الحبل السري
الفصل الاول والتاني
كانت تجهز نفسها داخل غرفتها بحماس تشاهد نفسها في المرآة راضية عن مظهرها قبل أن تستدير هاتفة بحماس.
أميمة/ايه رأيك يا ماما، كدة تمام والا في حاجة تانية محتاجة تزبيط؟
كانت شاردة فيها شاعرة بتوتر وحسرة وقلق من الاقدام على هذه الخطوة التي لم تحسب لها حسابا بعد، شعرت ابنتها بمشاعرها المتناقضة فأمسكت بكفيها هامسة بصوت خفيض لا يخفي الحزن والألم على قلب الأم خاصتها.
أميمة/لو حضرتك مش موافقة أنا لا يمكن أتجوز.
إحتارت مجددا في أمرها ولم تجد أخيرا إلا مصارحة ابنتها بمخاوفها العديدة.
عفاف/حبيبتي ياأميمة إنتي مهما كبرتي هتفضلي صغيرة في نظري فما بالك وانتي لسة صغيرة فعلا، ياماما يا حبيبتي انتي لسة مخلصتيش دراستك لسة تسعتاشر سنة و لسة مش فاهمة حاجة في الدنيا، حماتك بينها صعبة وانا خايفة عليكي ،أنا مرعوبة ليحصلك نفس الي حصلي، والي قالقني زيادة إنك مش عايزة تعرفي منعم على باباكي.
اقتربت خطوة من ابنتها التي عضت شفتها خجلا لتربت على شعرها هامسة بحنو.
عفاف/أميمة ده باباكي، والي بينو وبينو انتي وأخوكي ملكمش دعوة بيه، إحنا إطلقنا عشان التفاهم بينا كان مستحيل فإخترنا الفراق على إنو انعيشكو في نكد، وانتي عارفة انو مقصرش ولولا انو بيحبكو كنت اتبهدلت في المحاكم أول ماطبقتي تمانتاشر سنة، أنا متأكدة انو مش هيخرجني من البيت حتى بعد ماأحمد يبقى في السن القانوني وده قريب أوي، علشان كدة أنا خايفة، مقدرش أعيش بعيد عنك انتي وأخوكي أنا حساكو صغيرين، و مقدرش كمان امنعك تجوزي أو أمنع أخوكي انو يعيش مع باباه ، آسر محتاج باباه في سنو ده أكتر مني وانا مقدرش أكون أنانية معاه ومعاكي، في نفس الوقت فكرة اننا انبطل نعيش مع بعض انتي تروحي لبيت جوزك واسر يروح عند باباه وانا أفضل وحيدة وارجع بيت ابويا زي ما خرجت منو يوم جوازي فاضية وبطولي كإني معنديش حد بترعبني ياأميمة.
رقت أميمة كثيرا لحال والدتها وتمتمت بشفقة وتشجيع.
أميمة/إتجوزي ياماما، مش هطلب منك ترجعي لبابا علشان انا عارفة انو مستحيل بالنسبالكو انتو الاتنين، لاكن من قلبي أقلك إتجوزي وعيشي حياتك، ياماما انتي لسة صغيرة أوي على إنك تعيشي من غير راجل يحميكي.
ألجمت المفاجأة لسانها فأكدت أميمة بإصرار.
أميمة/مش هروح بيت جوزي مطمنة إلا لما أتأكد انك مع راجل مقدرك، وأوعدك إني أعرف منعم على بابا واول مايروح بيتهم هتصل بي بابا على طول.
**********************
التقت عيناهما في نظرة بدايتها خاطفة قبل أن تلجم من وسامته الطاغية بالنسبة لذوقها الشرقي في معنى الوسامة الرجولية بينما ألجم هو بسبب عقدته القديمة والتي أحيتها حماته المستقبلية والتي لم يكن يظنها بهذا الجمال، عقدته الخفية في الضعف المخزي الذي ينتابه أمام أي سيدة تكبره سنا شرط أن لا تكون من النوع المحتشم والمتزمت وهذا مالم يتوقعه في حماته المستقبلية حيث كانت رغبته في التخلص من تلك العقدة هي من دفعت به لتفكير في الزواج بفتاة تصغره بثمانية أعوام ،مد يده لمصافحتها دون الانتباه لهتاف أميمة المتحمس بينما كان شقيقها آسر يراقب تعارفهما بإنتباه خوفا من ردة فعل رافضة من والدته قد تحرجه أمام ضيفه.
منعم/أنشنتيه ياهانم، أنا عبدالمنعم محفوظ معيد في قسم لغة فرنسية في جامعة .......، تشرفت بمعرفتك.
مدت كفها نحوه فصعقت من لمسته الناعمة التي كان يقصدها تماما مما أعجزها عن الرد.....
الحبل السري.....
الفصل الثاني...............
عم الهدوء أربعتهم فتنحنح منعم ليبدأ الحديث بدبلوماسية محاولا التحديق في أميمة لولا خيانة حدقتيه له لتجول على ملامح عفاف الجذابة الرقيقة.
منعم/أنا يشرفني وايعلي مقامي ياجماعة اني أطلب إيد الانسة أميمة على سنة الله ورسوله، طبعا الانسة أميمة عارفة انو والدي ووالدتي متوفيين الله يرحمهم علشان كدة لو تكرمتو عليا بالموافقة هستأذنكو في إني أجيب خالي وعمي وعمتي علشان نطلبها رسمي.
إزدردت ريقها بإرتجاف تجهل سببه قبل أن تهمس مندفعة لتفاجئ نفسها وأبنها وابنتها برأيها المتسرع فضيق آسر يراقب انفعالات والدته لعله يفهم سببا لإندفاعها.
عفاف/طبعا تآنسو واتشرفو أنا مش هلاقي لبنتي عريس أحسن منك.
ساد الصمت مجددا مفاجأة من أميمة واسر بينما تناول منعم كأس العصير وهو يبتسم لها ابتسامة ساحرة توترت بسببها لتستقيم فورا على عجل.
عفاف/أنا هعملكو قهوة.
أجابها بصوت ثخين بثقة.
منعم/وسط لو سمحتي.
************************
يوم الزفاف.....
ترتدي فستانا فخما من الحرير الطبيعي والدانتيل المخرم بالؤلؤ لتتألق بروعة فاجأت الكثيرين وأثارت حولها أقاويل عديدة بين النساء المدعوات لزفاف لتبدأ التمتمات حولها من إحداهن.
//بصي يا ريهام مشيتها وبصتها علينا ازاي، دي واثقة في نفسها أكتر من الازم.
//سيبك منها مطلقة وهتجوز بنتها جوازة هنا مش لاقيينها احنا لبناتنا الي لسة مستحملين قرف ابهاتهم علشان نطمن عليهم، جتنا نيلة في حظنا الهباب.
خمست المرأة في وجهها بينما أبرمت الأخرى فمها بإمتعاض مضحك وهي تراقب خطوات عفاف بنظرات ملئها الغل والحسد حتى اصدمت الأخيرة بإحدى نادلات الزفاف حتى كادت أن تقع لاكنها تماسكت بمساعدة النادلة التي إعتذرت بشدة قبل أن تهمس لها في أذنها بما أجفلها.
***********************
حاولت التخفي جيدا لتتسلل بعيدا عن نظرات ابنها وطليقها المراقبة وبعيدا عن عيون صديقات العروس اللواتي يرابطن أمام غرفتها لتصعد لسطح الفندق سرا ،وماأن دخلت حتى شعرت بكماشتين بشرييتين تطبقان على خصرها وتدفعانها نحو الحائط لتجفل بفزع قبل أن تستوعب وسامته التي تربكها فتمتمت برعب.
عفاف/في ايه يا منعم انت باعتلي ليه وبتعمل كدة ليه هو في حد قالك حاجة وحشة عننا.
تمتم أمام شفتيها بفحيح وقد اضطربت ملامحه وكأنه قد تحول لشخص يناقض الشاب المهذب المثقف الذي تقدم لخطبة ابنتها.
منعم/اه قالولي، قالولي عنك انك تجنني، انك أحلى ست شفتها فحياتي.
ابرقت عيناها بصدمة وهي تستكين بين ذراعيه ليتعمد الالتصاق بها وهو يلهث من فرط أحاسيسه الثائرة وهو يراقب تفاصيلها بهوس.
منعم/قالولي اني عايزك انتي وهموت عليكي، عايزك ياعفاف لدرجة مش قادر أعملها واتجوز بنتك، أنا بحبك انتي وعايزك انتي وهتكوني كدابة لو قلتيلي انك ملاحظتيش ده في مدة خطوبتي على بنتك.
ظلت على حالها من الجمود والصدمة فمالت حدقتيه المتوترتان نحو شفتيها المصبوغين بلون أحمر قاني فلم يتمالك نفسه قبل أن يمتلكهما بقبلة جنونية أنهكت قواه العقلية حتى نالها.
**************************
خرجت العروس أميمة من غرفتها المخصصة نحو مدخل القاعة فاستقبلها والدها بفرح ورحابة ليطبع قبلة دافئة لجبينها قبل أن يتمتم لها بسعادة بينما دموعه التمعت في عينيه.
رؤوف/حبيبة قلبي قمر من لما كنتي قد الكتكوتة، قولي لي ياحبيبتي انتي مبسوطة؟؟
ابتسمت له بصدق لاكنها سرعان ماقاطعت حنان والدها بسؤالها عن والدتها وهي تبحث عنها في الأنحاء موضحة دون قصد بأنها ابنة أمها بشدة.
أميمة/ماما فين يا بابا عايزاها معايا في الزفة.
كاد أن يخبرها بأنه موجود ولا يمكن أن يتركها لولا صوتها الأنثوي المألوف.
عفاف/أنا هنا ياروح ماما ،يالله تجهزي ياقمري عشان الزفة. عرض أقل

تعليقات
إرسال تعليق