البارت_التالت والرابع والخامس
العشق_الطاهر
✍ نسمه_مالك✍..
..مشهد حقيقى شتاء سنة1990..
..مر أسبوعين على اللقاء الاول لطاهر وجيلان،
لم يكف بهما طاهر عن انتظارها أمام مدرستها حتى يراها بالصباح الباكر وأثناء خروجها بعد انتهاء اليوم الدراسى،
أما جيلان ففور خروجها من باب المدرسه تدور بعينها بحثاً عنه،ليشرق وجهها بابتسامه هائمه حين تلمحه،يبادلها هو الابتسامه بأخرى متلهفه،بخطوات بطيئه أقتربت من سيارة والدها الواقفه بنتظارها وصعدت بها على مضض متمتمه لنفسها بصوت خفيض..
"كل يوم ادعى ربنا العربيه تعطل منك تانى يا انكل سعيد ومبتعطلش لييييه بس"..
سارت السياره بها مروراً بطاهر الذى يتابعها بشغف،يخبرها بعينه أنه يرد الحديث معها،
تفهمت هى نظرته جيدا،وحسمت أمرها بتنفيذ خطتها المجنونه،مر بعض الوقت حتى وقفت السياره أمام منزل عز الدين الشامى،منزل يظهر عليه الثراء والفخامه،سارت جيلان نحو الداخل بقلب مرتعد،ووجه بدأ يظهر عليه الشحوب من شدة خوفها،نظرت حوالها تبحث عن والدتها حكمت هانم حتى رأتها تجلس على مكتبها بيدها أحدى كتابها المفضله وسيجار من نوع فاخر،
سارت نحوها بخطى مرتعشه حتى وقفت امامها بأحترام شديد خافضه رأسها أرضا وهمست قائله..
"بنسوار مامى"..وضعت حكمت السيجار ورفعت يدها بنظره أمره تحث جيلان على تقبيلها،أبتسمت لها جيلان أبتسامه رقيقه ومالت على يدها قبلتها بعمق وأعتدلت بوقفتها مره أخرى تنظر لها بتوتر ورعب ملحوظ،
ضيقت حكمت عيونها وتأملتها قليلاً بتمعن وتحدثت بصرامتها المعهوده قائله..
"امممم،اتكلمى عملتى أيه؟؟"..
ترقرقت العبرات بعيون جيلان ومدت يدها لداخل حقيبتها واخرجت ورقه اعطتها لها،أخذتها حكمت وتفحصتها لثوانى،
لتتسع عينها على اخرهم بذهول وبلحظه كانت هبت واقفه أمامها وتحدثت بعدم تصديق..
"ايه دا؟،3 من 20 فى أمتحان الانجلش!!"..
أبتسمت بسخريه مردده بثقه..
"أكيد ورقتك اتبدلت مع حد تانى،انا بنتى طول عمرها من الأوائل"..
خفضت جيلان رأسها بخزى وببكاء همست..
"مامى انا أسفه بس دى ورقتى أنا،معرفتش أحل لأن الماده صعبه أوى السنادى، ومحتاجه أخد درس عند الميس فاديه"..
أقتربت منها حكمت خطوه واحده وتحدثت بغضب عارم..
"ورقتك انتى يا جيلان!؟؟"..مدت يدها وامسكت وجنتيها بين أصابعها بعنف مؤلم مكمله.."ودرس ايه اللى أنتى عايزه تاخديه"..صرخت بوجهها.."أمال كل المدرسين اللى بيجولك البيت عندنا هنا دول اييييه"..
جيلان:ببكاء.."يامامى أكتر واحده بفهم منها الانجلش كويس هى مس فاديه وهى أتنقلت السنادى لفصل تانى ومبقتش تدينى علشان كده درجاتى بقت فى النازل"..
دفعتها حكمت بقوه ودارت حول نفسها مردده بغضب..
"أقول ايه لباباكى لما يسألنى على درجاتك الشهر دا؟!"..
نظرت لها نظره حارقه وتابعت بصراخ..
"هيقولى من دلعك ليها فى غيابى"..
نهت جملتها وصفعتها بمنتهى العنف على وجنتيها أكثر من مره مردده.."عايزهم يقولو عليا جوزها مسافر وسيبها مش عارفه تربى بنتها وطلعتها فاشله"..كل كلمه تتفوه بها بصفعه على وجه جيلان الواقفه بثبات دون حراك،لا ترفع يدها لحماية وجهها حتى،غالقه عيونها بقوه لتنساب دموعها على وجهها بغزاره دون اصدار صوت،ظلت حكمت تصفعها بقوه حتى رأت دمائها تسيل من أنفها وفمها فشهقت بعنف وجذبتها سريعاً لداخل حضنها تضمها بقوة وتبكى بنحيب بصوت اشبه بالصراخ مردده..
"بكره تجبيلى نمرة المس اللى بتقولى عليها هكلمها واتفق معها"..ذادت حدة بكائها وتابعت بقهر..
"هو متجوز وعايش مع مراته وعياله هناك وسيبنى أنا وانتى هنا لوحدنا"..ربتت جيلان على ظهر والدتها بحنان وهمست بصعوبه من بين شهقاتها الحاده.."متزعليش نفسك يا مامى احنا بنسافر لبابى كل اجازه وأنتى اللى مرضتيش أننا نسافر السنادى"..أحتضنتها حكمت بقوه اكبر وبأسف همست..
"كنت مفكره هعاقبه بغيابى عنه السنادى طلعت بعاقب نفسى اكتر"..أمسكت وجه جيلان بين كفيها تتأمل صفعاتها عليه التى تركت علامات حمراء وزرقاء على بشرتها الحلبيه،وتمتمت.."ياالله على اللى بعمله فيكى يابنتى"..
قبلت جبهتها مرات متتاليه ورسمت الجمود على ملامحها وأكملت بأمر.."يله على اوضتك ومتخرجيش منها انهارده نهائى"..نظرت لها جيلان بعيون يغرقها الدمع ووقفت على أطراف أصابعها وقبلت وجنتها قبله صغيره وركضت على غرفتها سريعا تاركه حكمت تبكى بمفردها بنهيار من شدة ندمها على ما تفعله بأبنتها الحنونه،فكلما شعرت بضيق من والدها لا تكف عن ضرب ابنتها لتنفس عن غضبها،جاهدت لتمنع نفسها عن افعالها الحمقاء معها ولكنها فشلت فشل ذريع،
بغرفة جيلان تقف امام المرأه تتأمل وجنتيها المشتعله أثر عنف الصفعات التى تلقتها على يد والدتها، ونزيف انفها وفمها بعيون يغرقها الدمع رغم انها معتادة على نوبات غضب والدتها المتكرره بستمرار،ومن بين كم دموعها ظهرت شبه ابتسامه على شفاتيها حين تذكرت نظرة طاهر لها،سارت نحو فراشها بخطوات واهنه وارتمت عليه بثيابها ناظره لسقف الغرفه بشرود ينعاد بذاكرتها ملامحه الوسمه، عيناه الساحره،صوته الجذاب، رائحة عطره،دقائق معدوده وكانت ذهبت بثبات عميق من شدة تعبها..
مرت تلك الليله ببطء شديد من وجهت نظر جيلان،تريد بستماته اشراق الشمس بنورها لتذهب للمدرسه حتى تلتقى بفاديه،وأخيراً سطعت الشمس معلنه عن بدأ يوم جديد يحمل الكثير من الأحداث..
أستيقظت جيلان بنشاط وارتدت الزى المدرسى الخاص بها على عجل،ومشطت شعرها الحريرى على هيئة ذيل حصان،حملت حقيبتها وتأملت هيئتها امام المرأه ليظهر الحزن على ملامحها حين رأت أثر الصفعات ظاهره بوضوح على وجنتيها،تنهدت بصوت عالِ قائله بحيره..
"أعمل ايه دلوقتى فى وشى اللى بقى ألوان دا؟!"..
فتحت دولابها تبحث عن اى شئ تخفى به وجهها فوجدت وشاح صوف من اللون الكافيه الغامق أخذته وقامت بوضعه حول رقبتها ورفعته قدر المستطاع ليخفى وجنتيها قليلاً وسارت نحو الخارج بخطوات راكضه متوجه لغرفة والدتها فتحتها بحرص وخطت للداخل بخطوات حذره واقتربت من والدتها النائمه بعمق قبلت رأسها ويدها وفرت سريعاً نحو الخارج،ليوقفها صوت داده هنية الحنون..
"جيلان يا بنتى أستنى افطرى قبل ما تروحى مدرستك"..
قذفت لها جيلان قبله بالهواء اثناء ركضها قائله بشقاوه..
"هفطر فى العربيه علشان متأخرش يا داده"..
كالعاده يقف طاهر أمام منزله المقابل لمدرسة جيلان مستند على سيارته ينتظر قدومها،لتتهلل أساريره حين لمح سيارتها تقترب عليه وتوقفت على بعد خطوات منه،لتسرع جيلان بالركض لداخل مدرستها دون الالتفات له كعادتها،عقد حاجبيه بستغراب متمتماً..
"مخبيه وشك عنى ليه المرادى يا جيلان؟!"..
تسرب القلق لقلبه وعقد العزم على الأطمئنان عليها حتى لو وصل به الأمر أن يذهب اليها داخل فصلها..
جلس بسيارته ينتظر انتهاء طابور الصباح،
مال برأسه على المقود وتنهد بصوت مسموع قائلاً..
"عملتى فيا أيه بس يا أحلى جيلان شافتها عنيا"..
مرت دقائق كانت بالنسبه له كسنوات طويله،أخذ نفس عميق وهبط خارج سيارته متجه نحو المدرسه بخطوات شبه راكضه،ليوقفه احدى الحرس متسائلاً..
"حضرتك عايز مين؟"..
طاهر:"انا طاهر الخيام أخو مس فاديه الخيام وكنت عايز اقبلها"..
الحارس:"اهلاً وسهلاً يا فندم"..أشار بيده على مبنى داخل المدرسه مكملاً.."مس فاديه بتكون موجوده فى غرفة المدرسات ولو ملقتهاش تبقى عندها حصه"..نظر لزميل له وتابع بأمر.."أطلع مع الأستاذ يا عبد السلام"..
طاهر:"متشكر جدا"..خطى للداخل وصعد الدرج وهو يتلفت حوله وينظر بكل فصل بحثاً عنها حتى وصل لغرفة المدرسات ووقف على بابها يبحث عن شقيقته،لمحته فاديه فاسرعت بالركض نحوه وتحدثت بفزع ظاهر على وجهها..
"طاهر ايه اللى جابك؟فى حاجه حصلت؟"..
أقترب منها طاهر وأمسك يدها وربت عليها بحنان قائلاً بابتسامه.."اهدى يا فوفا مافيش حاجه حصلت"..
رفع يده وحك شعره وهمس بأذنها بخجل مصطنع..
"عايز اشوف جيجى أتصرفى يا فاديه"..
أتسعت أعين فاديه بدهشه وهمست بذهول قائله..
"طاهر انت اتجننت يا حبيبى من ساعة ما شوفت جيلان،وشكلك عايز تتسبب فى رفدى كمان"..
تنهد طاهر بعشق وتحدث برجاء قائلاً..
"علشان خاطرى يا فاديه،دا انا اخوكى حبيبك"..
جزت فاديه على اسنانها متمته بغيظ..
"انا مبعرفش اخد منك موقف ابداً يا طاهر"..
نفخت بضيق وسحبته خلفها نحو مكتبها اجلسته وجلست امامه وتحدثت بتعقل..
"حبيبى انا مبقتش أدى جيلان يعنى مليش حجه ادخل الفصل عندها ولو دخلت انت مش هينفع تكون معايا"..
طاهر:بأصرار.."أتصرفى يا فاديه،انا قلقان عليها ومتساليش قلقان ليه،فخلينى أشوفها بدل ما اقوم الف عليها فصل فصل وانتى عارفه انى اعملها"..
نفخت فاديه بضيق وتحدثت بنفاذ صبر..
"طيب البريك كمان 3ساعات هتقدر تستنى وانا ابعتلها حد من البنات يقولها تجيلى هنا"..
طاهر:بتأكيد.."أستنها 30سنه يا فاديه مش 3ساعات..
فاديه:بابتسامه.."انت فعلاً مجنون يا قلب اختك،لحقت تحبها امتى بس يا واد انت؟!"..
طاهر:بهيام.."من اول لحظه لمحتها يا فاديه وهى خطفت قلبى بنظرتها وملامحها الطفوليه البريئه،شعرها وأه والف أه من شعرها يا فوفا"..
نظرت له فاديه بتحذير وتحدثت بصرامه.." طاهر فوق يا حبيبى واوعى تتكلم معاها هنا نهائى فاهم"..
طاهر:ببوادر عشق.."هقولها كل حاجه بعيونى"..أبتسم بشرود مكملاً بثقه.."وهى هتفهمنى"..
مرت الثالث ساعات ببطء مميت،يجلس طاهر على أحر من الجمر ينتظر سماع صوت جرس المدرسه معلناً عن فترة الراحة للطالبات،
وأخيراً دق الجرس وبدأت البنات تتوافد لخارج الفصول،سارت فاديه نحو الخارج وطلبت من احدى الفتيات ابلاغ جيلان انها تريدها ضرورى،وهمت بالتوجه لداخل المكتب مره اخرى لكنها لمحت جيلان تركض بتجاهها وقفت تنتظرها لتتسع عيونها بصدمه كلما اقتربت منها جيلان حتى وقفت امامها بعيون يملؤها الدمع ووجهها يظهر عليه الكدمات الزرقاء والحمراء بوضوح،شهقت فاديه بعنف وتحدثت بنبره مختنقه بالبكاء قائله..
"جيلان ايه اللى عمل فيكى كده يا بنتى؟!"..
نظرت لها جيلان قليلاً ومن ثم ارتمت داخل حضنها تبكى بنحيب وصوت شهقاتها وصلت لسمع طاهر الجالس داخل الغرفه،اتنفض واقفاً وسار نحو الخارج بقلب مرتعد لتنقطع انفاسه وتسارع نبض قلبه بشده حين وجد جيلان تبكى بنحيب داخل حضن شقيقته،صوت بكائها كان كالسكين حاد يقطع نياط قلبه،أقترب منهم بلهفه ليتسرب رائحة عطره لانف جيلان الدافنه وجهها داخل صدر فاديه،برغم انها لم تستنشق عطره غير مره واحده،الا انها حفظتها عن ظهر قلب،تستمع لنبض قلبه،لتتسارع نبضات قلبها بجنون،وببطء رفعت وجهها حين همس طاهر بأسمها بشتياق شديد..
"جيجى"..
رفعت وجهها ونظرت له لتتسع عينه بصدمه وارتسم الغضب على ملامحه وهم بالاقتراب منها لتسرع فاديه وتخطو بها داخل الغرفه وتتحدث بهمس صارم..
"طاهر روح انت دلوقتى لو خايف على جيلان"..
هم طاهر بالاعتراض لتقاطعه جيلان بصوتها الباكى الذى أطاح بعقله واعتصر قلبه ألماً لهيئتها قائله..
"مس فاديه انا عارفه ان حضرتك مانعه الدروس الخصوصيه بس انا محتاجه مساعدتك"..
فاديه:بلهفه وبوادر بكاء.."أهدى يا بنتى وقوليلى اساعدك ازاى وانا لو فى أيدى اى حاجه مش هتأخر عليكى"..
نظرت لها جيلان برجاء وتوسل شديد قائله..
"انا عايزه أخد درس عند حضرتك وقولت لمامى وهى هتكلم حضرتك علشان توافقى وعارفه ان حضرتك مستحيل تيجى تدرسيلى فى البيت عندنا"..بكت بنحيب مكمله..
"أرجوكى وافقى لو حتى أخد الدرس عند حضرتك فى البيت"..
رايكم وتوقعتكم..
واستغفرو لعلها ساعة استجابه
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹
سورى ع التاخير اتمنى القى تفاعل مشجع عشان اكمل🤩🤩
#البارت_الرابع..
#العشق_الطاهر..
✍ #نسمه_مالك✍..
...........................................
..مشهد حقيقى هكتبه بخيالى..
..بعد الكثير من المحايلات وافقت فاديه ان تكون مدرسة جيلان الخاصه ولكن أشترطت على والدتها أن تأتى اليها جيلان بمنزلها عقب خروجها من المدرسه،وافقت والدتة جيلان على مضض،وأصبحت جيلان تذهب كل يوم لمنزل طاهر،وهذا قد اشعل لهيب العشق أكثر واكثر بقلوب كلاً منهم رغم انهم لا يتحدثون معاً مطلقاً بسبب صرامة فاديه،فكتفى طاهر بمراقبتها طيلة الوقت بنظرات تحمل الكثير من العشق والاشتياق،تبادله هى النظره بستحياء تخبره بنظرتها انه هو فقط أول من امتلك قلبها،ظل الوضع كما هو فتره ليست بقليله الى ان نفذ صبر طاهر،وقرر أن يتحدث معها مهما كلف منه الأمر،خصتاً بعدما رأى وجهها يظهر عليه أثار تعرضها للعنف مرة اخرى،ولكنها تخفى وجهها كعادتها بالوشاح الصوف الخاص بها،تجلس جيلان بجوار فاديه على مكتب بأحدى الغرف بمفردهم،يقف طاهر خارج الغرفه يتمعن النظر بجيلان الخافضه وجهها بخجل وأحراج وعيون تلتمع بها الدموع،
وفاديه تربت على ظهرها وشعرها بحنان بالغ..
لم يشعر بنفسه وسار خارج غرفته بخطى شبه راكضه حتى وصل اليها ووقف امامها مباشرة،هبت فاديه واقفه وتحدثت بحزم قائله..
"طاهر من فضلك اخرج وخلينا نكمل الحصه"..
لم يبتعد طاهر بنظره عن جيلان وتحدث بصرامه قائلاً..
"مش هخرج يا فاديه قبل ما اتكلم مع جيجى"..
خبطت فاديه على المكتب بقوه جعلت جيلان تنتفض بفزع وبدات دموعها تنساب على وجهها ببطء، وتحدثت فاديه بغضب قائله..
"انت فاكرانى ممكن اقبل انك تحب فى تلميذه عندى ؟"..
قطعها طاهر بنظرته المندهشه وتحدث بعتاب قائلاً..
" وانتى تعرفى ان اخوكى بالاخلاق دى!!"..
أغمضت فاديه عيونها بعنف،ووزعت نظرها بينه وبين جيلان الباكيه وتحدثت بتأكيد.."واثقه ان اخلاقك لا غبار عليها ياطاهر"..نظرت لجيلان وتابعت.."زى ما واثقه من أخلاق جيلان،وعلشان كده قول قدامى عايز ايه من جيلان"..
رفعت جيلان رأسها ونظرت لطاهر نظره هائمه رغم كم الألم بعيونها،أبتسم لها طاهر ابتسامه مطمئنه وتحدث بعشق..
"عايز اتجوزك يا جيلان"..هبت جيلان واقفه ولملمت اغراضها بتوتر واسرعت بالركض للخارج،لتوقفها يد طاهر التى أمسكت يدها جعلتها تتسمر مكانها وقد اوشك قلبها على مغادرة صدرها بسبب قوة دقاته،أقترب منها طاهر ومال على أذنها وهمس بسؤاله مره أخرى قائلاً..
"عايز اسمعها منك يا جيلان"..ألتفت وواقف أمامها دون ان يترك يدها التى ترتعش بشدة بين يده،وضغط عليها برفق يبث الطمئنينه لقلبها قليلاً مكملاً بعيون تتفرس ملامحها..
"أنا عايز اتجوزك لأنك ملكتى قلبى من اول لحظه شوفتك فيها،لو اتقدمتلك توافقى تتجوزينى يا جيجى"..
حركت فاديه رأسها بيأس واقتربت منهم وحاولت سحب يد جيلان من يد طاهر،الا انه محكم قبضته عليها جيداً،
جزت فاديه على اسنانها بغيظ قائله..
"سيب ايد البنت يا طاهر،وجواز أيه اللى انت بتتكلم فيه دلوقتى،لسه بدرى عليكم"..
نظر لها طاهر بحاجب مرفوع وابتسامه مصطنعه قائلاً..
"لسه صغيرين ايه بس يا فوفا يلى اتجوزتى وانتى أصغر من جيجى بسنه وجوزك كان فى أولى طب ولا نسيتى؟؟"..
أقترب طاهر من فاديه ووضع يده الأخرى على كتفها مقبلاً جبهتها بحب دون ترك يد جيلان التى اوشكت على الأنصهار من شدة خجلها مكملاً.."ومين حبيبة اخوها اللى كانت عماله تقولى شوفلك عروسه واتجوز خلينى افرح بيك"..
نظر لجيلان بابتسامته التى تذيب قلبها وتابع بعيون تصرخ عشق.."والحمد لله ربنا كرمنى بأحلى وأجمل عروسه بس هى توافق عليا"..
أبتسمت فاديه ونظرت لهم بغضب مصطنع قائله..
"بنت يا جيلان لو الولد طاهر دا جبته وجتلكم البيت وطلبت ايدك من أهلك هتوافقى عليه؟؟"..
خفضت جيلان رأسها بستحياء وأخذت نفس عميق ورفعت وجهها ونظرت لطاهر بعشق قائله.."موافقه يا طاهر"..
ابتسم لها طاهر بفرحه غامره ورفع يدها على فمه وقبلها بعمق مردداً..
"احلى طاهر سمعتها من أجمل جيجى عشق الطاهر"..
نهى جملته وهم بنتشالها داخل حضنه لتوقفه شقيقته وتتحدث بأمر..
"بره يا طاهر"..
طاهر:بشقاوه.."فوفا دا حضن برئ"..
فاديه:بحاجب مرفوع.."اكيد طبعا،بس يله روح لماما قولها علشان تقول لجوزها وتيجى معانا"..تنهدت بألم وتابعت بغصه.."وانا هروح لبابا وأقوله"..
ظهر الحزن والألم على ملامح طاهر حين ذكرت فاديه والديهم،فقد انفصلا عن بعضهم وطاهر طفل رضيع لم يكمل عامه الثانى،وكلاً منهم شق طريقه بعيداً عن الأخر وقامت فاديه بتربية شقيقها الصغير ورعايته حتى بعد زوجها...
..عوده للحاضر..
.........................................
..مر يومان..
تجلس جيلان على اللاب الخاص بها بستمرار،وان اغلقته تمسك هاتفها لعلها تصل لاى شئ يخص طاهر خالها،او جيجى عشق الطاهر،لتتهلل اساريرها حين لمحت رساله على أيميلها "جيجى عشق الطاهر" من أيميل بأسم.."كيان أنسان عاصف"..
اسرعت بفتح الرساله وقرائتها بلهفه التى لم يكن محتواها غير جملة واحده..
"أيش هيدا يا أم الطاهر،ليش ما خبرتينى أنك سويتى أيميل جديد"..
..أتسعت عيون جيلان بتفاجئ وهى تقرأ محتوى الرساله المبعوثه لها أكثر من مره وتردد بذهول قائله..
"أم الطاهر"..صفقت بكلتا يدها وتابعت بفرحه غامره..
يا مسهل وصلنا لطرف الخيط،أمسكت هاتفها بحماس وبدات تكتب رساله محتواها..
"حضرتك تقصد مين؟"..
ضيق طاهر عينه بستغراب حين قرء رسالتها وأسرع بتفحص إميلها بعنايه،ليظهر على وجهه الدهشه حين وجد الايميل من موليد سنه 2000م،وقد تم انشائه منذ أيام قليله..
ورد عليها الرساله قائلاً ببوادر غضب..
"أنتى مين؟؟، واسم الايميل دا جبتيه منين؟!،انطقى بدل ما أجيبك من قفاكى حالاً"..
شهقت جيلان بصوت خفيض ورفعت أحدى حاجبيها وتمتمت بغيظ..
"تجبنى من قفايا؟!،طيب انا هرد عليك افش غيظى فيك وبعدين اعملك بلوك يطلع من نفوخك"..
جزت على اسنانها وكتبت رساله أخرى له محتواها..
"أنت مش كيان انسان عاصف لا انت انسان مهزق وداخل تكلمنى خاص علشان تسأل فى اللى ميخصكش وتتهزق اكتر"..
أبتسمت بتساع حين تأكدت انه قرأ الرساله وهمت بعمل بلوك له لكن فضولها جعلها تنتظر قليلاً لترى بماذا سيرد عليها..
أشتعل الغضب برأس طاهر اكثر حين قرأ رسالتها،
هب واقفاً وبدأ يدور حول نفسه كالأسد الحبيس وبخطى شبه راكضه سار لخارج غرفته يبحث بأرجاء المنزل عن والدته،
وجدها تجلس بحديقة المنزل شارده كعادتها،
هنا أصبح على يقين أن من تحدثه ليست والدته،
إذاً من تكون سليطة اللسان التى أنشأت هذا الايميل بهذا الاسم الخاص به ووالدته فقط،
أخذ نفس عميق يحاول السيطره به على غضبه وبعث رساله اخرى لها محتواها..
"بعتذر منك،أسم أيميلك خلانى أفكرتك واحده أعرفها"..
ردت عليه جيلان سريعاً بلهفه..
"ايوه مين بقى الوحده اللى انت تعرفها دى؟!"..
وبتهور وأندفاع لم تحسب له حساب رغم انها بعامها الثانى بكلية الطب الا ان ما ستفعله الأن بعيداً كل البعد عن تفوقها وذكائها بدراستها،تابعت بفضول قاتل..
"أسمها جيلان ومتجوزه عبد الماجد الكويتى صح؟!"..
دون معرفة السبب زحف الذعر لقلب طاهر حين قرأ رسالتها التى تحتوى على اسم والدته ووالده،
وبصعوبه كتب كلمه واحده.."أيوه"..
قفزت جيلان بفرحة مردده..
"وصلتلها يسسسسسس"..
أسرعت بأرسال رساله اخرى محتواها..
"أنت تقربلها؟،أرجوك وصلنى بيها،انا عملت الايميل بالأسم دا مخصوص علشان أقدر أوصلها"
أرتعش بدن طاهر بعنف،ولم تسعفه يده المرتعشه كتابة حرف أخر،
لتسرع جيلان بأرسال جمله كانت كالصاعقه التى زلزلت طاهر بقوه حين ارسلت بفرحه بلهاء..
"قولها انى من طرف حبيب القلب طاهر الخيام"..
ويحك جيلان لقد افسدتى ما لم يمكن إصلاحه بسهوله دون قصد..
أصبحت الدنيا من حوله وميض،وبخطى مثقله سار نحو والدته حتى توقف خلفها مباشرة،
شارده جيلان لم تشعر بوجوده على الأطلاق،تدون أحدى خواطرها بدفترها الخاص وعيونها تفيض بدمعاً غزير يتساقط على كلماتها النابعة من صميم قلبها النازف من شدة تألمه..
اقترب طاهر منها بحذر أكثر ونظر لما تكتبه وبدأ يقرأه بصوت صارم جعل جيلان تنتفض بفزع واضعه يدها على قلبها،وبعتاب همست..
"خضتنى يا حبيبى"..
لم يبتعد طاهر بعينه عن دفترها بل مد يده وامسكه مرددا ما كتبته بنبره ساخره استشعرتها جيلان جيداً..
"فِي شِتَاءٍ مَاض ٍ كُنَّا معاً ، قَبْلَ أَنْ يبتلعنا الزِّحَام اِنْهَمَرَت قَطَرَات الْمَطَرِ عَلَى الطَّرِيقِ الرَّمَادِيّ ، كإنّ تِلْك الْقَطَرَات دُمُوعِي ، وَذَاك الطَّرِيق وَجْهِي..
شَعَرْت بِبَرْد قارِص فِي تِلْكَ الأمْسِيَّة الشتائية الَّتِي ابْتَلَعَت رِيحَهَا صَوْتِي ،
لَكِنْ سَمِعْت صوتاً بَعَث الدِّفْء إلَى قَلْبِي إذ احْتَوَى غُرْبَتي وَضَيَاع خطواتنا بَيْن آلَاف الْخُطُوَات"..
نهى قرائته ونظر لها بابتسامه مصطنعه قائلاً..
"خاطره جميله كعادتك يا جيجى"..مال عليها مستنداً بكلتا يده على الطاوله امامها ونظر لعيونها بعمق مكملاً..
"بس مش اجمل من الرساله اللى وصلتنى"..
نظرت له جيلان بتسائل وتحدثت قائله..
"رسالة ايه يا طاهر؟"..
رفع هاتفه أمام عيونها على رسائل جيلان،لتشهق والدته بعنف وأسرعت بأمساك الهاتف من يده بلهفه،ليخفيه هو وراء ظهره ونظر لها بعيون ترقرقت بها العبرات وبغصه مريره همس..
"سمتينى على أسم طاهر الخيام حبيب القلب يا امى؟!!"..
أتسعت اعين جيلان بصدمه وانهمرت دموعها على وجنتيها بغزاره واسرعت بتحريك راسها بالنفى وهمت بالحديث،ليقاطعها طاهر بغضب عارم قائلاً..
"أزاى قدرتى تعملى فيا كده؟؟"..
نظر لها بأسف وهم بأكمال حديثه لتقاطعه جيلان بصرامه قائله..
"مش انا اللى سميتك يا طاهر"
..مسحت دموعها بعنف وهبت واقفه وتابعت بأمر..
"أتصل على والدك خليه يجى حالاً"..
ربتت على كتفه واكملت بابتسامه وعيون تلتمع بالدمع..
"هقولك الحقيقه اللى خبتها من خوفى عليك قدام والدك ،وبعد ما تعرفها مش هتكون فى حاجه تجبرنى انى افضل على زمته،هتخليه يطلقنى يا طاهر وهسافر على مصر بلدى هعيش هناك"..بكت بنحيب وتابعت..
"انت بقيت راجل محدش يقدر يمنعك انك تجيلى فى أى وقت"..
نظر لها طاهر قليلاً وبرجاء تحدث..
"أحكيلى انتى الاول يا أمى،عايز اسمع منك"..
أمسك يدها بين يده وربت على بحنان مكملاً..
طول عمرى وانا شايفك دايماً حزينه وبتبكى،ودلوقتى اكتشف أنك كنتى بتحبى واحد أنا اسمى على اسمه"..
قبل يدها بعمق وتابع بتوسل..
"مش عايز اتصدم فيكى أنتى كمان يا جيجى،كفايه صدمتى فى ابويا وجوزاته"..
ربتت جيلان على شعره الحريرى بحب وهمست بوهن..
"هحكيلك يا طاهر،بس اوعدنى ترجعنى بلدى يا ابنى"..
طاهر:بابتسامه مطمئنه.."أوعدك يا جيجى يا؟؟"..
قطع حديثه ولم يكمل جملتها المفضله،ونظر لها برجاء ان تخبره ما تخفيه عنه..
تنهدت جيلان بتعب وبدأت تقص له كل شئ..
.............................................
..بمنزل عزمى الجمال..
ينظر عزمى بعتاب لفاديه الباكيه والملتزمه فراشها لا تغادره منذ حوارها مع ابنتها،وبرجاء تحدث قائلاً..
"يا فاديه كفايه عياط"..
نظرت له فاديه بغضب وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..
"ودينى لطاهر يا عزمى،واحشنى اوى"..
ربت عزمى على ظهرها بحنان وتحدث قائلاً..
"حاضر هوديكى،بس استنى شويه لما نحكى للبنات زى ما اتفقنا علشان نروحله كلنا مع بعض"..
فاديه:بنحيب..
"مش عارفه ابدأ احكلهم ايه ولا ايه،حكايته توجع القلب"..بكت بحرقه اكبر..
"قلبى مش هيطوعنى اقولهم أن خالكم مدمن"..
احتضانها عزمى بحب وتحدث بتعقل قائلاً..
"يا فاديه طاهر كان خيرة الشباب ومر بأقسى صدمه دمرت قلبه"..
فاديه:بألم حاد.."كان بيعشقها يا عزمى،وبيتعذب فى بعدها"..
عزمى:بأسف.."وقال يهرب من عذابه بالشرب لحد ما بقى مدمن"..
نظرت له فاديه بشرار قائله..
"علشان كده طاهر طلب منى مقولش حاجه عنه للبنات غير لما يكبرو ويفهمو أيه اللى وصلو للحاله دى،وانت ما صدقت وخت بناتك وسافرت بيهم على مصر وسبنا بلدنا"..
عزمى:بتوتر.."يا فاديه انا غصب عنى خوفت على بناتى خصوصاً أنهم كانو لسه صغيرين اوى لا يفقهو أى شئ وخالهم كان بيبقى مش فى واعيه لما بيشرب وبيشوفنا كلنا جيلان و؟؟"..
قطعته فاديه بصراخ قائله..
"خلاص كفايه يا عزمى انا عارفه كل كلامك دا مافيش داعى تعيد وتزيد فيه كل ما تيجى سيرة أخويا"..
قبل عزمى جبهتها رغم اعتراضها وتحدث بحب..
"حقك عليا،متزعليش منى يا حبيبتى،والله ما اقصد ازعلك"..
فاديه:بتنهيده.."عارفه"..نظرت له برجاء وعيون يغرقها الدمع وتابعت.."هتخلينى أسافر لطاهر؟"..
عزمى:بابتسامه.."وهاجى معاكى كمان،بس خلينا نقول لبناتك علشان لو حابين يجو معانا"..
............................................
..بمنزل معتصم وزمزم..
تسير زمزم بحذر خلف زوجها الغاضب بأرجاء المنزل..
فهو متجنبها منذ ما حدث،لا يحدثها ولا يجلس معها كمحاوله منه للسيطره على قمة غضبه حتى لا يؤذيها،
وهى تتوق شوقاً لحضنه وتود بستماته أن تعتذر له حتى يكف عن نوبات غاضبه التى تعصف بالأخضر واليابس،ظلت تفكر كثيراً كيف تفتح مجال للحديث معه دون ان تجعله يغضب اكثر كعادتها،لم تجد سوا الحل الأمثل لهذه المواقف،ستتظاهر بالمرض أمامه،أبتسمت بتساع واسرعت بتنفيذ خطتها البلهاء،وبلحظه كانت ألقت بنفسها أرضاً دون تعقل،لتسقط على الأرض الصلبه بعنف،ارتطام رأسها جعلها تفقد وعيها فى الحال،أنتفض قلب معتصم بزعر حين استمع لصوت الارتطام وركض مسرعاً نحوها وجذبها داخل حضنه بلهفه قائلا بفزع..
"زمزم،مالك يا حبيبتى"..خبط على وجنتيها برفق يحاول افاقتها لكن دون جدوى،حملها بين يديه وسار بها لغرفة نومهم وضعها بحرص على الفراش وجلب احدى زجاجات العطر ووضع القليل على يدها وقربها من انفها لتبدأ هى تستعيد وعيها روايداً روايداً،وبين الوعى واللا وعى همست..
"اااه دماغى،انا وقعت بجد،ااااه كنت عايزه اقع كده وكده علشان نتصالح يا معتصم"..
صك معتصم على اسنانه بغيظ مرددا بنفاذ صبر..
"مش عاااارف انتى عايزه تعملى فيا ايييييه بالظبط يا زمزم،مره تتخطفى وتضربى بسكينه والحقك على أخر لحظه بعد ما كنتى شبه ميته"..تفحص رأسها التى ظهرت بها كدمه كبيره جدا مكملاً.."ودلوقتى توقعى على نفوخك كان هيتفتح ويغمى عليكى"..
بكت زمزم بصطناع وتحدثت بغضب طفولى قائله..
"انت السبب علشان مش عايز تصالحنى"..أمسكت يده الموضوعه على رأسها تدلك لها الكدمه واكملت بندم..
"يا معتصم انا بعترف انى غلطت لما خرجت من غير علمك فى وقت متأخر زى دا،وبوعدك انى مستحيل اقررها،أرجوك انسى بقى وأرجعلى معتصم حبيبى اللى عمره ما زعلنى ولا قدر على خصامى ساعه واحده"..
نظر لها معتصم قليلاً وحرك رأسه بالنفى وتحدث بغصه..
"مش قادر انسى،مش قادر يا زمزم،شكلك وانا شيلك بين ايديا غرقانه فى دمك مبيروحش من بالى"..
لكم الحائط جوارها أكثر من مره مكملاً..
"لو كنت كبرت دماغى ومشيت وسبتك مع اللى خطفوكى زى ما خليل ما قالى احنا مالنا،ممكن تكون واحده رايحه معاهم بمزاجها"..لكم الحائط بعنف اكبر..
"الوحده دى طلعت مراتى"..هزها بقوه..
"لو كنت سمعت كلامه كانوا هيبهدلوكى ومش بعيد يقتلوكى ومكنتيش هتبقى فى حضنى دلوقتى يا زمزم"..
ارتمت زمزم بحضنه تضمه بكل قوتها وبعشق تحدثت..
"بس ربنا بعتك ليا علشان تلحقنى،والحمد لله انا اهو فى حضنك يا معتصم ومستحيل ابعد عن حضنك تانى"..
قبلت كتفه بعمق وتابعت برجاء..
"متبعدنيش انت عنك وتحرمنى منك وانا معاك يا حبيبى علشان خاطرى"..
ذاد معتصم من ضمها لحضنه اكثر،يحاول يطمئن قلبه انها هنا معه،طال حضنهم كثيراً،كلاً منهم يستمد قوته من الأخر،
ربت معتصم على شعرها بحنان وهمس بأذنها بعشق..
"عايزه تخرجى يا زمزم"..
ردت زمزم بلهفه قائله..
"برضاك يا معتصم،لو مش راضى مش هخرج"..
تنهد معتصم وقبل وجنتيها بعمق وهمس بقلة حيله..
"طيب البسى هخرجك شويه نشم هوا ونرجع بسرعه قبل ما الولاد ما ينزلو من عند عمهم"..
نظرت له زمزم بهيام وبعشق شديد همست..
"بحبك بكل حالاتك يا حبيبى وأبو ولادى"..
معتصم:بعشق اكبر.."وأنا بتنفسك يا زمزم،أنتى حياتى"..
..................................................
..زمردة وخليل..
يجلس خليل برفقة اولاد شقيقه يشاركهم أحدى العابهم المفضله،
بينما تجلس زمرده بمفردها داخل أحدى الغرف تتحدث بهاتفها بصوت خفيض مختنق بالبكاء..
"عادى مش بحبه ولا بكره"..
اجابها الطرف الاخر بذهول..
"ازاى يعنى امال ايه خليلى اللى انتى قرفنا بيها دى؟!"..
نفخت زمرده بضيق وتحدثت ببوادر غضب..
"بقوله خليلى علشان مش قادره أقول كلمة حبيبى دى،
لسه مش حساها أوى"..
أجابها الطرف الأخر بحيره..
"مش حساها ازاى وأنتى بقيتى مراته قولاً وفعلاً"..
ضحك بسماجه وتابع بوقاحه..
"ايه هو طلع مشاعره على قده ولا أيه؟!..
ضحكت زمرده وتحدثت بثقه..
"بالعكس خليلى مشاعره فياضه واوى كمان؟"..
قطع حديثها خليل حين ضمها فجأه لحضنه ظهرها مقابل له وتحدث بفرحه غامره..
"قلب وحياة خليلك"..قبل عنقها وتابع بتسائل..
"بتشكرى فيا كده مع مين ياترى"..
ظهر التوتر على زمرده التى بدأت تنتفض بخوف بين يد خليل،جعلته ينظر لها بستغراب وهى تخفى هاتفها بيدها المرتعشه،وبصوت متقطع تحدثت..
"دا دا،اصل ال"..
عقد حاجبيه ونظر لها ببوادر غضب وبصرامه تحدث..
"فى ايه يا زمرده؟"..اخذ الهاتف من يدها ونظر به لتتسع عينه بصدمه و؟؟؟؟...
رأيكم وتوقعتكم..
وتفاعل قوى يابنات يشجع على الكتابه..
وأستغفرو لعلها ساعة استجابه..
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
لايك كومنت وتفاعل حلو كده 🤩🤩
#البارت_الخامس..
#العشق_الطاهر..
✍ #نسمه_مالك✍..
..حبيبتى طنط جيجى دخلنا فى الجد واللى خايفه منه عليكى ربنا يسترها💔"..
..........................................................
"زمردة"..
توأم زمزم،البالغه من العمر 24عام،والتى تختلف عن شقيقتها كلياً،
شخصيتها قويه ،أصرت على أكمال تعليمها والحصول على شهادتها اولاً قبل أن تتزوج، حتى تخرجت من كلية فنون جميله،
بينما "زمزم" مثال الفتاه المطيعه الهادئة تزوجت فور حصولها على الثانويه العامة ،واكملت دراستها بمنزل زوجها حتى حصلت على ليسانس حقوق،
زمرده مثال الفتاه العنيده،المتمرده التى تتعمد افتعال المشاكل خصتاً بينها وبين زوجها الخلوق الذى يغرقها بحنانه عليها،
معتمدة على عشقه الشديد لها،غافله عن شر الحليم إذا غضب،
وبرغم انها أول من تعاقب على تمردها هذا إلا انها لا تكف عما تفعله ولا تتعلم من أخطائها لذا ستفيق قريباً على صفعه مؤلمة ستجعلها تبكى دماً من شدة ندمها دعونا نرى أحدى اخطائها..
"خليل"..
ظهر الغضب العارم على ملامحه حين اخترق أذنه صوت ذكورى يثير غضبه بشده،
نظر لزوجته التى تتظاهر بالقوه أمامه بينما قلبها يرتعد من شدة خوفها،
صك على أسنانه بغيظ وبلحظه كان القى الهاتف بكل قوته ليرتطم بالحائط ويسقط أرضاً محطم لاشلاء،
شهقت زمردة بعنف وتحدثت بغضب قائله..
"ايه اللى عملته دا يا خ؟؟"..
قطع خليل حديثها حين لف يده حول خصرها وجذبها بعنف داخل حضنه وهمس بجوار أذنها بهدوء ما قبل العاصفه..
"أنا مش قولتلك بلاش تزعلينى منك و متكلميش الواد الملزق دا تانى يا مدام"..
نفخت زمردة بضيق وتحدت بملل قائله..
"خليل أنت عارف أن مروان البيست فرند بتاعى من وانا فى أعدادى، و انا مش هقبل انك تمنعنى من أصحابى"..
اشتعل الغضب برأس خليل اكثر ولكنه محكم سيطرته على نفسه حتى لا يتسبب بأذائها،أستدار عنها موليها ظهره ورفع يده مسح على شعره بعنف وأستغفر بسره مرات متتاليه ونظر لها بابتسامة مصطنعه وبتحذير تحدث..
"بلاش تختبرى صبرى يا زمرده،صدقينى هفاجأك برد فعل عمرك ما هتتخيله،فأسمعى كلامى يا بنت الناس ومسمعش اسم الزفت مروان دا على لسانك تانى"..
وضعت زمردة كلتا يدها بخصرها وتحدثت بحاجب مرفوع..
"وانت كمان أقطع علاقتك بصحابك ياخليل"..
خليل:بتعقل.."أنا كل اصحابى رجاله،ومليش اصحاب بنات نهائى،لأنى بتقى الله فيكى يا زمرده،ولو كان ليا صاحبه بنت وحسيت انها هضيقك كنت هقطع معها لو دا يريحك"..
أقترب منها ووقف امامها عاقد ذراعيه امام صدره،ونظر لها بتعمن وتابع.."انتى بقى مصرة تكلمى مروان دا رغم انك عارفه انى بتعفرت لما بيجى اسمه على لسانك،بتعندينى ولا بتعندى نفسك يا زمرده؟!!"..
نظرت له زمردة قليلاً،فحديثه لم يروقها من الاساس،وبتنهيده تحدثت.."انت اللى عامل مشكله من لا شئ يا خليل،مروان دا أنا بحسه زى اختى اصلاً مش بس اخويا،يعنى مافبش داعى لكل كلامك دا،ولازم تكون واثق فيا شويه عن كده"..
أيستمع احد لصوت بركان الغضب العارم الذى انفجر داخل قلب خليل،ان لم يستمع له احد فقط رات زمرده اثره بوضوح على ملامح وجهه،ابتلعت ريقها بخوف وتراجعت للخلف مبتعده عنه بخطوات بطيئه،ليجذبها هو سريعا من ثيابها ورفعها بيد واحده حتى اصبحت قدمها لا تلمس الأرض وتحدث باذنها بصرامة وتهديد قاطع..
"لو عايزانى ارتكب جريمه جربى تكلميه تانى يا زمرده"..
أمسك وجنتيها بين اصابعه ببعض العنف وتابع..
"هجبلك تليفون بخط جديد وعلى الله أعرف انك كلمتيه ساعتها هتشوفى خليل تانى عمرك ما شوفتيه"..
تركها برفق وسار لخارج الغرفه بخطى غاضبه،
عضت زمردة على شفاتيها بغيظ وركلت بقدمها الارض وتمتمت بصمت..
"طيب يا خليل انا بقى هكلمه وورينى هتعمل ايه ها بس"..
ركضت خلفه ووقفت امامه وتحدثت بغضب طفولى مستفز للغايه..
"انا هروح اطمن على ماما واشوفها عيزانى فى ايه يا خليل"..
رفعت أحدى أصابعها بتحذير أمام عينه وتابعت بامر..
"تجيب الأيفون الجديد وتحصلنى على هناك"..
ابتسمت بصطناع..
"وطبعا أنت جبته لنفسك وعارف انا عايزه أنى أيفون يا خليلى"..
نهت جملتها وسارت من امامه بميوعه،لينظر خليل لاثارها بملامح تشتعل بالغضب والغيظ والغيرة القاتله متمتاً بسره..
"عميلك هتخلينى أقسى عليكى،وممكن أذيكى يا حبيبتى، ربنا يهديكى ليا يا زمرده"..
............................................
"جيلان"..
تنظر لأبنها بملامح حزينه، متألمه وتحدثت بابسامة باهته قائله بغصه مريره..
"كنت مستنيه اليوم اللى احكيلك فيه يا طاهر"..
تنهدت بأسف.."بس كنت بتمنى من ربنا يرزق قلبك بعشق بنوته بنت حلال علشان تسمعنى بقلب عاشق وتفهمنى يا ابنى"..
نظر لها طاهر بعتاب وتحدث بغصه مريره..
"فهمينى انتى يا أمى يعنى ايه بتحبى واحد غير ابويا وكمان أبويا عارف ويسمينى على اسمه؟!!"..
نظر لها بذهول مقارب للجنون وتابع بغضب..
"ازاى ابويا قبل على نفسه كده!!!!"..
نظرت جيلان أمامها بشرود تتذكر يوم زفافها الذى كان بالنسبه لها يوم وفاتها..
..عوده للماضى..
"مشهد حقيقى بأواخر سنه 1993 هكتبه بخيالى"..
كلما جاء الشتاء يطرق أجراس قلبى،وباب ذاكرتي،
ليالِ الشتاء القارصة،مياه المطر التى تهبط ببطء تزيل عن القلب الجفاء،
الهواء البارد يسبب رجفه بجميع انحاء الجسد،بينما الدفئ مستوطن قلوب العاشقين..
أجلس حبيسه بغرفتى المظلمه فى عتمة الليل وحيدة،حائرة..
عيناى لا تحكى سوى الحزن،أبكى واشكى من قلبي لقلبي،
وما أطول ليل الشتاء،ونوم العاشقين به قليل..
رغم الهدوء الذى يسود العالم،الا أن داخل قلبى ضجيجاً غاضب يحترق من الأشواق والاشتياق،
على يقين انا انه يصل لسمع وقلب معشوق روحى..
سرت نحو النافذه بخطوات واهنه،أزحت تلك الستائر ليظهر الزجاج الغارق بحبات المطر،أستمع لهمسات المطر تخبرنى أنك قادم لأجلى،تهللت أساريرى حين اختلطت رائحة الشتاء برائحة عطرك.
أستمع لنبض قلبك المتزايد كلما أقتربت من منزلى،خطوات أقدامك،أنفاسك الساخنه أسفل وشاحى الخاص الذى دوماً تضعه حول عنقك،وتخفى به فمك وتستنشق رائحتى به وكأنه مصدر الهواء الوحيد لك الذى يجعلك على قيد الحياة..
وأخيراً لمحت طيفك،كعادتك تقف أسفل غرفتى غير مبالى لشدة برودة الجو،أو الطريق الخالى من جميع المخلوقات..
الجميع يختفى داخل منازلهم ليحتمو من برد الشتاء،
وانت هنا لترانى ولو حتى نظره عابره عن بعد..
دموعى حينها فاقت حبات المطر غزاره،
لم اشعر بنفسى واتجهت نحوه راكضه حافية القدمين،
بملابسى الشتويه الثقيله التى اصبحت اكثر ثقلاً حين سقطت عليها دموعى المختلطه بمياه المطر الغزيره،
أتسعت عيناه بصدمه حين لمحنى أخرج من باب منزلى،وبسرعة البرق كان يركض بتجاهى،صوت بكائى الحاد يشق هدوء الطريق،كدت ان افقد توازنى وأسقط ارضاً على الوحل المتناثر اثر الامطار الغزيره،ولكن كعادته دائماً يلتقطنى لداخل حضنه متمسكاً بىِ بكل قوته،وبصوته الدافئ، الحنون،العاشق يردد بأذني جملته التى تخطف قلبى وأنفاسي..
"وَإِنْ كَانَ عشقكك سَبَبٌ انْشِقَاق قَلْبِى ، سأختاره هُوَ حَتَّى لَوْ مِتّ مِنْ شِدَّةِ أَلْمَى"...
تمسكت به بكل قوتى وهمست له بتوسل شديد من بين شهقاتى..
"كنت عارفه انك جاى،قلبى قالى انى هشوفك قبل ما اسافر يا حب عمرى كله يا طاهر"..
يده الحنونه تربت على شعرها بحنان بالغ ويردد بأذنها..
"هترجعيلى بألف سلامه"..وضع كف يدها على موضع قلبه..
"هتاخدى قلبى معاكى وهفضل من غير قلب لحد ما ترجعيلى يا جيلان"..
نظر لعيونها بعشق شديد..
"بحبك يا جيجى يا عشق الطاهر ،وهفضل احبك لأخر يوم فى عمرى"..
صفعه عنيفه على وجهها من يد والدتها افاقتها من شرودها،وتحدثت حكمت بأمر..
"يله يا بنت الطايرة وصلت"..
نظرت لها بابتسامة ساخره وتابعت..
"ابوكى عملك مفاجأة حلوه اوى مستنياكى يا هه عشق الطاهر"..
أمسكت جيلان يد والدتها وقبلتها اكثر من مرة وتحدثت بنحيب قائله..
"مامى أرجوكى قوليلى أيه اللى حصل خلاكى ترفضى جوازى من طاهر بعد ما كنتى موافقه ومرحبه بيه وجهزنا شقتنا واتفقنا على كل حاجه،وأنتى قولتيلى هتخلى بابى يوافق عليه،ليه غيرتى رايك يا مامى"..
نظرت لها حكمت بغضب عارم وسحبتها خلفها لخارج الطائره دون النطق بحرف،
سارت معها جيلان بوجه يظهر عليه اثر الضرب المبرح التى تعرضت له على يد والدتها بسبب رفضها السفر معها،
رجفة عنيفه اجتاحت قلبها حين وجدث السيارة التى تنتظرهم خارج المطار مزينة وكأنها بنتظار عروس..
نظرت لوالدتها بعيون زائغه وهمست بصوت مرتعش..
"ايه اللى بيحصل دا يا ماما؟؟"..
اقتربت منها حكمت وأحتضانتها وببكاء همست بأذنها..
"مبروك يا عروسه،انهاردة فرحك على شريك ابوكى فى مشروعه الجديد"..
الصدمة جعلت قلب جيلان أوشك على التوقف،وكادت ان تفقد الوعى لتسرع والدتها بأسنادها وخطت بها لداخل السياره الجالس بها سائق خاص،نظرت لها جيلان بعيون يغرقها الدمع وبأنفاس مقطوعه همست..
"مامى انتى بتهزرى أكيد!!!"..
حكمت:بصرامة زائفه.."لا مبهزرش،انتى المفروض كنتى تسافرى معايا بفستان الفرح بس انا قولت لباباكى المسافه طويله وعلى ما نوصل الفستان هيكون اتبهدل و"..
قطعت جيلان حديثها بصراخ قائله..
"دا على جثتى،انا مستحيل اكون عروسه غير لطاهر"..
صفعتها حكمت على وجنتيها وجذبتها بعنف من شعرها وهمست بأذنها بجملة جعلت قلبها ينشطر لنصفين..
"طاهر اللى ابوه جالى البيت مخصوص علشان يقولى لمى بنتك عن أبنى ومتخلهاش تروحله بيته تانى علشان ابنى مش بتاع جواز ولو اتجوز مش هيتجوز اللى بتجيله بيته"..
نهت جملتها وانهالت عليها بصفعات متتاليه دون توقف،فحديث والد طاهر السام يتردد بسمعها يجعلها تفقد عقلها..
وجيلان كمن فقدت الحياه وأصبحت جسد بلا روح..
فهى على يقين أن طاهر لا يعلم شئ عن ما قاله والده،أعتصر قلبها الماً عليه حين تخيلت صدمته اذا علم ان والده السبب الرئيسى بتفريقهم..
لا تبكى،لا تدافع عن نفسها،تنظر لوالدتها بعيون تملئها الألم والحسرة،تركتها تنفس عن غضبها بها كعادتها..
توقفت حكمت عن ضربها حين شعرت بالتعب..
وجذبتها لحضنها وصوت بكائها يقطع نياط القلوب..
بينما جيلان ظلت صامته حتى وصلت السياره بها لمنزل والدها..ولاول مره رأت عبد الماجد الكويتى يقف بجوار والدها..
شاب يظهر على ملامحه البرود والجمود الشديد..
مسحت حكمت وجهها بكلتا يدها وعدلت لها شعرها وامسكت يدها وسحبتها خلفها واقتربت من والدها الذى ينظر لهم بعيون تطاير شرار حين لمح وجه ابنته المليئ بالكدمات وهم بالحديث ليقطعه عبد الماجد ويتحدث بسماجه..
"هلا والله بالغالية"..نظر لوالدها وتابع بأمر..
"ما عندى وقت يا عز،ابغى ساعه وتكون العروس جاهزه"..
جذب عز الدين جيلان داخل حضنه وتحدث بتعقل..
"البنت واضح أنها تعبانه يا عبد الماجد خلينا نأجل الفرح شويه"..
قال عبد الماجد بغضب..
"أش هيدا الحديث يا رجل والله مابيصر أنا أنتظرتها وايت يا عز،هذا ما بيكون حديث رجال"..
قال عز الدين بقلة حيله..
"خلاص يا عبد الماجد متزعلش نفسك"..
نظر لابنته وتابع بأمر..
"هتاخد عروستك الليله"..
نظرت جيلان لوالدها بتوسل وهمست بضعف..
"بابى أنا مش عايزه اتجوزه"..
نظر لها والدها بتحذير ووجه نظره لحكمت قائلاً بصرامه دبت الرعب بقلب حكمت..
"أيه التهريج دا يا حكمت!؟"..
تحدثت حكمت بتوتر قائله..
"انا يادوب قولتلها لما وصلنا وهى لسه مش مستوعبه أنها هتتجوز بسرعه دى فتلاقيها خايفه يا عز الدين مش اكتر"..
ربتت على كتف جيلان ببعض العنف وتابعت..
"لكن جيلان انت عارف تربيتى ليها،مستحيل تكسرلك كلمه"..
امسكت يد جيلان ونظرت لعبد الماجد واكملت بفرحه مصطنعه..
"انا هطلع معاها وأجهزها بنفسى"..
عبد الماجد:بحماس.."وكل شئ بتحتاجه العروس راح تلاقيه جاهز بغرفتها"..
أبتعدت جيلان عن حضن والدها وتحدثت بخوف موجه حديثها لعبد الماجد قائله..
"من فضلك عايزه اتكلم معاك دقيقتين على انفراد"..
ظهرت الدهشه على وجوه الجميع خصتاً والدها الذى هم بصفعها هو الأخر لجرائتها ولكن عبد الماجد منعه قائلاً..
"لا يا رجل بيكفى اللى على وجهها،اتركها تحكى أبغى اسمعها"..
أشار بيده على حديقة المنزل وتابع..
"فينا نجلس هون وخبرينى أش بدك يا عروس"..
وزعت جيلان نظرها بين والديها الناظران لها بشرار وتحذير ،
جذب عز الدين حكمت من يدها بعنف وخطى بها نحو الداخل،
تنهدت جيلان ببعض الراحه وسارت بخطى مرتجفه لداخل الحديقه وجلست على أقرب مقعد،أقترب عبد الماجد وجلس أمامها ينظر لها بابتسامة تسليه..
فركت يدها ببعضهما وهمست بصوت متحشرج..
"شكراً انك رضيت تسمعنى،شكل حضرتك أنسان متفهم"..
نظرت له بعيون ترقرقت بها العبرات وتابعت..
"أرجوك ساعدنى،أنا محتاجه مساعدتك"..
يا الله على ألم قلبها وهى تطلب المساعدة من شخص غريب عنها ليغيثها من أهلها،نظر لها عبد الماجد بحاجب مرفوع وبتسائل تحدث..
"تبغينى أساعدك بأيش؟!"..
أجابت جيلان قائله ببرائه..
"أنا يعتبر مخطوبه وخطيبى مستنينى فى مصر"..
بكت بنحيب وتابعت بصعوبه..
"عارف انى جاية زياره لوالدى وهرجعله علشان نتجوز،ارجوك ساعدنى أرجعله"..
نظر لها عبد الماجد طويلاً يتأملها بتفحص وعناية شديدة،
وقد راقت له كثيراً،ظهر على ملامحه أنه تأثر من حديثها وتحدث بابتسامة قائلاً..
"واضح انك بتحبيه وايت؟!"..
أبتسمت جيلان بخجل وهمست بعشق..
"بعشقه"..
رفع عبد الماجد حاجيبة بدهشه وبهدوء خبيث تابع..
"أيش أسمه هذا الرجال؟"..
ظهر الامل على وجه جيلان وقد ظنت انه سيقف بجوارها فتحدثت بلهفه..
"أسمه طاهر"..
هب عبد الماجد واقفاً،لتسرع جيلان بالوقوف هى الأخرى وتنظر له كالغريق الذى ينتظر المساعدة، ليصدمها هو حين ضحك بسخريه وتحدث بتأكيد قائلاً..
"اوعدك أذا سار عندى ولد منك راح اسميه طاهر وهيدا وعد رجال"..سار من امامها بخطوات واثقه وتابع بأمر..
"جهزى حالك راح بتصيرى من هالحين زوجة عبد الماجد الكويتى"..
وبعد الكثير والكثير من الصفعات على يد والديها أرتدت جيلان كفن بهيئة فستان زفاف..
رأيكم وتوقعتكم..
حاولت أخفف الأحداث على اد ما أقدر لأن الواقع كان أبشع من كده
وانتظرو باقى البارت فى أقرب وقت بس لما أهدى واقدر اكتب تانى..
وأستغفرو لعلها ساعه استجابه..
تعليقات
إرسال تعليق