Main menu

Pages

روايةللعشق اسياد من الفصل السادس حتي العاشر بقلمى ساره مجدى


 🌺🌷روايةللعشق اسياد🌷🌺

من الفصل السادس حتي العاشر 

🌺🌷بقلمى ساره مجدى 🌷🌺

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

كان يجلس فى غرفته يشعر بالضيق بالامس كان موعد التجمع الشهرى ..... اليوم الوحيد الذى يراها فيه ولكنهم لم يستطيعوا الذهاب فجدته كانت مريضه ولم يستطيعوا تركها خاصه و والده لا يذهب الى اى مكان بدون زهرته ولذلك لم يذهبوا جميعا رغم حزن الصغيرتين لرغبتهم فى رؤيه لمى بقلمى ساره مجدى 

امسك هاتفه وفتح احدى التطبيقات الرسائل وكتب 

- ليل طمنينى عليكى  

وظل يمسك بالهاتف ينتظر ان تجيبه و بعد ثواني قليله 

وصلته رساله 

- انا كويسه كان نفسى اشوفك امبارح ... طمنى جدتك عامله ايه ؟

ابتسم بسعاده كم هى رقيقه وطيبه القلب كتب سريعا 

- الحمد لله هى كويسه دلوقتى ... وانا كمان كان نفسى اشوفك وهستنه الشهر الجاى على نار 

ظل ينتظر رسالتها و هو يسير فى كل اتجاهات غرفته بتوتر وابتسم حين سمع صوت وصول الرساله 

- انا كمان ... انا هقفل دلوقتى علشان ماما بتناديني 

ولم تنتظر رده لتغلق التطبيق بعد ان اخفت المحادثه دون ان تعلم ان شمس تعلم كل كلمه قيلت فى تلك المحادثه والمحادثات القديمه ايضا و انها تنتظر تلك المحادثات وكانت ايضا تنتظر قدوم جواد بالامس كليل واكثر 

•••••••••••••••••••••••••••

كانت تجلس على الكرسى الموجود بجوار الباب تمسك بين يديها نوت صغيره وقلم تسجل فيها كل ما يدور فى الاجتماع حسب اوامر مديرها السمج بقلمى ساره مجدى كانت رغم تركيزها الشديد فى كل كلمه تقال الا انها ايضا كانت تتابع كل حركه من مديها انه شاب فى منتصف العشرينات ولكنه مختلف عن ابناء جيله 

هو شخص مسؤل هادىء وايضا متميز فى عمله وناجح فيه بشكل يفوق الخيال و ذلك ما جعل والده يترك له اداره الشركه وهو يتابعه ويشارك من وقت لاخر 

انتهى الاجتماع وانصرف جميع الموظفين ليقف هو الاخر حتى يعود الى مكتبه ولكنه وقف امامها و وضع يديه فى جيب بنطاله وهو يسأل بهدوء 

- سجلتى كل حاجه يا انسه ؟ 

لتقول بابتسامه صفراء 

- ايوه 

ليبتسم ابتسامه واسعه وهو يقول 

- كويس ... ورايا 

ظلت تنظر اليه بغيظ فبرغم اعجابها باسلوب عمله و تفوقه ايضا فيه الا انه كشخص سمج وثقيل الدم 

جلس خلف مكتبه وهو ينظر اليها بتسليه وقال 

- قوليلى بقا سجلتى ايه 

اخذت نفس عميق حتى تهدء فهى ترغب و بشده فى صفعه وقالت وهى تمد يدها بالنوت 

- اتفضل حضرتك شوف الى اتكتب بنفسك 

ظل ينظر اليها ثم قال بأمر 

- انا لما اقول اقرى يبقا تقرى مفهوم 

لتنظر الى النوت وبدأت فى قرأه ما سجلته ليقول هو باستحسان واندهاش مصتنع

- لا برافوا حقيقى برافوا 

لتبتسم ابتسامه صفراء وهزت راسها هزه خفيفه ليكمل هو قائلا 

- هتكتبى بقا كل الكلام ده وتضيفه للورق الى اتراجع النهارده مفهوم 

- مفهوم 

قالتها ببرود وكان هو ينظر اليها بتركيز لقد لاحظ تلك العلامه على عنقها رغم ان لونها طفيف ولكن مع شخص كصهيب حاد النظر علامه كتلك لا تمر من امامه مرور الكرام وقف على قدميه وتحرك ليقف امامها وقال مباشره  

- ايه الى فى رقبتك ده ؟!

وضعت يدها سريعا على عنقها و هى تفكر انها وضعت عليها الكثير من ادوات التجميل عكس وجهها الخالى منه حتى لا تظهر فكيف لاحظها ذلك السمج كان ينتظر اجابتها و هو يراقب كل حركه منها ولاحظ توترها من سؤاله ليقرب وجهه من وجهها وقال بهدوء 

- ايه مسمعتش اجابه على سؤالى 

لتنظر اليه بتحدى وقالت 

- اعتقد ان دى حاجه متخصش حضرتك 

ظل ينظر اليها طويلًا ثم ابتعد و هو يقول 

- تقدرى تتفضلى على مكتبك وربع ساعه واللى طلبته يكون قدامى 

غادرت دون كلمه اخرى وبعد مرور ربع ساعه دلفت اليه وبين يديها الملف الذى طلبه منها اعطته اياه وظلت واقفه امامه بهيئتها الرجوليه التى تثير فضوله وتجعله يرغب فى ان يكتشفها و يكشف اسرارها وايضا معرفه سبب تلك العلامه على عنقها كان يتأملها دون ان يتكلم لتقول ببرود 

- هو حضرتك عايز حاجه تانيه ولا اروح على مكتبى 

ظل ينظر اليها بتفحص ثم قال 

- لا تقدرى تروحى على مكتبك 

وتحركت خطوتان لتغادر المكتب فى نفس الوقت الذى يفكر فيه هو كيف يحرجها كما احرجته منذ قليل ليقول سريعا  

 - بقولك صحيح

وقفت مكانها تنفخ بضيق دون ان يلاحظها ثم التفتت اليه وقالت بابتسامه سمجه

- خير يا فندم 

وقف على قدميه وتحرك من خلف مكتبه ينظر اليها بتفحص ثم قال 

- فى سؤال مهم من ساعه ما اشتغلتى عندى وانا نفسى اسئله 

لتقول ببرود وخاصه بعد جملته (( اشتغلتى عندى ))

- اتفضل اسأل 

ليقول بوقاحه 

- هو انتِ كنتى ولد وبقيتى بنت ولا دى خلقه ربنا 

قطبت جبينها بضيق وقالت بستهجان 

- نعم 

ليرفع حاجبه وقال ببرود 

- يعنى انا عايز اعرف بس انتِ يا واد يا بت ولا بنت بميت راجل 

قال الاخيره بغمزه موحيه لتظل تنظر اليه طويلًا وكان هو ينظر الى عمق عينيها بابتسامه تشفى ليصدم حين لاحظ بعيونها كل ذلك الحزن العميق والالم الحاد و ايضا وحده قاتله وانتفض قلبه مع كلماتها حين قالت 

- مش مهم انت شايفنى ايه ولا مهم انا اساسا ايه المهم احساسى بنفسى المهم ان انا مش حاسه انى بنت لا انا ميت راجل متكسر فى بعض 

و غادرت سريعا حتى لا تبكى امامه و ظل هو ينظر الى الباب بصدمه والم قوى فى قلبه لدرجه ان عينيه تجمعت بها الدموع 

••••••••••••••••••••••••

كان يجلس على احدى الكراسى الموجود فى غرفه نومهم يبتسم لما يحدث فمهرته قد اغلقت الباب رافضه تماما ذهابه الى اى مكان حتى تعلم ما حدث فبعد ذهاب خديجه لجامعتها وخروج فجر وأواب معا احتفالا بخطبتهما وذهاب آدم لرؤيه چورى صعدت خلفه حين قال انه سيبدل ملابسه ليذهب لعمله و اغلقت الباب وتجلس امامه الان ترفض تماما خروجه من الغرفه قبل ان تعرف ما حدث منذ يومين وما يشغل باله و يضايقه 

- هتقولى ايه اللى ضايقك هسيبك تخرج وتروح شغلك ... مش هتقول مفيش خروج من هنا 

ليضحك بصوت عالى وهو يقول 

- يبقا عمرى ما هقول حاجه ... ده احلى حاجه فى الدنيا انى افضل انا ومهرتى فى الاوضه كده لوحدنا 

ظلت تنظر اليه ثم وقفت على قدميها وسارت باتجاهه ثم جثت امامه وهى تقول بابتسامه ناعمه

- فاكر اول يوم دخلت فيه بيتك ؟ 

لينظر اليها بتعجب وهو يقول 

_ طبعا فاكر ودى حاجه تتنسى  

لتبتسم وهى تقول 

- فاكر كنت بخاف منك قد ايه 

ليقطب جبينه فى نفس اللحظه التى تعود فيها الى عقله ذكرى ذاك اليوم وكل ما حدث فيه خاصه بجلستها تلك 

لتضع يدها فوق حذائه لينتفضت و يحاول ابعاد قدمه لكنها قالت ما جعل قلبه رغم مرور اكثر من عشرون عام على زواجهم وحبهم الذى يذداد يوم وبعد يوم يرتعش و يقفز فرحا بقلمى ساره مجدى 

- على قد وقتها ما كنت خايفه منك و على قد ما كنت حاسه بقهر وذل على قد ما انا دلوقتى بقيت اقدر افرق بين نبره صوتك واعرف اذا كنت كويس ولا فى حاجه ضايقتك وبدارى عليا .

رفعت يديها لتمسك يديه وهى تكمل 

- وعلى قد ما كنت عديمه الثقه فى نفسى وفيك وفى حبك على قد دلوقتى ما انا مستعده اقطع اى حد يضايقك بسنانى ... وكمان عندى ثقه ان انا وانت اى حاجه نقدر نغلبها ومتقدرش تغلبنا 

كانت نظرات عينيه المنبهرة بكل كلمه قالتها تلمع بقوه وخضارها المميز يشتعل من سعادته بكلماتها وضع يديه على كتفيها ليوقفها واجلسها على فخذه لترفع يديها تمرر اصبعها فوق جرح عينيه ليقول هو بحب 

- لو قولتلك انى اسعد راجل فى الدنيا دلوقتى هتصدقينى 

لتهز راسها بنعم وهى تقول 

- مصدقاك لانى انا كمان اسعد ست فى الدنيا 

ليقبل وجنتيها ثم انفها وختم تلك القبل بمعشوقته شامتها التى تأسره منذ اول يوم وتعمق فى تلك القبله حتى يرتوى ولا يظن نفسه يرتوى يوما ثم ابتعد عنها لحاجتهم للهواء وظل يضمها بقوه ثم قال بصوت قلق 

- هحكيلك 

وبدء يقص عليها كل ما حدث مع روان الشامى وما فعله هو وآدم وصمت لينتظر رده فعلها 

ليجدها تبتسم ثم الابتسامه تحولت لضحكه عاليه مرحه وسعيده وقالت بعدم تصديق 

- انت بتتكلم جد آدم عمل فيها كده 

ليهز راسه بنعم وهو مندهش من رده فعلها لتكمل هى بتعجب 

- وانا هستغرب ليه ابن ابوه 

- هو انت مضيقتيش ؟! 

قالها بتعجب لتهدء ضحكاتها وقالت بهدوء وثقه وحب كبير 

 - اضايق من ايه واقلق من ايه انا واثقه فى سفيان وعارفه ومتاكده ان قلب سفيان مفيهوش غيرى ولا هيبقا فيه 

صمتت لثوانى ثم قالت 

- انا بس عايزاك تخلى بالك من نفسك لانها ممكن تعمل اى حاجه علشان ترد الايهانه الى اتهانتها على ايدك وايد ابنك 

ليقبل راسها بحب وحنان وقال 

- حاضر يا قلب وعمر سفيان ... ممكن تفتحى الباب بقا علشان الحق شغلى 

لتهز راسها بنعم وهى تقف على قدميها وتوجهت الى الباب تفتحه وهى تقول 

- هكلمك اطمن عليك 

هز راسه بنعم ثم قبل اعلى راسها وغادر ورغم ابتسامتها الواسعه الا ان قلبها يشعر ان القادم سىء 

••••••••••••••••••••••••••••••

كانت تقف بجانبه امام السياج الذى يحاوط إسطبل الخيل بالنادى وهى تتذكر بالامس بعد ان تمت قراءه الفاتحه وتحديد موعد الخطبه سمح لها والدها ان تجلس معه قليلا بعيد عنهم كم كانت سعيده وهى تستمع لاعترافه الاول بحبه لها بقلمى ساره مجدى 

- تعرفى يا فجر انا قلبى اتعلق بيكى من اول مره شفتك وانت فى اللفه 

لتضحك بصوت عالى بسعاده حقيقيه وهى تقول 

- بجد يا أواب يعنى مش انا لوحدى الى حبيتك من وقتها 

نظر اليها باندهاش وهو يقول 

- انا اسف يا فجر على ترددى الفتره الى فاتت بس انا عايز اطلب منك طلب 

لتظل تنظر اليه بتركيز وهى تقول بحب 

- انت تأمر مش تطلب بس 

اخفض راسه بخجل قلبه لا يتحمل كل تلك السعاده ولكن ذلك الهاجس الذى يملىء راسه انها حين تقترب منه وتواجه به المجتمع كخطيب لها وزوج المستقبل انها لن تتحمله وسوف تتركه وترحل انه حقا لا يعلم مقدار حبه بداخل قلبها ..... اخذ نفس عميق ثم قال 

- فتره الخطوبه اساسها علشان نشوف هنقدر نكمل مع بعض ولا لا فارجوكي لو حسيتى انك مش قادره تكملى قولى على طول متعمليش حساب العيله ولا القرابه 

لتهز راسها بنعم هى تعلم جيدا كل هواجسه وخوفه وتعلم ايضا ان عليها مسؤليه كبيره الفتره القادمه لكى تثبت له انه يملىء عينها وعقلها وقلبها ابتسمت ابتسامه صغيره ثم قالت 

- حاضر اتفقنا ... بس انا كمان عندى طلب اظهر اليها باهتمام لتقول هى بجديه شديده 

- انت كمان خد كل وقتك وفكر كويس وشوف كده فى فتره الخطوبه انا انفع اكون زوجه ليك ولا لا 

ليقطب جبينه برفض لكلماتها و صمتت هى لثانيه واحده واكملت قائله 

- هو فى الحقيقه مش ده طلبى الى قولته ده البديهي لاى حد انا طلبى بقى اننا نروح النادى الصبح انا وانت وبس ... ممكن 

ظل ينظر اليها كثيرا بصمت ثم هز راسه بنعم 

وها هى تقف بجانبه تشعر بالسعاده وكأن الدنيا بكل من فيها يعلموا الان انها اصبحت خطيبته خرجت من افكارها 

حين قال 

- تعرفى يا فجر الحصان اكتر حيوان بحبه مسالم وهادىء وصاحب صاحبه كمان لما بيصاحب خياله تحسيهم هما الاتنين بقوا واحد 

كانت تستمع لكلماته وعلى وجهها ابتسامه سعاده و اعجاب كبير وقالت 

- ايه رايك يوم فرحنا نتزف على حصان 

نظر اليها بنظره غامضه ثم ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول 

- افهم من ده انك شيفانى خيال وفارس فوق حصانه .... كان نفسى محبطكيش انا مش فارس ولا خيال يا فجر ولا انفع اكون حتى 

قطبت جبينها و هى تقول بصدق وحب حقيقى 

- انت فارس احلامك من وانا صغيره يا أواب ... انت حلمى الكبير و كفايه انك تكون خيالى

قالت كلمتها الاخيره وهى تغمز له بمرح ...... اخفض رأسه واخذ نفس عميق ثم نظر الى الأمام بإتجاه الحصان وقال 

- طول عمرى نفسى افهم انتى ازاى شيفانى و عمرى ما تخيلت انى اكون كده بالنسبه ليكى انا ابسط من كده بكتير 

ابتسمت وهى تمسك يده تحتضنها بيدها الاخرى وقالت 

- انت اغلى و اعلى واكبر مما انت متخيل وشايف نفسك ... لاول مره هقولهالك انا بحبك يا أواب بحبك

وقبل ان يجيبها اقتربت تلك الفتاه الشقراء السمجه ووقفت خلفهم وقالت ببرود 

 - هاى فجر ما تيجى تركبى معانا خيل 

ثم نظرت الى أواب وقالت بطريقه موحيه مستفزه

- ولا ملكيش فى الخيل والفروسيه 

شعرت فجر بالغضب وخاصه مع اخفاض أواب راسه وهو يفكر وها هى المواجهه بدأت من الان ولكنه لم يكن يتخيل ما حدث حين قالت فجر  

- مش كل من ركب فرس خيال ... فى خيال بقلمه و فى خيال برشته و فى خيال برجولته وشخصيته مش لازم اكون بركب خيل علشان اكون خيال لازم يكون عندى اخلاق الفرسان الاول 

نظرت الى تلك الشقراء نظره ازدراء ثم ابتسمت لأواب ابتسامه صغيره بادلها اياها حين حاوطت ذراعه وقالت بحب حقيقى 

- يلا يا أواب علشان انا جوعت اوووى وكمان الجو هنا بقا ملزق كده وشكل الدبان هيتلم

وغادروا متعانقى الايدى تاركين تلك الفتاه فارغه الفاه بصدمه ارادت احراجهم فتم قصف جبهتها بنجاح 

•••••••••••••••••••••••

خرج صباحا على اساس ان لديه اجتماع مهم فى الجامعه وايضا محاضره هامه ولكنه يجلس الان فى عياده الطبيب حتى يعرف ما به .... تنهد بتثاقل انها المره الاولى من يوم زواجهم يكذب عليها ولكنه لا يريد ان يقلقها فليطمئن اولا ثم يطمئنها بقلمى ساره مجدى

حين دلف الى الطبيب قص عليه كل ما يشعر به من إرهاق شديد وشعور بالدوار وذلك الالم الذى يشعر به فى الجانب الايسر من صدره 

ابتسم الطبيب بعمليه وقال بهدوء 

- متقلقش يا دكتور حذيفه ان شاء الله حاجه بسيطه حضرتك هتعملى التحاليل دى ورسم القلب وان شاء الله خير 

هز حذيفه راسه بنعم وغادر العياده وهو يفكر ماذا سيقول لها اخرج هاتفه واتصل بها لتجيبه سريعا ليقول 

- وحشتينى 

لتضحك بصوت عالى وهى تقول 

- وانت كمان وحشتنى وتعالى بسرعه علشان بنتك خلاص جننتني 

ليضحك بصوت عالى وهو يقول 

- چورى ومع ادم فى (...) يبقا الشكوه من لمى مالها حبيبه بابا 

لتقول بمرح 

- شايفه نفسها دكتوره وفيلسوفه زى ابوها 

ليكون الدور عليه فى الضحك بصوت عالى وهو يقول 

- ملكيش دعوه دى بنت ابوها وتعمل الى هى عايزاه وبعدين ابوها مش فيلسوف ابوها مهندس  

صمت لثوانى يستمع الى همهماتها المعترضه ثم قال 

- انا فى الطريق اجهزى انت وهى ويلا نتغدى بره ولا هو حلو لعيالك و وحش لينا 

وفى خلال نصف ساعه كانوا يجلسون داخل احدى المطاعم الكبيره يضحكون و يشاكسون لمى التى تضحك تاره وتلوى فمها بضيق تاره اخرى 

كادت جودى ان تقول شىء حين توقفت امام الطاوله فتاه فى عمر چورى ترتدى ملابس شديده الضيق تحدد جسدها بطريقه منفره وقالت بصوت مائع 

- معقوله الصدفه الحلوه دى دكتور حذيفه ازى حضرتك يا دكتور 

كانت جودى تنظر اليها بحاجب مرفوع وعيون تشتغل غضب 

وكان حذيفه ينظر الى الفتاه باندهاش وحين وقعت عيونه على تعابير وجه جودى كاد ان يضحك بشده ولكنه تماسك بشق الانفس وقال 

- الحمد لله شكرا ليكى 

لتتحول نظرات الغضب اليه لينظر هو فى صحنه حتى لا يتفاقم الموضوع ولكن تلك الفتاه كان لها راى اخر حين قالت بصوت (( مسرسع ))

- والله احنى كلنا بنحب حضرتك جدا وانا فرحانه اوووى انى شفت حضرتك هنا 

وصمتت لثوانى ثم قالت باستفهام مستفز 

- هو حضرتك ساكن فى المنطقه هنا 

لتجيبها جودى باستخفاف وهى تقلد صوتها (( المسرسع )) 

- لا ... ساكن المنطقه اللى هناك مش المنطقه اللى هنا 

ليضحك حذيفه بصوت عالى تزامننا مع كلمات لمى فى اذنيه  

- ربنا يستر شكلنا هنضحك ضحك .. انا براهن على ماما هتراهن على مين 

لينظر اليها بخوف مصتنع وهو يقول 

- اكيد على امك انا اقدر اعمل غير كده .... بس بقا خلينا نركز علشان نلحق الضحك من اوله 

لتنظر الفتاه الى جودى باستفهام وكانها لم تراها من قبل ثم نظرت للمى وهى تقول بصوتها المستفز 

- سورى يا طنط مااخدتش بالى ان دكتور حذيفه قاعد مع حد اصل حضرتك متعرفيش هو غالى عندنا قد ايه 

ليقترب حذيفه من لمى وقال 

- ١ / ٠ للبت الملزقه 

لتقول جودى وهى مستمره فى تقليد صوت الفتاه 

- لا ولا يهمك اصل انا ساعات بلبس طاقيه الاخفاء ومش ببان 

لتنظر الفتاه اليها باندهاش ثم تجاهلتها وعادت بنظرها الى حذيفه وهى تقول 

- فرصه سعيده خالص يا دكتور 

ولكن حذيفه لم يجيبها لتقول جودى بشىء من العصبيه 

- فرصه سعيده ليكى انت لكن لينا احنى لا واعتقد انك معندكيش لا زوق ولا دم احنى قاعدين كعيله مع بعض وانت نزلتى علينا زى القضى المستعجل 

لتقول لمى بابتسامه 

- القاضيه من ماما 

لينظر اليها حذيفه بابتسامه وغمزه شقاوه 

لتظل الفتاه تنظر اليها بنظرات تجعل جودى تود لو تقف الان وتمسك بخصلات شعرها وتسحبها خلفها خارج المكان ولكن الفتاه قالت ببرود متجاهله كلمات جودى 

- بعد اذنك يا دكتور وفرصه سعيده 

وغادرت ليضحك حذيفه ولمى بصوت عالى لتنظر اليه جودى بغضب ثم قالت 

- انت بتضحك يا حذيفه ... حضرتك بتروح الجامعه تعلم الطلبه ولا تعمل علاقات غراميه 

لينظر اليها حذيفه باندهاش وهو يردد خلفها 

- علاقات غراميه 

لتقف وهى تقول 

- انا مكنتش اتخيل ابدا آنك كده 

وغادرت المطعم دون اى كلمه اخرى لينظر للمى باندهاش لترفع الاخرى كتفيها بمعنى لا اعرف ثم قالت 

- قابل يا دكتور 

سريعا دفع الحساب وخرج من المطعم هو و لمى يبحثان عنها فهو لم يتوقع رد الفعل ذلك ابدا 

فلم تكن جودى المرأه الغيوره من قبل ولم يتخيل يوما ان تشك به الى تلك الدرجه وقف امام السياره يبحث بعينيه فى كل مكان ولا يجدها تحرك خطوتان ليفتح الباب للمى حين وجهدها تجلس على الرصيف خلف السياره ابتسم ابتسامه صغيره وهو يهمس للمى فى اذنها بشىء لتضحك الطفله بسعاده وقالت

- شفت بقا انت تغلط وانا ادفع التمن انا عايزه مامتى 

ليقول هو بصوت حزين 

- انا عملت ايه بس يا لمى هو انا الى روحت سلمت على البنت ولا هى الى جت كمان هو انا قولت اى حاجه اصلا غير الحمد لله ساعه ما قالتلى ازيك يا دكتور واصلا يعنى انا مش بشوف اى ست تانيه غير امك ده هى حب عمرى كله دى اغلى عليا من نفسى 

كانت تستمع لكلماته بسعاده لم تغضب منه وتعلم جيدا مدى اخلاصه وحبه لها ولكنها ارادت ان تجعله يشعر بغيرتها عليه انه مازال مرغوب وانه من الممكن ان تحدث بينهم مشادات بسبب الغيره حتى يظل يرى نفسه فى عيونها ذلك الشاب القديم 

قالت لمى بصوت شبه باكى ومصتنع

- يا ترى انت فين يا ماما 

ليجيبها حذيفه بصوت حزين 

- انا قلقان عليها اوووى 

لتقول هى بتهكم 

- طيب ما تجرب تتصل عليا كده يمكن ارد 

لم يستطع كتم ضحكاته لتنظر اليه بابتسامه واسعه وهى تقف على قدميها تنظر اليه والى ابنتها بحاجب مرفوع وقالت 

- حلو فيلم البؤساء الى عملتوه من شويه ده 

ثم اقتربت من حذيفه وهى تقول 

- وانت يا شيخ الشباب 

و اكملت وهى تقلد صوت الفتاه 

- يلى كل البنات بتحبك اوووى عايزه اكل حمص الشام 

قالت اخر الجمله بصوت امر ومحذر ليضحك بصوت عالى و هو ينظر اليها بحب كبير يسكن عينيه مصاحب بابتسامه عاشقه لكل تفاصيلها وامسك يدها و احنى راسه يقبل يديها بحب وهو يقول بابتسامه مرحه

- من عيون شيخ الشباب 

لتصفق لمى بسعاده حين صعدا الى السياره وتحرك. بها ليحضر لملكه قلبه حمص الشام 

••••••••••••••••••••••••

كان يجلس امامها فى احدى اكبر مطاعم السمك فى تلك المدينه الساحليه ينظر اليها بحب ثم قال 

- انا راجل غيور ومش بستحمل اشوفه بيكلمك 

لتتوقف عن تناول الطعام وهى تقول 

- طيب ما بابا غيور وخالى غيور و عمو ايمن وعمو زين كمان رجاله غيوره بس مش شكاكين زيك 

لينفخ بضيق ثم قال 

- انا مش شكاك انا شايفه امبارح وهو بيبص عليكى جامد ومركز معاكى 

ليكون عليها الدور فى النفخ بضيق ثم قالت بنفاذ صبر 

- طيب يا آدم انا هقولك بس علشان تهدى وتفهم انك غلطان رغم انه مش من حقى اتكلم فى الموضوع ده .... دكتور محمود معجب بندى صاحبتى وهى كمان بتحبه وامبارح كنا بتكلم عنها حبيت اتاكد اذا كان شايفها زى ما هى شيفاه ولا لا فهمت بقلمى ساره مجدى 

ظل صامت وهو ينظر اليها يحاول ان يستوعب كل ما قالته حك راسها وهو يقول 

- يعنى هو انا كنت هشم على ظهر ايدى انه بيحب صحبتك 

لتقول هى بغضب 

- لا بس المفروض ان فى ثقه فيا كمان ثقه فى ان دكتور محمود راجل محترم ومش معقول يبص لخطيبه ابن اخته 

ليقول سريعا 

- بس هو مش اخو ماما 

لتلوى فمها بضيق وقالت بنفاذ صبر 

- فى مقام اخوها ما هو اخو خالتك يا ناصح و بعدين ما انت طول الوقت بتقوله يا خالى 

صمت لثوانى ثم قال 

- خلاص بقا حقك عليا يا ستى انا قولتلك انى حمار المفروض اعمل ايه تانى اكتر من اعترافه بحمريتى فى موضوع الغيره من محمود ده 

ظلت صامته تنظر اليه بما معناه (( على ماما يلا ))ثم عادت لتناول طعامها بصمت ليغمز لها بشقاوه وهو يقول 

- والنبى عسل 

لتضحك بسعاده ليبدء هو الاخر فى تناول طعامه 

•••••••••••••••••••••••

كانت تجلس بجانب اختها الصغيره فى غرفه الاخيره يشاهدان البوم الصور الذى يجمعهم بوالدتهم يضحكون مره ويبكون مره حتى وقفت مهيره امام احدى الصور لسفيان واقف يتحدث مع والدتها رحمها الله يوم سبوع خديجه وقالت وهى تشير الى الصوره 

- بصى ماما بتبص لسفيان ازاى وكانه كائن فضائى 

لتضحك خديجه بصوت عالى وهى تقول 

- صحيح هى بتبصله كده ليه 

ليصلها صوت سفيان الواقف عند الباب يقول بمرح

- كنت بسألها ليه مهيره تعبانه اوووى فى حملها مش زى الستات الى بنشوفهم فى التلفزيون الست حامل وبطنها قدمها مترين و بتتحرك بسهوله وتسافر وتشتغل فى البيت ولا كأنها حامل خالص غير الواقع ظهرها واجعها ورجليها وارمه ده غير الوحم بقا حدوته تانيه خالص 

لتقول خديجه باستفهام وهى تنظر اليه باهتمام شديد 

- وماما جوبتك وقالت ايه ؟!

اعتدل فى و قفته ووضع يديه فى جيب بنطاله وقال 

- قالتلى معلش هما معندهمش مصدقيه 

لتضحك خديجه بصوت عالى وابتسم مهيره وهى تتذكر كل ما حدث بعدها ورغبته فى ان تريح قدميها وترفعها من على الارض وتضعها فوق ساقه حتى يهدء الورم قليلا

خرجت من افكارها على صوت خديجه وهى تقول 

- هو حضرتك فعلا مكنتش عارف انه مجرد تمثيل 

ليقترب خطوتان وقال بقلمى ساره مجدى 

- مهيره كانت تعبانه جدا ومكنتش قادر استوعب ان الحمل يعمل فيها كل ده وكنت خايف عليها جدا 

لتنظر خديجه الى مهيره وهى تقول بمرح خجول 

- يارب يرزقنى باللى يحبنى كده 

لتضرب مهيره راس خديجه من الخلف وهى تقول 

- متقلقيش يا حلوه هيجى انت طيبه وتستهلى كل خير 

لتدلف فجر الى الغرفه وهى تقول بمرحها المعتاد 

 - انا جيت يا بشر 

لينظر اليها والدها بابتسامه واسعه وهو يقول 

- حمد الله على السلامه ... أواب تحت 

لتهز راسها بنعم ليربت على ظهرها بحنان وقال 

- طيب يلا علشان نتغدى كلنا مع بعض 

و غادر الغرفه وخلفه مهيره وبعدهم خديجه وفجر التى قالت 

- ده حصل النهارده موقف جبار بعد الغدا هحكيهولك 

لتهز خديجه راسها بنعم مع ابتسامه واسعه 

••••••••••••••••••••

عادت الى البيت فى وقت متأخر فقد كانت تبحث عن مكان تستطيع الانتقال اليه تعلم جيدا ان تأخرها لن يمر مرور الكرام وستعاقب عليه بشده ومع ذلك لم تهتم هى لم تعد تتحمل ما يحدث معها لقد انهك عقلها وجسدها ايضا هى لم تعد تتحمل كل ما يحدث معها ساقيها لم يبقا بها مكان لجرح جديد وايضا عقلها لم يعد يحتمل ما تحتسيه بقلمى ساره مجدى 

وجسدها لم يعد يحتمل عريها ولمسات الرجال القذره لها لابد ان تجد حل وان لم تجد حل قريبا سيكون الحل الاخير بتلك السكين التى ترسم خطوط الالم على ساقيها سترسم بها خط الم اخر فوق عنقها وتتخلص من تلك الحياه الى الابد

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

للعشق اسياد


الفصل السابع 


بقلمى ساره مجدى 


كانت تجلس فى احدى الكافيهات تضع قدم فوق الاخرى ويقف خلفها حارسان وباقى حراسها يقفون خارج الكافيه بقلمى ساره مجدى 

تطرق باطراف اصابعها المطليه باللون الاحمر القانى بتوتر وبعد عده ثوانى جلس امامها شخص ذو مظهر اجرامى وبمجرد جلوسه قال 

- طلباتك ايه ؟ 

ابتسمت ابتسامه مائعه وهى تمد يدها لحقيبتها واخرجت ظرف كبير و وضعته امامه ثم فتحت هاتفها واظهرت له صوره لينظر الى تلك الصوره جيدا ثم قال 

- قتل ولا مجرد قرصه ودن ولا تشوهه 

لتقول بغل

- عايزه قرصه ودن قويه تسيب اثر وتعلم الادب ليمسك الظرف ويضعه فى جيب الجاكيت الداخلى و وقف على قدميه وهو يقول 

- هتسمعي الى يريحك .... سلام يا مدام 

لتبتسم بشر فقد حان موعد انتقامها

مما حدث قديما وحديثا فهى روان الشامى لا احد يقف امامها 

••••••••••••••••••••

- بتذاكرى 

علا صوت هاتفها بصوت وصول رساله لها لتبتسم وهى تكتب

- الفيزيا مجنناني 

ليرسل اليها ايموشن يبكى وبجواره 

- الفيزيا دى عقاب 

- طمنينى عليكى 

ابتسمت بنعومه لكلماته واجابته قائله 

- انا كويسه بس مش عارفه ليه قلقانه على ماما 

ليكتب سريعا 

- ليه مالها طنط ملك ؟!

ظل ينظر الى الهاتف ينتظر و صول اجابتها التى لم تتاخر كثيرا 

- شكلها مرهق اوووى وعلى طول نائمه وبابا كمان شكله قلقان ده غير انهم بينزلوا كتير لوحدهم ودى مش عادتهم ديما بيخدونا معاهم 

لم يعد يحتمل شعر من كلماتها انها قلقه و متوتره وايضا خائفه فبدء فى تسجيل صوتى وصلها بعد ثوانى لتغمض عينيها وهى تستمع لصوته الحنون الذى دائما يطمئنها بقلمى ساره مجدى 

- متقلقيش يا ليل اكيد مفيش حاجه تخوفك كده واكيد يعنى فى اسرار ما بين بابكى ومامتك وحاجات مينفعش انتو تعرفوها ... مش عايزك تبقى متوتره كده لانى انا كمان هبقى متوتر وقلقان و ممكن اجيلك دلوقتى 

لتبتسم بسعاده وقامت بتسجيل صوتى 

- بجد انا بحس بالراحه والامان لما بتكلم معاك شكرا جدا يا جواد 

ليرسل اليها تسجيل اخر 

- هو احنى فى بينا شكرا يا ليل على العموم لو قولتى شكرا تانى هجيلك وهجبلك بلونات وشوكلاته و اجيلك المدرسه بكره الصبح لانى بصراحه نفسى اشوفك 

ارسل التسجيل لتكتب سريعا

- لا لا خلاص مش هقول شكرا تانى انا هروح اكمل مذاكره 

- ماشى يا ليلى وقمره 

لتشعر بالخجل واغلق التطبيق سريعا وهى تشعر ان وجنتها تشتعل من الخجل  

و كانت شمس تجلس فى غرفتها تشعر بالغيره تأكل قلبها بنارها وهى تفكر كيف تجعله يراها هى ولكن ماذا تفعل فى ليل فهى اختها تؤمتها ولا تستطيع جرحها بتلك الطريقه ام انها فتاه ممله وبارده الا انها اختها فى نهايه الامر اغمضت عينيها لتنحدر تلك الدمعه التى تحبسها منذ وقت طويل 

••••••••••••••••••••••••

كان يجلس بجانبها على السرير تستند براسها على كتفه وهو يربت على كتفها فى محاوله لطمئنتها رغم خوفه القاتل اغمض عينيه يتذكر اتصاله بأخته صباحا حين قص عليها كل ما حدث وحاله ملك الصحيه وخوفه الشديد عليها بقلمى ساره مجدى 

- ان شاء الله خير يا ايمن واحنى كلنا معاك ولو احتجت اى حاجه انا موجوده وبعدين تعالوا اقعدوا معانا هنا علشان انا اخلى بالى منها ومن البنات ...مش امتحانات البنات لسه بدرى عليها 

ليقول بإقرار 

- ايوه لسه شهرين بس مش عارف يا مهيره هينفع ولا لا 

لتقول بمهادنه 

- اتناقش مع ملك وشوف هتعملوا ايه ولو عايز يا حبيبى انا مستعده كمان اجى اقعد معاها 

ليبتسم بسعاده واحساس قوى بوجود الاخت التى تحل محل الام السند والظهر والحضن الكبير الحانى  

- ربنا ما يحرمنى منك يا مهيره هبلغك لما اتكلم مع ملك 

عاد من افكاره ونظر الى راسها المستريح فوق كتفه وانحنى يقبل اعلى راسها ثم قال

- عايز أخد رايك فى حاجه 

ابعدت راسها عن كتفه تنظر اليه باهتمام ليكمل هو قائلا

- ايه رايك نروح نقعد عند مهيره لحد ما نطمن عليكى 

نظرت اليه بحزن وقالت 

- انا عارفه انى اليومين دول مقصره معاك ومع البنات بس انت اللى مخليني معملش حاجه و

ليضع يده عى فمها يوقف سيل كلماتها وهو يقول 

- انا مقصدتش انك مقصره ولا بلومكم ازاى اصلا تفكرى كده يعنى انا مش شايف حالتك الى كل يوم بتتدهور 

اخذ نفس عميق وهو يعتدل فى جلسته ثم اكمل قائلا 

- بكره معادنا مع الدكتور والبنات الامتحانات لسه بدرى عليها نشوف الدكتور هيقول ايه وعلى اساسه نقرر 

ثم امسك يدها وقبلها بحب وهو يقول 

- و بعدين مهيره هتساعدنى اخد بالى منك و كمان البنات لما هيعرفوا هيبقوا محتاجين حد يخلى باله منهم وانا لوحدى مش هعرف 

ظلت صامته تفكر فى كلماته ثم هزت راسها بنعم وهى تقول 

- ربنا يسهل بكره الدكتور يطمنا و نشوف هنعمل ايه  

ليقبل راسها من جديد و اعاد راسها الى كتفه وعاد هو الاخر بظهره يستند الى ظهر السرير وهو يتمتم 

- ان شاء الله خير 

••••••••••••••••••••••

عادت السيده خديجه الى بيتها بعد ان طمئنهم الطبيب عن حالتها و ايضا بعد ان زارها الجميع 

كانت ديچه تجمع اغراضها من اجل ذهابها الى الجامعه وايضا عودتها الى بيت والدها كما اتفقت مع اخيها 

كادت ان تغادر الغرفه حين علا صوت هاتفها لتشعر بالاندهاش من اتصال اخيها بها فى ذلك الوقت 

اجابته بهدوء و خجل 

- صباح الخير يا آبيه 

لتسمع صوت سيارات كثيره ثم صوته الذى قال 

- صباح الخير يا ديچه روحتى الجامعه ولا لسه ؟

لتقول بقلق 

- لا لسه كنت لسه هخرج اهو 

- طيب استنيني انا هعدى عليكى اوصلك علشان كمان اخد شنطه هدومك مش المفروض انك ترجعى البيت النهارده 

ظلت صامته تشعر بالاندهاش منذ متى يهتم محمود بتفاصيلها ومنذ متى وجودها فى بيت والدها بتلك الاهميه الكبيره و رجوعها مهم لتلك الدرجه قالت بخجل 

- حاضر منتظره حضرتك 

و اغلقت الهاتف و نظرت الى اختها التى تقف امامها تنظر اليا باستفهام لتقص عليها ما حدث لتبتسم مهيره ابتسامه صغيره وقالت بعد ان ربتت على كتف اختها بقلمى ساره مجدى 

- عمو عادل الله يرحمه بعد ماما ما اتوفت طلبت منه انك تيجى تعيشى معايا رفض وقال انك مش هتخرجى من بيته غير على بيت جوزك و بعدها لما تعب وفى اخر ايامه كنت بزوره ومحمود كان قاعد معانا وصاه وقتها انك تفضلى فى بيته وتخرجى منه عروسه .... و محمود عامل زى ابوه قلبه كبير و لما بيوعد بحاجه لازم ينفذها ده غير بقا ان كلهم بيحبوكى بجد يا ديچه ولازم تصدقى ده 

كانت تستمع الى كلمات اختها وعلى وجهها ابتسامه صغيره لتربت مهيره على كتف اختها حين سمعت هاتفها يعلو رنينه من جديد لتقول مهيره 

- اطلعى هاتى شنطتك بسرعه 

رفعت مهيره حجاب اسدالها تغطي به خصلات شعرها وخرجت وتوجهت الى محمود الذى ترجل من السياره وهو يقول 

- اسف على الازعاج بدرى كده بس قولت اوفر على خديجه انها تفضل رايحه جايه من هنا للجامعه ومن الجامعه لهنا ومن هنا للبيت 

لتبتسم مهيره ابتسامه صغيره وهى تقول 

- انت شبهه اوووى ... خلى بالك منها 

ظل ينظر اليها باندهاش يشعر بشىء غريب ولكنه يشعر براحه غريبه حين تخبره مهيره انه يشبه والده وقفت ديچه امامه ليقول 

- جاهزه يا خديجه 

لتهز راسها بنعم ليفتح لها باب السياره لتقبل اختها وصعدت الى السياره القى محمود التحيه على مهيره وصعد بجانب اخته وتحرك مباشره وبعد ان خرج من بوابه القصر مد يديه الى الكرسى الخلفى واحضر تلك الحقيقه الصغيره الذى يضعها فى الخلف و وضعها على قدم خديجه التى تفاجئت بحقيبه هدايا صغيره بألوان زاهيه ومميزه توضع فوق قدمها نظرت الى اخيها الذى ينظر الى طريقه باهتمام لعده ثوانى حتى قال 

- دى هديه صغيره علشان ربنا يحفظك لينا 

كانت تنظر اليه باندهاش ان كلماته لمست قلبها وروحها العطشه لاحساس الاهتمام وايضا احساس انها بالفعل اخت لهم ليست حمل ثقيل كلفهم به والدها ابتسمت بسعاده وعيونها تملئها الدموع وسريعا امسكت الحقيبه تخرج ما بها لتجده كتاب الله بلون زهرى صغير تستطيع اخذه معها فى اى مكان قبلته بسعاده ثم اخرجت العلبه الموجوده داخل الحقيبه وفتحتها لتجد بداخلها سلسال من الفضه يتدلى منه قطعه منقوشه بشكل جميل وحفر عليها ايه الكرسى ضمتها بين يديها وهى تقول بصوت متحشرج

- بجد شكرا جدا يا آبيه دى هديه غاليه اوووى 

لينظر اليها نظره خاطفه مع ابتسامه رقيقه وقال 

- بتشكريني على ايه يا خديجه دى حاجه بسيطه وفرحان انها عجبتك 

اوقف السياره على جانب الطريق ثم نظر اليها وقال 

- يلا وصلتى محاضراتك هتخلص امتى 

- على ثلاثه 

قالتها وهى تلملم اغراضها ليقول هو بأقرار 

- يبقا هتروحى لوحدك انا عندى محاضره هتبدء ثلاثه 

ثم اشار الى حقيبتها وقال 

- هبقا اجيها معايا

هزت راسها بنعم وغادرت السياره وتحرك هو ايضا ليلحق محاضراته دون ان ينتبه لتلك التى انفطر قلبها وهى تراه ولثانى مره مع تلك الفتاه 

•••••••••••••••••••• 

وصل اليوم الى مدينتها وارسل اليها رساله بإسم النادى ومواعيد تمرينه وايضا ميعاد المباره 

لاحظ انها شاهدت رسالته ولكنها لم تجيب عليه نفخ بضيق ثم ارسل اليها 

- زينه ارجوكى تعالى انا محتاج اتكلم معاكى 

شاهدت الرساله وايضا لم تجيب 

ليكتب من جديد. 

- زينه انا مش عارف اركز فى التمرين وكده انا هخسر المباره 

لاحظ انها تكتب شىء ثم توقفت ولم يصله منها ايضا اجابه ليكتب بنفاذ صبر وقلبه يحترق بخوف 

- انتِ مش بتحبيني صح 

ليجدها تكتب ولاول مره تجيبه 

- لا متقولش كده ... انا بس 

- انتِ بس ايه قولى كل اللى جواكى يا زينه او تعالى خلينا نتكلم 

كتبها سريعا ليجدها تكتب انتظر قليلا لتصله رسالتها 

- حاضر 

وخرجت من تطبيق الرسائل اخذ نفس عميق وهو يفكر عليه اليوم ان يحثم الامر هو يحبها وعليه ان يواجه ذلك ان يحارب من اجل حبيبته ان يقف فى وجه نفسه وايضا فى وجه اى مشكله تقف امام ارتباطهم 

••••••••••••••••••••••••• 

كانت فرح تجلس على طاوله المطبخ تقوم بتحضير طعام الغداء حين دلفت اليها زينه تفرك يديها بقوه و كانت فرح تلاحظ ذلك ولكنها لم تعقب آو تسأل جلست زينه امامها واشارت اليها بأنها تود ان تذهب الى النادى تركت فرح ما بيدها ونظرت الى ابنتها باهتمام وقالت 

- كل التوتر ده علشان عايزه تروحى النادى ؟! 

اشارت اليها زينه بيدها تكذب على والدتها و لاول مره 

- انا حاسه انى مخنوقه وخفت تقوليلى لا علشان المذاكره بقلمى ساره مجدى 

لترفع فرح حاجبها وهى تنظر الى ابنتها باندهاش وشك من داخلها ان ابنتها تخبىء شىء ما ولكنها لا تريد ان تضغط عليها فهزت راسها بنعم ثم قالت 

- ماشى بس متتأخريش عن معاد الغدا 

هزت زينه راسها بنعم ثم غادرت المطبخ بعد ان طبعت قبله على وجنه امها وتوجهت الى غرفتها حتى تبدل ملابسها وتذهب لرؤيه محمد 

•••••••••••••••••••••••

كان يلقى محاضرته وهو يشعر بشىء غريب بها ان عيونها حزينه و لا تنظر اليه 

كان يشعر بأحساس سىء ولكنه ايضا غاضب منها فهى رغم انها ترتدى ثوب طويل ومحتشم وحجابها المحتشم الا ان الفستان يحدد صدرها وخصرها ويجعلها تبدو فى غايه الجمال وايضا ملفته للنظر لذلك لا يستسيغ ذلك الثوب ابدا بقلمى ساره مجدى 

حين نظرت اليه ولاول مره لم يتسطع ان يظهر سوا رفضه لما ترتديه ونظر اليها نظره اشبه بالاذراء جعلها تشعر بالحيره هو من ينظر اليها بتلك الطريقه من رأته يجلس مع الفتايات فى النادى ويوصل احدهم الى الجامعه صباحا انتهت المحاضره ولم تتحمل ذهبت خلفه لتسأله لما نظر اليها بتلك الطريقه لتفاجىء به يطلب رقم والدها لتعطيه له وهى مغيبه ولم يهتم باجابه سؤالها و ايضا شعرت بالصدمه من طلبه حين اشار الى ملابسها وطلب منها عدم لبسها مره اخرى وتركها واقفه فى مكانها تشعر بالاندهاش ورحل لتقترب چورى منها و وضعت يدها على كتفها لتنظر اليها ندى بتشتت لتقول چورى باستفهام 

- ايه يا بنتى فى ايه خرجتى ورى دكتور محمود من غير ما تقوليلى حاجه .... وبعدين مالك هو ضايقك بحاجه 

لتحتضنها وهى تبكى بقوه جعلت چورى تشعر بالخوف والقلق ربتت على ظهرها وهى تقول 

- يا بنتى ايه الى حصل ... فهميني مينفعش كده يا ندى احنى فى نص الجامعه 

 رفعت ندى راسها تنظر لصديقتها التى سحبتها وعادت بها الى المدرج بعد ان اصبح هادىء واجلستها على اقرب مقعد وقالت بنفاذ صبر 

- قوليلى بقا ايه الى حصل ؟! 

قصت ندى كل شىء من يوم رأته فى النادى مع الفتاتان واليوم صباحا وهو يوصل احداهن الى الجامعه وطلبه لرقم والدها واعتراضه على فستانها 

لتضحك چورى بصوت عالى ثم ضربت صديقتها على راسها وهى تقول 

- انت عايزه تقولى ان دكتور محمود ليه علاقات ببنات يا بنتى دى ودانه بتحمر وهو بيكلم مرات خالى ... ممكن البنات دول يكونوا مريم وخديجه اخواته والى وصلها النهارده دى خديجه لان مريم اتخرجت تعرفى توصفيهالى

صمتت ندى لثوانى ثم قالت 

- قصيره و بيضه اووى ملامحها بريئه ذياده عن اللزوم ولابسه دريس طويل وخمار

لتلوى چورى فمها كالاطفال وقالت 

- تبقى خديجه اكيد وبعدين ما هو يا غبيه طلب رقم ابوكى يعنى داخل جد اهو وعايز يخطب وبيتكلم على الفستان يعنى بيغير مالك بقى يا بومه يا فقر 

وضعت ندى اصبعها فى فمها وهى تقول 

- تفتكرى

لتنفخ چورى بملل وهى تقول 

- صبرنى يارب 

ثم نظرت الى صديقتها بشر وقالت 

- ااااه يا اختى افتكر .... اهمدى بقا .... وقومى يلا اظبتى حالك كده علشان نلحق المحاضره التانيه  

هزت ندى راسها بنعم وغادرت هى وصديقتها دون ان ينتبهوا لذلك الذى استمع الى كلماتهم وفهم سبب حذنها وشعر بسعاده كبيره بغيرتها عليه اذا فهى تبادله مشاعره وكلمات چورى يوم التجمع كانت فقط لتكشفه هو ... نظر حوله ليتأكد ان لا احد يراه وعاد الى مكتبه وهو يلعن الحب الذى جعله يتصرف كالمراهقين ورافق ذلك بابتسامه واسعه 

••••••••••••••••••••••••••••

استيقظت من نومها ككل يوم تشعر ان جسدها قد استهلك بشده الم فى كل عظمه بجسدها وعلامات لا تعرف مصدرها لدرجه انها اصبحت تشك انها تسير وهى نائمه تقوم بكل ذلك فى الحقيقه فكيف تجد تلك بقلمى ساره مجدى العلامات على جسدها وتلك الجروح فى قدميها اذا كان ما يحدث مجرد كوابيس مزعجه 

غادرت السرير وارتدت ملابسها كالعاده بنطال من الجينز وتيشرت ابيض وقميص صبياني و اعادت تسريح شعرها و ككل يوم وقفت تنظر الى سجاده صلاتها واسدالها التى هجرتهم منذ مده طويله وتشعر بحاجز قوى يقف بينها وبينهم 

وصلت الى العمل بعد وصله الشتائم التى تسمعها كل يوم من والدها 

وحين وصلت ولاول مره منذ تعينها فى تلك الشركه تصل قبل مديرها الذى تأخر اكثر من ساعه كانت هى اعدت كل الاوراق المطلوب التوقيع عليها وايضا احضر اليها المحاسب احدى المستندات التى يجب ان تعرضها عليه وايضا اكثر من ثلاث اتصالات لتأكيد المواعيد اليوم مرت الساعه وكان يقف امامها ينظر اليها بصمت وبدل العلامه التى كانت على عنقها كان هناك علامه اخرى بجانبها وايضا علامه. اخرى على معصم يدها ليقطب جبينه وهو يفكر اذا تلك العلامه ليست علامه تدل على علاقه حب بل هى كدمه اذا هناك من يؤذيها لام نفسه على تفكيره وايضا وهو يتذكر ذلك الحلم الذى رأه  

(( كانت تقف امام البار تتمايل مع انغام الموسيقى وبين يديها كوب به ذلك المشروب المسكر المفضل لديها اعادت تلك الخصله الحمراء التى هربت الى فوق عينيها بجانب اخواتها... حين اقترب احد الرجال ووقف خلفها واحاط خصرها بذراعه وهمس فى اذنها بشىء ما لتبتسم بدلال وهزت راسها بنعم وهى تدير راسها الى الجه التى يشير اليها ثم تركت الكوب من يدها وتحركت بدلال مثير ووقفت امام ذلك الشاب المميز وقالت 

- منور يا باشا 

ليقطب جبينه وهو يرفع راسه لصاحبه الصوت الذى يحفظه عن ظهر قلب ليصدم من هيئتها 

فستان احمر نارى يكشف اكثر مما يستر وشعر احمر ينافس ناريه الفستان وحذاء مفتوح باشرطه كثيره تلتف حول ساقها وبين فكيها تلوك علكه بطريقه مقززه 

ظل ينظر اليها بصدمه لتجذب الكرسى وجلست وهى تقول

- عجبتك .... على العموم محدش بيشوف شوق ومتعجبوش

ظل صامت يتفحصها يشعر ان بها شىء مختلف وكأنها تبدلت لتضع يدها على كتفه تداعب جانب عنقه باطراف اصابعها وقالت 

- مقولتليش اسمك ايه ؟ 

ليقول هو بشك و غضب مكتوم

- على اساس انك متعرفيهوش 

لتتمايل فى جلستها وهى تقول بدلال 

- اكيد لو شفت الرجوله والجمال ده قبل كده عمرى ما انساه انت اول مره تيجى هنا وانا اول مره اشوفك

ليقطب جبينه حين تجرأت يدها لتصل الى ازرار قميصه وقالت 

- مقولتليش بقا اسمك ايه)) 

عاد من افكاره على صوتها وهى تقول 

- حضرتك سامعنى 

ليهز راسه بنعم وهو لم يسمع شىء من الاساس ولكنه قال وهو يحاول ان يتجاهل كل ما يفكر به وما حدث معها بالامس وايضا الحلم وما يراه امامه الان 

- تعالى ورايا 

قطبت جبينها بحيره ولكنها اخذت الاوراق التى تحتاج الى توقيع وايضا ملف المحاسبه ودخلت خلفه وضعت امامه ملف قسم المحاسبه وقالت 

- استاذ محفوظ بعت الملف ده لحضرتك علشان تراجعه وتوقعه  

ثم وضعت الملف الاخر وهى تقول بعمليه 

- و ده كل الاوراق الى محتاجه امضه حضرتك 

- اقعدى يا نور 

قالها دون مقدمات لتشعر هى بالاندهاش ليكررها مره اخرى 

- اقعدى يا نور 

لتجلس امامه فقال بهدوء قدر استطاعته 

- مواعيد النهارده ايه 

كانت تشعر بالاندهاش من تصرفاته وكان هو يشعر بالشفقه اذا كانت تلك الكدمات الظاهره منها بشعه فكيف حال باقى جسدها 

- حضرتك عندك معادين اتأكدوا واحد منهم بعد ساعه والثانى الساعه ٢ 

هز راسه بنعم و خيم الصمت عليهم لعده دقائق حتى وقفت و هى تقول 

- حضرتك عايز منى حاجه تانيه ولا اقدر اروح مكتبى 

يقف على طرف لسانه ان يسألها من يؤذيكى من يفعل بك كل ذلك ولكنه يخشى ان تكون اجابتها كيوم امس قال لها بهدوء 

- لا تقدرى تتفضلى 

هزت راسها بنعم وقالت وهى تغادر 

- عن اذنك 

كان يتابع خطواتها المتمهله و كأن قدمها تؤلمها او تسير فوق زجاج وعقله يشتعل من التفكير و صبره يكاد ينفذ

•••••••••••••••••••

انهى عمله بالجامعه وذهب مباشره ليقوم بما طلبه منه الطبيب حتى يطمئن وايضا حتى يريح تلك القلقه التى كادت امس ان تتشاجر معه من اجل الذهاب الى الطبيب لكنه يريد ان يعلم ما به قبلها حتى يعلم كيف سيخبرها او بماذا سيخبرها بقلمى ساره مجدى 

•••••••••••••••••••••••••

يقف امامها ينظر اليها بحب لم يصدق نفسه حين رائها تقف بالقرب من المدرج انهى تمرينه سريعا وركض اليها وقال وهو يلهث 

- انا فرحان اوووى انك جيتى 

اخفضت راسها بخجل ثم اشارت اليه بمعنى 

- انا مش هينفع أتأخر 

ابتسم وهو يقول 

- حاضر مش هأخرك بس انا عندى سؤال واحد وتجوبينى عليه وبصراحه ممكن 

هزت راسها بنعم ليجلس على تلك الكراسى المتواجده فى المكان لتجلس هى الاخرى على الكرسى المجاور له ليقول لها بعد عده دقائق من الصمت 

- زينه انتِ عارفه ان انا بحبك صح  

هزت راسها بنعم والخجل يكسى وجهها باللون القاني ليكمل هو بقلمى ساره مجدى 

- طيب انتِ عارفه الفرق ما بينا قد ايه ؟

لتنظر اليه بتقطيبه قويه وهى تفهم كلماته خطىء لينتبه لنظره عينيها الغاضبه فقال مستفهما

- انتِ فهمتى ايه من كلامى يا زينه ؟! 

لم تجيب عليه ولكنها وقفت كى ترحل ثم اشارت اليه قائله 

- انت نزلتنى من البيت علشان تقولى ان فى فروق بينى وبينك هو انت يعنى مكنتش عارف انى خرسا 

ليقف ينظر اليها بغضب مماثل لما هى عليه وقال 

- ايه الى انت بتقوليه ده انا مقصدتش كده انا قصدت فرق السن انتِ عندك ١٨ سنه وانا ٣٠ يعنى انا اكبر منك ب ١٢ سنه انت فاهمه انا بتكلم فى ايه 

صمت لثوانى ثم اكمل قائلا 

- وبعدين ازاى تفكرى فيا كده .... من امتى مرضك ده كان مهم بالنسبه ليا او فارق اوى كده انا بحبك زى ما انتِ كده انا بحب زينه ... زينه حياتى 

اخفضت راسها تنظر ارضا بخجل من كلماته ومن كلماتها ايضا 

عاد ليجلس وهو ينظر فى الاتجاه المعاكس لها يشعر بالضيق من تفكيرها فيه ولكنه ايضا يعذرها فهى شديده الحساسيه فى ذلك الأمر نظر اليها ليجدها على وقفتها تنظر ارضا بصمت رق قلبه بل وتألم من اجلها وقف سريعا وقال بصوت حانى 

- اقعدى يا زينه خلينى اكمل كلامى 

نظرت اليه بخجل ثم جلست بهدوء ليجلس هو الاخر وقال بهدوء 

- زينه من فضلك موضوع انك مش بتتكلمى ده ليه وقته وهيخلص انا واثق ان ربنا قريب جدا هيفرحنى انى اسمع صوتك يعنى الموضوع ده اصلا مش مجال نقاش ماشى 

نظرت اليه طويلًا لترى فى عينيه حب كبير مع تلك الابتسامه الجذابه فهزت راسها بنعم ليعتدل فى جلسته وهو يأخذ نفس عميق ثم قال 

- دلوقتى بقا ريحيني فرق السن الى بنا ده عاملك مشكله يعنى انتِ شايفه انى كبير اوووى عليكى فرق ال ١٢ سنه دول كتير ولا مناسب بالنسبه ليكى او مقبول 

لتبتسم ابتسامه صغيره ثم اشارت له بما يعنى 

- انا معنديش مشكله تقريبا المشكله عندك انت ... تقريبا انت الى شايفنى طفله او صغيره عليك 

لينفخ بضيق وهو يقول 

- يا زينه بالله عليكى بلاش كده 

لتتسع ابتسامتها و هى تشير اليه 

- الموضوع مش مهم للدرجه دى متشغلش بالك بيه 

ليبتسم و هو يقول باستفهام 

- هتيجى يوم الماتش 

نظرت اليه لتجده ينظر اليها برجاء لتهز راسها بنعم ليقول سريعا 

- كده ضمنت اكسب الماتش 

كانت وجنتيها يشتعلان من الخجل لتقف سريعا وهى تشير له انها تأخرت وعليها الرحيل ليقف هو الاخر وقال 

- هتوحشينى وهستناكى يوم الماتش علشان عندى ليكى مفاجئه يوميها ماشى 

هزت راسها بنعم وغادرت سريعا وظل هو يتابعها بعينيه حتى اختفت تماما ليأخذ نفس عميق وهو يدعوا الله ان يجعلها له يوما ما 

•••••••••••••••••••••••••••••

كان يجلس فى غرفته على سريره ممدد لقدميه فقد عاد الى الكليه اليوم ابتسم حين تذكر اتصال راجح به 

- باركلى يا آدم واخيرا اخدت اجازه ... واخيرا هشوفها يا ادوم هى صحيح ٢٤ ساعه بس مش مهم المهم انى هشوفها 

ليضحك آدم بصوت عالى وهو يقول 

- والله البنت دى مظلومه معاك مخطوبه لواحد اهبل 

ليضحك راجح بصوت عالى وهو يقول بمرح 

- يا ابنى اكتر حاجه بتحبها فيا هو هبلى تفتكر البنت تحب الواد الجد الكشرى لا يا ولدى تبقا حمار 

ليضحك مره اخرى بصوت عالى حين سمع آدم يشتمه ثم قال بقلمى ساره مجدى 

- ايوه يا راجح البنت تحب الواد الحنين والنحنوح بس كمان تحب تحس انه راجل راسى و تقيل مش مخطوبه لمهرج فى السيرك ولا لواحده صاحبتها 

صمت راجح قليلا ثم قال 

- ديما تغلبنى بكلامك يا عم آدم .... خلاص اول ما اشوفها هديها قلمين 

ليشتمه آدم مره اخرى ليضحك راجح بصوت عالى  

عاد آدم لجلسته الاولى وهو ينظر حوله فى الغرفه و قال

- سايب فراغ يا راجح والله 

ليفتح الباب فى ذلك الوقت ويدلف راجح منه وهو يقول بمرح 

- وحشتك صح 

ليضحك آدم وهو يقول 

- تصدق كنت لسه بفكر فيك 

ليغلق راجح الباب والقى حقيبته ارضا ثم قال بصوت مائع 

- بجد يا سى آدم ... وحشتك يا حبيبى 

ليقول آدم مجاريا لمزاح صديقه وهو يضع يده فوق صدره 

- وحشتينى اوى يا بت سايبه فراغ كبير 

ليضع راجح يده على صدر آدم وقال بدلال 

- وانت كمان يا سى آدم وحشتنى اوووى يا سيد الرجاله 

ليبعد آدم يد راجح وهو يقول 

- والله لو حد شافنا ليعدمونا رميا بالرصاص 

جلس راجح على السرير وهو يقول

- وقبل ما نتخرج نبقا شهدا 

ليرفع آدم حاجبه وقال باستنكار 

- شهداء فى الغرام 

ثم اشار له بيده وهو يقول

- قوم يلا من على سريري عايز انام 

وقف راجح ينظر لآدم الذى تمدد من جديد على السرير ليضع يده فوق ساقه وهو يقول بدلال 

- مش عايزنى اعملك مساچ يا روووحى 

ليضحك آدم بصوت عالى وهو يبعد يد راجح عن قدمه وقال بتقزز

- ابعد يا ابنى ايدك هرجع اقسم بالله 

ليقول راجح بأسف 

- كده بردوا يا سيدى تاخدنى لحم وترمينى عظم صحيح هتحتاجنى فى ايه بعد ما شوفت خطيبتك المزه

ليقف آدم سريعا وهو يقول بغضب 

- راجح جورى برى الهزار 

ليبتسم راجح وهو يقول 

- اكيد يا صاحبى انا بس كنت بنكشك وانت عارفنى يعنى 

ظل آدم صامت لعده دقائق ثم قال 

- اجازتك كانت كويسه ؟

ليهز راجح راسه بنعم وهو يتذكر حين التقى بها حبيبته التى حلم بها كثيرا وتمنى قربها واخيرا حصل عليها واصبحت خطيبته وقريبا جدا زوجته 

بدء فى ترتيب اغراضه وصعد الى السرير كصديقه وغرقا فى النوم 

•••••••••••••••••••••••••••••

فى مكان جديد ولاول مره نراه بيت بسيط كبيوت كثير من الناس تجلس فى غرفتها فتاه بسيطه تجلس خلف مكتبها تنظر بسعاده الى تلك الهديه التى احضرها لها راجح امس حين قابلته بقلمى ساره مجدى 

ابتسمت وهى تتذكر هيئته بالزى الرسمى كم كان وسيم و جذاب وقفت على قدميها وهى تتوجهه الى النافذه المفتوحه وقفت تنظر الى الشارع وكل الماره به وهى تتذكر ذلك الوقت حين كان والدها رافض للراجح وكان يأتى يوميا يقف اسفل نافذتها لا يفعل شىء سوى رؤيتها لعده دقائق ثم يرحل 

كم تحمل من والدها حتى اصبحوا الان يتقابلون امام الناس و والدها يعلم ويبارك ذلك

•••••••••••••••••••••••

كانت تقف امام الورشه تنتظر ان تجد اى وسيله مواصلات حتى تعيدها الى المنزل لقد تأخرت اليوم كثيرا ولكن كان لديها الكثير من العمل بقلمى ساره مجدى كانت تنظر حولها بخوف فالمكان هادىء بشده 

امسكت حقيبتها تبحث عن هاتفها حين سمعت صوت خلفها ليقع منها الهاتف والحقيبه وشهقت بصوت عالى وهى تلتفت تنظر لمن يقف خلفها الذى قال 

- هو انت لسه هنا ؟ 

اخذت نفس عميق ثم انحنت تلملم اغراضها وكان هو ينظر اليها وهى منحنيه امامه تلملم اغراضها وكان يفكر كم هى رقيقه وصغيره وقفت تنظر اليه مقطب الجبين كعادته ينظر اليها تلك النظره العميقه التى تجعلها تشعر بشىء من الرهبه و ايضا بعطف و مسؤليه 

قالت بعد عده ثوان 

- مش لاقيه مواصلات 

لتزداد تقطيبه جبينه وهو يقول 

 _ طيب اتصلى بحد من قرايبك يجيلك

لترفع هاتفها امامه وهى تقول 

- كنت لسه هكلم اخويا 

ظل صامت ينظر لها و هى ايضا ظلت تنظر اليه غارقه فى ظلام عينيه ليقول بصوت أمر 

- ما تتصلى 

لتنتفض وهى تتصل بأخيها تخبره بالامر باختصار واخبرها انه قادم اليها 

نظرت الى عمر وقالت بهدوء حذر 

- اخويا جاى على طول دلوقتى 

هز راسه بنعم وابتعد خطوتان عنها لتعود هى تنظر الى الطريق امامها ولكن قلبها ينتفض داخل صدرها فهو يقف خلفها ينتظر ان يطمئن عليها وبعد اقل من نصف ساعه كان محمود يترجل من السياره وهو يقول لاخته بتوتر 

- مريم انت كويسه ؟ 

هزت راسها بنعم ليقبل راسها وهو يأخذ نفس عميق براحه ثم قال 

- طيب يلا اركبى 

لتنظر الى الخلف وهى تقول 

- ممكن نوصل 

و لم تكمل حديثها لصدمتها حين التفتت ولم تجده اين ذهب ومتى ليقترب محمود منها وهو يسأل بتعجب

- فى ايه يا مريم ؟ واوصل مين ؟! 

نظرت اليه بتشتت ثم قالت 

- لا ولا حاجه يا محمود ولا حاجه خلينا نروح 

صعدت الى السياره وهو ايضا وغادروا مباشره ليتحرك عمر من خلف ذلك الجدار الذى اختبىء خلفه حين وقعت عينيه على اخيها فهو لا يريد تبادل حديث او ان يرى تلك النظره المشفقه و ايضا لا يريد ان يسبب لها اى مشكله مع اخيها 

ظل واقف فى مكانه لعده دقائق يتذكر نظراتها له عينيها التى تنظر اليه وكأنه شىء كبير وثمين تنظر اليه بعشق وليد ليس من حقه عيونها التى جعلت قلبه وبعد كل تلك السنوات يعود لينبض من جديد بدء بالسير ككل يوم ورغم ان ذراعيه يؤلمانه سبب عكازيه الا انه مستمر فى فعل ذلك كل يوم لابد ان يشعر بالالم عليه الا ينسى انه تسبب فى موت اغلى الناس اليه وانه لا يستحق اى راحه او فرصه جديده فى الحياه صحيح هو لم يدفن معهم لكنه جسد بلا روح خيال رجل كان يوما ما عاشقا 

••••••••••••••••••••••••

كانوا يجلسون امام الطبيب التوتر والقلق يعصر قلوبهم والطبيب ينظر الى نتائج التحاليل وصور الاشعه بتركيز شديد ثم ترك ما بيده ونظر اليهم ثم قال 

- انا من طبيعتى احب اصارح المريض بحالته 

لتنظر ملك لأيمن بخوف ليمسك يدها يدعمها ونظرا الى الطبيب الذى قال بقلمى ساره مجدى 

- التحاليل بتوضح ان مفيش فشل كلوى لكن للاسف الكليه الشمال متضرره بشده وللاسف كمان المدام عندها عيب خلقى ومولوده بكليه واحده 

لتنظر ملك لأيمن بصدمه لا تقل عن صدمه ايمن الذى قال 

- يعنى ايه ؟ 

خلع الطبيب نظارته وهو يقول

- الحل الوحيد قدامنا لازم نعمل عمليه نقل كليه 

لتشهق ملك بصوت عالى ليقول الطبيب 

- المشكله دلوقتى اننا نلاقى متبرع 

كان الصدمه قويه عليهم لم يستطيعوا الرد على الطبيب ولم يشعر ايمن بنفسه الا وهو يمسك بيد ملك ويخرج من عياده الطبيب ومنها الى السياره دون كلام حتى وصلوا الى المنزل ليجدوا الفتاتان كل منهم فى غرفتها ليدلفوا الى غرفتهم واجلسها على السرير وجلس بجانبها يضمها بقوه دون حديث لعده ثوانى ثم قال بصوت مهزوز 

- متقلقيش ان شاء الله كل حاجه هتبقا كويسه و هتعملى العمليه ... هتبقى كويسه يا ملك لازم تبقى كويسه  

كانت تخبىء وجهها فى صدره تبكى وهو يربت على ظهرها بهدوء وكان يحاول ان يكتم بكائه فلابد ان يكون متماسك يجب ان الا يضعف هى بحاجته الان و لابد ان يكون قوى من اجلها

••••••••••••••••••••••••••

كان كعادته اليوميه يخرج كل يوم قبل نومه يسير قليلا وهو يفكر فيها يستمد من حبها الساكن قلبه كلمات اشعاره واحيانا افكار لوحاته او محور روايته ولكن الان هو قد حصل عليها هى الان اصبحت له اسبوعان فقط يفصلهم عن وضع صك الملكيه فى اصبع كل منهم 

وجد نفسه يخرج هاتفه وفتح احدى تطبيقات الرسائل وبدء يكتب وبعد ان انتهى اغلق التطبيق ووضع هاتفه فى جيب بنطاله واكمل سيره وهو يبتسم بقلمى ساره مجدى 

كانت هى تجلس فى غرفتها امام لوحتها الجديده تنظر اليها بسعاده فاللوحة الوانها مبهجه وايضا مضمونها يبعث لكل من يشاهدها طاقه امل وسعاده فالارض الخضراء الواسعه وتلك الشجره الكبيره المثمره وايضا تلك الأرجوحة ونبع المياه الصافى مع جزء كبير من بيت خشبى بسيط كانت تتخيل نفسها وهى ممسكه بيديه يسيران معا فى ذلك المكان لتسمع صوت هاتفها يعلن عن وصول رساله وحين وجدت اسمه امامها كادت تقفذ من السعاده ولكنها عادت لتجلس على الكرسى من جديد وهى تقرأ كلماته التى جعلتها تود لو كان امامها الان كان من الممكن ان تجعل والدها يعقد قرانهم اليوم 

  فجر جديد انتِ نوره 

                        و امل ينبعث بقلبى ينيره

حلم تحقق احيانى

                       و حب اشتعل بكل كيانى

كونى لى الامل و الحياه 

                       كونى لى الارض والسماء 

كونى كالفجر فى نداه 

                         وصوت الحب كعصفور تغنى

كنت من غيرك شريد

                          و اصبحت اليوم ذات جاه 

فجرى ونور حياتى املى ومنتهاه

                       فأنت قمرا ينير ظلمه سمائي 

ظلى معى دائما فهذا رجائى 

                     فأنت الحب والحلم والحياه 

كانت تبتسم بسعاده وظلت تقرأ تلك الابيات مره بعد مره تتزوق كل كلمه ومعناها وتكرار اسمها داخل الابيات ما جعلها وكأنها تطير فوق غيمه ورديه لتفتح الكاميرا والتقطت صوره للوحتها وكتبت اسفلها 

- منذ دقائق كنت احلم اننا نسير هناك معا فجعلتني بكلماتك احلق بين النجوم دمت لى حبيبا ينير حياتى 

وارسلتها ثم عادت تقراء كلماته من جديد ثم تقفذ كالاطفال بسعاده 

وحين استلم هو رسالتها ابتسم ابتسامته الهادئه وارسل اليها 

- احلامك أوامر 

لتبتسم هى بسعاده حقيقه فكم تعشقه 

•••••••••••••••••••

فى صباح اليوم التالى كان هناك من وجد موقع مميز امام قصر ( فجر آدم) ليراقب جيدا و يجد الوقت المناسب للتنفيذ

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

للعشق اسياد


الفصل الثامن


بقلمى ساره مجدى 


الفصل ممكن يكون مؤلم شويه بس مهم يارب يعجبكم 


كان يرسم احدى لوحاته غارق فيها بكل جوارحه فمنذ ليله امس وهو يفكر بها يرى ضى عينيها كلما اغمض عينه يخطفه من ظلامه ويزرعه فى جنه خضراء غناء ليأتى للورشه باكرا يحاول ان يشغل عقله باى شىء سواها ولكن ذلك لم يستمر طويلًا فسريعا بدء باقى العاملين بالورشه حتى هى من اشعلت ليله وجعلته واقع بين ماضيه المؤلم وحاضره الذى يرفض ان يعيشه ومستقبل مجهول لا يعتقد ان لها مكان فيه فهى تستحق رجل يعشقها بكل كيانه تكون الاولى بقلبه والاخيره ان تكون حلمه الكبير و من اجلها يقوم بثورات وحروب 

تذكر حين حضرت صباحا كانت ايه فى الجمال بملابسها المحتشمه و وجها الخالى من مساحيق تجميل الذى يشبه البدر فى صفائه ونوره بقلمى ساره مجدى 

كانت تنظر اليه نظرات كان لا يريد تفسيرها او فهمها حتى لا تزيد حيرته وغضبه 

عاد من افكاره على صوت خلفه نظر بطرف عينه ليرى علاء وهو شاب اسمر طويل وحالته الاجتماعيه جيده يتحدث الى ابراهيم مدير الورشه 

- هو حضرتك تعرف الانسه مريم كويس يا استاذ ابراهيم يعنى اخلاقها مخطوبه مستواها الاجتماعى 

شعر بنار .... نار تشتعل داخل قلبه تحرقه دون هواده زادت مع اجابه ابراهيم 

- انا معرفهاش معرفه شخصيه بس هى بنت ناس ومن عيله محترمه ومعتقدش انها مخطوبه رغم انها قربت تعنس دى خلاص داخله على الثلاثينات 

كان يود لو يذهب اليه ويقتله ضربا على كلماته الجيده منها والسيئه ايضا ولكن كلمات علاء كادت ان تفتك به وتخرجه عن وقاره حين قال 

- يعنى الفرق بينى وبينها سنه واحده بس لا متنفعش انا عايز واحده بالكتير عندها ٢٢ سنه لكن مش واحده عانس 

كان ينظر اليها وبداخله غضب كبير من كلمات ذلك المسمى علاء كيف يفكر وكيف يتحدث عن تلك الملاك ترك ما بيده وتحرك فى اتجاهها ووقف خلفها مباشره ينظر الى ما تخطه يدها من ابداع فوق اللوحه ليشعر ان رسمتها من اجله ولكن بشكلٍ عكسى هى رسمت فتاه فاقده لساقيها ولكنها تجلس فى مكان اخضر كبير ومبهج وحولها يركض ثلاث اطفال يضحكون بسعاده لم يستطع ان يتحدث او يقول شىء ليعود الى مكانه من جديد دون ان تشعر به او هكذا كان يفكر 

•••••••••••••••••••

كانت غارقه فى التفكير فيه وفيما حدث امس ونظره عينيه الحزينه والحانيه رغم ظلامها وقوفه خلفها حتى يطمئن عليها هى متأكده انه ظل واقف فى مكانه حتى ترجل محمود من السياره كانت تسمع صوت انفاسه ولن تبالغ لو قالت انها تسمع صوت دقات قلبه كمان تسمعها الان وهو يقف خلفها ينظر الى لوحتها ولكن فجاءه لم تعد تسمع سوى صوت طرق العكازان على الارض وهو يعود لمكانه من جديد ... بقلمى ساره مجدى ليتركها خلفه غارقه فى حيرتها وحدها 

••••••••••••••••••••

ذهب صباحا الى مدرسه بناته وقدم طلب ان يكملوا العام الدراسي من المنزل فلقد حسم امره سوف ينتقل الى بيت اخته هو لا يعلم كيف يخبر البنات بحاله ملك وكيف سيتعامل معهم فجر ومهيره وسفيان ايضا مؤكد سيساعدوه فى ذلك بقلمى ساره مجدى 

حين طلب من البنات جمع اغراضهم لم يخبرهم بالحقيقه بل قال لهم

 _ قدمت طلب باسبوع اجازه ليكم هنروح عند عمتكم نقعد كام يوم كده ... بس هاتوا كل كتبكم و لبسكم مش عايز ماما او عمتكم تتعب فى غسيل هدوم و كمان علشان متتأخروش فى مذاكرتكم 

كانت الفتاتان ينظران الى والدهم باندهاش وعدم فهم ولكنهم قاموا بما امرهم به وها هو فى الطريق الى بيت اخته يصاحبه القلق والتوتر والخوف وخاصه مع حاله ملك الام تتدهور بشكل سريع ... وحين وصلا الى القصر كانت البنات وصلوا الى مرحله الا تحمل لتصعد بهم مهيره الى الغرفه التى خصصتها لهم بعد ان جعلت ملك ترتاح بغرفتها اقترب سفيان من الفتاتان وقال 

- مش انتو بتثقوا فيا ؟

هزت الفتاتان راسيهما بنعم جلس امامهم وقال بهدوء

- ايه اكتر حاجه تفرح ماما ؟ 

نظرت الفتاتان لبعضهما ثما قالا معا 

— اننا نكون كويسن وننجح فى دراستنا

ليبتسم سفيان وهو يقول 

- طيب انا عارف انكم كبار بما فيه الكفايه علشان تفهموا الى هقوله دلوقتى  

ظلت الفتاتان تنظران اليه باهتمام شديد ليكمل وهو يمسك يدهم 

- ماما تعبانه شويه 

لتقاطعه شمس وهى تقول بشىء من الخوف 

- ماما مالها عندها ايه انا هروحلها 

ليعيدها سفيان لتجلس من جديد وهو يقول 

- اهدى يا شمس وخلينى اكمل كلامى ممكن 

هزت راسها بنعم لينظر لليل التى تسيل دموعها على وجنتيها بصمت ليقترب ايمن يجلس وسط ابنتيه يضمهم الى صدره بحنان وقال 

- متخافوش ماما ان شاء الله هتبقا كويسه 

- ماما كليتها تعباها وللاسف لازم عمليه استأصال بس المشكله انها عندها عيب خلقى ومولوده بكليه واحده يعنى احنى محتاجين حد يتبرع بكليته ليها 

قال سفيان ذلك موضحا للبنان الموضوع بهدوء 

لتقول ليل بصوت ضعيف 

- يا حبيبتى يا ماما ... انا يا عمو انا هتبرع لماما بيها 

ليبتسم سفيان وايمن بحنان ابوى لتقترب مهيره وهى تقول 

- مينفعش يا حبيبتى انتِ لسه صغيره لكن ما تخافيش كلنا هنعمل التحاليل انا وبابا وعمو سفيان حتى ادم وفجر وهنكلم كل الناس الى نعرفها وان شاء الله ماما تعمل العمليه وهتبقا كويسه 

ظلت الفتاتان ينظرون اليهم بصمت ثم قالوا معا 

- ممكن نروح نقعد معاها شويه 

ابتسمت مهيره وهى تفتح ذراعيها لهم ليركضوا اليها يبكون بصوت عالى ظلت هى تربت على ظهرهم حتى هدئوا تماما وكان ايمن وسفيان يتابعان ما يحدث بشفقه فالبنات لا تتحمل الم مثل هذا 

حين هدأت الفتاتان اخذتهم مهيره الى الحمام حتى يمحوا اثار البكاء ويستطيعوا الذهاب الى امهم

وامام باب غرفتها قالت لهم بصوت منخفض 

- مش عايزين عياط عايزنها تحس انكم معاها وجمبها وانكم كمان مش هتقصرو فى دروسكم علشان هى ما تتعبش زياده ماشى 

هزت الفتاتان راسيهما بنعم ثم طرقا الباب برفق و دلفا الى الداخل وعلى وجههم ابتسامه صغيره ثم ركضا وجلسا بجانبها لتضمهم بحنان وهى تنظر الى مهيره بخوف لتقرب الاخيره وهى تقول 

- البنات شاطرين متخافيش عليهم ... وكلنا جمبك

لتبتسم ملك وعيونها تمتلىء بالدموع وقبلت راس بناتها 

كان ايمن يجلس مع سفيان فى مكتب الاخير يتحدثان فيما هى الخطوه القادمه بقلمى ساره مجدى 

- هشوف دكتور كبير هنا ونشوف هيقول ايه ولو كلامه نفس كلام الدكتور الى كنا عنده نبدء نعمل الفحوصات 

هز سفيان راسه بنعم ثم قال 

- متقلقش يا ايمن ان شاء الله خير وكلنا جمبك ومعاك 

ليبتسم ايمن بأمتنان وهو يقول 

- ربنا يخليك يا سفيان انا بجد مش عارف من غيركم كنت عملت ايه 

ليربت سفيان على كتف ايمن وهو يقول

- احنى عيله واحده يا ايمن ولازم نقف جمب بعض 

•••••••••••••••••••

جالسه امامه تراجع الاوراق وهو ايضا ولكن عقله لا يستطيع التركيز فى العمل عقله يفكر فى احتمالات كثيره افكار مختلفه من يفعل بها هذا و كيف ولما هى تتحمل كل ذلك بقلمى ساره مجدى 

ترك ما بيده ووقف على قدميه ليجلس على الكرسى المواجهه لها صامت يتابع حركه يديها بالاوراق وعينيها التى تتحرك فوق الكلمات حتى شفتيها المنفرجة قليلا بأغراء يحثه على تقبيلها 

رفعت عيونها تنظر اليه لتشعر بالتوتر والقلق من نظره عينيه العميقه ظل يأسر عينيها بنظراته ثم قال 

- عندى اسأله كتير محتاجه اجابه ... انا اول مره فى حياتى ارجو حد فأرجوكى جوبينى 

لم تشعر بنفسها وهى تهز راسها بنعم ليقترب منها وهو مازال يأسر عينيها بعينيه و امسك يدها مكان الكدمه ورفع كم القميص لتظهر امامه اثار جروح كثيره وجرح جديد مازال عليه اثر الدماء لينظر اليها بصدمه وهو يقول 

- مين اللى عمل فيكى كده ؟!

نظرت الى يديها ثم اليه وقالت 

- معرفش انا بصحى كل يوم الاقى نفسى كده ... وحاجات غريبه حاسه انى عملتها ومش عارفه ازاى وفين 

ليقطب جبينه و شكه القديم يعود من جديد وحلمه يعيد نفسه امامه و كأنه شريط فيديو انها صبحا فتاه تتنكر فى زى صبى ومساء فتاه ليل محترفه 

ظل ينظر اليها بتمعن ثم قال بعصبيه 

- عايزه تفهميني آنك مش عارفه بتنجرحى بالشكل ده ازاى انت عايزه تجننيى 

لتتجمع الدموع فى عينيها وقالت بصوت مهزوز 

- انا والله ما عارفه حاجه وتعبت اقسم بالله تعبت 

ثم غادرت مكتبه سريعا ليشعر ان النار تشتعل داخل صدره المجهول صعب تحمله والجهل بالاشياء بصعوبه الموت 

•••••••••••••••••••••

الارهاق فى إزدياد واحساسه بضعف عام فى كامل جسده وايضا بدء يفقد وزنه بشكل ملحوظ لم تحتمل جودى كل ذلك وهو عنيد لا يريد ان يريحها ويذهب الى الطبيب فى يوم وليله ظهر عليه اعراض المرض بشده 

اتصلت بأخيها حتى يأتى ويرى حل مع صديقه العنيد ولكنها لم تكمل حديثها حين سمعت صوت سقوط شىء قوى لتركض الى الغرفه لتجد حذيفه ممدد ارضا فاقدا للوعى لتصرخ بصوت عالى جعلت من يحدثها يركض خارجا من القصر متوجها اليها و فى خلال عشر دقائق كانت سياره الاسعاف تحمل حذيفه متوجهين الى اقرب مستشفى وجودى وجورى و أواب ولمى بالسياره مع سفيان بقلمى ساره مجدى 

وصلوا المستشفى وفى دقائق قليله حضر ايمن وفجر وظل الجميع واقف امام الغرفه التى يتم الكشف فيها على حذيفه وكانت جودى تستند على كتف اخيها تبكى بخوف وايضا جورى التى تحتضن الصغيره لمى التى تبكى هى الاخرى بقوه غير مستوعبه ما يحدث 

وكانت فجر تقف بجانب أواب تحاول ان تدعمه لكنه صامت تماما ينظر امامه الى الباب المغلق دون ان تصدر عنه اى حركه 

كانت الدقائق ثقيلة على الجميع حتى خرج الطبيب من الغرفه ليلتف الجميع حوله ليقول هو بعمليه 

- احنى محتاجين ان الاستاذ يفضل عندنا كام يوم على ما نظبط السكر وكمان نتأكد من سلامه القلب 

لتعلو الشهقات وظهرت الصدمه على وجوه الجميع ليقول سفيان باستفهام 

- سكر ايه وقلب ايه انت بتتكلم عن حذيفه ؟! 

ليقول الطبيب بتأكيد 

- ايوه السكر كان عالى جدا ... وكمان رسم القلب كان غير مطمئن بالمره 

لتقول جودى بألم 

- كنت بتحايل عليه يروح للدكتور ... كان تعبان و بيكابر .... انا اللى غلطانه كان لازم اخده للدكتور بالعافيه 

ليضمها أواب بقوه وهو يقول 

- اهدى يا ماما بابا هيبقا كويس صدقينى متقلقيش

لتنظر اليه جودى برجاء ليقول هو بهدوء غريب 

- لمى خايفه محتاجه انك تطمنيها ... كلنا محتاجين نحس انك قويه ... ده مش وقت ضعف وخوف وبكى 

كان الجميع ينظر اليه بزهول واندهاش الا هى من تنظر اليه بخوف هى من تشعر به حقا تشعر بقلبه الذى يرتجف خوفا من فقدان السند والامان ... خوف من فقدان الاب الصديق  

مسحت جودى وجهها من الدموع واتجهت الى صغيرتها تضمها بحنان والتفت سفيان الى الطبيب يسأله 

 - طيب ممكن تطمنى عليه .. الحاله مطمئنه ولا مقلقه

نظر اليه الطبيب وقال بوضوح 

- ان شاء الله خير ... احنى بدأنا فى تعديل مستوى السكر وهنعمل رسم القلب تانى وان شاء الله خير 

تحرك الطبيب خطوتان ليغادر ثم وقف ونظر الى سفيان وقال 

- وجدكم هنا ملوش لزوم ... ممنوع الزيارات روحوا وتعالوا بكره الصبح 

وغادر دون كلمه اخرى لتقول جودى بأقرار 

- انا مش همشى واسيبه هنا لوحده جورى وأواب و

لم يدعها أواب تكمل حديثها وقال 

- مش هينفع اسيبك لوحدك خالى هياخد البنات معاه وانا هفضل معاكى 

ابتسم سفيان ابتسامه صغيره فخوره بذلك الشاب الذى يذن عقله عقل اكبر الرجال و قال بهدوء

- هوصل البنات البيت وهطمن الى هناك وارجعلكم على طول 

ليقول ايمن الصامت منذ وصوله 

- خليك يا سفيان انا هروحهم ولو إحتجت حاجه كلمنى وهتلاقينى قدامك فى دقايق 

شكره سفيان بشده لتغادر الفتاتان مع ايمن بعد ان اصرت فجر على البقاء بجانب أواب 

ورغم اعتراض جورى على رحيلها الا ان كلمات والدتها لها هى ما اجبرتها على ذلك 

(( لمى مرعوبه ومينفعش تفضل هنا كمان لازم حد فينا يكون جمبها روحى دلوقتى ومن بدرى تعالى ولو فى اى حاجه هكلمك على طول )) 

كانت ليله صعبه على الجميع والليل طويل لا ينتهى 

••••••••••••••••••••

كانت جالسه بجانبه صامته ولكنها لا تتحمل صمته فقالت بهدوء وصوت منخفض بقلمى ساره مجدى 

- ما تيجى ننزل نقعد فى الجنينه تحت شويه ؟

نظر اليها طويلًا ثم هز راسه بنعم لتقف و وقف هو الاخر لتقول فجر لوالدها الذى نظر اليها باستفهام 

- هنقعد فى الجنينه تحت شويه 

هز سفيان راسه بنعم ليغادر الاثنان ليربت سفيان على قدم اخته التى نظرت اليه بخوف ثم قالت

- قولى انه هيبقا كويس يا سفيان و انا هصدقك علشان انت عمرك ما كذبت عليا 

ليضمها الى صدره بحنان وهو يقول 

- اهدى يا جودى اهدى ان شاء الله هيكون كويس ان شاء الله ازمه صغيره و هتعدى على خير 

لتتشبث بقميصه وهى تقول 

- يارب يا سفيان يارب 

••••••••••••••

ينظر الى السماء بصمت لتقول هى بقلق 

- أواب بلاش الصمت ده خرج الى جواك انا جمبك ومعاك بلاش تقلقنى عليك 

اغمض عينيه لثوانى ثم فتحها ينظر اليها لتجد ظلام تام شعرت بالخوف حقا انه يتألم بشده و يشعر بالخوف حد الرعب امسكت يده لتدعمه وقبل ان تقول شىء قال هو 

- زمان قبل انتِ ما تتولدى انا كنت بتعب كتير جدا وكانت بتجيلى تشنجات كان وقتها و مع كل مره وانا نايم اسمعه بيقولى أواب انا مليش غيرك انت علامه ان ربنا راضى عنى انت بركه حياتى انت الباب اللى ربنا فتحه ليا للجنه فى الدنيا و الاخره اتمسك بالدنيا علشان خاطرى 

صمت لثوانى كانت هى تكافح حتى لا تبكى ولكن تلك الدموع الخائنه لم تغضع لرغبتها وسالت فوق وجنتيها نظر الى الامام واكمل قائلا 

— كنت ديما بحس انى عبىء تقيل عليه طفل بظروف خاصه وهو وحيد لكن مع تكرار تشنجاتى ودخولى المستشفى ومع تكرار كلامه بدأت احس ان ليا مكان فى الحياه وان فى ناس بتحبنى وبعد دخول جودى فى حياتنا و كمان تيته نوال طنط مهيره وخالو سفيان وحبهم ليا وخوفهم عليا بدأت اتمسك بالحياه لكن السند الحقيقى والسبب القوى هو حذيفه كلامه واحساسه وازاى شايف وجودى فى حياته بقلمى ساره مجدى 

صمت من جديد ولكن تلك المره نظر اليها وهو يقول 

- انا محتاج ادخله يا فجر محتاج اقوله ان انا الى محتاجه محتاج اقوله هو ايه بالنسبه ليا محتاج اقوله انه جنتى على الارض ان تراب رجليه عندى اغلى من الدنيا والى فيها محتاج اقوله انى من غيره خايف ... خايف اوووى 

لم تعد تتحمل كتم بكائها اكثر لتضع يدها على فمها فى محاوله واهيه ان تكتم ذلك البكاء و ظل هو ينظر اليها ودموعه تغرق عينيه لتهدء هى بعد عده دقائق ثم وقفت وهى تقول 

- انا هخليك تدخله تعال معايه 

وبالفعل صعدوا من جديد وظلت تبحث عن الممرضه المسؤله عن غرفه الرعايه و اعطتها بعض المال فسمحت لأواب بالدخول 

جلس ارضا بجانب سرير والده وكانت فجر تتابعه من خلف الزجاج ظل صامت ينظر الى وجه والده الذى يبدو عليه الارهاق بشده ثم انحنى يقبل يده واغرقها بدموعه التى كان يحبسها ظل هكذا لعده دقائق ثم قال 

- قوم يا صاحبى ... قوم ... انا خايف خايف اوووى يا صاحبى ... قوم يا بابا انا محتاجك انا ... انا 

صمت لا يعلم ماذا يقول فبداخله كلمات كثيره يريد قولها ولكنه يشعر انها لا تساوى شىء او قليله عما يشعر به فقال 

- نفسى اخرج قلبى من صدرى واحطه بين ايدك يمكن يقولك انا حاسس بأيه قوم يا حذيفه قوم انا حاسس انى بردان ... لا ... انا حاسس ... حاسس انى مشلول ... انا من غيرك مشلول يا بابا ارجعلى ارجوك 

نظر الى يديه بصدمه حين شعر بضمه يد والده عليها لينظر الى وجهه ليجده يعافر فى فتح عينيه ليقف سريعا وقال بالقرب من اذنه

- خليك نايم مرتاح كفايه عليا انك سامعنى كفايه عليا انك بتحاول كفايه عليا انك عايز ترجعلى وانا مستنيك ... كلنا مستنينك 

ابتسم ثم قال بهمس 

- جودى قاعده بره ومستنيه وخايفه جدا عليك لكن كمان ناويه تعاقباك على اهمالك فى صحتك 

ليشعر ان والده قد ابتسم فأكمل قائلا 

- ولا جورى و لمى بقا استلقا و عدك

ثم قبل جبينه وقال بصدق 

- ارجعلنا بسرعه وكون كويس ومش عايزين حاجه تانيه 

دخلت الممرضه اليه وقالت بهمس

- ارجوك اخرج انا كده ممكن اتجازه 

نظر اليها وهز راسه بنعم ثم انحنى من جديد يقبل راس والده ويديه وقال بهمس 

- انا مستنيك بره 

وغادر الغرفه تاركًا قلبه مع والده 

••••••••••••••••••••••••••

كان ممدد على سريره فى غرفته فى السكن الجامعى الخاص بكليه الشرطه ينظر الى السقف وهو شارد يريد ان يتحدث فيما يجول بخاطره ولكنه يعلم جيدا رآى صديقه فى الحب ولكنه لا يعلم ما سبب ذلك الرآى نظر الى سرير صديقه ليجده جالس وبين يديه شىء ما لم يكن واضحا له اعتدل جالسا ثم غادر سريره واتجه الى صديقه جلس امامه وهو يقول 

- بتعمل ايه يا صفى ؟ 

لم ينظر اليه ولكنه اجابه قائلا

- بنحت 

ليردد آسر خلفه باندهاش 

- بتنحت ... بتنحت إيه ؟!

فرد كف يده لتظهر قطعه خشبيه صغيره بحجم كف اليد منحوت عليها شىء ما غير واضح ليقول آسر باستفهام 

- ايه بقا الى منحوت عليها ده ؟! 

لم يجيب صفى بشىء ليكرر آسر سؤاله ليجيبه صفى بعد ان نظر اليه عده ثوانى 

- فتون 

قطب آسر حاجبيه بعدم فهم لدقيقه كامله حتى استوعب ذلك الاسم وايضا تخيل ما قصه ذاك الاسم ورغم فضوله فى السؤال عن الاسم وصاحبته الا انه يعلم صديقه جيدا انه لن يتحدث فى الامر فقال بخبث 

- الا انت ليه ديما تقولى الحب نار و مرار هو انت حبيت قبل كده بقلمى ساره مجدى 

لترتعش يد صفى بعد كلمات آسر مما جعل تلك الاله التى ينحت بها تخرج عن مسارها فوق القطعه الخشبيه وتجرح كف يده لم تصدر عن صفى اه الم واحده وكآن من جروح شخص اخر غيره ليقف آسر سريعا و ركض الى الحمام ليحضر علبه الإسعافات الأولية وامسك يد صديقه وبدء فى تعقيم الجرح وتضميضه وهو يقول 

- انا اسف مكنتش اعرف ان سؤالى هيضايقك للدرجه دى 

نظر صفى الى اسر المنشغل فى لف الجرح جيدا وقال 

- انا مشفتش من الحب غير ناره و شربت مراره كله 

نظر اليه آسر بتعاطف وقال 

- شاركنى حملك يا صاحبى وسرك فى بير 

ظل صفى صامت لعده دقائق أحترمها آسر فهو يشعر ان صديقه يحارب نفسه فى اخراج ذلك الالم الساكن بقلبه والواضح فى عيونه والذى دفنه بداخله كثيرا على اقل تقدير من وقت دخولهم الكليه وها هم اوشكوا على انتهاء العام 

اخذ صفى نفس عميق ثم قال 

- مهقدرش اجولك حاچه يا آسر ... ده وجع لزمن اشيله لوحدى ونار الحب الى كوت جلبى لازمن تندفن معايا 

لم يستطع آسر قول شىء خاصه وان صفى بعد ان انهى حديثه و ضع ما بيده جانبا وتمدد حتى ينام ليقف آسر بجوار سرير صديقه عده ثوانى ثم عاد الى سريره والحيره تكاد تقتله يبدو ان صديقه يتألم بشده وان الامر اكبر مما تخيل وتصور 

••••••••••••••••••••••••••

كان ينظر اليها بتعجب انه يحتقر تلك الحركات الرخيصه ولكن ما حدث الان جعل عقله سينفجر 

اقتربت من جلسته وهى تركع على ركبتيها امامه وتمسد ساقه بيديها و عيونها ترسل اليه نظرات الهيام والاعجاب 

- طول عمرى الرجاله بتركع تحت رجلى وتتمنى رضايا ... لكن دلوقتى انا الى راكعه تحت رجلك و مستعده ابوس تراب جزمتك واتوب رضاك

لتظهر علمات الرفض والتقزز على وجهه لتقول سريعا 

- انت ارجل راجل شفته فى حياتى ... ونفسى اجرب الرجاله الى بجد بقلمى ساره مجدى 

ابعد يدها التى ارتفعت لتلامس فخذه ووقف ينظر اليها من علو وهى جاثيه امامه على ركبتيها تتوسله ان يقوم معها بما يغضب الله هو لم يفعلها يوما ولن يفعلها فوالده زرع بداخله احترام المرأه واحترام الحب اخبره وعلمه الحلال والحرام و هو ابدا لن يسقط فى الحرام 

استيقظ وهو يشهق بصوت عالى وكانه كان يكتم انفاسه لوقت طويل لماذا يراها بهذا الشكل فى احلامه لماذا دائما عقله الباطن يصور له الامر بذلك الشكل المقزز غادر سريره ليقف امام المرآه ينظر الى نفسه بتشتت كان يرتدى سروالا فقط و جزعه العلوى عار ورغم انه قد اشعل مكيف الهواء قبل نومه الا انه غارق فى العرق ... فتح باب الشرفه و دلف اليها يحاول استنشاق بعض الهواء عله يهدء تلك النار التى تشتعل داخل صدره استند بيديه الى سور الشرفه وهو يقول لنفسه 

- انا كده هتجنن لازم اعرف الحقيقه لازم الاقى طريقه اعرف حقيقتها.... ليه قلبى واجعنى عليها وليه ديما بشوفها كده فى احلامك ليه 

كاد عقله ان ينفجر من كثره التفكير 

وهناك فى مكان اخر .... كانت هى و كانت هناك يد تعرفها جيدا تقيدها من جديد تجردها من ملابسها تمسك تلك السكين وترسم تلك الخطوط على جسدها ولكن تلك المره كانت ترى عيونا حزينه تعرفها ايضا تبكى بقهر تريد ان تنادى بصوت عالى ولكن صوتها لا يغادر حنجرتها تريد ان تهرب ولكن قيودها تمنعها لا يوجد غير قلبها الذى يريد التوسل الى الله ان يخلصها من كل ذلك ولكنها تشعر بالخجل منه او انها لا تستحق فلم يجد عقلها حلا سوا ان يغيب تماما ويهرب من كل ذلك عله يجد فى ارض الاحلام من ينقذها من كل ذلك

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

للعشق اسياد


الفصل التاسع 


بقلمى ساره مجدى 


كانت متسطحه بجوار اختها على السرير بعد ان وصلت لبيت خالها وحاولت طمئنه اختها هى وليل وشمس و مهيره وبعد نصف ساعه غفت لمى بين احضان اختها

غادرت السرير وامسكت هاتفها تعلم انه نائم ولكنها بحاجته الان كثيرا تريد ان تطمئن صوته يجلب لها السلام الداخلى تشعر حين تسمعه ان كل شىء سيكون بخير بقلمى ساره مجدى 

ظلت صامته تستمع الى رنين الهاتف حتى أتى صوته الناعس القلق يقول 

- جورى انت كويسه ؟

لم تعد تتحمل حبس دموعها لتسيل فوق وجنتيها وهى تقول 

- بابا ... بابا يا آدم

لينهض من على السرير وهو يقول 

- مالوا عمى يا جورى فى ايه ؟

قصت عليه كل ما حدث ليقول لها بهدوء قدر استطاعته فهو الان يريد ان يكون بجانبها يمسك يدها يطمئنها يمحوا دموع عينيها فقال 

- اهدى يا حبيبتى عمى حذيفه قوى ولو على السكر نص الشعب عنده سكر او ضغط هى بس عمتو تبطل تعمله البسبوسه وهو هيبقا زى فل

لتبتسم ابتسامه صغيره ليكمل هو 

- ياريتنى كنت جمبك ومعاكى حقك عليا كلها يومين واخد الاجازه 

اعتدلت فى وقفتها وقالت 

- انا فعلا محتاجاك يا آدم محتاجاك جدا  

- وانا جمبك يا قلب و عمر آدم .... بصى عايزك تدخلى تنامى وانا معاكى على التليفون يلا 

قال كلماته لتبتسم بسعاده وراحه ثم قالت 

- بس انت هتصحى بدرى مش كفايه صحيتك وقلقتك 

ليقاطعها وهو يقول 

- عارفه لو مكنتيش عملتى كده كنت هزعل منك بجد ... مش كفايه انى مش جمبك يلا نامى وانا معاكى واول ما احس انك نمتى هقفل و هنام على طول 

توجهت الى السرير وتمددت بجوار لمى وقالت 

- كنت خايفه اوووى ... أواب ساكت و ماما منهاره ولولا خالو سفيان معرفش ايه الى كان هيحصل لها 

ليتمدد هو الاخر على سريره وقال 

- ان شاء الله عمى هيكون كويس والصبح تطمنو عليه 

صمت لثوانى ثم قال بهمس 

- جورى

لتهمم بصوت ناعس ليقول 

- هكلمك بكره بليل علشان اطمن انتِ عارفه مش هعرف اكلمك قبل كده 

لم يصله رد ليبتسم ابتسامه صغيره ثم قال 

- تصبحى على خير يا حبيبتى 

واغلق الهاتف وهو يأخذ نفس عميق يحاول ان يهدء نفسه من ذلك التوتر ولكنه لم يعد يحتمل فوقف من جديد وامسك هاتفه يحدث والده الذى اجابه فورا وطمئنه و اوضح له كل شىء وتحدث الى عمته واعتذر منها عدم وجوده رغم تقديرها لموقفه بقلمى ساره مجدى ليشعر بالراحه قليلا وعاد يتمدد من جديد وقبل ان يغفو كتب رساله الى جورى حتى تراها حين تستيقظ صباحا 

<< جسدى بعيد عنك لكن قلبى بين يديك وروحى تطوف حولك ... اعذريني عن غيابى فهو ليس بيدى ولكن ما بيدى هو ان اظل احبك وادعمك كونى بخير يا ملاكى >>

•••••••••••••••••••••••

كانت ممدده على سريرها فى نفس الغرفه التى تجمعها مع تؤمتها الممددة على السرير الاخر وكل منهما تعطى الاخرى ظهرها 

ليل تتحدث مع جواد الذى حين علم بسفرهم سعد كثيرا فها هى الفرصه تسنح له ان يراها ولو من بعيد 

وشمس التى تراقب كلماتهم بقلب يحترق وافكار سوداء تتجسد امامها بقلمى ساره مجدى 

ومع كل كلمه اهتمام من جواد كانت الصوره تكتمل فى راسها حتى تمكنت منها وقررت تنفيذها 

•••••••••••••••••••••••••

غادرت السرير تغطى جسدها بشرشف السرير حتى تدارى عرى جسدها يلاحقها بعينه ثم استند على ذراعه وقال 

- مقولتليش يا رورو كنتِ فين من يومين ؟

نظرت اليه عبر المرآه الكبيره ‏وعلى وجهها ابتسامة صغيرة ‏وقالت

- ده على اساس انك جوزى ولازم تعرف عنى كل حاجه او استأذنك 

غادر السرير وارتدى بنطاله الذى كان ملقى ارضا وتقدم منها و هو يقول 

- بعيد الشر يا روحى ... انا مليش فى الجواز وانتِ عارفه وبعدين يا رورو انتِ حبيبتى وانتِ عارفه ان الجواز يدخل من الباب الحب يهرب من الشباك وانا عايز افضل احبك 

قال كلمته الاخيره وهو يبعد الشرشف عن جسدها يظهر مفاتنها امام عينيه و يتحسسها بيديه وقال

- بس ده ميمنعش انى بغير عليكى .... ها مين بقا الراجل الى كنتى قاعده معاه فى الكافيه ؟ واديتيله فلوس ليه ؟ 

قالت بعيون شارده 

- تار قديم و هو هيخدهولى

ليضمها و بدء فى تقبيلها ومداعبتها وهو يقول 

- مين الى مزعل مزتى وانا انسف اسمه من كشف الاحياء واخلى اهله يترحموا عليه 

رفعت عيونها تنظر الى عينيه التى تنظر اليها عبر المرآه وقالت بعصبيه 

- لا ... الا الموت لازم يتألم زى ما انا طول عمرى بتعذب وبتألم

تحرك ليقف امامها ثم انحنى يحملها وهو يقبل عنقها قبلات شفوقه وتوجه بها الى السرير والقاها فوقه وخلع بنطاله من جديد وهو قول 

- انا هنسيكى حالا كل الى فات والى جاى كمان 

وقفز هو الاخر فوق السرير ليغرقا معا فى بحر المعصيه التى يتلذذون بها بسعاده محرمه بقلمى ساره مجدى

كانت هى تتخيل ان حلمها القديم قد تحقق وانها بين ذراعيه الان ليست مع ذلك الرجل الذى يسقى جسدها لعنه محرمه ويشرب منها نار .... وكان هو يفكر كيف يتلذذ بها وايضا كيف يستغلها ويأخذ مالها وايضا كيف يصل عن طريقها لما يريد

••••••••••••••••••••••••••

فى اليوم التالى كان ينظر فى ساعه يده ثم ينظر الى بوابه النادى لم يتبقى سوا نصف ساعه وتبدء المباراه عليه ان يتحدث معها عليه ان يخبرها بما ينوى فعله وكانت هى تقف بعيد قرب المدرجات تستمع لحماس المشجعين الذين اجتمعوا فى حب كوره القدم وايضا عشقهم للاعبين بقلمى ساره مجدى 

كادت ان تتحرك فى اتجاه حين سمعت فتاه تقول لاخرى 

- انا جايه النهارده مخصوص علشان اشوف كابتن محمد ده مزز اوووى و نفسى اتصور معاه 

لتقول الاخرى بحماس 

- فعلا طول كده وعضلات و لا نجوم السينما 

نار تحرق صدرها وهى ترى الحقيقه امام عيونها واضحه كالشمس فى كبد السماء هو شاب وسيم ناجح وله الكثير من المعجبين كيف يربط حياته مع فتاه صغيره مثلها خرساء لن تكون الواجهه المناسبه له انتبهت لصوت شاب يقول للفتاتان اللذان يقفان خلفها 

- ده دمه تقيل ومغرور وسمعت كمان انه مرتبط 

لتشهق الفتاتان و تقول احداهن 

- معقول مرتبط بس مرتبط بمين اكيد نجمه مشهوره او واحده غنيه ومن عيله كبيره 

ليصدر ذلك الشاب صوت استنكارى وهو يقول 

- بالعكس الى سمعته انه بيحب بنت عاديه جدا جدا 

صمت لثوان قايله ثم قال 

- يلا بقا علشان نلحق نقعد قبل الماتش ما يبدء 

كانت غارقه فى كلماتهم حين سمعت صوت هاتفها بوصول رساله حين فتحتها لم تتحمل لتقترب منه بهدوء 

(( مش هلعب المباراه لو مكنتيش موجوده ))

اقتربت منه بهدوء ليبتسم بسعاده وهو يقول 

- الحمد لله انك جيتى كنت ناوى اعتذر عن المباره 

لتشير له بما يعنى

- انا اسفه ،. الطريق كان زحمه 

ليقول بابتسامه كبيره 

- المهم انك هنا 

اقترب خطوه وهو يقول 

- بصى انا لازم ادخل دلوقتى بس عايزك تعرفى انى مش راجع البيت قبل ما اكلم عمى زين فى موضوعنا

لتظهر الصدمه على ملامحها واشارت اليه بما يعنى

- لا لا استنى مينفعش .. اصلا اصلا مامتك مش هتوافق انت اخذت رأيها 

ثم ابتعدت خطوه الى الخلف و اشارت  

- اصلا انت لو فكرت شويه هتكتشف انى منفعش ليك منفعش 

كان ينظر اليها بصدمه لم يتوقع رد الفعل القوى هذا ولم يتخيل يوما انها ترى نفسها هكذا كان دئما يرى ابتسامتها ومرحها انطلاقها مع الفتايات لم يتخيل ان يكون خرسها المؤقت نقطه ضعفها بل ومن الممكن ان يكون قد كسر روحها 

اقترب منها الخطوه التى ابتعددتها ونظر الى عينيها بقوه وقال بصدق واقرار

- زينه انا بحبك ... انتِ كل حاجه انا بتمناها فى الحياه والنهارده هكلم عمى زين 

شعرت بتوتر والقلق رغم تلك الرفرفة التى تشبه رفرفه الفراشات التى تشعر بها فى قلبها الا انها متأكده ان الخاله خديجه سترفضها فكل ام تتمنى لولدها افضل شىء و مؤكد هى ليست افضل شىء 

فكرت سريعا عليها ان تشتت تفكيره فأشارت له 

- دلوقتى هتكلم بابا وبعدين تقول لمامتك فترفض شكلك هيكون ايه قدام بابا اجل الكلام المره دى على ما تتأكد من موافقه طنط خديجه وبعدين كلم بابا 

فهم ما ترمى اليه وما تريده فهز راسه بنعم وقال بهدوء مصطنع

- ماشى يا زينه ماشى رغم انى راجل بما فيه الكفايه يعنى اقدر ادافع عن قرارى واختياراتى بس ماشى 

اخذت نفس عميق ثم اشارت بما يعنى 

- يلا روح بقا علشان الكابتن ميعملكش مشاكل وانا هدخل اقعد فى مكانى 

ابتسم ابتسامه صغيره ثم قال 

- ادعيلى 

اشارات اليه بما يعنى 

- حاضر 

كانت طوال المباراه تستمع لكلمات الاعجاب من كل الفتايات طريقه لعبه المميزه واحترافه وايضا عضلات جسده ورشاقته وقوته و وسامته المفرطه كانت ابتسامه بسخريه فأين هى من كل ذلك لم تعد تحتمل لتقرر الرحيل تحركت من مكانها وابتعدت عده خطوات لتخرج الى السلم الداخلى الفاصل بين المقاعد وصعدت الى اخره حين قفز المشجعين بسعاده مع دخول الكره تحتضن الشبكه مع اول هدف يحرزه محمد ليركض يحتفل مع اصدقائه بعد ان اخرج تلك القلاده التى احضرتها له يوم ميلاده كهديه وقبلها بحب وسعاده رغم سعادتها بما فعله الا ان كل شىء يجعلها حقا ترى انها غير مناسبه له و تتأكد من ذلك. بقلمى ساره مجدى 

وكان هو ينظر بعينيه فى كل مكان يريد ان يراها ولكنه لم يلتقط مكانها رغم انه قد رأها من قبل .. عاد الى اجواء المباراه ينتظر انتهائها حتى ينفذ ما برأسه 

••••••••••••••••••••••••

كان يجلس بجانب والدته واختيه يتابعان مباره اخيه وسط تعليقات امه 

- شايف اخوك يا محمود ... ما شاء الله زى القمر امتى افرح بيكم واشوف عيالكم 

ابتسمت خديجه الصغيره بخجل هى تعلم ان تلك التعليقات ليست لها منها نصيب ولكنها حقا تحب كلمات زوجه ابيها وخاصه حين تناغشها مريم وتبدء بالرد عليها فى تلك اللحظه ادخل محمد هدف رائع قالت مريم بسعاده 

- محمد جاب جووول 

ثم اقتربت من خديجه وقالت 

- بت يا ديچه تفتكرى مين صاحيه السلسله الى اخوكى باسها دى 

قطبت ديچه حاجبيها ولوت فمها كالاطفال ورفعت كتفيها بلا تعلم لتقول مريم بشرود 

- يا ترى انت كمان بتحب يا محمد 

نظرت ديچه اليها باندهاش ولكنها لم تعقب 

كان محمود صامت عينه ثابته على التلفاز وعقله يفكر فى من ملكت قلبه و شردت مريم ولاول مره تظل صامته امام كلمات والدتها فعقلها مع من يشغله منذ قابلته اول مره بقلمى ساره مجدى 

اكملت خديجه كلامها 

- شكلى هموت قبل ما افرح بحد فيكم 

ليقول محمود بهدوء 

- بعيد الشر عنك و بعدين لكل حاجه وقتها يا امى والجواز ده نصيب وان شاء الله نفرحك كلنا قريب 

اخذت نفس عميق وهى تقول 

- ايوه ايوه هما الكلمتين دول بتوع كل مره ... ربنا يهدى سركم يا ابنى

ليتنهد محمود وهو يفكر عليه ان يتصل سريعا بوالد ندى عليه ان يطمئنها ويطمئن

••••••••••••••••••••••••

خرج الطبيب ليلتف الجميع حوله يريدون الاطمئنان على حذيفه

كانت جورى تقف بجوار والدتها التى تحتضن الصغيره لمى الخائفه 

قال سفيان مستفهما 

- طمنى يا دكتور ؟

ابتسم الطبيب ابتسامه صغيره ثم قال بعمليه 

- الحمد لله دكتور حذيفه حالته استقرت تماما ... رسم القلب الى اتعمل امبارح والنهارده الصبح اكد ان قلبه سليم جدا كل الحكايه ان ارتفاع السكر جعل ضربات القلب غير مستقره والضغط كمان كان مرتفع لكن دلوقتى اقدر اقول انه محتاج علاج للسكر وكمان نظام غذائى صحى وبس 

تراجعت جودى الى الخلف لتجلس على احدى الكراسى المتناثره فى الرواق ودموعها تغرق وجهها وهى تتذكر كلماتها امس لسفيان بقلمى ساره مجدى 

- قلبه الى حبنى تعب ... تفتكر انا سبب تعبه حبى كان حمل تقيل على قلبه فتعب واشتكى 

ليضمها سفيان الى صدره وقال بحنان

 - حبك هو الى خلى قلبه يعيش وينبض ... حبك بنى حياه لحذيفه ... بنالو بيت كبير كله حب وسعاده و وهبله اولاد يفتخر بيهم .... حبك هو سبب حياه حذيفه وهو بكره هيبقا كويس صدقينى حذيفه قوى 

عادت من افكارها حين قال سفيان من جديد 

- ممكن نشوفه ؟

اغمض أواب عينيه وتمايل فى وقفته لتمسك فجر يديه تدعمه لينظر اليها بأبتسامه صغيره وعيونه تعود الى الحياه من جديد يأبتسامته الرائعه التى تعشقها 

قال الطبيب بعمليه 

- هو هيتنقل لاوضه عاديه وتقدروا كلكم تشفوه ... هو يفضل معانا النهارده وبكره يخرج ان شاء الله ... حمد الله على سلامته عن اذنكم  

دخلت جودى اولا تنظر اليه بلوم ليبتسم اليها ورفع يديه لتركض اليه لتلقى بنفسها بين يديه تبكى خوف الفراق وقلق رافقها طوال الليل ليربت على ظهرها وهو يعتذر منها ويقبل راسها وبعد عده دقائق هدأت شهقاتها وقالت وهى مازالت تخبىء وجهها فى عنقه 

- كنت هموت من الخوف عليك ... قلبى كان وجعنى اوووى اوووى يا حذيفه 

ليضمها بقوه وهو يقول بأسف 

- حقك عليا يا روح قلبى وعمرى حقك عليا 

ضربت كتفه وهى تقول 

- مهمل .. انا كنت عبوش رجلك علشان تروح للدكتور وانت بتعاند وبس 

ليقبل راسها من جديد وهو يقول 

 - حقك عليا .... انا اسف ... انا اسف يا عمرى 

فى تلك اللحظه دلف الباقى الى الغرفه لتبتعد جودى قليلا لتركض لمى الى حضن والدها تقول له بشقاوتها المعهوده 

- كده بردوا تخوفني ... بس على فكره بقا انا والله مقولتش لماما على يوم ما كنت دايخ 

لتشهق جودى بصدمه وقالت جورى بمرح 

- المتغطي بلمى عريان 

ليضم حذيفه صغيرته وهو يضحك ليضحك الجميع بسعاده وقال سفيان بابتسامه سعاده

- حمد الله على السلامه يا صديق عمرى قلقتنا عليك 

نظر اليه حذيفه بابتسامه امتنان 

- اسف يا صاحبى ... وشكرا 

فهم سفيان سبب شكر صديقه ليغمز له بطرف عينيه فى نفس اللحظه رفع حذيفه عينيه لولده الواقف عند الباب صامت ينظر اليه بسعاده تذكر حذيفه كلمات أواب له وكم لمست قلبه و روحه 

اخذ نفس عميق ثم قال 

- ممكن تسيبونى مع أواب لوحدنا شويه 

نظر الجميع الى أواب بابتسامه ثم غادروا الواحد بعد الاخر ليقترب أواب بعد ان اغلق الباب و جثى بجانب سرير والده ليمد حذيفه يديه يمسك يد ولده ويجذبه ليقف ثم اجلسه بجانبه على السرير وهو يقول 

- انا مش عارف اقول ايه بعد كل الكلام الى انت قولته امبارح بس انا بجد فرحان اوى بكل كلمه وحرف انت قولتله وانا من يوم ما ربنا رزقنى بيك وانا حسيت انه راضى عنى وحياتى بقت احلى وانت معايا انت صاحبى و ابنى واخويا  

لينحنى أواب يقبل يد والده وقال 

- ديما كنت بسمع تقول انى بوابتك للجنه على الارض وفى السما بس الحقيقه يا بابا ان جنتى انا بابها دنيا واخره تحت رجلك يا بابا ... ارجوك متخوفينيش عليك تانى 

تجمعت الدموع فى عيون حذيفه فكم هو محظوظ بأن لديه ابن مثل أواب 

••••••••••••••••••••••••

كان يشاهد صديقه و هو يتحدث فى الهاتف مع خطيبته يطمئن عليها وعلى والدها .... امسك هاتفه واتصل بها حلمه الكبير الذى لم يصدق حتى الان انها اصبحت له 

سمع صوتها الذى يعشقه 

- وحشتنى اوووى يا راجح 

ليبتسم بسعاده كبيره وهو يقول 

- وانت كمان يا حلم عمرى ... طمنينى عليكى يا مودتى

لتبتسم بسعاده وهى تغادر سريرها تقف امام نافذتها تنظر الى مكان وقوفه قديما وقالت بسعاده خاصه مع ياء الملكيه التى يضيفه لاسمها 

- انا كويسه طول ما انت كويس ودبلتك فى ايدى 

ليقول هو بمشاغبه 

- وعايزاها تفضل فى ايدك اليمين على طول ولا احلى ننقلها للشمال 

لتقول بحب 

- اكيد عايزاها فى الشمال انت عارف انا بحبك ازاى 

ليقول بمشاغبه اكبر 

- لو تعرفى الى فى دماغى والى ناوى اعمله فيكى يوم ما تبقى مراتى كنتى هتترعبى 

 لتضحك بخجل وقالت 

- انا عارفه إنك بتخاف عليا اكتر من نفسك .... انا عمرى ما اخاف منك يا راجح 

كان قلبه يرفرف كالفراشات و لكنه لم يقل شىء حين قال ادم الذى انهى مكالمته والتفت ليجد صديقه يحدث خطيبته فى الهاتف تقمص شخصيته وقال بصوت ناعم 

- راجح يا حبيبى ما تيجى بقا انا قلعت خلاص 

لينظر راجح اليه باندهاش فى نفس الوقت الذى قالت فيه موده بعصبيه 

- انت بتكدب عليا يا راجح ومفهمنى انك فى الكليه وانت صايع مع البنات وبتخونى 

ليقول ادم من جديد بعد ان سمع صوت صراخها 

- يا لا بقا يا حبيبى كده هيجيلى برد 

ليقول راجح بعصبيه بعد ان صرخت موده قائله 

- يا خاين يا خاين 

- الله يخربيتك يا آدم دى ما هتصدق 

ليقترب آدم من صديقه وهو يقول 

- علشان تبطل تهز معايا هزار سخيف .

ثم اقترب من الهاتف اكثر وقال 

- انا اسف يا انسه موده بس خطيبك رخم وكنت حابب اقرص ودنه

وابتعد ودلف الى الحمام ليقول راجح بعصبيه مصطنعه

- بقا انا خاين يا مودتى 

لتصمت بخجل ثم قالت بحب 

- بغير ولا مش من حقى 

ليجلس من جديد وهو يقول بصدق وحب كبير 

- مفيش حد له حق غيرك ... انتِ الوحيده وبس الى ليها كل الحقوق عليا  

••••••••••••••••••••••

جالس فى غرفته يفكر كيف يجد سبب وعذر ليذهب اليها ويراها لقد اشتاق اليها بشده سمع طرق على الباب فسمح للطارق بالدخول ليقف سريعا حين وجده والده قال بأدب بقلمى ساره مجدى 

- اتفضل يا بابا 

 دلف صهيب الى الداخل وهو يقول 

- قافل على نفسك من امبارح انت كويس يا ابنى 

جلس جواد بجانب والده الذى جلس على السرير وقال 

- ابدا يا بابا كل الحكايه عندى موضوع كده بفكر فيه بس 

ليبتسم صهيب وهو يقول 

- ليل؟! 

وضع الصغير راسه على كتف والده وقال 

- ايوه ..، هى هنا عند عمتها وانا بصراحه نفسى اشوفها بس مش عارف ازاى

صمت صهيب يفكر فيما قاله ولده هو لا يريده ان يظل حائرا ومشغول العقل وايضا لا يريد ان يدعمه فيجد ان الامر عادى .... لايعلم ماذا عليه ان يفعل ولكنه قال 

- انا اقدر اساعدك بس 

ليقفز جواد بسعاده وهو يقول 

- بجد يا بابا ... ازاى 

صمت صهيب حتى يهدء ولده ثم قال 

- انا قولت كمان بس ايه مسمعتهاش 

زمجر جواد وهو يقول 

- يعنى ايه مش فاهم هتساعدنى ولا لا 

وقف صهيب ليقف جواد امامه ينظر اليه حين قال 

- هخلى والدتك تقترح على طنط مهيره انك تساعد ليل وشمس فى الدراسه لو هما محتاجين لكن

صمت ليقول جواد سريعا 

- لكن ايه يا بابا 

اقترب صهيب خطوه من ولده و وضع ذراعه حول كتفه وقال 

- توعدنى انك متقصرش فى مذاكرتك وانك تنجح زى كل سنه وبالتقدير الى معودنا عليه 

انحنى جواد يقبل يد والده وعلى وجهه ابتسامه سعاده وقال 

- اوعدك يا بابا اوعدك .... اصلا ليل ديما بتشجعنى على المذاكره وعدم الاهمال 

ثم اقترب خطوه اخرى واحاط خصر والده وهو يقول بسعاده كبيره 

- ربنا يخليك ليا يا بابا ... يا احلى بابا 

وكانت زهره تقف عند الباب تشاهد ما يحدث بسعاده كبيره هى حقا فخوره بأبنها وزوجها 

•••••••••••••••••••

لم تحضر اليوم الى العمل و حين اتصل بها كان صوتها يؤكد كلامها انها مريضه وبشده لم يتحمل ان يظل فى الشركه وهى ليست معه فعاد الى البيت تناول الغداء مع والديه وتحدث معهم قليلا ثم دلف الى غرفته و من وقتها لم يخرج عقله يدور فى دوائر القلق و الافكار السوداء تحاوطه انه لن يتحمل اكثر من ذلك عليه ان يعلم الحقيقه كامله دلف الى الشرفه وجلس على الكرسى الخاص به وضغط زر المساج واغمض عينيه مستسلم للراحه التى ينشرها ذلك الكرسى فى جسده كله و بعد عده دقائق شعر انه لم يعد بمفرده فتح عينيه ليجد والده يقف امامه يتأمله اعتدل فى جلسته حين قال جواد باستفهام 

- مالك يا ابنى فى ايه شاغل بالك و مخليك مش على طبيعتك 

وقف صهيب امام والده وقال 

- محتار و هتجنن و الافكار مش رحماني والاكثر من كده يا بابا حاسس ان قلبى مبقاش معايا بقا معاها وهى 

شعر جواد بالقلق فحاله ولده ليست جيده فنهيب لم يمر بتجربه حب سابقه ولم يكن له يوما علاقات بالفتايات ..... اقترب جواد من ولده و وضع يده فوق كتفه وقال 

- وهى ايه ؟ 

نظر صهيب لوالده وقال 

- وهى وراها سر كبير الغموض هو عنوان حياتها ورغم انك لما تشقها متحسبهاش من اصحاب نون النسوه بالمره الا انى ومن اول نظره خطفت قلبى و اتعلقت بيها

شعر جواد ان الموضوع اكبر مما يتخيل وشعر بالقلق على ولده وقال 

- مين دى يا ابنى ... وايه الحكايه بالظبط ؟!

نظر صهيب لوالده وقال 

- اكيد هحكيلك بس مش دلوقتى 

ليقترب جواد من ولده وهو يقول 

_ بس انا قلقان عليك

ليبتسم صهيب ابتسامه صغيره وقال 

- متقلقش انا كويس ... واكيد هرجعلك انا مليش غيرك يا صاحبى 

ليربت جواد على كتف ولده وقال 

- وانا فى ضهرك على طول

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

للعشق اسياد


الفصل العاشر


جالسه فى غرفتها تشعر بالضيق هى حقا تحبه ولكن الحب ليس ان تكون انانيه عليها بالتضحيه فمحمد يحتاج الى أمرأه كامله جميله مثقفه تستطيع التحدث وايضا يفتخر بها امام الناس فهو لاعب مشهور والاضواء تحيطه دائما بقلمى ساره مجدى 

كانت فرح تشعر ان ابنتها فيها شىء ما لا تعلم ما هو ولكنها حقا تشعر بتغيريها فاليوم حين عاد آسر من كليته لم تكن كما هى العاده معه ولم تجلس معهم فى الخارج لمشاهده المباره بعد ان عادت من النادى 

طرقت الباب ودلفت لتجدها سارحه ويبدوا على ملامحها الضيق جلست بجانبها لتنظر اليها زينه بتشتت لتزداد حيره فرح وخوفها ضمتها بحنان وهى تقول 

- مالك يا زينه فيكى ايه يا حبيبتى ؟ 

لم تتحدث بل تشبثت بملابس والدتها و بدأت فى البكاء لتشعر فرح بالخوف ظلت تربت على ظهرها بحنان لعده دقائق حتى هدأت تماما ابعدتها قليلا لتنظر الى عينيها وقالت 

- قوليلى الى مضايقك يا قلبى ... انا مش بس امك يا زينه انا صاحبتك ولا نسيتى 

لتهز زينه راسها بلا ورفعت يديها لتشير لامها بما داخلها ولكن آسر طرق على الباب وقال 

- ماما فى ضيف بره وبابا عايزك انت وزينه 

قطبت فرح حاجبيها باندهاش و لكنها قالت 

- تعالى نشوف بابا عايز ايه وبعدين نتكلم 

••••••••••••••••••••••••••

صدمه ،.، اقل ما يقال على ما تشعر به الان هو انها تشعر بصدمه قويه 

انه هنا فى بيتها يتحدث لوالدها يخبره انه يحبها ويريدها زوجه له القى بكلامها خلف ظهره واصر على اثبات حبه وتمسكه بها بقلمى ساره مجدى 

وكانت فرح تنظر الى ابنتها بتمعن حيث انها شعرت ان زينه لديها خلفيه عن ذلك الحديث رغم معالم الصدمه الظاهره عليها ولكنها بدأت تجمع خيوط القصه بين يديها وكان آسر يبتسم ابتسامه بلهاء فحلمه يقترب منه والفضل لمحمد ولم تعب تلك الابتسامه عن زين ولكنه فهم آن آسر لديه خلفيه كما سيقوله محمد و يعلمه سابقاو معركة ذلك كان زين صامت تماما يستمع لكلمات محمد التى تسعد اى اب وتجعله يشعر بالامان على ابنته مع رجل كمحمد ولكن مع ظروف ابنته عليه ان يتأكد من كل شىء 

قال بهدوء 

- انت عارف حاله زينه ؟ 

لينظر محمد لزينه نظره خاطفه ثم عاد بنظره لزين وقال 

- كل الى اعرفه انها حاله مرضيه و فى اى وقت ممكن ترجع تتكلم من تانى 

هز زين رأسه بنعم ثم قال 

- اول ما انا اتجوزت كنت سبت الخدمه بقالو سنين وكانت فاتح شركه مع سفيان الى فتحتلها فرع هنا لكن ومن قبل ما اتجوز كان القائد بتاعى عايز يرجعنى الخدمه وانا كنت رافض لاسباب تخصنى لكن فرح قالتلى وقتها ان من ساعه ما انا سبت الخدمه وكأنى انسان ميت جسد ماشى من غير روح ...... وانى لو رجعت هكون مرتاح اكتر وفى الحقيقه هى كان معاها حق 

صمت لثوانى وهو يغمض عينيه من الم الذكرى ثم قال 

- انا سبت الخدمه...... سبتها علشان خسرت امى علشان اقبض على متهم خطير ماتت مدبوحه قدام عينى ...... علشان رفضت انى اسمح بدخول مواد سامه واسحله وارف كتير البلد 

نظر الى محمد وهو يقول بغضب مكتوم 

- وقتها كرهت البلد والشرطه وكرهت نفسى عشت ميت مليش هدف شخص بارد مش بيحس ..... لحد ما حبيت فرح واتجوزتها وبعد ما ربنا رزقنى بآسر رجعت الخدمه وبعدها ربنا رزقنى بزينه 

ضم ابنته الى حضنه بقوه وهو يضع يديه فوق اذنيها وكأنه يحاول عدم ايصال صوته اليها غير مدرك ان ذلك الصوت وكل ما حدث يتردد يوميا امام عينيها تستمع لكل صوت حدث وقتها يرن فى اذنها و يقتلها اكمل زين وهو يشعر بذلك الالم القديم يعود من جديد وكان الجميع يستعيد الذكرى بكل الامها من جديد 

- قضيه جديده .... فاسد جديد بس المره دى انا مكنتش هستحمل ان اشوف بنتى بتندبح قدام عينى 

كان محمد ينظر اليه وعروق وجه نافره وخوف شديد يرتسم فوق ملامحه رغم وجودها امامه رغم انه الان يراها بين يدى والدها الا انه خائف عليها و بشده

اكمل زين حديثه قائلا بقلمى ساره مجدى 

- سمحت بدخول الشحنه ... وسهلت ليها كل حاجه وجريت على المكان الى قالى عليه انى هلاقيها فيه كانت مربوطه و فاقده الوعى و هدومها مقطعه وجمبها كومبيوتر اول ما وقفت جمبها سمعت صوت صراخها كان ..... كان 

لم يعد يحتمل و لم يكن آسر وفرح اقل منه اما هى فكانت تتشبث بملابس والدها بقوه لدرجه انها مزقتها وكان هو جاحظ العينين يتصور ابشع الصور لطفله فى ذاك العمر الصغير تتعرض لكل هذا كيف تحملت اكمل زين حديثه فهو لا يريد ان يتخيل محمد اشياء لم تحدث فقال 

- كان كل شويه يقطع حته من هدومها وهى تصرخ وكان مع كل قطعه يقولها انى موت وانهم دبحونى و دبحوا امها واخوها فضلت تصرخ من غير ماتوقف لحظه و فجأه كانت فاتحه بقها على اخره لكن مفيش ليها صوت ومن وقتها مسمعناش صوتها تانى 

كانت الدموع تتجمع فى عينيه ليست شفقه ولكن حزن وخزى اين كان هو حين حدث لها كل ذلك كيف لم يكن جوارها يحميها ويطمئنها قال بهدوء قدر استطاعته 

- حضرتك عايزنى اجيب امى واخواتى امتى علشان نخطبها رسمى 

ظل زين ينظر اليه طويلًا ثم قال

- معندكش تعليق على كل الى قولته !!

نظر محمد لزينه وهو يقول بحب وصدق 

- تعليقى الوحيد ..... انه وعد عليا انى اسعدها واحميها واعيش عمرى كله علشان انسيها الماضى و ابنلها مستقبل مميز ومخليه للماضى مكان فى حياتها

قالت فرح ولاول مره منذ بدايه تلك الجلسه 

- انا يا بنى بحبك و بعزك زى ولادى بس والدتك واخواتك عندهم علم انك عندنا النهارده 

نظر اليها محمد بثقه وقال 

- لا ميعرفوش بس اول ما اوصل هقولهم على طول 

لتكمل هى قائله 

- انا مش هقبل كلمه على بنتى ... بنتى مش معيوبه

ليقطب محمد حاجبيه بضيق وقال 

- انا الى مسمحش لحضرتك تقولى عليها كده ..... زينه ست البنات كلهم ..... وان شاء الله اول ما اوصل البيت هفاتحهم فى الموضوع 

ليقول زين بهدوء وابتسامه مشاغبه 

- خلاص يا ابنى انت بس اصبر يومين على ما نرد عليك مش يمكن زينه ترفضك 

نظر محمد لزينه برجاء وقال 

- زى ما تحب يا عمى بس ارجوك متتأخرش عليا 

وغادر وهو يشعر بالسعاده فها هو قام بما يريد وقريبا سوف تصبح له 

••••••••••••••••••••••••

كان يقف امام لوحته ينظر اليها بتركيز شديد وكانت هى الاخرى تقف خلفه بمسافه كافيه تفكر فى قرارها التى اتخذته اقتربت منه وهى تقرر كسر الصمت بينهم وقفت خلفه وقالت بقلمى ساره مجدى 

- صباح الخير يا استاذ عمر 

قطب جبينه بأندهاش ثم التفت ينظر اليها وقال ببرود 

- صباح الخير يا آنسه 

- مريم 

قالت اسمها اه وكأنه لا يعلمه ..... ظل صامت لتقول هى بخجل 

- انا حبيت اصبح على حضرتك ... لانى حقيقى معجبه جدا بحضرتك 

ليقطب جبينه لتكمل هى سريعا 

- كفنان طبعا ... واسلوبك رائع وكنت عايزه اسأل حضرتك كام سؤال لو تسمح

ظل صامت ينظر اليها بغموض ثم قال 

- انا مش بحب اتسأل الاسئله الممله من نوع ليه الوانك كئيبه وافكارك سوداويه 

لتبتسم ابتسامه صغيره جعلت قلب ذلك الواقف امامها يقفز داخل صدره ويود الخروج منه والسكن بين يديها وغرق فى صوتها الناعم وهى تقول 

- بالعكس حضرتك انا مش دى اسألتى خالص ... انا بس عندى سؤال واحد 

ظل صامت ولكن ظهر عليه الاهتمام لتقول هى بأبتسامه

- هو مش شىء بديهى ان الليل بيجى بعديه النهار ... كمان ربنا قال ان بعد العسر يسرا ليه يكون فى تشائم فى لوحاتك وميكونش فى تفائل 

قطب جبينه وكاد ان يجيبها الا انها اكملت قائله

- ربنا لما خلقنا خلقنا علشان نعيش سعداء .... بيختبرنا بموت اعز ما لينا وكمان بنقص فى المال علشان ديما يسمع مننا الحمد لله وكمان يلاقينا راضين بقضائه فيبدل حالنا من حال لحال ويراضينا بقضائه

قاطعها ليقول بغضب 

- انتِ مين سمحلك تدينى المحاضره دى انتِ مين اصلا وتعرفى ايه فى الدنيا ولا شوفتى منها ايه 

لتبتسم ابتسامه صغير وقالت 

- يمكن اكون معشتش الى حضرتك عشته ..... و يمكن اكون لحضرتك ولا حاجه بس حضرتك غالى عندى جدا ويهمنى انك تشوف الموضوع صح ومتخسرش اكتر من الى خسرته 

ثم ابتعدت خطوه للخلف ثم قالت 

- عن اذن حضرتك 

وغادرت وهى تبتسم بسعاده وكان هو ينظر الى ظهرها باندهاش وغضب مكتوم ولكن ايضا هو من داخله يعلم صدق كلماتها ويأنب نفسه على كل ما هو فيه ويخشى غضب الله عليه ولكن ليس بيده شىء 

••••••••••••••••••••••••

حين عاد محمد الى بيت كان يود لو يتحدث مع اخيه و امه فى امر زينه ولكنه انتظر حتى يصله موافقتهم 

وكذلك محمود كان قد قرر الاتصال بوالد ندى ولكن كلما حاول الاتصال يحدث شىء ما يمنعه و كأن هناك قوه خفيه تمنعه وعدم حضورها الى الجامعه تلك الايام جعل عقله ايضا يشعر بالقلق 

وكانت ديجه كعادتها هادئه دائما فى غرفتها دون مطالب 

••••••••••••••••••••••••••••••

فى صباح اليوم التالى كان هو قد اخذ قراره عليه ان يعلم عنها كل شىء فعيونها اليوم تخبره بأشياء كثيره وجميعها تؤلم القلب ترجوه ان ينقذها وايضا ان يبتعد عنها نظراتها تخبره انها خائفه وبحاجه له وايضا تخبره ان الاقتراب منها مؤلم وجارح بقلمى ساره مجدى 

كانت تقف امامه حرفيا جسدها ينتفض لم يحتمل ليقف امامها وقال بأمر 

- انا لازم افهم!! .... انت ايه ومين وايه الى بيحصلك ؟

فى لحظه واحده سقطت دموعها وهى تتشبث بملابسه وهى تبكى بصوت عالى لقد خارت قواها التى تظهرها دائما دون ان تكون موجوده من الأساس وقالت بحرقه والم  

- انا تعبانه .... تعبانه اوووى ..... والله تعبانه ومش قادره استحمل الى بيحصل ليا ده كتير والله كتير 

وفى لحظه فقدت وعيها ولولا ذراعيه لسقطت ارضا اسفل قدميه حملها وغادر سريعا مقرر ان يعلم اليوم كل شىء ويخلصها مما هى فيه مهما كان 

فألم قلبه من كلماتها وتشبثها به وسقوطها كل ذلك اكد له انه يحبها بل يعشقها و لن يتخلى عنها ابدا 

••••••••••••••••••••••

مر يومان عاد حذيفه الى البيت وسط اهتمام زوجته واولاده و اخذ ادم اجازته ومباشره من كليته لبيت عمته يريد ان يطمئن على عمه وايضا حبيبته يريد ان يتأكد انها على ما يرام يريد ان يراها بعينيه

و ايضا ملك وايمن ذهبوا الى طبيب اخر ... وكان رأيه نفس راى الطبيب الاول 

وبدأوا جميعا فى عمل التحاليل 

كانت ملك طوال تلك الايام دائما فى الم متزايد ودائما نائمه بسب المسكنات القويه التى تأخذها وكان الجميع فى انتظار نتائج التحاليل 

وكانت فتاتان يشعران بالتوتر والقلق والخوف وعدم التركيز فى المذاكره وكانت مهيره تلاحظ ذلك فوافقت على عرض زهره التى حدثتها منذ يومين تطمئن عليهم وعلمت كل ما حدث واقترحت ان يساعد جواد الفتاتان فى مذاكرتهم وايضا ذهبوا لزياره حذيفه للاطمئنان عليه 

وها هو جواد جالس فى الحديقه ينتظر نزول الفتاتان بشوق كبير واخيرا سيراها بقلمى ساره مجدى 

وكانت كل واحده منهم تستعد للنزول اليه وداخل ليل سعاده حقيقه فا هى ستشعر بالامان فجواد يستطيع ان يهون عليها كل شىء يجعلها تشعر بالامل والتفائل 

وشمس سعيده لرؤيتها اه و تعتقد ان تلك هى فرصتها فى ان تجذب انتباهه لها ارتدت اجمل ما لديها ورفعت شعرها بطريقه جذابه على عكس ليل البسيطه جدا فى ملابسها و التى تركت شعرها مفرود على ظهرها حملت كل منهم بعض كتبها ونزلا سويا وكل منهم بداخلها شىء مختلف عن الاخرى 

••••••••••••••••••••••••

كان سفيان و آدم يغادران القصر بعد ان اوصوا جواد على الفتاتان دون ان ينتبهوا ان هناك عينان تراقبان الموقف بكل دقه وتركيز حتى ينفذ ما طلب منه ولكنه لم يجد الوقت المناسب للتنفيذ حتى الان 

•••••••••••••••••••••••

كان آسر يجلس فى غرفته يفكر كيف يفاتح والده فيما يريد فاليوم صباحا اخبرته زينه بموافقتها بعد مناقشات و مناوشات كثيره عن صغر سنها و فرق العمر بينها وبين محمد وكلمات زين التى حسمت الامر حين قال 

- صحيح ١٢ سنه كتير بس كمان مش مستحيل ومحمد عاقل وهادى وراسى وهيحتويها وهى محتاجه الى يحتويها ويستوعبها

وسوف يخبر زين محمد بذلك اليوم

وقف على قدميه واخذ نفس عميق ثم غادر الغرفه متوجه الى غرفه ابيه 

طرق الباب وحين سمح له والده بالدخول دلف الى الداخل وعلى وجهه ابتسامه واسعه وقال 

- زين باشا فاضى اتكلم معاك كلمتين 

رفع زين راسه ينظر الى ولده الذى يضاهيه فى الطول وقال بصوت ساخر 

- استنه لما اشوف جدول مواعيدى

ليجلس آسر على الكرسى المقابل لوالده وهو يقول 

- و الله يا باشا لولا ان الموضوع مهم كنت اجلته لأشعار اخر 

ترك زين ما بيده ونظر الى ولده بأهتمام وقال 

- خير يا آسر باشا

ليضحك آسر بصوت عالى ثم قال بمرح 

- مفيش باشا هنا غيرك يا باشا بس انا عايز الأمان

ليرفع زين حاجبه باندهاش ثم قال 

- عليك الامان يا على بابا

اقترب آسر من ابيه وقال 

- بابا انا بحب 

ليقطب زين بين حاجبيه ولكنه لم يعقب ليكمل آسر قائلا بقلمى ساره مجدى 

- بحبها جدا يا بابا رغم الفرق الى بينا بحبها بكل كيانى وروحى متعلقه بيها 

شعر زين ان للقصه ابعاد كثيره ليست مجرد قصه حب بين شاب وفتاه ولكن هناك شىء خفى فقال بأستفهام 

- فرق ايه الى بينكم .... ايه هى بنت مين ؟!

ليقول آسر باستفهام مندهش 

- هو الفرق الوحيد يا بابا انها تكون اغنى منى ؟!

ليلوى زين فمه وهو يقول 

- هو فى فرق تانى غير ده ؟!

ليصمت آسر لثوانى ثم قال باندفاع و كأنه حمل ثقيل يريد التخلص منه 

- هى اكبر منى بسنتين 

ظل زين صامت وهو يدقق النظر فى وجه ولده الذى يبدوا عليه القلق والتوتر والخوف وايضا داخل عينيه يسكن حب كبير واضح لها فولده حقا عاشق 

- وهى عندها مشكله فى الفرق ده ولا لا ؟

احنى آسر راسه ثم قال 

- انا لسه مفتحتهاش هى مش بتتكلم مع ولاد وكمان انا بحترمها جدا واصلا اصلا يعنى خايف اكلمها وعايز الموضوع ياخد شكل رسمى وجد 

ظل زين صامت لثوانى ثم قال 

- و يترى هى مين ؟

ليقول اسر بابتسامه حالمه 

- خديچه بنت عمو عادل 

لتشهق فرح التى دلفت الان الى الغرفه مع كلماتهم الاخيره وقالت بصدمه 

- بنتى تتجوز واحد اكبر منها بأكتر من نص عمرها و ابنى عايز يتجوز واحده اكبر منه ... مالكوا يا ولاد زين 

لينظر زين اليها بصمت وظل آسر ينظر اليها بنظرات يملئها الرجاء والحب ايضا 

••••••••••••••••••••••••••••••

جالس على الكرسى المواجه السرير ينظر اليها وهى غافيه .... هى ليست غافيه ولكنها غائبه عن الوعى رافضه للواقع لقد ترك هاتفه فى الشركه كان يود لو يتحدث الى ابيه مؤكد سيفهمه مؤكد سيرشده لما عليه فعله بقلمى ساره مجدى 

خرج من افكاره على صوت همهمات منها وأنات الم منخفضه ليعتدل فى جلسته ينظر اليها ينتظرها ان تفتح عيونها و بعد عده دقائق فتحت عيونها تنظر حولها بأندهاش غير مستوعبه اين هى او ماذا حدث 

اعتدلت فى جلستها وحين وجدته جالسا امامها وقفت سريعا تقول بغضب 

- انا فين ... و ايه المكان ده وبعمل ايه هنا ؟

ليقف امامه وهو يضع يديه فى جيب بنطاله وقال 

- متقلقيش لما اغمى عليكى جبتك هنا 

لتقاطعه بغضب 

- انت جايبني شقتك انت فاكرنى ايه ؟

ليقول ببرود 

- دى مش شقتى دى شقه واحد صاحبى 

لتصرخ به قائله 

- كمان انت كنت ناوى تعمل عليا حفله ؟

ليقترب منها وقد اخرجته عن طوره وقال بغضب 

- انتِ اتجننتى .... ايه الى بتقوليه ده كنتى عايزانى اخدك فين على المستشفى علشان بالعلامات الى على ايدك ورقبتك ويا عالم جسمك فيه ايه فألبس انا فى تهمه مليش يد فيها 

تراجعت خطوه للخلف تنظر اليه بتشتت ليكمل هو بنفس الغضب 

- انتِ مش هتخرجى من هنا قبل ما اعرف كل حاجه عنك 

ظلت تنظر اليه والدموع تتجمع فى عيونها ثم جلست على طرف السرير وقالت بصوت متألم 

- انا مش بنت 

لتجحظ عيناه فى صدمه من كلماتها التى تحمل اكثر من معنى


Comments