ياسين مجنون ليلي
17/18/19/20
17بعد مرور ست سنوات...!!
"ليلي"
وقفت اتطلع للمرآه بجفاء ، مرت ست سنوات لم أري فيهم "يآسين"، ذهبت إلي "مصر" عده مرات ولكن! لم تطئ قدمي المنطقه التي نعيش فيها ، كنت أذهب لاحد الفنادق وأقوم بالحجز ليله واحده ليأتوا أمي وأخي فقط لرؤيتي ثم اذهب صباح اليوم التالي ، ذهبت وعدت عده مرات ، بدون معرفه أحد ، نظرت للمرآه بقسوه وجفاء علي حالي كيف استطعت أن افعلها ، كيف قسي قلبي بتلك الطريقه ، أصبحت بلا حنان بلا مشاعر فقط أصبحت شخص متبلد لا يعي ما يقول ، أقذف الكلامي الحاد بوجهه الجميع ولا يهمني هل تأذت مشاعر أحد من حديثي أم لا ، لقد تبدل قلبي لحجر كالجماد لا يسمن ولا يغني ، صفقت بداخلي بسخريه له وقد نجحت بالفعل يا "يآسين" لجعلي "ليلي" أخري ، "ليلي" غير التي يشهد الجميع بحنان قلبها وطيبته ، "ليلي" فظه غير التي كانت ابتسامتها تشق طريقها ، وقفت أعدل من هيأتي في المرآه فاليوم وبعد فراق ست سنوات سأعود إلي مصر مجددا دون عوده لهنا ، فقد تلقيت اتصالاً من امي كانت تبكي بحاجتها لي ، شعرت حينها بمدي تقصيري في حقها ، فقد سائت حالتها المرضيه كثيرا في الأيام السابقه ، عزمت أمري علي العوده ولكن تركت نسختي النكسره المتألمه الحزينه التي أتيت بها سابقاً فألقيتها بعدم اهتمام في عرض البحر...
قطع شرودي دخول رؤي لتقف تتابعني بحزن فقد أصبحت أختاً لي ، لقد تقربنا كثيراً طيله سنوات حتي أصبحنا كل يوم نذهب للتسوق والتنزه ثم نجلس ليلا نشاهد أحد الافلام سوياً فينتهي بنا المطاف لننام في فراش واحد متعانقين ، تقدمت ناحيتها ففتحت لها ذراعي فعانقتني بقوه وقالت بصوت أجهش
=خلاص هتسبيني.
عانقتها بشده وربت علي ظهرها بحنان وقلت بحزن ولكن ابيت إظهاره
=غصب عني ماما تعبانه ولازم أكون جمبها ...دا غير إني كدا أو كدا لازم هرجع ...موطني مش هنا يا رؤي.
خرجت من عناقي وظلت تتطلع لي بلهفه ثم قالت برجاء
=مش هتنسيني...
ضحكت بخفه وقلت وأنا أجذبها لعناقي مره أخري
=لا يمكن انساكي يا رورو أنتِ بقيتي اكتر من أختي ... أكيد هتيجي وهتشوفيني...وهكلمك علطول.
أمسكتني من يدي وقادتني للجلوس علي الأريكة وهتفت بتساؤل وهي تضيق عينها ناحيتي
=جاهزه للمواجهه .. أقصد إنك تشوفي يآسين.
أجبتها بقوه وجفاء وقد تبدلت ملامحي لآخري ثابته
=وأنا اشوفه ليه هو لا يعنيلي شيي بالمره ...ولو شفته صدفه ولا كأني شفته.
ارتسمت ابتسامه مكر علي وجهها فهمت منها أنها لا تصدق حديثي فقلت بتأكيد
=دا بجد اللي هيحصل ... أكيد يا رؤي هحس بضعف جوايا لما أشوفه يآسين عشره عمري بس أنا قويه وهعرف أواجهه كل حاجه.
ثم أكملت بإمتعاض وأنا أقوم لألقي نظره علي الحقائب
=ثم إني أصلا مكنتش عاوزه ارجع بيت بابا كنت عاوزه اخد امي ونروح نقعد فأي شقه بعيد بس هي رفضت وقالتلي مش هنسيب "علي" إبن لُبيد وحدوا خصوصاً إن نواره بتسيبه معظم اليوم عند ماما بحكم شغلها.
ثم التفت إليها وقلت بتأيد لحديثها
=وبصراحه عندها حق أنا مش عاوزه أرجع أخربلهم نظامهم...هقعد مع أمي أول اسبوع وبعد كدا هشوف شقه اقعد فيها وابقي اروح اقضي معاها اليوم وأنام في شقتي.
وقفت أمامي وقالت بتشجيع وهي تربت علي كتفي
=عارفه إن الموضوع هيبقي صعب عليكِ حبتين بس أنا واثقه إنك قدها.
لم يعجبني حديثها فقد أصبح بالنسبه لي ليس هناك اي شيئ صعب ابدا سأواجهه كل ما يقف أمامي ببرود وتبلد ، لن أسمح لنفسي بالانهزام مره أخري
=متخافيش يا رؤي أنا عشت ست سنين بكون شخصيه جديده ليا عشان يوم زي دا...كوّنت حصن ودِرع ليا خلاص.
ثم امسكت يدها وربت عليها وهمست برجاء حقيقي
=ادعيلي أنت بس كتير ...في جزء جوايا خايف ...خايفه اخسر كل اللي بنيته دا.
تنهدت بتعب وعانقتني مره أخري فإبتسمت بحب علي إمدادها بالقوه لي.... ثواني حتي تبدلت نظراتي لآخري غامضه....
❤️❣️❤️❣️❤️
"مصعب"
كنت أجلس بجوار "يآسين" في حديقه المنزل والذي تغير كثيراً عن ذي قبل فقد اصبح باهت الوجهه بعدما تغيرت ملامحه بشده ، أصبح شخصاً آخر حزينا منكسر ، لا يتفاعل مع أحد ، أصبح يفضل الوحده بعدما كان يمقتها ، وحتي عندما نخرجه من شروده لا يتفاعل سوي ببعض الكلمات البسيطه والتي كانت تُسحب روحه معه كلما خرجت حروفه، لا يحسن من حالته سوي "مالك" أبني الصغير صاحب الأربع سنوات ، متعلق به بشده وهو يري فيه ليلي ،ف"مالك" يشبه ليلي لحد كبير ، لا نسمع لضحاكته صوت سوي وهو يجلس معه ، بينما باقي الوقت كالشارد والتائهه في ملكوت الله ، بعدما خفقت جميع محاولاته في الوصول إلي ليلي وباءت بفشل ذريع ، أصبح كورده في صحراء قاحله لا ماء فيها ، إن كان لا يزال بعقله حتي الآن فهذا بفضل تجمعنا حوله بعد الله..
أفقت من تطلعي له علي صوت قدوم "مالك" والذي إندفع يعانق يآسين بسعاده وهو يصرخ بإسمه
حينها تورد وجهه يآسين مره أخري وهو ياخذه بين يديه يقبله بنهم
امتعض وجهه الصغير وقال بضيق وهو يغرز أصابعه في لحيته التي ظهرت بشكل واضح
=انكل دقنك بتشوكني.
أبتسم يآسين بسعاده واجابه بإرضاء وهو يعانقه مره أخري
=بس كدا من بكره نحلقها.
ضاق وجهه الصغير وهتف بعدم رضا بعدما كتف يده
=لا شكلك حلو بيها...سيبها بس قولها متشوكش مالك.
ضحكنا بشده فقلت ليآسين بيأس
=حسبي الله يا زيد ...خليت الواد لمض زيك.
أتي زيد وقال بمزاح بعدما سمع كلماتي
=الله وأنا مالي يا لمبي.
إندفع مالك ناحيته بسعاده والقي بنفسه بين يديه وقال بصوت طفولي
=زيزو جبتلي الشيكولاته.
صدع صوت ضحكاته فقال زيد لي بغيظ
=الواد إستغلالي بشكل زيك كدا ..لا وكمان ياريته محترم يقولي يا انكل لا دا مفيش مقامات خالص.
إبتسم يآسين وقال بإستنكار
=لا وأنت وش مقامات قوي.
نظر زيد ليآسين بصدمه وقال بسخريه وهو يشير بيده في الهواء
=اي دا يآسين انت هنا تصدق مشفتكش...ياراجل بقيت شفاف كدا ليه.
قلب وجهه بحنق وقال ببرود
=طب أسكت عشان مخلكش تشوف الشفاف ممكن يعمل فيك أي.
تراجع بخوف فقال الصغير بتشفي بعدما امتعض وجهه
=بتكسف نفسك ليه...صدعتنا أسكت شويه.
نظرنا جميعاً له بصدمه علي حديثه الذي لا يخرج من طفل في سِنه لننفجر بعدها في الضحك علي جرائته حينها قال زيد بخبث وهو يضعه علي الأرض
=وأنا اللي كنت هطلعلك الشيكولاته ...تصدق إنك زي ابوك ميتمرش فيك حاجه.
نظرت له بتحذير فقال بصراخ تثميلي وهو يمد يده في الهواء
=الله مش بقول الحق .
ثم أكمل وهو يعدل من ياقه قميصه بتعزز وتكبر مصطنع
=مهندس كبير زي حتت عيل ببامبرز يقولي كدا.
كبت ضحكتي فقال مالك بصوت اجهش موشك علي البكاء ايقنت حينها أنه يستغل زيد بطريقته الخبيثه وقال ببراءه
=زيزو هات الشيكولاته بقا.
اومئ برفض فحاول التحرك ولكن عاقته قدمه من الأسفل حيث شدد مالك من الإمساك به ووضع يده بخفه علي عينيه حتي تدمع بينما اتطلع له بصدمه علي خبثه فقال بصوت باكي
=هات الشيكولاته يا زيزو بليز.
زفر بحنق وأخرج قطعه الشيكولاه وفتح يده والقاها بعنف وقال بأداء ممتعض
=خد يخربيتك ممثل زي أبوك.. جاتها نيله اللي عاوزه خلف... أنا داخل أنام بدل ما اقع من التأثر.
ثم إندفع للداخل وهو يهتف ببعض الكلمات بينما تتطلعت ليآسين وانفجرت ضاحكاً فابتسم هو بهدوء وظل ينظر لمالك بشرود...
💖❣️💖❣️💖
"نواره"
صرخت بحده علي الهاتف للمره العاشره وانا اردد
=يا ليلي والله مصعب تحت مش هنا متخافيش ...طمنيني بس هتركبي الطياره أمتي.
أجابتني بفتور علي الجانب الآخر
=كمان ساعه يا نواره.
شعرت بالحزن علي تغيرها فقلت بعتاب طفيف
=ليلي متاخديش ذنب حد بحد...بطلي طريقتك اللي بقيت جافه دي.
ثم أكملت برجاء لعلي اُثر بها
=أنت مكنتيش كدا ارجعي بقا زي زمان.
ابتسمت بسخريه وقالت بتقليد للأغنية
=قول للزمان ارجع يا زمان.
همست بعدها بنبره التمست فيها بعض من الحنان
=نوراه أنا مستحيل اتغير من ناحيتك أو من ناحيه أي حد وقف جمبي... أنا قسيت قلبي عشان مش هستحمل فراق حد تاني بحبه..كفايه ست سنين برمم في قلبي.
تنهدت بالم علي ما تعاني هي ويآسين من أوجاع فهمست لها بإشفاق علي حاله يآسين
=ليلي يآسين عمروا ما نسيكي خالص ... يآسين اتغير خالص وبقا إنطوائي جدا ...دا لحد دلوقتي بيحاول يوصلك وفشل.
تعالي صوت أنفاسها أدركت حينها إندفاعي في الحديث فقالت ببرود عكس ما توقعت
=وأنا مالي يا نواره أنا مالي ...مبقاش يعنيلي أي شيئ ولا في أي رابط بيني وبينه كل حاجه انتهت خلاص وأنا راجعه خليه بس يفكر يقرب ناحيتي وساعتها هخليه يتجنن مش يبقي انطوائي بس.
دُهشت من عدائها لم أكن أتوقع أن تصل بها القسوه لتلك المرحله حاولت أن أتحدث ولكنها بترت حديثي حين قالت وهي تنهي الحوار
=هقفل دلوقتي عشان اخلص باقي الحاجات والحق الطياره.
اغلقت معها وتطلعت لاسمها في الهاتف بحزن علي ما وصل إليه قصه العشق المتينه والتي بعد سنوات بدل من أن تزداد متانتها هَشّت وأصبحت بلا فائده...
❤️🌸❤️🌸❤️
"يآسين"
بعد فشلي في محاولات عديده للوصول إلي ليلي ، شعرت باليأس من الحياه ومن كل شيئ، أدركت حينها أن خسارتي لليلي ماهي إلا خسارتي لأي جميل في حياتي ، خسارتي لنفسي ، فأصبحت كثير التشتت شارداً طيله الوقت، اُعاتبها بيني وبين نفسي هل هان عليها سنواتنا ،كيف جفي قلبها للاختفاء طيله تلك السنوات، كيف فعلتها ، لم تترك أثر خلفها ، لتعاقبني كما تريد ولكن ليس بفراقها وإختبائها ، ألم يكفي ست سنوات للعقاب ؟، ألم ترد كرامتها ، ألم يخبرها احد علي ما حدث لي من ضياع لتشعر بالنصر فتعود، اشتقت لها عنان السماء، أريد أن أعانقها بشده ووشوق ، آآه يا ليلي فقد كويتني بنار الحنين...
تنهدت بتعب ورأسي يكاد يُجن من كثره التفكير فتقدم مالك ناحيتي وقال بتساؤل حين لاحظ شرودي
=اونكل بتفكر في اي.
رفعته واجلسته علي قدمي وقلت وأنا أغمر يدي في خصلاته الحريريه
=بفكر في مرات اونكل يا حبيبي.
سألني بضيق علي كلمتي الدائمه
=وهي مش هتيجي بقا كل شويه تقعد كدا تفكر فيها.
قبلت جبينه وقلت بيأس
=إدعيلها تيجي.
ثم أكملت بحماس وانا امرر يدي علي وجهه
=بس تعرف إنك شبهها قوي.
قال بغرور واثق فاجئني بشده
=يبقي اكيد حلوه.
لم اتمالك نفسي فأُغرقت في الضحك وقلت بعدم تحمل من فرط ضحكاتي
=يخرب عقلك طالع لزيد بجد.
لم يعقب وسألني بفضول وترقب
=طب هي عندها زي ..عشان لم ترجع العب معاه...زي "علي"
غصه مرت بحلقي علي سؤاله المفاجئ فقلت ببحه حزينه
=لا ملحقناش للاسف.
امتعض وجهه بحزن فقال بتفكير وقد ضيق عينيه
=خلاص مش مشكله لما ترجع تجيبوا زي.
ابتسمت بهدوء وقلت توسل
=بس هي ترجع بس
❤️❣️❤️❣️❤️
"ليلي"
جلست علي المقعد الخاص بي بالطائره انتظر بترقب صعودها للجو فتحت أقرأ في الكتاب مبلل فشعرت بعد دقائق بهمهمه صغيرتي بجانبي نظرت لها فعلمت أنها تري كابوس سيئ كعادتها جلبتها بين يدي وربت علي ظهرها بتهدئه ، اخذت اقبل فيها قبلات كثيره ، تلك القطعه الغاليه التي تمنيتها من الله لسنوات ، صغيرتي طفلتي ، هي الوحيده التي لها تاثير علي قلبي ، هي التي يلين قلبي لها ، لم استطع معاملتها بجفاء أو أُظهره ناحيتها مهما حدث ، دائماً كنت لها ألاب والأم في آن واحد ، فقيمتها لدي تعني كثير فقد ذُقت الالم مرات ومرات حتي أخذتها بين يدي وهي قطعه صغيره...
ربت علي ظهرها بحنان اموي وقبلت جبينها ثم دفنت رأسي في خصلاتها استنشقهم بعشق وقلت بحب لتهدأتها
=أهدي ماما أنا هنا.
شددت من عناقها وهمس لها ببعض الكلمات حتي تهدئ شردت في وجهها البرئ والذي يشبهني الي حد كبير جدا وقلت بندم فاشل
=عارفه إني ظلمت حقك يابنتي في إنك يكون ليكي أب وتكوني فحضنه دلوقتي ...بس هو ميستحتقناش... أيوا ميستحقناش أبدا ومهما حصل مش هيعرف إني خلفت منه.
يتبع»»»»»»»»»
💖🌸💖🌸💖
18
قراءه طيبه❣️✨
قبل ست سنوات...
"ليلي"
وبعد مرور شهر من سفري "دبي" كنت أتمدد علي الفراش بتعب ووهن أشعر بالخمول والنوم، فعاتبت نفسي بضيق علي أهمالي للعمل وللمنزل
=فوقي يا ليلي مش جايه تنامي هنا.
إعتدلت من نومي وجلست القرفصاء وجالت عيني علي كل صغير وكبير بالغرفه لعلي أفيق..تنهدت بخمول ثم تتاءب فقلت بيأس وأنا أهم بالوقوف
= لا دا أنا كدا هنام علي نفسي ... أقوم اغسل وشي احسن.
وفجأة اضاءت اشاره في عقلي فأمسكت الهاتف بحده وقمت بفتح ذلك التطبيق الذي ينبهني في يوم محدد لكل شهر علي قدوم العاده الشهريه ... وضعت يدي علي فمي بعدم تصديق فقد مره أسبوع علي عدم قدومها ، هززرت رأسي بعدم تصديق وقلت وأنا أضحك بسخريه
=أكيد لا طبعا اي السخافه دي.
تعالي ضحكي شيئاً فشيئاً وانا اردد بهيستريا وقد ذرفت عيني الدموع بتلقائيه
=لا مستحيل ... يارب لا ارجوك لا كفايه بقاا.
قمت بعنف من الفراش ثم ارتديت ملابسي علي عجل وهبطت للأسفل لأقرب متجر طبي ...كنت أبكي بصدمه وأنا أضحك داخلي بطريقه غير طبيعيه ...نظر الجميع لي بغرابه ولكني تفاديت نظراتهم ثم تقدمت للداخل وطلبت العديد منه....
عدت سريعا للمنزل وصعدت لغرفتي ثم تقدمت ناحيه المرحاض وقمت بتجهيز الإختبار....
جلست علي الفراش والاختبار أمامي وجسدي يتشنج بتوتر وقلق ...جحظت عيني حينما رأيت ظهور خط آخر...صدمه شلت اطرافي وكل جسدي...لا إن القدر لن يسخر مني بتلك الطريقه...أخرجت الآخر وتقدمت للمرحاض وجهزته .....دقائق حتي تصلب جسدي مره أخري وأنا اري ظهور خط آخر ...لم أصدق فجلبت الآخر والآخر والآخر حتي قمت بتجربه ما يقارب سبعه اختبارات ....حينها اندفعت مني صرخه مكويه وأنا القي بهم أرضا وأطيح بكل شيئ بالغرفه واصرخ وأردد بهستيريا
=لا مستحيل ...مستحيل ....لا ...لا يارب لا لييييه ليييييه يارب.
وقعت بإنكسار علي أرضيه الغرفه وانا مازلت أردد بالم
=ليه يارب ...ليه مكانش من شهر يارب ليه.
صرخت بعلو وقد هاجت كل اطرافي
=ياااااااارب.....يااااااااااارب.
إندفعت رؤي للداخل بحده فشهقت حينما رأت حال الغرفه وحالتي تقدمت مني ببطء وقالت بتهدئه
=ليلي أهدي مالك.
دفعتها بحده وقلت بصراخ ، صراخ غير مصدق لما يحدث
=متقوليش أهدي...مقتوليش أهدي.
ثم وضعت يدي علي معدتي وقلت لعتاب لمن بالداخل
=مجتش ليه يابني من شهر مجتش ليه ....مجتش ليه كان زمان حاجات كتير محصلتش.
إنخرطتُ في البكاء بحده فعانقتني رؤي وأخذت تربت علي جسدي بهدوء بينما أنا لا أصدق ما يحدث ، هل الآن وبعد طيله سنوات أحمل قطعه صغيره في رحمي ، هل بعد صبر دام لسنوات حتي نفذ يأتي الآن ، يأتي بعدما حُتم الفراق ، لما كل هذا العقاب والعذاب يا الله ، ألا استحق أن تبتسم لي الحياه ، لِم لَم تتركني ألملم جراحي ، الملم صدمتي في من تمنيته منذ نعومه أظافري ثم تعذبني مره أخري ، لم يتدفق الألم حولي من كل جانب ، ترددت صدي كلماته في أذني بحده "نفسي في حته منك يا ليلي " والاخري " لو جبت بنت عاوزها تبقي شبهك ، عاوز كل ولادنا شبهك عشان كل ما امشي في ركن في الشقه ألاقيكي فيهم..."ليلي أنا بحبك قووي والله أنتِ حياتي كلها " الكثير والكثير من صدي كلماته يتردد حتي ترددت " أيوا هوافق عشان مش هقبل تعيشي مع نص راجل"...." أنا صبرت كتير"....."نفسي ابقي أب".... وضعت يدي علي اذني لأصم تلك الكلمات ثم صرخت بصوت هز أركان الغرفه وبنباح حتي يصمت صدي تلك الكلمات
=بس ...بس...أسككت.
خرجت رؤي من عناقي وقالت بقلق علي ما يحدث
=ليلي في أي مالك أهدي طيب أهدي.
وظلت تردد بعض أيات القرآن التي حفظتها حتي وقف قلبي عند تلك الايه "وأصبر فأنك بأعيننا" شعرت بأن جسدي قد هدأ بشكل ملحوظ وتبدل بكائي لفرحه فوضعت يدي علي موضع جنيني وقلت بسعاده مغموره بحزن
=أنا مصبرتش عليك خمس سنين لا ... أنا من وبنت ١٥ سنه نفسي أكون مع يآسين ويكون فبطني أنت.
نظرت بعيني ناحيته وقلت بوعد ومازلت لا أصدق
=أنا مش مصدقه إنك جوا ...بس وعد مني هحافظ عليك وهحطك في عيوني يابني.
فُتحت عين رؤي علي مصرعيها وقالت بصدمه وهي تبتعد عني
=ليلي أنت حامل.
اؤمت إيجاباً وقد أُدمعت عيني لا أعلم أبكاء حزن أم فرحه ...كادت أن ترد فأتي أتصال من نواره... أمسكت الهاتف وقمت بالرد فسمعت صوتها المرح
=ست ليلي كيفك يا مدوبه قيس في حبك.
ابتسامه شقت وجنتي لم تصل لاذني فقلت بهدوء
=نواره أنا حامل.
صرخت في المقابل بعدم تصديق وقالت بصدمه هي الاخري
=حامل اي ...بجد انت بتهزري ... إزاي...فين امتي.
ضحكنا سوياً علي إندفاعها وداخلي بركان من المشاعر المختلطه فقالت بسعاده
=بجد يعني هبقي خالتواا...الله...يابركه دعايا....بش إزاي اكيد لا ...ليلي يآسين مش بيخلف إزاي.
تنهدت بتعب وقلت لها وأنا اعطي الهاتف لرؤي
=خدي رؤي معاكي ...هقوم اصلي صلاه شكر...هبقي اكلمك بعدين
أفقت من شرودي...
علي كلمات صغيرتي وهي تقول ببراءه
=مامي بتعيطي ليه.
ابتسمت بسعاده ومسحت وجههي وقلت وأنا اقبل كل أنش في وجهها
=قلب مامي ...قلب مامي ياناس..مفيش حاجه يا حبيبتي.
ثم سالتها بحزن علي كابوسها المعتاد
=لسه بتشوفي الكابوس دا.
تغيرت ملامح وجهها لحزن وقالت بصوت أجهش
=اااه بشوفه...مامي اوعي تسبيني ابدا..
ضحكت عاليا وقلت وأنا أضمها لعناقي
=لو تعرفي أنت أي في قلبي يا حبيبت ماما مش هتقولي كدا ابدا.
سألتني بفضول ولهفه
=إحنا هنشوف الناني وخالو وكل اللي نعرفهم.
أومت إيجابا فصفقت بسعاده وقبلتني وهي تقول بلهفه
=أنا بحبك قوووي يا مامي.
ثوان وتبدلت ملامحها لحزن أقسمت حينها ان شخصيتها ماهي إلا نسخ من شخصيه يآسين ، همست بحزن
=طب وبابي مش هنشوفه بقا ...نفسي اشوفه قوووي يا مامي ...عشان اقوله إنه وحش وسابنا دا كله.
أمسكت يدها وضربت عليها بخفه وهتفت بعتاب وعقاب
=أنا قلت أي.
ابتسمت بمشاكسه وقالت وهي تعد علي أصابعها بطفوليه
=قولتيلي بابي في شغل عشان يجبلي كل اللي بحبه... وإنه بيحب نسيم قوووي ... وإني أحب بابي ومقولش عليه كلمه وحشه عشان لما يرجع ميخاصمنيش.
ثم أكملت بعدما ابتسمت بعناد محبب
=بس أنا هخاصمه عشان سابني برضو...حبه صغيرين واصالحه.
ضحكت بشده ثم جلبتها لعناقي مره أخري بإمومه وأنا اشكر الله كل لحظه وكل دقيقه علي تلك الهديه التي لا أريد سواها من العالم ، نعم إنها الامومه يا ساده ، همست بصوت خفيض بعدما دفنت وجههي في خصلات شعرها
=ربنا يخليكي ليا يا نسيم يابنتي...ومشوفش فيكِ وحش.
❤️✨❤️✨❤️
"مصعب"
جلست بجوار أبي والذي ظهر علي وجهه علامات الشيب بوضوح بعدما كسي وجهه الحزن ، علي حال يآسين فهو إلي الآن يحمل نفسه عواقب ما يحدث مع أخي وحالته ، تودد له لسنوات حتي يعود يآسين للبيت ولكن دون فائدة إلا من سنه سابقه مرض أبي قليلاً وطلب من يآسين العوده وبعد رجاء وتكرار خضع لطلبه ولكن لم يصعد لطابقه بل إتخذ من غرفته بطابق أبي بيت له ، ولكن إلي الآن مازال يشعر بالندم علي ما فعل ، ربت علي قدمه وقلت بموده
=ازيك يا بابا عامل اي.
أبتسم بهدوء وقال بنبره مهمومه
=مش كويس يا مصعب مش كويس.
تنهدت بتعب وقلت بعتاب علي ما يفعله بحاله ، وإهماله لطعامه وأدويته..
=ليه بس كدا يا بابا بتعمل في نفسك كدا ليه.
فرت دمعه غبر مقصوده من وجهه فمسحها وقال بصوت أجهش
-مش مستحمل اشوف أخوك كدا يا مصعب.
ثم قال بعتاب خفي
=هان عليكِ يآسين يا ليلي دا روحه فيكِ يابنتي.
ثم أكمل وهو يمسك يدي وقال ببحه باكيه
=أخوك حالته النفسيه وحشه قوي ...دا ضحكته مبشوفهاش.
حاولت تبرير عتابه فنحن لا نعلم ما تعانيه ليلي ، أو ما عانته طوال سنوات
=متظلمش ليلي يا بابا أنت متعرفش هي عايشه ازاي دلوقتي ولا بتعمل اي.
رجع للخلف بجسده وقال بشرود وحزن
=محدش عالم يابني ...ربنا يردها سالمه يارب...بس حتي أخوك مبقاش يعاملني زي الأول بعد عني يا مصعب خالص.
ابتسمت بمواساه وقلت وأنا أجلس بجواره ثم أمسكت يده وربت عليها
=واحده واحده يا بابا كويس إنه وافق بعد خمس سنين إنه يرجع يعيش في البيت تاني... يآسين حنين ولما يفوق من العاصفه اللي هو فيها دي هيرجع أحسن من الأول
إندفع يآسين بعدها للداخل وقال سريعاً لمنع أي نقاش وهو ويتجه لغرفته
=السلام عليكم...داخل أنام مش عاوز حد يزعجني.
نادي أبي عليه برجاء
=يآسين تعالي يابني اقعد معانا شويه.
لكن حينها قد وصل يآسين لغرفته وأغلق الباب خلفه نظرنا أنا وأبي لبعضنا بيأس.
❤️✨❤️✨❤️
"يآسين"
تمددت علي الفراش بتعب وإستسلام ، وأخرجت الهاتف وفتحته علي تلك الصوره التي لم تغادره لسنوات والتي كل يوم أُحادثها ، صوره تضحك فيها بشكل يرُد في جسدي الروح ، ابتسامه لو قسمت علي العالم لن يكون هناك عنوان للحزن ، ابتسامه لو انتشرت في الاراضي وفي كل مكان لكان كل الفصول ربيع ، لظهرت الزهور وتوردت، لسقطت قطرات الندي باريحيه تعم كل الاوراق والازهار،
مررت اناملي علي وجهها بإشتياق ، تمنيت أن تكون لمستي ماهي إلا حقيقه ، أنها المره التي لا أعرف عددها أجلس بتلك الطريقه وأكرر ما افعل حتي اصبحت من طقوس يومي ، أجلس علي الفراش ، افتح صورتها ، أمرر أناملي علي ابتسامتها ، اعاتبها ، اسرد لها تفاصيل يومي جميعها ، حتي اصبحت حياتي تتمثل في كل هذا...
همست بصوت يأس من وجودها
=فينك يا ليلي...كل دا هنت عليكِ يا قلب يآسين.
أُغشيت عيني بالدموع وقلت بصوت أجهش
=كنت عاقبيني بأي حاجه إلا فراقك يا ليلي... ليه سبتيني ضهري مكشوف ومتني...قوتي راحت بعد ما رحتي.
عضضت أناملي بندم وقد تعالى صوت بكائي ..بإنكسار علي سنوات ضاعت كالسراب في فراقها ، ضاعت روحي في متاهات الطريق ، اما حان الوقت ليسترد القلب نبضاته ، أم أن هناك عقاب أخر آتي حين وقته
❤️✨❤️✨❤️
"ليلي"
اتي المساء وقبل منتصف الليل حين وصلت بسيارتي أمام منزلنا ، احساس غريب روادني ، ذكريات الطفوله مرت سريعاً أمامي ، زواجي بياسين ، نظراتنا المختطفه ، غمرني طيف من السعاده ، شعرت أن روحي قد عادت لمكانها الصحيح ، وهو بيتي ، وأماني....
هبطت من السياره وحملت نسيم بين يدي والتي غفيت علي قدمي أثناء القياده أوقفني صوت طالما عشقته حين قال
=ليلي .....
نظرت صوبه وقلت بسعاده حقيقيه غير مزيفه وأنا اتقدم منه
=عم رضا.
أمسكت يده وقبلتها بأرضاء فقال بصدمه يغمرها السعاده
=أنت بجد رجعتي...فينك يابنتي من زمان.
ابتسمت له بهدوء فقال بعتاب
=هان عليكي عمك رضا ...دا أنا حتي شيبت يابنتي وخلاص كلها أيام ونقابل وجهه كريم ...مش عاوزه تودعيني.
عانقته بعتاب علي حديقه وقلت وأنا أشير بيدي ناحيه نسيم
=بس ياعمو رضا متقلش كدا...مش هتبص علي نسيم بنتي.
لمعت عينيه بسعاده غامره وهو ينظر لوجهها وقال بصدمه
=بجد بنتك ...ازاي...ياه دي نسخه منك وانت صغيره.
ضحكت بهدوء وقلت وأنا اهمس بجوار أذنه
=بس شخصيتها يآسين بالضبط.
ضحك عاليا وقال بإستفسار وهو يعلم ما مررنا به خلال سنوات
=بس إزاي يابنتي.
ابتسمت له بهدوء وقلت بعدما ربت علي قدمه
=هفهمك يا عمو رضا لينا قعدات كتير مع بعض ...بس عشان خاطري دا سر بيني وبينك زي أسرار كتير.
هاله من الحزن مره بعينيه وقال بحزن وضيق
=وأنا افشيتلك سر يا ليلي قبل كدا...دا انا كتمت سرك لسنين يابنتي.
قبلت يده وقلت وأنا أخرج من بقالته صوب المنزل
=ودا العشم ياعمو رضا ...ربنا يخليك ليا ...لينا لقاء.
اتجهت سريعاً صوب المنزل قبل أن يرانا أحد..
اخرجت مفاتيح المنزل ودخلت بهدوء للداخل فرأيت أمي التي تجلس علي الاريكه تتابع برنامج تلفزيوني تحبه منذ القدم ، وما إن راتني حتي انتفضت من مكانها بشهقه وقالت
=بنتي.
وضعت نسيم علي الاريكه وفردت جسدها ثم تقدمت ناحيه امي وعانقتها بسعاده وشوق أخفيتهم بداخلي فقد مر عامين لم أراها فيهم...
عانقتني بلهفه وقد تساقطت دمعاتها بفرحه علي قدومي..
جلسنا سوياً علي الأريكة وهي مازالت تعانقني وقالت بتساؤل
=جيتي امتي ومقولتيش ليه.
خرجت من بين يدها وقمت بخلع حجابي وهتفت بثبات أخفي خلفه الكثير من المشاعر
=لما كلمتيني من كام يوم قررت إني أرجع خلاص.. كفايه غياب بقا.
نظرت لنسيم وقالت بشفقه وحزن
=هي دي .... برضو ابوها مرضيش ياخدها.
ابتسمت داخلي بسخريه جلست بجوار صغيرتي واخذتها بين ييدي وقلت بهدوء
=اه مرضيش... وأنا اخدتها خلاص منه بعد ما مضيته علي ورق تنازلها عن حاضنتها ليا.
ثم أكملت بتحذير وجفاء
=ماما أوعي تجيبي سيره مامتها أو اي حد يخصها ... أنا بعودها ليا سنتين إن أنا ماما وانتِ جدتها ... هي بنتي يا ماما بنتي.
ربتت علي خصلاتها بشفقه ومواساه وقالت بحزن دفين
=طبعا يابنتي ربنا يحفظها ...مش هقول أي حاجه ...ربنا يرحم امها ويحاسب ابوها .
ابتسمت داخلي بخبث وقد نجح مخططي كما لم أكن اتوقع سألتها بفوضول ولكن قطعت سؤالي حين قالت بدهشه
=ليلي دي شبهك قوووي.
ضحكت بتوتر وقلق. ولكن هتفت بثبات أخفيت خلفه حده توتري
=طبعا يا ماما ...رؤي مكانش حد معاها ولا بيراعيها غيري ...طول الوقت جمبها مسبتهاش ... لحد ما البنت طلعت شبههي.
ضحكت عالياً وقالت بمشاكسه وهي تأخذني بين يدها
=وهو في زي بنتي ...دا انت كنت قمر وانت صغيره.
تنهدت أخيراً براحه ووقفت وأنا اتجهه لداخل حتي تنام في فراشي ، سألتها بإستفسار
=هو لُبيد فين.
أجابت بحنان وسعاده
=خد مراته وسافروا شهر كدا يغيروا جو...ربنا يهدي سرهم يارب...هتلاقي علي جو في اوضه أخوكي نايم.
وضعتها علي الفراش برفق ومسدت علي خصلاتها وقلت بندم
=أنا آسفه يابنتي ....سامحيني.
خلعت معطفي ووقفت أمام المرآه وقلت بتحدي وجفاء
=لازم تبقي جاهزه للي جاي يا ليلي ...اللي راح كوم واللي جاي كوم تاني خالص.
❤️✨❤️✨❤️
ظهر اليوم التالي....
"يآسين"
استيقظت بهمه ونشاط وأنا أشعر بغرابه من تحولي المفاجئ ، طاقه غريبه تتملكني وابتسامه شقت ثنايا وجههي بعدما رأيت ليلي في أحلامي وقد عادت ، وقفت واتجهت ناحيه المرحاض وقدمت بالاغتسال ، وتوضأت حتي قمت بالصلاه ...اتجهت للخارج بسعاده وقد تراقصت نبضات قلبي بفرحه ...كان الجميع جميعاً بالخارج ، وحين وقعت نظراتهم ناحيتي نظروا بغرابه ووصدمه ضحكت عالياً وقلت وأنا اتجهه للخارج
=مصدوم زيكوا والله متسألونيش عشان معنديش إجابه.
هتف الجميع وقد تبادلت نظراتهم لبعضهم البعض
=مالوا دا.
هبطت للأسفل فرأيت سياره تصف أمام منزل ليلي ، كانت سياره لُبيد ...رفعت حاجبي بغرابه فعندما حادثت هند قالت أن أمامها شعر حتي يعودوا ، نفضت تلك الافكار من رأسي وتحججت لهم ،تقدمت ناحيه العم رضا الذي كان يتحدث مع طفله صغيره تعطيني ظهرها وهي تقوم بشراء شيئ منه . تصاعدت نبضات قلبي يعنف لم أعرف تفسيره ولكني نفضت أفكاري
تقدمت بهدوء وسلمت
=السلام عليكم يا عم رضا.
ابتسم العم بسعاده علي اهتمامي الدائم به فإلي الآن مازلت كل يوم امّر ناحيه ...ابتسم ابتسامه شائبه بعدما ظهر الشيب جاليا علي وجهه وقال بموده
=ازيك يا يآسين يابني تعالي أقعد معايا شويه.
حينها قالت الصغيرة ببراءه
=عمو يلا عشان مامي مستنياني.
انحني الرجل وقبلها بسعاده وقال بضحك
=خدي يا جبيبتي وسلميلي علي ماما.
ابتسمت له ببراء ثم دارت حتي تعود ف صدمت بقدمي ووقعت الحلوي وباقي المال من يدها هبطت لأخدها ورفعت وجههي لاعطيها لها فتصنمت نظراتي وأنا أفحصها بعيني ، إنها تشبه ليلي لحد كبير ، لا ليست تشببها بل إنها حقا ليلي عندما كانت صغيره ، نسخه مصغره منها ، خفق قلبي بعنف وحده وشردت في عينيها وشعرها الحريري وعينيها الفيروزيه ، افقت علي صوتها الطفولي وهي تهبط لتلملم باقي المال
=أنا آسفه يا عمو مشفتكش.
سألتها بفضوول ونظرات راجيه ألا يكون ما يجول في خاطري صحيحاً، وق شعرت بالانجذاب الشديد ناحيتها...
=اسمك أي يا حبيبتي.
ابتسمت الصغيره ببراءة وأجابت بتلقائيه بعدما لملمت القطعه الاخيره من المال
=أسمي نيمو يا عمو.
قطبت جبيني بغرابه هل يسمي أحد بهذا الإسم وسألتها بترقب
=نيمو اي ... أسمك الحقيقي.
رفعت منكبيها وقالت بعدم اهتمام
=اسمي نسيم بس بيقولولي يا نيمو.
قبضه قويه دوي صوتها في قلبي ، إنه اللقب الذي اتخذته أنا وليلي إسما لابنتنا ، هل عادت ليلي، هل تزوجت وانجبت وأطلقت علي إبنتها لقبنا المشترك ، أهذا باقي انتقامها...
حاولت التماسك وقلت بنبره مرتعشه
=طب سؤال أخير ...باباكِ إسمه أي.
رفعت رأسها ناحيتي وتحولت نظراتتها لحذره ونظرت لي بخوف وقلق كأني شبح أمامها وارتجف صوتها وقد انفرجت عينيها ناحيتي بخوف
=بابا اسمه....
بتر باقي كلماتها بعدما تركت المال وجرت سريعاً ناحيه الصوت الذي أعرفه بشده ومازال يتردد في أذني بخوف وقد شهقت الصغيره ببكاء
=نسيييييم.
تشنج جسدي بصدمه وتوجت برأسي ناحيه الصوت....
يتبع»»»»»»»»»»❤️
19/20
19
"صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم💖"
قراءه طيبه...❤️
"يآسين"
إلتفت ناحيه الصوت وإذا ب "ليلي" تقف أمامي ، الا يُقال "القلوب عند بعضها" هذا ما ايقنته حين استيقظت وأنا أشعر بالسعاده إذا قلبي وقلبك يا ليله الحياه قد تلاقوا ، حينها أدركت بتلاقي الأرواح ، شعرت أن الأرض تهتز اسفلي بفرحه وقد سقط قلبي أسفلي وتصاعدت نبضاته ، أنها ليلي ، حبيبه القلب والعمر والسنوات ، وقفت متصنماً انظر ناحيتها بحنين وشوق جارف ، أقسمت أن الدماء قد فارت في أوردتي، وقفت اتطلع لكل أنش في وجهها بلهفه ، لقد أصبحت أجمل من زي قبل ، متورده ، رقيقه ، يشُع الحنان ويتدفق من كل جانب ، ولكن انطفأت لمعه عينيها ، بهتت إتبسامتها ، ست سنوات لم أراها أمامي ، أود أن أذهب إليها ثم اصفعها علي وجهها واخذها بين يدي لاعانقها عناق شوق ، عناق عتاب ، عناق حنين سنوات ، عناق أُذيب فيه كل العتاب والانكسار ليبقي فقط الحب والعشق ، عناق يُكسر عظامها ومفاصلها من شده شوقه..
أفقت من تأملها علي صوت الصغيره وهي تبكي وترتجف وتشير ناحيتي بخوف
=مامي هو دا ...هو دا اللي بشوفه في الكابوس بياخدني منك.
انفرجت عيني بصدمه وغرابه من أين رأتني الصغيره حتي اظهر في احلامها السييئه أشارت لها بالصعود بلهجه آمره
=يلا نطلع لتيتا.
ذهبت سريعاً ناحيتها وكل كل خطوه يرتجف جسدي ويأن قلبي شوقا ولهفه أوقفتها بتوتر
=ليلي.
اكملت طريقها وكادت أن تغلق الباب لولا قدمي التي وقفت حائلا بينها وبين إغلاق الباب قلت لها بتوتر
=ليلي استني.
حدجتني بنظرات قاسيه فلم اعبأ وسألتها وعيني صوب الصغيره التي تقف اقصي درجات الدرج سألتها ورجائي أن تكون إجابتها سلبيه
=ليلي أنت اتجوزتي.
ابتسمت بسخريه ، وقالت بصراخ حاد ونفور وهي تدفع الباب بوجههي
=انت مالك انت ... امشي من قدامي.
أوقفتها بعدما فتحت باب المنزل وسألتها بعتاب ولوم حزين
=ست سنين يا ليلي ...هان عليك العشره دي كلها...سؤال واحد وعاوز إجابته إتجوزتي ولا لا ومين البنت دي.
صرخت في وجههي بنفور وكرره يزداد في صوتها
=أيوا اتجوزت ...ودي بنتي ... بس للأسف أبوها طلع ندل زيك ...عن اذنك.
لم تحتاج لطاقه حتي تغلق الباب في وجههي بعدما انسابت اعصابي و أنا اقِف اتطلع لها بصدمه ، انتظرتها لست سنوات ، بينما هي تتزوج وتنشأ عائله ، وتنجب طفله وبكل جبروت وقسوه تطلق أسمها علي الاسم الذي تمنيته بيننا ، لا إنها ليست ليلي ، ليست هي التي تربت وترعرت بين يدي ، شعرت بوخز أليم في قلبي ..وصدي كلماتها يتردد في أذني بكل قسوه .. تحاملت علي نفسي وتقدمت للمنزل...
بجسد يهتز بعنف ، شعرت بالألم من كل جانب ، أُدمعت عيني بإستسلام ، فقد خارت كل قواي..صعدت للاعلي بخطي مترنحه ثم دخلت الطابق وجسدي يرتجف وأنا اكتم صرخه تشق ألما مبرحا داخلي ، وقفوا جميعا ينظرون ناحيتي بصدمه وهم يرون تصبب وجههي بالعرق وتحول حالي خلال دقائق ، لم أعد أتحمل فدفعت كل ما تقع عليه يدي وأنا أصرخ بإنهيار وهستيريا
=ليلي مستحيييل تعمل كدا....مستحيل.
حاول مصعب الاقتراب مني بقلق وخوف فدفعته بحده وظلتت اُكسر كل ما تجوب عيني ناحيته وبنحيب وبكاء وصدمه اعتلت كل أطرافي
=ليييه يا ليييلي لييييه..سنين مستنيكي ترجعي ...ليييييه حرام عليكي ليييييه.
أخرجت الهاتف وفتحته علي ثورتها التي لازمتني لسنوات وقلت بعتاب وبكاء حاد
=حراممم عليكِ مش كفااايه انتقام مش كفاااايه ليييه بتعملي فياا كدا....والله وقعت علي جدور رقبتي ...مش عاوزه انتقااام ... خدتيه اهووو اخدتيه بكسره ضهري وقلبي أخدتيه.
ثم القيته بحده للحائط فتقدم أبي وقال ببكاء علي حالي وهو يحاول أن يضع يده علي كتفي لتهدئتي
=مالك يابني أهدي.
صرخ مصعب في نواره بحده
=نووواره هاتي ماايه بسرعه.
انثنيت بتعب وقد تزايد حده الألم الذي أشعر به في قلبي وضعت يدي موضعه وقد تجعدت ملامحي بألم ومازلت عيني تمطر شلالات من الانكسار والحزن تأؤهت بحده وكانت آخر كلمات مصعب بعدما وقعت ولما أدرك أي شيئ حولي بعدها
=يااااسييييين.
💖✨💖✨💖
"ليلي"
صعدت سريعاً للاعلي وجلست علي الفراش اضع يدي علي قلبي بعدما تصاعدت ضرباته من رؤيته ، توتر وتشنج كل جسدي ، أعلن قلبي العصيان وخضع لاشتياقه وحنينه لرؤيته ، دققت في تفاصيل وجهه لقد شحب وجهه وتغير كثيراً عن زي قبل، أصبح ذابلا ويغلفه الحزن والألم ، أعلن قلبي رآيه الشوق والحنين والاستسلام ليلقي بوعوده لعقلي وتحذيراته عرض الحائط ، ثوانٍ أخري وكان سيلقي بنفسه بين يديه بكل عنف ، شعرت أني سأخضع لقلبي ومكره ولكني امسكت الهاتف سريعاً بحده وضغطت بعد الارقام آتاني الرد فأجبتها سريعاً برجفه
=دكتوره هاله أنا محتجاكي بسرعه.
شعرت بإرتجاف صوتي فقالت بتهدئه
=أنا معاكي اهو أهدي وافتحي ڤديو دلوقتي أشوفك.
توجهت ناحيه الحاسوب وقمت بفتحه سريعا والاتصال بها عبر أحد تطبيقات التواصل فوجدتها أمامي القيت الهاتف وأخذت أقبض علي خصلاتي بعنف وجسدي يرتجف بحده فقالت بهدوء
=ليلي حوشي إيدك من علي شعرك وأهدي كدا أنا معاكي.
لم أستطع تنفيذ كلماتها وحالتي تزاد عنفا فإقتربت من الكاميرا أكثر وهي تقول وتفعل ما تأمر به بهدوء
=خدي شهيق وزفير كدا وأهدي انا معاكِ أهو .
فعلت مثلما تفعل ولكن دون فائده قلت لها بخضوع وهستريا
=شفته ...شفته ...مش أنا مش عارفه ...قوليلي أعمل اي ..ح.
قطعت كلماتي الغير مرتبه وهي تحاول بث الطمأنينه لقلبي
=أهدي يا ليلي أهدي ...وقوليلي أي اللي حصل بالضبط ...كل حاجه وليها حل ...هنشوف حل بس أهدي.
تأوهت بالم حين انقطعت بعض الخصلات بيدي بعدما قبضت عليها بعنف فالقيت بها أرضا بعنف وأخذت شهيقا وقلت بصوت مرتجف وكلمات متقطعه
=كان بيتكلم مع بنتي ...شفته روحي اتردت فيا تاني ...قلبي أعلن عصيانه عليا ..كنت هترمي فحضنه واعاتبه وقوله رجعني ...حسيت إني محتجاه قووي ...بس أول ما لقيت نفسي هستسلم كلمتك... أنا مش عوزاه ومستحيل اسامحه شوفيلي حل...مش قادره.
تنهدت بألم وهي تحدجني بنظرات حزينه ثم قالت بلهجه آمره
=قولتلك هيأي نفسك قبل ما ترجعي...قومي حالتك بتزيد خدي مهدي بسرعه.
زدات ارتجافه جسدي وسقطت قطرات دماء من شفتي من كثره قضمي لها قالت بلهجه آمره وهي تلاحظ تدهور حالتي الصحيه
=قومي يا ليلي بسرعه ... وأنا عندي مؤتمر كمان يومين وهنزل مصر ...وتجيلي العياده.
قمت ببطء وأنا اتحامل علي حالي جلبت العقاقير وجلست أمامها فقالت وهي تنظر صوب الادويه
=بصي خدي ****** المهدئ و ****** مضاد الاكتئاب.
خضعت لها بالأخير وفعلت مثلما أمرت اخذت شهيقا وزفيرا بهدوء ففرت دمعه هاربه من جفني فمسحتها سريعاً وقلت ببحه
=عارفه إني اللي عملته دا غلط ....بس هو يستاهل ...هو السبب في كل اللي حصلي واللي بيحصلي دا.
تمالكت نفسي وضغطت علي شفتي وقبضت علي خصلاتي بعنف وقلت بقسوه
=لازم يحس باللي حسسهوني ... انا مش وحشه مش وحشه ...كنت عارفه إني هضعف ... أنا مكانش ينفع أرجع أنا همشي تاني.
ظلت تستمع لخرافتي حتي قاطعتني وقالت بتوجيهه وتوعيه
=المواجهه دي كان لازم تحصل يا ليلي...سواء بعد ست سنين او حتي عشرين سنه ...في بينكم رابط...نسيم بنتكوا مهما حصل مش بنتك وحدك ... أنا لحد دلوقتي بقولك طلعي بنتك من أي حاجه عاوزه تعمليها ...هي متستاهلش إنك تحطيها في انتقام زي دا.
ثم أكملت وهي تتدون بعض الملاحظات كما كانت تفعل دائما عندما كنت أذهب لها
=ليلي أنا هنزل مصر كمان يومين لازم اشوفك ...وانت اقفلي دلوقتي عشان الدوي هيبتدي يعمل مفعوله وهتنامي وأنا بكلمك.
اطلقت وزفيرا عليا وقلت برجاء
=دكتوره هاله.
نظرت لي بتشجيع فقلت وكانت تلك المره الاولي منذ سنوات اشعر بعاصفه هجواء تتضارب في قليي و بعدما جفي قلبي وأصبح أسيراً
=أنا عارفه إني غلط ...بس أنا بحب بنتي ..دي الوحيده اللي مجرحتش قلبي ...مقدرش اتخلي عنها...وهو ميتسهلناش. زي ما اتخلي عننا زمان ...بس أنا لما شفته قلبي وجعني قوي علي حالته ...رغم كل اللي عمله بس مكانته لسه زي ما هي رغم التراب اللي اترسب عليها من الركنه ...ارجوكي ارجعي أنا لازم أشوفك.
ابتسمت بهدوء وقالت بطمأنه وحنان
=حاضر يا ليلي هقابلك...خلي بالك من نفسك ومتخليش بنتك تشوفك بالحاله دي عشان متخافش منك ، ولما تحسي إن الحاله هترجعلك كلميني علطول.
أومت موافقه ثم أغلقت الحاسوب وجلست أردد بعص آيات القرآن بعدما شعرت بإنسياب اعصابي ، ثوان وسمعت خطوات خفيفه فالغرفه فتحت جفني فرأيت نسيم تقف بعيداً ومسافه تحتل بيننا وعينيها مغشيه بالدموع إعتدلت في جلستي وقلت بحنان
=تعالي يا حبيبتي...مالك.
هزرت رأسها رفضا فوقفت ببطء حاولت التقدم فتراجعت بخوف ، رفعت حاجبي بغرابه فقالت الصغيره بصوت أجهش
=أنا خايفه منك ، لما كنت بتزعقي كان شكلك وحش.
أغلقت عيني بتعب وقد شعرت بتثاقل رأسي فقلت لها وأنا أفسح الفراش ولم يصبح لدي قدره علي المجاهده
=متخافيش مني يا حبيبتي تعالي ...مش هعملك حاجه.
تقدمت ببطئ فإبتسمت لها بتشجيع فإرتمت بين يدي وقالت ببكاء
=متخوفنيش منك يا مامي.
عانقتها بحنين ودفنت رأسي في تجويف عنقها وقلت بخضوع
=حاضر يا حبيبتي ...تعالي ننام شويه.
القيت بجسدي علي الفراش وأسندت رأسها علي يدي وقلت وأنا انظر لها بشرود وخمول
=قوليلي عمو اللي تحت بتشوفيه فالكابوس إزاي.
إقتربت مني ألقت برأسها بين صدري وقالت بخوف وهي تشدد من العناق لتستمد مني الأمان
=بشوفه بياخدني منك وبيقولي أنت بتاعتي أنا بس ولو مامتك عوزاكي هتيجي هي كمان معاكي.
ضغطت علي وجههي بتعب وكانت آخر كلماتها والتي لم أشعر بأي شيئ بعدها وقد سقطت في بئر عميق من الاستسلام بعدما تضاربت نبضات قلبي بعنف
=مامي أوعي تسبيني ... أنا مش بحب حد غيرك.
💖💙💖💙💖
"يآسين"
فتحت جفني بتعب ورمشت بعيني عده مرات فوجدت نفسي في غرفتي بالمنزل نظرت حولي فرأيت تجمعهم بجانبي هتفت بهمس
=في أي.
أبتسم زيد وقال بمزاحو يضرب يدي بحده
=ياراجل خصيتنا عليك ، وأنا اللي افتكرتك هتموت وتريحنا.
نظر الجميع بصدمه وانفجروا فالضحك فقال مصعب بصدمه وذهول
=يخربيتك بتفول علي أخوك قدامه كدا يا بجاحتك.
همس مالك بسخط وهي يرمقه بنظرات شرسه ويدنو مني
=ياريت أنت ...اونكل هيفضل جمبي.
فرج زيد فمه من الصدمه وقال وهو يشير ناحيه نفسه
=أنا ...بعد أربع سنين بصرف عليك شيكولاته من جيبي....تصدق إنك زي أبوك تاكل وتنكر هقول اي.
دفعه مصعب وقال بحده مصطنعه
=يخربيت أبوه دا اللي انت مش سايبه فحاله وعمال تأكل في فروته...ياخي عندوا حق ياريت انت
إقترب أبي وأمسك يدي وقال بحنان وهو يربت بيده علي الاخري علي رأسي
=عامل اي يابني دلوقتي.
أدركت حينها ما حدث وبدأت تتجمع في عقلي خيوط مقابلتي بليلي فرت دمعه من يعني بألم وشعرت بوخز في قلبي تحاملت حتي اعتدل في جلستي ، ساعدني مصعب وأبي في الاعتدال فإقترب مالك مني وقال ببراءه طفوليه
=أونكل قوم بتبقي وحش لما بتبقي تعبان.
شردت حينها في الصغيره بحزن ، تمنيت لوهله لو تكون ابنتي ، فلم أكن اتمني من الله سوي قطعه تشبه ليلي وتكون نسخه مصغره منها ، هاهو قد تحقق مرادي ولكن ليست ابنتي بل إبنه آخر ، صدي كلماتها يتردد في عقلي بحده ، أفقت علي صوت مصعب حين هتف بإستفسار
=يآسين أي اللي حصل ...كنت نازل كويس ورجعت كدا.
قبضت علي يدي بعنف وضغط علي شفتي بنفاذ صبر ولكن تمالكت بالهدوء وقلت بجفاء
=ليلي رجعت.
خرجت شهقه غير مصدقه منهم فوقف أبي بحده وقال بتفاؤل
=طيب تعالي نروح نستسمحها.
رفعت عيني ناحيته وقلت بسخرية لاذعه
=نستسمح مين دي جايه ومعاها بنت ..ليلي اتجوزت واتطلقت.
فتح الجميع عينيه علي عقبيها من الدهشه فقال زيد بصدمه وعدم تصديق
=لا طبعا ليلي استحاله تعمل كدا.
بينما همس مصعب وهو يردد كلماتي ببتقطع
=بنت ..بنت مين.. إزاي.
بينما قالت نواره بدفاع قوي علي حديثي
=لا طبعا ليلي استحاله تتجوز.
صفقت لهم بسخريه وقلت بإستنكار
=الله أي الثقه اللي انتوا فيها دي ...بقول ليلي اتجوزت ورجعت ببنتها اللي ماشاء الله وصله لركبتها وتقوليلي استحاله ...دا البنت بتقولي ياعمو.
وقعوا جميعا بإستستلام وصدمه علي مقاعدهم فوقف أبي وقال بحزن وألم
=لا أكيد في حاجه غلط ...يعني سافرت ست سنين واتجوزت وراجعه ببنتها ...رجعت ليه طالما اتجوزت.
ضحكت بصدمه علي كلماته وقلت بغيظ
=والله ...تنفي نفسها بره بلدها عشان خاطر عيوننا يعني.
سألني مصعب بتشكك وهو يضيق بعينيه ناحيتي
=طب وجوزها فين.
صرخت في وجهه بحده وغيره نهشت قلبي حينما يُهيأ لمساتها لآخر غيري ، وقد صارت أحلامي وكوابيسي واقعاً أليما لي
=متقولش جوزها ...طليقها..لانها اتطلقت منه.
ضحك زيد بصراخ وقال وهو يصفق بيده
=يالهوي مش قادره ...مش قادره بجد.
نظر الجميع له بغرابه فأكمل وهو يحاول التماسك
=يعني اتجوزت وقلنا ماشي وخلفت وقلنا ماشي ... إنما تتطلق كمان اي هو دا... أي التخاريف دي.
إندفع التفائل في وجهه أبي مره أخري وقال بتشجيع
=خلاص نروح تطلبها تاني وتتجوزها يا يآسين.
ابتسمت بهدوء وتمنيت داخلي لو أستطيع أن افعل ذلك ولكني قلت بالاخير بعدما رأيت نظرات الكره والنفور من ناحيتي
=ليلي مش طيقاني ...مستحيل توافق علي حاجه زي دي... وأنا مستحيل أعمل كدا.
وبعد مناقشات ومناوشات انصرفوا جميعا والسرود والفضول يتأكلهم فجلس مصعب بجواري وقال بتساؤل
=غمزتلي ليه عشان اقعد.
ابتسمت بألم وقلت وقد حزمت قراري وسأقوم بتنفيذه
=انا هنقل شغلي علي اسنكدريه وهسافر استقر هناك..مستحيل اقعد هنا تاني
💖💙💖💙💖
"نوراه"
حاولت الاتصال بليلي مئات المرات بعدما استمعت لحديث يآسين بالاسفل لم أكن أعلم أن ليلي ستخطط بتلك الطريقه القاسيه ، تغاضينا جميعاً عن إخفائها لسر نسيم ، ولكنها وعدتنا أنها ستخبر يآسين بعد عودتها بقليل عن أبنته ...حل المساء فتناولت هاتفي لاتصل بها مره أخري فأتاني صوتها ناعساً
=ايوا يا نواره.
صرخت الصغيره بسعاده
=خالتو نوراه ...وحشتيني.
همست لها ليلي ببعض الكلمات لتذهب للخارج حتي يتسني لنا الحديث براحه ، صرخت في وجهها بحنق
=ليلي أي اللي هببتيه دا ...اتجوزتي أي انتِ اتجننتي عشان تقولي كدا.
زفرت بحنق وقالت بنفاذ صبر واستنكار
=امال عوزاني اعمل أي ارمي فحضنه واقوله خش فحضن نسيم يابو نسيم..وحشتنا ياراجل.
كبت ابتسامتي علي سخافتها ولكن لم ااستطع فخرجت ضحكتي وقلت بسخريه
=لا مش للدرجه يعني...يخربيتك ضحكتييني.
لم ألقي رد سوي صوت أنفاسها فقلت بحزن وعتاب
=ليلي مش قولتي أنا لما هرجع هظبط اموري وهقول ليآسين انها بنته وإنك هتخرجي بنتك من حساباتك...حرام عليكِ البنت ليها ست سنين لسانها اتبري بتسأل علي بابها.
ثم أكملت لها بحزن علي ماحدث ليآسين منذ ساعات
=يآسين اغمي عليه يا ليلي والدكتور قال دي بوادر ذبحه تانيه ...ونصحه إنه اللي بيعمله فنفسه دا هيودي حياته للقبر.
سمعت صوت تعالي انفساها ، ابتسمت بإنتصار فقد خطوت أول خطوه نحو استماته قلبها وإخراج الجانب الحاني منه ولكن محاولتي بأت بالفشل حين فاجئتني وهي تردد بقسوه
=نوراه يآسين ميخصنيش بأي حاجه...ولو هتكلميني وتجيبي سيره يآسين تاني يبقي منتكلمش أحسن.
وإسترسلت بجفاء وقد حلت الصدمه كالطير علي رأسي وأنا استمع لحديثها الذي ولاول مره أعلم به...
=مقعدتش ست سنين بتعالج عند دكتوره نفسيه وعايشه علي ادويه الاكتئاب والمهدئات عشان تقوليلي بكل سهوله عرفي يآسين ببنتك يا نوراه .
يتبع»»»»»»»»»»»»»»💔
20
"مصعب"
تملكني الالم والحزن علي حاله "يآسين" وما وصلت إليه الأمور فكلما تقدمنا خطوه تعقد الأمر لأكثر من عقده ، ولكن عندما يتعلق الأمر بتركنا والذهاب بعيداً فسيكون لي رأي آخر صرخت في وجهه بذهول
=بتقول أي انت ، تمشي وتسيبنا يا يآسين وعشان مين عشان ليلي اللي سابتك عشان كلمتين قلتهم وقت غضبك وراحت اتجوزت غيرك وخلفت.
فرك عينيه بنفاذ صبر وصاح في المقابل
=آمال عاوزني اعمل اي أروح اتجوز انا كمان وأجيب عي.
بترتت باقي كلماته بوجع فتقدمت منه وجلست بجواره وقلت بمواساه
=مالك وقفت ليه ...ربنا هيكرمك يا يآسين وهيرزقك الذريه اللي نفسك فيها.
تالمت نظراته وقال بوجع تحمله لسنوات
=ذريه أي يا مصعب بس... وحتي لو في أمل مستحيل أخلف من حد غير ليلي.
سألته بترقب وعيني تتفحص نظرات وجهه بتدقيق
=حسيت بأي لما شفتها بعد السنين دي كلها.
ابتسم بشرود وعشق ظهر في عينيه قبل حديثه
=حسيت إني طفل اتحرم من أمه سنين وبعدها قالوا مامتك رجعت.
نظر لعيني واكمل وقد لمعت عينيه بدموع الاشتياق
=ليلي بحس معاها احساس مش بعرف أحسه مع اي حد غيرها...عارف بحس بإني اب وأخ وزوج وأم وصاحب ...بحس إني خلاط مشاعر لما بس عيني تيجي فعنيها بغرق في مشاعري دي.
ابتسمت بسعاده علي كلماته المتنقاه بطريقه تثير المشاعر ، في تلك الحظه شعرت بما يكنه داخله من طوفان العواطف ، فذلك ما أشعر به مع نوارتي تمتمت بسعاده
=تعرف يا يآسين بغض النظر عن كل الإمتحانات اللي بنتحط فيها دي ... بس لما بنحب بنعرف نحب بكل جوارحنا.
أبتسم بحزن وقال وهو يعترض علي حديثي
=حب أي يا مصعب ... أنا قلبي اتخطي مع ليلي كل المشاعر دي....لو همووت نظره من عنيها تحييني.
عانقته بسعاده ودعوت بداخلي أن يلم الله شملهم من جديد ، فإذا كان هناك قلبان يعشق كل منهم الآخر بتلك المراحل فمن القسوه أن يفترقا ، بل يتوهه الافتراق والحزن والعتاب عن طريقهم ليتهني كل منهم بالآخر
❤️💙❤️💙❤️
"ليلي"
أبعدت الهاتف عن أذني بعدما تألمت طبله أذني من صراخها حاولت إخراسها وقلت بحده
=نواره أهدي براحه اي العاصفه اللي فتحتيها في وشي دي.
صرخت هي في المقابل بغيظ وسخط
=بقي دا حصل معاكي وانا معرفش... وبعدين إزاي يعني مش فاهمه.
تنهدت بتعب ونقاذ صبر ضغطت باناملي علي جفن عيني بقوه وقلت بهدوء
=عادي يا نواره حسيت إني تعبانه ومحتاجه دكتور فعملت كدا.
توترت أنفاسها وقالت سريعاً
=مصعب داخل الشقه اقفلي دلوقتي هكلمك الصبح.
علي الجانب الأخر.....
"نواره"
تصنعت اللعب في هاتفي بعدما سمعت صوت أقدام مصعب تقترب من باب الطابق وقد اصدرت المفاتيح هزهزه رنانه...
وقفت استقبله فتقدم للداخل بتعب فقلت بحنان
=مالك يا مصعب .
جلس علي الأريكة بإستسلام وهدوء وفرك وجهه بيديه وقال بحزن
=يآسين هينقل شغله علي اسكندريه وهيمشي.
شهقت بصدمه بعدما وضعت يدي علي فهمي فقلت بذهول
=مش للدرجه ليه.
أغلق عينيه واسند يده علي جبهته والتزم الصمت ، شعرت بالذنب علي إخفائي الحقيقه ، ولكن ليلي قد جعلتني أضع يدي علي المصحف الشريف حتي اُقسم بألا يعلم أحد ما يخصها، إقتربت منه وجلست علي طرف الأريكة وأمسكت يده ثم قبلتها بحنان ورتبت خصلاته المتبعثره وهمست
=كل حاجه ليها حل يا مصعب ...ومن رأي يآسين دي فرصه لي عشان يرجع ليلي لحضنه تاني...والله ليلي بتعشق يآسين أنا عارفه.
ثم همست برجاء وأنا أحاول أن أجد مخرج لما يحدث
=مصعب ينفع اروحلها بكره ...ليلي وحشتني قووي...ويمكن لو اتكلمت معاها اشوف حل.
فتح عينيه علي عقبيها وثواني حتي انتفض من مكانه واقترب مني وقال بتفاؤل
=تفتكري ممكن تحكيلك ...يعني تقولك اتجوزت إزاي وايه اللي حصل ... وبنتها دي خلفتها أمتي والكلام دا.
ابتسمت بتوتر حاولت مداره ارتباكي وقلت بحزن مصطنع
=بقا هتوافق تواديني عشان أبقي جاسوسه وأجبلكو أخبار ياسي مصعب.
ضحك عاليا ثم ضمني بين يديه وقال وهو يقرص وجنتي بعقله أصبعيه
=مش هتنفعي ياريت ...هتبقي جاسوسه فاشله.
كبت ضحكتي علي مشاكسه فاكمل هو بمزاح
=أنت ماسوره لما بتتفتح مش بتتسد مش بعيد تروحي تقوليلها بصي ليلي أنت وحشاني وكله تمام بس مصعب قالي كذا كذا كذا وتفضحيني.
انفلتت ضحكتي تعم المكان فقلت بحزم مصطنع
=بطل بواخه مش حلوه علي فكره.
اخرجني من بين يديه وقال وهو ينظر في عيني وبمعاكسه همس أمام وجهي بتأيد
=طبعا مش حلوه ...مش أحلي منك يا نواره حياتي.
شعرت بالخجل وحاولت القيام فدفعني ناحيته بعنف حتي سقط كلانا أرضا بعنف فصرخت في وجهه
=شايف شغل العيال بتاعك.
خىج مالك من الغرفه فنظر ناحيتنا بغيظ وقال بحده طفوليه
=أي شغل العيال اللي بتعملوه دا.
نظر كلانا لبعض بصدمه فهمس مصعب بأذني
=والله أنا قلت الواد دا تربيه زيد.
ثم اعتدل وإستند بجسده علي قدم الاريكه فتقدم مالك وألقي بنفسه بين يدي ربت علي خصلاته بحنان فقال الصغير بسعاده
=مامي.
ضحك مصعب بسخريه وقال وهو يقلده بحنق
=مامي ...ياقلب أمك أنت.
طوي يديه علي صدره وهمس بغيظ وهو يخرج طرف لسانه
=أيوا أنا قلب مامي...صح يا مامي.
نظر مصعب لي بتحذيز بينما حدجني مالك بترقب فإقتربت من مصعب وضممت يده وقبلت رأس الصغير ثم رأس مصعب بإرضاء وقلت بمهاوده
=انتوا الاتنين أحلي حاجه فحياتي.
نظر كلاهما لبعض بإنتصار ...فامسكه مصعب علي حين غره وألقي بجسده علي ركبتيه وظل يدغدغ به وضحكات الصغير تتعالي بسعاده .... وأنا أنظر لهم بعشق وعلي شفتي ابتسامه سعيده ، دعوت الله في داخلي أن يحفظهم الله لقلبي ، لتدوم سعادتنا للأبد....
❤️💕❤️💕❤️
"ليلي"
بعد مرور يومين....
استقيظت صباحاً وقمت بإرتداء ملابسي لاذهب لمقابله الطبيبه "هاله"
وقفت نسيم وقالت بعدم رضا وهي تعقد ذراعيها بضيق
=مامي خديني معاكي.
تنهدت بتعب فأجاستها علي طرف الفراش وقلت بمهاوده
=حبيبتي المشواار اللي ريحاه دا وحش عليكي ...عشان خاطري اقعدي مع تيتا وأنا مش هتأخر عليكِ خالص.
ثم قبلت يدها ورأسها بإرضاء فإبتسمت الصغيره علي مضض ثم قالت بتحذير وهي تشير بسبباتها ناحيتي
=بس لو اتأخرتي هزعل منك قوي.
قضمت اصبعها بلهفه فصرخت ضاحكه قلت وانا أدغدها بحنان
=كبرنا وبقينا نرفع صابعنا في عين مامي يا نيمو.
صدح صوت رنين هاتفي بإسم الطبيبه "هاله"
اجبتها سريعاً وقلت وأنا أهم بالخروج
=السلام عليكم يا دكتوره هاله...اهو هنزل علي كدا وهجيلك.
اغلقت معها قتبدمت ناحيتي امي وقبلت رأسها برضا وقلت وأنا أجلس نسيم بجوارها
=ماما نسيم خدي بالك منها أنا ساعتين وهاجي علطول.
أومت موافقه دون تعقيب فعقدت حاجبي وجلست جوارها ثم امسكت يدها وقلت بتساؤل غريب
=مالك يا امي.
ابتسمت بهدوء ومسدت علي قدمي وهتفت بتنهيده
=مفيش يابنتي قلقانه علي اخوكي بس مرنش من ساعه ما سافر غير مرتين...روحي شوفي حالك عشان متتأخريش ومتخافيش عليها.
نظرت لنسيم التي تتابع حديثنا بهدوء فقلت لها بتوجيه
=نيمو متتعبيش تيتا معاكي...ومتخافيش يا ماما هو بس ضغط الشغل عليهم حبوا يفضوا نفسهم من كل حاجه.
❤️💕❤️💕❤️
"مصعب"
توجهت ناحيه نواره التي تعد لنا وجبه الغداء ، تسحبت ناحيتها ببطء وفي يدي بالون ودبوس .. تقدمت بخوف وبجوار أذنها فرغتها لتصرخ بشهقه وارتجف جسدها بخوف ، وقعت أرضاً وصدع صوت ضحكاتي يعم أرجاء المكان..هبطت تضربني بشده في كل جسدي وهي تردد بغيظ وخوف
=حرام عليك وقفت قلبي.
امسكت يدها وقلت بهيام وعيني تجوب معالم وجهها بعشق
=سلامه قلبك ياروح القلب.
حدجتني بنظرات غيظ وقامت وهي تقول بحنق
=روح القلب أي دا انت مكنتش هتخلي فيا روح اصلا.
ضحكت بصخب وقلت وأنا أتناول بعض من وجبه "البطاطس" بمشاكسه
=تاخدي روحي فداكي يا جميل.
احمرت وجنتها من الخجل فسحبت الطبق من بين يدي وقالت بتحذير
=أنا هاخد روحك فعلا لو قربت علي الأكل من قبل ما اخلص.
لم اتمالك نفسي وانخرطت في الضحك ثم قلت بجديه
=هتروحي لليلي انهارده زي ما قولتي.
تركت ما بيدها والتفتت ناحيتي بتفكير
=ممكن بليل مثلا ولا اي.
اجبتها بعدم اهتمام وانا ارفع منكبي بتعاقب
=زي ما تحبي براحتك.
ثم سألتها بفضول
=ازاي اصلا ليلي مكلمتكيش خلال السنين دي معروف انكم صحاب من وانتوا اطفال.
قاطع حديثنا رنين الهاتف فأشارت لها ثم خرجت للخارج...
❤️💕❤️💕
"ليلي"
جلست أمام الطبيبه "هاله" والتي كانت تنظر لي بترقب لاقطع الصمت الذي ظل لدقائق فركت وجههي وقلت بنبره ثابته أخفي بين طياتها الحزن والألم
=أنا تعبانه قوووي قوووي.
ظلت علي صمتها ولم تعقب بينما فهمت ما تريد أن اتحدث به زفرت بتعب وقلت بندم
=أيوا أنا عارفه إني غلطانه لما حرمت بنتي من باباها وهي ملهاش ذنب وكل الكلام دا ... بس أنا كنت خايفه قووي لما قررت احكيله.
سألتني بعد صمت
=خايفه من أي.
أرجعت رأسي للخلف واغمضت عيني وقلت وقلبي يتمزق من الداخل
=نسيم رابط بينا ولو عرف بيها هيخليني أرجع لعصمته ... وانا خايفه يآسين يتخلي عني تاني.
فتحت عيني ونظرت لها وقد اُغشيت عيني بدموع الخوف
=ولو اتخلي عني للمره التانيه هيبقي مفيش ليلي تاني.
سألتني مره أخري بترقب وسهوله
=وليه بتفكري فالشر مفكرتيش ليه إنه فضل سنين مستنيكي ومفكرش يدخل حياته حد من بعدك ...ليه ظنك كان وحش.
شعرت بالحنق من دفاعها وقلت بحده
=لا وأنا كمان هجرب تاني اذا كان هيتخلي عني ولا مش هيتخ....
قاطعتني بتساؤل آخر زاد من نبضات قلبي ، وقد تخبطت الأفكار في عقلي
=ليلي أنت لسه بتحبي يآسين بس بتكابري .
اذدرء لعابي بألم ولم أعقب علي سؤالها فقالت بحنان بعدما تقدمت لتجلس أمامي
=أبكي يا ليلي ... أبكي يمكن قلبك يحن.
ضحكت بسخريه وإستنكار هاتفه
=مبكتش ست سنين وأنا بعيد عنه هبكي بعد ما رجعت يا دكتوره.
ابتسمت وقالت بتأيد
=وأي فيها ... سألتك سؤال وانكارك لي وعدم ردك عليه دا معناه إن قلبك عندوا اجابه غير اللي عقلك ولسانك عاوزك تقوليهم.
تنهدت بحده وهي تتفحصني بنظراتها فقلت بتهرب
=أيوا أنا مستحيل اكره يآسين عشان هو زي الدم فجسمي ...بس للاسف الدم مش هو الوحيد اللي فسجمي هيخليني اعيش...الحب مش كل حاجه يا دكتور لو الحب من غير ثقه من غير أمان من غير موده ورحمه يبقي صفر علي الشمال.
أجابت بعدم اهتمام وهي تتفرس ملامحي لتستخلص مني صدق الحديث
=بس من غير الدم دا مش هنعيش يا ليلي.
إقتربت منها وقلت بثبات وحده
=أيوا عاوزه اي يعني من الاخر.
أجابت ببساطه وهدوء
=أنا مش عاوزه حاجه يا ليلي أنت اللي متعصبه وخلاص...ولغه جسمك يتقول أن كل كلمه قولتيها كدب.
ثم ضحكت وقالت بمشاكسه
=يوم ما تحبي تضحكي ...متضحكيش علي طبيب نفسي ...عشان أكتر واحد بيعرف يعري الانسان ويشوف كل اللي جواه.
ثم أكملت وهي تدون بعض المعلومات كعادتها
=كلامك كله كدب وإلا مكنتيش قاعده قدامي بتتعالجي من حبك ليكي ست سنين.
اخذت اهزهز قدمي بتعاقب وقد شابكت أصبعي في بعضهم البعض وألفلف أصبعي الابهامين بتعاقب وأغلقت عيني وقلت بوجع وصوت اجهش
=يآسين هو اللي مربيني ...من ساعت ما وعيت علي الدنيا معرفش غيره في حياتي ... وعشان كدا صدمتي فيه كانت صعب قوي... وعشان كدا لما قسيت قسيت بقدر حبي لي.
ثم نظرت لها وقد فرت دمعه مكتومه من عيني
=شوفتي حبيته قد اي.
وقفت بعدما وأنا اهم بالذهاب بعدما أمسكت حقيبتي
=وعشان كدا لو اتقلبت الدنيا مستحيل أديلوا نفس ثقه أول مره تاني ...ولا حتي أحس معاك بنفس الامان اللي كنت بحسه معاه زمان.
ثم رفعت منكبي وقلت بخذلان وانا امط شفتي
=وعشان كده مستحيل اقوله علي بنته وفالاخر يحرمني منها أو إني اتجبر عليه تاني وسعاتها هبقي عايشه معاه وانا زي الخايفه.
مددت يدي وقلت لها بتوديع
=لو احتجتك هكلمك.
وقفت ومدت يدها وقالت بهدوء وحزن
=بس اعرفي إنك انت اللي خسرانه يا ليلي ...انت اكتر واحده هتخسري فاللي بتعمليه....وبنتك بقيت واعيه ولو عرفت إنك السبب فحرمانها من باباها لسنين هتتمرد عليكي...وحطي كلامي حلقه في ودنك...والحقي نفسك قبل ما العاصفه تيجي.
خرجتُ من عندها وأنا أشعر بالتخبط والضياع... كلماتها تتردد في أُذني بحده ، وكأنها تنبهني من القادم ، لن استطيع أن أفعلها ، كيف لي أن أذهب له واقول له خذ طفلتنا التي قمت بتربيتها بمفردي لست سنوات ، أشعر بالخوف ، تلك المره الأولي التي أشعر فيها بعدم الأمان والراحة ، وكأن حجراً يضرب قلبي بحده ، ويعتصر ثناياه ، وان علم بالتأكيد سيهيج وسيأخذها مني ، ولما لا فكما حرمته من ابوته لست سنوات سيحرمني من وجودها في حياتي باقي العمر ، لا لن أفعلها ولو طُبقت الأرض علي السماء ، سأخذ أمي وسأذهب بعيداً مره أخري وكان شيئ لم يكن ، شعرت بإنسياب أعصاب جسدي وفجأه ضربت نغزه قلبي فأوقفت السياره التي أصدرت احتكاك عالي بالارضيه اسفلها ، وضعت يدي علي قلبي بألم ، نظرا حولي فلم أجد أحداً ، وكانت تلك المره الأولي منذ سنوات ابكي بها ، بكيت ، بكيت بكل ما تحملته من الم وكسره ، بكيت فبكي قلبي وبكي عقلي وعيني وكل أعضائي صرخت وأنا أضرب المقود بقبضتي
=يااارب ...يااارب ...تعبت ياااارب ...والله تعبت.
أخذت أبكي وأبكي ، بإنهيار وكأن جسدي أعلن الاستسلام ، اعلنت غدتي الدمعيه إنهيارها بعد صبر وكتمان طال لسنوات ، حاولت التوقف ولكن دون جدوي ، قمت بتشغيل السياره مره أخري وقد عزمت أمري علي الذهاب فقد خارجت قواي علي التحمل أكثر من ذلك.
❤️💕❤️💕❤️
"يآسين"
وضعت كل حقائبي في السياره وتوجهت ناحيه بيت ليلي بعدما اتاني إتصال لم اتوقعه من والدتها والتي لم تحادثني منذ ذهاب ليلي وكانت تعاملني بجفاء وعتاب ، دوت كلماتها الحزينه وهي تأمرني
"يآسين ...تعالي مستنياك في البيت ...هتلاقيني في المجلس تحت"
تقدمت بخطوات مندهشه فوجدتها تقف أمامي وهي تعقد ذراعيها وأشارت براسها للداخل فقلت بعدم فهم
=في أي يا أمي.
توجهت للداخل بدون حديث فدخلت ورائها ، وجدت نسيم تنام علي الاريكه بإستسلام وخصلاتها تتمرد خلفها قالت بهدوء
=يآسين يابني أنا يمكن شايله منك وزعلانه وكل حاجه ...بس دا مالوش علاقه بحقك.
عقدت حاجبي بعدم فهم فقالت برجاء
=خليك عارف إن بنتي كل اللي عملته دا من حبها فيك وأنها اتخذلت منك و عانت من حبك فإتصرفت بأنانيه شويتين.
حركت رأسي بغرابه وقلت بغباء
=قصدك أي مش فاهم.
اشاره ناحيه نسيم وقالت بعاطفه جده
=أقعد جمب بنتك يابني...نسيم بنتك من ست سنين...ليلي خبيتها عنك وعني وعن كل الناس.
💕💕💕
"ليلي"
وقفت جانبا بالسياره ونظرت للفراغ بشرود وتعب ، هبطت
ببطئ من السياره وتقدمت للداخل بوهن ... فسمعت اصوات بالطابق الأرضي فتقدمت للداخل وانا اشعر بالفضول والغرابه ...تجمد الدم بداخلي وقد تشنج جسدي بحده وذهول وأنا أري يآسين مجسي أمام نسيم النائمه وعينيه يفيض منها الدمع بغذاره ، ويده تتلمس جسدها بلهفه ورأسه التي دفنها بين خصلاتها وقد تعالى صوت شهقاته بحده .....
يتبع»»»»»»»»»»»»»❤️
لتكمله باقى
تعليقات
إرسال تعليق