القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا التكميلية لرواية زهرة في مهب الريح (اني رزقت مجنونة) من الفصل الاول حتي الخامس والاخير



 نوفيلا التكميلية لرواية زهرة في مهب الريح (اني رزقت مجنونة) 

من الفصل الاول حتي الخامس والاخير


يد ناعمة رقيقة تلف عمامة بيضاء علي رأسها بحرافية انتهت من لفها لتلف شال من اللون البني المزخرف حول رقبتها لتظهر زهرة بملامحها السمراء الهادئة و هي تبتسم برضا ناظرة الي نفسها بالمراه ضاقت عينها عندما اتسعت ابتسامتها و هي تضع شارب مستعار امسكت بعصا غليظة و امسكت بطرف الجلباب التي ترتديه و الذي يكسوها للغاية و لا يناسبها إطلاقاً فتحت الباب و تقدمت بخطوات واثقة نحو الاسفل و هي تقلد طريقة مهران بالسير تنحنحت بصوت حاولت قدر الإمكان أن تجعله صلب قوي كصوته التفت الجالسين بالردهة عدا هو اتسعت اعين والدها و والدته بصدمة من هيئتها ..ضحكة لطيفة طفولية خرجت من الصغيرة شمس صاحبة الاربعة سنوات و هي تري والدتها تنزل و ترتدي ملابس والدها و هو المنشغل بألعاب الذكاء الخاصة بطفلته .. امسكت الصغيرة وجه ابيها تجعله ينظر إلي زهرة و هي تقول بصوتها الطفولي : 

_بابا ماما لابسة انت 


رفع مهران رأسه إليها و هي التي تقف بخشونة لا تليق بأنوثتها الواضحة ابدأ و تعقد ما بين حاجبيها باقتضاب اتسعت عينه ليس صدمة إنما ضيق و قد شخصت عينه بغضب جحيمي الآن هب واقفاً و هو يكشر عن أنيابه كالاسود .. رغم خوفها بل رعبها من مظهره إلا أنها أكملت طريقها إليه و هي تسير ممسكة يالجلباب حتي لا تقع جلست باسترخاء و هي تستند بظهرها المفرود علي ظهر الأريكة و تنظر إليه قائلة بحدة و لكنته الصعيدية التي اكتسبتها منه : 

_اجعد واجف أكدة لية


صك علي أسنانه و تقدم منها حاولت الثبات كما هي في حين نطق هو بصوته كله بغضب : 

_زهــــــرة 


بتصنع الغضب الشديد كما يفعل هو ألقت العصا من يدها و هي تقول بخشونة بعض الشئ : 

_اهناه مفيش زهرة اني مهران الجناوي 


خرج والدها عن صدمته و نظر إليها قائلاً بتحسر علي شباب ابنته التي أهدرت دماءها بالنسبة لمهران : 

_أية اللي عتعمليه ده يا بتي مستغنية عن عمرك اياك


التفتت الي والدها و ابتسمت بخفة و هي تغمز له بعينها بخفاء لترفع رأسها مرة أخري إلي مهران الذي فقد اخر ذرة من تعقله و احتقن وجهه بدماء الغيظ و هو يرفع حاجبه الأيسر لاعلي بحدة تفاجأت من مظهره الذي تبدل بدقيقة مجرد أن نظرت إلي والدها  لتريح ظهرها الي الخلف و هو تتنحنح قائلاً بحدة : 

_ما جولنا اجعد 


انحني إليها لتتسع عينها برعب و تعود إلي الخلف ليدب بيده علي الأريكة بجوار رأسها و هو يقول بغضب : 

_جسماً بالله يا زهرة لو طُلعت فوج دلوج عـ


ابتلعت ريقها بخوف شديد لتخرج من أسفل ذراعه المحتجز إياها و هي تقول بتوتر : 

_لا و حياة امك ما تكمل انا هطلع لوحدي يا باشا 


_فــــــوج 


صرخ بها بصوت قوي اثار فزعها لتمسك بطرف الجلباب و تركض الي الاعلي سريعاً .. اغمض عينه و هو يتنفس بغضب .. حاول رسم ابتسامة بسيطة علي ثغره و هو يميل ليقبل رأس صغيرته و هو يقول بحنان : 

_عاچي تاني اني خليكي اهناه يا شمش


امأت الصغيرة برأسها و هي تعبث بالعابها ليتركها و يصعد الي غرفته يأكل الدرج حتي وصل إلي الغرفة فتح باب الغرفة و بحث عنها بعينه يلمح طرف الجلباب جوار خزانة الملابس المختبئة هي بجوارها .. كبح ابتسامته علي تصرفاتها الطفولية الجنونية التي لم و لن تتغير هي بالفعل تعني المقولة الشعبية (اللي فيه طبع مبيتغيرش) بالفعل هي لا تتغير حتي مع مرور السنوات و كونها أصبحت ام مسئولة عن أسرة الآن .. تقدم منها بخطوات ثابتة رزينة ليقف أمامها تماماً حين وجدته وضعت يدها علي وجهها و هي تشهق بخوف .. رسم الصرامة علي وجهه و هو يشير إليها أن تخرج من محلها و هو يقول بحدة : 

_اخرچي من عيندكي 


تسحبت هي من امامه حتي لا تلامسه ابدأ لترفع يدها بالهواء و هي تقول بمظهرها الكوميدي و هي تجعد وجهها بطريقة مضحكة : 

_انا بستسلم يا بيه و الله علي ما اقول شهيد 


رفع حاجبه الأيسر بحدة و تقدم منها ليمسك بتلابيب ملابسها و هو يقول : 

_بجي اني بتزعجي جصادي و ليا كُمان 


امسكت بيده تبعده عنها و هي تقول بمزاح :

_ انا انا ازعق لحبيبي و نور عيني 


ليزمجر غاضباً و هو يقول بحدة :

_ حُصل يا زهرة


ابتعدت اخيرا عنه بعد فك حصارها لتقفز برشاقة علي الفراش و هي تمسك بطرف الجلباب تستعرض جسدها بها و هي تقول : 

_ بس أية رأيك فيا و انا لابسة زيك مش أجنن


أشار إلي رأسه علامة الجنون و هو يقول بسخرية : 

_ عتچنني جوي 


أشارت إلي نفسها و هي تقول بغضب : 

_ انا مجنونة يا مهران شكرا و انا اللي عاملة كل دا عشان اصالحك


نظر إليها بغضب و لم يتحدث فهي تعلم ماذا فعلت جيداً لتعقد اصابع يدها بعضها ببعض و هي تقول : 

_ بص انا مبعرفش اعتذر غير بطريقتي اعمل اية


هز رأسه بيأس لتفرد يدها و هي تقول بمرح : 

_ اشقط يا عمدة 


ارتمت نحوه ليلحق بها قبل أن تسقط أرضاً و تسبب لنفسها ضرراً كبيراً تعلقت برقبته و هي تتمايل عليه بدلال تريد مصالحته :

_ يا مهورتي يا حبيبي انت مكبر الموضوع اوي 


تركها من يده إلي الأرض بغضب و هي يتحدث بحدة :

_ معتجوليهاش دي تاني مهورتي دي عفشة جوي 


لتلوح بيدها و كأنها تبعد شئ ما :

_ ابعدي يا مهورتي عن وشه دلوقتي عشان هياكلني 


اقتربت منه مرة أخري تحاوط وجهه بين راحتي يدها و هي تقول بحب :

_ انا مقدرش اقعد و انت زعلان مني يا مهران عشان خاطري معدتش تسيبني و تروح تنام مع شمس و احمد 


نظر الي لب عينها البنية التي تسرق ليله بالفعل لم ينم الليلة الماضية لأنها ليست جواره لكنها تحدثت بعدم تعقل لتتحدث مرة أخري بحديث اثار أعصابه بعد أن كان قد هدئ :

_ و بعدين فيها أية يعني لما اقولك ابويا يتجوز امك 


قبض علي كف يده مرة أخري و هو يشعر انها ستتسبب له بأزمة قلبية ليدفعها عنه بحدة و هو يزمجر بشراسة :

_ اني معتحددتش روحي اكدة جولي لعمي الحديت الماسخ دا 


امسكت بيده و هي تقول بتراجع عن ما تتحدث به : 

_ لا لا خلاص انا اسفة مش هقول كلام فارغ تاني الحاج أيوب هيعمل مني بوفتيك لو قولت حاجة زي كدا 


عقد ذراعيه أمام صدره و هو يقول : 

_ زين انك خابر أكدة 


وقفت أمامه و تشبثت بعنقه و هي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها حتي أصبحت وجهها مقابل وجهه لتهمس أمام شفتيه بهمس : 

_ و انت مش هتحميني 


فك عقدة ذراعيه من أمام صدره ليحاوط خصرها و ينحني أكثر إليها و هو يقول و هو يعلم أن تقربها منه بمفردها يعني أن هناك أمر خلف ذلك : 

_ رايدة أية يا بندرية


تقدمت منه أكثر و هي تهمس أمام شفتيه التي هي بالأساس ملتصقة بشفتيها :

_ رايدك انت و بس يا عمدة صالحني بقي


ابتسم ضد شفتيها و هو يهمس باغواء :

_ ده اني بردك اللي عصالحك 


هزت رأسها بايجاب و هي تقول ببساطة : 

_ايوة يعني مش انا قلدتك تحت كويس 


ضم يده خلف ظهرها يقربها منه أكثر و هو يقول : 

_ كيف اني بكون عموتك بيدي من اللي عتعمليه و بعد أكدة و لا كأن في حاچة حُصلت


رفعت يدها تمررها علي وجهه و هي تقول :

_ سحر البندرية الخاص يا عمدة و اتشنكلت في شباكي 


التقط شفتيها يلثمها بحب و هي تشدد من قبضتها علي ملابسها غارقة بحب هذا الصعيدي لا تريد اي شئ سوا تعلم أن تصرفاتها لا تروق له و لكنها لا تعلم كيف تتحكم بتصرفاتها يعلم أنها تحبه و هذا يكفي ابتعد عنها و هي تلهث و أنفاسها قريبة منه ابتسمت بحب و هي تستند جبهتها اعلي جبهته قائلة :

_ بتحبني 


رفع حاجبه الي اعلي و هو يقول بتحدي :

_ مخبراش اياك 


بادرت و قبلت شفتيه قبلة سطحية و هي تقول : 

_ خابرة كويس اوي بس قول تاني و تالت و رابع قولها علي طول يا صعيدي 


امسك بها حتي لا تسقط و هو يحملها من خصرها وضعها علي الفراش و هو يفك عنها تلك العمامة و يفرد شعرها الغجري حول وجهها و هو يقول بهيام :

_ عجولها طوالي يا حبة جلبي 


تعلقت برقبته و هي تقول :

_ يعني هتجوزك امك لابويا


امتعض وجهه بغضب مرة أخري ليتركها مبتعداً عنها :

_ اتحدتي حديت زين يا زهرة 


جلست معتدلة و هي ترفع يدها إليه باعتذار :

_ خلاص يا قلب زهرة مش هتقولها تاني بهزر يا مهران الله 


صمتت قليلاً و هو كاد أن يتوجه الي الخارج لتردد اسمه بنداء و هي تقول : 

_ مهران استني 


نظر إليها لتشير إليه أن يقترب ليقترب منها لتحاوطه و هي تجلس علي الفراش تستند برأسها علي صدره تنهد هو بقلة حيلة هذه المجنونة ستصيبه بجنونها ليحاوط كتفها و هي ينحني ليقبل قمة رأسها لتتحدث هي :

_ هو مش انت رايح بكرا القاهرة 


همهم بايجاب هازاً رأسه بموافقة لتضمه أكثر و هي تقول : 

_ خدني معاك


ربت علي خصلات شعرها و هو يقول :

_ انتي خابرة أنه معينفعش يا زهرة 


رفعت رأسها إليه و هي تقول بأعين متوسلة : 

_ لية يا مهران بس عشان خاطري 


هز رأسه مرة أخري بنفي و هو يعقد حاجبيه بحدة و هو يقول : 

_ مارايدش حديت كتير يا زهرة خليكي چار عيالك 


فتح الباب ليخرج من الغرفة لتمتم هي بكلمات غير مفهومة و لكن من الأرجح أن تكون تسبه ليعود إدراجه الي الغرفة يغلق الباب و هو يرفع حاجبيه بغضب و يقف أمامها قائلاً بحدة : 

_ سمعيني حديتك يا بندرية 


زحفت علي الفراش تتراجع و هي تقول : 

_ انا مقولتش حاجة يا حبيبي يا مهورتي 


نظر إليها بغيظ و بلحظة واحدة كان يمسك بها بقبضة يده و يجثو فوقها امسك بكفي يدها بيده يرفعها الي الاعلي و هو يقول بغضب : 

_ متقوليهاش تاني 


نظرت إليه بخبث و كادت أن تنطقها مرة أخري كان يتوقع ما ستفعله ليهبط علي شفتيها يلثمها بقبلة قوية و هو يضغط علي يدها يثبتها فوق راسها يتعمق بقبلته خرجت من بين شفتيها انين خافت و هي تفك اسر يد واحدة أحاطت رقبته بقوة بيده مرر يده علي جسدها ببطئ و هي غارقة في بحور عشقه لم تشعر أنه يفك ازرار جلبابها الرجالي الذي ترتديه .. فصل قبلته لينظر الي عينها البنية اللامعة و هو يكمل ما كان يفعله حين تجرأت يده في الفصل بما يحول بينهم ليغرق معها بـ بحار من عشق و جنون شغف لا يعلم لما هذه المجنونة و لكنها بكل لحظة تنتشل قلبه من بين ضلوعه و تجعله تائهة بها لا يري غيرها ابتسم وسط قبلاته لها علي طول رقبتها و هو يتذكر أنه رُزق بمجنونة 


**********************************

يجلس مصطفي و علي قدمه طفله الصغير عبد الله يشاهد التلفاز استفقدها لقد تأخرت و هي تأتي بطفلها الآخر مهران تأفف و هو ينظر إلي السلم ابتسم باتساع حين وجدها تنزل الدرج و هي تحمل علي ذراعها مهران الصغير حين انتهي الدرج ركض الي شقيقه و بلحظة كان يمسك بيده و يعضه بقوة صرخ الصغير بألم و انفجر بالبكاء لينظر مصطفى بصدمة الي صغيره و ما فعله بـ عبد الله ليصرخ به بغضب و هو يمسك بيد الصغير الباكي ليري ما فعله : 

_ مهران 


وقف الآخر ببراءة و كأنه لم يفعل شئ لتتقدم منه شمس و تتفحص الصغير و تحمله عن قدم مصطفي و تربت علي ظهره و هي تقبل وجنته حتي يهدئ .. نظرت إلي مصطفي و هي تهز رأسها بقلة حيلة من فعل مهران الدائم في مضايقة شقيقه ليقف مصطفي و يمسك بمهران بقوة يحمله من ملابسه يجعله معلق بالهواء و هو يهدر صارخاً به : 

_ ده مش اخوك ده عتضرب فيه لية


نظر إليه الصغير نظرة ذكرته بمهران الكبير ليهزه بعنف و قد استفزه كثيراً لتنظر اليه شمس و هي تقول برجاء : 

_ مصطفي بكفياك أكده 


انزل الصغير و هو يقول بنبرة صارمة : 

_ حب علي رأس اخوك دلوج 


ليذهب الصغير الي والدته التي جلست و علي قدمها الصغير لتتنهد بقلة حيلة و هي تحمله هو الآخر فكلما نظرت إليه تتذكر شقيقها الحبيب مهران و لا تفرط ابدا في حزنه لتتحدث هو بهدوء لمهران الصغير و هي تعبث بخصلات شعره :

_ احنا مش اتفاجنا أننا معنزعلش عبد الله تاني يا مهران 


هز مهران رأسه بايجاب و صمت لتنظر الي مصطفى الذي جلس يشير إلي الصغير و هو يقول : 

_ عچبك جوي ده مش اكدة 


ابتسمت و هي تقبل رأس الصغيران ليهز رأسه و هو يمرر أصابعه بخصلات شعره التي زادت بها الشعر الابيض .. انتهي الفيلم السينمائي الذي يعرض علي التلفاز في حين كان قد غفي الصغيران نظر مصطفي الي شمس وقف يحمل عنها الصغيران حتي ينعموا بالراحة في فراشهم الصغير 


_ دلف الي الداخل و هو يبحث بعينه عنها في حين هي كانت تصفف خصلات شعرها تستعد للنوم ابتسم و هو يغلق الباب بإحكام و ذهب ليحاوطها من الخلف يجذبها ليلتصق ظهرها بصدره و يتمايل بها قليلاً و هو يهمس بأذنها : 

_ اتوحشتك جوي 


ابتسمت بخجل و هي تخفض رأسها الي الاسفل قائلة : 

_ و اني كُمان اتوحشتك جوي يا مصطفى


انحني يقبل رقبتها و هو يقول : 

_ يا حبة جلب مصطفي 


التفتت إليه و هي بين يديه و هي تقول : 

_ سمعت علي اللي حُصل في دوار الحاچ ماضي 


هز مصطفى رأسه بايجاب و هو يقول بجدية :

_ حامية بيناتهم جوي يا شمش و اخوكي عيسافر و مرضينش بحكم حد غيره 


صمتت شمس تفكر قليلاً بموضوع الثأر الذي ظهر بين عائلتين آخرين لتنطق شمس بهدوء : 

_ و أية لازمته تحكمات دي مهران عيعمل أية أزيد من اللي عتعمله انت 


ضمها إليه و هو يحاوط خصرها قائلاً : 

_ مانتي خابرة يا شمش لازم العمدة اللي يحكم في الحاچات دي 


هزت رأسها بايجاب موافقة اياه علي ما يقول ليهبط يقبل رقبتها برقة و هدوء أبعدها عنه حتي يلثم ثغرها الا أنه وجد باب الغرفة يطرق و صوت الصغير مهران من خلف الباب ينادي باسم شمس صك مصطفى علي أسنانه و هو يشير إلي الباب و هو يقول بغضب : 

_ كيف اخوكي اسم و فعل كُمان 


ضحكت شمس و هي تفتح الباب تستقبل الصغير بين أحضانها و تتسطح علي الفراش و هو الي جوارها ليتحدث الصغير بطفولية : 

_ معتنامش يا بوي 


نظر إليه بغيظ شديد و هو يغادر الي المرحاض و هو يقول : 

_ لع خليك چار امك


*******★***************★*********

نظرت زهرة الي مهران و هو يستعد للذهاب الي القاهرة امسكت بيده تمرر أصابعها علي عروق يده و هي تقول بهدوء : 

_ متتأخرش عليا عشان هتوحشني 


أعاد خصلات شعرها الغجرية الي الخلف و قد ازدادت طولاً ينظر إلي عينها البنية و هو يقول : 

_ عتحدت امعاكي لحد ما ارچع كيف كل مرة 


هزت رأسها بايجاب و هي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها لتطبع قبلة سطحية علي جانب شفتيه و هي تقول : 

_ ماشي يا حبيبي توصل بالسلامة 


وضعت حجاب علي رأسها و هي تنزل معه الي الاسفل اخذت طفلها الصغير احمد من يد والدها و هي تقول بصوت طفولي مصطنع : 

_ يلا نقول لبابا باي


رفع الصغير صاحب العامين يده يشير إلي مهران ليبتسم مهران و هو يحمله عنها يضمه يحتضنه و يقبله ثم يناوله مرة أخري لزهرة انحني لصغيرته المدللة يقبل وجنتيها كاد أن يغادر إلا أنه وجد شخص يركض نحوه و هو يقول بلهفة :

_ الحج يا مهران بيه البلد جايمة مجعداش 


وقف مهران بهيبته و هو يسأل برزانة : 

_ في أية اللي حُصل 


التقط الآخر أنفاسه و هو يقول بخوف من مهران مما سيتفوه به الآن : 

_ البلد كلها عتتحدت علي مرتك يا عمدة 


رأيكوا في أولي حلقات النوفيلا 

لو ملقتش تفاعل همسح الحلقة دي و مش هنزل تاني عشان بس انا مش ناقصة اكتئاب خالص

الفصل الثاني 

نوفيلا اني رزقت مجنونة (زهرة في مهب الريح 2)


ما أن انتهي الرجل من نطق جملته حتي استمع هو الي شهقة قوية تخرج من بين شفتيها ليحمر وجهه بغضب و تبرز عروق رقبته و تنتفض بعصبية ليتقدم من الرجل بهدوء اهابه ليتراجع ذلك الرجل الي الخلف و هو نادم و بشدة لما قاله وقف مهران أمامه و هو يهمس بخطورة : 

_ عتجول أية 


ابتلع الآخر ريقه بارتباك و هو يعود إلي الخلف بخوف  تقدم منه ايوب يمسك بيده و هو يقول : 

_ اتصبر يا ولدي عنشوف أية الحكاية دي 


ليلتفت مهران الي زهرة التي تنظر إليه بتوتر و لا تعلم ماذا يحدث و التفت ايوب الي الرجل و هو يقول بهدوء :

_ جول أية اللي حُصل يا ولدي 


ارتجف الرجل و هو ينظر إليه بارتباك و يقول بتلعثم : 

_ يا حاچ ايوب الناس في النچع كله عيتحدتوا أنهم شافوا مرت العمدة مع الواد حماد ابن الشيخ سمير و هما استغفر الله العظيم


اغمض مهران عينه بقوة و أشار اليه بالذهاب علي الفور قبل أن يجعله يندم انه تحدث من الأصل لتهرول الرجل دون أن يتفوه بكلمة أخري و يركض الي الخارج سريعاً ليلتفت إليها ينظر إليها قليلاً بنظرة علمت مغزاها تماماً نفت برأسها و هي تنظر إليه ليتخطأها و هو يصعد الي الدرج و هو يقول بحدة لا جدال بعدها : 

_ وراي يا زهرة 


وضعت صغيرها احمد بيد السيدة بهية و هي تنظر لوالدها و هي تقول بخوف : 

_ و الله يا بابا ما عملت حاجة و لا اعرف مين اللي بيقولوا عليه دا 


هز ايوب رأسه بهدوء و هو يقول : 

_ ورا چوزك يا بتي 


صعدت هي تركض خلفه بسرعة تقدمت من الغرفة و دلفت الي الداخل و اغلقت الباب خلفها تنظر إليه و هي تعلم أنه ليس علي ما يرام يقطع الغرفة ذهاباً و اياباً بغضب و هو يخلع سترة حلته المخصص لذهابه الي القاهرة ألقاها بعنف علي الفراش و هو يفك رابطة عنقه و هو يقول بنبرة قوية : 

_ اجفي جدامي اهناه دلوج


ببطئ و خوف شديد صارت لتقف امامه و هي تفرك يدها بعضها البعض و هي تعلم أنه لن يستمع إلي أي شئ فهو غاضب و بشدة ابتلعت ريقها بتوتر و هي تهمس بخفوت و خوف : 

_ مهران و الله انا 


التفت اليها و بلحظة كان يمسك برقبتها من الخلف يجذبها و هو يلتقط شفتيها بقبلة قوية عنيفة غاضبة تخرج ما داخله و هو يشعر بـ لهيب يجتاح صدره و الضيق يجعله يختنق لم يرد أن يخرج إلا بعد أن يستفسر ماذا فعلت تلك المجنونة مرة أخري .. ابتعدت هي رغماً عنه و كادت أن تختنق مسدت علي ذراعه حتي يهدئ و هي تلهث بشدة و صدرها يعلو و يهبط بقوة و هو يتنفس بغضب و صوت انفاسه العنيفة مسموعة لها امسكت بوجهه بين راحتي يدها تمسد علي ذقنه النامية التي ظهرت بها بعض الشعيرات البيضاء همست بهدوء : 

_ اهدي يا مهران عشان خاطري 


حاول الهدوء و هو يستند برأسه علي رأسها و يغمض عينه بقوة و يحاول التنفس بانتظام و هي لازالت تربت علي ذراعه همست هي بعد أن وجدته قد هدئ و انتظمت أنفاسه : 

_ مهران انت مصدق 


شعرت به و هو ينفي برأسه لتتنهد بارتياح و هي تقول : 

_ و الله ما اعرفه اصلا يا مهران اللي بيقولوا عليه دا 


ابتعد عنها خطوة واحدة و هو ينظر إليها لم تغضب و لم تفقد أعصابها ككل مرة إذن تعلم ما داخل هذا الامر ليتنفس بهدوء و هو يقول بهدوء : 

_ جولي يا زهرة 


نظرت إليه بخوف و هي تحرك عينها بكل مكان بالغرفة و تطول النظر إلي البعيد تأكد أنها تعلم كل شئ ليذهب و يجلس علي الفراش يستند بيده عليه و هو ينظر إليها منتظر أن تسرد له ماذا حاكت من خلف ظهره تنحنحت بارتباك و هي تتقدم لتقف امامه و هو ينظر إليها ببرود يوترها أكثر فركت يدها بعضها البعض و هي تقول : 

_ اصل هنية بنت نعمة كانت عايزة تروح تقابله و اتحايلت عليا كتير اوي و انا انا وافقت و هي مكنش عندها حاجة تروح بيها و انا اديتها هدوم من عندي و لبستها و مشيت بس 


كادت أن تكمل ليعتدل منتفض جسده بعنف لتشهق و هي تعود إلي الخلف خطوة صك علي أسنانه بغضب و هو يقول بعصبية و صوت عالي : 

_ و خرچت من اهناه بخلجاتك كيف مانتي عتخرجي


انتفضت من صراخه الحاد عليها كادت أن تهرب من امامه حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه ما أن كادت أن تتحرك حتي امسك بملابسها من الخلف يجذبها له بقوة و هو يمسكها بقوة التفتت برأسها له و هي تقول بتوسل : 

_ مهران متتهورش يا حبيبي دا انا المودام بردو 


جعلها تلتفت اليه و هو لازال يمسك بها نظرت إلي الشر المتربص بين عينيه ابتلعت ريقها بخوف و هي تقول مرة أخري برجاء و هي تضيق عينها بلطف : 

_ و الله صعبت عليا يا مهران و الله مكنش قصدي 


ابعد يده عنها و هو يقول بغضب : 

_ بس هي كان جصدها يا مرت العمدة 


اتسعت عينها بصدمة هل أصبحت محل البلهاء الآن اهي زهرة التي لا يقدر أحد علي خداعها اين ذهبت قوتها اين ذهب ثباتها هل من دموع ماكرة خُدعت هزت رأسها بنفي ترفض فكرة انها خُدعت من هذه الفتاه صغيرة السن : 

_ لا دي دي عيطت جامد و اتوسلت ليا اني اساعدها و انا ااا


صمتت و هي تتذكر ما فعلت لأجل أن تذهب هذه الفتاه لتنظر إليه بذهول و هي تقول بغضب :

_ نعععععم يعني انا اتاكلت علي قفاية من البت دي 


عقد ذراعيه أمام صدره و هو يهز رأسه بايجاب و يبتسم بسخرية : 

_ عنادك و چبروتك معيظهرش الا جصادي اني بس 


مررت يدها علي وجهها بغضب لتشير الي الاسفل و هي تقول بانفعال : 

_ انا هجيبها من شعرها و هعمل منها صنية بني ادمين النهاردة 


كادت أن تخرج و تفتك بتلك الحمقاء لكنه امسك بيدها قبل أن تخرج التفتت إليه بانفعال شديد و عينها تقدح شرار ليضيق عينه لتعلم أن داخله شئ اخر لتهدئ قليلاً و هي تقول :

_ أية اللي في دماغك يا عمدة 


************************************

بغضب و عصبية شديدة تدق قدمه بالأرض و هو ينزل الدرج يعقد ما بين حاجبيه بحدة و هي تركض علي الدرج خلفه و هي تقول بنبرة متوسلة : 

_ اسمعني يا مهران عشان خاطري انا معملتش حاجة و الله 


ليتوقف بمنتصف الردهة و هو يصرخ بصوت قوي حاد أتي علي أثره الجميع يقفون ينظرون إلي ما يحدث و تلك الخبيثة التي تدعي هنية كانت تنظر فيما بينهم و هي تحاول أن تداري ابتسامة عريضة منتصرة علي ثغرها رفع مهران سبابته في وجهها و هو يقول محذراً :

_ اوعاكي تنطجي اسمي علي لسانك ده تاني 


اقتربت تمسك بيده تتوسل إليه و هي تقول ببكاء : 

_ عشان خاطري افهم الموضوع يا مهران أنا مليش دعوة 


لتبتعد عنه و تركض الي هنية تمسك بكتفها و هي تقول : 

_ اتكلمي يا هنية اتكلمي قبل ما توديني في داهية اتكلمي 


توترت هنية و نظرت حولها بارتباك و الي والدتها نعمة التي تنظر إليها باستفهام لما زوجة عمدتهم تتوسل الي ابنتها و ماذا تريد من ابنتها أن تتحدث عنه لتبتلع هنية ريقها و هي تقول :

_ عتحدت عن أية بس يا ست زهرة انا معرفاش حاچة واصل 


ابتعدت عنها زهرة و هي تبكي لتسرع إليها السيدة بهية و تحتضنها و هي تربت علي ظهرها في حين بادلتها زهرة احتضانها و وقف ايوب جوار مهران ينظر إليه باستفهام نظرت زهرة الي مهران و غمزت بعينها بخفاء له ليلتفت عنها و هو يحاول كبح ابتسامته علي تصرفاتها الطفولية .. ربت ايوب علي كتفه و هو يقول بتعقل : 

_ جبل ما تعمل حاچة يا ولدي اتوكد لاول فرحة معتعملش حاچة أكدة واصل 


ابتعد عن احضان بهية لتنظر الي والدها و هي تشير إليه و تقول : 

_ قوله يا بابا مش انت مصدقني مهران مش مصدقني خالص يا بابا مهران شاكك فيا 


ليلتفت مهران نحوها و هو يعقد حاجبيه بحدة ليشير إليها و هو يقول لايوب بعصبية و صوت عالي : 

_ معرفاش اللي عيحُصل في النچع من أكبر نفر لأصغر نفر عيجيبه سيرة العمدة و مرت العمدة 


خرج مهران بغضب و كأنه شعلة من نيران ستحرق الاخضر و اليابس بالفعل داخله الكثير و لكن عليه أن يسيطر علي نفسه قليلاً حتي يكشف الحقيقة لاهل البلدة و يقطع ألسنتهم نظرت زهرة الي هنية بغيظ شديد و بلحظة تلبستها روحها الشيطانية لتهجم عليها جذبت حجابها مع خصلات شعرها أسفله و قامت بخلع نعلها و بدأت في ضربها بشراسة و هي تصرخ و تستنجد و الجميع يحاول مساعدة هنية بالافلات من بين يديها لتخضع لجذب والدها لها خشي أن يقع في هذا الجذب و الشد نظرت إليها لاهثة و وضعت نعلها من يدها علي الارض نظرت لها بأعين متوعدة لم يكن مهران يريد هذا و لكن إن لم تفعل فستنفجر من شدة الغضب و الغيظ لتركض الي الاعلي و هم ينادوها و لكن لا رد فقط صعدت الي الاعلي حتي تهدئ من ذلك البركان بداخلها 


***********************************

نزلت شمس الدرج و هي تحمل الصغير عبد الله و بيدها الآخر تضع الهاتف علي اذنها تتحدث مع زوجها الذي أخبرها بكل ما حدث بالبلدة بشأن شقيقها و زوجته جلست بجوار عمتها حميدة تنظر إليها بحزن و الأخري تنظر إليها باستفسار لتتحدث الي مصطفي و هي تقول بهدوء :

_ عروح انا و عمتي لزهرة يا مصطفى 


استمعت الي رده لتهز رأسها بايجاب و من ثم تجيب بقلق : 

_ طب و مهران كيفه دلوج 


استمعت مرة أخري إلي حديث زوجها و كان ذلك وسط نظرات حميدة القلقة و هي تحاول أن تبعد مهران الصغير أن يصل الي شقيقه تنهدت شمس بضيق و هي تقول : 

_ اللي انت رايده يا مصطفى عستني تاچي خليك چاري مهران يا مصطفى 


أغلقت الهاتف و وضعته جوارها و نظرت إلي حميدة المتسائلة لتسرد إليها بكل ما حدث لتعقد حميدة حاجبيها و هي تضرب علي صدرها بصدمة : 

_ زهرة كيف ده يا بتي معيحصلش ابدا ده 


تنهدت شمس مرة أخري و هي تهز الصغير حتي يهدئ من الحركة و هي تقول : 

_ و الله يا عمتي ما عرفاش حاچة انا كنت عجول لمصطفي نروح نطل عليها بس هو جال لما ياچي 


أشارت حميدة نحو الهاتف و هي تقول بلهفة : 

_ اتحدتي امعاها يا بتي 


بالفعل امسكت شمس بالهاتف و هاتفت زهرة التي استقبلت مكالمتها بمرحها المعتاد و هي تقول بتهليل : 

_ أهلا يا هانم يا اللي مش بتسألي انتي فين يا ماما كل دا انتي بتستعبطي يا شمس مش مجتيش الاسبوع اللي فات لية 


نظرت شمس بدهشة الي عمتها لتفتح مكبر الصوت و هي تقول بذهول : 

_ انتي زينة يا خيتي


ضربت زهرة علي جبهتها و هي تدلف الي المرحاض لتتحدث به خشي أن يكون هناك أحد يستمع إليها لتقول بهدوء : 

_ انتوا وصلتكوا اللي حصل .. متقلقيش عليا يا شمس مهران بس عايزة تخلي كل البلد تكشف الحقيقة لوحدها و ميقعدش هو يبرر و يسمع كلمة متعجبوش من ناس متسواش 


استمعت الي شمس لتعبس بوجهها و هي تقول : 

_ مانا عارفة أن اخوكي ذكي .. مش زعلانة بس انا عارفة أنه مش هيعديها كدا بالساهل مهران مستني الموضوع يعدي و يفوقلي 


تنهدت بهدوء و هي تستمع الي كلمات عمتها حميدة بأنها تحمد ربها انها اطمئنت عليها و علي مهران لتكمل زهرة حديثها قائلة : 

_ متقلقيش يا عمتي انا اللي غلط في الموضوع كله و الله ما انتي عارفاني طقة مني و مبفكرش .. المهم انتوا عاملين اية و هتيجوا امتي وحشتوني


***********************************

يجلس بجوار زهرته التي تنمو و تترعرع و بجوارها بعض الزهور الأخري هذا المكان يشعر به بالراحة الشديدة يفكر بها هي فقط لا يفكر بأحد سواها مرت السنوات و رغم أنها لم تعد تتعامل معه بعناد و تحدي كالسابق إلا أنها لازالت كما هي و كأنها مختلة عقلياً تفعل ما يجول بخاطرها علي الفور لا تفكر يعلم أنها طيبة القلب و صافية النية لكن من حولها ليس كذلك تصرفاتها الطفولية الحمقاء لابد من ترويض هي الأخري كان عليه أن يعلم أن هناك طابع داخلها و أن الطابع لا يتغير ابدا مهما فعل و لكنه عزم أن تنتهي هذه المهزلة و يلتفت إليها قليلاً من كثرة شروده بها لم يتذكر أن جواره مصطفى يجلس و من المفترض أن يتحدثون بما حدث لكزه مصطفى بكتفه و هو يقول بحدة : 

_ انت يا مهران عتحدت اني


التفت إليه مهران بعدما فاق من لعنتها التي لا تتركه و لا دقيقة واحدة نظرة إليه بضيق و هو يقول : 

_ رايد أية دلوج معرايدش اتحدت عن حاچة دلوج يا مصطفي ريح حالك 


نظر إليه مصطفى نظرة ذات مغذي و هو يقول بهدوء : 

_ جولي ناوي علي اية يا ولد خالي اني أكدة متوكد انك ممصدجش حاچة من اللي حُصل ده 


اشاح مهران بوجهه عنه و هو يقول بلا مبالاه : 

_ عتجول أكدة لية 


أشار مصطفى الي الأرض و هو يقول ببساطة : 

_ عشان انت في ارض زهرة يا عمدة 


يعلم مصطفي جيداً أنه لا يريح باله الا هنا و إن كان يصدق ما قيل لم يكن ليضع قدمه بأي شئ يذكره أنه بحضرت حبها الساكن بين ضلوعه مرر مهران يده علي وجهه و هو يقول بهدوء : 

_ عيلة علوان يا مصطفى 


هز مصطفى رأسه و هو يقول : 

_ خابر أنهم رايدين العمودية 


هز مهران رأسه ثم هب واقفاً ليشبع الزهرة بالماء و يمطي صهوة جواده و يسرع نحو مدبري الأمر 


************************************

في المساء كانت زهرة و بهية يجلسان بالردهة مع شمس و حميدة التي اتي بهم مصطفى الي القصر و هي تصطنع الحزن الشديد و أنها تنتظر حكم مهران عليها أما بالعفو أما بالطلاق و مناقشات أهل البلدة التي هدئت منذ ساعة جعلت من زهرة تعلم أن مخطط مهران يسير علي ما يرام وقفت مستأذنة بالذهاب الي المرحاض أغلقت الباب عليها و نظرت إلي نافذة المرحاض علي الحديقة الخلفية ما أن وجدت هنية تسير مسرعة و هي تتلفت حولها بارتباك حتي امسكت بالهاتف لتهاتف مهران تعلمه بما حدث و تعود إلي مكانها و كأن لم يحدث شئ أما هو كان ينتظر مع اهل البلدة في مكان بالقرب من المكان المخصص لمقابلة حماد و هنية و متجمع معه مصطفى و بعض من كبار رجال بلدته و أمام المسجد الكبير بالبلدة تخفت هنية بنفس رداء زهرة حتي تثبت التهمة عليها أكثر التقت بحماد بكوخ صغير أزالت الحجاب عنها و هي تقول بخوف : 

_ عچبك أكدة يا حماد و اللي وچعنا نفسنا فبه ده 


أخرج حماد من جيب جلبابه الكثير من الأموال و هو يلوح بهم امام عينها قائلاً : 

_ طلي يا بت علي الفلوس دي و عناخد جدهم عشر مرات لما عملنا اللي علوان بيه يجول عليه 


امسكت بالاموال و التمعت عينها بالجشع و هي تقول بلهفة : 

_ چد دا يا حماد 


ابعد حماد عنها الأموال و هو يقول : 

_ لع مش دلوج علوان بيه عايز مرت العمدة تاچي اهناه لحالها 


اتسعت اعين هنية و هي تضرب علي صدرها بصدمة و خوف :

_ يا مري يا حماد انت رايد مهران بيه يجتلها و يجتلك


طرق حماد علي كتفها بحدة و هو يقول بضيق : 

_ ملكيش صالح انتي اللي عجول عليه و خلصنا 


تنهدت بقلة حيلة و هي تهز رأسها بايجاب و هي تقول : 

_ حاضر يا حماد أما نشوف اخرتها أية جلبي وكلني عليك 


انتهت من حديثها ليفتح باب الكوخ الصغير بحدة حتي تحطم و ظهر مهران بغضب و هذا ظاهر من عقدة حاجبيه بحدة و وجهه الأحمر بغضب و عصبية و عروقه النافرة و خلفه مصطفي الذي ينظر الآخر إليهم بحدة و بعض رجال البلدة ليتحدث مهران بصوت قوي عالي اثار الرجفة بجسدهم : 

_ ليكي حج تخافي عليه 


لطمت هنية وجنتها و هي تضع الحجاب علي رأسها نظر مهران إليها و الي حماد ثم التفت إلي الجميع و هو يقول بغضب : 

_ شوفته بعنيكوا يا كبارات أهل النچع 


امأ الآخرين و هم يصيحون بتأيد كاد حماد ان يفلت و يهرب من وسط هذا الجمع لكنه ما كاد أن يفعل ليمسك مهران برقبته بغل و هو يقول بصوت كالرعد يدوي صداه بحدة : 

_ وجت الهروب فات يا بن الشيخ سمير


رأيكوا ٢٠٠ لايك و ٥٠٠ كومنت 

الفصل الثالث

اني رزقت مجنونة (زهرة في مهب الريح 2)


عاد إلي القصر مع مصطفى و جسده ينتفض بعصبية شديدة يقبض علي كف يده ما أن دلفا الي الداخل حتي اندفعت شمس الي شقيقها تحتضنه بقوة و هي تمسد علي ظهره و تسأل عن كيف حاله اما أمام وجهها و خلفه كان مصطفي يرفع حاجبه الأيسر لاعلي بحدة ابتسم له بحنان و ابتعدت عن مهران و هي تسأل بهدوء : 

_ انت زين ياخوي


هز مهران رأسه بايجاب و هو يمسد علي رأسها ليتخطاها و ينظر إلي زهرة و يشير إليها بعينه و هو يصعد الي الدرج ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تضع يدها علي رأسها و هي علي وشك البكاء من شدة الخوف الآن انتهي هذا الأمر و بقي عقابها لتركض خلفه خشي من عقاب اخر أن تأخرت عليه أغلقت الباب بعد أن دلفت الي الداخل وجدته يجلس بهدوء علي الفراش و هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة تقدمت منه بتوتر لتجده يسأل بنبرة باردة كالجليد : 

_ شمش و إحمد فينهم دلوج 


ابتلعت ريقها بصعوبة و هي ترد بنبرة مهتزة :

_ ناموا يا مهران 


حك ارنبة أنفها بابهامه دليل علي غضب جحيمي و هو يقول : 

_ زين 


وقفت أمامه و كادت أن تمد يدها لتضعها علي كتفه ليرفع يده أمامها حتي لا تقترب لترجع الي الخلف خطوة و هي تشبك يدها ببعضها البعض و هي تقول بهدوء : 

_ مهران انا اسفة 


صك علي أسنانه بغضب ليهب واقفاً بسرعة لتنتفض و تعود إلي الخلف بخوف ليصرخ بها : 

_ و اعمل بيها أية دي دلوج زمان و جولت عتكرهني و هتعمل كل ده مجصودية دلوج أية يا زهرة اني عمدة النچع كله كل الخلج تتحدت عليا و علي مرتي و لولا اللي عملته ده كان الحديت هيزيد لأجل مترتاحي يا زهرة 


ابتلعت ريقها بصعوبة من عصبيته الشديدة و هي تقول بخفوت :

_ انا مكنتش اعرف هي هتعمل أية هي بس صعبت عليا 


ليصرخ مرة أخري بغضب اشد استمعه من بالاسفل و هو يقول : 

_ و تديها خلجاتك 


فتح خزانة الملابس و اتي ببعض الاموال الذي يخصصها لها كل شهر و التي لم تمس منها شئ القي معظمها علي الفراش و هو يقول : 

_ و محداكيش فلوس اياك 


لتتحدث مرة أخري مبررة بارتجاف : 

_ انا خوفت اديها فلوس تضايق أو تفتكر اني بقلل منها يا مهران 


رفع مهران يده بغضب ينوي صفعها و بكل قوته شهقت بحدة و هي تضع يدها علي وجهها تحمي نفسها من بطشه رأها هكذا لينزل يده ببطئ و هو يغمض عينه مستغفراً لاول مرة تحتمي منه بدلاً من احتمائها به صك علي أسنانه بغضب كم تحتاج هي تلك الصفعة و لكن قلبه ضعيف أمامها و هي بهذه الهيئة لما لم تقف أمامه تصرخ به كما تفعل لما لا تعناد و تقف أمامه تضع يدها بخصرها و تتحدث بتحدي كعادتها و من ثم تتراجع و تبدأ في الدلال حتي تنهي ذلك النقاش لما خشته هذه المرة منذ الوهلة الأولي استمعت الي زئيره الحاد الغاضب لترفع يدها عن وجهها و تنظر إليه بترقب ليشير الي الباب و هو يقول بحدة : 

_ عند عيالك يا زهرة و متجربيش مني لحد ما اروج


نظرت إليه غير مستوعبة أنه يطردها الآن و لا يريدها أن تكون الي جواره تعلم أن الأمر شرف و سمعة و لكنه و لاول مرة بعد أن يتشاجرا أن يطلب منها أن لا تقترب منه وقفت مذهولة أمام حديثه بعض الوقت ليلتفت عنها و هو يقول بغضب : 

_ اخرچي 


ارتجفت شفتيها ببكاء لتتحدث و هي تحاول أن تكبح بكائها : 

_ حاضر حاضر يا عمدة 


خرجت من الغرفة و أغلقت الباب خلفها و توجهت الي غرفة الصغار لتطمئن أنهم بخير يناما بسكون لتتسطح بجوار شبيه أبيه السيد احمد الصغير احتضنته و هي تستنشق رائحته تقبله بحب و هي تمسد علي شعره الناعم الاسمر كالليل كانت تنظر إلي الصغير الغافي و كأنها تشتكي له تعلم انها لن تنم الليل بطوله طالما هو ليس معها ليس بجوارها ليست بين ذراعيه الحامية لها من العالم أجمع


***********************************

تسطحت علي الفراش بجواره نظرت إليه و هو شارد الذهن لتقترب منه و تريح رأسها علي صدره شعر بها و هي تستند علي صدره برأسها نظر إليها بابتسامة و هو يمسد علي خصلات شعرها التي تنسدل جوارها و قد طالت عن السابق بكثير مسدت علي صدره بيدها بنعومة و هي تقول بهدوء : 

_ عتفكر في أية دلوج يا مصطفى


انحني يقبل قمة رأسها و هو يقول : 

_ عفكر كيف مهران جدر يهدي حاله لحد الليل 


رفعت رأسها إليه و هي تقول بتساؤل : 

_ هو انت لو مكان مهران عتعمل أية 


نظر  بعمق إلي عينها اللامعة ببريق يعلم أنه لا يري سوا له ختم علي قلبها بختم عشقه لها كان الأول لها و سيظل الاول و لا يقبل إلا بالمقام الاول لديها اقترب منها و قبلها بشغف و حب و هو يري أنه لا يحتاج سوا قربها لا يحتاج سوا لانفاسها بجواره ابتعد يستند جبهته علي جبهتها و هو يقول : 

_ لو مكان مهران كنت حرجت الدنيا و طلعت بيكي منها سليمة 


ابتسمت و هي تضع يدها علي وجهه برقة رفعت نفسها مرة أخري إليه و بادرت هي في تقبيله لقد اتته فرصة لا تأتي بالعمر الا مرة واحدة معها فهي رغم سنوات زواجهم لازالت تخجل و الاقتراب منه بهذا الشكل لا يحدث سوا منه امسكها يقربها منه و لا تعلم متي قبل الوضع ليعتليها و يضع يده علي خصرها يضمها إليه و هو يتعمق في قبلته أكثر و هي تحاوط رقبته بقوة و كأنها تغرق ببحوره عشقه و تنتظره النجأة منه إليه .. ابتعد عنها سعيداً بهذا التطور العظيم في حياتهم نظر إليها بابتسامة عريضة و هي تغمض عينها عنه بخجل شديد نثر قبلاته علي سائر وجهها ببطئ و تمهل و هو يهمس بمزاح : 

_ في الاخير حسيت اني چوزك 


ابتسمت و لازالت تغمض عينها ليرفع يده يمررها علي  عينها و هو يقول بهدوء : 

_ الولد اللي شبه خاله مهران دا يبعد عنينا 


فتحت عينها تنظر إلي و هي تبتسم برقة و هي تقول : 

_ دا ولدنا يا مصطفى متجولش عليه أكدة 


استند علي مرفقه و هو يقول بغيظ : 

_ شبه اخوكي في كل حاچة 


اتسعت ابتسامتها و هي تقول بابتهاج : 

_ زين جوي اني رايداه كيف مهران 


ضيق عينه بغيظ و لكنه تذكر انها وديعة الآن بين يديه و لا يمكن أن يفرط بتلك الفرصة السعيدة جدا بالنسبة له ليهبط مرة أخري علي شفتيها يلثمها بحب و قبل متفرقة و هو يحاوط خصرها بيد و اليد الاخري تتحرك علي جسدها ليكون كان السيطرة بين يديه و هو يفعل ما يحلو له و هي ساكنة بين يديه و كأنها تبدي له إشارة انها اشتاقت له اكثر منه اشتياقاً 


************************************

صباح يوم جديد جلست بجوار اولادها علي مائدة الطعام لا تأكل فقط تجلس واضعة يدها علي وجنتها تستند علي الطاولة و هي تنتظر أن تراه نظر إليها ايوب و هو يقول :

_ افطُري يا بتي 


ابتسم ببهوت و هي تقول بهدوء : 

_ لما مهران ينزل يا بابا 


عقد ايوب حاجبيه باستغراب و هو يقول متعجباً : 

_ مهران ادلي علي مصر يا بتي هو مجالكيش 


طرقت بيدها علي جبهتها تدعي النسيان و هي تقول : 

_ تصدق قالي بس نسيت و قالي هينزل بدري و اكيد مصحنيش عشان كدا معلش زهايمر بقي يا حاج


التقت نظرات بهية بايوب بعدم اقتناع فـ هذه اول مرة يخرج مهران ذاهباً الي القاهرة و زهرة لا تدري عنه شئ .. لاول مرة يذهب دون أن يودعها هزت رأسها بايجاب متوعدة لتهب واقفة فجأة لينظر إليها والدها بتعجب و هو يقول : 

_ علي فين دلوج يا بتي كملي وكلك 


هزت رأسها بنفي و هي تقول علي عجلة من أمرها : 

_ بابا معلش انا لازم انزل القاهرة 


هز ايوب رأسه بنفي و هو يقول بحدة : 

_ لع معتخرچيش من اهناه لحالك 


نظرت إليه متوسلة و ذهب و امسكت بيده تقبلها و هي تقول برجاء : 

_ عشان خاطري يا بابا لازم اشوف مهران دلوقتي و اهو نقضي اليوم هناك و نيجي عشان خاطري ابعت معايا اي حد لو عايز بس عشان خاطري لازم اروح 


تنهد ايوب بقلة حيلة و هو يهز رأسه بايجاب و يمسد علي رأسها قائلاً : 

_ جولي لچوزك و روحي يا بتي و اني عشيع امعاكي غفير


هزت رأسها و صعدت و ارتدت ملابسها علي عجل و ركضت سريعاً الي ذلك الغفير الذي كلفه والدها للذهاب معها الي زوجها وصلت إلي القاهرة و حين وضعت قدمها بالقاهرة دق قلبها بخوف و هي لا تعلم رد فعل مهران لم تعد تتوقع ما سيفعله معها التفتت حولها تنظر هنا و هناك حتي سأل هذا الحارس : 

_ رايدة تدلي علي فين يا ست هانم 


أشارت إليه زهرة أن يتوقف لتدلف الي محل الملابس الحريمي انتظرها الحارس بالخارج و بعد فترة لم تكن بقصيرة خرجت و هي ترتدي عباءة سوداء أخري و نقاب علي وجهها وقفت أمام الحارس مرة أخري و لكنه لم يتعرف عليها ليسأل باستغراب : 

_ في حاچة يا ست 


لتشير الي الطريق و هي تقول بانفعال : 

_ ما تمشي يا بني نروح لمهران 


اتسعت اعين الحارس و هو ينظر إليها بتعجب من هيئتها الجديد لتتحدث مرة أخري : 

_ هتفضل متنح اروح لوحدي 


سارت خطوتين ليذهب خلفها الحارس بعد أن استوعب ما حدث ليوصلها الي الشركة و تجعله ينتظرها بالخارج دلفت الي الداخل ليمنعها حراس الامان من الدخول لترفع رأسها بشموخ و هي تقول بحدة : 

_ انا مرات مهران بيه يا بني ادم انت امنعني كدا اني ادخل و انا 


لم تكمل حديثها في حين اعتذر حارس الأمن و جعل تدلف مع كل خطوة كان قلبها يدق كالطبول الاعراس و لكنها حزمت الأمر أنها ستخوض هذه المعركة و لا تجد كلمة أقل منها لتطلقها علي لقاءهم الان علم السكرتير هويتها ليتركها تدلف دون إذن و لكنها اخذت نفساً عميقاً و دقت الباب عليه ليأذن لها بالدخول دلفت و أغلقت الباب خلفها لتجده منهمك في بعض الأوراق أمامه و ينظر إليها باهتمام و هو يعقد حاجبيه بحدة تنحنحت ليرفع رأسه إليها لتغير في نغمة صوتها و هي تقول برقة : 

_ هلا هلا و الله يا استاذ مهران 


أشار مهران الي المقعد امام المكتب و هو يقول : 

_ اهلا بيكي اتفضلي اجعدي رايدة حاچة 


جلست زهرة أمامه و هي تحاول أن تخفي عينها الظاهرة عنه و هي تقول بنفس طبقة الصوت المتغيرة : 

_ و الله يا استاذ مهران أنا جاية هنا عشان عندي ارض عايزة استثمارها


هز مهران رأسه بايجاب و هو يمد يده لها بورقة فارغة و هو يقول برزانة : 

_ اكتبي اهناه اللي رايدة اللي في بالك عن الأرض 


مد يدها اليه و بمشاكسة و مشاغبة امسكت بيده و هي تتصنع انها لا تقصد ذلك ليبعد مهران يده عنها سريعاً و يلتفت عنها بالمقعد كامل صكت علي أسنانها بغيظ منه لتقف هي عن المقعد و تجلس علي المكتب بعد أن إزاحة جميع الأوراق الموجودة وضعت قدمها أسفلها و أمسكت بظهر المقعد تجعله يلتفت لها نظر إليها مهران و هو يقول بغضب : 

_ اجعدي محلك يا ست معيصحش ده 


وضعت زهرة يدها علي وجنتها و هي تستند علي قدمها و هي تقول بنبرة ذات دلال زائد : 

_ مقولتليش يا استاذ مهران انت متجوز 


هز رأسه بايجاب دون حديث و هو لازال يعقد حاجبيه بحدة لتميل إليه بجذعها العلوي تحاوط عنقه و هي تقول : 

_ مش ناوي تخونها .. قصدي مش ناوي تتجوز تاني 


ابعد مهران يدها عنه و هب واقفاً بحدة حتي كانت أن تقع الا أنها تماسكت بالمكتب سريعاً و اصبحت معلقة و كانت كـ القرد المتعلق علي غصون الشجر نظر إليها و هو يكبح ضحكته علي مظهرها لكنه تماسك حتي لا ينفجر بالضحك ليذهب إليها و حاول أن يجعلها تعتدل حتي توازنت و اعتدلت جالسة علي المكتب مرة أخري و هي تقول بغضب : 

_ أية يا استاذ دا كنت هقع 


ليردف هو بغضب وهو يعلم من الأصل انها زهرة منذ أن دلفت و هو يعلم أنها زوجته يعلمها و أن كانت متخفية بهيئة بهلوان عينها البنية التي وقع لها منذ الوهلة الأولي تميزها لدي قلبه الذي يحفرها علي ظهر قلب فقط كان يريد أن يري ماذا ستفعل و عن ماذا ستتحدث  : 

_ أية اللي چابك اهناه يا زهرة 


اتسعت عينها بصدمة علي علم أنها زهرة هل كشف أمرها بهذه السهولة لترفع عنها هذا النقاب و تقف علي المكتب و هي تقول : 

_ جاية اصالحك يا مهران و اشتكيلك منك عشان مليش حد اشتكي له منك عشان مش عايزة حد يدخل بينا 


رفع حاجبه لاعلي بحدة و هو يقول بغضب : 

_ و اني معرچعش علي السرايا عشان چاية أهناه لحالك 


هزت رأسها بنفي و هي تقول ببساطة : 

_ لا مانا جاية مع غفير 


زادت من غضبه الكثير و هي تصرح له انها جائت مع احد الحراس طول هذا الطريق بمفردهم يا الله ستقتله بأزمة قلبية ذات يوم ليتقدم منها و يمسك بخصرها يغرس أصابعه بلحمها بغل و هو ينزلها عن المكتب و هو يقول بغضب و نيران الغيرة تشتعل به من جديد :

_ عتجولي چاية كيف يا زهرة 


اتسعت عينها و هي تدرك أنها الآن أوقعت نفسها بمصيبة أخري بدلاً عن سابقتها لتبتلع ريقها بتوتر و هي تقول : 

_ بس واد مؤدب و محترم و الله يا مهران مرفعش عينه فيا طول الطريق 


ليتحدث مرة أخري بعصبية و صوت عالي و هو يضغط علي لحمها أكثر و هو يقول : 

_ معيتچرأش واصل كنت خزجت عنيه التنين


تأوهت بألم اثر يده الضاغطة عليها بحدة لتمسك بيده تحاول أبعاده عنها و هي تقول : 

_ طب اوعي ايدك وجعتني 


ليلف يده حول خصرها و هو يقول بغضب : 

_ معبعدش 


صكت علي أسنانها و هي ترفع يدها الي صدره تدفعه بحدة و هي تقول : 

_ دلوقتي متبتعدش و عرفت تنام امبارح و انا مش جنبك و صحيت الصبح بدري و لبست و نزلت و لا اعرف عنك حاجة مش انت اللي دايما تقولي نتخانق بس هتفضلي في حضني .. عارفة اني غلط بس مش لدرجة اللي انت عملته دا انا مليش ذنب انها واحد زبالة و ***


انتهت من حديثها التي القته إليه دفعة واحدة لترتمي علي صدره و هو تبكي و قد علت شهقاتها و هي تقول بدموع :

_ انا اللي زعلانة منك انت عارف اني مبعرفش اغمض عين و انت بعيد عني حتي و انت في القاهرة بخليك ترجع بسرعة عشان تاخدني في حضنك و اعرف انام و انا مرتاحة و مطمنة كنت هتضربني امبارح و اول مرة ترفع ايدك عليا اول مرة احمي نفسي منك يا مهران 


تنهد بقلة حيلة لقلبه الذي يميل دائماً لها و يلقي بعقابه و قراراته الصارمة اتجاهها عرض الحائط اغمض عينه و هو يضمها إليه بحنان يشبع قلبه منها و هو يستنشق رائحتها هي تفكر انه يقدر أن يعيش دونها و لكنها لا تعلم انه لم يلمس حتي الفراش و هي غير موجودة به فقط انتظر اذن الفجر حتي ذهب ليصلي بالمسجد و توجه مباشرةً الي القاهرة امسكت بسترته و هي تقول : 

_ هانت عليك زهرة حبيبتك 


صمت و لم يتحدث إنما ضمها إليه أكثر ابتعدت عنه قليلاً و هي تنظر إليه و تتسائل : 

_ و انت عرفت منين اني زهرة اصلا دا انا عاملة فيها المفتش كولومبو


جعد وجهه و هو يقول باستغراب : 

_ كولومبو !!!! 


هز رأسه بعدم فائدة ليرفع يده يمرر يده علي وجهها و هو يقول : 

_ خابرة يا زهرة لو وسط خلج ربنا كليتهم عيني معضتدرش الا انتي 


ابتسمت بفرحة طفولية و هي تصفق بيدها كالاطفال لتقفز تقبل وجنته بقوة و هي تقول : 

_ عارفة انك عمر ما قلبك يتغير من ناحيتي يا حبيبي 


نظر إليها و هو يميل برأسه قليلاً نحو اليسار و هذا جعلها تعلم ما يجول بخاطره فهذه اشارة كلمته لها و نعته لها بالجنون عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بعناد : 

_ عارفة عايز تقول مجنونة بس انا كدا و مش هتغير 


نظر إليها بمعني حقاً لتنزل يدها و هي تقول يتنحنح : 

_ احم بس انت عارف اني اتغيرت عن الاول 


لم يتحدث ظل ينظر لها و هو يعلم أنها لن تتغير و أن مر العمر و أن أصبحت لديها مئة سنة لن تتغير زهرة ستظل كما هي لتتشبث بذراعه و هي تقول : 

_ انا هموت و انام يا مهران ممكن نروح نبات في الشقة اللي هو النهاردة


هز رأسه بايجاب فهو الآخر يريد تعويض ليلة كاملة و هي مبتعدة عنها لم يري النوم جفنيه اخذ بعض الأوراق يضعها بخزانته كادت أن تسبقه الا انه امسك بيدها و أمسك بطرف النقاب ينزله علي وجهها مرة أخري ابتسم برضا و هو يقول : 

_ أكدة احسن بكتير 


رفعت النقاب مرة أخري بتحدي و هي تقول : 

_ لا يا بابا انسي مش هلبس نقاب 


نظر إليها و بغضب امسك بالنقاب ينزله علي وجهها و هو ينظر إليها بتحدي أن تفعل و ترفع مرة أخري لتبتسم باقتضاب وهي تتحدث قائله :

_انت صدقت ولا ايه انا بهزر معاك


يهز راسه بايجاب وهو يرفع حاجبه الى اعلى كويسين الى الباب ان تخرج و هو يقول بتهكم : 

_ زين جوي


وصل الى بيته بالقاهره وصعدت معه الى المنزل ما ان دلفت الي الداخل حتي ارتمت علي الأريكة و هي تقول : 

_ هموت و انام 


لكنها بلحظة تذكرت شيئاً هام لتنتفض و هي تجلس علي الأريكة واضعة قدمها أسفلها و هي تقول بخوف : 

_ مهران اوعي يكون في اي كائن حي هنا اقسم بالله انط من البلكونة و اجبلك مصيبة 


ضحك و هو يجلس بجواره حاوطها بيده لتنكمش بداخل أحضانه و هي تقول بخفوت :

_ مهران 


همهم مجيباً لتضم انكماشها الي داخله و هي تقول : 

_ انا مقدرش ابعد عنك لحظة واحدة انت ليا حياتي يا مهران قلبي لسة بينبض عشان انت موجود معايا حياتي من غيرك مسمهاش حياة 


تنهد بثقل وهو يحتضنها اكثر قبل جبهتها وهو يضمها اليه اكثر من ذلك يود ان يدخلها بين ضلوعه و هو يقول بجدية خالصة : 

_ انتي خابره زين اني عحبك يا زهرة و معجدرش ابعد عنيكي واصل 


قبلت وجنته بامتنان وهي تقول بحب :

_ انا عارفه انك بتحبني يا مهران و انا كمان بحبك وعارفه انك تصرفاتي صعب عليك بس اعمل ايه هي دي تصرفاتي ومش عارفه غيرها لما تغيرت تغيرت علشانك انا ما كنتش كده


حملها بين ذراعيه ذراع اسفل ركبتها وذراع اخر اسفل ظهرها و دلفا بها الى الداخل لينعم بالقليل من الراحة و هي بين ذراعيه وضعها علي الفراش وخلع عنه سترته وتسطح جوارها يضمها بين ذراعيه لتتسطح هي على صدره براحة و أغلقت عينها تستعد للنوم و هي تقول بنعاس مضحك : 

_ تصبح على مغامرات جديده يا عمده


هز راسه بعد ما فائده وهو يقول بابتسامه محبه يعلم انه لا يتخلى عنها وان كانت شيطان لا يمكن ان يبتعد عنها يعلم انها داخلها طفله مفقوده تريد ان تسترد طفولتها وتعيش من جديد وهذا حدث منذ أن ولدت طفلتها شمس لتصبح و كأنها بسنها تريد منه أن يدللها كما يدلل الصغيرة : 

_ تصبحي في حضني يا مرت العمدة 

الفصل الرابع


استيقظ بعد مده من النوم العميق وهي بين ذراعيه اللي انا عندي نوم هادئ مطمئن انها له فقط ملكاً له لا يحق لاحد ان يمسها سواه التفت الى الجهه الاخرى ولكنه لم يجدها بالفراش ليقف ويخرج من الغرفه يبحث عنها بقلبه قبل عينه استمع الى صوت دندنه اغنيه شهيره من بين شفتيها ياتي الصوت من المطبخ توجه الى المطبخ ليجدها تتمايل بخصرها بغنج وهي تغني بصوت مرتفع بعض الشيء استند بظهره على باب المطبخ وهو يراقب تحركها كـ غزال شريد يعلم انها لا تفقه شيء بالطبخ لكنها تفعل ذلك من اجله فقط وقف هيراقب ماذا تفعل حتى ارتفعت على اطراف اصابعها وفتحت خزانه المطبخ لتاتي بالدقيق ما انا امسكت بالعبوه حتي تنحنح هو بخشونة لينبهها بوجوده انتفضت بخضه وهي تستمع فجاه الا تنحنحه لتفلت العبوة من يدها ويقع كل شيء بالعبوه عليها صرخت بصوت مكتوم و قد امتلئت بالدقيق أصبح بشعرها و ملابسها و وجهها الذي اختفت ملامحه التفتت اليه بغضب وما كادت ان تتحدث بعصبية حتى انفجر بالضحك على مظهرها لقد اختفت ملامحها بالكامل واصبحت بيضاء كالفئران كم بدت لك مضحكه هزت راسها ليتناثر الدقيق من على شعرها و وجهها جعدت وجهه بغضب وهي تتحدث اليه بغيظ قائله :

_ انت قاصد صح 


هز راسه بنفي ولازال يضحك على مظهرها لتضرب الارض بغيظ طفولي وهي تتقدم من هو تضع يدها بخصرها وتهز قدمها بعصبية قائلة :

_ ما تضحكش عشان انت اللي عملت فيا كده


بعد قليل هدئت ضحكته ونظر اليها وهي مبعثره مد يده الى شعرها ليعبث به وينفض عنها الدقيق التي التصق بها  مرر يده على وجهها برقه يبعد عنها الدقيق وهو يتلمس بشرتها بهدوء ابعدت يده عنها و هي تقول : 

_ يا سلام بتنفضني دلوقتي ما انت السبب اصلا 


ابتسم بسخرية و هي يقول بتهكم مقصود : 

_ علي اساس عتعرف تعملي وكل 


زمت شفتيها كالاطفال وهي تنظر اليه بعتاب وهي تقول : 

_شكرا يا استاذ مهران على فكره انا تعلمت شويه حاجات مش هتذلنا يعني 


نظرت الى الخارج وتطلعت اليه بتامل لتقفز فجاه وهي تصفق بيدها وهي تقول بطفوليه : 

_مهران بقولك ايه تيجي نعمل مرجيحة 


قطب حاجبيه باستغراب وهو ينزل الا ما تنظر اليه وهو يقول : 

_مرچيحة بتاعت الولد الصغار 


هزت راسها بافتخار بما تفكر به وتركض الى الردهة وهي تقول برجاء :

_ عشان خاطري يا مهران والله دي هتبقى حلوه قوي


نظرا الى تعبير وجهها هل هي جادة بما تقول لقيتها ترتسم بطفوليه حقا تريد ان ارچوحة كما الاطفال ضرب كف بالاخر و هو يجدها متمسكة بفكرة الأرجوحة امسكت بذراعه و توسلت و هي لازالت غارقة بالدقيق كانت مضحكة بحق و هي تقول : 

_ عشان خاطري يا مهران هروح استحمي و انت اعملها ماشي 


قبلته وجنته و هي تركض الي المرحاض ليضرب كف بالآخر و هو يجلس علي الأريكة و يهاتف مرزوق ليأتي له بالمستلزمات ليرضي هذه المجنونة التي بالطبع إن لم يفعل سوف يلقي بكاء و نحيب و لوم طوال اليوم 


**********************************

انتهي من اخر شئ يثبت تلك الأرجوحة امسك بالاحبال يري أن كانت مرتخية ام لا جلس علي الأريكة و هو يشير لها الي الأرجوحة و هو يقول باقتضاب : 

_ شمش بتي اعجل (اعقل) من أكدة 


ابتسمت بغضب و هي تجلس علي الأرجوحة و هي تقول : 

_ ربنا يخليكوا لبعض يا عمدة 


ابتسمت بسعادة بعد أن استقرت علي الأرجوحة لتلتفت اليه و هي تقول : 

_ أية مش هتيجي تزق


تنهد بـ قله حيلة وهو يقف ليدفع الارجوحه و تندفع هي معها بمرح صرخت به أن يزيد من شدة دفعه لتدفع أكثر و لكنه برفق أيضاً ارتفعت صوت ضحكتها بسعادة و هي تقول : 

_ انا مبسوطة اوي 


ابتسم بحب و هو يدفعها الأرجوحة امسكت بيده التي تدفعها و هي تقول : 

_ استني هعمل حركة لولبية دلوقتي 


ابتعد عنها ينظر إلي ما ستفعله لتقف فوق الأرجوحة اتسعت عينه بصدمة و كاد أن يقترب منها لينزلها قد أن تتهور إلا أنها أرجعت قدمها الي الخلف و دفعت نفسها بهدوء الي الامام و بدأت في الدفع بقوة مرة تلو الآخر نهش القلق قلبه و لم يطمئن و هي تدفع نفسها بقوة هكذا ما كاد أن يقترب ليوقفها حتي انفكت الحبال الرابطة للارجوحة و تقع هي علي الارض و تضرب يدها و تتضرر بشدة صرخت هي بألم شديد ركض إليها و قد بدأت بالبكاء و هي تمسك بذراعها بألم شديد امسك بها و بهدوء عاونها علي الجلوس علي الأريكة جلس جوارها و هي يمسك بيدها برفق ليري ما بها و هو يقول بغضب و يقطب ما بين حاجبيه :

_ عچبك أكدة شغل الولد الصغيرين دا 


لتتحدث إليه بانفعال و هي تبكي : 

_ بدل ما تقولي الف سلامة عليكي بتلومني 


رأي ما بها و حمد الله أنه لا يوجد كسر بيدها ليربت علي رأسها و هو يمسك بهاتفه لتسأل هي : 

_ هتعمل أية 


نظر إليها بغضب و هو يقول بانفعال : 

_ هعمل أية يعني عچيب مرهم لـ يدك مانا متچوز عيلة ١٦ سنة 


زمت شفتيها بغضب و هي تنظر إليه ليشيح ببصره عنها حتي لا يمزقها الآن يكفي ما هي به .. اخذ الدواء من مرزوق و اغلق الباب مد يدها و بدأ في وضعه علي منطقة الالم برفق و هو يقول بهدوء : 

_ عتبجي زينة 


مسحت دموعها بظهر يدها و هي تقول بخفوت كـ طفلة مذنبة أمام والدها الذي سيعاقبها : 

_ بتوجعني 


تنهد بضيق و هو يستمع إلي نبرتها المتألمة أن كان بيده لا يتركها للتألم ابدا لا يجعل اي سوء يضرها وضع الدواء بعيداً و لف يدها حتي انتهي ليقبل باطن كفها و هو يقول : 

_ لو بيدي يا بندرية مفيش حاچة تاچي يمك مهوش بيدي يا بت الناس 


ثم أشار إلي عقلها و هو يقول بضيق : 

_ برأسك انتي اعجلي بكفاية لعب اعيال لدلوج 


نظرت إليه بضيق و هي تلوح بيدها الأخري و هي تقول : 

_ ماشي حاضر أن شاء الله 


هز رأسه بعدم فائدة ليضمها بهدوء إليه و هي تضع رأسها علي صدره صمت دائر بينهم لا يوجد إلا صوت دقات قلوبهم التي تتبادل حوار طويل بينها و بين بعضها و ترسل إشارات أنها و بكل لحظة يقع بالحب مرة اخري و اكثر من سابقتها قطعت الصمت و هي تقول بهدوء : 

_ شمس و احمد وحشوني اوي يا مهران 


ليتنهد و هو يقبل قمة رأسها و هو يقول : 

_ عم مرزوج (مرزوق) عيچيب الوكل عناكل و عنمشي طوالي 


***********************************

وصل إلي القصر و هو يمسك بيدها السليم بقوة يجب معاتبة عمه علي تركها تأتي الي القاهرة مع احد الحراس وجدها تسحب يدها من يده و تركض الي حيث أطفالهم و بقت تحتضن و تستنشق رائحتهم و كأنها غابت عنهم سنوات و ليس يوم واحد فقط تقدم مهران من السيد ايوب يمد يده له بملف اسود يخص العمل و هو يقول بعتاب : 

_ مكنلوش لأزمة تخلي زهرة تاچي مصر يا عمي و اني مخابرش


نظر ايوب الي ابنته التي تجثو و تلهو مع الاطفال و تلف حول يدها ضمادة ليقول باندهاش : 

_ فرحة جالتلي انها جالتلك و انت وافجت 


ابتسم مهران ساخراً و هو يقول : 

_ كنت خابر انها عتعمل ايتوها حاچة لأجل ما تاچي مصر 


تقدم ايوب منها و هو يقول متسائلاً بقلق : 

_ مالها يدك يا فرحة فيكي اية يا بتي 


نظرت زهرة إليه بحرج و من ثم نظرت إلي مهران الذي رفع حاجبه بتحدي أن تقول ماذا حدث و هو يشير إلي ايوب كان يعلم أنها ستخجل من قول انها كانت تلهو بالأطفال علي الأرجوحة ليجدها تتنحنح و هي تقول بحرج : 

_ مفيش حاجة يا بابا انا كويسة و هشيلها لما اطلع اخبط في أيدي بس كدمة مش اكتر 


استأذنت و ركضت الي الاعلي ليجلس مع الصغار قليلاً و يصعد هو الآخر خلفها وجدها تجلس علي الفراش ترتدي روب الاستحمام و خصلات شعرها تتساقط منها المياة بغزارة و هي تنظر إلي ذراعها استمعت الي صوت الباب لتلتفت لتجده هو من اتي ابتسمت و هي تجد حساب اخر علي وشك القدوم لقد كذبت علي والدها و علم هو بذلك تقدم منها و يرتسم علي وجهه التوعد لتقف و هي ترفع يدها أمامه و هي تقول سريعاً : 

_ طبعا لو حلفتلك اني كان قصدي شريف مش هتصدق صح


ظل يتقدم منها غير مبالي لما تقول لترفع يدها الي اعلي و هي تقول :

_ انا بسلم نفسي يا باشا و عايزة اقولك بس عيلة و غلطت حقك علينا سيبهالنا بس في القسم هننفخها و مش هتعمل كدا تاني 


بعد أن كان يود أن يعاتبها علي ذلك أيضاً وجد نفسه يضحك بتلقائية علي حديثها و هي يجلس علي الفراش ابتسمت هي باتساع كالبلهاء و هي تقول : 

_ شوف لما بتضحك شوف بيروق ازاي يا اخي اضحك حد واخد منها حاجه 


ضرب كف بالآخر و دلف الي المرحاض لتقف أمام المراه تنظر إلي نفسها و هي تقول بسعادة : 

_ الحمد لله عدت علي خير حلو الأسلوب الجميل دا كل مرة بقي اعمل كدا و اخليه يبعد عني مسكين و الله يا عمدة متعرفش مين زهرة 


ما أن التفت إلي خزانة الملابس حتي انتفضت و هي تجده يقف علي باب المرحاض و يستمع إلي ما تقول جيداً وضعت يدها علي صدرها و هي تقول : 

_ خضتني يا اسمك أية خضتني يا شيخ 


عقد يده أمام صدره و هو يقول : 

_ كملي حديتك 


هزت رأسها بنفي و هي تقول بخوف مشيرة إلي نفسها :

_ انا هو انا فتحت بوقي يا عمدة علي فكرة انت بقيت ظالم و انا ممكن افتح قضية في محكمة الأسرة و احبسك 


تقدم خطوة منها لتركض سريعاً و هي تشهق بفزع وقفت تختبئ خلف الأريكة الموجودة بالغرفة لتضرب بيدها علي فمها و هي تقول : 

_ ذلت لسان و الله يوووووة عليك يا مهران أية مبتهزرش ابدا 


تقدم منها أكثر لتختبئ هي أسفل الأريكة و هي تقول : 

_ و الله لو قربت اكتر لـ اعضك


ليأخذ هو المنشفة من اعلي الأريكة و انحني ينظر إليها و هي تنظر إليه بفزع و تبتعد عن مرمي يده ليشير بيده الي المنشفة و هو يقول ببرود بعد أن كانت أن تصرخ من الرعب : 

_ ابجي حطيها في الحمام 


ابتعد عن الاريكة لتتسع عينها بصدمة و أطلت برأسها من أسفل الاريكة و هي تقول بذهول : 

_ كدا بس يارب يا مهران تلاقي اللي يسيب اعصابك كدا دايما 


التفت اليها برأسه و هو يقول : 

_ عتجولي حاچة يا بندرية


طرقت رأسها بالاريكة و هي تخرج من أسفلها لتضع يدها علي رأسها و هي تقول : 

_ حبيبي يا عمدة ربنا يخليك يا ابو العيال مبقولش حاجة 


***********************************

كانت تجلس زهرة بجوار شمس التي حضرت حديثاً و هم يراقباً الصغار تسلط مهران لا يعجب زهرة ابدا و خصيصاً أن هذا التسلط علي صغيرتها هذا الصغير يتحكم بها و يتحدث كـ مهران زوجها تماماً لتنظر إليها بغضب و تذهب لابعد مهران الصغير عن شمس الصغيرة و هي تقول بضيق : 

_ ولاه ملكش دعوة ببنتي يالا كفاية علينا خالك 


ضحكت شمس عالياً و هي تحاول سحب الصغير من بين براثن زهرة و هي تقول :

_ بعد يدك عن ولدي يا زهرة خلي يلعب مع بت خاله


لتنظر اليها زهرة و هي لا تريد أن تتركه و هي تقول : 

_ و ماله يلعب بس بالتحكم اللي هو فيه دا لا يا ستار شبه مهران بالظبط فعلا الاسم بياخد من صاحبه


و أخيراً اخذت شمس الصغير من يد زهرة و هي تضحك و هي تقول : 

_ و أية يضايج في أكدة ياخيتي 


لتغضب زهرة و هي تشير إليه قائلة بطفولية : 

_ مضايقة عشان هو مسيطر علي البت الغلبانة بنتي اصل اللي زي مهران دا محدش يقدر يتعامل معاه و خصوصاً لو ضعيفة و غلبانة زي شمس بصي يا شمس ابعد الواد دا عن بنتي انا بحب الواد عبد الله و كمان لايق عليها


نزل مهران الصغير من يد شمس و هو يقطب ما بين حاجبيه كـ مهران بالضبط و بغضب ضرب بقدمه قدم زهرة التي صرخت متألمة من حركته المفاجأة لتنحني تلتقطه عن الأرض و هي تمسكه من تلابيب ملابسه و تهزه بين يديها و هي تصيح :

_ شوفتي نسخة منه ارميك من هنا و الا اعمل فيك أية 


خرج مهران من غرفة المكتب عندما استمع الي صوت صياحها و صرختها المتألمة شهقت بزعر و هي تحمل الصغير بهدوء و تبتسم بتصنع أن علم مهران ما قالته و فعلته بالصغير الأقرب الي قلبه سوف يمزقها هزت الصغير بين يديها في حين نطق مهران بقلق : 

_ فيكي حاچة يا زهرة 


هزت رأسها بنفي و هي تقول باصتناع الحب للصغير : 

_ ابدا يا مهران انت عارف انا بحب مهران الصغير اد أية و بدلعه يا خراشي علي القمر يا ناس شبهك الخالق الناطق 


انفجرت شمس بالضحك و هي تجلس علي الأريكة غير متحملة هذه الكذبة لتلتفت الي شقيقها و هي تقول بضحك : 

_ عتحبه جوي يا مهران جوي 


لتتحدث زهرة من بين أسنانها بغيظ : 

_ دا انا بحبه مخصوص عشان زيك بالظبط 


أشار الصغير الي مهران باستنجاد و هي يقول بلهفة : 

_ خالو


تقدم مهران يحمل الصغير بين يده و هو ينظر إلي زهرة بعدم تصديق لحرف واحد مما قالته امسك بتلابيب عباءتها و هو يقول بهمس : 

_ ملكيش صالح بمهران يا زهرة .. دا چوز بتي 


هزت رأسها بنفي معترضة و هي تضرب بقدمها الأرض و هي تقول :

_ لا يا عم انا مش موافقة شمس مش هتتجوز الواد ده دا زيك بالظبط 


رفع حاجبه لاعلي و كأنه يقول لها و ما مشكلتك مع ذلك لتقول بابتسامة عريضة : 

_ ما هو يا حبيبي عشان شبهك عايزاله واحدة احسن من شمس بنتي دا دي بنت كرتة و حولة دا مهران دا سكرة 


ابتسم بتهكم و هو يعلم أنها كاذبة ليرفع حاجبه بتحذير و هو يقول مرة أخري لمضايقتها : 

_ بردك چوز بتي 


اخذ الصغير و غادر و لوحت هي بيدها بغضب و هي تجلس جوار شمس علي الأريكة و هي تقول : 

_ عجبك 


شمس و هي تضحك واضعة يدها علي بطنها من ذلك المشهد الكوميدي الذي كان ممتع للغاية : 

_ جوي 


بعد محادثة طويلة بين شمس و زهرة نظرت شمس الي زهرة و هي تقول بهدوء : 

_ مخابراش يا زهرة تاچي امعايا بكرا الوحدة انا حاسة اني حبلة


ابتسمت زهرة بفرح و هي تقول : 

_ اجي طبعا ربنا يرزقك الذريه الصالحه بس مش زي الواد مهران لا زي عبد الله حبيب قلبي


ضحكت شمس و هي تقف حين وجدت زوجها يخرج من غرفة المكتب مع شقيقها و هذا وقت المغادرة لتقول بهدوء : 

_ بكرا عنروح ربنا يجدم اللي فيه الخير


**********************************

جلست جواره علي الفراش و هو يتفحص بعض الأوراق مررت يدها علي ذراعه ببطئ لينظر إليها بطرف عينه و هو يقول : 

_ رايدة أية يا زهرة 


امسكت الاوراق وضعتها جانباً و مالت إليه و هي تقبل وجنته بنعومة و هي تقول : 

_ اطلب طلب 


صمت لينتظر ماذا تريد لتتحدث هي مرة اخري و هي تقترب منه أكثر : 

_ شمس رايحة الوحدة الصحية بكرا ممكن اروح معاها 


التفت اليها بلهفة و هو يقول بقلق : 

_ مالها شمش فيها أية


هزت رأسها بنفي و هو تربت علي كتفه و هي تقول بهدوء : 

_ يا حبيبي متخافش هي رايحة تتأكد إذا كانت حامل و لا لا


ابتسم هو بسعادة و هو يقول بعد أن هدئ قلقه : 

_ حبلة 


هزت رأسها مرة أخري و هي تميل برأسها تدفن وجهها برقبته و هي تتحدث ضد رقبته تشعره بكل حركة شفتيها علي رقبته : 

_ أيوة ممكن اروح معاها 


هز رأسه بايجاب موافقاً لتقبل زهرة رقبته ببطئ و هي تقول بدلال :

_ و انا كمان عايزة عيل 


ابتسم بسخرية و هو يربت علي كتفها و هو يقول بتهكم :

_ بكفاية أكدة حدايا ٣ عيال 


ابتعدت عن رقبته لتنظر إليه بغضب شديد و هي تقول :

_ ٣ انت اتجوزت عليا يا مهران 


قلب عينه و أمسك بيدها يعد علي أصابعها و هو يقول : 

_ شمش و إحمد و انتي يبجوا ٣ .. و بكفاية مرار انتي و حبلة خطر عليا 


لكزت بكتفه و هي تقول بحزن مصطنع : 

_ اخس عليك يا مهران مش عايز عيل مني و مش عايز تستحملني و انا حامل 


لوح بيده الاثنين معاً أمام عينها و هو يقول : 

_ اتحملت كتير يا بندرية


انفجرت بالضحك و هي تتذكر انها و هي حامل لا تريد شئ إلا أن تبدأ بالعض به تتذكر في حملها بابنها احمد قضمت رقبته بقوة حتي أصبحت علامة واضحة برقبته و لف ضمادة كبيرة حول رقبته حتي لا يراه أحد بهذا الشكل المخجل انتهت من ضحكتها لتقبل وجنته و رقبته مرة أخري و بلحظة كانت تجلس علي قدمه تحاوط خصره بقدمها و هي تحاوط رقبته بيديها دنت تقبل ثغره و هي تقربه منها رفرف قلبه بسعادة غامرة لقربها المهلك لاول مرة تزداد جراءتها حاول خصرها بذراعه يعقد بيده خلف ظهرها يحتجزها بين يده و هو يقربها منه يبادلها قبلاته بقبلات اعنف بشغف و حب قلب الوضع ليعتليها و لا يزال يلتهم شفتيها بحب و هو يتحسس جسدها بجراءته المعهودة هي من بدأت و هو سيكمل عنها ما بدأت و رحابة صدر انه من دواعي سروره أن تكون بين يديه دائماً

الفصل الخامس و الاخير


عادت شمس من الوحدة الصحية و هي مبتهجة لتأكيد حملها لم تخبر مصطفى انها خرجت لإجراء فحوصات حمل إنما هي ذاهبة مع زهرة ركض علي الدرج بفرحة عارمة فتحت باب الغرفة بفرح لتجده لم ينزل بعد توجهت إليه وقفت أمامه تعدل من هيئة ملابسه و هي تبتسم باتساع نظر إليها و هو يقول بحب : 

_ فرحانة جوي أكدة 


هزت رأسها بايجاب و هي تبتسم بحب استندت علي كتفه بيديها و هي تقول : 

_ رايدة اجولك حاچة 


حاوط خصرها و هو يقربها إليه و هو يقول : 

_ جولي يا حبة عيني 


امسكت بيده تضعها علي بطنها المتسطحة فهي بأشهر حملها الأولي لتتحدث بسعادة غامرة : 

_ اني حبلة 


لم يصدق أذنه ما استمع إليه ينظر إليها بذهول و هو يقول :

_ چد ده 


هزت رأسها بايجاب و هي تضحك علي مظهره المصدوم بسعادة ابتسم ابتسامة عريضة و هو ينحني ليدفن رأسها بتجويف رقبتها و ليحملها من خصرها بيده يقف بها معتدلاً حتي انها لم تعد تلامس الأرض احتضنها بتملك و هو يتمتم بالحمد يريد أن يكون أسرة كبيرة عام و الآخر و سيصبح كبير بالعمر و يريد أن يكون هناك حوله الكثير من الأطفال نبته من عشق حياته و لا احد سواها انزلها علي الارض و حاوط وجهها بيده و اغرق وجهها ببوابل من القبلات المتناثرة علي وجهها و هو يقول : 

_ مجولتليش لية 


ابتسمت و هي تمسك بيده تقبلها بحب : 

_ جولت اتوكد لاول يا مصطفى و الحمد لله اها حبلة اديلي شهرين 


قبل يدها الاثنين و هو يقول جامداً الله علي كرمه و شاكراً لفضله عليه : 

_ الحمد لله 


**********************************

امسكت بخصلات شعرها تضعها أمام وجهها و هي أمام المراه و اليد الاخري بها المقص ابتسمت و هي تجز بالمقص خصلات شعرها لا تعلم ما دار برأسها لتفعل ذلك كانت تريد أن تزين وجهها ما يسمي بـ (قصه) من خصلات شعرها علي وجهها انتهت من جز خصلاتها و تركت المقص من يدها و نظرت إلي المراه لترتب خصلاتها لتتسع عينها بفزع و هي تجدها قصيرة للغاية و كأنها قصت شعرها كاملاً و لم تترك لا ما تتزين به و لا غيره نظرت إلي نفسها و هي علي وشك البكاء لتصفع نفسها و هي تجذب خصلاتها المقصوصة لعلها تصبح اطول من ذلك صرخت بصوت عالي بغضب شديد .. استمع هو الي صوت صراخها عالي مدوي بالقصر بأكمله ليصعد سريعاً و هو يركض الي الاعلي و خلفه ايوب يتكأ علي عصاه اقتحم الغرفة بعنف لا يفكر بشئ الا أنها يوجد بها شئ وجدها تبكي بعنف و صوت شهقاتها مسموعة و هي تضع يدها علي وجهها اقترب منها يحتضنها يضمها الي صدره لتدفع وجهها بصدره ربت علي خصلات شعرها و هو يقول بقلق ينهش بداخله : 

_ مالك يا زهرة فيكي اية 


اتي من خلفه السيد ايوب لاهثاً و هو يقول بخوف : 

_ فرحة مالك يا بتي 


رفعت رأسها عن صدر مهران و هي تبتعد عنه بخجل من وجود والدها إلا أنه شدد علي خصرها يضمها إليه غير مبالي بوجود عمه بجوارهم هي زوجته و حلاله و يحق له لمسها اينما شاء و كيفما شاء و لا يحق لأحد الاعتراض نظرت إليهم و هي تمسك بالشعر المتبقي من خصلاتها الامامية و هي تقول : 

_ قصيته 


تنهد ايوب بارتياح و هو يضع يده علي قلبه ليس شئ مهم فقط طفولية ابنته التي لا تنتهي ليضحك و هو يقول لمهران : 

_ عراچع الورج اني يا ولدي


هز مهران رأسه بايجاب متفهماً ليخرج ايوب من الغرفة غالقاً الباب خلفه لتنظر هي الي مهران و هي تقول : 

_ دا مقاليش معلش حتي 


نظر إليها بقلة حيلة و هو يبتعد عنها يضرب كف بالآخر ليجلس علي الفراش و هو يقول بجدية و حدة : 

_ ربنا يعوض علي الراچل ده و الله 


لتبدأ بالبكاء مرة أخري و هي تنظر إلي المراه و هي تقول : 

_ انتوا دايما كدا مبتحسوش بألامي


بكت أكثر و هي تري نفسها فشلت في إخفاء هذه الجريمة لتعود خصلات شعرها الي الخلف مع مشبك شعر لتجلس جواره و تمسك بيده تجعله يحاوطها و تستند علي صدره و تبكي مرة أخري .. لم يعد يتحمل بكاءها حقاً يشعر بألم شديد بقلبه ضمها إليه و رفع وجهها لتنظر إليه و هو يقول بهدوء : 

_ مهياش عفشة يا زهرة و معتعملش حاچة مجنونة من دماغك تاني واصل 


شهقت باكية و هي تقول : 

_ انا كنت فاكرة اني هعرف اعملها يا مهران


لتلتفت تنظر إلي شعرها الموجود علي الارض و هي تقول بحسرة : 

_ انا زعلانة عليه اوي 


قبل جبهتها بحب و هو يقول بلطف و كأنها طفلة صغيرة : 

_ لو جلبتي جرد (قرد) عحبك مهواش بـ يدي ده يا زهرة 


ابتسمت برضا انثوي و هي تقبل وجنته و هي تقول : 

_ ربنا يخليك ليا يا مهران 


***********************************

بالردهة تجلس بجواره و تضع طفلها الصغير احمد علي قدمها و جوارها شمس الصغيرة تريها ماذا تفعل بألعابها التفتت الي مهران و هي تقول بتساؤل و فضول : 

_ قولي يا مهران عملت أية مع الناس بتاعت عيلة علوان دي 


رد بلا مبالاه دون ان يلتفت إليها : 

_ ملكيش صالح بالحديت ده يا زهرة


زمت شفتيها بضيق و هي تقول : 

_ بس انا عايزة اعرف من حقي انا كنت بردو في الموضوع و هنية و امها أية اللي حصلهم 


التفت اليها ليرد عليها يرضي فصولها الذي يعلمه جيداً وهو يقول :

_ علوان و عيتعلم الادب و ملكيش صالح كيف أما هنية و نعمة شيعتهم بلد تانية 


نظرت إليها و هي تقول بضيق :

_ بلد تانية ازاي يا مهران و هما حياتهم هنا و انت عارف ان ملهمش عيش غير هنا في السرايا


صك علي أسنانه بغضب و هو يقول : 

_ وطي حسك يا بندرية و اتحدتي زين امعاي


صمتت بغضب شديد و هي لا تعلمه يوماً قاسياً لما هذه المرة اشاحت بوجهها عنه و هي تقول بضيق : 

_ذنبهم في رقبتك يا مهران علي فكرة 


نظر إليها بغضب و هو يقول بحدة : 

_ و اني ميتي جطعت عيش حد يا زهرة نعمة و بتها اني عصرف عليهم و أن نعمة رايدة تشتغل اني عجيبلها 


رمقها بغضب و حدة و تركها و غادر لتنحني هي تقبل رأس الصغير و هي تغمض عينها بندم لهجومها عليه بهذا الشكل 


**********************************

أرادت أن تجعله يسامحها علي ما فعلته و علي هجومها و شراستها معه بالحديث و اتهامها له أنه يشرد أسرة دون رجل .. استمعت الي صوته يتنحنح بخشونة و قوة وضعت يدها علي فمها و هي تكبح ضحكتها و أمسكت بدلو المياه و وقفت خلف الباب رفعته الي الاعلي حتي تناسب طوله و تلقي عليه ما بـ الدلو نظرت بقوة و هي تستعد لتري هيئته بعد ما سيحدث ذهبت كل تخيلاتها هبائاً منثورة حين فتح الباب بحدة و لم يكن يعلم أنها خلفه لينسكب المياه التي بالدلو عليها .. استمع الي شهقتها و صوت ارتطام المياه بأرضية الغرفة اغلق الباب لتظهر هي مبللة بالماء تماماً بل غارقة به شعرها ملتصق بوجهها ملابسها التصقت بها عينها متسعة مسحت علي وجهها الماء نظر إليها بتمعن و الي الدلو بالأرض لينفجر بالضحك و هو يكتشف انها كانت تنوي أن تفعل به ذلك أشار إلي هيئتها و هو يقول بشماتة : 

_ من حفر حفرة لأخيه 


لتشير الي نفسها و هي تقول بانفعال لاطمة وجهها بكف يدها بحسرة : 

_ و اهو وقع فيه وقع فيه يا اخويا 


عقد ذراعيه أمام صدره و هو يقول ببرود و هو بالفعل لازال غاضب منها : 

_ تستاهلي يا بت البندر 


فتحت خزانة الملابس و اخذت ملابسها و هي تقول : 

_ و الله انا غلطانة اللي عايزة اصالحك و اقولك متزعلش مني 


التفتت إليه و هي تضيق عينها بخبث ثم ألقت الملابس علي الفراش و هي تقول تقول بغل : 

_ و الله ما هسيبك 


ركضت نحوه بكل قوته و ارتمت بين أحضانه حتي كاد أن يرتد الي الخلف لكنه توازن و حاوطها قبل أن تقع و هي تحتضنه بقوة و كأنها تعتصر المياه عن ملابسها و تبقي إليه و بالفعل ابتل جلبابه ابتسم و هو يضمها إليه بين يديه التي برزت عضلاتها و عروقها عن السابق يعتصرها بين أحضانه لتهمس هي : 

_ مش زعلان مني انا اسفة و الله انا بس خوفت يكون في رقبتك ذنب ست و بنتها حرفيا مش لاقين يا مهران 


مسد علي خصلات شعرها و هو يقول بتمتمة تائهة بين طيات عشقه : 

_ خابر يا جلب مهران 


طبع قبلة حانية علي رأسها لتبتعد هي عنه و هي تنظر إلي هيئته المبللة بالمياه و هي تقول برضا : 

_ بردو بليتك .. و بعدين اصلا هو انت يا عيني بتلحق تزعل يا عيني يا بني 


بعثر شعرها بحب و تخطاها ليجلب ملابس له سحب جلبابه الذي سيرتديه ليقع منه شئ معدني يلمع انحنت هي تأخذه و وجدها تتحدث بتفاجأ : 

_ زهرة !!!


كان بيدها قلادة معدنية رجالي مكتوب به اسمها منذ متي و يشتري مهران القلادات نظرت إليه بأعين متسعة ممزوجة بين السعادة و الذهول سحب مهران القلادة من يدها و هو يقول : 

_ شوفت اسمك چبتها 


امسكت بها و هي تحاول أن تصل الي طوله ليرتديها و لكنه امسك بيدها يمنعها عن ذلك و هو يقول بمزاح :

_ العمدة عيلبس الحاچات دي بردك يا مرت العمدة 


عبست بوجهها كالاطفال و هي تقول بتزمر : 

_ اومال انت جايبها لية 


_ لأجل ما تبجي امعايا يا بندرية 


لوت فمها و هي تقول بغضب مستتر : 

_ ماشي يا عمدة 


تركها و دلف الي المرحاض لتبتسم و هي تضم يدها الي صدرها و تنهدت بحب و هي تقول : 

_ بحبك اوي يا مهورتي 


_ سمعك 


استمعت الي زمجرته الحادة الغاضبة من خلف باب المرحاض و هو يقول هذه الجملة محذراً أن تنتطقها مرة أخري لتضحك بقوة و هي تقول بصوت مرتفع : 

_ خلاص سحبت كلامي متزعلش نفسك 


***********************************

مر أكثر من شهرين كان مصطفي يجلس جوار شمس يغمرها باحضانه يدلل هذا الايام أكثر من السابق بالفعل كان يفعل ذلك عندما علم بحملها بالمرة السابقة و لكن هذه المرة يشعر أنه يكون أسرة كبيرة و خصيصاً عندنا علم أنها ستلد تؤام اخر صبي و فتاه يعلم أن وجود طفلين حديثي الولاده أكثر صعوبة عليها و لكنه سيعتني بها جيداً لن يتركها لحظة واحدة و أن تفرغ لها وحدها دون عن أي شئ اخر وحيدته الصغيرة طفلته الأولي معشوقته الفريدة بالفعل كان يجب أن يترك الكون كله لأجلها .. كان يقبل رأسها كل ثانية و الأخري و يضمها إليه اكثر و هي كادت أن تنام بين يديه الحنونة و لمساته الرقيقة أغمضت عينها و هي تقول بشبه نعاس : 

_ اني أكدة عنعس يا مصطفى 


قبل رأسها مرة أخري و هو يقول : 

_ علي كيفك يا ست البنتة


_ مصطفى 


قالت بنداء ناعس ليهمهم مجيباً عليها لتتحدث بهمس : 

_ رايدة اروح عند امي 


هز رأسه بايجاب موافقاً و هو يمسد علي رأسها و هو يقول بحنو : 

_ عشية يا ست البنتة عنروح


تمتمت بعناس موافقة و هي تحتضنه اغمض عينه و هو يضع رأسه علي رأسها يتمتم بالحمد دائماً و ابدأ انها بين يديه في ظل تأمله لها و هو ينظر إلي تفاصيل وجهها ليصدح طرقات عالية من يد صغير علم بالطبع من من تكون و من سواه ذلك الصغير مهران لتنظر اليها و هي اعتدلت جالسة يشير إلي الباب و هو يقول : 

_ عچبك ده 


ابتسمت بحب و هي تقول : 

_ جوم افتح يا مصطفى 


تنهد بضيق و هو يفتح الباب ما كاد أن يتحدث الا أنه تخطاه ذلك الصغير ليسرع الي والدته و يصعد جوارها علي الفراش و هو يحتضنها ابتسمت هي بحب و هي تحتضن الصغير و تقبله اغلق مصطفى الباب و ذهب ليجلس جوارهم بضيق و هو يقول بغيظ : 

_ أية چابك اهناه 


رفع الصغير رأسه بكبرياء و هو يقول :

_ چاي لامي


احتضنها أكثر و هي تمسد علي خصلات شعره بحنو و تضمه إليها ليتسطح علي الفراش و يدير ظهره عنهم و هو يقول بعبوس : 

_ اتصبحوا بالخير 


كبحت ضحكتها علي تصرفاته تعلم انه يغار من تعلق الصغير بها الي هذا الحد يشعر اتجاهه أنه يفعل ذلك ليكمل مصيرة مهران في العبث معه و التفريق بينهم لتضع الصغير بالمنتصف و مدت يدها تحاوط خصره التي تكاد أن تطوله و هي تقول : 

_ اتصبح بالهنا 


***********************************

في صباح يوم جديد خرجت هي دون علمه و لاول مرة تفعل ذلك و لكنها كانت بحاجة إلي التحقق من شئ هام و خطير و شوف يصيب مهران بأزمة قلبية حادة ابتسمت و هي تخرج من الوحدة الصحية تضع يدها علي بطنها المتسطحة سعيدة للغاية صارت حتي القصر حتي تستنشق الهواء المنعش فمنذ مدة لم تخرج هي من القصر ابدا خطت خطوتين و رفعت رأسها تنظر إلي الأمام لتجده بطلته المبهرة التي تسرق قلبها كل مرة علي صهوة الجواد منطلق به بثقة و كبرياء بهت وجهها و هي تجد جبهته المجعدة عينه التي تقدح شرارات الغضب ابتلعت ريقها و هي تجده يقفز عن الجواد ليقف أمامها و دون كلمة واحدة حملها من خصرها فجأة حتي شهقت هي من المفاجأة ليضعها علي الجواد و يصعد خلفها ليحاوط خصرها و هو يمسك بـ لجام الجواد لترتجف من تصلب جسده بغضب و هي تقول بخوف : 

_ مهران أنا و الله كنت 


قاطعها و هو غاضب و بشدة و تحدث من بين أسنانه بغضب قائلاً :

_ مارايش حديت دلوج يا بندرية 


صمتت و قلبها يدق بعنف و هي خائفة و بشدة وصل إلي القصر بعد دقيقة واحدة هبط عن الجواد و أمسك بخصرها ينزلها إلي الاسفل و يشير إلي أحدي الحراس أن يأخذه الجواد امسك بيدها و جذبها معه الي الداخل و هو يمسك بيدها بقوة صعد بها الي الاعلي دون الالتفات الي كلمة من أحد اغلق الباب خلفه بقوة لترتعد هي بخوف تقدمت منه خطوة و رفعت يدها لكي تبرر خروجها دون إذن منه ليمسك بيدها التي ترفعها أمامه يضغط عليها و هو يقول بصراخ حاد : 

_ خرچتي من غير شورتي يا بندرية 


هزت رأسها بايجاب و هي تقول : 

_ بس انا كنت 


وضع سبابته علي شفتيها و هو يقول بحدة : 

_ مارايش اسمع حديت منيكي يا بندرية مفيش حاچة تجوليها علي اللي عملتيه ده 


تأوهت بألم و هو يمسك بيدها يضغط عليها بقوة لترفع يدها الاخري لتضعها علي يده بهدوء و هي تقول : 

_ عارفة انك مش عايزني أخرج و معرفش لية بس انا خرجت بسبب 


ليقطعها بحدة و هو يقول : 

_ كنت اهناه و لا لع


هزت رأسها بايجاب و هي تقول : 

_ أيوة كنت هنا بس انا خرجت اشوف 


امسك بحجابها من الخلف يقرب وجهها منه تأوهت بألم و هي تشعر أنه يختلع خصلات شعرها من أسفل الحجاب قرب وجهه من وجهها و أنفاسه العالية السريعة بغضب اختلطت مع أنفاسها المتوترة المرتبكة ليصيح بوجهها بغضب و غيرة واضحة : 

_ النچع كله نضرك أكدة الكل ركز امعاكي 


لمس وجهها و هو يعبس بضيق : 

_ طلوا فيكي و في خلجتك كتير 


مرر يده علي عينها التي اغلقتها حين وجدته يقترب منها و هو يقول : 

_ عينيكي 


فتحت عينها و هي تشعر به يتحسس جسدها بالكامل بكف يده بحميمية شديدة و هو يقول بهمس : 

_ چسمك


نظرت إلي شفتيه التي تتحرك بحديثه الحاد يدفعها عقلها الآن الي تقبيله اشتعلت عينها برغبة فعل بما تفكر به لتحاوط وجهه بين يديها و تلثم شفتيه بقوة و كأنها تعبر عن سعادتها أنه لازال يغار عليها لم يقل حبها بقلبه و لو مقدار ذرة لا تعلم أنه ازداد إلي أن وصل إلي حد الجنون بها .. بادلها قبلتها المجنونة بقبلات أكثر جنوناً و هو يقبلها بعنف يخرج كل ما عناه منذ أن علم أنها بالخارج يتطلع إليها الجميع وضع يده خلف رأسها يقربها أكثر و هو يتعمق بقبلته .. دفعته ليبتعد و استجاب هو حين شعر أنه زاد عليها الأمر لهثت باختناق و هي تستند علي صدره بيدها و هو يحاوط خصرها بذراعيه لتتحدث بهمس : 

_ اخر مرة مش هعملها تاني 


ضمها و هو يضغط علي خصرها بتملك قائلاً : 

_ و مين جال انك عتخرچي تاني من اساسه


استندت علي صدره و هي تقول : 

_ مش عايزة أخرج تاني اصلا بس متزعلش مني 


تنهد بهدوء و هو يسأل بحدة :

_ و خرچتي لية يا بندرية


قبلته صدره و هي تستند عليه و هي تقول بحنو : 

_ هقولك في الوقت المناسب مش دلوقتي 


***********************************

استيقظت شمس لتنظر إلي ذلك الوسيم زوجها المتسطح جوارها و ذلك الشيب الذي ما زاده الا وسامة لتنظر محل ابنها الصغير فارغ انتفضت بفزع و هي تنظر إلي الأرض من الممكن أن يكون قد سقط تزامنا مع استيقظه لشهقتها الفزعة قفزت عن الفراش سريعاً لينظر إليها باستفهام و هو يقول بقلق : 

_ في أية يا شمش حاسة بأية 


هزت رأسها بنفي و هي تقول بقلق : 

_ جوم يا مصطفى مهران مهواش موچود جوم 


جلس مصطفي و هو يحك فروة رأسه و هو يقول بنعاس : 

_ اني اخدته عند امي 


لتجلس علي الفراش و هي تتنهد براحة واضعة يدها علي قلبها و هي تقول : 

_ خوفت عليه جوي 


اقترب مصطفى منها و حاوطها بيده و هو يستند برأسه علي كتفها ليهمس بأذنها : 

_ متبجيش خفيفة أكدة يا جلبي ولدي كيف ما هو ولدك


ابتسمت و هي تميل برأسها علي رأسه و تتنهد بحب و هي تقول بهدوء : 

_ مهران مهواش رايد حد وياه يا مصطفى رايد يبقي لحاله حتي عبد الله 


قبل وجنتها و هو يقول بهدوء :

_ متجلجيش مهران ده عليا اني شبه خالو ده 


ضحكت شمس و هي تقول بحب : 

_ و هو خالو و أبوه أية ما هما واحد 


_ اني كيف مهران لع اخوكي طبعه واعر جوي 


التفتت إليه تمرر يدها علي وجهه و هي تقول : 

_ خابرة اللي زايد عليك اني عتسمع و عتفهم جبل ما تعمل اي حاچة مين كان عيحميني من مهران وجت غضبه غيرك 


ابتسم بحب و هو يتذكر هذه الأيام كيف كان و كيف اصبحت كم تمناها و ها هي أصبحت بين يديه استنشق رائحتها و هو يهمس : 

_ لو جالولي عتبجي مرتي معصدجش 


اغمضت عينها و هي تقول بحب : 

_ و اني لحد دلوج معصدجش ان ربنا استچاب ليا و لدعواتي بيك كل ليلة تبجي حلالي 


***********************************

كانت تجلس زهرة بجوار بهية و تشاهد التلفاز باهتمام و يعرض أحد الأفلام الأجنبية المرعبة و هي تأكل البوشار بشراهة أشارت إلي التلفاز و هي تنظر إلي بهية و هي تقول : 

_ علي فكرة الواد دا انا حاسة أنه هيتقتل في الاخر و الواد التاني هيتلبس اللهم احفظنا 


نظرت إليها بهية بجدية و هي تهز رأسها بايجاب تشاركها الرأي و هي تقول : 

_ و امهم كُمان عتنجتل 


هزت زهرة رأسها و هي تنظر إلي شاشة التلفاز مرة أخري لتتابع ما سيحدث بانتباه و وسط اندماجها بالاحداث المرعبة و الدماء و القتل اتي مهران من خلفها ببطئ و هدوء و هو يعلم أنها مرتعبة و لكن فضولها يمنعها من الابتعاد عن الأحداث ليقف خلفها تماماً و دون مقدمات طرق بيده بقوة علي ظهر الأريكة التي تجلس عليها ما سمع سوا صوت صراخ حاد عالي من زهرة و رفعت يدها لاعلي بفزع ليستقر صحن البوشار فوق رأسه و ينسكب عليه ما بداخله اغمض عينه بشدة بغضب شديد و هو يزيح الصحن عن رأسه هز رأسه يبعد اي شئ عالق به التفتت و هي بالفعل ترتجف من الزعر و لكن ما زاد زعرها انها فعلت به ما لم تجرؤ يوماً علي فعله ضمت يدها الي فمها بخوف و هي تتطلع الي الغضب الذي ينبعث علي ملامح وجهه لتصعد علي الأريكة حتي تواكب طوله و هي تري شفتيه تتحرك يعد الارقام حتي يهدئ قبل أن يفعل بها شئ .. رفعت يدها بارتجاف تحمل واحدة من البوشار و امسكت بها تريه إياها و هي تقول بخوف : 

_ في واحدة جت عليك 


ابتسم بشر و هي تنفض باقي ملابسه مرر يده علي وجهه و هو يقول بجدية لا تحمل النقاش : 

_ اهُربي من جدامي دلوج يا زهرة 


فرغت فاها و هي تنظر إليه باستغراب لما يقول ليرفع يده يرتب خصلات شعره و هو يقول : 

_ عتحدت چد اني بعدي دلوج من جدامي


لم تنتظر جملة أخري لتركض سريعاً الي الدرج لتصعد الي غرفتها و تغلق الباب جيداً بصك الباب نظرت حولها حتي تجد شئ لتضع خلفه امسكت بالفراش سحبته قليلاً و من ثم تذكرت شئ هام لتتوقف علي الفور و تجلس خلف الباب وتستند عليه بظهرها ما هي إلا دقيقة حتي استمعت اليه و هو يحاول أن يفتح باب الغرفة لتصرخ به قبل أن يدفعه بعنف : 

_ انا ورا الباب و لو زقيته جامد ممكن اقع اموت 


ليطرق الباب بحدة و قوة و هو يقول : 

_ افتحي يا زهرة 


دبت بقدمها علي الارض و هي تقول بخوف : 

_ لا مش فاتحة انت هتتغابي 


لم تعد تستمع الي صوت الصمت كان سيد الموقف بالخارج ابتسمت باتساع و هي تقول بسعادة : 

_ الحمد لله مشي 


ابتعدت عن الباب و اخذت في الرقص بحركات شعبية و هي تقول بتهليل : 

_ قدرت عليه مرة في حياتي


لم تكمل حديثها الا استمعت الي صوت شئ يجر أو يفتح خلفها التفتت لتجده يدلف الي الغرفة من الباب الصغير الموجود بالحائط و الموصل بالغرفة الأخري و ما ساعده علي ذلك هو ابتعاد الفراش عن الحائط ليدلف الي الداخل بسهولة ليقف أمامها و هو يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بتحدي .. لطمت وجنتها و هي تقول بتحسر : 

_ يااااختتتتي يا عيني علي شبابك يا زهرة زهرة أية دا انتي هتقلبي جرجيرة دبلانة دلوقتي 


اقترب منها لتعود الي الخلف خطوة و هي ترفع يدها لتصده و هي تقول : 

_ هقولك علي حاجة مهمة قبل ما تفقدني خالص 


تقدم و ليمد يده إليها و هي مبتعدة ليلف يده حول خصرها و يجذبها إليه التصقت به و هي تنظر إلي وجهه بزعر للامساك بها اما هو فـ كان نظرته غير ذلك تماماً كانت محبة حنونة رغم غضبه و مقته الا انه لا يتحمل أن تمس خصلة من شعرها بسوء ابتلعت ريقها و هي تجده ينظر إليها يتأمل بها بقوة و هو يقول بتحدي : 

_ اني ميتجفلش الباب ليا يا زهرة 


رفعت يدها تلمس كتفه و هي تقول : 

_ مانت اللي قولت امشي من قدامك و انا نفذت 


امسك بأذنها يضغط عليه بقوة و هو يقول : 

_ بس مجولتش اجفلي الباب 


رفعت حاجبها بتفكير و هي تهمهم بموافقة ضغط بيده علي خصرها يقربها إليه أكثر و هو يقول : 

_ عتجولي رايدة أية 


حمحمت هي بجدية مصطنعة و هي تربت علي كتفه و هي تقول :

_ امسك اعصابك جامد جدا 


نظر إليها بقلق و هو يتفحصها و هو يقول : 

_ جولي يا زهرة في أية 


رفعت كتفها الي الاعلي و هي تتنهد قائلة : 

_ بص يا مهران القدر ساعات بيعمل حاجة غريبة عجيبة كدا علينا صح 


هز رأسه باستفهام لتتنحنح و هي تقول بهدوء : 

_ يلا انا هقولك و امري الي الله 


صمت هي لترتفع علي أطراف أصابعها و هو لازال يحاوطها بيده لتهمس أمام أذنه بهدوء : 

_ هنبقي إمبراطورية مهران القناوي يا عمدة 


نظر إليها باستفهام و لم يفهم ما ترمي إليه جملتها لتتحدث مرة أخري بضحك : 

_ هيبقي عندك أربعة عيال بدل تلاتة اللي انا واحدة منهم انا حامل يا مهورتي 


طرق بيده علي جبهته و هو يقول بضيق مصطنع : 

_ يا واجعة مربربة 


نظرت إليه بحدة و هي تقول :

_ نعم 


غمز بعينه بخبث و هو يبتسم قائلاً : 

_ مخابرش اني نفذت اللي رايدة بسرعة أكدة 


رفعت رأسها بفخر و هي تقول : 

_ دي قدرات يا بابا 


هز رأسه بقلة حيلة و هو يتنهد بهدوء قائلاً : 

_ ربنا يستر عليا منك جبلهم 


لتضحك بشدة و هي تستند الي صدره و هي تقول : 

_ لا متقلقش شكلها المرادي مفيش عض و لا ضرب و لا عياط تاني 


ضيقت عينها و هي تشير بيدها و هي تقول بمرح : 

_ هي طالبة معايا قلة ادب 


احتضنها و هو يضحك قائلاً بسعادة : 

_ الحمد لله علي أكدة مجدور عليها حاچة تانية هبعد عن النچع كله


قبلت عنقه و هي تهمس أمام أذنه : 

_ متقدرش تبعد عني يا عمدة 


تنهد و هو يضمها إليه و هو يقول بمرح : 

_ نصيبي أكدة ربنا رزجني مچنونة كيفك أكدة 


تمت بحمد الله

تعليقات

التنقل السريع
    close