رواية عشق رحيم البارت الحادي عشر والثاني عشر بقلم إيمي نور
👇البارت الـ11ــ12👇
دخل رحيم ليجدها جالسة فوق الفراش ساندة ذقنها فوق ركبتيها تنظر امامها بشرود تقدم للجلوس بجوارها ينظر اليها محاولا معرفة ما بها فهى منذ قبلتهم التى تبادلاها من يومين وهى علي هذة الحالة من الشرود والحزن الكامن بعينيها لا يعلم سببه تجيب علي حديثه معها باجابات مقتضبة يجدها كل ليلة وقد خلدت الى النوم او ليكن دقيقا تتظاهر بالنوم وفي الصباح دائما صامتة شاردة وها هى منذ قليل رفضت النزول للعشاء متحججة بتعبها كما هي العادة في جميع الوجبات ليقرر الصعود والحديث معها لعلها تتكلم فيجدها علي هذا الحال من الشرود ليتردد السؤال الذى يؤرقه داخل عقله ايمكن ان يكون حالها هذا سببه نفورها بعد ماحدث بينهم ومحاولتها افهامه هذا دون كلمات منها زفر بقوة محاولا اخراج تلك الافكار من راسه ليمد انامله يلمس وجنتيها بحنان يقول
= منزلتيش ليه تتعشى معايا ؟ ليتفاجىء بابعادها لوجهها عن ملمس يده لتقول باقتضاب
= مش جعانة صدم من ردة فعلها ليعقد حاجبيه ليسالها بنفاذ صبر
= في ايه ياحور مالك بقالك يومين علي حالك ده حتى الاكل مابقتيش تنزلى ايه حكايتك بالظبط ؟
التفتت اليه بحدة تقول بتصلب
= مش عاوزة اكل واظن الاكل مش بالغصب ولا ده كمان فيه غصب
نهض من مكانه ينظر اليها بحدة رافعا حاجبه يسالها بهدؤء مخيف
=تقصدى ايه بكلامك بالظبط
انزلقت تستلقى فوق السرير تعطيه ظهرها تقول بارهاق
= مقصدش ولو سمحت سبنى عاوزة انام
وقف للحظات ينظر اليها يحدثه شيطانه بان ينهضها بالقوة ليهزها بعنف لمعرفة ماذا تقصد بحديثها هذا لكنه لم يفعل اى من هذا بل وقف يراقبها بحيرة قبل ان يخرج صافقا الباب خلفه بغضب
ظلت ع حالها هذا بعد خروجه لا تدرى كم مر عليها من الوقت فالافكار تعصف براسها تجعلها تكاد تجن لتبكى بشهقات مكتومة لا تدرى اهى تبكى بسبب كلمات تلك الحية اليها وام ع قلبها الذى يتالم تشعر به ممزقا كاشلاء ذلك الفستان المخبأ اسفل خزانتها كذكرى سعادتها به قبل ما حدث ليتزايد بكاءها لوقت طويل فتسقط ف نوم مرهق لم تستفق منه الا ع صوت تحركاته في الغرفة يصفق الخزانة بغضب ويتجه الى الحمام فظلت مستلقية تضع الغطاء فوق جسدها بالكامل تستمع اليه وهو يخرج من الحمام يستلقى بجوارها ليتخشب جسدها انتظارآ لجذبه لها كما هى عادته معها كل ليلة ليمر الوقت دون ان تسمع حركة منه حتى احست به يتقلب فوق الفراش معطيا ظهره لها لتعلم انه قد ذهب الى النوم لاول مرة منذ زواجه بها دون ان ياخذها بين ذراعيه لتظل مستيقظة يجافيها النوم لوقت طويل تفتقد دفء احتضانه لها
تفاجىء رحيم عند استيقاظه من النوم بمن تتوسد صدره غارقة ف النوم تتنهد بنعومة فعلى ما يبدو انها قد تحركت اثناء الليل لتندس بين ذراعيه كما لو كانت اعتادت النوم بينهم طوال عمرها لتمد انامله دون ارادة منه تبعد خصلات شعرها بعيد عن وجهها ينظر اليها والى ملامحها الناعمة لتقف عند شفتيها ليتذكر حديثها معه بالامس الذى جعله يتاكد من ظنونه وانها بالفعل كرهت تلك اللحظة من التقارب بينهم ليتبدل حالها بعدها مباشرة ولكن ماذا يسمى التجائها الى ذراعيه اثناء الليل لتنام بتلك الطريقة احس بالتخبط بداخله ليزفر انفاسه بحدة شديدة جعلت راسها يتحرك فوق صدره لتستفيق من نومها ترفع راسها باتجاهه لتشهق برعب مبتعدة عنه بارتباك وحدة لتجعله ردة فعلها هذة ف اقصى درجات غضبه لينهض من الفراش بحدة دون ان يوجه اليها كلمة متجها الى الحمام صافقا بابه بعنف ظلت جالسة فوق الفراش لا تجرء ع التحرك حتى خروجه من الغرفة تراقبه اثناء ارتدائه ملابسه لتراه عاقدا حاجبيه بعبوس يتحرك بحدة بشدة يعقد ازرار قميصه ليحدثها بعد صمت طويل ليقول بتصلب دون ان ينظر اليها =اجهزى وتنزلى ورايا ع طول مش عاوز دلع فاضى و من النهاردة هبات عند سارة وهيبقى ده النظام ع طول يوم عندها ويوم عندك
ليرفع راسه ينظر اليها بسخرية حادة =يعنى خدى راحتك ف نومك وملوش داعى تعملى نفسك نايمة اول ما ادخل الاوضة
ثم تحرك يخرج من الغرفة دون انتظار لكلمة منها لتظل تنظر ف اتجاه خروجه بالم والدموع تتساقط من عينيها بغزارة
*ف غرفة سارة * وقفت تتامل نفسها امام المراة وهى ترتدى قميص من اللون الاحمر فهى منذ ان اخبرها ف الصباح انه ينوى ان يبيت الليلة معها وهى تستعد منذ مدة طويلة وقد حضرت عشاء خفيف له ولها وارتدت هذا القميص ذو اللون الصارخ تتمنى ان تحظى برؤية مثل ذلك الشغف الذى راته بعينيه لتلك الفتاة تلملمت ف وقفتها تنظر الى الساعة وقد تجاوزت منتصف الليل بساعتين وهو لم يحضر حتى الان امن المكن ان يكون ذهب لتلك الحقيرة مرة اخرى يمضى وقته معها قبل حضوره اليها تحركت تنهب الارض بقدميها وقد تسلطت تلك الفكرة براسها لتجعلها تستشيط غضبا تعميها غيرتها لتظل ع هذا الحال حتى سمعت صوت الباب يفتح يقف رحيم امامه ملابسه مشعثة تبدو ع ملامحه الارهاق يتقدم الى الداخل لتسرع الى استقباله ترتمى ف احضانه تشده اليها تقول بلهفة
= ايه التاخير ده كله يا حبيبى انا مستنياك ومحضرة العشا من بدرى ابعدها رحيم عنه برفق يتنهد بتعب قائلا =معلش يا سارة مش هقدر اكل كلى انتى انا جعان نوم يدوب اغير هدومى وانام
ليتركها متجها الى خزانته مخرجا ملابس للنوم ويتجه الى الحمام غير مدرك لصدمتها التى ظهرت فوق ملامحها لتدب الارض بغيظ تلعن تلك الحقيرة فهو من المؤكد كان لديها قبل الحضور اليها لتضعط ع اسنانها تقول بحقد
= اما وريتك يا حور الكلب
امضت ليلتها دون ان يغمض لها جفن تنتظر شروق الشمس حتى تستطيع النزول الى اسفل لتراه ف محاولة لتصليح ذلك الصدع الذى حدث بينهم فهى اخذت تتقلب ع فراشها طوال الليل كانه فراش من جمر تفتقد وجوده معها واحتضانه لها وانفاسه حولها تكاد الغيرة تنهشها وهى تتخيل سارة بين ذراعيه تتدلل عليه لتشعر بصدرها يضيق بانفاسها من شدة غيرتها لتدركها بصدمة حقيقة انها تحبه اجل هى تحب كل شىء به رقته وحنانه معها دفاعه الدائم عنها محاولته اسعادها حتى لو كما قالت سارة مجرد محاولات منه لجذبها اليه لغرض ف نفسه الا انها قررت ان تمضى حياتها معه كما تريد لها الايام فمن يعلم فقد يحبها كما احبته لتسعد معه رغم جميع المشكلات المحيطة بيهم اخذت تحدث نفسها تحاول بعث الامل ف نفسها لتسرع ف ارتداء ملابسها والنزول سريعآ الى اسفل لتجد الحاجة وداد هى فقط من تجلس ف بهو المنزل ليسقط قلبها خوفا ان يكون قد خرج دون ان تراه ولكن جاء كلام الحاجة وداد لها لتطئن من جديد
=اصباح الخير يا حبيبتى ايه مصحيكى بدرى كده ده مفيش حد لسه نزل من اوضته
تقدمت حور تقبلها برقه وتقول
=صباح الخير يا ماما انا بس قلت اقعد معاكى شوية قبل اليوم مايزدحم علينا رتبت الحاجة وداد فوق كفيها لتستمر الاحاديث بينهم لوقت طويل كانت اثناءه تلتفت كل دقيقة ناحية الدرج ع امل حضوره حتى سمعت خطواته ينزل الدرج بخفة لتلتفت اليه بابتسامة سعيدة ماتت سريعا قبل ظهورها فوق شفتيها لدى رؤيتها لسارة تنزل خلفه بدلال وف عينيها نظرة انتصار توجهها لها لتخفض راسها تلتفت الناحية الاخرى حتى سمعت صوته يلقى بتحية الصباح بصوت عادى النبرات محدثا والدته دون ان يوجه ناحيتها نظرة واحدة
= الفطار جاهز يا امى؟
نهضت الحاجة وداد سريعا
=حالا يا حبيبى يكون جاهز لحد ما اخوك ينزل هو ومراته يكون جهز
ليومأ برأسه ويتحرك ناحية مكتبه
=طب لما يجهز ابعت لى حد في المكتب
ثم ذهب دون مبالاة بنظرات حور اليه التى احست بخيبة املها من تجاهله لها لتضحك سارة بسخرية وتنظر اليها مغادرة المكان هى الاخرى تمشى بخطواتها المغيظة
بعد الافطار دخل رحيم واخيه حمزة الى مكتبه لمناقشة عدة اعمال والتى تراكمت عليهم ليقرروا السهر عليها طوال ليلة امس ليجدوا وجوب سفر احدهم الى القاهرة لمدة يومين ليقول حمزة
=تمام اسافر النهاردة اشوف الامور المتعطلة دى ولو فى حاجة تحتاجك ابقى اتصل بك
هز رحيم راسه برفض يقول
=لالالا يا حمزة كفاية عليك سفر لحد كده السفرية دى انا اللى هطلعها ليقول حمزة
= بس يا رحيم.....
قاطع رحيم حديثه قائلا
=خلاص يا حمزة انا قلت انا اللى هسافر
ليهز حمزة باذعان مستغربا من تصميم اخيه
دخلت سارة الى المطبخ تسال الخادمة =فين قهوة رحيم بيه
الخادمة بهدوء
= اهى يا هانم مع قهوة حمزة بيه حالا هوديهم المكتب
اشارت سارة الى الصنية الاخرى الموضوعة
=ودى ايه الخادمة؟؟
وهى تشير الى كل فنجان
=ده شاى وداد هانم و الست ندى والست حور
نظرت اليها سارة لتقول بحدة
= طب يلا ودى القهوة بسرعة المكتب وابقى تعالى خدى الشاى اسرعت الخادمة لتنفيذ الامر لتخرج من المطبخ تاركة سارة التى ما ان خرجت الخادمة حتى اخرجت من جيب فستانها زجاجة صغيرى لتقطر بها ف فنجان حور وهى تقول بغل
= ياريته كان سم وارتاح منك بس معلش اهو اخربلك الليلة زى ما خربتيها عليا
ثم وضعت الزجاجة مرة اخرى ف جيبها عند حضور الخادمة لتقول لها بامر
=اخلصى يلا ودى الشاى وتعالى اعمليلى قهوة
ثم تخرج من المطبخ سريعا ترتسم ابتسامة سعادة وتشفى فوق وجهها
جلسوا يتبادلون الاحدايث فيما بينهم وهم يتناولون الشاى دون ان تدرى حور شىء من تلك الاحاديث فذهنها كان مشغول مع رحيم الذى لم يتبادل معها كلمة واحدة منذ الصباح لتغرق ف بؤسها غافلة عما حولها حتى اتى رحيم باتجاههم ينظر كالعادة باتجاه والدته يقول بجمود
= امى انا مضطر اسافر النهاردة لمدة يومين ورايا شغل في القاهرة ولازم اخلصه
لتهب سارة بسعادة يعنى
= هتسافر النهاردة نظر رحيم اليها يستغرب سعادتها ليرد
=ايوه كمان ساعة
لتجرى ناحيته تتعلق بذراعه تقول بترجى
=طب اجى معاك انا من زمان مرحتش لماما اهو اقضى اليومين دول معاهم ونرجع سوا
نظر رحيم اليها بتردد ثم توجه بنظره ناحية حور ليجدها تجلس يرتسم الجمود فوق وجهها لينظر مرة اخرى لسارة يقول بتصلب
=خلاص ماشى اهو نغير جو اطلعى يلا اجهزى
ضحكت سارة بسعادة لتتوجه الى الدرج تسبق رحيم لتتوقف فور ان سمعت صوت حور ينادى رحيم حور بتردد
= رحيم ممكن كلمة
رحيم دون ان يلتفت اليها
= افندم حور؟!
حور بصوت منخفض
=كنت عاوزة اروح ازور اهلى واشوف اخواتى
التفت اليها رحييم يقول بلهجة متصلبة =لا مفيش خروج طول مانا مش موجود
حور في محاولة لتغير رأيه
=بس يا رحي......
قطع كلامها يقول بحدة
= قولت لا ايه اللى مش مفهوم في الكلمة علشان اعيد كلامى تانى اخفضت راسها لتقول بصوت مختنق بالدموع
= خلاص يا رحيم ملوش لازمة تعيد كلامك انا فهمت
تردد لثوانى فوق الدرج لتناديه سارة بصوت نافذ الصبر
=يلا يا رحيم علشان نجهز و منتاخرش فاسرع بالصعود وماهى بضع درجات حتى سمع صوت صرختها المتألمة ليتجمد مكانه ويسقط قلبه بين قدميه
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
👇12👇
التفت اليها فور سماعه لصرختها ليجدها منحنية ع نفسها بألم فلم يدرى بنفسه الا وهو يقفز درجات الدرج كل درجتان معا ليكون بجوارها ف ثوانى ينحنى عليها يضمها بين ذراعيه يقول بصوت مرتعش بخوف
= حور ف ايه مالك ايه اللى بيوجعك ؟ اخدت حور تتلوى من الألم لا تقوى علي الرد عليه ليرفعها بين ذراعيه ليلتفت الى الواقفين يتابعون الموقف برعب ليصرخ بصوت عالى
= حمزة روح هات دكتور بسرعة
خرج حمزة مغادرا بسرعة لتنفيذ طلب اخيه
اسرع رحيم بالصعود الدرج بلهفه وخوف ليمر بسارة دون الالتفات اليها لتقول بغل
=علي فكرة البت دى بتدلع اشمعنا دلوقت تعبت
التفت اليها بحدة
=سارة مسمعش صوتك خالص فاهمة ثم اسرع بالتوجه ناحية جناحهم لتقول سارة بصوت هامس
=يخرب بيتك انتى ايه يا شيخة ماشية معاكى بالعكس
دخل رحيم جناحهم يحملها بين ذراعيه برقة وهى مازالت ع حالها من التوجع والألم ليجلس بها فوق السرير وهى مازالت بين ذراعيه يهمس لها بحنان =اهدى حبيبتى الدكتور جاى ف السكة بس لو اعرف ف ايه مالك
تلوت بين ذراعيه تدفن وجهها ف عنقه تقول بصوت متالم باكى
=بطنى يا رحيم حاسة انها بتتقطع وكل جسمى وجعنى
واخدت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة تنهد بالم من رؤيتها وهى بهذا الضعف فاخذ يتلمس خصلات شعرها محاولا تهدئتها بها لتستمر ع هذا الحال حتى انتفضت من بين ذراعيه تسرع ف اتجاه الحمام لينظر ف اثارها لثوانى ثم يهب للحاق بها ليجدها تنحنى فوق ارضية الحمام تفرغ ما فى جوفها بداخله وصوت تأوهاتها المتألمة تخترق صدره لينحنى بجوارها يلفها بذراعيه مبعدا شعرها عن وجهها المتعرق يحاول التهوين عنها حتى انتهت فرفعها عن الارضية متجهها بها ناحيه الحوض تقف بين ذراعيه بضعف وهو يمسح بمنشفة مبللة فوق وجهها ليجعلها هذا تفيق قليلا فحاولت السير باتجاه الباب مستندة عليه ولكنه رفعها من جديد بين ذراعيه ليدخلها الغرفة ليجد كل من والدته وسارة وندى بداخل الغرفة توجه بها ناحية السرير يجلس فوق بنفس وضعهم السابق لتشهق سارة بصدمة وتلوك شفتيها بغيظ من هذا المشهد الذي امامها
ظلت حور بين ذراع رحيم يحتضنها بحنان وهى تتالم بشهقات باكية ليزفر بنفاذ صبر صارخا بغضب
= هو حمزة اتاخر ليه كل ده بيجيب الدكتور لترد والدته تحاول تهدئته
=اهدى يا بنى زمانه ف السكة وان شاء الله خير
زفر بحنق يحاول تهدئة اعصابه وهو ينحنى اليها يطمئنها بعينيه ليجد وجهها باهتا متعرقا بشدة ليحس بقلة حيلته ليهب واقفا وهى بين ذراعيه قائلا بنفاذ صبر انا مش هستنى اكتر من كده وانا شايفها بالشكل ده انا هروح بيها المستشفى لتصرخ سارة بغيظ
=في ايه يارحيم اهدى كده وصدقنى الموضوع مش اكتر من دلع وهتشوف
هم رحيم بالصراخ فيها ليقاطعه صوت ندى الملهوف وهى تنظر خارج النافذة =حمزة جه اهو ومعاه الدكتور
وضعها رحيم فوق السرير برقة وهو ينظر لوجهها المتألم يقول بحنان =الدكتور جه وشوية وهترتاحى
ثم التفت للجميع بوجه مغلق
=لو سمحتوا اتفضلوا انتم وانا هكون مع الدكتور
ردت والدته بصوت مرتبك
= طب يابنى مش احسن حد فينا اللى يكون معاها
رحيم بصوت قاطع
=لا يا امى دى مراتى وانا اللى هكون معاها اتفضلوا
غادر الجميع الغرفة حتى سارة دون ان يجرء احد ع مخالفة كلامه وماهى ثوانى حتى دخل الطبيب يلقى بالسلام
بعد انتهاء الطبيب من فحصه التفت الى حور ليسالها بهدوء
= انتى اكلتى او شربتى حاجة مش كويسة ؟؟
هزت راسها بالنفى ليسألها مجددا =طب اخدتى اى ادوية لاى سبب ؟؟
لتهز راسها مجددآ ليهز الطبيب راسه بتعجب جعل رحيم يساله بلهفة وخوف =ف ايه يا دكتور فهمنى
قال الطبيب بصوت عملى
=الموضوع يا رحيم بيه ان الهانم حاجة من الاتنين اكلت او شربت حاجة مش طبيعية عملت عندها مشاكل ف المعدة بس متقلقش الموضوع بسيط وهى ان شاء الله بعد المحاليل دى هتبقى كويسة وانا ان شاء الله بكرة هعدى عليها تانى
شكره رحيم وهو يوصله لباب الغرفة مصافحآ اياه مودعا ثم يرجع الى حور ليجلس بجوارها يتلمس خصلات شعرها بحنان وهو يسالها بحنان
=عاملة ايه دلوقت مش احسن شوية هزت راسها بضعف لا تقوى ع الكلام لينزل بانامله فوق جفونها يغلقها لها بنعومة يهمس لها
= طب حاولى تنامى وانا هنا جنبك فتحت حور عينيها اليه برجاء لتمسك بيده الاخرى تقول تقول بضعف =متسبنيش يارحيم خليك جنبى
رفع يديها الممسكة بكفه يرفعها الى شفتيه يقبلها برقة ويقول
=ما تخافيش انا مش هسيبك ابدا حاولى تنامى وترتاحى
اغمضت عينيها براحة حاضنة يديهم المتشابكة الى صدرها لتغرق ف نوم عميق من اثر الدواء فاخذ ينظر اليها يتلمس ملامحها بنعومة وهو يفكر ف حديث الطبيب اليه محاولا فهم ماحدث لها
ظل جالسا بجوارها بصمت لا يقطعه سوى تأوهاتها المتألمة حتى ف اثناء نومها فيعلم بانها مازالت تتالم فيهمس ف اذنيها بكلمات مطمئنة حنون محاولا التهوين عنها رغم نومها العميق لم يدرى ما مر من وقت حتى دخلت والدته تقف امامهم تنظر اليها بشفقة =عاملة ايه يابنى دلوقتي؟؟
اعتدل ف جلسته دون ان يفصل يديهم المتشابكة
= بتتوجع حتى وهى نايمة
سالته والدته بقلق
=طب ونومها ده طبيعى يا بنى
رحيم بهدوء
=اه متقلقيش الدكتور قالى انه حاطط لها منوم ف المحاليل علشان تنام ويمر وقت ألمها
=طب يابنى تفتكر اللى حصلها ده من ايه انا مش فاهمة حاجة من كلام الدكتور
=رحيم ولا انا فاهم هو بيقولى اخدت حاجة غلطت اثرت ع معدتها
تنهد بتعب مكملا
=بس هى تقوم بالسلامة وبعدين نبقى نشوف
والدته
=طب يابنى هتنزل تتغدى ولا ابعتلك الاكل هنا ؟؟
هز رحيم راسه برفض
_لا يا امى مش هاكل دلوقتي بس ياريت تجهزى لها حاجة خفيفة تاكلها اول ما تصحى الدكتور امر بده
والدته
=حاضر حالا يجهز وان شاء الله تقوم بخير
رحيم برجاء
= ياااااا رب
تركت والدته الغرفة مغلقة الباب خلفها ليرجع رحيم بانظاره اليها يتاملها من جديد فلا يستطيع مقاومة الانحناء ع شفتيها يلثمها برقه هامسا امامها
=كنت هموت من خوفى عليكى وجعتى قلبى
تمللت ف نومها تجاهد لفتح عينيها تحس بالارهاق والتعب ف جميع اناء جسدها لتجد نفسها مازللت تحتضن يديه لتنظر بجانبها لتجده راسه مدفون بجانب عنقها غارقا ف النوم فاخذت تنظر اليه تتامله بحب تمسح ع وجنتيه باطراف اناملها لتجده فجاءة يهب من نومه ينظر اليها بفزع قائلا
=حور فيكى حاجة حاسة بحاجة اجيب الدكتور
ابتسمت بارهاق تقول
=لاااا الحمد لله بقيت كويسة
تنهد رحيم مغمضا عينيه براحة
= الحمد لله
وينهض من جوارها يقول
=طيب انا هنزل حالا اجيبلك حاجة تاكليها وجاى ع طول متتحركيش من مكانك
اخفضت بخجل تقول
= بس كنت عاوز اروح الحمام اغير هدومى
لتتبع كلامها ف محاولة لنهوض بالفعل ليسرع يمد يديه اليها قائلا
=طب تعالى انا هوديكى
امسكت بيديه تستند اليها بضعف ليتحرك بها ببطء حتى باب الحمام لتقف تقول بخجل
= انا هقدر اكمل لوحدى
ادرك مدى خجلها منه ليومأ برأسه بالموافقة ليجيبها
=طيب انا هستناكى هنا لحد ما تخرجى د
دخلت بخطوات ضعيفة و وقف هو بانتظارها يستند الى اطار الباب حتى خرجت ترتدى ثوب بيتى ذو حمالات رفيعة قصير الى الركبتين كانت قد تركته ف الصباح خلف الباب لم تكن تجرء ع ارتداءه امامه في ظروف عادية سار بها حتى الفراش ليجعلها تستلقى ويغطيها بالغطاء ترتسم ع وجهه ابتسامة لرؤيته مدى خجلها مما ترتديه فيقول بهدوء
=هرجعلك ع طول مش هتاخر عليكى ثم يذهب مغلقا الباب خلفه
جلس الجميع ف بهو القصر يسيطر عليهم الوجوم لتقول الحاجة وداد بعطف
= يا عينى يا بنتى انا مش عارفة اللى حصلها ده حصل ازاى
ردت سارة باستهزاء
=ياماما انتى بتصدقى الحركات دى دى عملت كده لما عرفت بسفرى انا ورحيم
ندى برفض
_ازاى يا سارة الدكتور نفسه قال ان عندها مشاكل ف معدتها بسبب حاجة اكلتها او شربتها يعنى فعلا هى تعبانة
سارة بقرف تلاقيها
= رمرمت حاجة كده ولا كده هى وراها حاجة غير الاكل
هبت الحاجة وداد واقفة تقول باستهجان
=سارة كفاية لحد كده ملوش لازمة الكلام ده كفاية اللى هى فيه
تلعثمت سارة بالكلام تقول باسف مصطنع
= انا مقصدش يا ماما انا بس بحاول افكر معاكم ع اللى ممكن يكون حصلها...
ندى : ممكن تكون معدتها حساسة لحاجة معينة اكلتها وهى ماخدتش بالها
سارة بخبث
=ممكن كل شيىء جايز
الحاجة وداد بنفاذ صبر
_طب خلاص كفاية كلام ف الموضوع ده وربنا يقومها بالسلامة
صمت الجميع عن الحديث كل غارق ف افكاره حتى نزل رحيم يسال عن حمزة لتقول ندى
=موجود ف المكتب تحب اندهولك
رحيم : لااااا انا هروحله بنفسى
ويهم مغادرا لتستوقفه والدته بقلق =خير يارحيم حصل حاجة لحور
تنهد بتعب
=لا الحمد لله احسن دلوقت انا بس كنت عاوزه علشان اعرفه انى مش هقدر اسافر واسيب حور بالحالة دى فيسافر هو
هبت سارة من مكانها لتصرخ بغضب وصوت عالى
= نعم يعنى ايه مش هتسافر طب وانا مش كنت هتودينى لاهلى والله عال ياسى رحيم بقى تفضل البت دى عليا انا وايه كمان مسبش حور دى عيلة صغيرة هى
وقف رحيم ينظر الى ثورتها ببرود ليقول بصوت صارم
=صوتك ميعلاش وانتى بتكلمينى ولما تتكلمى تتكلمى بادب ولو ع السفر اتفضلى الباب مفتوح محدش منعك
بهتت ملامح سارة لتقول كده
= يارحيم بتطردنى من بيتى وعلشان مين حته البت الفلاحة دى
رحيم بغضب بارد
=عاوزة تفهميها كده افهميها بس لكل شيىء اخر وانا بصراحة جبت اخرى معاكى
ثم تحرك مغادرا المكان تاركا الجميع ينظر اليه بصدمة وخاشية مما هو أت
البارت الثالث عشر والرابع عشر من هنا
مجمع الروايات الكامله من هنا
إللي عاوز يوصله اشعار بتكملة الروايه يعمل إنضمام من هنا
تعليقات
إرسال تعليق