القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية حين أحبّتني المذنبة البارت الثاني بقلم هيثم صالح حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية حين أحبّتني المذنبة البارت الثاني بقلم هيثم صالح حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



رواية حين أحبّتني المذنبة البارت الثاني بقلم هيثم صالح حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


مرت أيام قليلة على لقائهما في المقهى المهجور، لكن كل لحظة كانت كالسنة في حياة ليان وآدم. 


في غرفة مراقبة صغيرة داخل مركز "التحكم العاطفي"، جلس آدم، والقلق يكسو وجهه. أمامه شاشة تعرض بيانات ليان، وأصوات الأجهزة التي ترصد نبضات قلبها. 


دخلت رنا بسرعة، تحمل ملفاً ضخماً. 


رنا بنبرة حادة: 


• "آدم، التقرير الجديد خطير. قلب ليان يكاد ينفجر، الجهاز يرسل تحذيرات متكررة. يجب اتخاذ قرار فوري." 


آدم بحزم، وهو يتنفس بعمق: 


• "لا أستطيع أن أسلمها للنظام. إذا فعلت، سيكون هذا حكم إعدام لعقلها وقلبها." 


رنا بنفاد صبر: 


• "وأنتَ ماذا تريد؟ أن تنقذها؟ أنت تعلم أن حبك لها يضعك أيضاً تحت المراقبة." 


آدم ينظر إلى الشاشة: 


• "الحب ليس جريمة، رنا. النظام نفسه هو الجريمة." 


في تلك اللحظة، وصل ضابط الأمن "كمال" إلى الغرفة، وجهه قاسي، ونظراته لا تخلو من تهديد. 


كمال بغضب: 


• "آدم! سمعت أنك تخاطر بالتعليمات بسبب هذه المذنبة؟ النظام لن يسمح بذلك." 


آدم متمسكاً برأيه: 


• "أنا أؤمن بأن الإنسان يجب أن يقرر مصيره، وليس جهاز مزروع في قلبه." 


كمال يقترب بحدة: 


• "أنت تلعب بالنار، وإذا احترقت، فلن أحملك المسؤولية." 


رنا تتدخل بسرعة: 


• "هدئ نفسك، كمال. دعنا نفكر في الحلول قبل أن نتصرف." 


في تلك الأثناء، كانت ليان في منزلها الصغير، تقف أمام المرآة، تتحدث إلى نفسها بصوت منخفض: 


ليان: 


• "هل يستحق الحب كل هذا العذاب؟ هل أجرؤ أن أقاوم النظام وأعيش؟ أم أستسلم وأموت ببطء داخل قوقعة الوحدة؟" 


عاد آدم إلى الغرفة، وقال بحزم: 


• "سنفعل شيئاً مختلفاً. سأذهب إلى أعلى سلطة في النظام، وأطلب إعادة تقييم حالة ليان. أريد أن أؤمن لها فرصة أخرى." 


رنا بابتسامة يملؤها الحذر: 


• "هل تعتقد أنهم سيسمحون بذلك؟ النظام لا يعرف الرحمة." 


كمال ساخرًا: 


• "فكرة سخيفة، ستدمر حياتك، وستكون أنت المذنِب الحقيقي." 


آدم بابتسامة حزينة: 


• "ربما، لكني مستعد لتحمل الذنب، طالما أنني أحمي قلباً ينبض بالحياة." 


في اليوم التالي، وقفت ليان أمام غرفة الاجتماعات الكبرى، حيث كان عليها أن تواجه لجنة النظام. 


دخلت الغرفة بحذر، ورأت وجوه المسؤولين يحدقون بها بلا رحمة. 


بدأ رئيس اللجنة بالسؤال: 


• "ليان، هل أنت مستعدة لتحمل العقاب؟ هل تعترفين بأن جهاز منع العشق قد فشل معك؟" 


ليان ترد بثقة رغم الرهبة: 


• "أنا أؤمن بأن القلب لا يمكن أن يُقيد. ذنبي أنني أحببت، وذنبي الأكبر أنني رفضت أن أموت بلا حب." 


وفي آخر لحظة، دخل آدم الغرفة، وقال بجرأة: 


• "أنا أتحمل المسؤولية كاملة. أطلب إعادة النظر في حالتها. لأننا إنسان، ليس مجرد رقم في بيانات النظام." 


تجمعت الأنفاس في القاعة، والوقت توقف للحظة.


وقف الجميع في قاعة الاجتماع صامتين بعد كلام آدم. رئيس اللجنة أزاح نظارته ببطء، وعيناه تقبعان بين الحزم والشك. 


قال بصوت جاف: 


• "آدم، أنت تعلم أن نظامنا لا يسمح بالمزاجية. هذه ليست قضية عاطفية، بل أمن قومي. جهاز منع العشق هو الحصن الأخير للحفاظ على توازن المجتمع." 


آدم ينظر إليه بثبات: 


• "وهل كل شيء يجب أن يُقاس بالأمن؟ ماذا عن الإنسانية؟ ماذا عن الحق في أن نحب؟" 


رئيس اللجنة بحزم: 


• "الحق أن تعيش في سلام، بعيداً عن الفوضى التي يسببها الحب. ليان قد تهدد الاستقرار الكامل إذا ما سمحنا لها بالاستمرار." 


قاطعت ليان بصوتها المرتجف لكنه واضح: 


• "أنا لا أريد أن أكون تهديداً لكم. أنا فقط أريد أن أعيش، أن أحب، أن أكون إنسانة." 


سكتت الغرفة، وصمتها كان أقوى من أي كلمات. 


رنا همست في أذن آدم: 


• "ما الذي تخطط له؟ أنت تخاطر بالكثير." 


آدم بابتسامة حزينة: 


• "أريد أن أجعلهم يشعرون بالإنسانية التي نسيناها." 


فجأة، رفع أحد أعضاء اللجنة يدَه، وقال بصوت بارد: 


• "لن نخاطر. ليان ستخضع لإعادة برمجة الجهاز، وسيتم تصنيفها مذنبة نهائياً." 


آدم وقف بسرعة وقال بغضب: 


• "هل تعلمون ماذا يعني هذا؟ يعني أنني سأفقدها إلى الأبد... وسأفقد نفسي معها." 


ليان نظرت إلى آدم بعينيها الدامعتين وقالت: 


• "آدم، إذا كان حبنا ذنباً، فأنا مستعدة لأن أكون مذنبة، لكن لا تدعني أموت بدون أن أحب." 


رئيس اللجنة يرفع يده مرة أخرى، لكن قبل أن ينطق، انفتح الباب ودخل صوت قوي: 


• "توقفوا! هناك مستجدات جديدة." 


دخل أحد كبار المسؤولين، وقال: 


• "تقريرنا الأخير يشير إلى أن حالة ليان فريدة من نوعها. قلبها لا يقاوم الجهاز فحسب، بل بدأ يُصدر إشارات تحفيزية لأجهزة مماثلة في مناطق أخرى. قد يكون لديها القدرة على تعطيل النظام بأكمله." 


صمت الجميع، وبعد لحظات، قال المسؤول: 


• "يجب علينا دراسة هذه الحالة، لكن من دون تأخير، فنحن أمام احتمال ثورة عاطفية قد تغير كل شيء." 


آدم نظر إلى ليان وقال: 


• "هذا يعني أنك أكثر من مذنبة... أنت الأمل." 


ليان ابتسمت رغم الألم: 


• "ربما... لكن هل يمكن للحب أن يكون ثورة؟" 


وبينما كان النظام يتهدد بالانهيار، كان قلبا آدم وليان ينبضان متحديان، يقفان أمام مصير غير معلوم، متسائلين: هل نختار القوانين، أم نختار قلوبنا؟

يتبع.



البارت الاول من هنا




تعليقات

التنقل السريع
    close