مجنونه اقتحمت حياتي
الفصل الثانى
رونى محمد
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
سراج : جاكلين احنا لازم نسيب بعض ..
اختفت ابتسامتها وشحب وجهها
-: نن نسيب بعض ازاى يا سراج انت عارف انا مقدرش أعيش من غيرك ...
-: جاكلين انا عاوزك تفهمينى انا بحبك وبخاف عليكى باعتبارك صديقة وزيك زى نجلا وهانيا بالظبط وعمرى ما شوفتك غير كده ..
-: بب بس انت عارف يا سراج انى لو سبتك هموت ..
-: لا مش هتموتى يا جاكلين انتى تستهلى حد احسن منى حد يحبك ويهتم بيكى ويقدرك .. حد يحبك زى مانتى بتحبيه واكتر ..
قاطعته هى قائلة
-: مش عاوزة غيرك انت يا سراج .. انا بحبك انت ..
أراد سراج ان يحسم الامر ولا يضعف تحت الحاحها واستعطافه لينزع خاتم خطبتهما ويضعه على المنضدة قائلا
-: مش هقدر يا جاكلين انا لو كملت معاكى هكون بخدعك وبضحك عليكى .. وانتى اخر حد فالدنيا ممكن اعمل فيه كده .. احنا طول عمرنا كنا مع بعض اصحاب واخوات ممكن ده الى خلاكى تتعلقى بيه .. لو سمعتى كلام بباكى وسافرتى فترة يمكن تتعودى عالامر الواقع وتقابلى حد يستهلك بجد ويقدر حبك ..
نهض من كرسيه بعدما اخرج بعض الاوراق المالية وتركها على المنضدة وذهب ...
بينما هى مدت يدها واخذت الخاتم وظلت تنظر اليه للحظات قبل ان تنفجر فى البكاء ولم تلاحظ زوج العيون التى تراقبها من بعيد وهى تبتسم بشر ...
فى الحارة
رجعت بسمة وهى تحمل الكثير من الحقائب البلاستيكية التى تحوى الكثير من الفواكه والخضروات ، عندما لمحها مساعدها ويدعى " خشبة " فأقترب منها بلهفة قائلا
-: عنك يا اسطى انا هطلعهم ..
-: ايه الاخبار ياد يا خشبة محدش سأل عليه ؟
-: لأ مفيش غير المعلم عوض بعتلك المكتب بتاع ابنه عاوز يصلحه
-:منا قولتله انه مسوس ومش نافع .. طيب عموما طلع الحاجة دى عند خالتى نوسة وانا جاية وراك ..
بعد قليل
جلست نوسة في وسط الصالة على الاريكة المتهالكة لتقول
-: بقولك ايه يا خالتى احنا لازم نغير الكنبة دى ... دى فاضلها سيكا وتفرش فالأرض ..
خرجت نوسة من المطبخ وهى تجفف يدها بالمنشفة قائلة
-: منين يا بنتى ما انتى شايفة اهو بعينك الى جاى على قد الى رايح .
-: بصي متشغليش بالك انتى انا هبقى اعملها عندى فالورشة واوديها للاسطى شكرى المنجد يعملنا حاجة كده زى الى بتطلع فالتليفزيون وهخليه كمان يعملها من الى بتتفتح سرير اهو الواد خشبة ينام عليها ..
-: ولله يا بت يا بوسة مش عارفة اقولك ايه !! ومش عارفة اودى وشى منك فين انتى كل الى جى تصرفيه علينا ..
-: اخس عليكى يا خالتى ولله ازعل منك ده لولا انتى معايا من بعد ما امى وابويا ماتو مكنتش عارفة انا هعيش ازاى ..
اقتربت نوسة تمسد على شعرها بحنان لتقول
-: امك دى عشرت عمر ولولا انتى والورشة بتاعة ابوكى مش عارفة كنت هصرف ازاى عالبيت ..
-: بقولك يا يا خالتى انا مبدكيش حاجة ببلاش اه .. بيزنس إذ بزنس فين المحشي الى وعدتينى بيه
-: ساعة وهيكون الاكل جاهز بص خشى صحى بنت الموكوسة الى نايمة للعصر ومفيش منها منفعة ابدا ...
نهضت تتحرك نحو غرفة صديقتها وابنة نوسة لتقول
-: امال سمر مرحتش ليه الشغل النهاردة ..
-: بتقول ملهاش مزاج ... انا مش عارفة ايه الوخم الى نازل عليها ده .. وعيها يا بوسة الراجل مش هيستحملها كتير وهيمشيها ..
-: طب يا خالتى انا دخلالها روحى بس استعجلى المحشى عشان انا عصافير بطنى صوصوت ..
فى قصر السيوفى
يجلس الجد الاكبر لهذه العائلة ويسمى عتمان السيوفى خلف مكتبه وتجلس امامه ابنته دلال لتقول
-: يا بابا مبقاش ينفع الى انت بتفكر فيه ده ..
-: ليه انا بحاول ألم شمل العيلة وبعدين مش كده احسن بدال ما المصانع والشركات بتاعتنا تتفكك
-: وانت لما هتجوزهم كده مش هتتفكك
-: لا طبعا هيفضلوا مع بعض
-: بابا انا لاول مرة بقولك انى الى انت بتعمله ده غلط .. جدى زمان غصب عليك تتجوز ماما الى هى كانت بنت عمك ، وكنتم بتحاولوا تعيشوا رغم انكم مكنتوش سعدا ولا بتحبوا بعض ... وفالاخر انت اتجوزت الى بتحبها عشان تكون سعيد ..
-: بس محسستهاش بحاجة ولا عمرى جرحتها ..
-: بس ظلمتها وظلمت نفسك وظلمت كمان اخويا شريف الى عاش ومات عمره كله من غير حتى ما نعرفه ....
-: انا مكنتش عاوزها تعرف عشان مجرحهاش
-: لا كان ممكن تعرفها وهى تختار يتكمل يتطلق ..
اراد ان يغير الحديث قائلا
-: خلاص ده عدا وفات ملهوش لازمة الكلام دلوقتى المهم المحامى كلمنى من شوية وقال انه وصل لعنوان بسمة بنت شريف ...
فى الحارة
تجلس بسمة فى غرفة صغيرة على سرير صديقتها التى تدعى النوم قائلة
-: قومى يا اختى انا عارفة انك صاحية مش نايمة ها مروحتيش ليه الشغل النهاردة ..
جلست سمر وهى تتأفف قائلة
-: انا مش عاوزة اروح الشغل ده تانى خلاص مبقتش مستحملة ..
-: اه ده الحكاية تخص حبيب القلب ..
-: اه هو الزفت ده
-: ماله بقى عمل ايه ؟
-: عمله اسود ومهبب شوفته بي.. ولا بلاش خلينى ساكته ..
-: امممم مانتى عارفة اهو انه زفت ومينفعش شاغلة دماغك بيه ليه ..
-: بحبه يا بوسة بحبه اوى ..
-: بقول ايه يا بت انتى بطلى سهته الحب ده يا اختى مش للى زينا احنا اتخلقنا عشان نعيش بشرفنا ويوم ما نحب نكون فى عصمة الى بنحبه .. مش المرقعة الى انتى بتعمليها دى ..
سمر بحزن : طب يعنى اعمل ايه ؟
-: انسيه يا اختى وانتبهى للقمة عيشك امك مش مستحملة وهو لو كان شاريكى كان جه خبط عالباب ..
-: ماهو ميعرفش انى بحبه
-: ولا هيعرف يا اختى امشي جنب الحيط وخلى بالك من نفسك واوعى يا بت تقعى فى شباكه ..
-: فشر هو انا عبيطة لا دا انا تربية نوسة
-: جدعة ويلا قومى عشان نشوف المحشي خلص ولا لسه ..
أرتفعت اصوات الاغانى تصدح بصوتها الرنان فى الاجواء تبعتها اصوات ضحكات خليعة تخرج من الشقة التى اسفلهم
بوسة : هى الناس دى مش ناوية تتلم بقى وتوب عن القرف ده ..
سمر : منه لله عم ابراهيم هو الى بلانا بيهم البلوة السودة دى ..
بوسة : ماشي ... مبقاش بوسة ان مطفشتهمش من هنا ..
اندفعت تخرج من الغرفة وخلفها سمر قائله
-: خدى هنا رايحة فين ؟
-: بعون الله انا هخليهم يتوبوا ويطلعوا يحجوا ولابسهم الحجاب كمان ..
خرجت نوسة من المطبخ قائلة
-: هما مين دول الى هيحجوا ..
ضحكت سمر وهى تجذب صديقتها وتقول
-: فرقة العوالم الى تحت ..
فى وسط الحارة
يقف رجلا فى العقد الرابع من عمره ويبدو عليه اثار التعب والارهاق يمسك منديلا ورقيا يمسح عرقه ..
-: يارب بقى ألاقى البيت على طول انا ما صدقت وصلت لهنا ...
لمح احد الصبية يمر من جانبه هتف قائلا
-: بقولك ايه يا ابنى الاقى فين بيت الانسة بسمة شريف السيوفى ...
تطلع اليه الصغير ب بلاهه ليقول
-: معرفش روح اسأل عالقهوة هناك ..
اشار الصبى الى القهوة حيث يتجمع بعض الرجال عليها اتجه حيث اشار تحير لثوانى فى من سيبدا بالسؤال ليقطع شروده ذلك الصوت الاجش قائلا
-: أؤمر يا فندى شكلك مش من هنا ها قول عاوز ايه ؟
اعتدل الاخر في وقفته ليقول
-: ايوه فعلا انا كنت جى بدور على بيت الانسة بسمة شريف السيوفى ..
ذم الرجل شفتيه وعقد ما بين حاجبيه ليقول
-: قصدك بسمة بت الاستاذ نصحى محصل النور
تنحنح الرجل مصححا له قائلا
-: لأ بسمة شريف السيوفى اعتقد ان ابوها متوفى و كان بيشتغل اسطى نجار تقريبا ..
اندهش الاخر ، وتطلع اليه فى حقد ليقول
-: مفيش غير بوسة بت شريف طب وانت بقى عاوزها فى ايه ؟
-: احم انا كنت عاوزها فى امر شخصى ياريت حضرتك تدلنى على البيت ..
جلس الاخر على الكرسي وهو يقول
-: احنا معندناش حد بالأسم ده
كتم الاخر غيظه قائلا : ما انت من كلامك حسيت انك تعرفها ما تقولى عالعنوان الله يكرمك ..
-: طب لو قولتلى عاوزها فى ايه هقولك
-: امرى لله انا محامى جدها عتمان السيوفى وجى من طرفه ..
-: اها يعنى هو الموضوع كده طب تمام بتها هتلاقيه اخر الشارع ده عاليمين هتلاقيها مرزوعة هناك فى ورشة النجارة ..
-: ماشي شكرا ليك ..
تحرك المحامى خطوتان ليوقفه صوت الاخر قائلا
-: لما تسأل عليها قول بوسة هى اسمها بوسة مش بسمة..
ابتسم الاخر بفتور ليقول
-: ماشى ماشي بس المهم انى الاقيها فالاخر ...
وصل الى منزلها وعندما وقف امام الورشة وجدها فارغة الى ان وجد صبى يخرج من الداخل فاستوقفه قائلا
-: بقولك يا هى الانسة بسمة فين ؟
تعجب خشبة وقال
-: بسمة مين ؟
-: بوسة .. الانسة بوسة
-: اه هتلاقيها فوق اعدة مع أمى ..
-: طب اطلع ناديها ..
-: لا انا مش هسيب الورشة لو عاوزها اوى اطلع انت ..يأما اعد استناها هنا ..
نفخ الرجل بضيق ليقول
-: انا هطلع وامرى لله .. يووه انا نسيت اسئلة فالدور الكام ..
كان قد وصل الى الدور الاول تردد قليلا قبل ان يضغط على الجرس ليقول
-: أكيد لو مش هنا هتقولى على اهنى دور ..
بعد دقيقة كانت تفتح سيدة شمطاء تنظر له بحدة لتقول
-: نعم !! عاوز ايه
-: احم ممكن بوسة
-: بوسة .. اما انك صحيح راجل بجح وقليل الادب ..
خرج زوجها من الداخل وقال
-: في ايه يا ولية بتزعقى كده ليه ؟
-: الراجل قليل الادب بفتحله الباب لقيته بيقولى هاتى بوسه ..
-: نهارك طين .. بتقول لمراتى كده ده وبكل بجاحة .. اذا كان انا متجوزها بقالى احداشر سنه ومببوسهاش ..
-: يا استاذ اهدى بس انا مالى تبوسها ولا متبوسهاش وبعدين هى دى واحدة تتباس ولله عندك حق ...
-: اه يا قليل الادب يا سافل ... اضربه يا ابراهيم متسبهوش ..
لم يتردد المدعو ابراهيم فى امساك المحامى المسكين من تلابيبه واعطاءه ضربة قوية مصوبة نحو وجهه
-: استنى بس يا استاذ ابراهيم انا هبوس المدام ليه انا كنت جى اسال عن الانسة بوسة هى ساكنه هنا !!
دفعه ابراهيم بعيدا عن الباب حتى كاد ان يسقط ارضا لولا استناده على الحائط ، وقبل ان يعيد سؤاله اغلق ابراهيم الباب بوجهه
-: اااااه منك لله يا ابراهيم عوجتلى الفك .. اما اطلع الدور التانى يارب الاقيها ساكنه فيه واخلص ...
صعد الى الدور الثانى وطرق الباب عده مرات لتفتح له سيده عجوزة فى عقدها السابع او الثامن تطلعت له من خلف نظارتها المكعبة لتقول
-: انت مين يا بنى وعاوز ايه ؟
-: انا كنت جى بسال عن الانسة بوسة ساكنه هنا !!
وضعت يدها على اذنها دلالة على ضعف سمعها لتقول
: مين عاوز مين !!
رفع صوته ليقول : بوسة عاوز بووووسة
-: يابنى انت اعمى النظر ده انا ست كبيرة اد ولدتك دا انا من يوم الحاج ما مات من تمنتاشر سنه وانا مردتش اتجوز وادخل راجل غريب على عيالى تقولى هاتى بوسة .. اما جيل قليل الحيا صحيح ...
لم تنتظر اجابته لتغلق الباب بعنف امامه ليقول من بين اسنانة
-: ده ايه الحظ المنيل بستين نيلة ده !! .. انا كان مالى ومال الشغلانة السودا دى اوووف ..في حد يسمى الاسم ده مالها عفاف ولا شيرين ولا سماح اسامى بنى ادمين مش قلة ادب ..
الفصل خلص ياريت تقولولى رايكم بليز متنسوش الفوووت ..
تعليقات
إرسال تعليق