القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أسيره بين قلبين الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه سوسواحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية أسيره بين قلبين الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه سوسواحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية أسيره بين قلبين الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه سوسواحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


✦ التعريف بالشخصيات ✦

▸ الأبطال

يزن يوسف الصاوي (32 سنة): قماحوي عيونه كيله للاخصر رجل أعمال ناجح، قوي الشخصية، رياضي مفتول العضلات، عقلاني لكنه شديد الغيرة.

أنس أحمد الصاوي (29 سنة): شقيقه الأصغر وغريمه الدائم، يحمل نفس قوة البنية لكنه أكثر تمردًا وعصبية، ينافس أخاه على قلب البطلة.

نورسين هاني الراوي (25سنة): البطلة، فتاة جميلة محجبة، بريئة لكن بداخلها قوة خفية، مهندسة معمارية حديثة التخرج، ستجد نفسها أسيرة بين قلبين.

---

▸ عائلة البطلة

الأب: هاني مصطفى الراوي (60 سنة): رجل أعمال معروف، شخصية حازمة وله كلمة مسموعة في مجتمعه.

الأم: مريم نور الدين (50 سنة): أم حنونة حكيمة، تربي أبناءها على المبادئ والأخلاق.

راما وفادي (22 سنة):

اخوات نورسين التوام، متخرجين من كلية الهندسة المعمارية، شخصيات مرحة تدعم البطلة دائمًا.

---

▸ عائلة الأبطال (الأخوين الصاوي)

الأب: يوسف أحمد الصاوي (65 سنة): رجل صلب وصاحب نفوذ، يرى في أولاده امتدادًا لاسمه.

الأم: منيرة محمد الأسيوطي (55 سنة): امرأة صعبه الطبع أنيقة، تهتم بالمظاهر أكثر من الجوهر، على عكس اهل البطله

نورا الصاوي (22 سنة): أخت يزن وأنس، شخصية مدللة، تبحث دائمًا عن الاهتمام.  متحرره جدا ولبسه ضيق وقصير

---

▸ الأصدقاء

أصدقاء البطلة:

سُهى أحمد المتشاوي: صديقة مقربة، فتاة محجبة رقيقة الطباع.

نارين محمد المنصوري: شخصية قوية، دائمًا سند البطلة.

أصدقاء الأبطال:

مازن سيف النصر (32 سنة): رجل ناجح، قوي وذكي.

ياسين أحمد التهامي (32 سنة): صديق وفيّ، رياضي، مفتول العضلات.

---

✦ الاقتباس

"بين قسوة القلب ورقة المشاعر، ووسط صراع الأشقاء على حبٍ واحد… كانت هي أسيرة، لا بين قيود حديدية، بل بين قلبين.

قلبٌ يملك عقلًا صارمًا لا يعرف الهزيمة… وقلبٌ آخر يتمرد على كل شيء إلا عشقها.

نورسين، تلك الفتاة البريئة التي لم تكن تدري أن دخولها عالم رجال الأعمال سيجعلها في قلب معركة… معركة لا تُحسم بالسلاح، بل بالحب والكبرياء.

فهل يكون قدرها أن تختار أحدهما؟ أم تبقى أسيرة بين قلبين لا يعرفان الرحمة إذا تعلق الأمر بها؟"

نورسين البنت الجميله جميله بعيون زرقاء وشعر اشقر وملامح طفوليه بريئه بيضاء البشره


روايه:اسيرة بين قلبين 

(السيف الصائب) 

✦ الفصل الأول ✦

بقلم الكاتبه سوسو احمد 

"اللقاء الأول… بداية الأسر ووقوع العيون يتشتبك الارواح وتنبض القلوب وتحرك المشاعر نحو الاسيره لي اسرائها"فتكون بمستبت حرب تقبل عليها فهل منِ من تلك القلوب سيربح الحرب زيفوز بقلب اسيرته


كانت القاهرة في ذلك الصباح الصاخب تشرق بالحياة، سيارات فارهة تصطف أمام مبنى شاهق الارتفاع، مقر إحدى شركات المقاولات الكبرى.

وسط ذلك الصخب، وقفت نورسين الراوي بثوبها الكحلي المحتشم وحجابها الأبيض الناصع، تحمل ملف إنجازاتها كمهندسة معمارية حديثة التخرج. عيناها الواسعتان تفضحان قلقها، لكن قلبها كان يهمس: "دي فرصتي… لازم أثبت نفسي."


دخلت الشركة بخطوات ثابتة، غير عابئة بنظرات الموظفين. جلست في صالة الانتظار، حتى انفتح باب المصعد الكبير وخرج منه يزن يوسف الصاوي، الرجل المعروف في عالم الأعمال. طويل القامة، بنيته القوية تكشف عن رياضي معتاد على التمرين، عيناه الحادتان كأنهما تخترقان من أمامه.


لحظة أن وقعت عينه على نورسين، تجمدت خطواتها، وشعرت بأن قلبها يقفز بلا إرادة. لم يكن لقاءً عاديًا، بل بداية قدر غامض.


لكن قبل أن تستوعب، ظهر من خلفه شاب آخر يشبهه إلى حد كبير لكن ملامحه أكثر تمردًا، عيناه يملؤهما تحدٍ لا يهدأ… أنس الصاوي، شقيقه الأصغر، خصمه وغريمه الدائم.

ابتسم لها ابتسامة جانحة وقال ساخرًا:

– "واضح إن الشركة بقت تستقبل ملايكة كمان… ولا إيه يا باشا يزن؟"


تجمدت ملامح يزن، نظر إليه نظرة تحذير قبل أن يوجه حديثه لنورسين بنبرة صارمة:

– "إنتِ جايه متأخرة خمس دقايق… هنا مفيش تأخير. عندنا نظام صارم."


ارتبكت نورسين، تمتمت بخفوت:

– "آسفة يا فندم… الطريق كان مزدحم جدًا."


ابتسم أنس بسخرية:

– "خلي بالك يا ملاك، هنا اللي يتأخر بيتاكل حي."


وبين صرامة يزن وسخرية أنس، بدأت نورسين تشعر أن الطريق اللي دخلته مش هيكون مفروش بالورود. بل معركة من نوع مختلف… معركة بين قلبين لا يعرفان الرحمة.


وبينما كانت توقع أوراق الانضمام للتدريب، رفعت عينيها ووجدت الاثنين يتبادلان نظرات نارية، كأن وجودها أشعل حربًا قديمة لم تُطفأ بعد.

حرب… هي وقودها.


---

خرجت نورسين من المكتب بعد ما خلصت توقيع أوراق التدريب، والارتباك لسه مرسوم على ملامحها. قلبها كان بيتسابق مع خطواتها، مش فاهمة إزاي في لحظة اتجمع حولها رجلين مختلفين بالشكل ده… لكن بينهم شبه غريب. شبه في الملامح، إنما اختلاف في الروح.


وقفت في الكوريدور الواسع تحاول تلتقط أنفاسها، وفجأة سمعت صوت خشن، قوي:

– "اتفضلي يا آنسة نورسين، أنا عايزك تحضري الاجتماع الأول معايا."


التفتت بسرعة، لقت يزن واقف على بُعد خطوات، ملامحه متجهمة كأنها مرسومة من حجر. مد لها ملف ضخم، وقال بصرامة:

– "قري الملف ده كله… خلال ساعة. عايز أعرف إنتِ فاهمة إيه من المشروع قبل ما نبتدي الاجتماع."


فتحت شفايفها بدهشة:

– "ساعة واحدة؟ بس ده محتاج يوم كامل!"


ضاقت عيناه بحدة:

– "لو شايفة نفسك مش قد المسؤولية، الباب وراكي."


قبل ما ترد، ظهر أنس وهو مسنود على الحائط، إيده في جيبه، ابتسامته مستفزة:

– "يااااه يا أخويا، هو إنت ناوي تخلص عليها من أول يوم؟ سيب البنت تاخد نفسها. على فكرة… لو مش عايزة تشتغل معاك، مكتبي مفتوح."


اتسعت عيون نورسين بدهشة، وحست إن كلام أنس مش مجرد هزار، ده تحدي حقيقي لأخوه.

يزن بصله بنظرة قاتلة وقال:

– "دي مش لعبتك يا أنس. متدخلش."


ابتسم أنس بخبث:

– "وأنا عمري عرفت أتفرج من بعيد؟"


---


في قاعة الاجتماعات، اجتمع عدد من المهندسين والإداريين، الكل بيبص لنورسين بفضول. هي البنت الوحيدة الصغيرة اللي داخلة وسط عقول وأسماء كبيرة. جلست على الكرسي المخصص لها، وحطت الملف قدامها، وعينيها بتحاول تخفي قلقها.


بدأ يزن الاجتماع بصوت حازم:

– "المشروع اللي بين إيدينا واحد من أكبر المشاريع السكنية في العاصمة. عايز دقة، عايز التزام. أي غلطة مش هتتغفر."


وبينما هو بيتكلم، كانت عيون أنس مشغولة بحاجة تانية… بملامح نورسين. ابتسامتها المرتبكة، حركة إيديها، توترها الواضح. قرب منها بهدوء وقال بصوت منخفض لا يسمعه غيرها:

– "إوعِ تخافي… وجودك هنا مش صدفة. بس خدي بالك… أي خطوة هتعمليها هتشعلل الحرب بيني وبينه."


ارتعشت أصابعها وهي تمسك القلم، قلبها اتخبط من كلامه. مش عارفة إيه اللي بيقصده، بس واضح إنها داخلة وسط نار مش سهلة.


---


بعد الاجتماع، وقف يزن قدام باب القاعة، كأنه بيتأكد إنها مش هتخرج غير بإذنه. بص لها وقال بلهجة آمرة:

– "من النهاردة، إنتي هتكوني تحت إشرافي المباشر. كل شغلك هيعدي عليا الأول."


قبل ما ترد، أنس قطع الصمت وضحك باستهزاء:

– "لا بقى… دي كده مش شركة، دي بقت سجن. إنت عايزها موظفة ولا أسيرة عندك؟"


الكلمة الأخيرة دي وقعت زي الصاعقة على قلب نورسين. أسيرة.

هي لسه داخلة المكان، ولسه بتحلم إنها تبدأ حياتها المهنية، لكن فجأة لقت نفسها بين أخين… واحد يحاصرها بصرامته، والتاني يحاول يوقعها في لعبته.


---


خرجت من المبنى، والهوا البارد لفح وجهها. رفعت راسها للسما، تنفست بعمق.

"يا رب… إيه الطريق اللي دخلته ده؟ وليه حاسة إن حياتي كلها هتتغير من اللحظة دي؟"


رجعت نورسين البيت، خطواتها تقيلة وعقلها مشوش. أول يوم في حياتها العملية، وبدل ما تلاقي ترحيب أو تشجيع، لقت نفسها محاصرة بين صرامة يزن وسخرية أنس.

دخلت شقتها الصغيرة في التجمع، لقت مريم والدتها قاعدة بتقرأ قرآن. رفعت عينيها بقلق وقالت:

– "خير يا بنتي، مالك؟ شكلك مرهقة."


ابتسمت نورسين ابتسامة باهتة وهي تحاول تخفي توترها:

– "مفيش يا ماما… بس الشغل شكله صعب شوية."


اتدخل أبوها هاني الراوي من الصالة بصوته الجهوري:

– "أنا عارف يوسف الصاوي وولاده، عيلة قوية، واللي يشتغل معاهم لازم يكون قد المسؤولية. إوعي تتهوري أو تكسري قواعدهم يا نورسين."


هزت راسها بخضوع:

– "حاضر يا بابا."

لكن جواها كانت الأصوات متخبطة… هل تقدر فعلاً تثبت نفسها وسط الحرب دي؟


---


في المقابل، داخل فيلا آل الصاوي الفخمة، كان يزن واقف في البلكونة ماسك كاس ميه في إيده، وعينيه معلقة في الفراغ.

دخل أنس بخطوات واثقة، رمى نفسه على الكنبة وقال بسخرية:

– "واضح إن الملاك الصغيرة دخلت دماغك من أول نظرة."


استدار يزن بحدة:

– "ابعد عنها يا أنس. الشغل مش لعبتك."


ضحك أنس ضحكة جانحة:

– "وليه لأ؟ يمكن ألاقي عندها اللي عمري ما لقيته في أي واحدة غيرها. وأنت عارف إني مش بسيب اللي يعجبني."


اقترب يزن منه، صوته مليان تهديد:

– "جرب تقرب منها… وشوف هيحصلك إيه."


اشتعلت العيون بينهم، صراع قديم بيتجدد، لكن دلوقتي بقى فيه سبب جديد… سبب اسمه نورسين.


---


في اليوم التاني، رجعت نورسين الشركة بدري، عازمة إنها متخليش أي خوف يسيطر عليها.

قابلتها صديقتها سُهى عند المدخل، واللي كانت متدربة معاها في نفس الشركة. احتضنتها وقالت:

– "الله! إيه القمر ده؟ جاهزة للحرب يا بطلة؟"


ضحكت نورسين بخفوت:

– "حرب إيه بس يا سهى؟"


غمزت سهى بخبث:

– "يا شيخة! هو أنا مشفتش نظرات الاتنين امبارح؟ كل واحد فيهم بيبصلك كأنك غنيمة حرب."


ارتبكت نورسين وقالت بسرعة:

– "بس يا سهى… مش ناقصة كلام."


---


في المكتب، لقت يزن مستنيها، ووشه مش بيوحي بأي مزاح. مد لها مجموعة رسومات هندسية وقال:

– "عايز تعليقك عليهم في خلال ساعتين."


ردت بتوتر:

– "هحاول يا فندم."


قاطعها بقسوة:

– "مفيش حاجة اسمها هحاول. يا تنجحي… يا تفشلي. واللي بيفشل، مكانه مش هنا."


بينما هو بيتكلم، دخل أنس فجأة، مسنود على الباب بابتسامة واثقة:

– "يااااه… إيه الضغط ده كله يا يزن؟ البنت لسه جديدة. على فكرة يا نورسين، لو عايزة تشتغلي وسط ناس أرحم، تعالي معايا. أنا عندي مشروع جديد، وأكيد هتكوني فيه النجمة."


سقط القلم من إيد نورسين، قلبها اتلخبط بين صرامة يزن وعرض أنس.

هي مش عارفة تختار إيه… بس اللي عارفاه إنها دخلت في دوامة مش هتعرف تخرج منها بسهولة.


---


رجعت البيت في آخر النهار، مرهقة، بس صورة يزن وأنس مش راضية تسيب خيالها. رفعت راسها للسما وقالت بخوف:

– "يا رب… ساعدني. أنا مش عايزة أكون سبب حرب بين إخوات."


لكن القدر… كان بيرسم طريقها من غير ما تستأذن.


---

كانت عيون تراقبها… عيون أنس المليانة تحدي، وعيون يزن اللي فيها غيرة غير مفهومة.

وهي لا تعلم… إنها بالفعل أصبحت أسيرة بين قلبين.

نهايه الفصل الاول


انتظروني مع الفصل الثاني 


صرامه لاترحم وغموض يثير القلوب 


✦الفصل الثاني ✦

روايه اسيرة بين قلبين 

(السيف الصائب) 

"صرامة لا ترحم… وغموض يثير القلوب في قلب يريد ان يمتلك وقلب يريده اسيرته لقهر قلب الاسير الاخر فهل من المنتصر في النهاية بقلب اسيرته"

#بقلم الكاتبه سوسواحمد 

اليوم الجديد بدأ بحرارة غير معتادة، كأن القاهرة نفسها مستنية اللي هيحصل.

دخلت نورسين الشركة بخطوات سريعة، متجنبة العيون الفضولية اللي بقت تتابعها من أول يوم. لسه ما صدقتش إن وجودها بقى يثير كل الضجة دي.


وقفت عند باب مكتب يزن، استجمعت أنفاسها، طرقت بخفة، وسمعت صوته الجهوري:

– "ادخلي."


دفعت الباب بخجل، دخلت لتلاقيه واقف عند مكتبه، لابس بدلة رمادية غامقة زادت من هيبته. ملامحه كالعادة متجهمة، وعينيه الثاقبتين مستقرتين عليها.

مد لها بعض الأوراق وقال بصرامة:

– "دي تعديلات المشروع اللي اديتهالك امبارح. عايز منك مقترحات واضحة. لو فكرتي إنك مجرد متدربة تتفرجي، تبقي غلطانة. هنا الكل بيتحاسب زي بعض."


بلعت ريقها بصعوبة، وقالت بثبات مصطنع:

– "تمام يا فندم. هعمل المطلوب."


لمح ارتجاف إيديها وهي تاخد الأوراق، فاقترب خطوة وقال بلهجة أخف لكنها قاطعة:

– "لو مش واثقة من نفسك، عمرك ما هتقدري تثبتي إنك مهندسة حقيقية. الثقة أهم من أي شهادة."


رفعت عينيها بخجل وقالت:

– "أنا واثقة… بس لسه بتعود."


سكت لحظة، وكأنه بيتأمل براءتها، قبل ما يقطع لحظة الصمت بطرقة على الباب.

دخل أنس بابتسامته المألوفة:

– "إيه يا جماعة، شكلكوا عاملين اجتماع سري وأنا مش في الصورة!"


زفر يزن بضيق:

– "أنس، أنا مشغول. لو سمحت."


لكن أنس تجاهل كلامه، اتجه لنورسين، مد لها كوب عصير كان ماسكه في إيده:

– "جبته مخصوص عشانك. شكلك تعبانة من ضغط الشغل."


اتسعت عيناها بدهشة، مدّت إيدها بتردد، قبل ما يزن يمد يده بسرعة ويأخذ الكوب من أنس، يحطه على المكتب بقوة:

– "هي مش محتاجة هدايا منك. محتاجة تركز في شغلها."


ضحك أنس بخبث:

– "ياااه… من إمتى يا أخويا بقت موظفة عادية تهمك بالشكل ده؟"


تصلبت ملامح يزن، عينيه تحولت لشرر صامت، أما نورسين فشعرت إن قلبها هيقف. لأول مرة تحس إن في غيره خفية جوه نبرة صوته.


---


بعد ساعات، انتهى العمل، خرجت نورسين متأخرة. كانت الشركة شبه فاضية، لكن لما نزلت للشارع لقت عربية أنيقة واقفة مستنياها. النافذة اتفتحت، وظهر أنس بابتسامته:

– "مستنياكي أوصلك. الدنيا ليل ومش هينفع ترجعي لوحدك."


ترددت، لكن قبل ما ترد، ظهرت سيارة سوداء خلفه، زجاجها معتم. نزل منه يزن بنفسه، ملامحه مش متحملة نقاش:

– "نورسين… إركبي معايا."


بصت في عيون الاتنين، قلبها بيتخبط. أنس بابتسامة جذابة كأنه بيغريها بعالم حرية، ويزن بعينين حادة كأنها أوامر لا تُرفض.


قال أنس متحديًا:

– "الاختيار ليكي يا ملاك… معايا ولا معاه؟"


شعرت نورسين إنها لأول مرة واقفة على مفترق طرق حقيقي… طريقين مختلفين، بس الاتنين بيؤديوا لنار مش سهلة.


---


وفي بيت آل الراوي، كانت مريم الأم ساجدة تدعي لابنتها:

– "يا رب، نجّيها من فتنة القلوب… واهديلها الطريق الصح."


وكأن قلب الأم حاسس إن بنتها داخلة على ابتلاء كبير.


وعند بطلتنا نورسين 


اتسمرت نورسين مكانها للحظات، عينيها بتتنقل بين أنس ويزن، كأن الزمن وقف. قلبها بيرتعش، ووشها بيحمر من التوتر. أنس واقف متكئ على باب عربيته، ابتسامته واسعة ومستفزة، عينيه مليانة تحدي. ويزن، واقف في الضلمة، ملامحه صارمة، بس عينيه فيها غيرة مكتومة، غيره حاول يخفيها ويفشل.


بلعت ريقها، وخدت نفس عميق قبل ما تقول بخفوت:

– "آسفة يا أستاذ أنس… هركب مع أستاذ يزن."


ضحكة قصيرة خرجت من أنس، لكنها ضحكة مش بريئة… ضحكة كلها غضب مخفي:

– "تمام يا ملاك… بس أوعي تنسي إن كل اختيار ليه تمن. وإنتي اخترتي الطريق الصعب."


فتح باب عربيته بعنف، دخل وساق بسرعة جنونية، والعربية اختفت في ظلام الشارع.


نورسين فضلت واقفة متوترة لحد ما سمعت صوت يزن العميق، جاف لكنه آمر:

– "إركبي."


دخلت العربية بخطوات مترددة، قلبها مش مطاوعها، كأنها داخلة معركة مش فاهمة نهايتها.


---


جوا العربية، السكون كان خانق. يزن ماسك الدركسيون بإيد ثابتة، عينيه مثبتة على الطريق، بس ملامحه مشدودة.

قطع الصمت بصوته القوي:

– "ما تركبيش مع أنس تاني. هو مش بيفكر غير في نفسه… ومش فارق معاه حد."


نورسين حاولت تدافع بخجل:

– "هو كان بس عايز يساعدني… يعني مفيش قصد تاني."


لف وشه لها بسرعة، عينيه ثاقبة وقال بحدة:

– "مفيش حاجة اسمها مفيش قصد. أنس ما بيعرفش حاجة اسمها بريء. كل خطوة ليه محسوبة… وأنا مش هسمحلك تكوني جزء من لعبته."


اتسعت عيناها من لهجته، قلبها دق بسرعة:

– "بس ليه؟ أنا مجرد متدربة… إيه اللي يخليني مهمة للدرجة دي؟"


لثواني، ساد الصمت. يزن كأن كلمتها وقعت عليه بقوة. بص قدامه وقال بصوت منخفض، كأنه بيتكلم مع نفسه:

– "في حاجات… ما بتتفسرش بالكلام."


---


وصلت قدام بيتها. نزلت نورسين من العربية، وقفت لحظة قبل ما تقول:

– "شكرًا يا فندم."


ما ردش، عينيه فضلت معلقة بيها للحظة، قبل ما يمشي ويختفي في الطريق.


وقفت مكانها، إيديها مرتعشة. قلبها مش قادر يستوعب… إيه اللي بيحصل؟ ليه بتحس إن كل كلمة من يزن بتشدها ناحيته أكتر؟


---


في فيلا آل الصاوي، كان أنس راجع، دخل الأوضة الكبيرة وهو بيغلي من الغضب. رمى مفاتيحه على الترابيزة وقال بعصبية:

– "لازم دايمًا يزن يسبقني! لازم ياخد اللي عيني وقعت عليها! الملاك دي… أنا اللي اخترتها الأول."


دخلت مليكة، أختهما، وهي حاسة بالقلق من نبرته:

– "أنس… إنت ليه بتعمل كده في نفسك؟ البنت لسه متدربة، إنت وأخوك هتولعوا الدنيا عليها؟"


ضحك أنس ضحكة مجنونة:

– "إنتِ مش فاهمة يا مليكة… دي مش مجرد بنت. دي نقطة ضعف يزن… وأنا مستحيل أسيبها."


---


تاني يوم الصبح، دخلت نورسين الشركة بدري، عينيها شايلة آثار سهر وتفكير.

قابلتها سهى صديقتها وقالت بخبث:

– "هااا… ركبت مع مين امبارح؟"


احمر وشها وقالت بسرعة:

– "يزن… وخلاص يا سهى، مش ناقصة كلام."


غمزت سهى وقالت:

– "يا بت، ده أنا شايفة الشرر طالع من عينيهم الاتنين عليكي. خدي بالك… إنتي بقيتي في النص بين وحشين."


نورسين حاولت تضحك عشان تخفي توترها، لكن كلام سهى دخل جواها زي السهم.


---


دخلت مكتبها، لقت يزن مستنيها. على مكتبه رسومات هندسية معقدة. بص لها وقال بصرامة:

– "عايز تعليقك عليهم في خلال ساعتين."


اتسعت عينيها بدهشة:

– "ساعتين بس؟ ده مستحيل!"


اقترب منها، صوته هادي لكنه فيه قوة تخوف:

– "مفيش مستحيل. يا تنجحي… يا تسقطي."


كانت هترد، لكن الباب اتفتح فجأة. أنس دخل بابتسامته الساخرة:

– "يااااه… إيه القسوة دي يا يزن؟ البنت لسه جديدة. أنا عندي فكرة أحسن… تيجي معايا مشروعي الجديد وتبقى نجمة هناك."


سقط القلم من إيد نورسين، وقفت مرتبكة، عينيها بتتنقل بينهم. يزن عينيه ولعت غضب:

– "أنس… برة."


ضحك أنس وقال متحديًا:

– "اللي هيمشيها مش إنت… هي."


بصت نورسين ليه بدهشة وخوف. لأول مرة تحس إنها بقت السبب المباشر في حرب بينهم.


---


رجعت بيتها في آخر النهار، تعبانة، لكن دماغها مش سايبها.

وقفت قدام المراية، بصت لوشها وقالت لنفسها:

– "أنا جيت هنا عشان أحقق حلمي… مش عشان أبقى لعبة بين إخوات. يا رب ساعدني."


لكن قلبها كان بيرتعش… لأنها بدأت تحس إن الحكاية أكبر منها.

بقت بالفعل "أسيرة بين قلبين".


انتظروني في الفصل الثالث 

مفترق الطرق… بداية القيود" وانهيار الصحر فهل من الملكك لقلب اسيرته وهو من بفوز بحرب اسر قلبها قبل حبها


✦ الفصل الثالث ✦

روايه اسيرة بين قلبين 

(السيف الصائب) 

#بقلم الكاتبه سوسو احمد 

"مفترق الطرق… بداية القيود" وانهيار الصحر فهل من الملكك لقلب اسيرته وهو من بفوز بحرب اسر قلبها قبل حبها


برد الليل لفح وجه نورسين وهي واقفة حائرة قدام سيارتين… وسيارتين بس هما اللي حسستها إنها وسط حرب، حرب مالهاش فيها أي ذنب.

عينها راحت على أنس، ابتسامته المستفزة المليانة تحدي… كأنه بيقول لها: "تعالي وعيشي من غير قيود."

وبعدين بصت على يزن، اللي واقف زي جبل، صوته أمر، نظرته غامضة… بس فيها حاجة خلت قلبها يترجف.


سكتت ثواني طويلة قبل ما تبتلع ريقها وتهمس:

– "آسفة يا أستاذ أنس… هركب مع أستاذ يزن."


ضحكة قصيرة خرجت من أنس، بس عينيه كانت فيها نار:

– "تمام يا ملاك… بس متنسيش إنك اخترتي الطريق الأصعب."


دخل سيارته وقفل الباب بعنف، وانطلق بسرعة جنونية، سايب وراه أثر دخان وغصة جوة قلب نورسين.


وقفت متجمدة، لحد ما سمعت صوت يزن الجاد:

– "إركبي."


دخلت العربية بخطوات مترددة، وقلبها مشغول بالتفكير: هل عملت الصح؟ ولا رمت نفسها في قفص من حديد؟


---


جوا العربية، السكون كان تقيل، بس أنفاسها المتسارعة فضحت قلقها.

قال يزن أخيرًا بصوته العميق:

– "ما تركبيش مع أنس تاني. هو مش بيتحمل مسؤولية، ومش عايزلك غير وجع دماغ."


ارتبكت وقالت بخفوت:

– "هو كان بس عايز يساعدني… يمكن."


بص لها بسرعة خاطفة بعينيه الغامقتين وقال بحدة:

– "مفيش يمكن. أنا مش هسمحلك تقربي من دوامة أنس. ركزي في شغلك… بس كده."


سكتت، وهي جواها صراع… ليه حاسة إن كلامه مش مجرد تعليمات شغل؟ ليه صوته فيه غيرة؟


---


وصلت بيتها، ولما نزلت، وقفت مترددة قبل ما تقول:

– "شكرًا يا فندم."


رد بصرامة وهو مش بيبص عليها:

– "ادخلي وارتاحي… بكرة يوم طويل."


قلبها اتقبض من بروده، لكن جواها كان في صوت صغير يقول: "الصرامة دي مش صرامة بس… ده في جدار عايز ينهار."


---


في فيلا آل الصاوي، كان أنس قاعد في البلكونة، سيجارة بين أصابعه، عينه معلقة في الظلام.

دخلت أختهما مليكة، بنت رقيقة لكن قوية الشخصية، وقالت له:

– "أنس… أنت ناوي تعمل إيه بالظبط؟ من ساعة ما البنت دي ظهرت، وانت بقيت شخص تاني."


نفث الدخان ببطء وقال بابتسامة مائلة:

– "أنا مش متعود أخسر، يا مليكة. البنت دي… هتبقى ليا. حتى لو أخويا نفسه واقف قصادي."


تنهدت مليكة بقلق:

– "إنتو الاتنين هتضيعوا حياتكو بسببها… يا ريت تفوقوا قبل فوات الأوان."


---


في اليوم التالي، دخلت نورسين الشركة بدرى، لقت سهى صديقتها مستنياها بابتسامة فضولية:

– "هااا… مين وصلك امبارح؟ أنس ولا يزن؟"


احمرت خدود نورسين وقالت بسرعة:

– "يزن… وخلاص بقى يا سهى، أنا مش ناقصة كلام الناس."


غمزت سهى بخبث:

– "يا حبيبتي… الاتنين واضح إنهم مش شايفين غيرك. وصدقيني… دي مش حاجة عادية."


نورسين حاولت تتجاهل الكلام، لكنها ماقدرتش تمنع قلبها من الاضطراب


---

دخلت مكتبها، لقت يزن مستنيها. رمى قدامها ملف تقيل وقال:

– "ده مشروع جديد… عايز منك تصور مبدئي لتصميم المباني خلال ٤٨ ساعة."


شهقت:

– "٤٨ ساعة بس؟ ده مستحيل!"


قرب منها، وصوته نازل هادي لكن قاطع:

– "مفيش حاجة اسمها مستحيل. يا تنجحي وتثبتي نفسك… يا تنهاري وتختفي."


كانت هترد، لكن الباب اتفتح فجأة، وظهر أنس بابتسامته الجامحة:

– "حلو أوي! التحديات دي تخليني متحمس أشوف هي هتثبت نفسها مع مين… معاك ولا معايا."


يزن ضرب إيده على المكتب بقوة:

– "أنس… برة."


أنس ضحك ضحكة قصيرة:

– "اللي هيمشيها مش إنت… هي. نورسين، فاكرة كلامي؟ أي خطوة هتختاريها، هتكون شرارة حرب."


وبنظرة طويلة غامضة، خرج من المكتب، سايبها تتخبط بين خوف من يزن… وجاذبية أنس.


---


وفي بيت الراوي، كان أبوها هاني متابع الأخبار الاقتصادية. بص لمريم وقال:

– "الصاوي عيلة ماحدش يقدر يقف قدامها… لو بنتنا وسطهم، لازم تبقى أقوى من أي وقت فات."


مريم ردت بخوف:

– "أنا مش خايفة من الشغل… أنا خايفة من القلوب."


كأن قلبها شايف اللي جاي… شايف إن بنتها خلاص بقت وسط حرب مش بس شغل ومنافسة، حرب قلوب ونفوذ… حرب هتخليها بالفعل "أسيرة بين قلبين".


---


وفي آخر الليل…

وقفت نورسين قدام المراية في شقتها، بصت لملامحها وقالت لنفسها:

– "أنا جيت هنا عشان أثبت نفسي كمهندسة… مش عشان أبقى لعبة بين إخوات. يا رب… إديني القوة."


الساعة عدّت نص الليل… والشركة غارقة في صمت. مكاتب مقفولة، أنوار مطفية، إلا نورسين، لسه قاعده وسط الملفات. عينيها مرهقة، بس عقلها بيرفض يستسلم.


كل ما تحاول ترسم خط أو فكرة للتصميم، يطلع في خيالها وش يزن بصرامته… أو ضحكة أنس المستفزة. قلبها مشغول، وعقلها بيحاول يثبت نفسه، وده أصعب اختبار ممكن تواجهه.


---


 المواجهة الصامتة

فجأة، سمعت خطوات تقيلة. اتجمدت مكانها، رفعت راسها تلاقي يزن واقف على باب المكتب.

– "لسه هنا؟"


ابتلعت ريقها:

– "كنت بحاول أخلص… الوقت قليل."


دخل وهو شايل في إيده فنجان قهوة، حطه قصادها وقال ببرود:

– "اشربي، هيساعدك تركزي."


مدت إيدها بخجل، لكن قلبها اتلخبط أكتر. هو ليه بيهتم؟ وليه رغم صرامته، فيه لحظات صغيرة بيبان فيها اهتمام مش مفهوم؟


هو قعد قصادها، بص على الورق وقال:

– "اللي قدمتيه لحد دلوقتي ضعيف. محتاجة جرأة أكتر. لو فضّلتي تلعبِ آمن… عمرك ما هتسيبي بصمة."


كلامه زي السوط، بس في نفس الوقت زي النار اللي بتشعل التحدي جواها.


---


 تدخل أنس 

قبل ما ترد، الباب اتفتح بعنف، وظهر أنس. عينيه مليانة عصبية، وصوته متحدي:

– "طبعًا… لقيتك هنا. كان لازم أتوقع إني هلاقيكوا سهرانين مع بعض."


يزن وقف فورًا:

– "أنس، المكان مش ملعبك. برة."


أنس تجاهل كلامه، خطا ناحية نورسين، ووشه متوتر:

– "هو بيضغطك لدرجة إنك تسهري لحد دلوقتي؟ لو عايزة مساعدة… أنا موجود."


نورسين ارتبكت، قلبها دق أسرع. الاتنين واقفين قصاد بعض زي نارين هيتصادموا.


يزن بص له بحدة:

– "آخر مرة بقول… برة."


ضحك أنس بسخرية:

– "ليه؟ خايف أخطفها من تحت إيدك؟"


الجملة دي خلّت الجو ينفجر. يزن مد إيده وشد أنس من قميصه، صوته خافت لكن خطير:

– "اسمها مهندسة متدربة… مش لعبتك. ولو قربت منها تاني، مش هعدّيها."


نورسين وقفت بسرعة، حاولت تفصلهم:

– "كفاية! أنا مش عايزة مشاكل بسبب وجودي هنا."


الاتنين سكتوا، لكن العيون كانت نار مشتعلة. أنس أخد نفس طويل وقال لها بنبرة أهدى:

– "متنسيش يا ملاك… أنتِ اخترتي الطريق الأصعب. وأنا مش هقف أتفرج."


خرج وهو سايب وراه أثر من التوتر والتهديد.


---وعند انس

بعد ما أنس خرج، الجو بقى تقيل لدرجة خانقة. نورسين جمعت أوراقها بسرعة، وقالت بخوف:

– "أنا… لازم أمشي دلوقتي."


يزن بص لها، صوته هادي لكنه ثابت:

– "من النهارده… مفيش خروج من الشركة متأخر لوحدك. أنا اللي هوصلك."


رفعت عينيها بدهشة:

– "ليه؟"


قرب منها، عينيه غامقة أكتر:

– "اعتبريه نظام أمان. أنس مش هيسيبك في حالك… وأنا مش هسمح له يلمسك."


الكلمات دي وقعت عليها زي قيد جديد… مش عارفة إذا كان بيحميها ولا بيحبسها.


---

: في بيت الراوي

نورسين رجعت البيت، لقت أمها مريم قاعدة مستنياها. أول ما شافتها، سألتها بقلق:

– "إنتِ بخير يا بنتي؟ شكلك مرهقة."


نورسين ابتسمت بتعب:

– "أنا بخير يا ماما… بس الشغل ضاغط."


مريم حضنتها وقالت:

– "الشغل ممكن يتعوض… لكن القلب لو اتعلق غلط، بيتكسر. خدي بالك من نفسك يا نورسين."


الكلمات غرست جواها زي إنذار… كأن أمها شايفة اللي هي مش قادرة تشوفه.


---


 نهاية الليل

في أوضتها، وقفت نورسين قدام المراية تاني. المرة دي مسحت دمعة نزلت غصب عنها.

– "أنا جيت هنا عشان أحقق حلمي… بس ليه حاسة إن الحلم بيتحوّل لسجن؟"


لكن وهي بتبص في المراية… لقت في عينيها لمعة غريبة. لمعة تحدي.

يمكن فعلاً بداية القيود دي… هي نفسها بداية قوتها.


لكن عينيها، وسط كل الإصرار، كان فيها قلق عميق… كأنها عارفة إن قلبها نفسه مش هيبقى بعيد عن المعركة.


روايه اسيرة بين قلبين

(السيف الصائب)🗡

#بقلم الكاتبه سوسو احمد  

✦ الفصل الرابع ✦

"قيود غير مرئية… وبدايات الانكسار"وخفايا يسطرها الزمن علي انكسار قلوب العشاق وانهمار قيود كل اسر منهم لاسيرته


اليوم مرّ بسرعة غريبة، وكأنه كان بيجري عشان يرمي نورسين في اختبار جديد.

من ساعة ما استلمت الملف اللي أداه لها يزن، وهي مش قادرة تهدأ. الأوراق قدامها كتيرة، والأفكار متشابكة، بس قلبها أكتر حاجة متلخبطة.


---


في الشركة، الكل كان غارق في شغله. لكن سهى فضلت تراقب صديقتها بعينين فيها قلق:

– "يا نورسين… شكلك مرهقة. إنتي ناوية تسهري الليلة كلها ولا إيه؟"


تنهدت نورسين وقالت بصوت متعب:

– "مضطرة. ده أول اختبار حقيقي ليا. لو فشلت… هيتقال إني مش قد المكان ده."


سهى حطت إيدها على كتفها:

– "أنتِ أقوى من كده. وبعدين… مش كل حاجة لازم تعمليها لوحدك."


لكن نورسين عرفت إن الكلام مش سهل يتطبق… خاصة وهي محاصرة بين يزن الصارم، وأنس المتمرد.


---


وبعد ساعات من الشغل المتواصل، دخل يزن فجأة مكتبها. لقاها قاعدة وسط الأوراق، شعرها مفكوك، وعينيها حمرا من السهر.

وقف قدامها وقال بلهجة هادية لكنها تقيلة:

– "هتتدمري بالطريقة دي."


رفعت عينيها بتعب وقالت:

– "مضطرة أخلص… الوقت ضيق."


قرب منها خطوة، وصوته اتغير:

– "لو وقعتِ دلوقتي، محدش هينفعك. لازم تتعلمي تقسّمي طاقتك… مش تستهلكيها كلها في لحظة."


نظرت له بامتنان، لكن قبل ما تلحق ترد، اتفتح الباب فجأة… وكان أنس واقف، ابتسامته الواسعة تخفي بركان جواها:

– "إيه ده؟ أخويا بقى مستشار شخصي ليكي كمان؟"


يزن التفت له بنظرة تحذير:

– "أنس… اطلع برة."


لكن أنس دخل وأقفل الباب وراه، قرب من المكتب وقال:

– "نورسين، تعالي نخرج شوية. دماغك محتاجة تهوى، وأنا أعرف أفسحك كويس."


نورسين ارتبكت، نظرت ليزن اللي واقف كالعادة كالجدار، لكن عينيه مليانة غضب صامت.

قالت بصوت خافت:

– "آسفة يا أستاذ أنس… مش هقدر. عندي شغل لازم أخلصه."


ضحك أنس بسخرية:

– "واضح إنك بدأتِ تطيعي أوامر الجبل. بس خلي بالك… الجبل ممكن ينهار فوق دماغك في أي لحظة."


وبنظرة متحدية ليزن، خرج من المكتب.


---


الجو بعد خروجه كان مشحون لدرجة خانقة.

قال يزن ببرود ظاهر يخفي غليان داخلي:

– "خليكي مركزة. أي كلمة من أنس… تجاهليها."


نورسين حاولت ترد، لكن صمتت… لأنها حست إن جواه حاجة أكبر من مجرد تعليمات.


---


في نفس الليلة، رجعت البيت، وفضلت ساهرة على الأوراق. لحد ما غلبها النوم على المكتب.

صحيت على صوت خطوات تقيلة جوة الحلم… كأن حد بيقرب منها، بينادي اسمها بصوت متداخل بين قسوة وحنين:

– "نورسين…"


فزعت من النوم، قلبها بيرقص في صدرها، مش عارفة إذا كان الحلم مجرد خيال… ولا انعكاس للحرب اللي عايشة فيها.


---


وفي فيلا آل الصاوي، أنس كان قاعد في أوضة مليكة، بيتكلم بعصبية:

– "أنا مش هسيبها ليزن. طول عمري عايش في ظله، لكن المرة دي… المرة دي هكسر القاعدة."


مليكة قالت بحدة:

– "أنس، أنت بتلعب بالنار. نورسين مش لعبة، واللي بينكم هيدمركوا كلكم."


ابتسم أنس بسخرية:

– "يبقى نخلي النار تولع… وأنا اللي هتحكم في لهبها."


---


في بيت آل الراوي، مريم ماقدرتش تنام. كانت قاعدة قدام صورة بنتها وهي صغيرة، دموعها بتنزل وهي تدعي:

– "يا رب… استرها من القلوب اللي بتتقاتل عليها. حماها من الغيرة والحقد… واهديها طريق الأمان."


كأن قلب الأم بيستشعر إن المعركة لسه في بدايتها… وإن بنتها مقيدة في حرب مش بس بين قلبين، لكن بين قوتين أقوى من احتمالها.


---


وفي آخر الليل…

وقفت نورسين قدام المراية، نظرت لعينيها المتعبة وقالت:

– "أنا مش هخلي نفسي لعبة. لو هما شايفيني جائزة، يبقوا غلطانين. أنا هنا عشان أثبت إني مهندسة… مش أسيرة."


لكن لما حطت إيديها على قلبها، عرفت إن أصعب حرب… لسه ما بدأتش.


بعد الليلة دي، تاني يوم الصبح دخلت نورسين الشركة وهي عينيها مجهدة لكن خطواتها مصممة.

كانت عارفة إن أي ضعف هتبينه هيتحسب عليها، خصوصًا قدام يزن وأنس.


أول ما وصلت مكتبها، لقت على المكتب ظرف صغير أبيض، مكتوب عليه: "إلى الملاك"…

قلبها اتقبض، فتحت الظرف بسرعة ولقت ورقة مكتوب فيها بخط أنيق:

– "أوقات الضغط مش لازم تكون سجن… ممكن تبقى جناح. لو محتاجة ترفرفي بعيد، أنا موجود."


بمجرد ما قرأت الجملة، حسّت إن الكلام مش غريب… دي لمسة أسلوب أنس.

حاولت تهدّي نفسها، مزقت الورقة وحطتها في الدرج بسرعة قبل ما حد يشوفها.


لكن ما لحقتش تستوعب، إلا وصوت يزن جه من وراها:

– "إيه اللي بتخبيه؟"


اتجمدت في مكانها، التفتت له وقالت مرتبكة:

– "لا… لا حاجة. أوراق قديمة."


نظر لها نظرة طويلة كأنه بيحاول يخترق عقلها، بس ما علّقش.

قال بنبرة صارمة:

– "عندي اجتماع بعد نص ساعة، وعايزك تحضري معايا. هتتعلمي إزاي الصفقات الكبيرة بتتدار."


هزّت رأسها بالموافقة، لكن قلبها كان بيخبط بعنف. مش عارفة هو شاكك فيها… ولا بيحميها.


---


في قاعة الاجتماعات، الجو كان مشحون. رجال أعمال كبار قاعدين، والحديث كله عن مشروع ضخم هيغير شكل العاصمة.

يزن كان بيتكلم بثقة، بيرمي أرقام وخطط على الطاولة، الكل بيصغي بانتباه.

أما نورسين فكانت بترسم بسرعة على الورق أفكار لتصاميم، مش قادرة تمنع عقلها من الاشتباك مع التفاصيل.


فجأة، يزن لمح رسوماتها، أخد الورقة من قدامها من غير ما يستأذن.

الكراسي اتوجهت ناحيتهم، الكل مستني يشوف رد فعله.


ابتسم يزن ابتسامة خفيفة وقال:

– "واضح إن عندنا هنا عقل مبتكر مش بس متدرب. دي رؤية مختلفة تمامًا عن اللي كنا حاطينه في الاعتبار."


الرجال اتبادلوا النظرات، واحد فيهم قال:

– "ممتاز… ممكن تبقى إضافة كبيرة."


الاجتماع خلص، لكن قلب نورسين كان بيغلي. بعد ما خرجوا من القاعة، قالت له بحدة خافتة:

– "إزاي تاخد شغلي من غير إذني؟"


وقف قدامها وقال بهدوء متوتر:

– "لو كنتي لسه شايفة نفسك صغيرة… فأنا شايفك أهم من كده. شغلك يستاهل يتشاف."


كلمات بسيطة، لكن وقعت زي القيد على قلبها… قيود مش مرئية، بس بتخنقها أكتر من أي سلاسل.


---


وبعيد عن كل ده…

أنس كان قاعد في مكتبه، بيلف في إيده نفس الخط اللي كتب بيه الرسالة. عينه مليانة نار وهو بيقول لنفسه:

– "خليه يلعب دور البطل… وأنا هسحب الأرض من تحته. نورسين هتكون ليا… مش ليه."


وفي اللحظة دي، دخلت مليكة، نظرت لأخوها وقالت:

– "أنس، إنت بتدمر نفسك. نورسين مش سلاح تستخدمه ضد يزن. صدقني… اللي بتخطط له هينقلب عليك."


أنس ضحك ضحكة مريرة:

– "هو طول عمره واخد كل حاجة. النجاح… القوة… احترام الكل. المرة دي مش هياخد قلبي كمان."


---


الليل رجع تاني.

نورسين رجعت بيتها مرهقة، لكن دماغها مش قادرة توقف. كل ما تبص على الورق اللي اشتغلت عليه، تفتكر نظرة يزن وكلامه. وكل ما تحاول تنام، تفتكر الرسالة اللي جت من أنس.


وقفت قدام المراية من جديد، قالت بصوت مكسور:

– "أنا داخلة دوامة أكبر مني. وكل ما أقاوم… بلاقي نفسي أكتر مربوطه بيهم. يارب… قوّيني."


وفي اللحظة دي، تليفونها رن. رقم غريب…

ردت بتردد:

– "ألو؟"


جالها صوت رجولي عميق:

– "إوعِ تتخيلي إنك لوحدك. اللعبة لسه في أولها يا نورسين."


المكالمة اتقطعت فجأة…

وبكده، عرفت إن في خيوط تانية بتتشابك حواليها، وإن الحرب مش بس بين يزن وأنس…

في قوة خفية، يمكن أخطر منهم هما الاثنين، بتتحرك في الظل.


نورسين فضلت ماسكة الموبايل في إيدها، إيدها بترتعش، وصوت الراجل الغريب لسه بيرن في ودانها.

مين ممكن يكون؟! وليه بيكلمها بالطريقة دي؟


حاولت تقنع نفسها إن دي مجرد مكالمة عابرة أو هزار تافه… لكن قلبها كان بيدق بسرعة غريبة، إحساس واضح إن حد بيراقبها.


قامت بسرعة، قفلت الشباك، وسحبت الستارة. بعد كده قعدت على السرير وهي بتحاول تركز في نفسها.

لكن دماغها مش راضية تهدى… صورتين بيتصارعوا قدامها: عين يزن الصارمة اللي ساعات تحسها بتحميها، وضحكة أنس المستفزة اللي بتخليها تتلخبط أكتر.


---


في الوقت ده، يزن كان في مكتبه لحد ساعة متأخرة. عينه مشغولة بالملفات، لكن باله كله عند المتدربة الجديدة.

مش فاهم هو ليه مركز معاها بالشكل ده… ولا ليه كل مرة يشوفها يحس إن في حاجة جواه بتتكسر.


فتح درج مكتبه، طلع صورة قديمة محتفظ بيها من سنين، صورة لبنت صغيرة ماسكة لعبتها وبتضحك.

ابتسم ابتسامة خفيفة وقال بصوت واطي:

– "كان المفروض الدنيا تفضل بريئة كده… مش حرب يومية."


لكن صوت الباب وهو بيتفتح قطع عليه أفكاره.

دخلت مليكة، وقفت قدامه وقالت:

– "يزن، لازم تسيب نورسين في حالها. أنس بدأ يخرج عن السيطرة، وأنا خايفة اللعبة دي تبوظكوا كلكم."


يزن رفع عينه ليها ببرود:

– "أنا ما بلعبش، مليكة. اللي بعمله شغل… ولو أنس عايز يدخل حرب معايا، يبقى هو اللي اختار نهايته."


مليكة هزت راسها وقالت بقلق:

– "مش كل حاجة تتحل بالقوة، يزن. في قلوب ساعات تكسر الجبال."


---


أنس في نفس اللحظة كان قاعد مع شلة أصحابه في مكان هادي، لكن دماغه مش معاهم.

واحد منهم سأله:

– "مالك يا أنس؟ شكلك مش مركز خالص."


ابتسم ابتسامة جانحة وقال:

– "أول مرة في حياتي ألاقي حاجة تستاهل إني أحارب علشانها… وأنا مش هسيبها، حتى لو الطريق كله دم."


---


اليوم اللي بعده، وصلت نورسين الشركة، وحاولت تبان قوية قدام الكل.

لكن أول ما دخلت القاعة، لقت نظرات أنس مثبتة عليها. ابتسامته مش بريئة، كأنها رسالة: "أنا عارف إنك قريتي كلامي… ولسه في أكتر."


يزن كان موجود، وعينه وقعت على اللحظة دي.

كتم غليانه وقال بنبرة صارمة للجميع:

– "اللي مش هيعرف يلتزم بالشغل، الباب مفتوح. هنا مش ساحة لعب."


الكلمة وقعت تقيلة، الكل سكت، لكن أنس ضحك بخفة:

– "محدش بيلعب يا باشا… يمكن بس في ناس مش فاهمة قواعد اللعبة."


ونظر لنورسين نظرة طويلة قبل ما يحوّل عينه بعيد.


---


بعد الظهر، وهي راجعة لمكتبها، لقت ظرف تاني مستنيها. قلبها وقع مكانه.

لكن قبل ما تمد إيدها، يزن ظهر فجأة وخد الظرف من قدامها.


قال بصرامة:

– "إيه ده؟"


قالت بتوتر:

– "مش عارفة… لسه ما فتحتوش."


فتح الظرف قدامها، لقى فيه ورقة مكتوب فيها:

"كل قيد بيضعفك، ممكن يكون هو المفتاح اللي يحررك. بس لو عرفتي مع مين تمشي."


يزن مسك الورقة بإيده، عينه اتغيرت… نظرة غضب مش مفهوم مصدرها.

رمى الورقة على المكتب وقال بصوت غليظ:

– "من النهاردة، مفيش حاجة توصلك غير من خلالي. مفهوم؟"


بعد ما رمى الورقة على المكتب، خرج يزن من الغرفة تاركًا نورسين واقفة في مكانها، قلبها بيدق بسرعة، دماغها مش قادرة توقف عن التحليل. كل كلمة قالها كانت مليانة تهديد، وفي نفس الوقت كان فيها نوع من الحماية… إحساس متناقض خلاها تحس إنها متورطة أكتر من أي وقت فات.


نورسين حاولت ترجع لتركيزها على الشغل، بس كل فكرة كانت بتيجي لها عن يزن وعن أنس بتقطعها. الرسائل اللي بتجيلها من أنس، المكالمات الغريبة، النظرات… كل ده خلا دماغها يدور في حلقة مفرغة من القلق والارتباك.


---


في الطرف التاني، أنس مش قادر يسيب الموضوع. كان قاعد في سيارته، عينيه مركزة على مبنى الشركة من بعيد، وهو بيهمس لنفسه:

– "لو حتى حاول يخنقها بالقواعد… أنا هخليها تشوف العالم بطريقتي. دي مش لعبة… دي تحدي."


واحدة من أيديه كانت ماسكة الورقة اللي كتبها بنفسه، بيفكر في كل كلمة وكل تأثير ممكن يسيبه على نورسين.


---


في مكتب يزن، بعد ما خرج، رجع وقعد على الكرسي بتاعه، ماسك دماغه بإيده.

– "ليه كل مرة قلبها بيأثر فيا كده؟ ليه بحس إني مش قادر أسيبها لوحدها؟"

صوت مليكة اللي نصحته قبل شوية رجع في دماغه، قال لنفسه:

– "يمكن اللي بيحصل ده مش بس شغل… يمكن فيه حاجة أكبر مننا إحنا الاتنين."


---


نورسين، رغم كل الضغط والتشتت، حاولت تبني خطتها لنفسها. قعدت على المكتب، رافت أوراقها بعناية، وبدأت ترسم مخططها الشخصي لكيفية التعامل مع يزن وأنس في نفس الوقت.

كتبت لنفسها في ورقة صغيرة:

"خليك قوية… كل خطوة محسوبة… وكل كلمة ليها وزن."


لكن قبل ما تقدر تاخد نفس، رن تليفونها تاني. رقم مجهول، ورجولي عميق مرة تانية:

– "نورسين… لو عايزة تفهمي اللعبة، لازم تبقي جاهزة لكل خطوة. كل اللي شفته لحد دلوقتي مجرد البداية."


المكالمة اتقطعت فجأة. قلبها وقع… المرة دي الإحساس كان أقوى، كأن حد بيشوف كل تحركاتها.


---


في نهاية اليوم، بعد ما كل حد راح، نورسين فضلت قاعدة في مكتبها لوحدها، تدور في أوراقها، وتعيد قراءة كل الرسائل والملاحظات. عرفت نقطة مهمة:

اللي بيحصل حواليها مش مجرد شجار أو منافسة… دي لعبة كبيرة، وكل خطوة فيها لازم تكون محسوبة. وعلشان تقدر تكمل، لازم تفهم مين صديقها الحقيقي ومين عدوها… ومين القوي اللي بيتحرك في الظل.


---


وبينما هي غارقة في أفكارها، باب المكتب اتفتح بهدوء… وظهر شخص غامض، ضوء خافت بس يكشف ملامحه:

– "نورسين… الوقت قرب… واللي جاي أكبر مما تتخيلي."


نورسين رفعت عينيها بدهشة وخوف، قلوبها بدأت تخفق بشدة، وعرفت في اللحظة دي إن الحرب… لسه ما بدأتش فعليًا.


نورسين وقفت مذهولة، مش عارفة ترد.

لكن جواها بدأت تسأل نفسها: هو بيحميها فعلًا… ولا بيقيدها أكتر؟


نهاية الفصل الرابع 


انتظروني   في الفصل الخامس


الخطر… وألعاب الظل"في قلوب العشاق وتجاوز مخاطر للفوز بحرب القلوب هذا الحب سيكتب علي جدرا الزمن


روايه اسيرة بين قلبين 

(السيف الصائب)🗡

✦ الفصل الخامس ✦


#بقلم الكاتبه سوسواحمد   


" الخطر… وألعاب الظل"في قلبوب العشاق وتجاوز مخاطر للفوز بحرب القلوب هذا الحب سيكتب علي جدرا الزمن


الصبح دخلت نورسين الشركة وهي حاسعة بثقل غير عادي على كتفها، كأن كل خطوة بتاخدها محكومة بمراقبة مستمرة. حاولت تخلي وجهها عادي، لكن قلبها كان بيدق بسرعة من أول ما فكرّت في المكالمات الغريبة، والظروف اللي بتتحكم فيها، ووجود يزن وأنس في كل لحظة.


---


في مكتبها، لقت رسالة جديدة على بريدها الداخلي. فتحتها بسرعة وقرأت:

– "كل قرار ليك دلوقتي هيتحسب. ركزي… ومين يعرف، يمكن الخطأ الواحد يخلي الكل يدفع تمنه."


نورسين حست بتوتر شديد. الرسالة كانت كأنها لعبة شطرنج… كل حركة ليها أثر، وكل خطوة محسوبة. قلبها اتسارع، لكنها حاولت تاخد نفس عميق وتفكر بوضوح.


---


في الجانب الآخر من الشركة، أنس كان بيتابع تحركات نورسين من بعيد. شفته وهي بتفتح البريد، وابتسامة جانحة ظهرت على وجهه. قال لنفسه:

– "كل خطوة بتاخديها… أنا عارفها. وكل ما تبقي أقرب ليزن… أنا هقرب أكتر."


ثم اتجه لمكتبه، فتح درج صغير فيه دفتر مليان ملاحظات عن كل تفاعل لها مع يزن، وابتسم وهو بيقلب الصفحات:

– "اللعبة بدأت تتشكل… والجواب النهائي مش بعيد."


---


يزن، في مكتبه، كان مركز على اجتماع مع فريقه، لكنه عينه كانت بتروح على مكتب نورسين من بعيد. حاسس إن كل كلمة بتطلع من فمها، كل حركة، كل نظرة، بتأثر فيه بطريقة مش مفهومة.


بعد الاجتماع، خرج منها مسرعًا، وطلب من نورسين تروح معاه إلى مكتب آخر، بعيد عن أي تشتت. لما وصلوا، قال ببرود:

– "في الشغل، مش كل شيء واضح زي ما تتخيلين. اللي تحاولين تعملينه من قلبك، ممكن يخسرنا فرص كبيرة."


نورسين ردت بصوت ثابت:

– "أنا بس بحاول أعمل شغلي صح… ومفيش نية لإحداث مشاكل."


يزن نظر لها بعينين فيها صرامة واهتمام:

– "مفيش نية؟ كلامك ممكن يكون صعب التفسير، لكن كل خطوة لازم تكون محسوبة. لو وقعتِ في خطأ… التأثير مش بس عليكي."


نورسين حسّت بالضغط، لكنها حاولت تمسك أعصابها:

– "أنا فاهمة… وهركز أكتر."


---


في الخارج، أنس كان مستنيها، شايف كل خطوة بتعملها، وابتسامته ما بتفارق وجهه. لما شافها تدخل مع يزن إلى المكتب، زم شفتيه وقال بصوت واطي:

– "مش هسيبها تتحكم فيها… ومش هخلي حد يحد من قوتها."


---


الظهر، نورسين راحت للمطعم الصغير في الشركة تاخد قسط من الراحة. فجأة، واحد من الموظفين جاء وقال لها:

– "ده ليك."


لقيت ظرف أبيض، وفتحتو بسرعة. الورقة جواها كانت مكتوبة بخط واضح، وقال فيها:

– "المفتاح الحقيقي مش بس التركيز… لازم تعرفي مين حقيقي ومين بيتحرك في الظل."


قلبها اتقبض. الإحساس بالخطر بدأ يزيد، وبدأت تسأل نفسها: مين المجهول اللي بيعرف كل تحركاتها؟


---


بعد ما رجعت للمكتب، حاولت تهدّي نفسها، لكن موبايلها رن تاني. رقم مجهول، وصوت عميق رجولي قال:

– "نورسين… كل خطوة ليك محسوبة، وكل قرار ليك ليه تبعاته. اعرفي مين جنبك… قبل ما الوقت يخلص."


المكالمة اتقطعت فجأة، والنفسية بدأت تتوتر أكتر.


---


في نفس الوقت، يزن كان بيتابع بعض العقود والمشاريع الكبيرة، لكنه كل شوية بيرجع يتذكر رسومات نورسين، وطرق تفكيرها، وكل مرة يحاول يوازن بين شعوره بالحماية تجاهها وبين الحاجة للتحكم في الموقف.


مليكة دخلت المكتب وقالت له:

– "يزن، لازم تعرف إن اللعب مع أنس دلوقتي خطر… اللعب ده ممكن يبوظ كل حاجة."


يزن هز رأسه وقال:

– "أنا عارف. بس ماينفعش أسيبها تتوه وسط كل ده. لازم أتحكم في اللي حواليها."


---


في المساء، أنس دخل بيت نورسين فجأة، بعد ما استغل فرصة خلو المكان فاضي. وقف بعيد عنها وقال بابتسامة:

– "اللي أنتِ شايفاه مجرد بداية. لو فاكرة إنك هتكوني محمية… غلطانة."


نورسين تراجعت خطوة، عينيها مليانة خوف لكن محاولة للثبات:

– "أنس… مش هسيبك تتحكم في حياتي."


ابتسم بسخرية وقال:

– "مش حياتك بس… ده قلبك، عقلك، كل خطوة ليك… وأنا عايز أكون جزء من اللعبة دي."


---


وفي اللحظة دي، نورسين عرفت الحقيقة: الحرب مش بس بين قلبين… ده سباق بين سيطرة وظل، كل واحد عايز يثبت قوته، وكل خطوة ليها تبعات أكبر مما تتخيل.


وقفت نورسين، قلبها يدق بسرعة، وقالت لنفسها:

– "لازم أفهم مين صديقي… ومين عدوي… قبل ما أي خطوة غلط تودي بيّا بعيد."


---


.


بعد ما خلصت من اجتماعها الأخير، رجعت نورسين لمكتبها، وكانت حاسة إن اليوم لسه مش خلص. كل خطوة بتحركها، كل ورقة بتفتحها، كانت كأنها محسوبة ومراقبة من حد غامض. حاولت تمسك نفسها، تنظم أفكارها، لكن المشاعر بدأت تختلط: خوف، فضول، تحدي، وإحساس غريب بالمسؤولية تجاه نفسها وأحلامها.


---


جلست على مكتبها، ورقة ورقة من تصميماتها القديمة قدامها، وكل رسم كان بيفكرها بيزن وأنس. نظرات يزن الصارمة اللي ساعات بتحس فيها إنه بيحميها… وضحكة أنس اللي كانت دايمًا تجرّب صبرها وتخلّيها تشك في نفسها.


رمت نظرة على الموبايل، رقم مجهول اتصل تاني، لكنها رفضت ترد، وعوضًا عن ده، كتبت في دفترها الصغير:

– "خليكي صاحِية… خلي كل خطوة محسوبة… كل كلمة ليها تأثير."


بدأت ترسم خطة. مش خطة للشغل بس، لكن خطة لنفسها… كيف تتعامل مع يزن وأنس، إزاي توازن بينهم، وتعرف مين حقيقي ومين بيتحرك في الظل.


---


في الوقت ده، يزن قعد على مكتبه، ماسك دماغه بإيده. الجو كان ساكن، بس كل ثانية بتحسها ثقيلة. فتح دفتره القديم، طلع صورة قديمة، صورة لبنت صغيرة ماسكة لعبتها وتضحك. ابتسم ابتسامة واطية، وقال لنفسه:

– "كان المفروض الدنيا تفضل بريئة… مش حرب يومية."


لكن ما طولش على هدوءه، الباب اتفتح ودخلت مليكة:

– "يزن… أنس بدأ يلعب لعبته… ومش عايزة أي حاجة تقع على نورسين."


يزن رفع عينه ليها، بنظرة جافة لكن مليانة تركيز:

– "أنا ما بلعبش، مليكة… اللي بيحصل ده شغل… ولو أنس عايز يختبر قوته، يبقى هو اللي هيتحمل العواقب."


مليكة تنهدت وقالت:

– "أحيانًا، القلوب القوية ممكن تكسر الجبال… بس اللعب بالنار خطر."


---


في نفس اللحظة، أنس كان قاعد في سيارته، بيراقب مبنى الشركة من بعيد. عينه مركزة على كل حركة لنورسين. ماسك الورقة اللي كتبها بنفسه، وبيهمس لنفسه:

– "لو حتى حاول يزن يخنقها بالقواعد… أنا هخليها تشوف العالم بطريقتي… دي مش لعبة… دي تحدي."


ابتسم ابتسامة جانحة، وهو بيخطط للخطوة الجاية.


---


نورسين حاولت تركز على شغلها، لكن كل حركة كانت تفكر فيها عن يزن وأنس بتقطع تركيزها. فجأة، الظرف التاني ظهر على مكتبها، نفس الورقة اللي كانت بتجي من أنس:

– "كل قيد ممكن يكون مفتاح… بس لازم تعرفي مين جنبك."


قبل ما تلحق تفتحه، يزن ظهر فجأة وأخد الظرف من قدامها. نظر لها بنظرة صارمة:

– "من النهاردة، مفيش حاجة توصلك إلا من خلالي… مفهوم؟"


نورسين وقفت مكانها، قلبها يدق بسرعة، ومش قادرة تفهم هل هو بيحميها… ولا بيقيدها أكتر.


---


بعد شوية، رجعت نورسين للمكتب بعد استراحة قصيرة، وبدأت تحاول ترتب أوراقها. كل صفحة كانت مليانة رسومات وأفكار، وكل فكرة كان لها تأثير في خيالها… في الواقع… وحتى في تعاملها مع يزن وأنس.


كتبت لنفسها في دفترها الصغير:

– "أنا هنا عشان أثبت نفسي… مش لعبة في أيدي أي حد. كل خطوة محسوبة… وكل قرار ليه وزنه."


لكن قبل ما تقدر تاخد نفس، رن تليفونها تاني. الرقم المجهول اتصل… والصوت العميق رجولي:

– "نورسين… لو عايزة تفهمي اللعبة… لازم تبقي جاهزة لكل خطوة. كل اللي شفته مجرد البداية."


المكالمة اتقطعت فجأة. قلبها وقع، وإحساس الخطر صار أقوى.


---


في نهاية اليوم، بعد ما الكل خرج، نورسين فضلت قاعدة على مكتبها، تدور في الأوراق، تفكر في كل كلمة… كل نظرة… كل حركة حصلت النهاردة.


عرفت إن الحرب مش بس بين قلبين… ده سباق بين سيطرة وظل. وكل خطوة فيها ليها تبعات، سواء قدام يزن أو أنس أو أي قوة غامضة في الظل.


رفعت عينيها للمراية وقالت بصوت واطي:

– "أنا مش هخلي أي حد يتحكم في حياتي… بس لازم أفهم مين صديقي، ومين عدوي… قبل ما أي خطوة غلط تودي بيّا بعيد."


---


الليل كان ساكن، لكن قلب نورسين كان مليان توتر. كل رسالة، كل مكالمة، كل نظرة… كانت بتسحبها لدوامة من الغموض والمشاعر المتشابكة.


وفي اللحظة دي، الباب اتفتح بهدوء… شخص غامض ظهر في ضوء خافت، وملامحه كانت شبه ضباب:

– "نورسين… الوقت قرب… واللي جاي أكبر مما تتخيلي."


نورسين وقفت مذهولة، مش عارفة ترد، لكن جوّها الداخلي بدأ يحذرها:

– "هو بيحميها… ولا بيقيدها أكتر؟"


---


اليوم ده خلص على قمة التوتر، وكل شخصية دلوقتي عالقة بين مشاعرها… قراراتها… والخطر اللي حواليها.

الحرب في الظل استحكمت، والنار بدأت تداعب كل حركة… وكل خطوة محسوبة.


الفصل الخامس خلص على توتر شديد… الحرب في الظل بدأت فعليًا، وكل شخصية دلوقتي على مفترق طرق: يزن يحاول يحميها بطريقة صارمة، أنس يحاول يجذبها لمجهول، ونورسين في وسط عاصفة من المشاعر والخيارات.

نهاية الفصل الخامس


انتظروني  في الفصل السادس

 حب علي مهب الريح وقلوب تغشي السقوط في  بئر الهويه


شبكات الغموض… وخطوات على الحافة"القلوب يكسر حواجزها الزمن ويروي اسطرها عشق غير مبرر فهل يتصمد القلوب تجاه هذا الحب ام تنفجر بنهير واندفع وعترفه

يتبع 


أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close