رواية العار الفصل الاول بقلم نور الشامي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
|  | 
رواية العار الفصل الاول بقلم نور الشامي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
كانت تقف وسط أربع جثث، تتناثر حولها كأنها دائرة مغلقة من الموت.... والهواء ثقيل يعبق برائحة الدم، وصوت أنفاسها المتقطعة يتردد في الصمت كأن المكان كله يستمع لها وعيناها متسعتان تحدقان في الوجوه الممددة بلا حراك، وكأنها ما زالت تحاول استيعاب ما حدث، أو لعلها تخشى أن تستوعب حتي قاطعها خطوات بطيئة اقتربت منها كان ظل رجل يبتلع ظلها على الأرض وصوته الخافت خرج كالنصل مرددا:
شخص واحد من عندنا مقابل مليون من عندكم... ودي أول رسالة
حدقت فيه دون أن تنبس بكلمة، بينما أضاف ببرود قاتل:
كل يوم هتشوفي نفس المنظر دا... لحد ما تعترفي وتجولي الصراحه... وتبطلي مسلسل الكدب بتاعك دا... هفضل اكده لحد ما اجطع نسل عيلتك كلها
صرخت عهد وهي ترتجف مردفه :
اي صراحه دي؟! عايزين تبريوا صاحبكم هو ال اعتدى عليا وضيعني وجتل كل حاجه حلوه فيا
اقترب الشاب خطوة ونظراته اشتعلت غضبا، وصوته دوى في المكان:
اخرسي... أمين عمره ما كان اكده... ولا عمره عمل اكده....امين طول عمره بيصلي ويصوم وعمره ما عمل حاجه غلط.... أمين مات بسببك! ومش جدامك وجت طويل، أنا لحد دلوجتي ال بتعامل معاكي، لكن لو جلال اتعامل... صدجيني مش هيصبر عليكي زيي. دي آخر فرصة ليكي
القي الشاب كلماته ثم استدار ومضى تاركا خلفه الصمت أثقل من أي تهديد فنظرت عهد إلى الجثث حولها، وجسدها يرتجف من الخوف والبرد والذنب... لا تدري أيهم ينهشها أكثر. وفجأة، انفتح باب البيت بعنف، وخرج منه الناس مذعورين وصراخ النساء يشق السكون والدموع تختلط بالتراب وكانت أمها أول من اندفع نحوها، وجهها غارق في الدموع، وصوتها يتهدج برجاء موجوع وقالت :
جولي ال هما عايزينه يا بنتي... حرام عليكي... احنا مش هنعرف نوجف جصادهم..دا جلال الدالي. لا انا ولا اناي ولا عيلتنا كلها هنجدر نوجف جصاده... كفايه اكده.. هيجطع نسلنا
تراجعت عهد خطوة وهي شاحبة الوجه، ثم فقدت توازنها وسقطت على الأرض، وعيناها تتسعان قبل أن يغيب عنهما الوعي وفي مكان اخر كان الليل في ضواحي المدينة كئيبا، كأنه يرقد على صدره ستار من سخام و في شارع ضيق، بين جدران بيوتٍ نائمة، وجد جسد مرميا على الأرض فركض جلال بأحذيةٍ متعبة، ينزلق على بقع دامية، يلهث كمن يريد اللحاق بقطار رحل للتو وعندما وصل، انحنى عليه متحاملا على نفسه.. كان الشاب أمين، عيناه نصف مفتوحتين، وابتسامة ضعيفة ترتجف على شفتيه فـنادى جلال بصوت مكسور:
أمين! أمين... اصحى يا راجل.. اصحي ابوس بدك.. متعملش اكده... انا اتصلت بالاسعاف.. هتيجي دلوجتي حالا
فتح امين عينيه ببطء ورفع يده بصعوبة، وجعلها تتلمس صدره ثم وجه جلال، فابتسم ابتسامة مكسورة وضئيلة وهمس أمين بصوتٍ ضعيفٍ لا يكاد يسمع:
معملتش حاجة... ملمستهاش يا جلال... والله ما لمستها
قبض جلال على كتفيه، كمن يريد أن يثبت له أنه موجود، وأن العالم لم ينتهِ بعد وردد:
انا مصدجك.. والله مصدجك وانت هتجوم وتظهر براءتك
حاول امين أن يضحك، لكن الضحكة كانت أشبه بأنين وهتف:
اظهر براءتي يا جلال.. اظهر براءتي يا اخوي ابوس يدك.. متخليش الناس تتكلم عليا بعد موتي
أمسك جلال بيد أمين بقوّة، كأنّ تلك اليد هي آخر ما تبقّى له من إنسانيته وردد:
متجولش اكده.... متجولش الكلام دا، امين... متموتش، متموتش.. ابوس يدك
شدد امين أنفاسه الأخيرة كما لو أنه يريد أن يترك وصيه قائلا:
متخليش الناس تتكلم عني... بردو اظهر براءتي... عيلتي أمانة في رجبتك و
سكت لبرهة، ثمّ تمتم:
خلِّيهم يعرفوا إني بريء
وفجاه ورمق جلال بنظرةٍ أخيرة، ثم غاب في صمتٍ طويل مع اهر انفاسه
فصرخ جلال وهو يحضنه ويتمتم باسمه وبعد الصراخ اختنق كل شيء وحل الظلام على عينيه كغطاءٍ ثقيل فجاه استفاق جلال من النوم وهو يلهث، ووجهه مطبوع عليه آثار الكابوس وحسده يتصبّب عرق من صدره المكشوف الذي يرتفع وينخفض بسرعة، وذاكرته مشحونة بصورة أمين وهي تذبل على الرصيف.... كان جلال شابا قويا عريض الكتفين، وجميل الملامح، لكن الكوابيس جعلت من جماله قسوة متعبة و صدره كان عاريا كما لو أنّه لا يقبل حواجز الليل حتي أشعل سيجارته بيدٍ ترتعش، ودخان أسود ارتفع في زاوية الغرفة وكاد يبلع إشراق القمر. وهو يجلس على طرف السرير، يحاول أن يعيد ترتيب أنفاسه حتي افتتح الباب بخفة، ودخلت أمه بخوفٍ محشو بالحنان تلمح ملامحه المشدود نادت عليه بلهجةٍ مكسورة:
تاني يا ابني؟ كل الليل اكده بتصحي مفزوع؟
ردد جلال وهو يطفئ طرف السيجارة بين أصابعه بحركةٍ عصبية وهتف :
مش هجدر ارتاح يا ماما... مش هجدر... انا مش عارف اعيش... مش عارف اتنفس حتي حاسس ان كل حاجه بتكتم علي نفسي.. حاسس اني بموت بالبطيئ
اقتربت المرأة منه ومسحت جبينه بلطف، ونظرت إلى صدره العاري الذي ما زال يتوهج من حرارة الحلم و قالت بقلق أمومي:
ليه يا جلال؟ كل ليلة نفس الكابوس؟ ممكن نروح للدكتور يا ابني اكده انت مش بتنام نهائي
ردد بعينين حمراوين من السهر والقلق، وصوته يئن بإصرار مرير:
لع يا ماما... مش هرتاح غير لما أجيب حق امين وأظهر براءته... لازم أِنتجم منها.... لازم الكل يعرف ان امين الله يرحمه معملش حاجه
خرجت الام بحزن وتركت جلال في غرفته غاضب حزين كالعاده وفي صباح يوم جديد وقفت عهد في منتصف الصالة، وجهها شاحب، ودموع الليلة الماضية لم تجف بعد. وأمامها وقف خالها محمود و عيناه تلمعان بغضب دفين، ويده تمسك بذراعها بقوة وقال بصوتٍ غليظ، يكاد ينفجر:
هتفضلي اكده لحد إمتى يا عهد؟! لحد ما العيلة كلها تموت واحد ورا التاني بسببك
صرخت وهي تحاول تفلت من قبضته:
يعني أتنازل عن شرفي؟! أطلع أجول للناس كلها إني كدبت؟! أبان جدامهم امي جليله الربايه انا معملتش حاجه غلط يا خالي... هبان جدام نفسي إي
ارتفع صوت محمود أكثر وردد :
ميهمنيش.... كله بسببك انتي! لو كنتي ماشيه عدل ما مكنش حوصل دا كله
رددت عهد وهي تبكي بعنف:
مستحيل أجول إني كدبت.... أمين عملها.. امين هو ال عمل فيا اكده.. مش هكدب.. مستحيل اعمل ال هما عايزينه مهما حوصل
نظر الخال اليها بغضب ثم اقترب منها أكثر حتى شعرت بأنفاسه الساخنة على وجهها، وقال بعينين ملتهبتين:
بت انتي... هتروحي تجولي إنك كنتي بتكبي، وتخلصي العيلة من العار ومن كل ال احنا فيه دا
هزت عهد رأسها بعنادٍ شديد، وقالت بصوتٍ متحشرج:
مش هطول... حتى لو موتوني
حينها، تغير وجه محمود فجأة و سحب السلاح من وسط معطفه وصوبه نحوها فتراجعت خطوة، وصوتها يرتجف:
خالي... إنت هتجتلني؟!
قال ببرودٍ مميت:
أرحم من العار ال جايباه لينا دا.... واهون من ان العيله كلها تموت بسببك
لم تمضي لحظة حتى دوى صوت الرصاصة في أرجاء البيت...فـارتعش الجدار، وسقطت عهد أرضا و
توقعاتكم ورايكم وتفاعل... ها اكمل ولا لا
تابعووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹

تعليقات
إرسال تعليق