لاجلك فقط
الفصل الثالث والرابع
دخل سليمان كالعاصفه هائج وثائر .. يدفع اى شئ يراه امامه فى شقة المسكينه " نعيمه " التى خرجت على صياحه مهروله من غرفتها
- ايه بتزعج ليه ؟ .. الدنيا خربت
سليمان : انتى يامرة انتى اتجنيتى ولا اتخبلتى . بتسوجى عليا انا الهبل عالشيطنه
نعيمه باعتزاز : انا مسوجتش لا هبل ولا شيطنه . انا من امبارح وانا جايلالك .. بتى هاعلمها مش هاجوزها
سليمان : مش بجولك اتجنيتى ولا اكنك اتخبطى فى عجلك ... بعدى من وشى .. خلينى ادخل اشوف بتى
قالها وهو يدفعها بقوه حتى كادت ان تسقط لولا انها تداركت نفسها
- انا هنا يابا اها .. لبست وكنت طالعالك على طول بس كنت بظبط الطرحه
قالتها " زينب " بارتجافه خوفا من ابيها
سليمان وقد هدأ قليلاً : طب ياللا اخلصى اطلعى جدامى وكملى فوج عندى
ذهبت " زينب " مع ابيها وهى تتحاشى نظرات " نعيمه " والتى صمتت مصدومه من فعل ابنتها التى لم تنصفها لتسقط على اقرب كرسى وهى شاعره بالارض تدور ظلت هكذا لفتره من الوقت لا تعلم مدتها ثم ما لبثت ان تهب منتفضه لتجمع امها وتذهب اليهم .
********************
- خالتى " نعيمه " !!!
قالها " ناصر " الصغير وهو متفاجأ بزيارة " نعيمه "
- جاعدين فين ؟!
ناصر : هما مين ؟
نعيمه وعيناها تجوب المنزل يمينا ويسارا
- ابوك والجماعه الضيوف
- جاعدين جوا فى اؤضة الضيوف ومعاهم " زينب "
قالها " ناصر" مع اشاره بيده ناحية اليسار .. فدخلت فورا دوان استئذان .
- السلام عليكم
قالتها " نعيمه " وهى تقتحم الغرفه وسط مفاجأه من زوجها " وصفا" وابنتها
جلست بعد ان رحبت بهم جميعاً .وقامت بالتعريف بنفسها ... فنظرت لابنتها وجدتها مخفضه عيناها ارضا
ثم القت نظره متفحصه بهذا المدعو" محمود " او العريس .. فعلمت ما اصاب ابنتها
فتحدثت : وانت ياعريس متعلم لحد كام ؟
محمود : واخد دبلوم تجاره ياخاله
نعيمه بجرأه : يعنى على كده هاترضى بتى تكمل تعليم فى بيتك
عقد حاجبيه بدهشه ليرد
- واعلمها ليه ؟ .. وتبجى اعلى منى .. كنت ابوها انا !!.
سليمان بصرامه : وانا ابوها و مش هاعلمها .. ومجولتلكش انت علمها .
نعيمه بقوه : وانا امها ومش هاجوزها غير لما تكمل تعليمها
هب مستنكراً لينهض : وااه .. دا انتى باينك شديده وكلمتك ماشيه .. عن اذنك ياعم " سليمان " انا اللى عندى جولتوا .. ايه اللى يجبرنى انا اخد واحده واصرف على تعليمها ... قالها وخرج على الفور هو ووالدته . التى كانت تنظر ل" نعيمه " باذدراء..
ظهر الفرح جلياً على وجه " زينب " وتهللت اساريها امام صدمة " صفا" و" سليمان" الذى بمجرد خروج المذكور .. اندفع كالثور
- بجى انتى بتكسرى كلمتى يابت ال....... انا ان ماكسرتك مابجاش انا
قالها وهو يصفعها عدة صفعات على وجنتيها وهو ممسك بشعرها يكاد ان يقتلعه بيديه ... امام نظرات " صفا" المتشفيه وصرخات " زينب " التى حاولت تخليصها ولم تقدر .
زينب : سيب امى ..حن عليك هاتموت فى يدك
صفا وهى تلوك فاهها : ودى عمله تعملها واحده محترمه جدام الناس الغريبه .
نعيمه بتحدى والم : مش هاسيبك تضيع مستجبل بتى ياظالم .. حتى لو فيها موتى
سليمان : انا ظالم يابت ال...... انا هدفنك حيه
نعيمه بتحدى اكبر : طلجنى يا " سليمان .. كفياك ظلم لحد كده وطلجنى
ارتخت يده فنفضتها " نعيمه " بقوه وهى تكمل
- انا بجولهالك اها .... انا طول عمرى ساكته ومابتكلمش عن حجى كزوجه فايتها جوزها زى البيت الوجف ومش عادل معاها ... عشان بتى .. اللى عايز ترميها دلوك بجوازه اى كلام وتضيع مستجبلها ..لكن لحد هنا وخلصت .
سليمان : مستعد اطلجكك بس يبجى مالكيش بنته
صرخت زينب فى ابيها ولم تنتظر رد والدتها
- لاه يابوى .. لو فيها موتى انى اسيب امى هاموت نفسى .
سليمان : كده طب غورى معاها بس ملكيش قرش هايتصرف عليكى .. ولا حتى لما تتجوزى هدفع جرش فى جهازك .. اعتبرى نفسك مالكيش اباهات واياكى اشوفك تيجى تطلبى منى مليم واحد .. ان شالله حتى تموتو من الجوع انتى وامك .
نعيمه بازدراء : عنننك .... الله الغنى وهايسترنا ومش هانحتاجك
صفا باسلوبها المستفز كالعاده : صح بطلوا ده واسمعوه ده ... حريم جادره .
نعيمه وهى ترفع راسها : انا طول عمرى عزيزة النفس وكريمه .. يعنى مش هارد على واحده زيك .. كل شغلتها ان تلبس وتتزوج عشان تيجى تغيظ ضرتها ... انتى ماخدتيش بالك .. انا لو عايزاه كنت طالبت بحجى فيه .. يعنى انا فايتهولك بخاطرى عشان مايلزمنيش .
سليمان وقد اصابته الكلمه فى مقتل
- بجى انا ملزمكيش يابت ال... غورى وانتى طالج .
ومالكيش اى حج عندى .
نعيمه بابتسامه ساخره : سايبهالك مخضره .. ياللا بينا يابتى وانتى اشبعى بيه .
قالت الاخيره ل" صفا " التى اصابها الخرس من الكلمات اللازعه التى اللقتها " نعيمه " التى اصبح لها انياب .. بعد كانت ضعيفه مستكينه .. ثم خرجت " نعيمه " وابنتها بعد ذلك على الفور .
*********************
زينب وهى تلملم اشيائها وملابسها وتضعها فى الحقيبه : هانروح فين ياما ؟؟.
نعيمه وهى تفعل نفس الشئ : هانروح على بيت جدك
زينب باندهاش : بس بيت جدى جديم وبالطوب النى .. طب مااحنا نروح عند خالى " حسان" و هو مش هايكشر فينا .
نعيمه : مش عايزين نبجى تجال على حد .. ان كان خالك او مرة خالك .
زينب بامتعاض : ياما ... بس احنا هانتحمل نجعد فى البيت الجديم ده .. بعد الشجج الزينه والسراميك والعفش الحلو
نعيمه وقد اوقفت ماتفعله ووقفت تنظر لابنتها
- البيت اللى بالطوب النى والعفش الجديم وانتى متعلمه ومعاكى جرشك من وظيفتك ولا بيت جديد ومتهانه فيه
زينب : لا ياما ... البيت الجديم احسن .
..... يتبع
اللى عجبتو القصه تعليقات بقى
امل_نصربنت_الجنوب
الفصل الرابع
قضت "نعيمه " وابنتها زينب ليلتهم فى البيت القديم على اثاث مهترئ قديم ومعبأ بالغبار ..وفى اليوم التالى وزعت " نعيمه " عليها هى وابنتها المهام لتنظيف البيت وتنظيمه .. حتى يليق بالسكن الادمى .. ظلوا طوال اليوم فى هذا الشغل الشاق حتى اتى موعد الطعام وبعد ان جهزتهوا " نعيمه " وهما بتناوله .. سمعوا طرقاً على باب المنزل
فقامت" زينب" بالفتح وكان الطارق خالها الذى دخل عليهم مكفهر الوجه
- ايه اللى سمعتوا دا يا" نعيمه " ؟
- سمعت ايه ياخوى
- انتى عايزه تجرسينا .. بتفحينا مع الناس اللى جايين يخطبوا بتك ..ايه !!.. عجلك فوت .
- اسمع يا حسان انت اكتر واحد عارف انى اتظلمت فى جوازتى .. وعشان كده بجولك انا لا يمكن هاخلى اللى حصل معايا يتكرر مع بتى .. وهاعلمها ولو على جطع راسى
حسان : غصبن على ابوها اللى عايز يجوزها ويسترها
نعيمه : مش كل الجواز بيبجى ستره .. تعليمها هو اللى هايسترها
حسان : يعنى انتى دلوك مستريحه بعد ماخربتى بيتك ووجفتى حال بتك ؟!.
نعيمه : مستريحه جوى .. اهم حاجه دلوك انا عايزه ورثى عشان اكمل الطريج اللى مشيت فيه .
نظر اليها بحنق : انا هاتصرفلك فى جرشين جزء من حجك
نعيمه بقوه : انا عايزه حجى كله . انا بتى هاعلمها يعنى عايزه فلوس كتير ..
حسان وازداد حنقه منها : انا ماشى دلوك .. اتصبريلك يومين على ما اجمعلك التمن اللى هاشترى بيه نصيبك .
زينب وهى تنظر فى اثره : خالى شكله مش هاديكى حجك كامل .
نعيمه : انا عارفه انه هايكل نص حجى على الاجل .. بس مش مهم .. الباجى هاحطوه فى البنك ومن فوايده ان شاء الله اعلمك .. وبعد كده هاسعى على معاش المطلجات عشان ناكل ونشرب منه .
زينب وهى تنظر بفخر لولدتها : انتى كنتى مخبيه فين شطارتك دى ياما ؟!.
نعيمه : معلش يابتى انا طول عمرى غلبانه لكن الزمن علمنى .. وتعليم الزمان واعر جوى .
وهكذا تدبرت" نعيمه" استقلالها بالمسكن والمال اللذى يمكنها من تحقيق هدفها الاسمى وهو تعليم ابنتها .
ويمر الوقت وتتقدم " زينب " فى دراستها رغبةً فى اسعاد والدتها وانصافها ولكن ماكان يؤرقها هو استنكار المحيطين بهم لقرارت " نعيمه "
لدرجة انها كانت كلما ذهبت فى مناسبه او فرح لاحدى صديقاتها تسمع من السيدات مايؤرق مضجعها .. ويحزنها حتى وصل الامر بالمعايره وذلك لانها الوحيده الباقيه وكل من تماثلها فى العمر واصغر تزوجت .. وذلك هو العُرف السائد فى القريه بتتزويج الفتيات وهن صغيرات .
لدرجة وصلت للتعاسه وكانت توشك على التمرد فى وجهها لولا هذا الصوت الذى كان دائماً يذكرها بضرورة طاعتها .. فيكفيها التضحيه لأجلها .. الا تستحق هى ايضا التضحيه حتى لو كان فى هذا الامر عدم زواجها اطلاقاً .
فكانت تجتهد وتثابر لاجل " نعيمه " واسعادها .
حتى تخرجت واكملت دراستها ولانها متفوقه نالت الفرصه بالتعين فى الجامعه كمعيده واول قرار اتخدته بعد التعيين هو اتخاذ سكن مناسب لها هى ووالدتها فى المدينه .. بعيداً عن القريه وسكانها .. لتستقر هناك وتترقى فى الدرجات العلميه .. وتنشئ مستقبل باهر يليق بها ويُسعد والدتها .. لتحصد ثمار الصبر وسنين الشقاء .. بتحقيقى احلامها فى تعليم ابنتها وتزويجها بمن يستحقها وتستحقه .. وهاهى الان بعد مرور عدة سنوات بعيده عن القريه عادت .. فى زياره لخالها " حسان " بناء على دعوه تلقتها منه ... وذلك احتفالا بحصولها على درجة الدكتوراه ..
- توقفت بسيارتها امام المنزل القديم . والذى عاشت فيه قسطا ليس بالهين .. سنين الشقاء والتمرد هى و " نعيمه " التى ازداد وزنها وتوردت و كأنها عادت فى العمر ٢٠ عاما .. من يراها لا يصدق ان هذه "نعيمه "ً التى رسم البؤس على ملامحها لوحه كئيبه طول فترة زواجها من "سليمان "وذلك بعد ان حققت مبتاغاها بتعليم ابنتها ووصولها لدرجة علميه متميزه بشهادة الجميع ومركز اجتماعى مرموق
.... يتبع
امل_نصر
بنت_الجنوب
تعليقات
إرسال تعليق