سكريبت ذنب بلا ذنب كامل
- أدهم ..أدهم يلا قوم
= بنعاس : فيه إيه ؟
- يلا صلاة الفجر
= طب شدني مش قادر أقوم
- بضحك : يلا
'' شديته وقومته وقولتله ..''
- بسرعة إتوضي يلا
= إنت إتوضيت ؟
- أيوة
'' دخل الحمام إتوضي وخرج وبعدين لِبس وروحنا صلينا الفجر في المسجد ..بعد الصلاة خرجنا وإتمشينا شوية في الشارع ، فاقولتله ..''
- ماتيجي نروح نشوف عربية فول ولا حاجة ونفطر
= يلا جدا
'' وفضلنا نمشي في حالنا يمكن يقابلنا عربية فول أو أي مطعم فاتح ، لحد ماقال أدهم ..''
= خاطر !
- نعم
= إنت مبسوط ؟
- بإستغراب : قصدك إيه بمبسوط ؟
= مبسوط بالحال اللي وصلناله ؟ إحنا بقينا بنصلي ياخاطر
- بإبتسامة : ويارب نفضل دايما بنصلي ، ربنا مايحرمنا أبدا من حلاوة الصلاة ..قول آمين
= آمين ..أنا كمان مبسوط أوي ، اللي زينا بقوا بيصلوا ياخاطر وعرفوا ربنا ..مبسوط أوي بتوبتنا ، وإننا لحقنا نفسنا قبل ماشريط العُمر يتسحب من تحت رجلينا ، أتمني ربنا يكون قِبل توبتنا
- إن شاء الله هيقبل توبتنا ..الرسول صلي الله عليه وسلم قال '' إِنّ اللّهَ يَقبلُ تَوبةَ العَبدِ مَالمْ يُغرغِر ..'' ، يعني ربنا بيقبل توبة العاصي طول حياته لحد مايقبض ملك الموت روحه والروح تبقي عند الحلقوم وقتها التوبة مش هتبقي مقبولة ، ودا من كرم الله إنه مدينا فرصة للنجاة لحد ماروحك تبقي طالعة من الحلقوم ، والحمد لله توبنا وإحنا لسة فينا الروح
'' بصلي وهو مبتسم ..''
= بتبصلي كدة ليه ؟
- بإبتسامة : بقينا نحفظ كلام النبي ونفهمه ونستشهد بيه
= بإبتسامة : ...
'' لو حد كان قالي من سنتين إني هبقي الشخص اللي عليه دلوقتي اللي بيصلي ومابيسيبش فرض وبيحفظ قرآن وبيحفظ كلام النبي كنت هضحك عليه وهاعتبره مجنون ..أنا وأدهم كنا في الغريق ، كنا في قاع الدنيا ..غرقانين في بحر من الذنوب ، كنا بنعمل حاجات لو حد عرفها عننا دلوقتي بعد ماتوبنا عمره ماهيصدق إننا كنا بنعمل الحاجات دي ، بس الحمد لله إن ربنا مَنْ علينا بالتوبة ..أنا وأدهم خرجيين حقوق وكل واحد فينا له مكتب محاماه ، أدهم كان زيادة عني في إنه كان دكتور في الجامعة ..من سنتين جالي أدهم المكتب وكان بيكلمني عن قضية جاتله ، أب جاي يوكل أدهم محامي لإبنه ، إبنه دا كان سكران وخبط بعربيته واحد ومات والناس وقتها جابوا البوليس وإتحبس إبنه ، وهو طبعاً عايز يطلع إبنه بأي تمن ..لما إتطلعنا علي أوراق القضية عرفنا إنها لابساه لابساه ..فيه شهود عالحادثة ، سايق وهو سكران ..كل حاجة ضده ، كنا بنحاول سوا ندور علي مخرج بس طبعاً مافيش ..وفي الآخر إستقرينا إن أدهم يتنازل عن القضية ، وقبل مايكلمه أدهم ويقوله إنه بيعتذر عن القضية ، الراجل فاجئه وكلمه وقاله إن أبو الشاب اللي مات إتنازل عن القضية ، أدهم لما قالي كدة كنت مصدوم ، إزاي واحد يتنازل عن حق إبنه بالسهولة دي ؟ وإيه سبب تنازله ؟ كنت حاسس إن فيه حاجة غلط ..ومعرفش ليه كان عندي فضول جدا أقابل الراجل دا وأعرف سبب تنازله ، وفعلاً ..دورت علي عنوانه وروحتله أنا وأدهم ..وكإن ربنا هو اللي كان بيمهدلنا الطريق عشان نوصل للراجل دا ، روحنا المكان اللي عايش فيه وسألنا عليه قالولنا إنه في المسجد دلوقتي وبيصلي بالناس العصر ..هو إمام المسجد ، عرفونا مكان المسجد ووقفنا قدامه ماتحركناش ، أنا فاكر كل حاجة حصلت ، وقتها أدهم سألني ..''
= هندخل ولا إيه ؟
- نستني طيب لحد مايخلصوا صلاة
'' قعدنا ساكتين شوية ، وسألني تاني أدهم ..''
= إحنا ليه مابنصليش ؟
- بسخرية : اللي زينا إحنا يصلي ..دي تبقي نكتة
= عندك حق ، بس دي مش حاجة نتباهي بيها ياخاطر
'' بصيتله وأنا مستغرب ..''
= بتبصلي كدة ليه ؟
- مستغربك ومستغرب كلامك
'' قبل مايرد كانت الصلاة خلصت ، دخلنا المسجد وبسهولة عرفنا الإمام ، روحنا قعدنا جمبه وعرّفناه بنفسنا وإزاي عِرفناه والكلام دا كله ، كان راجل بشوش وشكله طيب ، وسألناه عن سبب تنازله عن القضية ..''
- هي القضية يعني هترجعلي إبني ؟
= خاطر : هترجعْلَك حقه
- وهو إيه حقه ؟
= إن اللي كان سبب في موته يتعدم أو ياخد مؤبد
- وإنت فاكر لو إتعدم أو خد مؤبد هرتاح ؟
= بس دا مش سبب قوي إن حضرتك تتنازل عن حق إبنك ، علي الأقل كنت خُد فلوس أو تعويض من أهل الجاني
- آخد أجر في موت إبني ؟
= ياحاج حسين دا مش أجر ، دي دية ..وحقك تطلب اللي إنت عايزه عشان تسامح
فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ '' ، أنا فوضت أمري لله وإستعوضت ربنا في إبني ، كان شاب صالح ..بار بينا ، تقي ..نقي ، قلبه زي البفتة البيضة ، أحسبه عند الله من الشهداء ، وأتمني يكون مات وهو راضي عني أنا ووالدته ، أنا مش لازمني قضية ولاهترجعلي حاجة ولا أي حاجة في الدنيا هتعوضني عن إبني ، ونار فراقه مش هتهدي أبداً لما أسجن اللي قتله ..ربنا
يهديه ويرجعه لرُشده ويخليه لأبوه
'' ماحدش فينا كان عارف يقوله إيه ، خرج أدهم من دوامة السكوت اللي ماطلعش منها غير دلوقتي وقاله ..''
= إنت إزاي راضي وصابر كدة ، وبتتكلم بالهدوء دا ، اللي مات دا إبنك !
- بإبتسامة : اللي مات أحب الناس ليا وأغلاهم ..بس مايغلاش علي اللي خلقه ، أنا مؤمن بربنا جداً ..لأبعد درجة إنت ممكن تتخيلها ، أنا راضي وصابر وربنا هيعوضني عنه وعن شبابه بإذن الله ، ودا بس اللي أنا محتاجه
= ...
- إبقوا إدعولي في صلاتكوا وإدعوا لمحمد إبني معاكوا ..قولوا ربنا يلحقك بالشهداء والصدقيين والنبيين يامحمد ياإبن الحاج حسين
'' شوفتها في عين أدهم ! ، شوفت رده علي الشيخ في عنيه وعلامات الحزن اللي ظهرت علي وشه ..'' هو إحنا اللي زينا له صلاة ولا دعاء مستجاب '' ..قالها أدهم جواه ، وقومنا مشينا وسيبنا الشيخ ، كنا ساكتين طول الطريق ..كل واحد فينا شارِد ، شوية ونسيت كل حاجة وكل الكلام والحاج حسين نفسه ، لكن أدهم لأ ..أدهم كان مُهتم يعرف دينه أكتر وكان بيروح للحاج حسين كتير ويقعد معاه ويتعلم منه ..بِعد عن ذنوبه بشكل كبير ، وعني أنا كمان ، ولإني من صُغري مافارقتش أدهم فاكان صعب أعيش الحياة أو أكمل في أي حاجة من غير أدهم ، عشان كدة أنا اللي بقيت أجري وراه ..إنجرفت في الطريق دا عشان أدهم مش عشان حاجة تانية ، لحد ماقلبي جابني ..
أنا وأدهم توأم ، طول عمرنا مع بعض في أي حاجة وكل حاجة ..مافارقناش بعض حتي في النومة ، قاعدين في أوضة واحدة ..تقريباً مالناش صحاب وعمرنا ماسعينا إننا ندور ..كل واحد فينا كان مكفّي التاني ، أبونا وأمُنا بُعاد عننا جدا ..مايعرفوش عننا أي حاجة ، حتي التربية اللي ربوهالنا مالهاش لازمة ..أعتقد إن هما ماربوناش أصلاً ، إحنا اللي ربينا نفسنا بنفسنا ..أي نعم عملنا ذنوب كتير وكبيرة لحد دلوقتي أهلنا مايعرفوهاش ، لكن في النهاية رجعنا وقدرنا نربي نفسنا من أول وجديد ..
قابلنا عربية فول في طريقنا ..قعدنا علي ترابيزة وطلبنا الفطار ، وإتكلمنا ..''
- خاطر : عامل إيه مع حبيبة ؟
= أدهم بإبتسامة : الحمد لله
- بإبتسامة : مبسوط ؟
= جدا جدا
- ربنا يفرح قلبك كمان وكمان ويتمملكوا علي خير
= ويهديك ياخاطر وتخطب وتتجوز
- بضحك : ...
'' حبيبة كانت طالبة عند أدهم في الكلية ، كان معجب بيها من بعيد ..درسلها سنتين في الكلية ، ولما توبنا وربنا هدانا وعشان أدهم يعصم نفسه من الشيطان ومن الفتن قرر يتقدملها ، ولما سأل عليها في الكلية وعن عنوانها إكتشف إنها بنت الحاج حسين ، وعلي قد ماكانت صدمة ليه وليا علي قد ماإتطمنا إنها مادام تربية الحاج حسين تبقي بنت مافيش زيها في الدنيا ، وإتقدملها أدهم وإتخطبوا من تلت شهور ..أدهم كان بيلح عليا أنا كمان أشوف بنت وأخطبها ونتجوز في يوم واحد ورومانسية الأخوات المفرطة دي ..
لكن أنا لسة مالقتش بنت الحلال ..
حاجة كمان ..ماحدش يعرف حاجة عن حياتنا القديمة وعن ذنوبنا ، ربنا سترنا الحمد لله وإحنا كمان سترنا نفسنا ..حتي الحاج حسين ماحدش فينا قاله حاجة عن حياتنا ..الحمد لله من وقت ماتوبنا مارجعناش ولا مرة للي كنا فيه ..كنا كتير بنضعف ونحن للقرف اللي كنا فيه لإننا كنا وصلنا لمرحلة إستباحة الذنب ، بس كنا بنشجع بعض دايما ..اللي يقع فينا التاني كان بيشده ، والحقيقة إن أدهم كان متماسك أكتر مني وبيشدني أكتر ، ودي ميزة إن يكونلك أخ زي أدهم ..''
= أدهم : قولي ..أخبار مكتبك إيه ؟
'' إختفت الإبتسامة من علي وشي ..لكن علي قد ماأقدر كنت بحاول أكون عادي عشان أدهم مايلاحظش ..''
- الحمد لله ..شغال كويس
= جميل ، والموظفين اللي عندك قبضوا مرتباتهم ؟
- ااه يابني من بدري الحمد لله
= الحمد لله ، ربنا يصلحلك الحال ياخاطر
- وإياك يارب
'' بعد مافطرنا روحنا البيت ، وقررت أنام شوية قبل ماأصحي أروح الشغل ، أما أدهم كالعادة بعد مابيرجع من صلاة الفجر بيقرأ قرآن ..طلبت منه يقرأ بصوت عالي وأنا هردّد وراه لحد مالنوم ياخدني ، وقعد يقرأ وأنا أردد وراه لحد مالقيته سِكت ..فتحت عيني لقيته نام وهو بيقرأ ، ضِحكت ..مش عارف إزاي واحد ممكن ينام وهو بيقرأ ..دي عادة أدهم من زمان من أيام الدراسة ، نبقي قاعدين بنذاكر وبصوت عالي ألاقيه نام فجأة ، قومت من عالسرير وروحت صحيته وقام نام هو كمان ..
: بعد ساعتين قومنا وكل واحد راح علي شغله ، ماكنتش عايز أروح شغلي ..كنت متضايق ، المكتب بقا بيخسر ..قُليل لما بيبقي فيه قضايا ، أكتر القضايا بقت مشبوهة وعايزنّي أدافع عن الجاني ..وأنا مش هشتغل في دا أبداً حتي لو هجوع ، ومقابل دا مافيش قضايا ..مافيش فلوس حتي أدفع رواتب الموظفين والمحاميين هنا ، ومافيش في إيدي حاجة غير إني أفوّض أمري لله ..''
= السلام عليكم
'' رفعت راسي وشوفت مين اللي دخل المكتب من غير إستئذان لقيته أدهم ، إستغربت من وجوده ..''
- بإستغراب : إيه اللي جابك ؟
= دا إيه المقابلة الزفت دي
- بضحك : مش قصدي بس مستغرب مش أكتر ، إتفضل أقعد إطلبلنا حاجة نشربها
'' طلبت إتنين شاي وبعدين قولتله ..''
- خير ، إيه اللي جابك ؟
'' كان فيه شنطة معاه لما دخل ، حطها عالمكتب وبعدين قال ..''
= عايز أشيل الأمانة دي عندك
'' إستغربت جدا أمانة إيه ؟ ، فتحت الشنطة لقيت فيها فلوس ..ماكنش صعب أعرف إنه فِهم إن مكتبي مش شغال كويس ..''
- أعمل بيهم إيه دول ؟
= شيلهوملي عندك ، وطبعاً لو عوزت منهم حاجة خدهم ياخاطر
- إنت بتهزر ؟
= لا والله مابهزر
- خُد فلوسك ياأدهم أنا مش محتاج حاجة ولما أحتاج هطلب منك أنا مش هتكسف
= ياعم بقولك شيلهم عندك
- بضيق : بقولك إيه ياأدهم أنا مش أهبل عشان الحركات بتاعتك دي تدخل عليا ، خد فلوسك إنت محتاجها أكتر مني إنت داخل علي جواز ، وأنا هعرف أتصرف ..ربنا مش هيسيبني أكيد
= ياحبيبي وإيه المانع ، خد الفلوس وفُك أزمتك وإدفع رواتب الموظفين ..وبعدين الفلوس دي أنا مش محتاجها ولا هتعطل جوازي في حاجة
- ياأدهم ...
= مقاطعاً : خلاص بقا ياخاطر خد الفلوس ، وإبقي رجعها لما ربنا يفكها عليك ..ياض إحنا إخوات ، لو ماوقفتش جمبك مين هيعمل كدة غيري يعني
- بإبتسامة : ...
'' شوية ودخل علينا الساعي وقالي ..''
- مافيش سكر حضرتك عشان الشاي
'' بصله أدهم ثواني وبعدين بصلي وقالي ..''
= خد يابني الفلوس خدها ..دا إنت ربنا يعينك عاللي إنت فيه
'' وقعدنا نضحك إحنا الإتنين ..
والله أنا محظوظ جداً إن أدهم أخويا ..
الحمد لله المكتب رجع يشتغل تاني كويس بفضل الله ثم بمساعدة أدهم ووقوفه جمبي ، وبقا يجيلي قضايا وكويسة ..
عدا حوالي سبع شهور ، أدهم أخيراً هيتجوز البنت اللي بيحبها ..حبيبة ..إنهاردة فرحهم ، أدهم كان مبسوط وفرحان جداً ، كنت فرحان أوي لفرحته ، أتمني لما آجي أتجوز ..أتجوز واحدة تخليني أبقي فرحان بالشكل دا إن عمري كله هقضيه معاها ..
كنت أنا طبعاً اللي سايق العربية بيه هو وعروسته ، أعتقد إن حبيبة زعلانة إنها هتسيب بيت والدها إنهاردة ..كان باين عليها الشرود والحزن ، أدهم لما كان بيكلمها كانت بترد علي قد السؤال وبس وتقريباً هو فِهم إنها زعلانة فاحاول يهديها ، روحنا القاعة ودخلوا العرسان ..المأذون كان وِصل وبدأ كتب الكتاب ، كنت شايف الفرحة هتنط من عين أدهم ، علي عكس حبيبة ..كُنت شاهِد عالعقد ، بعد مامضي أدهم ..ودوا الدفتر لحبيبة عشان تمضي ، في اللحظة دي جه حد يسلم علي أدهم ويسلم الحاج حسين ..ماحدش فيهم خد باله من تردد جبيبة ! ، قعدت تبص عالدفتر وعلي إسم أدهم والقلم مش عايز يتحرك ، ماقدرش أنكر إني قِلقت ..مش حاسس إن دا بسبب إنها هتبعد عن أهلها ..في النهاية مضِت ..للأسف غصب عني كنت واخد بالي منها أوي في الفرح ..ماكنش باين أبدا إنها فرحانة ..أبدا ، خِلص الفرح ووصلتهم شقتهم ، وبعد كدة روحت بيتنا ..كنت متضايق أوي إن الأوضة فضيت عليا ، مش متعود أنام فيها لوحدى ، وكنت قلقان جداً ، قلقان بشكل مش طبيعي ..خايف لايحصل حاجة ..ماعرفتش أنام كويس من الضيق والقلق ، لحد مالفجر أذن وروحت صليته ، كان نصيب الدعاء في صلاتي لأدهم ، إن ربنا يصلح حاله وحياته ويهديه لمراته ويهديها ليه ..
تاني يوم علي بالليل كدة روحت أنا وأبويا وأمي لأدهم عشان نباركله هو وعروسته ..''
- بإبتسامة : ألف مبروك ياوَحش
= بإبتسامة : الله يبارك فيك ياحبيبي ، عقبالك
'' دخلنا وقعدنا وباركناله وزوجته جت قعدت مع والدتي وإحنا قعدنا لوحدنا ..كنت حاسس بحاجة غريبة مش طبيعيبة ، مش عرسان فرحانة أبدا ..خصوصاً لما تيجي عينها في عينه ! ، قربت من أدهم وهمستله وقولت ..''
- أدهم فيه إيه إنت كويس ؟
= بإبتسامة : ااه ياحبيبي كويس مافيش حاجة
- بجد ؟
= طبعاً ، في عريس مايبقاش فرحان ..هو بس حبيبة كانت متضايقة إمبارح عشان الفرح ماكنش منفصل وكدة
'' طبعاً كنت عارف إنه بيكدب ، لكن ماحاولتش أضغط عليه ..في النهاية دي مشكلة بينه وبين مراته مش ملزوم إني أعرفها ، فاحبيت أجاريه في اللي بيقوله عشان يصدق إني صدقته ..''
- ماعندها حق ، وقولتلك ياأدهم
= أعمل إيه طيب ياخاطر ، إنت عارف أبوك وأمك حبّكوها وكانوا عايزين فرح كنت أعمل إيه يعني ، كنت أعصيهم ؟
- ااه كنت تعصيهم ، بسم الله الرحمن الرحيم '' وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ''
= بتنهيدة : إستغفر الله العظيم ، والله كان غصب عني ..ربنا يعفو عني بقا
: '' قعدنا شوية وبعد كدة مشينا ..عدا تلت أسابيع من يوم جواز أدهم ، ماكنش طبيعي حتي في كلامه معايا ، بس أنا اللي كنت بطنش ..لحد مافي يوم جه البيت عندنا وقعد معانا كلنا وبعد كدة دخل معايا أوضتي وقعدنا نتكلم ، كان باين عليه التعب ..كإنه فاض بيه خلاص ، عشان كدة قال ..''
= خلاص ..إتفضحنا ياخاطر
- إتفضحنا ؟ ، يعني إيه إتفضحنا ؟
= حبيبة عرفت عننا كل حاجة ، كل حاجة كنا بنعملها زمان ..
- بصدمة : إيه ؟ ، إزاي ؟ ..عرفت إزاي ؟
= مش عارف ، يوم فرحنا واجهتني بالحقيقية دي ..وماكنتش عارف المفروض كنت أعمل إيه
- ليه ماأنكرتش ؟
= أنكر إيه ياخاطر بقولك عارفة كل حاجة ، جابتلي أسماء ناس كنا نعرفها أصلا ..وبعدين كنت هنكر أقول إيه ؟ وأنكر ليه مادي الحقيقة ..
- طب وبعدين ، ماتكلمتوش ؟
= كل ماحاول أتكلم معاها بتبعد وإتهددني إنها هتفضحني ..
- هي ممكن تفضحننا ياأدهم ؟
'' بصلي بحزن وماردش ! ، معني كدة إنه مش واثق فيها ، خوفت ..إترعبت ، هنخسر كل حاجة لو إتفضحنا ، داخلين علي التلت سنين من وقت ماتوبنا ..وقبلها سنين كتير وإحنا عايشين في المعصية وربنا ساترنا ..يبقي بعد كل الوقت دا يفضخنا ؟ ، لأ ! ...حاشاك يارب ..عشان كدة إتردِدِت يوم الفرح وهي بتمضي
بات معايا أدهم اليوم دا ، وقولتله يحاول يتكلم مع حبيبة بأي طريقة ويثبتلها إنه فعلاً تاب ..وإنه ماتقدمش لها غير لما تاب فعلاً ، قالي إنها رامية طوبته أصلا وعايزة تتطلق ، يعني بالنسبالها مجرد وقت مش أكتر وهتبعد عنه وعن حياته ..
أدهم ماملش منها كان بيحاول ، حاول كتير أوي أوي معاها لحد ماأخيراً إستجابت ..لما جه يقولي كدة كان فرحان أوي ، وأنا كمان فرحتله أوي ..والحمد لله بدأ حياته معاها بعد ماسامحته ، لكن في وقت الخناقات كانوا بيرجعوا لنقطة الصفر من تاني وإتفكره بذنوبه وغلطاته ..
عدا ست شهور من يوم ماإتجوزوا ..جالي أدهم المكتب وكان فرحان جداً وقال ..''
= عندي ليك خبر إنما إيه
- خير فرحني
= حبيبة حامل
- بصدمة : كداب !
= بضحك : والله حامل ، لسة جايين من عند الدكتورة وأكدتلنا
- بفرحة : ياحبيب قلبي ألف مبروك
'' وقومت حضنته ..''
= الله يبارك فيك يارب ، وعقبالك كدة لما تتجوز و ...
- مقاطعاً : ياعم بقا ماتقرفنيش كل ماتشوف وشي تقولي إتجوز ..هاتجوز والله بس الصبر
= بضحك : ...
'' والحمد لله الحياة بين أدهم ومراته كانت بتمشي ، بس كان قلبي بيوجعني أوي لما يجي يحكيلي عن خناقاتهم وكلامها ليه في أي خناقة ، عِرف منها هي إزاي عرفت باللي كنا بنعمله زمان ، واحدة كنا نعرفها زمان كانت بتحب أدهم ، راحت لها يوم فرحها وقالتلها علي كل حاجة كنا بنعملها ..أدهم طيب أوي ، وصبور جداً علي عكسي ..
كنت قاعد في أوضتي في يوم بشتغل علي قضية لحد الساعة 2 بعد نص الليل ..فجأة سمعت صوت الشقة اللي برا بيتفتح ويتقفل ، إستغربت جدا وقلقت ، ثواني ولقيت باب أوضتي بيتفتح ..كان أدهم ..''
- بصدمة : أدهم ؟ ..فيه إيه يابني إيه اللي حصل ، جاي في وقت متأخر كدة ليه
'' راح قعد علي سريره ولقيته بيبكي ..إتصدمت جدا ، روحت قعدت جمبه وقولتله ..''
- مالك ياأدهم ؟ إيه اللي حصل ؟ إتخانقت مع حبيبة ؟
'' خد وقت لحد مارد عليا وقال ..''
= هو كل اللي بتعمله فيا حبيبة دا ممكن يكون عقاب من ربنا ليا عشان اللي كنت بعمله ؟
- بحزن : ...
= أكيد دا عقاب ..أكيد
- إيه اللي حصل ؟
= ببكاء : بتعايرني بذنوبي ..زي كل مرة ! ، بس المرادي إختلفت ..المرادي قالتلي مش كفاية إني مستحملاك رغم كل القرف اللي بتعمله ، رِجعت تشك فيا ورجعت تهددني إنها لو مسكت عليا دليل هتفضحني قدام الناس ..والله ياخاطر أنا تعبت ، تعبت أوي ..أنا توبت من زمان ، توبت وعرفت إن الله حق ..توبت وكرهت ذنوبي مش طايق حتي أسمع عنها أو أفتكرها ، بحاول أشيل كل نقطة سودا زرعتها بإيدي في قلبي ، لكن هي بتيجي وتفكرني ..حسستني إن ربنا ماقبلش توبتي ..ربنا لسة غضبان عليا ياخاطر ، ربنا مش راضي عني
- لا ماتقولش كدة ..ربنا راضي عنك وبيحبك وإن شاء الله يكون قِبل توبتك ، ربنا غفور رحيم ياأدهم ..
= أمال ليه بتعاير بذنوبي ، ليه أنا شخص بالنسبالها مش موثوق فيه ..
- هي اللي غلط ، كل حاجة بتعملها معاك غلط
= تعرف ..أنا فكرت كذا مرة إننا ننفصل بس مش قادر ..بحبها ياخاطر ، وخلاص فيه طفل جاي ربطنا ببعض أكتر ، أنا عايز أرتاح بس ..أرتاح ياخاطر ، أتطمن بس إن ربنا بقا راضي عني وقِبل توبتي
: '' فضلنا نتكلم وقعدت أهديه وأصبره بالكلام لحد مالفجر أذن ، روحنا صلينا الفجر في المسجد ..كان بيعيط وهو بيصلي ، كل دمعة كانت بتنزل من عنيه كإنها سكينة في قلبي ..بعد الصلاة روحنا البيت سوا ، قعد أدهم علي سريره وكان باين عليه الإرهاق وإنه عايز ينام ..لكن هو قرر يقعد ويقرأ الورد بتاعه ..''
- شكلك تعبان ومُرهق ، نام دلوقتي والصبح إبقي إقرأ الورد بتاعك
= لا لا هقرأه دلوقتي
- يابني هتنام وإنت بتقرأ
= ياسيدي لو نمت إبقي سيبني
- طب إقرأ بصوت عالي عشان أردد وراك
= حاضر
'' قعد أدهم وبعدين قال ..''
'' نمت علي سريري وهو بدأ يقرأ الورد بتاعه ، كان بيقرأ في سورة يس ..أحب الصور لقلبي أنا ، فضل يقرأ لحد ماوصل للآيات اللي بتقول ..'' إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِنّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * '' ..وسِكت ! ، فتحت عيني لقيته نام وهو بيقرأ ..كالعادة ..''
- بنعاس : خليك كدة بقا أنا مش قادر أقوم أعدلك
'' ونمت ..صحيت علي صوت تليفون أدهم بيرن ، بصيت في الساعة لقيتها عشرة ، يانهار أبيض المكتب ! ..ناديت علي أدهم عشان أصحيه ، كان لسة في نفس الوضعية اللي نام عليها .. بصيت في موبايله لقيت مراته هي اللي بتتصل ..''
- أدهم ..قوم الوقت إتأخر
= ...
- أدهم ..إنت يابني مراتك بترن عليك شكلها عايزة تصالحك
= ...
'' هزيته وأنا بقول ..''
- يووه ..أدهم إنت ياب ...
'' قاطعني وقعوه علي جمبه من إثر زقتي ليه ، تنحت ! ..إيه اللي حصل ؟ ، قربت منه أتحسس جسمه لقيته بارد جدا ..ماكنتش فاهم إيه اللي حصل ، حاولت أفوقه بكل الطرق مافاقش ..قلبي بقا يرجف ، مسكت إيده وحطيت راسي علي قلبه ..مافيش نبض ! ، قلبه مابيدقش ومافيش نبض واصِل لإيده ..يعني إيه الكلام دا ؟ ، رفعت راسي وبصيتله ، فضلت أهزه جامد ..''
(اسكــريــبـت ذنـــــب بــلا ذنـــــب ♥ ²⁷)
- أدهم ..أدهم إنت سامعني ، قوم يلّا
'' مافيش أي إستجابة ..مافيش أي حركة ..إيه اللي بيحصل ، مش معقول يكون اللي في بالي ، لأ مش معقول ..مش معقول ياأدهم ..فضلت واقف بابص عليه مش عارف أتحرك ، مش قادر أستوعب الفكرة اللي وصلت لدماغي ، دموعي نزلت فجأة ، قعدت جمبه ومسكته وضميته لقلبي ..''
- أدهم ..قوم ياحبيبي ، قوم بالله عليك ، إنت تعبان بس ..بالله عليك ياأدهم ماتسيبني ، ماتسبنيش كدة في نص الطريق وتمشي ..ماتفقناش إن واحد فينا يفارق التاني بالسرعة دي
'' بقيت أعيط بصوت وأضمنه أكتر في حضني ..أدهم مات ! ، أخويا مات ..''
- ياأدهم ياروح وقلب أخوك ..إزاي ياأدهم تمشي كدة ..إزاي طب حتي كنت نبهني ، كنت نبهني بدل الخضة دي ..قوم ياأدهم ، قوم عشان حبيبة وعشان إبنك ..قوم ياأدهم عشاني أنا ، أنا ماتعودتش أعمل حاجة من غيرك ..دا إنت لما إتجوزت وبعدت عني بكذا بشارع ماكنتش مرتاح ولا عارف أعيش ..هعيش إزاي وإنت بعيد عني العمر كله ، هعيش إزاي ياخويا ..لا ياأدهم عشان خاطري ، ماتُقطمش وسطي بالله ، دا مافيش يوم هيبقي حلو من بعدك ..مافيش حاجة هيبقي ليها طعم من غيرك ، يا عمري كله ياأدهم ..
'' قعدت أصرخ من الصدمة ..أصرخ وأضمه أكتر لحضني ، لحد مابابا وماما جم علي صوتي وشافوا اللي حصل ، كانوا عايزين يشدوه مني عشان يشوفوه لكن ماسيبتهوش ، خليته في حضني ..خلاص دي آخر مرة هحضنه ، أمي قعدت تصرخ وتعيط وأبويا إتصل علي دكتور يجي ..في وسط كل دا حبيبة رنت ، خدت تليفونه ورديت .. ''
- ببكاء : أدهم مات
'' وقفلت السكة ..جه الدكتور مع دخلة حبيبة وهي مصدومة ومش مصدقة ، في اللحظة دي سيبته ..كشف الدكتور عليه وطبعاً كان واضح الموت ، غطا وشه وعزانا فيه وقالنا إنه ميت من ساعات ، إنهارْت أكتر ..جريت مراته عليه وحضنته وقعدت تبكي ..خلاص مافيش وقت للندم ياحبيبة ، أدهم مات ..''
- ببكاء : معقولة ! ..معقولة جه اليوم اللي أنا أغسّلك فيه بإيدي ، معقولة الموت كان قريب مني كدة وخدك مني بسهولة ! ..مش قادر أصدق إن دي آخر مرة هاشوفك فيها ..مش قادر أصدق إني هعيش علي قد ماهعيش وإنت مش هتبقي موجود ، أنا ماتعلمتش أعمل أي حاجة من غيرك ياأدهم ..حتي الفرحة من غيرك ماتعودتش عليها ، الله يرحمك ياأدهم ..الله يرحمك ياتوأمي ونصي الحلو
'' كنت ببكي بصوت ، يعني خلاص أدهم مات وبقيت بترحم عليه ..كنت سامع كلامه في ودني اللي قالهولي قبل صلاة الفجر .. '' أنا عايز أرتاح بس ..أرتاح ياخاطر ، أتطمن بس إن ربنا بقا راضي عني وقِبل توبتي ..'' ..
كنت مُصر إن أنا اللي أغسله بنفسي وأكفنه ، بعد ماغسلته وكفنته وقبل ماأغطي وشه بوسته وحضنته ، وبعد كدة غطيت وشه ..
وروحنا صلينا عليه صلاة الجنازة في المسجد ، وطلعنا بيه علي المقابر ، كان بيتردد في دماغي آخر آية نطقها أدهم ..'' قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * '' ..ياحُسن ختامك ياأدهم ، عرفنا إن ربنا غفر لك ، مش قولتلك ربنا غفور رحيم ..قولتلك ياأدهم ، ربنا تقبل توبتك أهو وأحسن ختامك ..
بعد مادفناه قعدت قدام قبره ، رفضت أمشي ..كلهم مشيوا وسابونا ..''
: - كانوا عايزنّي أمشي وأسيبك ، مايعرفوش إني عمري ماسيبتك ومشيت ..وإننا طول عمرنا عاملين زي واحد وضله ، بس إنت اللي سيبتني ومشيت ، هان عليك خاطر ياأدهم ؟ ، هان عليك تسيبه يتلطش في الدنيا لوحده ؟ ، يعيش من غير سند ..من غير ضهر ، هان عليك تسيبه في نص الطريق لوحده كدة ؟ طب لو وقع مين هيشده ؟ مين هيقف جمبه ؟ مين هينصحه لما يغلط ؟ مين هيبقاله زي أدهم
..
'' عدا شهرين من يوم وفاة أخويا ، كانت حياتي واقفة بشكل مُميت ..مملة مالهاش طعم ولا لون ، ياريت ربنا كان حلّل الإنتحار ، ماكنتش هتردد لحظة ..ولإني مش قادر بقيت بتمناها من ربنا وبدعي الدعاء اللي أمرنا بيه النبي لأي حد يتمني الموت '' اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ..'' ..
ماكنتش بروح البيت كتير ، أغلب الوقت كنت بنام في المسجد ، المسجد اللي الحاج حسين الإمام فيه ، أدهم كان بيحب المسجد دا أوي ..مش قادر أتعود علي شكل الحياة من بَعد أدهم ، صعبة أوي ..معقولة الموت قريب مننا أوي كدة ؟ ، قريب يخطف أقرب الناس لينا في لمح البصر ؟..مابقاش يفرق بين صغير وكبير ، ولا بين شاب وشيخ ! ..الموت الفجأة دا مُفجع ومُصدم ، خصوصاً موت أحب الناس لينا علي فجأة ..لله الأمر من قبل ومن بعد ..''
- إيه ياخاطر يابني ، هتفضل كدة لحد إمتي ؟
= مالي ياحاج حسين ؟ مانا كويس أهو
- لا إنت مش كويس خالص ، مش شايف شكلك بقا عامل إزاي ؟ وشك شاحب ودقنك طولت أوي وخسيت النُص ومهمل خالص في شغلك ، ليه ياخاطر ..لحد إمتي يابني ؟
= ...
- أخوك مات خلاص ، كل اللي بتعمله دا مش هيرجعه ..أخوك في مكان أحسن بكتير ، ولما قولتلي آخر آية كان بيقراها إستبشرت إنه في مكان أحسن وإن خاتمته كان حسنة ، ودا اللي الواحد بيتمناه طول عمره ..إن ربنا يحسن ختامه ويرزقه الجنة وجوار النبي ، وإن شاء الله يكون نالها
'' دمعت غصب عني ، حاجة جوايا لسة مش مصدقة إنه مات ..حاسس إنه حلم وهصحي قريب ، كمل الحاج حسين وقال ..''
- وبعدين إنت مش أول حد يموتله عزيز ، ياما ناس أولهم أنا ..لما فقدت إبني وإستعوضت ...
= مقاطعاً : لأ ، لأ دي مش زي دي أبداً ولا ينفع تحط إبنك مع أدهم في مقارنة ، اللي ماتلك إبن ! ..لكن اللي ماتلي أخ وصاحب وأب وإبن ! ، أخ كان حضن وقت إحتياجي ، وصاحب وقت ضعفي يقويني ، وأب لما أغلط يعلمني ..وإبن لما يُقع أسنده ، كل دول عندي كانوا أدهم ..كل دول كانوا واحد ، أنا بحب أمي وأبويا جداً وجزمتهم فوق راسي ..بس ماحدش فيهم عملنا حاجة حلوة نفتكرها ، أنا وأدهم اللي ربينا بعض ..كبرنا مع بعض ، درسنا مع بعض وإشتغلنا كمان مع بعض ..كل حاجة كنا فيها سوا ، في الغلط والصح كنا سوا ..كإننا كنا شخص واحد ، كنا روح واحدة في جسدين ..فجأة وبدون أي إنذار ..نصي التاني مات ، روحي ماتت ..وبعد ماكنت بعمل كل حاجة معاه بقا مطلوب مني أعمل كل حاجة لوحدي ! ، وراضي بِدا ..راضي والله وصابر ومؤمن بربنا ، أنا بس محتاج وقت ..محتاج وقت كبير أوي عشان أرجع طبيعي ، أدهم والله مش أي حد ..ماتستكترش عليا الحزن ياحاج حسين
'' طبطب علي كتفي وهز راسه مقتنع بكلامي ..''
- فعلاً أدهم مش أي حد ، ماكنش مجرد جوز بنتي ، كان أكتر من إبني وربنا يعلم ..لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يصبرك يابني
'' وقام من قدامي ، وراح يأذن لصلاة العِشاء ، قومت صليت ..وبعد الصلاة نمت في مكاني في المسجد ، كانوا بيقفلوا المسجد عليا ويمشوا ..صحيت مخضوض علي صوت آذان الفجر ، مش مصدق اللي شوفته في الحلم ..حلم ولا رؤية دي ؟ ، كنت حاطط إيدي علي قلبي من الخضة والصدمة ..بعد صلاة الفجر لقيت حد بيحط إيده علي كتفي ..رفعت راسي لقيته الحاج حسين ..''
- مالك ؟ إنت كويس ؟
= إقعد عايزك
'' قعد قدامي ، فاقولتله ..''
= أنا شوفت حلم وعايز أحكيهولك
- حلو ولا وحش ؟
= حلو ..حلو أوي ، من حلاوته مخضوض
- طيب إحكي
'' وبدأت أسترجع الحلم وأحكي ..
كنت نايم في المسجد زي ماكنت نايم في مكاني ..لقيت حد بيهز كتفي وبيقولي ..''
- قُم ياغلام ..قُم ولا تحزن إن الله معك ، إن الله كفيلٌ بك
'' صحيت وفتحت عيني وبابص علي مين اللي كان بيكلمني لقيته ودّاني ضهره ومشي وكان فيه إتنين مستنينه عند باب المسجد ، ماشوفتش وش حد فيهم ، لقيت حد بيحط إيده علي كتفي التاني ..بصيت لقيته أدهم ، فرحت جدا وتلقائي حضنته ..''
- أدهم ! ..وحشتني أوي
= بإبتسامة : وإنت كمان
'' كان معاه واحد أنا ماعرفهوش ، فسألته ..''
- مين دا ؟
= دا محمد ..إبن الحاج حسين
'' رجعت بصيت له تاني وقولتله ..''
- مش عارف أعيش من غيرك
= إستعين بالله ، وقوم إعمل واجبك في الدنيا
- حاضر ، هعمل كدة
= وخلي بالك من إبني ..إبني ياخاطر
- في عنيا والله ، في عنيا من غير ماتقول
= أنا لازم أمشي ..صُحابي بينادوني
: '' وقام وقف هو ومحمد وراحوا للتلاتة اللي كانوا واقفين علي باب المسجد ..فضلت أنادي عليه وأسأله مين صحابك دول ماردش عليا ، لقيت الحاج حسين جه من ورايا وحط إيده علي كتفي ، بصيتله وقولتله ..''
- إبنك ياحاج حسين ..محمد ..وأدهم أخويا ، ومعاهم تلاتة أنا ماعرفهومش
= بإبتسامة : عارف مين اللي هزك في كتفك وصحاك
- بلهفة : مين ؟
= مُحمد ..مُحمد بن عبدالله ، نبي الله ورسوله ..ومعه الصديق والفاروق ، أبي بكر وعُمر ! ..
الحاج حسين ماقلّش صدمة عني ، وبعدين لقيته بيبكي ..إبنه وأخويا في جوار النبي صلي الله عليه وسلم ، قعدنا نعيط إحنا الإتنين فرحانين جدا ..رغم إني كنت لسة مخضوض لكن جزء كبير مني كان فرحان ومرتاح وراضي ، بعد ماخلصت كلامي مع الحاج حسين قومت وروّحت ..قررت أشوف حياتي وشغلي ، وأعمل بكلام النبي وكلام أدهم ..
رجعت لشغلي ، كنت بحاول أرجع إنسان طبيعي وأبقي متحمس للحياة من تاني ولكن دا شئ صعب وقاسي جدا مش سهل يحصل ، لكني بحاول ..
كدا فات تلت شهور من يوم وفاة أدهم ، بقيت بشتغل ومكتبي ماشي كويس ، إشترتلي شقة أقعد فيها ، كنت عايز أبعد عن أي مكان كان متواجد فيه أدهم عشان أقدر أتعايش ولعل نار حُزني تهدي ..كنت بتطمن علي حبيبة واللي في بطنها من ماما وأعرف أحوالهم ..لحد مافي يوم إتفاجئت بماما وبابا بيكلموني عن حبيبة وعن إني أتجوزها !! ..''
- بصدمة شديدة : يانهار أبيض ! ، إنتوا عايزني أتجوز مراة أخويا ؟ ..عايزني آخد مكانه ؟ إزاي تقولوا كدة ؟
= بابا : يابني أخوك مات ..هي دلوقتي مش مراته
- دا مش سبب يا بابا ، أتجوز مراة أدهم ؟ ..أنا مش قادر أستوعب إقتراحكوا دا أصلا
= ماما : حبيبة صغيرة ..طبيعي هتتجوز تاني ، بعد سنة ..إتنين ..تلاتة هتتجوز ، وإبن أخوك هيبقي في كل الأحوال معاها ..إنت ترضي راجل غريب يربي إبن أدهم غيرك ؟ ، هيبقي حنين عليه زيك وهيخاف عليه زي مانت هتخاف عليه ؟
'' هنا أنا وقفت وإفتكرت توصية أدهم ليا إني أخلي باله من إبنه ..هو كان يقصد إني أتجوز حبيبة ؟ ..''
= بابا : قولت إيه ياخاطر
- موافق
'' كنت مصدوم لما ماما بلغتني إن حبيبة وأهلها وافقوا علي الجوازة ! ..الإتفاق كان إن إحنا هنتجوز بعد ماتولد إن شاء الله وتبقي كويسة ..''
- أيوة ياماما إزيك عاملة إيه ؟
= تعالي بسرعة ياخاطر ، حبيبة بتولد
- بصدمة : بجد ..طب إنتوا فين ؟
'' قالتلي علي عنوان المستشفي ، قفلت التليفون معاها وجريت علي المستشفي ..كانت ولدت ، دخلت أوضتها ولقيت أهلها وأهلي وهي قاعدة علي السرير والبيبي في سرير جمبها ، سلمت علي كل الموجودين وبعد كدة سلمت علي حبيبة وقولتلها ..''
- بإبتسامة : حمدلله علي سلامتك
= بإبتسامة : الله يسلمك
'' روحت للبيبي ..أول ماشوفته كإن روحي كانت ضايعة مني ولقيتها ..عشانه حتة من أدهم بس ، شيلته وبوسته وأذنت في ودنه ..''
- ماشاء الله اللهم بارك ..هنسميه إيه
'' رد الحاج حسين وقال ..''
= ماسميناه وخلاص
- بإندهاش : بجد ..سميتوه إيه ؟
'' قالت حبيبة ..''
= بإبتسامة : خاطر
'' تلاشي إندهاشي وحل محله اليأس ..''
- ليه كدة ؟
= دا كان طلب أدهم قبل مايتوفي ، قال لو خلفنا ولد هنسميه خاطر
'' ضميت إبنه لحضني عشان أستشعر وجود أدهم ، حتي وإنت ميت مش ناسيني ..
بعد شوية إستأذنت وأخدت خاطر الصغير وكنت خارج ..إتخضت حبيبة وقالتلي ..''
= إنت واخده ورايح فين ؟
- هاخده أوريه لأبوه
'' وأخدته وروحنا المقابر ، وقعدت أتكلم مع أدهم ..وأتكلم مع إبنه وأحكيله عن أبوه ، ووعدته إني من كل فترة للتانية هاجيب إبنه له ..عشان خاطر الصغير يعرف أبوه ، وشكرته إنه سمّي إبنه علي إسمي ..ودعيتله إنه حظه في الدنيا يبقي أحسن مني ..
بعد شهر من الولادة كان كتب كتابي أنا وحبيبة ..كل واحد فينا كان ساكت ، مافيش معالم فرحة علي وشه ..كل واحد فينا كان مستحضر أدهم في اللحظة دي ، بعد كتب الكتاب أخدتها وروحنا علي شقتي ..مش مستوعب إن حبيبة مراة أخويا ..بقت مراتي أنا دلوقتي ! ، كل حاجة بتيجي بسرعة باخد وقت كبير علي ماستوعبها وأصدقها ..زي موت أدهم كدة ..
حياتنا بالتأكيد ماكنتش طبيعية ، كل واحد كان واخد جمب من التاني ، الحاجة اللي كانت بتجمعنا هي الأكل وبس ، وفي يوم إتفاجئت إنها بتكلمني عن أدهم قبل وفاته ..''
- أنا ممكن أسألك سؤال ؟
= طبعاً
- بإرتباك : هو ..أدهم قبل وفاته بيوم لما جالك وإحنا متخانقين قالك عني إيه ؟ قالك إنه بيكرهني ؟
'' بصتلها أوي وقولتلها ..''
= قالي إنه بيحبك وإنه رغم اللي بتعمليه فيه مايقدرش يعيش من غيرك
'' نزلت دموعها ..''
- كان زعلان مني أوي ؟
: = بَكي بين إيديا من كتر حزنه وزعله منك
- ببكاء : يعني أنا السبب في موته ؟ أنا اللي موته ؟
= بإستغراب : أستغفر الله ..ماحدش السبب في موته ، دا عمره
- كان نفسي يسامحني قبل مايموت
= هو مسامحك ..مسامحك وراضي عنك
- هو قالك كدة ؟
= كونه يعترفلي في وقت زعله منك بحبه ليكي يبقي مسامحك ، كل اللي كان محتاجه منك إنك تصدقي توبته ..وتُستريه ، تُستريه ياحبيبة
'' قعدت تعيط كتير وأنا حاولت أهديها وإتكلمنا في النقطة دي مع بعض ، بقينا نتكلم مع بعض كتير ..لدرجة إننا كنا بنهزر ونضحك مع بعض ..
خاطر الصغير كِبر وبقا عنده سنة ! ..كنت قاعد ألعب معاه لما لقيت حبيبة جاية متضايقة وماسكة تليفوني في إيدها وبتقول ..''
- ممكن تفهمني إيه دا ؟
وودتني الموبايل بطريقة مش لطيفة ..بصتلها وبعدين بصيت لموبايلي لقيت رسالة من موكلة عندي في المكتب ، بتقولي إنها نسيت موبايلها عندي وعايزاني أجيبه وأوصلهولها البيت ، إستغرب جدا من محتوي الرسالة وإستغربت أكتر من فِعل حبيبة وإنها تفتش في موبايلي ، أخدتها من إيديها ودخلنا أوضتنا عشان كنت مُتحسب إن صوتنا ممكن يعلي وعشان إبننا مايتفزعش ..''
= إنتي مين سمحلك تفتشي في موبايلي ؟
- بتعجب : نعم ! ، ليه وأنا محتاجة إذن ؟
= أيوة محتاجة ، مش معني إنك مراتي إنك تفتشي في موبايلي ..وتفتشي ليه من الأصل ، إنتي بتشكي فيا ؟
- أولاً أنا ماكنتش بفتش ، أنا كنت في الأوضة لما جاتلك الرسالة وكنت جايبالك الموبايل وشوفتها في النوتفيكيشن بتاعة الموبايل ، ثانياً ماتتهربش من سؤالي ..مين دي ؟
= دي موكلة عندي في المكتب
- ياسلام ، والمفروض إني أصدقك ؟
= إيه اللي ممكن يخليني أكدب ؟
- شوف إنت إيه اللي بينك وبينها ..مش معقول مجرد موكلة تبعتلك رسالة زي دي وتقولك تعالالي البيت
'' قصة أدهم بتتعاد من نقطة البداية من تاني بس بطل القصة مختلف ، وأنا مش زي أدهم ..''
= مادام بتشكي فيا بالطريقة الحقيرة دي ، عايشة معايا ليه ؟
'' إتفاجْئِت من ردي ..''
- إنت قد كلامك دا ؟
= أنا بدافع عن نفسي ياحبيبة
- دا كله عشان بسألك سؤال ؟
= دا مش سؤال ، دا إتهام وبطريقة هجومية
- عايزني أعمل إيه لما ألاقي جوزي المحترم واحدة بعتاله رسالة بتقوله هات موبايلي وتعالالي البيت
= حبيبة ! ، أنا محترم ..والكلام دا مايتقاليش أنا ، أنا معرفش إيه الجراءة اللي عندها اللي توصلها تبعتلي رسالة زي دي ، لكن أنا والله مافيه حاجة بيني وبينها
- بسخرية : ...
'' كنت عارف إنها مش مصدقاني ..''
= بتنهيدة : دا كل اللي عندي ، ماعنديش حاجة تانية أقولها
'' سيبتها وكنت خارج من الأوضة ، مسكت دراعي ووقفتني وقالت ..''
- صدقني ياخاطر ، لو فكرت تخوني أو عرفت إنك بتكلم واحدة عليا وماشي معاها ..هاعمل ...
= مقاطعاً بصرامة : هتعملي إيه ياحبيبة ؟ ، هتعملي إيه ..هتنفذي تهديدك لأدهم معايا ؟
'' إرتبكِت وشالت إيدها ، وأنا كنت وصلت لمرحلة الغضب ، تماسكِت هي وقالت بعند ..''
- أيوة ياخاطر ..هفضحك !
'' كنت فاكر إنها هتسكت مش هتكمل وتقولها ..''
= وهتفضحيني بإيه ؟
'' إداتني ضهرها ومشيت خطوتين وقالت .. ''
- هقول كل حاجة ، كنت بتسهر في الديسكوهات والبارات ، كنت بتسكر وبتلعب قُمار ، وكنت مُرتشي ..وبتقبل قضايا المتهم فيها هو الظالم وإتخرجه ، حتي الزني ..زنيت !
'' قلبي كان بيدق بطريقة رهيبة مع كل كلمة حبيبة بتقولها ، أنا عارف ذنوبي كويس ..وياما واجهت نفسي بيها ، بس عمري ماجربت إن حد يواجهني بذنوبي ويفضحني قدام نفسي ، صعبة ..والألم قوي ، ماكنتش فاكر إن أدهم بيتوجع الوجع دا كله ..''
- تفضحي ميت ؟ تفضحي أبو إبنك وعمه ؟ ..ربنا ساتَرْنا ، وواحد فينا مات وهو مستور والناس كلها بتشهد بأخلاقه أولهم إنتِ ، والتاني كتمها في قلبه وستره ربنا وهو ستر نفسه وبقا إنسان جديد ، ومش من دلوقتي ..دا من أكتر من أربع سنين وهو ماشي علي الطريق المستقيم ماتزحزحش مرة ، تقومي تيجي إنتي تفضحيه ؟
= ...
- إنتِ مابتتعلميش ياحبيبة ؟ الخطأ بتعِديه بالمللي ؟ ..وإنتي يامدام مابتغلطيش ؟ مالكيش ذنوب ؟
= أيوة بس مش من الكبائر
- بسخرية : إنتي بتعايريني ولا إيه ؟ ، أنا مش فاهم ..مطلوب مني إيه أكتر من التوبة ؟ أعمل إيه أكتر من إني توبت وندمت ..أنا مش مصدق إنك بتهدديني بذنوبي وبتعايريني بيها ! ، مانا توبت فين الذنب ؟ ..دا ذنب من غير ذنب ياحبيبة ، أنا عايش معاكي بقالي سنة ..شوفتي مني إيه وحش ؟ شوفتي حاجة مشتركة بيني وبين خاطر اللي كان بيعمل الذنوب دي ؟ ..شوفتي إيه يخليكي تشكي فيا ، ويخليكي تتحدي ربنا وإتقولي يارب العبد اللي إنت ساتره أنا هافضحه ، دا دي نفسها جريمة إنك تبتذيني عشان ذنوبي ..دا ذنب كبير وعظيم ..ومن الآخر ! ، هاقولهالك مرة ومش هاقولهالك تاني في حياتي ، أنا توبت لله توبة نصوحة وعمري مارجعت للي كنت بعمله ولا عمري هرجع أبداً ..ويشهد الله إني عمري ماخونتك ولا عرفت واحدة عليكي ولا عمري في حياتي هعملها ، صدقتيني قد كان ..ماصدقتنيش إنتي حرة ، أنا واثق إن ربنا تقبل توبتي ..وبدعي إن ربنا يجعل خاتمتي زي خاتمة أدهم اللي ياما هددتيه وعايرتيه بذنوبه وكان آخر حاجة قالها '' ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * '' ، ربنا يغفرلك
: ويغفرلي ونبقي زي أدهم اللي جالي في رؤية وهو في صُحبة النبي ..
'' وخرجت من الأوضة ونمت اليوم دا في أوضة خاطر الصغير ..وقبل مانام إتصلت علي والدها الحاج حسين وقولتله إن أنا عازمه عندنا بكرة عالغدا ، تاني يوم قبل ماروح المكتب بلغت حبيبة إن والدها هيتغدي معانا إنهاردة ، وبعد كدة روحت مكتبي وبعتّ الموبايل بتاع الموكلة اللي عندي مع بنت بتشتغل في المكتب وبلغتها في رسالة إني رافض أكون المحامي بتاعها ..
روحت البيت علي معاد الغدا لقيت الحاج حسين موجود ، قعدت معاه وقعدنا نتكلم وبعد كدة روحت أساعد حبيبة في المطبخ وكل واحد فينا مابيكلمش التاني ، جهزنا الغدا وقعدنا ناكل كلنا سوا ، وفي نص الأكل كدة سألت الحاج حسين ..''
- بقولك إيه ياحاج ، إيه هي عقوبة اللي عايز يفضح حد ربنا ستره ؟
'' إتصدمت حبيبة وإرتبكت وبصت في طبقها ، رد عليا الحاج حسين وقال ..''
= ياساتر يارب ، حد يفضح حد ربنا ستره ؟
- ااه ، وكمان الحد دا تاب من زمان ، بس فيه حد بيهدده إنه يفضحه !
= الرسول صلي الله عليه وسلم قال '' مَن سَترَ مُسلِماً ، سَتَرهُ اللّه فِي الدُنيَا والآخِرَة '' ، حد يفرط في الأجر دا ويفضح مستور ؟ ، لكن هقولك إيه يابني ..حال الناس بقا مقلوب ، ماحدش بقا بيدور علي الصح ويعمله ، كل واحد بيدور علي مصلحته حتي لو مصلحته دي فيها أذية للناس حتي لو فضيحة ، ماحدش حتي بيحاول يعرف الصح ويعرف كلام ربنا ويعمله ..دا النبي صلي الله عليه وسلم قال '' إنّ اللّه عَز وَجل حَيِيّ سِتّيرٌ ، يُحبُ الحَيَاءَ والسّتْر ..'' ، دايما بشوف إن اللي بيفضح عبد مسلم خصوصاً لو كان خلاص تاب إنه لا يفرق عن الشيطان في شئ
'' إتفاجئت حبيبة من آخر جملة قالها والدها ، حتي أنا ..''
- ليه يابابا ؟
= لانه كلامه وتهديده إنه يفضحه ، ممكن يخلي التايب ثقته بالله تُزعزع ويحس إن ربنا ماتقبلش توبته ، ووارد جدا يرجع للذنب تاني من كتر الضغوط النفسية اللي عليه وإن ربنا في جميع الأحوال مش راضي عنه فإيه اللي يخليه مُستمر ؟ ، ودا دور الشيطان بالظبط ! ..يخلي بينك وبين الإستمرار في طريق التوبة حاجز .. النبي صلى الله عليه وسلم قال .. '' من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته ، حتى يفضحه بها في بيته '' ..متخلين ؟ ، دا بدل مانعين التايب لأ ننتشل ثقته بالله ونرجعه لنقطة الصفر من تاني ، ربنا يعافينا ..
'' بصيت لحبيبة شوفت الندم علي وشها ، كنت حاسس إنها هتعيط ..وفعلاً إستأذنت وقالتلنا إنها هتروح تعملنا شاي وإنها خلصت أكل ، إتأخرت في المطبخ ماجتش ..بعد ماخلصنا أكل كنت بحوّل الأطباق في المطبخ ، لقيتها واقفة وبتعيط ، تلقائي ضحكت ..وروحت حضنتها وفضلت أطبطب عليها ..''
- خلاص ..خلاص بقا إهدي عشان باباكي مايسمعش ، خلاص بقا هاديكي قلم أسكتك بالعافية
= ببكاء : أنا آسفة ..والله آسفة ، أنا عمري ماكنت هفضحك سواء إنت أو أدهم ، أنا كنت بقول كدة وخلاص لكن عمري ماكنت هنفذ دا ، والله كنت واثقة فيه وواثقة فيك إنت كمان ..بس هو بقا وقت الغضب بيعمي البصر ، حقك عليا ياخاطر
- بإبتسامة : أنا مش زعلان والله ، أنا بس محتاج إنك تثقي فيا زيادة عن كدة وإنك ماتلمحيش ليا إني ممكن أكون رجعت للمعصية دي وتأكدي إني والله ماهرجع ، أنا دُوقت حلاوة التوبة وحلاوة القرب من ربنا وإختارت الطريق دا بمزاجي ، فاعمري ماهَحِيد عنه أبداً ..إوعديني إنك تثفي فيا ، وإنك ماتشكيش فيا تاني ..وإنك ..تُستريني
= بقوة : أوعدك ، أنا عمري ماهقع في الذنب دا تاني ..توبة
- بإبتسامة : ...
'' بعد تلت سنين ..
- وبس ياسيدي ، الأستاذ خاطر بقا في الحضانة ولإنه مش عايز يسيب أدهم أخوه الصغير بقا يشبط فيه وبيروحوا سوا الحضانة ، والغريبة إن أدهم اللي لسة ماكملش سنتين بيسكت مع خاطر ..والحمد لله حبيبة إتغيرت ، ولا مرة فكرتني بذنوبي من وقت اللي حصل ..
'' قاطع كلامي صريخ خاطر الصغير ، مسك صبار جمب قبر أدهم فاتعور ، روحتله وطلعتله منديل وفضلت أمسح الدم ، قرب أدهم إبني الصغير ومسك صُباع خاطر وبقا يطبطب عليه ويبوسه ..الموقف بسطتني ..رجعت قعدت قدام قبر أدهم وقولت ..''
- وحشت قلب أخوك ياأدهم !
'' كل إبن آدم خطاء ، مافيش حد مالوش ذنب خايف الناس تعرفه أو يُفضح ذنبه دا في يوم من الأيام ، كلنا محتاجين الستر ..ولان الجزاء من جنس العمل ، فإنت لما بتستر حد بتستر نفسك ..ولما بتفضح حد فابتفضح نفسك ، والله هتك الستر دا معصية ومصيبة كبيرة ..
اللهم أدم علينا سترك الجميل ، وإجعل تحت الستر ما يرضيك ، فطالما سترت على ما لا يرضيك ، اللهم إسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض عليك ..''
رأيكم فضلاً وليس أمراً

تعليقات
إرسال تعليق