رواية حين أحبّتني المذنبه البارت الأول بقلم هيثم صالح حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية حين أحبّتني المذنبه البارت الأول بقلم هيثم صالح حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
في مدينة تتلألأ بأضواء النيون المبهرة، محاطة بجدران من الزجاج والحديد، حيث يسيطر القانون الحديدي على كل نبضة في قلب البشر، عاشَت ليان — الفتاة التي أُطلق عليها لقب "المذنبة" الأعلى ذنباً في تاريخ هذا المجتمع.
الجميع يعرف أن "المذنبة" تعني أكثر من مجرد خطأ أو خيانة، بل عقوبة أبدية تُزرع فيها أجهزة قمع المشاعر، تجعل قلبها كالحجر، لا ينبض ولا يحب، ولا يتألم. هكذا قيل، هكذا كُتب.
لكن ليان كانت تعيش صراعاً داخلياً لا يراه أحد، نبضات قلبها كانت تتحدى كل القوانين، تتسلل من خلف جدران التقنية، ترفض أن تُقمع أو تُسحق.
في غرفة مظلمة داخل مبنى وزارة "التحكم العاطفي"، جلس آدم أمام شاشة ضخمة، تحيط به مئات الأسلاك والأجهزة التي ترصد وتقيّم نبضات القلوب، وبصمت المبرمجين الذين صنعوا هذا النظام الصارم.
هو الرجل الذي قضى حياته في خدمة هذا القانون، من دون أن يشكك يوماً في نزاهته. ولكن، في هذه اللحظة، وبين أرقام حالة ليان التي تظهر على شاشته، بدأت تسري شكوك في نفسه.
"هل يمكن لقلب أن يكذب؟" تساءل آدم بصوت خافت وهو ينظر إلى المؤشرات.
فتح باب الغرفة ببطء، ودخلت زميلته "رنا"، وهي تحمل كوب قهوة، تعلو وجهها علامات التعب.
قالت وهي تضع الكوب بجانبه:
• "مرة أخرى تراقب حالة ليان؟ أنا أظن أنها ستنهار قريباً. جهازها يشير إلى خلل حاد في التحكم العاطفي."
أجاب آدم متثاقلاً:
• "ليس فقط خلل. هناك ما هو أكثر. إنظر إلى هذه القراءة... قلبها ينبض بشدة، كأنه يحاول أن يكسر القيود."
رنا عادت لتنظر إلى الشاشة وقالت:
• "مستحيل. الجهاز مُبرمج ليُخمد أي شعور من نوع الحب. هي مذنبة، لن تسمح لها القوانين بالوقوع في العشق مجدداً."
آدم، متردداً:
• "وهذا بالضبط ما يشكل المشكلة... ماذا لو أن الجهاز فشل؟ ماذا لو أن قلبها لا يستسلم؟"
رنا تحدّثت بنبرة صارمة:
• "فشل الجهاز يعني أن النظام بأكمله معرض للخطر. نحن نمنع الفوضى. المشاعر هي فوضى، ولا مجال لها هنا."
في تلك الأثناء، كانت ليان تمشي ببطء في أروقة المدينة، صوت خطواتها الممزوجة بصدى نبض قلبها كان أبلغ من كل كلمات العالم.
توقفت فجأة عند نافذة عرض لمحلات الأجهزة، ورأت صورة آدم على إحدى شاشات المراقبة، الرجل الذي أصبح محور معركتها الداخلية.
همست لنفسها:
• "كيف يمكن أن يحبني؟ أنا المذنبة... لكن قلبي يصرخ باسمك."
فجأة، رن هاتفها المحمول، كانت رسالة من آدم.
نص الرسالة:
"هل يمكننا اللقاء؟ هناك ما أريد أن أخبرك به... ليس بصفتي مسؤولاً، بل كرجل."
التقت ليان بآدم في مقهى مهجور، بعيداً عن أنظار أجهزة المراقبة، حيث يمكن للحوار أن يكون حراً.
جلسا مقابل بعضهما، وبدأت الحوارات التي ستغير مصيرهما.
آدم:
• "ليان، أريد أن أكون صريحاً معك. النظام الذي أعمل فيه يرفض ما يحدث لك... وقلبك يتحدى كل شيء."
ليان، بصوت متردد لكنه مشحون بالعاطفة:
• "هل تعلم كم آلمتني هذه الكلمة؟ 'المذنبة'. وكأنني شخص ميت عاطفياً، محكوم عليه بالوحدة الأبدية."
آدم:
• "أعرف. أنا كذلك بدأت أشعر بالذنب... ذنب أنني جزء من هذا النظام الذي يسجن قلوب الناس."
ليان تنظر له بعمق:
• "وهل قلبك معي الآن؟ أم أنك تحاول فقط أن تكون موضوعياً؟"
آدم بابتسامة حزينة:
• "قلبي معك، ليان. وأخشى أن حبي لك قد يحوّلني إلى مذنب، مثل حالتك."
ليان ترد:
• "هل هذا يعني أنك ستختار القانون بدل الحب؟"
آدم يمسك بيدها بحذر:
• "لا أعرف بعد... ولكن ما أعرفه أنني لا أستطيع أن أترك قلبك يُدمر."
بعد اللقاء الأول في المقهى المهجور، ظلّت كلمات آدم تتردد في أذني ليان كصدى لا ينتهي. كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة، وكأن الهواء نفسه صار ثقيلاً عليها.
في تلك اللحظة، قال آدم وهو ينظر في عينيها:
• "ليان، أريد أن أفهمك أكثر. أخبريني، كيف تشعرين حين ينبض قلبك رغم كل ما يُزرع فيك؟"
تنهدت ليان ببطء، وتكلمت بصوت متهدج لكنه مليء بالحقيقة:
• "كأنني أعيش في زنزانة من الألم، وفي الوقت نفسه، هناك شعاع ضوء يختبئ خلف كل جدار. ذنبي الأكبر ليس أنني أحب، بل أنني أرفض أن أنسى."
آدم بتمعن:
• "أنتِ تؤمنين بالحب، رغم أنه ممنوع، رغم كل القوانين التي تحكمنا."
ابتسمت ليان بسخرية:
• "هل تعتقد أن القوانين تستطيع أن تحكم القلوب؟ أنا أكره هذا النظام لأنه لا يفهم شيئاً عن الإنسانية. الذنب، التوبة، الخطأ، وحتى الحب... كلها أشياء لا تُبرمج ولا تُمنع."
سكت آدم للحظة، ثم قال:
• "ربما نحن فقط جزء من تجربة أكبر، حيث يحاولون السيطرة على كل شيء... حتى على أرواحنا."
في تلك اللحظة دخلت الغرفة فجأة رنا، التي يبدو عليها القلق.
قالت بحدة:
• "آدم، أُبلغني رئيس القسم أن حالة ليان تزداد خطورة. الجهاز يُظهر تذبذباً خطيراً في وظائف التحكم. إذا استمر هذا، قد يعني انهيارها الكامل."
آدم نظر إلى ليان، ثم قال لها بهدوء:
• "يبدو أن الوقت ضدنا."
ليان، بنظرة حزينة:
• "هل أنت مستعد أن تخاطر من أجلي؟"
آدم أغمض عينيه للحظة، ثم رد:
• "أنا الآن أكثر من مجرد موظف في نظام بارد... أنا إنسان. وأنتِ، ليان، تستحقين أن تُحبي كما يشاء قلبك."
رنا بابتسامة مريرة:
• "وما الذي سيحدث إذا اكتشف النظام هذا؟ هل ستتخلى عن كل شيء؟ عن حياتك، عن مستقبلك؟"
آدم:
• "ربما... لكني لم أعد أؤمن بالعدالة التي تُقتل في اسم النظام."
ليان، تضع يدها في يده:
• "آدم، إذا كان الحب جريمة، فأنا أريد أن أكون مذنبة إلى الأبد."
وبينما كانت المدينة تحيط بهم بضجيجها الآلي، كان قلبا آدم وليان ينبضان بتحدٍّ، ينبضان بنبضات حُبٍّ لا يُمكن كسره، ولا يُمكن للنظام أن يقتلها.
وهكذا تبدأ قصة حب محفوفة بالمخاطر، قصة قلبين ذنبتهما المشاعر، لكنهما اختارا أن يقاتلا من أجل حقهما في أن يكونا معاً.
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


تعليقات
إرسال تعليق