رواية المنتقبه والجبار الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية المنتقبه والجبار الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
"الفصل الأول "
سلمى قاعدة على الكرسي ولابسه الفستان الأبيض بس عنيها مليانه دموعه وهي بتبص على الفستان واكنه مش فستان اكنه كفن لابساه غصب عنها.
الماذون بيفتح الدفتر وايديه بتترعش وهو بيمد القلم ناحيه مصطفى ومصطفى بيشد القلم بعنف وبيبص على سلمى اللي قاعدة وبتعيط على آخرها وباين عليها الإنهيار.
مصطفى بصوت عالي:
أمضي يا بت وخلّيكي عاقلة بدل ما ادفنك مطرحك!
سلمى هزت راسها وهي بتصرخ وبتقول:
مش همضي! مش هبقى مراتك يا مصطفى مستحيل اتجوز واحد كيفك يا بتاع النسوان يا سكيري؟
قام مصطفى من مكانه وشدها من دراعها لدرجة إن الفستان اتقطع من عند الكتف ومسك ايديها وحطها على الورقه بالعافيه علشان يخليها تمضي.
الماذون قال بخوف:
يا مصطفى الجواز ما ينفعش بالاكراه يا ولدي ما يجوزش…
بس مصطفى زعق فيه وقال:
ـ اكتب يا مولانا، وأنا أتحمل كل حاجة لانك لو ما كتبتش هولعلك دلوقت في دارك وهموتلك عيالك وريني مين هيقدر يقف قصادي!
فضلت سلمى تقاوم ودموعها بتنزل بحرقة وهي بتقول:
ـ مش همضي… مش همضي هملني!
في اللحظه دي مسك صباعها وبصمها بالعافية، وهو يضحك ضحكة مليانة تحدي وغل وقال:
ـ كده خلاص… بقت مراتي قدام الكل وهسوي فيك اللي انا رايده!
سلمى بتبقى مرعوبه وزعلانة جداً لانه ابوها لسه ميت امبارح ومراتات عمامها كانوا فرحانين جدا ان خلاص قدروا ينتصروا ويجوزوا مصطفى لسلمى واعمامها ما كانش فارق معاهم حاجه غير الفلوس والأرض اللي خدوها
الزغاريد بتملى البيت والغريبة ان الكل فرحان بالجوازة دي الا العروسه نفسها ؟!
مصطفى شدها بقسوة ناحية الأوضة، ورماها عالسرير وهي بتصرخ وتعيط على اخرها وهو بيقولها: اقعدي اهنا لو خرجت من الاوضه هبهدلك؟ هتعانديني قدام البلد كلها هتشوفي مني الوش الثاني ما اسمعش حسك؟
بصّ في المراية وعدّل جلابيته وابتسم لها ابتسامه قذرة وهو بيبص لها من فوق لتحت وبيقول:
ـ استني لما أجيب قزازة المزاج بتاعتي من بره… الليلة دي رايده يكون مزاجي عالي علشان ابسطك يا قمر!
خرج من الأوضة وبيمد إيده على القزازة اللي مخبيها في الدولاب.
في اللحظة دي، قلب سلمى دق بجنون قامت بسرعة،و دموعها عمياها و النقاب على وشها ما كانتش عايزة تقلعها خالص رمت طرحه الفل،وفضلت بالنقاب والفستان ونطت من الشباك وهي بتفكر تهرب باي طريقة من الهم اللي مستنيها.
جريت وسط العتمة، والفستان الأبيض بقى بشع من كتر الخدوش اللي بقت فيه كانت تايهة بين بيوت الطين والطرقات ضلمه.
وبعدين جريت… كأنها بتهرب من حكم اعدام اللي اتحكم عليها من وقت ما ابوها مات خدت في ايديها شنطه فيها عبايه سوداء وفيها نقابها .
في الوقت ده عربية فخمه جايه بسرعة فرملت قدامها الباب اتفتح ونزل راجل أنيق، طويل وهو في اواخر الخمسينات بس محتفظ بانقته وهو عبد الحميد القناوي وهو رجل اعمال ومعروف جداً .
عبد الحميد القناوي (وهو نزل من العربيه وكان خايف جداً وبيقول):
يا ساتر! إنتِ مين يا بنتي و إيه اللي جابك هنا
وايه اللي على وشك دي وكمان لابسه فستان فرح يا نهار أبيض يعني انتي فرحك النهاردة ؟!
مد إيده يساعدها تقوم، لقى جسمها بيرتعش ووشها غرقان دموع وكانت مرعوبة جداً.
سلمى (بتشهق، بصوت متقطع وبتقول ):
أنقذني بالله عليك…ما تهملنيش اهنا! عمامي… رايدين يجوزوني غصب لولد عمي…ولو رجعتلهم مش هتبقى جوازة هتبقى جنازة طلعني من البلد ووديني مصر ؟!
عبد الحميد اتجمد، عينيه اتسعت وهو بيقولها:
إنتي بنت مين ومين عمامك انتي من عيلة إيه هنا في الصعيد يا حبيبتي وليه بيعملوا فيكي كده؟
سلمى (وهي منهارة ودموعها مش عايزه توقف قالت):
– بت مصطفى… ولد الحاج زيدان من عيله الطوخي…
عبد الحميد سكت لحظة، وشه بقى مليان غضب
وهو مصدوم ومش مصدق اللي هي بتقوله قال:
– مصطفى؟! الله يرحمه… ده كان أعز صحاب ! ازاي يعملوا فيك كده ابوكي كان عنده حق اما كان بيقولوا على اخواته ديابه ما ينفعش يؤتمنوا على حاجه انا عارف يا بنتي ان هو كاتبلك كل حاجه باسمك ازاي عمامك يتصرفوا معاكي كده هو ما فيش قانون ولا ايه؟!
سلمى وقعت على ركبتها وهي بتبكي وبتقول باستغراب: وحضرتك تعرف ابوي من وين؟!
عبد الحميد بحزن :ابوكي كان اعز اصدقائي وانا جيت علشان اشوفك وكنت عندي كام حاجه هنا في الصعيد قلت اخلصها الأول قبل ما يجي عندكم ما كنتش أعرف أنك بالوضع ده بس انا لازم ابلغ عنهم وهوديهم في داهيه ؟!
سلمى وهي بتعيط وبتقول:
ولاد الطوخي ما عندهمش غير قانون واحد قانونهم هم ما ينفعش حد يتحدت فيه بعد موت ابوي قعدوني من الجامعه ومضوني على كل حاجه ورايدين يرموني لولد عمي السكير لاما يخلصوا مني و يتاوني!
عبد الحميد رفع ايدي بقوة وهو بيقول بحزم:
–بس! الكلام انتهى. من النهارده مش هترجعيلهم. إنتي في حمايتي… وهتروحي معايا القاهرة وسيبي كل حاجه على الله ثم عليا
يا بنتي ابوك مات بس عمك عبد الحميد لسه عايش؟!
سلمى كانت خايفه جداً ومرعوبه لأنها مش بتثق في حد بعد اللي حصلها وبتقوله: وحضرتك إيه اللي يثبتلي أنك صاحب ابويا الله يرحمه؟!
عبد الحميد احترم ذكائها وبص لها باحترام وقالها :طبعا ليك الحق انك تبقى عايزة تتاكدي بصي يا ستي ؟!
طلع تليفونه من جيبه وبدا يوريها صور وهو وابوها من أيام الجامعه وطبعا لو حد بيشتغلها مش هيلحق يفبرك كل الصور دي سلمى صدقيته وبعد كده كانت بتبص لهدومها والنقاب اللي عليها وكانت مخنوقه جداً لأن لبسها متبهدل.
سلمى: انا وياي خلقاتي ينفع اغير في اي استراحه على الطريق؟!
عبد الحميد هز راسه بالموافقه وقال: ايوه طبعا يا بنتي كل اللي انتي عايزاة هنعمله بس يلا بسرعه قبل ما يكتشفوا ان انتي هربتي اكيد دلوقتي عرفوا انك مش موجودة في البيت يلا قبل ما يوصلوا لك؟!
سلمى هزة راسها بالموافقه وعبد الحميد
فتح باب العربية، وساعدها تركب وشغل العربيه في إتجاه لالقاهرة .
العربية شقّت طريقها في ظلام الليل، وسلمى قاعدة على الكرسي جنب عبد الحميد،ضمه نفسها وطبعا مش باين منها اي حاجه غير عينيها اللي الدموع بتنزل منها
و كانت بتبص من الشباك وبتحاول تداريها.
عبد الحميد (وهو ماسك الدركسيون وسوق العربيه قال):
ارمي الخوف من قلبك يا بنت مصطفى… ما دام أنا عايش، ما حدش هيقربلك يا بنتي؟!
سلمى التفتتله وقالتله بصوت باين عليه الحزن والكسرة:
– هما مش هيهملوني… عمامي جبابرة، والبلد كلها تحت سطوتهم. لو عرفوا إني وياك في مصر هييجوا ورايا وممكن يخلصوا عليا دول واعرين قوي؟!
عبد الحميد ابتسم بسخرية، وصوته بقى فيه صلابة وهو بيقولها:
– البلد دي لها سلطانها… والصعيد له رجاله. بس أنا عبد الحميد القناوي… واللي يمد إيده على حد يخصني هيبقى حسابه معايا عصير وهيبقى هو اللي جابه لنفسه؟!
سلمى سكتت وبعد كده نزلت عند الاستراحة ولبست والنقاب والعبايه بتوعها وعبد الحميد جاب اكله واكلوا وسلمى نامت في العربية لحد ما وصلوا القاهرة.
في نفس اللحظة…في الصعيد
البيت الكبير كان مقلوب. العريس مصطفى ابن عمي سلمى قاعد بيكسر الكراسي، وعبد الستار عمها الكبير صوته بيرج المكان وهو بيزعق للناس اللي حواليه والحرس.
عبد الستار (بغضب شديد وهو بيزعق بيقول):
قليله الأدب قليله الربايه اللي لازما نخلص عليها ونغسل عرننا بيدنا! البت هربت يوم فرحها وجابتلنا العار يا رجالة، دي فضيحة اكيد هربت مع راجل غريب لازما نجيبها ونجيب اللي غواها ونخلص عليهم سوا! اريد اعرف مين اللي سوا وياها اكده وخليها هملت دار ابوها يوم فرحها وجابتلنا العار احنا لازما نغسل عرنه بيدنا يا رجاله ؟!
مصطفى وهو بيكسر في كل حاجه وبيقول: والله ما هملها يا ابوي البت دي بقت ليا خلاص والله لو ما بقت مراتي ما هتكون مرات حد ثاني واصل انا كتبت عليها وبقيت بتاعتي؟
عبد الستار وهو بيهدي ابنه بيقوله: ما تقلقش يا ولدي انا هجيبها لك اهنا وهتكون خدامه تحت رجلك إحنا ما عندناش حريم تسيب دارها وتطلع اللي تهمل دارها وريده تمشي ندفينها ونتاوي عارها هو ده عقابها ؟
حمزة اخو عبد الستار الصغير قال: يا اخويا يمكن حد سوتلها حاجه او يمكن تكون البت كانت تعبانه ولا حاجه وراحت عند حد من قرايب أمها ندور عليها وبعد اكده يبقى نحكم ونقول هي راحت وين ولا سوت إيه خلينا نطمن على البنيه الأول ؟!
عبد الستار زعق فيه وقاله: بس ياض يا طري مش رايد اسمع منك حديت ثاني الحديت في الدار اهنا حديت انا ما فيش حد ليه حديت بعدي ؟!
حمزة هو بيزعق وبيقوله: اكيد سويتلها حاجه علشان اكده البت هربت ما هو من عمايلك السوداء أنت وولدك انت بتزعق فيا اكده ليه هي بت اخويا لوحدك؟!
وكمان إحنا قلنا هناخد الفلوس بس مش هنضر البت ما كنتش لازما تتجوزها ابنك غصب عنها هي حقها اختار شريك حياتها يعني ولا جوازة ولا مال نهنيها بيه هملها تختار حاجه ؟!
عبد الستار ضربوا بالقلم وقاله: اخرس خالص انت بتتحدت وياي ولا إيه يلا غور من وشي روح دور على بت أخوك ؟!
حمزة وهو عينيه بقت حمراء ومتضايق جدا من اللي اخوها عمله قدام الناس قاله: انا هدور على بت اخويا مش عشان خاطرك ولو انت ما كنتش اخويا الكبير كنت اديتك درس ما كنتش نسيته واصل؟!
عبد الستار بصوت عالي :يلا غور من وشي؟!
حمزة خد الغفرة والرجاله كلهم وراحوا علشان يدوروا على سلمى اما بقى في القاهرة في قصر عائله القناوي.
العربية وقفت قدام قصر في حي راقٍ.و الحرس فتحوا الباب بسرعه وكانوا بيرفعوا ايديهم وبيقفوا باحترام لعبد الحميد
وسلمى كانت في الوقت ده بتتفرج بصمت وهي مبهورة باللي هي شايفاه .
سلمى نزلت بخطوات بطيئة وهي بتبص باستغراب من المكان ده بس برده كانت مرعوبة وبتفكر في اعمامها وابن عمها المتخلف اللي عايز يتجوزها غصب عنها هو يعتبر كتب عليها بس طبعا شرع ربنا ما بيقولش ان ده جواز لان هو بصمها غصب عنها وفي نفس الوقت كل حاجة حواليها بتخوفها اكتر هي عمرها ما طلعت من بلدها ولا تعرف حد خالص حتى عبد الحميد اللي هي ماشيه معاه دلوقتي قلقانه منه اي نعم هو اداها الأمان اللي كانت محتاجاة بس برده بعد اللي حصل معايا ما ينفعش ان هي تثق في حد.
وقفت قدام القصر وكانت مذهوله من المنظر الاضواء كانت طالعة من الشبابيك، والحديقة مليانه خضره وزهور ماليه المكان .
سامية (رئيسه الخدم قالت باستغراب وهو شايفه سلمى لابسه اسود في اسود والزي الشرعي كانت مستغربه قوي وقالت): خير يا بيه حضرتك جاب ضيوف عندنا؟!
عبد الحميد رد بصرامة وقال: يلا روحي جهزيلها احسن اوضه في القصر دلوقتي يلا بسرعة عايز اوضه تكون حلوة جدا تليق بسلمى وبلغي الهانم الكبيرة ان معايا ضيوف؟
سلمى حسّت قلبها بيترعش وهي داخله مكان جديد عليها وحياة جديدة أول مره تعيشها وقصر زي اللي بنشوفه في الأفلام والمسلسلات
وفي خدم وحشم بس جواها خوف وهي بتقول لنفسها: هل أنا في أمان… ولا في حاجه لسه مستنياني لحد دلوقت؟
عبد الحميد دخلها أوضة واسعة وقالها:
ارتاحي هنا يا بنتي… واللي عدى خلاص انتهى. بس اسمعي، أنا عايزك تكوني قوية… لأن اللي جاي مش سهل والحرب لسه في اولها؟
سلمى (بتبص له بخوف وقالت باستغراب):
هو إيه اللي جاي يا عمي انا مش فاهماك واصل هو الدار ده كلتها بتاعتك وانا هعيش اهنا طب عمامي هيعرفوا اني موجودة ولا المكان اهنا امان؟
عبد الحميد شال نظارته وهو بيقولها بعنين فيها لمعة تحدي: ايوه يا بنتي ده ده قصر عائله القناوي انا بتكلم على عمامك
مش هيسكتوا. هييجوا، ويحاولوا ياخدوكي بالعافيه بس قبل ما يوصلوا هنا… لازم الدنيا كلها تعرف إنك مش لوحدك، وإنك هتكوني من عائله القناوي يعني انا المسؤول عنك وما ينفعش حد يقربلك !
سلمى مستغربه وهي بتقول :كيف يا عمي هكون من عيله القناوي؟!
عبد الحميد بيضحك وهو خارج من الاوضه بيقولها :شويه كده هتعرفي كل حاجه يا بنتي يلا استريحي يا حبيبتي لحد ما ابعتلك علشان تتغدي معانا؟!
سلمى ما ردتش، بس دمعة نزلت على خدها وهي بتهز راسها و مش عارفه تعمل إيه.
سلمى بتفضل قاعده في الاوضه وخايفه جداً وهي مش عارفه ولا تقعد ولا تنام ولا تعمل اي حاجه خالص غير ان هي قاعدة تفكر؟!
يا ترى اعمامها هيوصلوا لها امتى؟!
ويا ترى عبد الحميد بيخطط لايه وايه اللي هو مجهزة علشان خاطر يحميها؟!
دي كلها اسئله كانت بتدور في بالها لحد ما الخدامة خبطت على الباب؟!
ساميه بتتكلم باحترام وبتقول: يا انسة سلمى لو سمحتي انزلي تحت عبد الحميد بيه عايزك ضروري؟!
سلمى وهي ماسكه النقاب وبتحطه على وشها علشان تنزل بتقول :حاضر نازله وراكي طوالي؟!
(سلمى بتنزل الصالون الفخم وكانت واقفه مكانها وحاسه ان رجليها متربطه بالحديد وقلبها بيدق جامد من هيبه المكان وكانت خايفه وقلقانه جداً من اللي جاي)
(كانت موجوده في الصالون في الوقت ده ست كبيرة في اواخر السبعينات وهي فاطمة القناوي والدة عبد الحميد قاعدة على الكرسي وأول ما شافت سلمى بصتلها بطيبه وراحت عليها)
فاطمه: مين الامورة دي عبد الحميد؟
عبد الحميد (بيقف قدامها بحزم واحترام وهو بيقول لوالدته):
دي يا أمي… بنت مصطفى زيدان. صاحبي اللي كان من الصعيد أنا جبتها هنا… ودي أمانة عندنا؟
سلمى بسرعه بتنزل راسها ودموعها نزلت وهي باين عليها الحزن ومش قادره تنطق بكلمه ولا باي حاجه ولا عارفه تتكلم.
فاطمة (بحنان، بتمد إيدها ناحيتها وبتقولها):تعالي يا بنتي، قربي… بيت القناوي نور بوجودك يا حبيبتي ابوكي كان راجل محترم جداً وعبد الحميد كان بيحبه قوي ربنا يرحمه ويجعل مثواة الجنه؟!
سلمى قربت بخطوة مترددة، راسها لسه منزلاها بتبص في الأرض وهي مش عارفه تتكلم ولا تقول حاجه غير الدموع اللي نازله من تحت نقابها .
وفجأة…
بينزل يزن القناوي وهو الابن الوحيد لعبد الحميد القناوي
وهوطويل، وعريض المنكبين، لابس بدلة شيك بس وقفته فيها كبرياء واضح ونازل بخطوات كلها ثقه وباين عليه الهيبه
و عيونه كانت زي عيون الصقر وطلته كانت جذابه جدآ وهو نازل من على السلم اخذ باله من البنت اللي قاعدة جنب جدته ولابسه نقاب رفع حجبه لفوق وهو بيقول بسخريه.
يزن:
إيه يا عبد الحميد بيه إيه اللي انت جايبها لنا معاك النهاردة دي هو انت لقيتني الأيام اللي فاتت كنت فرحانه قلت تسودها عليا؟
(سلمى بسرعة بتنزل راسها اكتر وبتبقى زعلانه و قلبها بيرتعش، مش قادرة ترفع عينيها ولا تنطق بحرف.)
فجأة عبد الحميد قام من مكانه وهو بيقول حاجه خلت
يزن بقى عامل زي الطور الهايج؟؟!
رواية
المنتقبه والجبار
الكاتبة /شيماء طارق
الفصل التاني
عبد الحميد (بيبص له بغضب وبيقوله ):
خليك محترم في كلامك يا يزن. دي مش أي حد دي بنت مصطفى زيدان، صاحبي اللي كان زي أخويا وهي هنا في بيت عمها يعني هي مش غريبه ولو لسانك لو طول هقطعه لك ؟!
يزن (بيرافع حاجبه باندهاش):
بنت مصطفى؟! هو كان عنده بنات اول مره اعرف الموضوع ده؟
(يبص بسرعة على سلمى اللي واقفه بعيد ومنزله راسها وكان باين عليها الحزن جداً)
يزن'
طيب هي إيه اللي جابها هنا مش هي عندها بيت في بلدهم ولا البلد ما بقتش عجباها فحبت تطور من نفسها فقالت تتفسح عندنا ؟!وايه البتاع اللي على وشها ده هي بشعة للدرجه دي ولا اوعى تكون شبه شبح الليل اللي بيخوفوا بالعيال الصغيرة؟
عبد الحميد (بحزم وهو بيزعق لابنه وبيقول): انا مش عايز مسخرة وقله أدب ما تتكلمش عنها كده البنت دي في حمايتي من النهاردة. هي مش غريبة علينا، دي وصية غالي… وأنا راجل ما يخونش وصية صاحبه وكمان
احترم نفسك وانت بتتكلم عنها هي كل اللي بتلبس نقاب يبقى شكله وحش ما تسخرش من حد يا يزن أنت مش كده فبلاش تتكلم بالطريقه دي؟!
فاطمة (الجدة، وهي تبص على سلمى بنظرة فيها حنان وبتقولها):
تعالى يا بنتي، اقعدي جنبي وما لكيش دعوة بيزن ده هو بس بيحب يهزر شويه بس هزارة النهاردة كان رخم وشكله هيتضرب بابو وردة؟!
(سلمى بتتحرك بهدوء، وعيونها ما اتشالتش من على الأرض وبتقعد، والجدة بتمسك إيدها وتطبطب عليها وتقول)
– دي عيونها زي القمر…خسارة فيهم الحزن اللي ما ليهم يا بنتي ؟عيونك بالجمال ده امال شكلك عامل ازاي بسم الله الله اكبر؟!
يزن (مستغرب من انبهار جدته، وبيحاول يخفي استغرابه بسخريته المعتادة): يا سلام! كنا ناقصين إحنا وإيه يا تيته ابو وردة عيب قوي انا رجل اعمال ما ينفعش تقوليلي الكلام ده ولو سمحت احترميني قدام اي حد غريب…
فاطمه بصيتله وزعقت فيه وقالتله: انا اقول اللي انا عايزاة يا ولد اخرس خالص؟!
عبد الحميد (بصوت حاد قطع بيها كلام يزن خالص وقال): ما تخرس بقى يا ولد في إيه؟
(سلمى بترفع عينيها للحظة، عينيها العسلية تلمع بدموع…و يزن بيشوف اول نظرة من عينيها بيتجمد لحظة من غير قصد، لكن بسرعة يخبي ارتباكه ويرجع لورا خطوة لأنه مش عايز يحسسها انه خد باله من لون عينيها)
عبد الحميد (يبص لابنه بتركيز،وصوته يوطه وهو بيقول ):
– يزن… تعالى معايا المكتب. لازم نتكلم في موضوع مهم؟!
(يزن بيتناهد بضيق وبيحاول يبين اني مش فارق معاه حاجه لكن عيونه بتلمع باستفهام…وهو ماشي ورا ابوه وساب سلمى قاعدة في حضن الجدة.
وسلمى في الوقت ده مش قادرة تتكلم ولا تقول حاجه
دي مش عادتها هي حد مشاكس جدآ بس من بعد موت ابوها ما بقاش ليها حد وبقت مضطرية انها تقعد مع عبد الحميد بعد ما ثبتلها بكذا طريقه ان هو صاحب ابوها كانت واثقه ان هي لو رجعت البلد عمامها هيخلصوا عليها او هيجوزوها مصطفى غصب عنها.
الشاب اللي حياته كلها استهتار وهي بتكرهه وبتخاف منه.
فاطمه:(بتحاول تطبطب عليها بحنان وهي بتقولها)
– ما تخافيش يا بنتي… طول ما إنتي تحت سقف القناوي، مفيش حد يقدر يقربلك ولا يمس شعرة منك يا حبيبتي ده انتي هتملي عليا البيت والله انا مبسوطة قوي بوجودك؟!
(سلمى بتهز راسها بخجل وصوتها بيرتعش وهي بتقول بصوت واطي): شكرا قوي لحضرتك انا مش خابرة اودي جمايلك وين استضفتيني في دارك وعملتيني معامله مليحه؟!
فاطمه بتطبطب عليها وبتاخدها في حضنها وبتقولها :البيت بيتك يا بنتي ما تقوليش كده تعرفي ان لهجتك حلوة قوي ده انا بعشق حاجه اسمها الصعيد هم اهل كرم وخير وانتي جواكي حاجه نظيفه مش متلوثه زي اللي حواليكي وفي كتير جداً من الصعيد ناس محترمة وكويسه بغض النظر عن قريب؟
ربنا يعدي الأيام دي على خير يا بنتي وان شاء الله الفرحه هترجع تاني لقلبك؟!
سلمى دموعها نزلت بحزن وهي بتتمنى ده من قلبها ان ربنا يصلح لها الحال والموضوع ده يخلص على خير من غير ما حد يتاذي
سلمى: اللهم آمين يا رب العالمين؟!
يزن داخل وواقف قدام أبوه وهو رافع راسه وعبد الحميد قاعد على المكتب بملامح متوترة هو مش عارف يبدا منين ولا يقول لابنه أيه؟!
يزن (ببرود وسخرية هو بيبص لابوه وبيقول):
خير يا بابا… إيه موضوع البنت المنتقبة اللي جايبها معاك ديت يا رب ما تكونش مشكله جديدة واحنا مش ناقصين مشاكل كفايه موضوع الصفقات اللي لحد دلوقتي مش عارفين مين اللي بيبوظها مش عايزين مشاكل تانيه على مشاكلنا؟
عبد الحميد (بصوت واطي لكن فيه نبرة جمر وهو بيقول لابنه):
دي مش بنت غريبة يا يزن… دي بنت مصطفى زيدان وانت عارف مصطفى كان بالنسبه لي إيه فاكيد مش هسيب بنته تقع وسط الوحوش اللي اسمهم عمامها؟!
يزن ( بيضحك بسخريه وبيقول):
– مصطفى؟! الله يرحمه…كان صاحبك وخلاص توفى وما كانش لينا اي علاقه بيه غير شغل
و عمري ما سمعت إنه خلّف بنات وبالنسبه لعمامها هم الأقرب ليها من اي حد حتى لو كانوا وحشين هم اهلها.
(بيقرب خطوتين لقدام)
– وبعدين، يعني إيه اللي جابها هنا ؟ إحنا فندق ولا الجمعيه خيريه علشان تقعدها عندنا في القصر ما يمكن البنت دي مش كويسه او وراها حاجه او يمكن هي اللي عامله المشاكل مع اعمامها وبتعمل الحوارات دي ما تسمعش يا بابا من طرف واحد اسمع من الاثنين ؟
عبد الحميد (بيضرب بكفه على المكتب فجأة وهو بيقول): انا عارف امامها ومصطفى ده مش عارفه علشان شغله ولا الكلام ده احنا اصحاب من أيام الجامعة هو كان اكتر من اخويا انا اخواتي خانوني وعملوا فيا كثير مصطفى كان بيدعمني وبيقف في ضهري ما تجيش دلوقتي وتقولي ما اقفش جنب بنته كفايه أنه
مات وهو مظلوم، اتخان من أهله وأخواته، وبنته دلوقتي تحت رحمتهم… كانوا هيجوزوها غصب عنها لإبن عمها السكير اللي سموه على اسم عمو بس للأسف ما فيهوش حاجه من مصطفى خالص غير اسمه بس !
يزن (بيهز راسه بلا مبالاة هو مش فارق معاه حاجه وبيقول):
– وده ذنبي واحنا مالنا خلينا في شغلنا يا بابا كفايه اللي إحنا فيه إحنا عندنا مصايب كثير ومشاكل اكتر ؟
عبد الحميد (بيقف، ويقرب من ابنه، وصوته بيعلى جداً وبيقول):
– ذنبك إنك ابني… واللي يخصك يخصني واللي يخصني يخصك لاننا كده على طول يا يزن واحنا مش مجرد اب وابنه ما تنساش الموضوع دوت وانت مش وحش كده فبلاش تعيش دور أنك حد مش كويس انا عارف ان حواليك ناس كثير زي الديابه بس صوابعك مش زي بعضها؟!
(بيسكت لحظة، ويبص في عيون يزن بقوة وبيكمل كلامه ويقول)
أنا عايزك تتجوزها يا يزن ويا ريت يا ابني تحققلي رغبتي دي قبل ما اموت علشان اقدر اموت وانا مرتاح؟!
يزن (بيتجمد لحظة، وبعدين ينفجر هو مش مصدق اللي بيسمعه بيقول):
إيه؟! اتجوز مين؟! إنت بتهزر يا بابا انت ازاي اصلا عقلك يخليك تستوعب اني ممكن اتجوزها انت عارف اني رافض الموضوع ده اصلا عمري ما هفكر فيه بعد كل حاجه حصلت معايا ؟!
(بيضرب بايده على المكتب وصوته بيعلى وهو بيقول)
– أنا، يزن القناوي، اللي كل البنات بتتمنى تاخد مني نظرة واحدة أتجوز واحدة مشفتش وشها أصلاً والله اعلم هي وشها في إيه ويمكن مداريه حاجه مش عايزة حد يشوفها؟ واحدة جايبها من الصعيد… ملفوفة بملايه سوداء من شعرها لحد جزمتها وشكلها مقرف عايزني اتجوزها وكمان الموضوع ده عندي مقفول من زمان حتى لو ما كانتش البنت دي اي حد تاني برده لا انا رافض الجواز من مبداه ؟!
عبد الحميد (بهدوء وبيتكلم مع ابنه بيحاول يفهمه قال): أحترم نفسك دي بنت محترمه ولبسها محترم وانت هتتجوزها غصب عنك او برضاك الموضوع ما فيهوش نقاش؟!
يزن (بيضحك بسخرية مرة وهو بيقول لابوك بحزن):
– لأ، مش هتجوزها. أنا مش تحت أمر حد… حتى لو كنت إنت يا بابا كفايه اني مجبور ان انا اتعامل مع ناس مش طايقهم في حياتي كفايه دمار لحد كده هي حياتي متدمرة اصلا عايز تكمل عليها ؟!
عبد الحميد (عينه تلمع بغضب، وبيرفع صوته لأول مرة ويقول):
– والله العظيم يا يزن، يا إما تسمع كلامي وتتجوز البنت يا اما هتشوف الوش الثاني وهتشوف حاجات عمرك ما كنت تتخيلها
ومش كل البنات زي ليلى هي كانت حاجه في حياتك وخلصتك خلاص والموضوع انتهى ؟!
يزن (بيقف متوتر، صوته بيعلى وهو بيقول): يا ريت يا بابا ما تجيبش سيرتها علشان ما بطيقش اسمع اسمها ؟!
عبد الحميد: تمام هتنفذ اللي أنا قلتلك عليه؟!
يزن وهو مش مستوعب اللي هو بيسمعه بيقول:
إنت بتهددني يا بابا علشان بنت احنا ما نعرفهاش هو الموضوع وصل لكده؟!
عبد الحميد (بقسوة هو بيزعق ويقول):
– أنا بحلفك بحياتك عندي… لو ما اتجوزتهاش يبقى ولا انت ابني ولا اعرفك وما تنساش انك ابن الوحيد؟!
يزن وهو بيحاول يتكلم مع ابوه بيقول: يا بابا ليه بتقولي كده انا مش عايزها و مش عايز ارتبط باي بنت اصلا طب جوزها لاي حد من الشباب العيله اشمعنا انا؟!هم هيسمعوا كلامك ما عندهمش مشاكل بس انا لا؟!
عبد الحميد وهو بيتكلم بحزن وبيقول: ما ينفعش أعمل فيها كده يرضيك اجوزها ياسين
وادمر حياتها ويبقى كده شيلنا ذنب البنت المسكينه اللي المفروض نحافظ عليها انا واثق فيك علشان كده اخترتك انت؟!
(يزن بيتراجع خطوتين، غضبه لسه قلبه مليان بالولعه والكره لصنف الستات كله
لكن أول مرة يحس إن أبوه مش هيسيبله فرصه لهروب… بيعض في شفايفه بعصبية وبيرد عليه باستسلامه بيقول):
تمام… هتجوزها يا بابا علشان خاطرك انت بس
(يبص في عيون بحزنه بيكمل ويقول) بس عندي شرط انا هتجوزها بس هيكون جواز على الورق فقط لكن عمري ما هقبلها مراتي… ولا عايز أشوف وشها حتى ويا ريت تبعد عني خالص هي قسيمه الجواز اللي انت عايز همضي عليها والموضوع خلص؟!
(عبد الحميد يبتسم ابتسامة صغيرة، كأنه كسب المعركة، بس عينه فيها وجع: عارف إنه جبر ابنه على حاجة تقيلة… لكنه شايف إنها الطريق الوحيد يحمي بيه بنت صاحبه وفي نفس الوقت يرجع لابنه الثقه في الستات لانه خلاص بقى رافض يفتح قلبه لاي حد ثاني بعد اللي حصل معاه والخيانه اللي خانتها له اقرب شخصه مع اقرب حد كان بيحبه)
يزن طلع من المكتب وبيهبد الباب وراه
وخد مفتاح عربيته ومشي وكانت جدته فاطمه قاعدة مع سلمى وكانوا مستغربين جداً من طريقه يزن اللي كان باين عليه الزعل والعصبيه في الوقت ده خرج عبد الحميد وقعد جنب سلمى وبدا يتكلم معاها بالراحه ويفهمها كل حاجه.
عبد الحميد (بهدوء لكن فيه حزم وهو بيتكلم مع سلمى وبيقول): بصي يا سلمى ابوكي كان بيحكيلي كل حاجه بتحصل بيني وبين عمامك فانا عارف قذارتهم؟! وهو اللي طلب مني ان اخلي بالي منك بعد ما ربنا ياخذ امانته لانه كان عارف في اخر فترة انه مريض بس انا اما اجيلي خبر الوفاة كنت مسافر بره واما وصلت القاهره عرفت إني توفى
واروح البيت الكبير علشان اشوفك واشوف احوالك بس مشيئه ربنا اني قابلتك!
و انا كنت وعد ابوكي الله يرحمه وانا مش هخلف بوعدي وهكون سند وضهري ليكي بعده وهعمل حاجه اخلي اعمامك ما يقدروش يجي جنبك ولا يفكروا يؤذوك ؟!
سلمى وهي دموعها نازله بتسال وبتقوله: إيه هي الحاجه اللي هتقدر تمنعهم عني ما اعتقدش ان في حاجه ممكن تحوشهم عني واصل؟
عبد الحميد اتكلم بهدوء ويقول: لا في حاجه هتقدر تمنعهم مش هيقدروا يقربوا لك؟! بس تنفذي كل كلمه انا هقولها لك علشان اقدر احمي حياتك؟
(سلمى تبص له بخوف، وما تنطقش. مجرد هزة راسها بطاعه)
عبد الحميد (بصوت هادي قال): علشان احميكي لازما تتجوزي ابني يزن
محدش يقدر يقف قصادي لأن خلاص هتكوني مرات ابني وفي الوقت ده ما يقدروش يعملوا معاكي اي حاجه وكمان انتي دلوقتي تقدري تكوني وكيله نفسك ما فيش حد يقدر يقف قدامنا إيه رايك يا حبيبتي؟!
(سلمى اتجمدت مكانها…ما كانتش مصدقه وهي بترتعش ومش عارفه ترد عليه ولا تقول إيه )
سلمى (بصوت مبحوح وهي بتقول): اتجوزوا كيف الحديت اللي بتقوله ده يا عم؟!
عبد الحميد (هو بيحاول يفهمها ويشرحلها قال):
أيوه، يا بنتي… بكرة الصبح نكتب الكتاب، وهتعيشي هنا زي بنتي لحد ما اقدر اؤمنلك مستقبلك ونشوف موضوع عمامك دول ونخلص كل حاجه وبعدها تقدري تاخدي القرار اللي انتي عايزاة؟!
(فاطمه بتبص لعبد الحميد بقلق، لكن ما بتتكلمش…لانها شايفه اسراره على جواز سلمى من ابنه هي كانت قلقها الأكثر على يزن)
سلمى (دموعها بتنزل واتكلمت وقالت بصوت مخنوق):
بس أنا… أنا خايفة… مش عايزة أظلم حد وياي وولدك ما يعرفنيش علشان يرضى يتجوزني ليه تجبروا انه يتجوز واحدة ما يعرفهاش وكمان انا ما اعرفهوش ليه اتجوزة؟!
عبد الحميد (بيمد إيده على كتفها، وبيحاول يطمنها وبيقول):
إنتي ما ظلمتيش حد، يا بنتي. الظلم كله كان من نصيبك… واللي جاي ربنا هيعوضك بيه وانا واثق من ابني علشان كده عايزك تتجوزيه ودي امنيتي لأني عايز احافظ عليكي!
(سلمى تبص في الأرض، وبتحس قلبها بينهار… بس في نفس الوقت بتفتكر في تهديدات عمامها اللي كانوا على طول بيقولها: "لو ما اتجوزتيش ابن عمك، ندفنك حيّة. دموعها تنزل أكتر وفهمت انها ما عندهاش خيار غير ان هي تقول حاضر!
سلمى راحت اوضتها علشان تنام بس مين يجيله نوم في في الحاله دي سلمى عيونها بقت حمراء زي الدم من كتر البكاء اما عند يزن كان رجع وطلع اوضته ودخل الفرندة وكان واقف فيها وكان باين عليه الضيق.
يزن واقف قدّام الشباك، ماسك سيجارة، بيفكّر وبيقول لنفسه:
ـ يا ربي أنا في إيه ولا في إيه… أبويا جاب البت دي وخلاني مش قادر ارفض بس انا مش قادر بجد مش طايق صنف الستات كلها ستات مقرفه ما بيفرقش معاهم غير مصلحتهم!
فجأة… الباب الكبير بتاع القصر حد بيخبط عليه جامد والحرس بيتلموا
وصوت عالي جدا وباين عليه الغضب وهو بيقول : افتح يا عبد الحميد احنا اخوات مصطفى الله يرحمه رايدين نقابلك ضروري في حاجه مهمه لازما تعرفها بسالك حياة او موت!
سلمى وهي خارجه من اوضتها برعب وشهقت وهي بترجف وبتقول:
دول… دول عمامي جايين يخلصوا عليا!
عبد الحميد دخل بخطوات تقيلة، عيونه فيها نار وهو بيقول:
ـ ما تخافيش يا بنتي… طول ما أنا واقف على رجلي، ما حد يقدر يقربلك ولا يمد إيده عليكي!
يزن رمى السيجارة وداس عليها برجله، وبص لأبوه وكان باين عليه الغضب وهو بيقول: هم ازاي قدروا يجوا هنا وهم يعرفوك منين علشان يجولك هنا القصر وعايزين إيه دلوقتي ؟!
عبد الحميد بص له بدهشة، قبل ما الحرس يفتحوا الباب الكبير قال : ما تقلقش انا هتعامل معاهم واشوفهم جايين ليه واكيد يعني ما يعرفوش مكان سلمى ولا يعرفوا ان هي هنا
فعايزك تكون هادي تمام؟!
يزن هز راس بطاعه وقال: تمام!
الصوت يعلا والأرض تهتز تحت أرجلهم وفجاة…
تابع الحلقه الجايه قويه جداً وفي حاجات كثيرة جداً هتتعرف فيها استنوني وقولوا لي إيه
و استنتجاتكم؟!
تعليقات
إرسال تعليق