أخر الاخبار

أترصد عشقك الفصل الثاني والتالت بقلم ميار عبدالله كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات والوصفات



أترصد عشقك

 الفصل الثاني والتالت

بقلم ميار عبدالله

لا تسأل شخصا لماذا هو دونا عن الباقي


لأنه ببساطة وجد ما يبحث عنه


أو أردك أن الحياة بدونه لا شيء


أما عنه فهو منذ أوعت جعلوه زوجها المستقبلي


لذا أودعت كل مشاعرها الأنثوية الرقيقة حتي تندمج مع مشاعر رجولته الأجشة .


رفرفت وجد بأهدابها الكثيفة تتأمل ملامح وجهها الفاتن ، ترى ما العيب بها حتى لا يستطيع أن يراها ؟!


هل هي شفافة لتلك الدرجة ؟! ... تري لما التجاهل والقرب فى ان واحد ؟!


لما يدعي عدم الاكتراث رغم انها شعرت به يكاد يجن ويدك عنقها حينما علم بخطبتها التى فسختها بعد أن علمت أن خطيبها يهيم بـ إمرأة عشقا !!


ترى هل كل ذلك بدافع أنه يهتم بها فقط .. بسبب علاقة القرابة ؟!


انقبض قلبها واستحال وجهها للشحوب حينما أوصلت أفكارها إلى تلك المنطقة .. منطقة تعتبر كحائط سد لا يوجد أمامها سوي حائط شاهق ومن المستحيل أن تعود بأدراجها بعد ما وصلت إليه ، رغم أن ما وصلت إليه لا شيء فى الحقيقة لكنها تشعر أنها حققت انجازا بماذا ؟!


حنقه وضيقه ولا يريد أن ينفرد بها في مكان واحد وكل ذلك حدث حينما خطبت فقط ، لكنها في الحقيقة لا تعتبرها خطبة .. فالخطيب كان يراها صديقة وهي لم تشعر بالضيق بل ساعدته للوصول واستدراج خطيبته إلى حفل خطبتها لتصبح هي الخطيبة بديلة عنها !!!!


انحدرت دمعة لا تعلم متى سمحت لها بالمغادرة لتشد من عزيمتها و شكيمتها المهتزة لتخرج من غرفة نومها .. لأنها ربما ولو بقت لعدة دقائق ستصاب بالجنون بسببه !!


هبطت من الدرج اللولبي وهي تتجه نحو الحديقة لتبصر جدها .. فخر عائلة المالكي وأعظم رجل قابلته فى الحياة ، هو أباها الفعلي حينما توفي أباها .. هو الذي أشعرها أنه السند الذي ترتكز عليه إن خذلتها الحياة والحب !!


اغرورقت عيناها بالدموع وقد استفحل الألم في قلبها .. أغمضت جفنيها وهي تسحب هواء عميق لتزفره على مهل وأصابعها المضطربة تنقرها علي حقيبة يدها وكأنها آلة بيانو تعزف عليه بأصابعها لينساب لحن عذب أدي إلي استرخاء أعصابها المتشنجة وطردت أي شحنة سلبية لتستقبل جدها ووالدتها بأجمل ابتسامة جاهدت شفتيها لإظهارها .. فهي ابنة مرهفة كما يحسدها الجميع ، من عائلة عريقة ، لم تشعر باليتم وجدها الذي قضي حياته ليربيها حتي غدت انثي جميلة ومنع أي رجل للظهور في حياتها حتي يأتي ابن العم ويقرر تزويجها .. هذا إن قرر سيادته سخرت من نفسها وهي تميل بجسدها لتقبل خد جدها الذي ترك صحيفته على طاولة الطعام واستقبل قبلتها بأروع ابتسامة


- صباح الخير جدو


قبل غالب جبين حفيدته الغالية ، الحفيدة الوحيدة التي تربت بين ذكرين .. غمغم بابتسامة ناعمة


- صباح النور يا قلب جدو


ابتسمت بامتنان دائما معتادة عليه حينما تصبح عليه كل صباح ، وكأنه يخبرها أنه ينتظرها ما إن يطمئن قلبه علي من سيحتفظ به داخل عينيه ومن غيره بالطبع؟!! ..... ابن عمها الذي يتفنن في تعذيبها نفسيا .


طبعت قبلة في الهواء لأمها التي ربتها طوال عمرها قائلة


- صباح الخير مماه


تعلم أنها تكره القبلات والعناق وما شابهه ، تراه غير مقبول وسلوك استفزازي شاعري .. ابتسمت جميلة بعذوبة وهي تضع كوب عصيرها على الطاولة لتقول


- اقعدى يا حبيبتي ، افطري


جلست بجوار جدها وهي تغترف منه حبا يغدقه دائما لها ، تمسكت بذراعه بقوة وهو تفهم رسالتها الخفية الطالبة للدعم ليربت على كتفها ... عبس وجهها حينما رأت المقعد المقابل لها فارغا لتتساءل


- وسيم مجاش ولا ايه ؟


هزت جميلة رأسها نافية وقالت بحنق لم تقدر على أن يتخلى نبرتها المنخفضة دائما


- وسيم فى فيلا الكومباوند قال هيجي على وقت الغدا ، انا مش عارفة ايه الفضايح اللي تلاحقنا فى كل حتة من ناحية انتى ومن ناحية تانية هو


عضت وجد على شفتيها تمنع ضحكة وهي تتذكر امس ماذا حدث لوسيم ابن عمها ، فبالنهاية هو يستحقها والفتاة التى تحدثت معه بجرأة يبدو أنها وقعت في حب رجل مشابه لوسيم أو وسيم هو نفسه !!!


حتى الان تتذكر تلك الحرقة في صوتها .. ضحكتها الساخرة النابعة من ألم عميق داخلي تعلمه جيدا فهي أصبحت خبيرة جدا أن تضحك في وجه من يؤذيها .. تشعر أن هناك بينهما رابط خفي ألا وهو حب من طرف واحد ، لم تقدر على كبح ابتسامتها التي زينت وجهها لتهمس بحرج


- مماه


وكأن الابتسامة جعلت جميلة تزيد من تقريعها الذي لن ينتهي


- وانتي فيه بنت عاقلة تخلى خطيبها يتجوز غيرها ، لا وانتى اللى بتسلميها ليه .. الناس فى النادى أكلت وشى


اضمحلت ابتسامتها وما تبقي فقط جسد ساكن وملامح غادرت صاحبتها لتبقي كما لو أنها امرأة فقدت ما تملكه في حياتها ، بكل عملية استقامت من المقعد وهي تعلم لو بقت لدقيقة لاستمرت في تقريعها عن كونها


كيف تترك خطيبها الكابتن الطيار .. بل كيف بغبائها تفسد العمل بين عائلتها وعائلة السويسري رغم علاقة الصداقة التي تربطهما وحينما قررا دمج العمل بصورة زواج أفسدته بغبائها كما تقول والدتها ، غبية حينما قررت عدم التشبث برجل ملك لأمرأة أخرى .. غبية لانهم جعلوها تقع في حب ابن عمها بل لم يحاولوا منعها وزجرها أن الطائر الحر لن يقع في عش الزواج .


بملامح وكأنها ملامح انثى ميتة ، مقلتيها تتشبث في عيني الجد تهمس له باستنجاء


- جدو .. كلمها من فضلك انا رايحة الشغل


شيعها غالب حتي غابت عن أنظاره والتفت بعينيه نحو ابنته ليغمغم بقسوة


- جميلة مكنش فيه داعي نرجع للماضى ، الموضوع اتقفل


ابتسمت جميلة بألم ، وماذا يواجه والدها من كلام الناس الذي لا ينتهي ، النساء ينهشن في لحمها ولحم ابنتها حية ومع ذلك يرسمن ابتسامة خبيثة ماكرة وحينما يملئون بطونهم الجائعة يرتسم الحزن على محياهن وينتهدن بحزن ثم يغادرن ليلقين على مسامع باقي نساء النادي الأخبار مع بهارات إضافية .. تنهدت زافرة بحدة وهي تمتم


- متقفلش .. مش انا اللى بواجه كلام الناس .. كتر خيره لؤى سند عيلتنا بجد


تجمدت ملامح الجد وهو يعود لالتقاط صحيفته .. يبحث عبثا عن أي أخبار تلفت انتباه بعيدا عن التفكير بحفيده البكر البعيد عن أرض الوطن وهو يوسع أعمال العائلة في الخارج .. لكن هناك شيء خاطئ في حفيده .. لا يعلم حتى الآن ما هو .. ولكن سيعلم آجلا أم عاجلا ويتمنى أن لا يحدث كارثة تزعزع من رابطة أسرته الذي جاهد بكل شيء وفعل كل شيء حتى يحافظ على أسرته تحت جناحه .. همس بنبرة ساخرة


- سند فعلا


عبست ملامح جميلة وهي تسمع همهمات غير مفهومة من والدها لتهمس بتساؤل


- بتقول حاجه يا بباه ؟


هز غالب رأسه نافيا


- كلى يا جميلة .. كلى


عاد غالب النظر لصحيفته مرة أخرى ،كوسيلة لجعل الذي أمامه يتوقف عن التحدث .. يعيد أوراقه ويراجعها مرة أخرى.. وسيم الذي يبتعد عن قصر العائلة ويتحجج بالعيش في منزل والديه المسافرين بالخارج للعمل يتذكر وقتها كان وسيم بالعاشرة كان والده قرر السفر للتدريس بالخارج لكنه رفض بإصرار عنيد مقررا منع إقلاع الغرسة التي نبتت في أرضه لتغرس في بلاد الغرب كوالدته الاجنبية ، ثم وجد صغيرته الناعمة التي يحفظ جميع خلجاتها وما تخفيه فهو الذي رباها علي يده.. لو فقط طاوعه لؤي علي زواج ابنة عمه ، حتى لا يفقد صغيرته .. هز رأسه يائسا لاعنا لؤي من صلابة رأسه الشبيهة له.


****


حينما انهت رهف محاضراتها بكل هدوء سحبت كتبها وهي تخرج من قاعة المحاضرات ، عيناها تنظر بارتياب إذا علم أحد بهويتها .. أو عاد ينبش في ماضيها الذي تحاول جاهدة أن تتخلص منه.


الأمر شاق عليها بل مؤلم للغاية ، وقاص شقيقها يظن أنها تتدلل .. لكن في كل ركن من أركان الجامعة تتذكر


صديقتها نادية التي قتلت أمام عينيها بأبشع الطرق كانت ستقتل تلك الليلة لولا أن أخيها نضال قام بإنقاذها في آخر ثانية لربما لحقتها.. شعرت بالاختناق


وكأن هناك مئة أيد ملتفة حول عنقها ليزهقوا روحها .. الدموع شوش بصرها عن الرؤية ، مسحت دموعها باناملها وهي تطرق برأسها خشية أن ترى عيون الناس


..


ما زال هناك شعور يراودها بأن الجميع يراقبها .. بأنهم يرونها مذنبة في حق نفسها.. يظنونها مجنونة كونها خرجت من مصحة إدمانية ونفسية .. هي حقا لن يتبقى لها سوى رماد .. رماد بعد الحريق الذي شب واندلع لتسقط ميتة ... ميتة بلا شعور ،


حتى جاء نزار


وعلى ذكر اسمه ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها ، وبدأ قلبها يدق بعنف وكأنه الشيء الوحيد الذي يدفعها لاستمرار حياتها البائسة .. تتذكر تفاصيل ملامحه الوسيمة .. طوله الفاره ، وعضلات ذراعيه القويتين وهو يحضر الطعام للزبائن ، حزمه وصرامته بل قسوته ايضا حينما عملت معه سابقا قبل أن تعود لدراستها التي انقطعت لعامان ، عينيه الراكدة اللتين تلمعان بوهج يسرق انفاسها ويتركها مقطوعة الأنفاس حينما يخصها بنظرة أو بكلمة ، ثم لهجته الشامية الخاصة ، ياويلها من نبرات صوته الاجشة حينما يتحدث معها بعاطفية تجعل مشاعرها تميل له بل ترتوي منه حتى تزهر انوثتها على يديه.


- واقدر اقول لأ


غمز وسيم نحو ابنة عمه بشقاوة ليلتفت نحو المرأة قائلا


- منا هنا يا انسه .. ومش عايزك تقلقي انتى جيتى للمكان الصح


راقبت وجد تصرفات وسيم وهو يعرض عليها قطع الملابس ، كانت ملامحه مسترخية للغاية وهو يحدث نحو المرأة التي تنظر نحوه بوله ، تقسم ان المرأة تطيل في حديثها معه وهي متمسكة كي لا يهرب منها ويذهب إلى نساء أخريات .. ترى من هي ذات الحظ التعس الذي ستتزوج بذلك الصنم .. لا تعلم لما جدها حتي الان لما لم يقوم بالتشدد عليه .. بل هي اقرب سنا له للزواج به بدلا من عاصي ... ابتسمت باقتضاب شديد وهي تقول .. عمتك هي التي قالت وليس جدك ، لذا لا تلوميه .. ففارق العمر بينهما فوق ١٥ عاما ، له الحق أن يراها صغيرة .


لا تعلم متى اقتربت هي من وسيم الذي تنهد زافرا بحرار لكن علامات وجهه مصطنعة وليست حقيقة ، تلك الضحكة المزيفة ليست بضحكته ولكن كيف ستري المراة ذلك وهي عمياء عن كل شيء فقط اسرها المظهر الخارجي به ووضعه المادي .. بالطبع يحتاج لإمرأة مميزة لكن فقط يتوقف عن البحث في الخارج وسيجد واحدة.. لكن كيف وذلك اليابس رفع شعار عازب للابد .


كانت المرأة كالعلقة لا تريد تركه ينعم بالراحة ولو لدقيقة ، يكفي مزاجه العكر منذ ليلة البارحة بل وما عظم من غضبه جارته الصغيرة ذو الخصلات الوردية والله اعلم ماذا ستسكب لون علي رأسها اخر الاسبوع ، وحينما اراد الذهاب الى ابنة عمه وجدها تريد اللوذ بالفرار من تلك العلكة .. المرأة ثرثارة من درجة أولي لا يتذكر كم صورة التقطها معها حتى ارتضت اخيرا بوضعية اعجبتها .. لكن كل شيء يهون إن كان سيظهر وسيما بقناعه الذهبي الذي يظهره للناس ويخفي مشاعره الحقيقة عن أعين الجميع الا ان وجد أحست به ، تنهد راسما ابتسامة حلوة مزيفة وقال


- اتمنى اشوفك مرة تانية يا انسة شاهندا


هزت المدعوة شاهندا رأسها وهي تتناول الحقيبة البلاستيكية منه قائلة


- اكيد يا وسيم هنتقابل


ما ان ودعها وسيم بابتسامة من الاذن للاذن وودع العاملات في المتجر ، سحب ذراع وجد ودلف بها إلى حجرة مكتبها ... انغلقت تعابير وجهه واسودت عينيه قتامة وذكري الصباح لا يقدر علي نسيانها


إلى أي وضع تجرأت تلك الفأرة الصغيرة لتخرج من البيت بملابس عارية ، ابتسم ساخرا منذ أن رآها بفستانها الابيض العاري في حفلة خطبة شقيقها حتى اندلع حريق في داخله لا يخمد ، انتبه على صوت وجد الحانق


- هى الناس مش هتنسي ولا ايه ؟ الموضوع بقاله ٣ شهور


هز وسيم رأسه بلا مبالاة وقال


- سيبك منهم .. ما بيصدقوا يلاقوا حاجه يحكوا عنها


ثم ضيق عينيه وهو ينظر الى ابنه عمه ، غمغم متسائلا بتعجب


- قوليلي بقي مالك ؟ انتى ولؤى فيه ايه اللي بينكم


هل هو لاحظ ايضا ؟ هزت رأسها وقالت بنفي تام


- ولا حاجه .. ولا حاجه يا وسيم


رأت نظرة عدم التصديق في عينيه ، لكن ماذا تقول له انها لا تعلم ما الذي حدث له ليتبدل لرجل آخر لا تعلمه ، انهارت على مقعدها وهي تمتم بألم


- هو انا مش من حقى احب واتحب ؟


- طبعا


اطبق وسيم علي شفتيه بعد إجابته المقتضبة ، هل في كل حديث يتناوله مع أي شخص يتجه إلى نحو عاطفي دائما ، كل ذلك بسبب المخرج الغبي ومعد البرامج .. بل هو الغبي الأحمق الذي وافق علي أن يذيع كلام هو حتي الان يستنكره .. هو فقط على بضعة خطوات من تلك الفتاة الغامضة ، ويا ويلها ان وقعت تحت قبضته .. انتبه على صوت اشعار رسالة من هاتفه ليفتحها وهو يري رسالة شامته الاربعون من جيهان ، جز على اسنانه حتى وقت يحاول فيها النسيان تأتي هي تذكره ..


لم ينتبه لملامح الألم والحزن الذي غمر وجد وهي على شفا حرف من الانهيار في البكاء


- طب ليه صعب ان حد يحبني .. هل انا وحشة للدرجة دي انى متحبش


اغلق وسيم هاتفه وهو ينتفض قائما ليقترب من مقعد وجد وهو يميل برأسه هامسا


- انتى اجمل بنت فى العيلة


ابتسمت نحوه بامتنان لتهمس


- طب ليه الحب صعب عليا ؟ ليه صعب يا وسيم


غمغم وسيم وهو للحظة يلعن لؤي علي تفريط فتاة مثل وجد


- مش كل حاجه بنفتكرها خير لينا يا وجد .. مين عارف مش ممكن يكون الحب ده مسموم


اصابها كلامه في مقتل .. أيعقل أنه حب مسموم ؟ .. كل المؤشرات تشير إليها ... ازدردت ريقها بتوتر شديد وهي تغيرمجرى الحديث حتى لا تصيب بسهام وسيم التي تطعن قلبها ويقتل الأمل في ذاتها


- مسموم ؟! .. لا مش وقتك خالص .. كفاية فضيحتك امبارح


تمتم بوعيد شديد


- اوصلها بس


ابتسمت وجد وهي تغمغم بشقاوة


- عندك عداوة كبيرة مع البنات للاسف


زفر بحدة وهو يخلل بأنامله خصلات شعره ، ليتمتم بحدة


- عرفتي ليه مش بحب اتورط مع بنات البلد ، مالهم الاجنبيات متفتحين اكتر ودراميتهم أقل


انفجرت وجد ضاحكة وهي تمتم بعفوية


- واضح ان فيه واحدة من بنت البلد شايلة منك كتير


عبست ملامح وسيم للحظات وهو يفكر متى صادق من نساء أهل بلده .. بل من هي التي تكن داخلها حقدا له ، كل السهام تشير إلي امراة واحدة فقط ، كاد ان يتحدث الا ان صوت اشعار من هاتفه جعله يقسم لو كانت تلك الحمقاء هي لانفجر يصب كل غضبه في وجهها .. اتسعت عيناه وهو يرى منظم سباق السيارات يخرج لائحة بأسماء المتسابقين ومن ضمنهم صاحبة الخصلات الملونة ، اعتصر الهاتف بقبضة يده ليقول بنبرة متسرعة


- صح نسيت ما اقولك لؤى راجع من السفر بكرا ، مضطر امشي بقي ورايا حاجه مهمه الحقها


استقامت وجد وهي تحاول أن تواكب ساقيه السرعتين لتقول


- فيه حاجه حصلت ؟


لم يعطيها ردا بل اختفى من أمامها كالزيبق ، تنهدت باستسلام وهي تعود إلى غرفتها تغلق الباب خلفها لتستند عليه بظهرها هامسه


- ياترى هتتجاهلني لحد امتي ؟


سؤال ألقته .. لكن الإجابة لن تعلمها سوى من صاحبه


***


ارتسمت رهف ابتسامة مشرقة على وجهها حينما اجتمعت مع "فريال" زوجة شقيقها وابنة خال فريال " جيهان" ، تبقي فقط وجود شادية التي اعتذرت بسبب عملها وفرح زوجة أخيها نضال التي اختفت عن الأنظار بعد حفلة زفاف شقيق جيهان وشادية .. لكن ليس مهما يكفي وجود فريال التي تبتسم باشراق وهي تخبرهم بانها حامل وتأكدت اليوم حينما ذهبت للطبيب ، لا تصدق انها ستصبح عمة لطفل صغير جدا وتعتني به وتدلله كثيرا ستدلله حتي الفساد ، ستطهو له الكثير من الطعام ولن يعترض أو يشكو منه كما يفعل الطباخ العظيم معها ، ابتسمت بخجل حينما تذكرت حديثهم في الجامعة بل وحرصه كل صباح علي جلب علبة طعام يعدها خصيصا لها ، لقد لمس هذا الرجل شغاف قلبها المعطوب وحرص على أن يداويها بعنايته الخاصة الشامية .. انتبهت على صوت جيهان التي كانت تصفق بمرح


- متعرفيش قد ايه انا متحمسة عشان ابقى خالتو


ابتسمت رهف بخجلها الفطري لتقول بهمس خافت


- وانا هكون عمتو


انفجرت فريال ضاحكة لتربت علي بطنها وهي تنظر بحنين وشوق لتشعر بوجود الطفل وتستمع إلي نبضات قلبه ، تنتظر فقط وصول زوجها لتفاجئه بطريقتها الخاصة عن خبر حملها الذي انتظرته بصبر .. تمتمت برقة


- وانا هبقى ماما


عبثت جيهان بخصلات شعرها وهي تقترب من ابنة عمتها لتحتضنها قائلة بمشاكسة


- فريال وماما ؟!! الله يستر من البنت


الفصل الثالث

..................

من منا لا يجرح من أحد


تنظر إليه بـ وداعة وهو يطعنك بكل خسة ودناءة منه


ثم ماذا ....... ؟!


القلب يخبرك إن كنت ستموت بين ذراعيه ابتسم في وجهه


فقد نلت شرفا كبيرا انك ستموت بين ذراعيه ويكون هو آخر من رأته عينيك .


النيران هائجة لا تخمد .. براكين مشتعلة تخرج حممها اللاهبة دون الاكتراث بما تقابله في طريقها ...


فالنيران التي بأحشائها لم تندلع هباء ، بل كانت تراكمات .. ظلت تتحامل علي قلبها الهش الذي لم يتحمل ثقل الاحزان علي قلبها حتي فاض ما بها .


رأته يسقط أرضا امامها وهي حاملة ابنته .. تقسم أنها لم تقدر ان تجمع شتات نفسها وهي تختبر ذلك الموقف الرهيب لأول مرة ، فما رأته وما سمعته يفوق تحملها .. هي ليست جمادا حتى تتعامل مع الموقف بصلابة ، وليست انسان الي بلا شعور ... لكن الأمر وصل بها للحافة


وما بين السقوط دفعا أو تقدم ذاتا علي فعلها


قررت أن تنتحر ... الأمر يبدو منطقي في تلك اللحظة المجنونة .


ما يحفز ويساعد على زيادة تأجج تلك النيران العقل


يخبرها كفاك غباءا وانظري لمن حولك ، الجميع يعيش بسعادة .. وقاص أخيه .. وتلك أسرار المدعوة بـ ابنة عمه ، وهي تعاقب على شيء صغير


كل ما فعلته أنها أخبرته أنها اتفقت مع أخيه وقاص لتعيده في صورة العائلة المهتزة


لكن الغبي بدلا أن يصمت ويخبرها خير ما فعلت ، كان هائجا وقتها ...


- بدون كلام كتير قوليلي ايه اللي حصل من الأول


كانت جملته تلك التي قصمت ظهر البعير .. أخبرته حينما طلقها المرة الأولي وذهبت الي بيت مشبوه، كانت تلك فكرتها الغبية لتستجدي اهتمامه ويعيدها إلى ذمته ، لا أحد يسألها كيف فعلتي ذلك .. يكفي أحشاءها التي تتمزق كلما تذكرت همسته المناجية لأسرار ، ربتت على ظهر شمس الصغيرة وطبعت قبلة على جبينها بعد ليلة شاقة وبكاء حار جعلها بالكاد ترى أمامها .. زفرت بحرارة وهي تدثرها جيدا قبل أن تخرج وهي تستعد لتخبرهم بقرارها الذي أخذته في تلك السويعات القصيرة .


خرجت الى الردهة لتتفاجأ بوجود المسماة بأسرار التي نهضت من مقعدها برشاقة قائلة بابتسامة متوترة


- الدكتور طمني عليه قالي مفيش قلق ، بقاله فترة مكلش وشرب قهوة علي الريق فدا اللي خلاه يفقد وعيه .. مع الأدوية هيبقي كويس بكرا


- الحمدلله جت على قد كدا


زفر وقاص متنهدا بحرارة وهو يحمد ربه ان الأمر لم يكن مقعدا كما استيقظ فزعا من اتصال فرح تبلغه من بين بكائها ان نضال سقط مغشيا عليه ، وكون أن المسافة بينه وبين نضال بعيدة اتصل بـ أسرار التي هي أقرب منه وأخبرها أنه اتصل بطبيب العائلة، تستطيع أن تسبقه وتطمئن زوجته المذعورة ... لكن ما ان علم ان الامر تم تداركه وكاد أن يغادر إلا أن النظرة في عيني فرح ألجمته .. جعلته يشعر أنه السبب في ذلك


لم ينهي الجدال بينهما ، وجعلها حتى في ابسط الامور تعتمد عليه ، ماذا إن حدث لها شيء أو للصغيرة شمس وكان نضال في الخارج ... لعن نفسه ولعن نضال وهو يرفع عينيه نحو فرح الواقفة أمامه بشحوب


تخبره انظر إلى ما فعله اخيك بي ... لقد اخذني وردة متفتحة لكنه لم يرعاني ولم يسقيني .. ما امامه هي بقايا فرح ، وكأن الدنيا اخذتها على حين غرة تجذبها بحبال خانقة .. ذابحة وحينما قررت العفو .. غادر الروح !!


نظرت أسرار إلى ساعة يدها التي تجاوزت الثانية .. تعلم ان سراج في السيارة بالأسفل يكاد يخرج نيرانا من أنفه بعد أن كان بجوارها منذ قليل يطمئنها الطبيب على صحة نضال وما إن وجد وقاص أتى متأخرا حينما كاد الطبيب يغادر كون منزل وقاص في الجهة الأخرى من المدينة وقتها اخبرها سراج انه يوجد لديها خمس دقائق حتى يعودوا للمنزل ، لكن ما جعلها تنسى وعيد سراج المبطن هو وجه فرح الذي لم تراه من فرح قريب فريال ، تمتمت أسرار بتوجس


- فرح


تجمعت دموع القهر والانهزام في مقلتيها ، نظرت نحوها وهي تتأمل قامتها الرشيقة و ملابسها المحتشمة الكلاسيكة وعيناها الزرقاوان المتجذرة في أصول عائلة الغانم لكن يبدو ان نضال وشمس هما المستثنون من الصفة الوراثية تلك ، تمتمت بسخرية


- تعرفي قبل ما يقع قدامي نده اسمك


طفقت ملامح التوجس في وجه أسرار واللامبالاة من وقاص لثواني قبل أن ينظر نحوها باهتمام مشبوب بالتوجس من كلماتها القادمة ، ابتسمت بمراره وهي تتأملها كليا قبل أن تتابع ببرود


- انا اللي اصريت اعيش في كهفه لمدة شهور قولت يمكن يرحمني شوية .. يحس اني مهتمة بيه وببنته يجي يدبحني بالطريقة دي


أصابها الادراك لـ أسرار التي سبت نضال ، هل ذلك الأحمق لم يخبرها ما هي قوة رابطتهم التي على أثرها يشتعل زوجها غيرة لكن ظنت أن فرح تعلم .. لكن يبدو انها الطرف الاخر الذي كان يحترق بصمت ، نظرت نحو وقاص الذي لمعت عيناه بتأثر ثم نظرت نحو فرح التي تبكي بصمت ، اقتربت منها تهمس بهدوء


- فرح ارجوك متفقديش اعصابك ، نضال


سارعت فرح الابتعاد عن أسرار بنفور واضح جعل أسرار تحمر حرجا لكن نفضت ذلك الشعور الذي انتابها ، فما أمامها أهم وأعظم من مشاعر سخيفة خصوصا ان الطرف أمامها يبدو أنه علي وشك فقدان سيطرته !!


صرخت فرح بعنف وهي تطيح بمزهرية أمامها


- نضال .. كل الموضوع نضال ، يعيني هو الابن اليتيم اللي كلنا لازم نستحمله ونخاف نزعله ، وفرح ... تتحرق مش مهم هي .. المهم هو وبنته


كانت هي مجرد صفقة مثل أي صفقات خسيسة للطبقة الذهبية


أشركوها في ذلك الأمر وأوهموها أنها ستظفر بنيل قلب العاصي


لكن العاصي ...... ما زال عاصيا !!


انقبضت معالم وجه وقاص الذي نظر بنظرة ذات مغزى نحو أسرار يطالب منها الدعم لتهدئة تلك الصغيرة


- فرح


تمتمت أسرار بنعومة هادئة وما داخلها بركان هائج ، ما ان يستفيق ذلك الغبي تقسم انها ستصفعه ، ستفعلها عل تلك الصفعة هي عودته لرشده


- خليني اشرحلك يا فرح واضح انك مش مستوعبة الموضوع


الدموع التي تكاد تكبحها لم تقدر علي صدها أكثر ، انهارت باكية وهي تهمس بتألم أصاب قلبيهما


- مين قالك يا اسرار هانم اني مش مستوعبة ... فوقت .. اه انا فوقت بس متأخر ، جيت علي نفسي كتير .. كرامتي انا بنفسي شيلتها .. حسيت باهتمامه بيا مش كدا يا وقاص باشا .. بس لما كل واحد الاقي كل واحد فرحان في حياته وانا لسه متعذبة ليه .. انا عملت ايه لكل دا ... لما الكل بعد عنه وانا اللي واقفة في صفه يجي ينادي اسمك ليه


صاحت صارخة في نهاية جملتها ، الغيرة والغضب ما أن يجتمعا معا


فهي تودي بحياة حاملها ومن معه إلي السقوط والانهيار .


علا صوت أسرار الحازم وهي تمسكها بقوة من عضديها لتقول بحزم وهي تنظر الى عيني فرح بثبات شديد


- فرح ... انا ونضال عانينا كتير في حياتنا واحنا الاتنين بنهتم ببعضنا ، أنا وهو اخوات وسند لبعض


صمت فرح والأجواء مازالت مشتعلة بجنون ، تحاول فرح النظر إلى عينيها بقوة وصلابة تعريها بوضوح إلا أنها ما استشفته صادق للأسف ، أشاحت بعينيها لتنظر نحو وقاص بلوم شديد .. أعادت بعينيها نحو أسرار لتقول بسخرية لاذعة


- ولما جتلك الفرصة تعيشي مع جوزك بعتيه ... نضال بقي يتصرف مع مراته يعذبها يقتلها مش مشكلة


هاجت عيناها الرائقة لتصبح ظلمة داكنة دلالة علي غضبها ، صاحت أسرار بجنون


- انتي اتجننتي


امسك وقاص ذراع اسرار وقال بحزم خافت


- أسرار


دفعها وراء ظهره لينظر نحو فرح قائلا


- دي غلطتي من الاول


ابتسمت بسخرية وهي تشعر بأن قلبها لا يتأثر مع نظرات عيونهم النادمة


راقبها عاصي عن كثب تتحرك بكل رشاقة وخفة في جميع انحاء القاعة ، ترسل ابتسامات مجاملة واخري صادقة وهي تتعامل بود شديد .. الا انها تهتف بحزم إلى طاقم عملها عبر سماعة البلوتوث .. اقترب منها وهو يراها تتخذ ركن منزوي عن الجميع ... تراقب الجميع بابتسامة ظفر تزين ثغرها ، غمغم بهدوء متسائل


- عملتى ايه ؟


التفتت اليه وهي تنظر اليه بعبوس قبل ان تمتم


- اسرار بنات متتدخلش ابدا فيها


ازداد قرب وهو يرى عيناها المتحدية له ليهمس


- اممم واسرار البنات دي بتحكي خصوصا بعد الجواز مش كدا ؟


هزت رأسها بلا مبالاة قائلة


- اه عن الجواز يا استاذ عاصي


صمت خيمهم لتدق شادية بكعب حذائها قبل ان تحين التفاته منها قائلة له


- انت متجوزتش لحد السن ده ليه ؟


توقعته لن يرد .. أو يرد بفظاظة الا انه حدق بشرود نحو الارض قائلا


- لسه ملقتهاش


غمغمت بتساؤل عابث


- هي مين ؟


رفع عيناه لتقع عيناها عليه ، يأسرها كلها بنظرة واحدة .. زحف الارتباك نحو خلاياها أمام نظرته المسلطة عليها ليغمغم بصوت أجش


- اللى تستاهلنى


اشاحت عيناها بعيدة عنه بارتباك شديد وهي تسب نفسها على توريط نفسها في ذلك الأمر ، ألم تخبر نفسها انها لن تقترب منه مرة اخري ...لماذا اذا تتعدى الخطوط وهو يتعدى الخطوط معها .. سألها بجرأة كما سألته


- وانتى ؟


تمتمت ساخرة وهي تهز رأسها نافيا


-انا ... و حب تانى ؟!


عبس عاصي وهو يدقق النظر الى عينيها قبل أن يتمتم قائلا


- يعنى عايزة تقوليلى انك مش بتفكرى امتى تلاقي نصك التانى ؟


سارعت بالنفي على الفور قائلا بنبرة مهتزة


- مفيش لا نص تانى ولا اول ، انا اتخلقت كاملة .. مش مستنية حد يجى يضعفنى يا عاصي


ضم عاصي يديه في جيب بنطاله ليهمس


- يعني خايفة من الحب ؟


سارعت الرد وقد تغضن ملامح وجهها بالالم


- الناس اللي بتستغل اسم الحب لمصلحتها


نظر عاصي الي شادية نظرة ذات مغزى ، قبل أن يقول بلا مبالاة


- بس مش معقدة يعني في الاخر


هل يمزح ذلك الرجل ؟!


ضيقت عيناها تنظر اليه بعداء واضح لتمتم بحدة


- لو فكرت اتجوز .. هتجوز يا عاصي .. لكن بعقلي بس


ناظرها بتحدي قائلا


- هنشوف


الرجل بات مصيبة على رأسها .. ستتخلص منه ... حتما ستتخلص منه ، لن تدعي الأمر يسير على ما يرام بعد الآن .. الرجل يبدو خطير !!


***


لم تقترب من نضال مرة أخرى بعد تلك الليلة الشنيعة .. التي أوضحت لها أنها مهما حاولت فلن تقدر على أن تنفذ اسفل جلده ببساطة .. هي أخذت عهدا على نفسها انها ستصنع ذاتها وترمم حطامها ، فلن يأتي احد من خلف الأبواب ليخرجها من السجن الذي قررت أن تسجن به !!!


الدموع لا تجف أبدا من مآقيها .. قلبها يعتصر بألم شديد ويمزقها إربا ، ستحاول أن تعيد الأمور إلى نصابها


ستفكر فرح فقط في نفسها .. ليس لعائلتها أو له .. لتكن أنانية .. بل لتجرب الشعور أن تحقق شيئا لذاتها هي دون أن تفكر في احد ، فما الذي استفادته حينما اهتمت بمن حولها ؟!!!


مسدت عنقها المتشنج وهي تحاول أن تطرد الخمول في جسدها لتمتم الي محدثتها في الهاتف


- فريال انا مش هتكلم كتير عن اللي فات لو سمحتي قفلي


تمتمت فريال بذهول شديد وهي لا تصدق طلبها أمس


- فرح انتي متأكدة من كلامك .. انا سبتك يوم عشان تفكري ، خايفة تخسري


لوت شفتيها بسخرية شديدة وهي تنظر الي شمس النائمة بعمق في فراشها لتعود النظر نحو الشرفة قائلة


- هخسر ايه تاني يا فريال ، لكن لو حاسة اني بتقل عليكي فـ ...


قاطعتها فريال بحدة صائحة


- انتي مجنونة يا بنتي ... لا طبعا جيجي هتاخدك معاها هي عندها معارف كتير تقدر تساعدك .. لكن الجو ده متعب يا فرح ، اضواء ومصورين وعلاقات مضطرة تعمليها عشان تكسبي في شغلك وتترقى ومجاملات كتير


أجابت فرح بإصرار شديد


- متقلقيش الصدمات مش بتكسرني ، من ناحية دراستي اكملها في البيت ومن ناحية اشوف الناس في الشغل


حينما يأست فريال العدول عن قرارها العجيب الذي اتخذته ، غمغمت فريال باستسلام


- خلاص اللي شايفاه صح اعمليه


شكرتها على الفور وهي تغلق المكالمة .. لتعود الاقتراب من شمس تطبع قبلة علي جبينها ، تخبرها انها ستظل تؤازرها .. زفرت بحرارة وهي تتطلع الي تقاسيم وجهها الملائكية قبل ان تسحب حقيبتها وتتجه نحو الخارج ...


الصمت هو ما وجدته حينما سلكت بطريقها نحو باب المنزل الا انها شهقت فزعة حينما استمعت الى صوت أجش


- رايحة فين ؟


وضعت يدها على نبضات قلبها المتسارعة ، تعد من واحد الى ثلاثة قبل ان تلفت اليه .. تحاول ان تستجمع اكبر كمية شجاعة في وجهه ، استدارت تقابل وجهه الذي ما زال يبدو شاحبا .. هبطت عيناها ارضا حينما تفاجئت بكونه امامها شبة عاري إلا من سروال قصير .. تمتمت بصوت بارد

بداية الروايه من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close