشة ابداً
ظهرت شبح ابتسامة علي ثغر اكرم و هو ينظر بـرضا الي زوجته الحنون المحبة له دائماً ، رأي اعين صغيرته المليئة بـالدموع و يدها التي ارتجفت و تراجعت عن والدها لـ تراقبها اعينه الحزينة لـ اجلها و هو يقضم شفتيه بـغضب يريد حرق ارواح من اصابوها بـخيبة الامل بـالضعف و الانهزام و أخيراً خسارة والدها الغاضب منها يفكر الآن انه لولا اكرم و ما تعرض اليه لـ كان ألقي يمين الطلاق بـوجه تلك الفاسقة و رميها الي الخارج و لكنه يريد ان يكون لديها مأوي اولاً حتي لا يفضح السيد اكرم مجدداً كل ما فعله من الاساس لـ اجل السيد اكرم و الستر لـ عرض ذلك الرجل الخلوق ، ابتعد عن الباب و هو يتنهد بـأسيو ثقل كبير كـ جبل منهار اعلي صدره كل شئ ضده الآن حتي هي مرر يده علي خصلات شعره و هو يهمس الي نفسه بـارهاق :
_ متعشم تاني فيكي انتي قولتي العشم يعني حب و محدش هيحبك اد مانا بحبك
***********************************
اوصلهم شهاب الي المنزل بعد أن رفضت المشفي ان يبقي احد معه و صف السيارة بـمحلها لـ تربت هناء علي كتف شهاب و هي تقول بـهدوء :
_ معلش يا شهاب تعبتك معانا
ابتسم شهاب بـود لها و لمحت عينه صعود فيروز سريعاً و هو يقول :
_ تعب اية بس يا طنط ربنا يقوم عمي بالسلامة
صعدت هناء الي شقتها و توجه هو ايضاً الي منزله ، فتح الباب بـهدوء و دلف الي الداخل مغلقاً الباب خلفه توجه الي غرفته الا انه استمع الي صوت انين خافت اتي من غرفة ياسمين عقد حاجبيه و هو يتوجه نحو غرفتها وضع أذنه علي الباب يسترق السمع الي ذلك الصوت لـ يجد صوت تأوه متألم خافت منبعث من الداخل لـ يفتح الباب لـ يتفاجاة بـياسمين تضع يدها علي بطني تبكي بـقوة و هي تكبح صوت صراخها المتألم اقترب منها و هو ينظر اليها قائلاً علي حذر :
_ في اية
نظرت اليه بـرجاء و قد ازداد بكاءها و هي تهمس بخفوت :
_ ابوس ايدك هاتلي الدوا بتاعي
عقد حاجبيه بـاستغراب و هو ينظر الي المكان التي تنظر اليه لـ يجدها تشير نحو طاولة الزينة تحرك نحوها لـ يفتح احد الادراج مد يده يأخذ علب الادوية الموجودة ثم اغلق الدرج مرة اخري متقدماً منها نظر الي اسماء تلك الادوية و غامت ملامحه بـالجمود ثم مد يده لها بهم و وضع يده بـجيب بنطاله و هو يراقبها تتناول الدواء ثم تحدث متسائلاً :
_ كانسر مش كدا
وضعت كوب الماء اعلي وحدة الادراج و اسندت ظهرها علي الفراش و هي تهز رأسها بـايجاب باكية و هي تقول :
_ أيوة
بلا تعبير تحدث هو قائلاً :
_ عرفت لما قولتيلي علي استئصال الرحم مين قالك
تحدثت هي بـارهاق متمتمة :
_ دكتورة نسا روحتلها لما حسيت بـتعب
همهم بـصمت و تركها مغادراً الغرفة امسك بـمقبض غرفته و القي نظرة نحو غرفتها و هو يهمس :
_ ربنا كان الاقوي دايماً
روحه الإنسانية لا تسمح له بـاتباع القسوة الآن يكفي ان ينتقم الله منها و يريها من أعمالها امام عينها هذا أكثر قسوة من ما كان ينوي فعله
**********************************
القت الحجاب اعلي الفراش بـغل و هي تحرك رأسها يميناً و يساراً لـ تسمع صوت طرقعات عظامها اترمت علي الفراش جالسة و هي تطرق بـكلتا يديها علي فخاديها و هي تقول بـغيظ :
_ انا يسيبني متعلقة علي البوابة و يروح يأكل و يشرب و يتفرج علي التليفزيون و انا متعلقة ماشي يا حسام ماشي
توعدت بـأخر جملتها ثم قامت بـتبديل ملابسها و توجهت نحو الفراش لـ تنعم بـالراحة بعد هذا الارهاق و توترها بـانها متعلقة بـبوابة البناية و اي اهتزاز للـبوابة يمكن ان تسقط حتي انه لم يسمح لاحد ان ينزلها من مكانها اراحت جسدها علي الفراش لـ تتنهد بـراحة و ما ان اغمضت عينها حتي رن هاتفها يصدح بـصوت عالي جوارها علي وحدة الادراج لـ تتأفف بـضيق و هي تفتح عينها تمد يدها نحو الهاتف تأخذه و ما ان انتبهت الي اسم المتصل حتي هبت جالسة سريعاً و هي تصك علي أسنانها فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و هي تندفع متحدثة دون انتظار و الغضب ينهش بها :
_ انت ليك عين تكلمني بعد اللي عملته فيا يا بارد انا تعلقني و اللي داخل و اللي طالع يتفرج عليا
اشتعلت عينه بـنيران غاضبة و هو يقبض علي كف يده متحدثاً بـحدة :
_ و انا اللي بكلمك نعتذر لـبعض و نفض الموضوع بس بعد لسانك الطويل دا اثبتيلي انك عايزة تتربي كمان شوية و انا هعرف اتصرف معاكي يا زينة
صرخت به بـصوت عالي تصيح بـغضب قائلة :
_ نعم انتي بتقول اني مش متربية و مين اصلا هيسمحلك تقرب مني تاني انا لا عايزة اشوف وشك و لا اسمع صوتك ملكش دعوه بيا بعد النهاردة و اللي حصل فيه
ما كادت أن تغلق الهاتف حتي استمعت الي صوته الحاد من الطرف الاخر قائلاً :
_ ان قفلتي في وشي يا زينة يومك هيبقي اسود
ضحكت ساخرة و هي ترد قائلة :
_ اكتر من كدا مظنش مش عايزة اشوفك تاني يا حسام بجد و اقولك علي حاجة احلي بلوك ليك يا ابن عمي
لـ يصلها صوته بـنبرة جامدة قائلاً :
_ و رحمة ابويا هتشوفي ايام مني هتتمني ترجعي للدلع بتاعك دا و لعب العيال انا هخليك تعقلي و تركزي و تبقي بتلفي حولين نفسك تتمني اني ارضي عنك
ابتسمت بـسماجة و هي ترد عليه بـثقة قائلة :
_ دا في المشمش
لـ يضحك هو بـصوت عالي مجلجل جعل دقات قلبها تعلو بـخوف منه و زاد خوفها و انقبض قلبها حين وصلها صوته قائلاً :
_ انا هبعتلك علي الواتساب اللي هيخلي في موسم الجوافة باذن الله
نطق بـجملته ساخراً و اغلق الهاتف ازدردت لعابها بـصعوبة و ارتجفت يدها بـارتباك و هي تنظر إلي شاشة الهاتف وصلها إشعار عن وصول رسالة جديد بـغرفة الدردشه الخاصة بـحسام ثقل تنفسها بـارتباك و هي تفتح تلك الرسالة نظرت الي الرسالة و اتسعت عينها بـصدمة و شحب لونها ثم وضعت يدها علي رأسها قائلة بـذهول :
_ قسيمة جوازي من حسام
***********************************
وقفت فيروز أمام الغرفة المقيم بها والدها بـالمشفي و قد طلبت من والدتها ان تذهب هي و تبقي والدتها لاعداد بعض الاطعمة الخفيفة لـ اكرم الذي يعرف عنه الجميع انه لا يأكل من طعام لم تطهو هناء رفعت يدها بـتوتر الي مقبض الباب ، تنفست بـقوة مرتبكة و هي تفتح الباب بـهدوء و خطت نحو الداخل غالقة الباب خلفها نظرت الي والدها الغافي موصل به بعض الاجهزة الطبية تقدمت و مع كل خطوة تسقط منها دمعة رغماً عنها حتي وصلت الي جوار الفراش المتسطح عليه اكرم مدت يدها المرتجفة تمسك بـيده و جثت علي ركبتيها امام الفراش قبلت يده و هي تنظر إليه ثم رفعت يدها الاخري تربت علي خصلات شعره البيضاء و هي تهمس بـخفوت :
_ انا اسفة يا بابا حقك عليا انا عارفة انك زعلان مني عشان كسرت ثقتك فيا
مسحت علي يده تمحي الدموع التي تساقطت عليها و هي تكمل حديثها بعد شهقة حادة خرجت من صدرها :
_ انت اول مرة تزعل مني يا بابا انت عارف زعلك بالنسبالي اية و عارفة اني السبب في تعبك ارجوك سامحني يا بابا عشان خاطري
مالت تضع رأسها علي يده و هي تقول بـألم :
_ كنت صغيرة و طايشة من سبع سنين اول مرة اسمع كلمة حلوة و تدخل قلبي كنت فاكرة انه زي اي واحد بيعاكس بس لقيتوا ورايا في كل مكان كنت حاسة ان عيونه بتراقبني لحد ما كنت بحس بالأمان في وجوده و احس ان كلمته مش مجرد كلمة اي حد بيقولها دي كلمته بطبطب علي قلبي كان عايز تسمعني عايز يسمع كل تفصيلة في حياتي بقي يشجعني عمري ما سمحتله يمسك ايدي حتي و الله سبع سنين زي الهبلة عايشة علي فكرة الأمير بحصانه الابيض مستني الاميرة عشان ياخدها علي الحصان و يجري بيها لابعد مكان
نظرت تراقب والدها هل استيقظ ام لازال نائماً لكنها تنهدت بـارتياح حين وجدته نائماً اغمضت عينها و لازالت تميل علي يده لـ تكمل بـقلب ملتاع قائلاً :
_ اول مرة اعرف الحب كان هو نفسه الحب دا لما بعدت عنه و حسيت بالذنب جيه اتقدملي بس انت مدتوش فرصة يقول بتقدم لمين و قولت مفيش كلام في جواز غير لما ولادي يخصله تعليم قالي مش هقدر اصحي يوم ما اسمعش صوتك و لا اشوف عيونك صدقت و مشيت تاني وراه و كانت النتيجة وجع مبينتهيش و جرح مبيلمش عشان خاطري يا بابا متزعلش مني مش انت كمان هتبعد عني
لم تستطع السيطرة علي نفسها بعد ذلك و اتفجرت بـالبكاء بكاء حاد يمزق نياط قلبها و يحرق ثنايا روحها لم تشعر بـذاتها و لا بـصوتها العالي الا حين شعرت بـيد تربت علي كتفها رفعت رأسها سريعاً لـ تجده والدها ينظر اليها و عينه تدمع امسكت بـيده تقبلها و هي لازالت تبكي بـقوة حتي تحدث والدها بـصوت خافت قائلاً :
_ سمعت كل كلامك
لـ تحني رأسها بـخزي لـ يتحدث اكرم مرة أخري قائلاً :
_ مش قادر الومك و انا شايف ان دي حاجة تافهة بالنسبة للي سمعته امبارح
همست فيروز بـرجاء قائلة :
_ انا اسفة يا بابا عشان خاطري سامحني علي اللي عملته و الله اخدت جزائي وجع ما بعده وجع و اخدت درس عمري ما هنساه في حياتي
اغمض اكرم عينه و هو يقول بـهدوء :
_ مسامحك يا فيروز لان الدرس اللي اخدته كان بايدي البشر
لم تفهم فيروز جملته و لا تريد اعادة الحديث بـذلك الموضوع و خصيصاً جملة والدها ان ياسمين لها يد تعلم ان وراء ما حدث خدعة من خلف ظهرها بـالتأكيد كانوا علي علاقة و هي لا تعلم احتضنت ذراع والدها و هي تقول بـهدوء :
_ مش مهم اي حاجة غير رضاك عني
**********************************
توجه شهاب مع هناء الي داخل المشفي بعد أن اصر علي الذهاب معها وقف علي باب الغرفة زفر الهواء بـحدة و من ثم نظر الي هناء قائلاً :
_ ادخلي انتي يا طنط اطمني علي عمي و اخرجي طمنيني عليه
تنهدت بـعمق و هي تفتح بابا الغرفة قائلة :
_ ادخل يا شهاب عمك مفيش اطيب من قلبه
لـ يرد هو قائلاً :
_ خايف اتعبه انا جاي بس اطمن عليه
لـ تدلف هناء الي الداخل و هي تقول بـصوت عالي نسبياً :
_ ادخل يا شهاب
دلف شهاب الي الغرفة لـ يلمح فيروز الجالسة جوار والدها علي الفراش و التي ادارت وجهها الي الجهة الأخرى و هي تمسح دموعها ، حمحم و هو ينظر إلي اكرم قائلاً :
_ ازيك النهاردة يا عمي يارب تكون بخير
هز اكرم رأسه بـايجاب دون حرف لـ تتقدم هناء منه و هي تقول بـهدوء :
_ عامل اية دلوقتي يا اكرم
ابتسم و هو يقول :
_ متقلقيش انا بخير
ابتسمت هي الاخري تربت علي كتفه بـحنو و هي تقول :
_ علي فكرة شهاب هو اللي جابك امبارح المستشفى و شالك علي ظهره من الشقة لحد تحت
نظر اكرم الي شهاب قائلاً بـهدوء :
_ شكراً يا شهاب
_ شكراً علي اية بس يا عمي ربنا يقومك بالسلامه
عينها الجميلة غائبة عنه منذ كثير يبدو انها كانت تبكي نغزة بـصدره متألمة و هو مضطر أن يبعد عينه عنها نظر الي اكرم الذي نظر اليه بـحدة حين رآه ينظر الي فيروز لـ يقف و يتحدث بـنبرة مهذبة قائلاً :
_ طب استأذن انا بقي يا عمي الف سلامة عليك
_ استني انا عايزك يا شهاب
اوقفه اكرم بـتلك الجملة ثم نظر إلي هناء قائلاً :
_ خدي فيروز و اطلعوا شوية يا هناء
هزت هناء رأسها و هي تميل نحوه قائلة بـرجاء :
_ عشان خاطري متتعبش نفسك دلوقتي
هز رأسه بـايجاب لـ تخرج كلاً من هناء و فيروز الي الخارج و تقدم شهاب من اكرم قائلاً :
_ اؤمرني يا عمي
لـ يتوالي عليه اكرم بـاسئلته و هو يتحدث بـجمود و لا يظهر اي تعبير :
_ طلقت مراتك
نفي شهاب بـرأسه لـ يكمل اكرم قائلاً :
_ لية
حك شهاب خلف عنقه و هو يقول :
_ عشانك يا عمي انت متستحقش ان حد يقول عليك كلمة مش كويسة من الاول عملت كدا عشان محدش يتكلم عليك انت مستحقش الكل بيشهد انك راجل محترم و خلوق و كمان هي بقاش ليها مكان بعد ما حضرتك اتبريت منها
_ كنت بتحبها بجد و لا كنت بتلعب بيها و جاوب بصراحة
كان الجمود سيد نبرة اكرم و هو يتحدث لـ يبتسم شهاب بـحزن قائلاً بـهمس شريد :
_ لو اخدوا نور عيني عشان ترجعلي مش هزعل علي عيني اد ما هفرح بيها هي
همسه الشريد بـحزن جعل من ملامح اكرم تلين لـ يسأل مرة اخري :
_ للدرجادي
هز شهاب رأسه بـايجاب صامتاً لـ ينظر اليه اكرم بـهدوء مطولاً حتي تحدث قائلاً بما حطم الباقي من روحه الباهتة :
_ بس انا مش عايزك تجيب سيرة فيروز تاني و لا تفكر فيها لانك جوز اختها و عمري ما هينفع دا اولاً و ثانياً فيروز خطيبة احمد و هتبقي مراته قريب
رأيكوا توقاعتكوا و تشجيع
الفصل الثاني عشر
غزوة حب
حصري للجروب قصص و روايات اسماء ايهاب
ممنوع النقل بدون اذني او اسمي و انتهاء مدة الحصري
ظلت مستيقظة طوال الليل لم يغمض لها جفن بعد ان كاد الارهاق ان يأكلها ، لا يرد علي هاتفه تاركاً اياها خلف ظهره بعد ان فجر قنبلته بـوجهها انه زوجته رسمياً بـورق رسمي كيف و متي صار هذا الزواج انتظرت طوال الليل حتي استيقظ والدها كانت بـالفعل غاضبة لن تبرر ما حدث بـأي شكل من الأشكال ، اندفعت من غرفتها الي الخارج و الغضب يأكلها و تتأجج النيران بـصدرها تخنقها وصلت الي حيث مجلس والدها حين استيقظ للتو وقفت امامه و هي تحاول الهدوء و السيطرة علي انفلات اعصابها و هي توجه شاشة الهاتف امام وجه والدها و تتحدث بـصوت مختنق :
_ حسام بعتلي صورة قسيمة الجواز دي دا حقيقي يا بابا و لو حقيقي ازاي يا بابا
امسك والدها بـالهاتف و شعرت هي به اما غاضب او متوتر لا تعلم علم اليقين بـذلك لكنها نظرت بـرجاء لـ والدها ان يكذبه ان يتهمه بـ التزوير و ان يطمئنها ان هو كاذب مدعي لكن والدها حطم كل توقعاتها و جعلها هباء منثورة حين اغلق الهاتف واضعاً اياه علي الطاولة و اردف بـهدوء :
_ اقعدي يا زينة
اتسعت حدقتها بـصدمة هل فعل ذلك ابيها بها هل بـالفعل اصبحت زوجة دون علم منها كيف له ان يفعل هذا كيف لـ ابيها ان يضحي بها و يجعلها اسفل سكين حسام الحادة التي سوف تجز عنقها بـقسوة ، ارتمت علي الأريكة بلا حراك جامدة لا تستطيع التعبير عن ما بـداخلها تجمدت ملامح وجهها و نمت الدموع بـمقلتيها تنبأ بـانفجار بعد ذلك نظرت الي والدها بـعتاب حين اردف قائلاً :
_ انا اللي مجوزك لحسام يا زينة
سقطت دموعها رغماً عنها و لم تتحمل أكثر لـ تنفجر باكية بـصوت عالي يخرج من اعماق قلبها و هي تضع يدها علي وجهها حتي اتت والدتها علي صوت بكاءها الحاد العالي ركضت تجلس جوارها و تحتضنها و هي تمسد علي ظهرها متسائلة بـقلق :
_ زينة مالك يا قلب امك
نظرت الي زوجها و هي تقول :
_ مالها زينة يا حمدي
لم يرد عليها انما رفع هاتفه يضغط علي رقم حسام واضعاً اياه علي اذنه و حين استمع الي صوت حسام يتحدث بـصوت هادئ من الطرف الاول لـ ينطق والد زينة بـصرامة قبل ان يغلق الهاتف :
_ اطلعلي حالا الاقيك قدامي
القي الهاتف علي الطاولة و نظر الي زينة واضعاً يده علي رأسها قائلاً :
_ كفاية عياط يا حبيبتي حسام يطلع و انا هفهمك كل حاجة
ما هي الا ثواني حتي طرق باب الشقة وقف حمدي لـ يفتح الباب صك علي أسنانه بـغضب و هو يسحب حسام الي الداخل تحدث بـخفوت :
_ انت غبي يالا رايح تبعتلها القسيمة تصدق انا غلطان اني صدقت عيل زيك
عدل حسام من هيئة ملابسه و هو يقول بـضيق :
_ انا مش عيل يا عمي بنتك اللي مستفزة و لسانك طويل و مدلعة و انا مينفعش معايا كدا
جذب حمدي خصلاته بـقوة حتي تأوه هو بـألم و هو يصيح به بـخفوت :
_ و لما انت نفس الدماغ الجذمة بتاعتها قولتلي هتقدر تقنعها بالجواز لية
دفعه الي الداخل لـ يسير الي الداخل رأها تبكي بـاحضان امها و صوتها عالي بـطريقة اثارت اعصابه و كاد ان يصرخ بها لـ يرمقها بـثبات و هو يتقدم جالساً امامها في حين رفعت رأسها تنظر اليه بـغضب يحتل صدرها ، صكت علي اسنانها و هي تصرخ به بـعصبية شديدة مشيرة اليه بـسبابتها :
_ انت لازم تطلقني يا مزور و لا تطلقني لية مفيش حاجة اسمها جواز من غير موافقتي و انا مش موافقة يبقي الورقة اللي معاك دي تبلها و تشرب مايتها
ابتسم غاضباً و هو ينظر الي عمه مطولاً بـغيظ منها بدأت هي بـتوجيه له كلمات غاضبة و غير مرتبة تخرج بها الغضب و الغيظ الكامن بـداخلها ، نظرت الي والدها حين تحدث قائلاً :
_ كفاية كدا يا زينة احترمي اني قاعد و احترمي انه جوزك
وقفت عن الاريكة و هي تدب بـقدمها علي الارض بـغل و تصيح بـهستريا مقاربة للـجنون قائلة :
_ متقولش جوزي انا متجوزتش حد انا مش مرات حد
ابتلعت ريقها بـصعوبة و قد اخنقها البكاء لـ تمسح دموعها بـحدة و هي تنظر الي والدها قائلاً بغضب :
_ انت اللي جوزتني ليه و هطلقني منه
وقف والدها بـحدة و كاد ان يقترب منها بـغضب من صياحها بـوجهه لـ يسرع حسام بـالوقوف امامه و هو يشير اليه بـعينه ان يهدئ لـ يزفر والدها بـحدة في حين التفت هو اليها قائلاً بـبرود تام :
_ اسمعي يا زينة انتي مراتي دلوقتي و معايا ما يثبت فـ ياما توافقي و نعمل فرح و يبقي بـموافقتك ياما
صمت ينظر اليها بـنظرة علمت معناها و هو يعني انه يخبئ شئ هام و سوف يكون لـ صالحه ، تقدمت منه تنظر الي داخل عينه بـشراسة و هي تتسائل قائلة :
_ ياما اية
ابتسم و هو يمد يده نحو وجنتها يقرصها بـخفة قائلة :
_ ياما اخر النهار هيوصلك انذار بـالطاعة و هتوافقي غضب عنك يا روحي
نزلت دموعها مرة اخري و هي تبعد يده عن وجنتيها التفتت لـ تغادر الا انها قبل ان تصل الي غرفتها التفتت اليه تزم شفتيها و ترفع حاجبها الأيسر لاعلي قائلة :
_ و انا هرفع عليك قضية خلع و فرجني بقي مين هيكسب
جلس حسام علي الاريكة من جديد متنهداً بـاريحية و هو يقول بـمرح :
_ انتي و شاطرتك بقي يا حبيبتي
دلفت الي الغرفة و اغلقت الباب بـقوة خلفها و نظرت والدتها الي زوجها بـعتاب و هي تذهب خلف ابنتها ، زفر حمدي بـضيق و هو يجلس جوار حسام لـ يرفع كفي يده وضع الدعاء و هو يتحدث بـغيظ :
_ منك لله يا حسام يا بن نبيلة اشوف فيك يوم
_ انت بتدعي عليا يا عمي
قالها حسام بـتفاجأة مصطنع لـ ينظر اليه حمدي بـاعين ضيقة و هو يقول :
_ دا اقل واجب علي اللي عملته .. هو انا معتمد علي عيل وقعتنا في المشكلة دي لية دلوقتي اهي مش هتعوزك خالص بعد ما كان ممكن تقنعها
رفع حسم سبابته و هو يشير الي غرفة زينة و هو يهتف مبرراً :
_ قولتلك بنتك اللي مستفزة و لسانها طوله مترين حبيت اسكتها بس متخافش انا هتصرف
نظر اليه حمدي بـضيق و هو يمسكه من تلابيب ملابسه يجذبه الي الخارج و هو يقول :
_ تصدق يالا انا غلطان اللي نفذت وصية اخويا .. يتك خيبة و انت شبه امك
القاه خارج الشقة و هو يشير اليه بـتحذير قائلاً :
_ انا عايزك بقي تبقي شجيع السيما علي طول و تصلح اللي عملته
اغلق الباب بـوجهه بـقوة لـ يضرب حسام كف اعلي الاخر و هو يقول :
_ هي اية العيلة اللي موراهاش غير رزع الباب دي
**********************************
في غرفة ياسمين كانت تجلس تضم ذراعيها بـكلتا يديها لم يعد أحد بـجوارها حتي والديها لم تتوقف عن ذرف الدموع منذ ان علم والدها بـكل شئ و فوقها علمت بـانها مريضة سرطان و يجب عليها استئصال الرحم و اجهاض جنينها و لكن لا احد معاها او الي جوارها لـ خضوعها الي عملية كـ تلك حتي انها طلبت من شهاب ان يجري هو تلك العملية لها و لكنه رفض رفضاً قاطعاً بل انه طلب منها الا تطلب هذا الطلب مرة اخري و أنه كما يقول لن يلوث يده بـلمسها حتي و لو كانت مريضة كـأي مريضة ، وقفت عن الفراش تقدمت من خزانة الملابس و ارتدت عباءة سوداء و حجاب من ذات اللون و خرجت من الشقة متوجهة الي منزل والديها طرقت الباب عدة مرات حتي فتحت لها والدتها الباب نظرت اليها بـجمود ثم تركت الباب مفتوحاً و دلفت الي الداخل مرة اخري دون ان يخرج منها اي حرف لـ تسرع ياسمين تركض خلفها الي الداخل غالقة الباب خلفها امسكت بـيدها تقبلها مرات عدة و هناء تحاول ابعاد يدها عنها و لكن ياسمين كانت متشبثة بـيدها و هي تبكي متحدثة بـتوسل :
_ عشان خاطري يا ماما سامحيني انا مليش غيركوا
اخيراً استطاعت هناء ان تبعدها عنها و هي تقول بـحدة و قسوة لم تخرج من هناء ابداً :
_ انتي اللي عملتي في نفسك و فينا كدا اخس عليكي دي اخرت تربيتي فيكي دا انا لو كنت زي اي ام مهملة سايباكي متعرفيش عن التربية حاجة كنت قولت اه لكن انا سهرت عليكي و حافظت عليكي ربيتك برموش عيني تعملي معايا كدا
صوت هناء الحاد و الباكي بـ ان واحد كان يخترق مسامع ياسمين بـقسوة مسحت هناء يدها محل قبلات ياسمين و هي تقول بـاشمئزاز :
_ الحمد لله ان ابوكي لسة مجاش و شافك كان راح فيها المرة دي
نظرت الي والدتها بتمعن و هي تسأل بـقلق :
_ هو بابا جراله حاجة
صكت هناء علي أسنانها و هي تقول بـحدة :
_ كان لازم تفكري في دا قبل ما تعملي اللي عملتيه دا
_ حصل اية لبابا ؟
تسألت ياسمين لـ تتركها والدتها و تدلف الي الداخل غير مهتمة بها لـ تركض ياسمين خلفها تقدمت منها تمسك بـيدها و هي تقول بـتوسل :
_ عشان خاطري يا ماما هليكي جنبي انا مليش حد غيركوا ابوس ايدك
دفعتها والدتها بـقوة عنها و هي ترفع سبابتها امام وجهها متحدثة بـحدة :
_ روحي عننا كملي باللي انتي فيه لو مكنتيش حامل كان ابوكي موتك غوري من هنا ياريتك موتي قبل ما تتولدي حتي و ارتحنا منك
شهقت ياسمين بـبكاء و هي تصرخ بـقهر :
_ مانا بموت فعلاً انا بموت
سقطت علي الارض تضم قدمها الي صدرها و تضع يدها علي وجهها و هي تقول :
_ انا عندي كانسر و المفروض اعمل عملية هجهض الجنين و هستئصل الرحم و شهاب رافض يعملي العملية دي قالي هيشوفلي دكتور كويس يعملي العملية
انطلقت بـالحديث دفعة واحدة و هي تبكي لـ تسقط دموع هناء رغماً عنها و هي تنظر إليها بـصدمة لـ تسقط علي الارض الي جوارها غير قادرة علي التماسك و السيطرة علي نفسها تضع يد علي صدرها و يد علي فمها و هي تستمع الي صوت ابنتها تهتف :
_ خليكي جنبي يا ماما ابوس ايدك انا مليش غيركوا
لم تستطع الرد عليها الا انها احتضنتها تمسد علي ظهرها بـحنان و هي تهمس :
_ يا حبيبتي يا بنتي يا حبيبتي
دفنت ياسمين نفسها في احضان والدتها التي تبكي بـحرقة و صوت شهقاتها مرتفع ابنتها التي جنت علي نفسها و اوقعت نفسها في بؤرة من الفساد و لكنها بـالاخير صغيرتها ام زوجها الملقي علي فراش المشفي لا حول ولا قوه له و يمكن ان يلحقه المرض مرة اخري بـاي لحظة
**********************************
اخذتها قدكها مرة أخري إلي العناية المشددة التي يقبع بها ذلك الرجل لا تعلم لما قدمها تأخذها اليه دائماً قابلت شيماء الممرضة المشرفة علي حالته الصحية صافحتها بـابتسامة بشوشة و بادلتها شيماء مصافحتها و هي تقول :
_ خير يا دكتورة جاية العناية المركزة
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تنظر عليه من خلال الزجاج العازل للعناية و هي تقول بـهدوء :
_ انا عايزة ادخله
نظرت اليها شيماء بـتوتر و هي تقول :
_ بس يا دكتور
قطعتها فيروز و هي تشير بـيدها قائلة :
_ هما خمس دقايق بس يا شوشو
فتحت باب الغرفة و دلفت غالقة الباب خلفها تقدمت بـتوتر نحو الراكد علي الفراش غافي بـعالم اخر نظرت اليه متأملة و من ثم همست بـتلعثم :
_ هو انا مش عارفة انا باجي عندك لية و لا لية حاسة اني اعرفك بس حاسة اني عايزة اطمن عليك و كمان عايزة اتكلم معاك
تنهدت بـقوة و هي تقول بـهدوء :
_ بص انا مش عارفة في اية او انت مين بس انا عايزة اتكلم كتير جدا
امسكت بـالمقعد القريب من الفراش و جلست أعلاه تتحدث بلا توقف تتحدث و تبكي تتحدث بـاشياء عدة كاد ان ينفجر قلبها من شدة البكاء و حديثها بـقهر تريد ان تنهي ما بـداخلها من ألم ، حتي تنهدت بـثقل و امسكت الغطاء تدثره به و هي مستعدة للـخروج الا انها شهقت بـخضة حين تحركت يده تمسك يدها بـضعف هامساً :
_ ايلين
ابعدت يدها عنه تعود الي الخلف خطوة لـ يتمتم بـذلك الاسم عدة مرات لـ تفتح الباب تنادي بـأسم شيماء التي اتت سريعاً لـ تشير اليه و هي تقول :
_ عمال يقول ايلين و مصحاش
تقدمت منه شيماء و هي تتفحص الاجهزة قائلة :
_ هو كدا كل شوية يقعد ينادي علي ايلين دي و ينام تاني
هزت رأسها بـايجاب و هي تخرج من الغرفة تزفر الهواء بـقوة بـارتياح كبير و هي تتوجه نحو قسم الاسنان تكمل عملها
***********************************
اغلق باب غرفته بـالعيادة بـقوة مصدر صوت قوي انتفضت علي أثره الممرضات بـالخارج بـتفاجأة من فعلته العصبية لـطالما كان هادئ بشوش بدأت الهمسات بينهم عن ما به ثم تفرقا كلاً الي عمله ، القي المقعد الخشبي بـقدمه بـعصبية و هو يتنفس بـقوة قبض علي كف يده و هو لا يعلم لما بعد ان علم السيد اكرم بـكل الحقائق لازال مصر علي زواج فيروز من غيره حتي انه هاتفه اليوم و أبلغه ان عقد قران فيروز بـالقريب العاجل و انه من الممكن ان يكون بعد يومين و يريد منه ان يعاونه علي التجهيزات يزيد فوق ألمه ألم رفع هاتفه يضغط علي اسمها الذي يزين شاشة هاتفه عدة مرات و لم ترد عليه القي الهاتف بـعصبية علي طاولة المكتب لـ يفتح الباب و ينظر الي الخارج منادياً بـاسم احدي الممرضات بـالخارج لـ تسرع هي نحوه قائلة :
_ ايوة يا دكتور
_ عايز اعمل مكالمة من تليفونك
تحدث شهاب بـجدية تامة لـ تنظر اليه بـاستغراب و هي تخرج الهاتف من جيب ملابس عملها و تمد يدها به لـ يأخذه و يغلق الباب وضع رقم فيروز علي الهاتف واضعاً اياه علي اذنه و بعد عدة لحظات جاءه صوتها العذب قائلة بـرقة :
_ الو مين معايا
اغمض عينه يتحدث بـصوت متأثر يغلب عليه الحزن قائلاً :
_ و كل ما تغيبي بشوفك بـقلبي .. عتابك عشم و العشم حب و انتي الحب
_ شهاب
همست بـصوت مرتجف بـأسمه كادت ان تغلق الا انه اسرع ينادي بـاسمها قائلاً :
_ فيروز متقفليش هما كلمتين و بس
صمتت هي و يظهر فقط صوت انفاسها المتهدجة لـ يتحدث هو مرة اخري :
_ متتجوزهوش يا فيروز
رفعت حاجبها لاعلي بـحدة و هي تقول بـغضب :
_ ملكش دعوه اتجوزه و لا لا هو انا كنت روحت قولتلك متتجوزش اختي علي الاقل انا مخونتش و مبخونش
_ و انا مخونتش
رد شهاب بـقوة لـ يستمع الي صوتها تضحك بـاستهزاء و هي تقول :
_ لا بجد شاطر يا شهاب انت مخنش فعلا لا اتجوزت اختي و لا هي حامل منك انا اللي خاينة و روحت اتخطبت سيبني في حالي بقي سيبني اعيش حياتي مع انسان يحافظ عليا و يحبني ارحمني بقي
اغلقت الهاتف بـوجه لـ يستند هو بـكلتا يديه علي المكتب و ينحني بـجذعه العلوي الي الامام بـغضب ومن ثم فتح الباب ونادى بـاسم الممرضة من جديد و مد يده لها بـالهاتف و معه بعض الاموال و اغلق الباب و عاد مرة اخري نحو مكتبه يجلس علي المقعد الخاص به و يمسك بـالمفاتيح الخاصة به يفتح احظ الادراج المغلقة و يمد يده داخله يخرج منه سلاحه الناري الخاص بـوالده ينظر اليه مطولاً و هو يتشدق :
_ ياما انا يا فيروز و ياما مش حد خالص
رأيكوا توقاعتكوا
الفصل الثالث عشر
غزوة حب
حصري للجروب قصص و روايات اسماء ايهاب ممنوع النقل بدون اذني او اسمي و انتهاء مدة الحصري
استمعت الي طرقات علي باب الشقة الخاصة بهم لـ تأخذ حجابها و ترتديه و تخرج لـ تفتح الباب لـ عدم وجود والديها بـالمنزل امسكت بـطرفي الحجاب و هي تفتح الباب نظرت الي ذلك الرجل الواقف امامها و يوجد بـيده بعض الأوراق بـاستغراب و هي تقول بـهدوء :
_ أيوة اي خدمة
_ دا منزل زينة حمدي عبد الله
ابتلعت ريقها بـصعوبة حين نطق اسمها بـجمود لـ تومأ بـرأسها له و هي تقول بـاستفسار و نبرة متوترة :
_ أيوة انا زينة في حاجة
مد يده اليها بـورقة و قلم و هو يقول بـجدية و ملامحه لم تتغير قائلاً :
_ امضيلي هنا بـالاستيلام
زادت نبضات قلبها و قد ارتجفت يدها و هي تنظر اليه قائلة بـتلعثم :
_ امضي علي اية
مد يده بـالورقة مرة اخري منبهاً اياها و هو يقول :
_ دا انذار بـالطاعة من جوزك الاستاذ حسام نور الدين
صكت علي أسنانها بـعنف و هي تقبض علي كف يدها قائلة بـغضب و صوت مرتفع :
_ عملتها يا ابن نبيلة
_ امضي هنا يا مدام من فضلك
تعجل الرجل متأففاً لـ تمسك بـالقلم تدون اسمها علي الورقة مرغمة علي فعل ذلك لـ يمد يده بـورقة اخري لها مغادراً لـ تنظر الي الورقة مطولاً و تهز رأسها بـايجاب و قد عقدت العزم علي شئ لـ تمسك بـالمفتاح المعلق بـجوار الباب و تغلق الباب خلفها متوجهة الي الاسفل حيث شقته ، طرقت الباب بـقوة مزعجة حتي فتحت لها والدت حسام السيدة نبيلة نظرت اليها بـغضب قائلة :
_ اية بتخبطي كدا لية خبطة في نفوخك
رفعت زينة الورقة امامها و هي تقول بـتهكم :
_ معلش اصل برمي بلايا عليكوا
ثم نظرت الي داخل الشقة و هي تصرخ بـأسمه بـصوت عالي حتي خرج هو من الداخل يعدل ياقة قميصه و يصفر بـصوت عالي اغمضت عينها بـعصبية و هي تقول بـغيظ :
_ يا رايق
امسكت بـكتفه تكمش بـيدها علي قميصه و هي تلوح بـالورقة بـاليد الاخري قائلة :
_ انذار بالطاعة يا حسام انت هتصدق نفسك
ابعد يدها عنه و هو يعدل من قماش القميص الذي تجعد و هو يقول بـضيق مصطنع :
_ القميص مكواي يا زينة يوووه كرمشتيه
صكت علي أسنانها بـعنف بـاستفزاز من نبرته و كادت ان تتحدث الا ان صوت نبيلة المذهول اوقفها حين نظرت الي ابنها بـصدمة قائلة :
_ طاعة !! طاعة اية يا حسام
عقدت زينة ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر الي نبيلة بـضيق قائلة :
_ حسام اتجوزتي غصب عني يا طنط انتي منعتيني عن ابنك بس ممنعتيش ابنك عني
اتسعت اعين نبيلة و هي تنظر الي ابنها تأبي ان تصدق ما تقوله تلك الفتاه لقد بذلت قصارى جهدها حتي تبعده عنها حتي انه الي الآن لا يحادثها كـالسابق و لكن بـالاخير تزوجها رغماً عنها تحدثت نبيلة بـذهول من فعلت ابنها الشنعاء :
_ اتجوزتها لية يا حسام و كمان غصب عنها تعصي امك لية يا حسام
ابعد حسام عينه عن والدتها بـعدم اهتمام لـ حديثها فـ بـداخله حزن كبير مما فعلت بـحقه و حق تلك العنيدة "زينة" ، امسك بـيد زينة يجذبها الي الداخل متوجه الي غرفته القريبة منه وسط صرخاتها بـالابتعاد عنها و محاولتها للـهروب من بين براثنه متحدثاً لـ والدته بـهدوء مريب :
_ و جيه الوقت اللي عرفتي فيه يا ماما
دفعها داخل الغرفة بـغيظ من تصرفاتها و دلف خلفها مغلقاً الباب لـ تنظر الي الباب المغلق بـأعين متسـعة و هي ترفع سبابتها تشير الي الباب قائلة بـثبات غاضب تحاول تخبئت الخوف بـداخلها و لكنه يحفظ ما يجول بـخاطرها و ما تشعر به دون ان تتفوه :
_ انت قفلت الباب لية ، افتح الزفت دا
استند حسام ظهره علي الباب و عقد ذراعيه أمام صدره و هو يهز رأسه بـنفي بـبرود تام قائلاً :
_ مش لما تكوي القميص اللي كرمشتيه اروح الشغل ازاي دلوقتي يا مدام في واحدة تنزل جوزها بالشكل دا
قضمت شفتيها السفلية بـعنف و هي تتقدم منه تمسك بـقميصه بـكلتا يديها و تبدأ بـالكمش عليه حتي تجعد كلياً و هي تقول :
_ متصدقش نفسك يا حسام انا هرفع عليك قضية هطعن في الورق و هتهمك بـالتزوير
ابعد يدها عنه و هو ينظر الي القميص قائلاً :
_ يعني كدا ارتاحتي
ثم وجه انظاره اليها و هو يقول :
_ علي العموم لو عايزة ترفعي مية قضية و قضية المتهم الوحيد هنا هو ابوكي لانه هو اللي جوزك ليا و هو اللي مضاكي علي الورق و انتي زي العبيطة مش فاهمة حاجة انا مش هاخد و لا يوم في السجن عمي هياخد العقوبة كلها ، بنت دخلت ابوها السجن عقوق والدين بصحيح
ترقرقت عينها بـالدموع و هي تنظر اليه و شفتيها مذمومة بـطفولية خاطفة لـ يمد يده يحاوط خصرها يجذبها و يعكس الوضع لـ تكون هي مستندة علي الباب و هو يقف امامها يضع يد علي خصرها و يد علي الباب خلفها ينظر الي داخل عينها قائلاً بـهدوء :
_ بتعيطي لية يا زينة و أية السبب في الرفض دا كله انتي مبتحبنيش
رفعت رأسها تنظر اليه مطولاً و من ثم همست بـضعف :
_ ما هي المشكلة اني بحبك
نظر اليها بـتعجب عاقداً ما بين حاجبيه قائلاً بـاستغراب :
_ مش فاهمك ؟
تحدثت بـاختناق و هي تحاول ابعاده عنها :
_ يعني انت اتجوزتني غصب و انا مفيش حاجة اعملها غصب انا متجوزش غصب يا حسام
ارتفع جانب شفتيه بـسخرية و هو يقول بـغضب واضح في ارتفاع حاجبه الأيسر لاعلي :
_ و الله علي اساس انك موافقة علي اي حاجة و لا كأنك كنتي عاملة زي المعزة اللي عايزة تخرج من تحت ايد الراعي و خلاص دوختيني و دوختي نفسك نتكلم بالعقل مفيش و بالغصب مفيش انت عايزة اية بالظبط بتحبيني و عايزاني زي مانا عايزك و لا مش عايزني يا زينة
_ عايزك بس طلقني يا حسام
ردها الغريب الذي امتزج بـبكاءها جعله يجن اكثر من السابق طرق بـيده بـحدة علي الباب بـجوار اذنها جعلها تنكمش علي نفسها و هو يصرخ بها بـغضب :
_ جنان بجنان و عند و قلة ادب بقلة ادب بتقابل في تنفيذ حكم الطاعة يا زينة
ابتعد عنها قليلاً لـ تنظر اليه متوسل حتي يتفهم موقفها لـكنه التفت عنها يواليها ظهره لـ تخرج من غرفته بل من الشقة كاملة غير معيرة انتباه لُـ نداء الغيظ الذي يطلق من فم نبيلة و يجلس هو علي الفراش يدفن رأسه بين كفي يده لا يفهم ما يجول بـداخلها هل جنت تلك الجملة المتناقضة التي نطقت بها جعلت من عقله يكاد يحترق من كثرة التفكير لما تحبه و تريده و بـذات الوقت تريد الطلاق منه و الابتعاد عنه لابد أنها الآن مجنونة لا محالة
**********************************
نظرت فيروز أمامها رأته ممد علي الارض امامها و الدماء تخرج من صدره محل قلبه بـغزارة ركضت بـكل ما بـداخلها من طاقة و هي تلهث بـقوة و شعور ان الأكسجين لا يصل الي رئتيها يشعرها انها سوف تفقد الوعي الصدمة التي حلت علي رأسها لا تجعلها تسيطر علي ردة فعلها حين وصلت اليه لم تتحمل اكثر لـ تسقط علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي وجنته تمسد عليها بـالارتجافة اصابت جسدها بـالكامل ، سقطت الدموع عن مقلتيها الي وجنتيها و هي تهمس بـتلعثم و خوف شديد :
_ شهاب
رفعت رأسه علي فخذها و هي تربت علي وجنته بـحدة اكثر و هي تقول بـصياح يخرج صامت الا من بعض همهمت :
_ شهاب فوق عشان خاطري .. شهاب رد عليا
نظرت حولها لعل احدهم يساعدها بـانتقاله الي المشفي الا انها وجدت المكان حولها صحراء واسعة كاحلة السواد ، سلبت انفاسها بـرعب و هي تمسك بـيده بـقوة و تصرخ به :
_ قوم يا شهاب متسبنيش لوحدي انت عارف اني بخاف قوم
لا استجابة منه و لا صمت منها كان يزداد رعبها اكثر فـ اكثر حتي مال بـرأسه الي الجهة اليمني و انقطعت انفاسه و شحب وجهه شهقت بـقوة خائفة و رفعت يدها علي العرق النابض بـرقبته لـقد وافته المنية لقد انتهي اجله ، اسرعت دقات قلبها بـمعدل غير طبيعي و هي تدلي رأسها علي صدره موضع الجُرح و هي تقول بـهذيان :
_ لا يا شهاب لا عشان خاطري متسبنيش يا شهاب مش هقدر شهاب عشان خاطري قوم انا مش هقدر اعيش من غيرك يا شهاب انا كدابة كدبت عليك انا بحبك و هقدر بقي قوم قوم عشان الدنيا ضلمة و انا خايفة لوحدي
لا استجابة و لا رد فقط الصمت سيد الموقف و صوت بكاءها العالي هو السائد مع أنفاسها المسموعة اعتدلت بـجلستها و هي تمسك بـوجهه بين راحتي يدها تتأمل وجهه الشاحب الفاقد للحياة و سكونه التام انحنت تقبل جبهته و هي تقول بـحرقة :
_ هتوحشني اوي
_ شــــهــــــاب
صرخت بـقوة و هي تستيقظ منتفضة بـفزع تلهث بـقوة صدرها يعلو و يهبط بـشكل هستيري وضعت يدها علي وجهها المتعرق تزيل حبات العرق علي وجهها و هي تتمتم بـخفوت :
_ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أستغفر الله العظيم
وضعت يدها علي قلبها تضغط عليه بـقوة حتي تهدئ في حين فتحت هناء الباب تتقدم منها بـقلق و قد استيقظت علي صوتها العالب الخائف جلست جوارها علي الفراش و هي تهمس بـالبسملة لـ تسرع فيروز بـاحتضانها بـشدة و هي تجهش بـالبكاء ، ربتت هناء علي خصلات شعرها و هي تقول :
_ بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا حبيبتي
أغمضت فيروز عينها تتذكر ذلك الحُلم و من ثم دفنت وجهها اكثر بـوالدتها و هي تقول بـزعر :
_ كابوس كابوس وحش اوي يا ماما كنت حاسة ان روحي بتروح و نفسي بيقطع
اسندتها والدتها حتي تسطحت من جديد و بدأت بـتلاوة من تيسر لها من آيات الذكر الحكيم حتي غفت فيروز من جديد قلبها رغم أن ميعاد عملها قد حان الا ان والدتها لم تجعلها تنتبه لـذلك يكفي ان تأخذ قسط من الراحة بعد ما عانته بـذلك الكابوس
***********************************
_ انا و الله كويسة يا احمد .. لا خلاص ظبط الفستان
تحدثت بـتلك الجملة فيروز و هي تنظر الي نفسها بـالمراه و الهاتف علي اذنها تتحدث مع خطيبها احمد عن تحضيرات عقد القران و عن تغير مزاجها و صوتها الذي يدل انها ليست جيدة ابداً و كيف لها ان تكون ذلك زوج قد فرضه والدها عليها بعد ان كانت تستسلم للايام حتي تجعلها تتقبله بـالاصل و كابوس مزعج رأت به حبيب العمر مقتولاً و غارق بـدماءه مهما حدث لا تقدر علي كرهه لا تعلم لما لا تقدر خانها و جرحها و تزوج بـشقيقتها و سوف تنجب منه و هي بـالاخير لا تقدر علي الكره لا يمكن ان تكون بـكل هذا الغباء لا يمكن ان تستسلم لـ قلب خاضع لـذلك الخائن تنهدت بـضيق من نفسها و هي تقول بـهدوء :
_ حاضر يا احمد لو ناقص ليا حاجة هكلمك ، مع السلامة
اغلقت الهاتف و وضعت أمامها علي طاولة الزينة ثم نظرت الي الفستان التي ترتديه بـنفس لون عينها الفيروزية حركت خصلات شعرها الي الجانب الايسر متدلي علي كتفها و هي تقول بـصوت مختنق :
_ مبقدرش انسي عشان ..
صمتت تبتلع ريقها و تتنفس بـهدوء مكملة :
_ عشان انت حتة من قلبي
تنهدت بـثقل و هي تلتفت نحو خزانة الملابس لـ تبدل ملابسها الا ان صوت الهاتف اعلن عن اتصال جديد لها توجهت نحو الهاتف ابتسمت حين وجدت زينة هي من تهاتفها فتحت الاتصال و جلست علي الفراش واضعة الهاتف علي اذنها و هي تقول :
_ انتي يا حيوانة ياللي سيباني لوحدي و انتي عارفة ان كتب الكتاب بكرا
ردت زينة عليها بـهدوء تام عكس المعتاد حتي انها ايقنت فيروز انها ليست بخير :
_ معلش يا فيروز حقك عليا هجيلك بكرا من الصبح
عقدت فيروز حاجبيها بـاستغراب و هي تقول متسائلة :
_ مالك يا زينة في حاجة
صمتت لـ وهلة ظنتها فيروز انها اغلقت الخط حتي تحدثت من جديد قائلة :
_ بابا جوزني حسام غصب عني يا فيروز و حسام رفع عليا قضية طاعة
ارتفع حاجبي فيروز بـذهول مما تتفوه به زينة و لكن قطع فترة صدمتها حين استمعت الي صوت زينة الباكية :
_ انا مش عارفة هما عملوا كدا لية
مررت فيروز اناملها بـخصلات شعرها بعدما فاقت من صدمتها لـ تتحدث مهدئ من روعها قائلة بـهدوء :
_ طب بتعيطي لية انتي مش بتحبي حسام هتفرق معاكي في اية طريقة جوازكوا
شهقت زينة بـبكاء متحدثة :
_ لا هتفرق معايا يا فيروز انا مش عايزاه غصب و من غير ما اعرف مش عايزاه و هو بيتحدي امه مش عايزاه لان بابا مجوزني ليه احترام لوصية عمي بجوازي من حسام لو بيحبني كان اتقدملي و اتكلم معايا عشان يقنعني بيه مش فجأة القيه بيقولي انا هربيكي و يبعتلي القسيمة
بكت زينة اكثر لـ تتنهد فيروز و هي تتحدث بـهدوء مواسية :
_ انتي يا حبيبتي زعلانة عشان طريقته و بس انتي بتحبي حسام يا زينة و كان نفسك ياخد خطوة هو اخد خطوة بس انتي اللي مش متقبلة الطريقة ممكن تتفاهمي معاه يا زينة بدل المحاكم و الكلام دا انتوا اعقل من كدا
_ اتفاهم في اية يا فيروز دا بعتلي انذار بـالطاعة من المحكمة و علي ايد محضر و هو كان تحت و لما نزلتله عرفت ان امه متعرفش و بتقوله اتجوزتها لية هي مش عايزني
صرخت زينة بـغضب لـ تتحدث الاخيرة بـهدوء :
_ يا حبيبتي ابعدي مامته عن تفكيرك دلوقتي انتي مش فاكرة لما بعدتوا عن بعض كان عامل ازاي هو ملوش دعوة بـامه يا زينة انتي كدا بتظلميه و عايزة اقولك انك بتظلمي نفسك كمان انتي بتحبيه يا زينة انتي ناسية انه حسام و لو كانت طريقة جوازكوا غلط حاولي معاه عشان تصلحه علاقتكوا مع بعض عشان انتي بتتضحكي علي نفسك
تنفست زينة بـقوة و كأن الهواء انسحب من رئتيها و من ثم زفرت بـهدوء متحدثة بـاختناق واضح بـنبرة صوتها :
_ انا هكلم بابا يتكلم معاه بما انه كان موافق و خلاني امضي علي ورق الجواز من غير ما اعرف .. اقفلي كدا و انا هبقي اكلمك لما اشوف هعمل اية
وقفت فيروز عن الفراش و هي تذهب نحو خزانة الملابس قائلة :
_ ماشي يا حبيبتي ربنا يهدي الحال و يهديكي يا زينة
***********************************
تقف جوار زينة بـغرفتها بعد ان انتهت من ارتداء فستانها الفيروزي و حجابها بـاللون البيج ربتت زينة علي كتفها بـهدوء لـ تنظر اليها فيروز بـأعين حزينة يلمئها الدموع لـ تحاوط زينة بـوجهها بـكلتا يديها و هي تقول :
_ لا عشان خاطري يا فيروز متعيطيش معدش حاجة و الماذون يجي
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تهمس بـخفوت :
_ مش قادرة قلبي مقبوض و مش مرتاحة اعترضت و اعتراضي مش مقبول كأني زي اي حتة اثاث في البيت انا اول مرة اشوف بابا كدا زي ما يكون عايز يخلص مني
احتضنتها زينة بـقوة و هي تمسد علي ظهرها تهمس لها بـهدوء :
_ و الله يا حبيبتي محدش عارف الخير فين و باباكي اكيد عارف مصلحتك
اسندت ذقنها علي كتف زينة و هي تقول بـألم :
_ انا مش مصدقة لحد دلوقتي ان اللي هتجوزه بعد شوية دا مش شهاب انا عارفة اني بـظلم احمد بس مش عارفة افكر غير كدا
ابعدتها زينة عنها و امسكت بـيدها تجذبها نحو الفراش تجعلها تجلس فوقه بـاريحية قائلة :
_ ممكن متفكريش في حاجة عشان وشك انا هروح اجبلك عصير علي ما المأذون يجي
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تبلل شفتيها بـطرف لسانها لـ تخرج زينة غالقة الباب خلفها مررت فيروز يدها علي وجهها و هي تتنهد بـضيق ، استمعت الي صوت شئ يطرق بـباب الشرفة عقدت حاجبيها بـاستغراب و هي تقف تتقدم قليلاً من الشرفة تستمع لـعلها تتوهم الا انها استمعت من جديد الي ذلك الصوت فتحت باب الشرفة قليلاً لـ تنظر الي ما بـداخلها الا ان دفعة من خلف الباب جعلتها تعود الي الخلف خطوتين و هي تتأوة بـخفوت لكنها شهقت بتفاجأة حين وجدت شهاب امامها اتسعت حدقتها بـصدمة و هي تصيح به بـصوت خافت :
_ انت جيت هنا ازاي جيت لية ليـــة
نظر اليها بـلا تعبير بـلا روح بل جامد تماماً ينظر اليها متأملاً وجهها الملائكي الخالي من مستحضرات التجميل و حجابها الذي لاق بها كثيراً و ثوبها الذي هو نفس لون عينها الفيروزية تحدث بـبهوت :
_ اشمعنا انا ضعيف في بعدك اشمعنا انتي قدرتي و انا مقدرتش .. انا بموت
نظرت اليه و قد ارتجفت شفتيها السفلية بـبكاء متحدثة :
_ ارجع من مكان ما جيت يا شهاب انا مش عايزة فضايح لو حد جيه و لقاك معايا هتبقي كارثة ارجوك سيبني في حالي بقي
تقدم منها بـبرود و كأنه لم يستمع اليها لـ تعود هي الي الخلف بـخوف من هيئته التي تدل انه ليس بخير في حين تحدث هو بـصوت مبحوح :
_ لابسة نفس اللون اللي كنا متفقين عليه قابلة انك بعد شوية هتبقي مراته
خرجت منه ضحكة ساخرة و هو يقول :
_ و انا مش مهم معدتش فارق معاكي يا فيروز
تماسكت و هي تقبض علي ثوبها بـقوة و قلبها يخفق بين ضلوعها تخفض رأسها الي الاسفل ، نظر الي يدها القابضة علي ثوبها و من ثم نظر الي عينها قائلاً :
_ خايف مني بجد
رفعت رأسها تنظر اليه بـدموع عالقة علي اهدابها قائلة :
_ عايز اية يا شهاب ابوس ايدك اطلع برا احمد زمانه جاي مع المأذون هروح في داهية
رأت دمعة تجمعت بـمقلتيه و هو يهمس بـصوت مزق الباقي من قلبها :
_ انا بحبك يا فيروز انا مقدرش اشوفك مع غيري انا بموت من ساعة ما اتخطبتيله متعمليش فيا كدا يا فيروز
نظرت اليه فيروز قليلاً ثم تغمض عينها تتنهد بـثقل كـأن الجبال تجثو فوق صدرها قائلة :
_ مش الوقت المناسب صدقني انا مش عايزة اسمع حاجة بعد كدا ارجوك سيبني اعيش حياتي كفاية اني بظلم احمد معايا
فتح الباب فجأة لـ تنظر فيروز نحو باب الغرفة بـخوف لـ تجدها زينة تنهدت بـراحة و لكن صدمة زينة كان المسيطرة عليها لـ ينظر اليها شهاب قائلاً :
_ اطلعي برا يا زينة ارجوكي
نظرت زينة الي فيروز لـ تهز فيروز رأسها اليها لـ تضع زينة الكوب علي طاولة الزينة و خرجت من الغرفة تقف أمام الباب حتي لا يدخل احد و يري شهاب بـغرفة فيروز ، نظرت إليه فيروز بـبكاء و هي تقول :
_ قول اللي عايزه ارجوك و امشي
رفع قميصه و اخرج سلاحه الناري من بنطاله لـ تشهق فيروز واضعة يدها علي فمها بـصدمة نظر الي السلاح ثم اليها و هو يقول بـألم :
_ فكرت اقتلك عشان متبقيش لغيري
ضغط علي شفتيه و هو يهز رأسه بـنفي قائلاً :
_ بس مقدرتش قلبي وجعني من مجرد الفكرة بس
رفع السلاح نحو رأسه و هو يقول بـضعف شديد و كأنه اصبح رخو :
_ بس اقدر اموت نفسي عشان مشوفكيش مع حد غيري اول ما تخرجي من الباب دا هكون ميت
بكت بـقوة و هي تنظر اليه تنفي بـرأسها قائلة :
_ لا يا شهاب بالله عليك ابوس ايدك متعملش فيا و في نفسك كدا
تقدم منها خطوة و هو يمد يده بـهاتفه لها قائلاً :
_ اول ما تفكري تفتحي الباب هكون ميت في ايدك انتي اعيش او اموت
علي صوت بكاءها الحاد و هي تمد يدها الي هاتفه في حين تحدث هو :
_ انا مسجل كل اللي حصل بصوت شريف اخويا لاني حالف علي المصحف مقولكيش و لا كلمة لو مت اسمعيها كويس و سامحيني
تقدمت تمسك بـيدها المتواجد بها السلاح و هي تقول بـتوسل :
_ مش هقدر اعيش الكابوس دا يا شهاب ارجوك عشان خاطري بلاش
لـ يعود هو الي الخلف و لم يجعلها تطوله و هو يقول بـأعين حمراء كـ الدماء :
_ بلاش انتي تعيشيني كل دا مش هقدر اتحمل ياريت عرفت اخليكي تحبيني اكتر ياريت خليتك تحبيني زي ما بحبك عشان تعرفي اللي انا فيه .. و حياة عيون الفيروز بحبك اوي
تلاقت اعينهم الحزينة وسط بكاءها العنيف الذي يزلزل قلبها و قلبه المتحطم و روحه الباهتة تنقل بصرها عليه بـخوف شديد و ارتجافة و ينظر اليها هو بـاعتذار و ألم ممزوج بـوداع حزين يلوح بـعينه
رأيكوا .. تفاعل .. توقاعتكوا ١٠٠٠ لايك و هنزل بارت الخميس
#اسماء_ايهاب
البارت الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر هنا 👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇