القائمة الرئيسية

الصفحات

البارت الثاني عروس على إيقاع الثأثر

 


البارت الثاني

عروس على إيقاع الثأثر


بقلم قرنفلة النيل / حنان محمود


يركض الجميع داخل المشفى ...


حالة من التخبط والصدمة تسود الجميع....لا أحد يريد الأستسلام وتصديق الحقيقة والتعلق بالوهم والعدم


داخل رواق المشفى تتقابل العائلتين...بين الترقب والقلق يعلو صوت مراد قائلاً :


أين المسؤول في هذه المشفى؟؟


المرضة تأتي على عجل ...


= لقد هاتفت مدير المشفي يا سيدي وهو قام الآن ...


مدير المشفى من بعيد جاء بخطوات مهروله ويبدوا على تقاسيم وجهه الوجوم ، ما أن رأى مراد


مال على أذنه ..وأبتعدوا عنهم بضعة خطوات ..أمام أعين الناظرين لهم


أجفل قلبه وجدمت تعابير وجهه وأخذ شهيقا قويا أتبعه بزفير خارج من جوفه كالبركان الحارق..وثب من مكانه محاولا السيطرة على أنفعالاته...


أراد أن يركض خارج المشفى ...أو يوقف الزمن الآن كل أمنيته أن يعانق أخاه الذي أشتاقه قبل أن يواري الثرى


أنه ليس بشقيقه فقط بل هو بمثابه أب له ، فطالما كان يعامله بمحبة كبيرة ويحتضنه ، رغم أن فارق العمر بينهم ليس كبير,,,


=أنصرف مدير المشفى ..بعد أن عزا مراد في شقيقه وزوجته ليتركه محطم مصدوم ..والأسوء الآن ..كيف سيكون وقع الخبر على العائلتين وخصوصا والداه...فهو يناجي ربه الآن إلا يصيبهم هذا الخبر المشؤم بمكروه...


= صمت طويل ساد المكان قبل أن يقطعه والده شريف..


= قل لي يا بني أن أخاك وزوجته بخير..وأنهم على قيد الحياة..


= بخطوات بطيئة ومهزوزة وعيون أغروقت بالدموع...تقدم مراد نحو أبيه ووقف منكس الرأس أمامهم..وأردف بحزن بعد أختنقت الكلمات في حلقة ومعها أختنقت روحه وكلماته موجهه إلى العائلتين..


= أبي أنت رجل مؤمن ومصلي والله أحب أن يبتليك في أخي وزجته...


= مهتاب : جف حلقها وأرتجف جسدها ونظرت بترقب وقلق جلي...


= مراد: البقاء لله في أخي وزوجته ..


= تصلبت شراين الأب بعد هذه الجملة وظل يحدق في الفارغ من شدة الصدمة...وتمنى لو أنه مات قبل أن يسمع بهذا الخبر...


= مهتاب هربت الدماء من جسدها وتسارعت نبضات قلبها وأصفر وجهها وكأن الحياة فارقت جسدها...فأخذها مراد وأجلسها على أقرب مقعد..أمامه...وهتف بصوت عال..نحتاج مساعدة


= أمام أحدى الغرف خرج الطبيب وهو يمسح عن وجهه حبات العرق ويبدوا عليه التعب جلي...


= مراد بلهفة ركض نحو الطبيب كي يطمئن على حالة والدته التي تعرضت لأزمة قلبية ...أردف بتوتر وقلقل جلي :


= رجاء أيها الطبيب قل لي أن أمي بخير...؟؟


= هز الطبيب رأسه وربت على كتف مراد ..وبابتسامة مطمئنه أردف :


= أدعي لها يا مراد بيه فالصدمة كانت أكبر من أحتمالها 24 ساعة القادمه فارقه ...ستظل تحت المراقبه إلى أن تتحسن حالتها...


= أما عن حالة شريف بيه فهو متماسك من أجلك ومن أجل حفيدة ...لقد أرتفع ضغطه ومستوى السكر في دمه مضطرب ونحن نعمل على تظبيطه وأجرينا عدة فحوصات له ونأمل من الله أن لا يكون أصابه داء السكري من أثر الصدمة عليه ، والآن قد وضعنا له سيروم ومهدئ لن يستيقظ إلا في الصباح ..عليهم العافيه ان شاء الله


= أشكرك على شيئ ، قالها مراد بامتنان للطبيب الذي ربت على كتفه قبل أن ينصرف...تاركاً مراد ينظر إلى زوجته نازلي كطفل ضائع


= نازلي أقتربت منه وأمسكت يديه ..وأردفت :


= مراد حبيبي عليك أن تتماسك ، أظهار ضعفك أمام والديك ..سيكون ضربة قاضية بالنسبة لما أصابهم ..تماسكك..هو ما سيجعلهم يتخطون هذه المحنه..بأذن الله..وأسترسلت...والآن أعرف أن ما سأقوله صعب عليك ، ولكن لابد منه ، عليك أن تذهب لترى أخاك للمرة الأخيرة ، فهو يستحق وداع يليق به...


= مراد أتكأ عليها بجابنه وهى أمسكت بيديه كأنها تدله على الطريق...إلى أن وصلا إلى غرفة حفظ الموتى..هكذا كان أسم الغرفة...ياله من مكان بارد مخيف منزوع منه الحياة ..ظل يحدق في هذه الافته بأعين زائغة تزرف الدموع كشلال ..لم يتزحح من مكانه ..فدفعته نازلي بيديها برفق إلى الداخل..حتى خطى بقدماه داخل الغرفة المشؤمة ..


= وأذا بصوت رجل حاد أجلف قلبه وهو يقول :


=أنتم عائلة المتوفي في هو وزجته...


= أومأت نازلي بنعم


= قام الرجل بفتح الصندوق وسحبه للأمام .. ياالله يرى جسد أخيه مدد وعليه شرشف أبيض ، فدنى منه وهو يجاهد أنفاسه التي تخرج من صدره أن تعود مرة أخرى له فكيف لهذا القلب أن ينبض ويتنفس الهواء وقطعة من روحه ترقد بلا حياة في هذا الصندوق الأسود...


= يا لها من حياة كانوا محتمعين يتحدوث ويضحكون قبل بضعة ساعات...والآن هاا قد أضحى جسد هامد بلى حركة وحياة ...


= قالها بانكسار وضعف ..وصوته أخترق الجدران ..قم يا أخي بالله عليك ..قم أقسمك بالله قم فهذا المكان بارد ولا يليق بك ..أين لي بالسند الآن وأنت كنت لي السند من بعد الله لم تكن أخاً لي فقط..؟؟بل كنت أباً وصديق ، لم تبخل عليًّ يوما بحنانك وحبك وأحتوائك لي ، لطالما كنت حافظ لسري الذي لم أطلع عليه غيرك ..وعلا نشيجه وأنسالت دموعه حتى بللت لحيته وأنخني بقامته الشخامة ليقبل وجه أخيه حتى قالت زوجته :


= بالله عليك يا مراد أنت تعذبه بحزنك ودموعك هذه ..أدعوا له بالرحمة والمغفرة...أعتدل في وقفته وألتفت إلى الخلف فرأى عائلة زوجة أخيه المتوفي منتظرين خروجهم حتى يتثنى لهم وداع زهرة شبابهم وفلذة كبدهم المساجة داخل الصندق الأسود..


= تنحح مراد وأجلى صوته وهو يجاهد ..لملمة جوارحه وأمسك يد زوجته ..وخرج من الغرفه


= وبكل بحزن قال لهم البقاء لله وتركهم وأنصرف ليدلفوا إلى الداخل..


= دلف منتصر وزوجته بهتار وابنتهم آفين .وعيونهم تزرف الدموع على فراق قطعة من روحهم


= حاولت آفين التماسك قدر المستطاع لا تعرف كيف ؟؟ ولكنه الصبر الذي يقذفه الله في قلوب عبادة المؤمنين بقضائه...


= بعد أن قاموا بوداع ابنتهم الشابة التي خطفها الموت منهم ، هموا بالذهاب إلى قصرهم ..وعند باب المشفى تصادف بدخول عمها عثمان وابن عمها غالب..الذي مثل دور الحزين والمصدوم أمام عائلة عمه منتصر...


=عثمان : كيف حدث هذا يا أخي..؟؟


= منتصر : أنه قضاء الله وق.....وقبل أن يكمل جملته...كان أحد أفراد الشرطة يستوقفهم...ويقول:


= حضرتك منصر بيه آل بيكال ..؟؟


= منتصر : نعم أنا هو...يا حضرة الضابط


= الضابط : يوجد شيئ هام نود أخباركم به ولكن في حضور عائلة شريف بيه..


= بهتت قسمات الواقفين ،منتصر أردف بنرة يشوبها القلق وهو يشير لهم بالتحرك إلى الداخل، وأستشعر أن القادم لا ينذر بالخير..وتقدم إلى الأمام وهو يشير إلى زوجته وابنته بالعودة إلى داخل المشفى


= هناك أمام الغرفة التي يرقد فيها شريف وزجته مهتاب ، ألتقى الجميع وسط ترقب يشوبه القلق ونظرات عيون سربلها الحزن والحسرة على فراق أحبتهم ...


= أردف الضابط وقال : مع الآسف ما سأخبركم به الآن شيئ محزن وفي غاية الأهمية ..والخطر..


= سيطر الوجوم على قسمات وجوههم ، وسط ترقب قادم لا يبشر بالخير...


= الضابط : المعاينة الأولى للسيارة التي كانت في الحادث وجدنا أن مكابح السيارة مقطوعه بفعل فاعل ...هذه هى المعاينة الأولى والتقرير النهائي سوف يأتي من المعمل الجنائي خلال 24 ساعة...وغدا بأذن الله بأمكانكم أستخراج تصاريح الدفن من سرايا النياية العامة وتقبلوا خالص عزائنا وأنصرف بعدها الضابط..


= وتركهم وبدى الكل فراغ فاهه ومشدوه بين الصدمة المفاجأة..


= من تجرأ وفعل هذه الفعله الشنعاء ..وهل مازال الخطر محدق بينهم ومن يا ترى عليه الدور...


يتبع


برجاء

تعليقات

التنقل السريع
    close