expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية عروستي ميكانيكي الفصول الاخيره بقلم سما نور الدين حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية عروستي ميكانيكي الفصول الاخيره بقلم سما نور الدين حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية عروستي ميكانيكي الفصول الاخيره بقلم سما نور الدين حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


..تفاجئ عمرو عندما نطق بكلماته الاخيرة بمن يمسك بتلابيب قميصه ويهمس بصوت حاد قوي أمام وجهه ..

.."..سمعني كدة تاني جاي تطلب ايد مين .."..

..اسرع صلاح بقوله وهو يمسك بمرفق ابراهيم ..

.."..اهدى ياابراهيم وانا افهمه منوش تبقالك ايه .."..

..ارتج جسد عمرو وأخذ ينتقل بعينيه بينهما وهو يردد بعد محاولته لفض قبضة ابراهيم عن قميصه..

.."..هو في ايه ياجماعة هو انا غلطت في حاجة..انا داخل البيت من بابه ..انا بحب الانسة منوش وطالبها في الحلال .."..

..اهتاج ابراهيم كالثور لسماع اسم زوجته المدلل واعلان حب رجل غريب لزوجته فلم يعي بنفسه الا وركبته تضرب مابين ارجل عمرو الذي جحظت عيناه وكسى وجهه الاحمرار فامسك ابراهيم برأس عمرو ليوجه له ضربة رأس قوية ليفترش عمرو الارض على اثرها ..

..حاول صلاح ان يبعد ابراهيم عن عمرو الملقى ارضا ولكن ابراهيم كان كالثور الهائج فلم يستطع صلاح منع ابراهيم من ضرب عمرو المتكوم ارضا بضربة قوية استهدفت معدته وابراهيم يصرخ به ..

.."..جاي تطلب ايد مراتي ياكلب .."..

..لم يجد صلاح الا محاوطة ظهر ابراهيم بكلتا ذراعيه العضلية محاولة منه للدفع به بعيدا عن ذاك المتكوم ارضا ..وهو يصيح بصوت عال ..

.."..قلتلك اهدى وبلاش الجنان دا..الواد مايعرفش انها مراتك .."..

..تملص منه ابراهيم وهي يهدر بحدة وغضب ..

.."..اوعى سيبني ..جايبلي صاحبك يطلب ايد مراتي ..".. 

هرولت ايمان بعيون جاحظة ناحيتهم وهي تهتف بعد سماعها بأصواتهم العالية ..

.."..يالهوي ..هو في ايه .."..

..نظرت لعمرو المرمي ارضا فاتجهت ناحيته لتجثو بركبتيها ارضا بجانبه تربت فوق ذراعه وهي تصيح ..

.."..يالهوي يالهوي ..كابتن حيسام ..كابتن حيسام  ..جرالك ايه ..".. 

..ومع تأوهات عمرو همس بضعف ..

.."..اسمي عمرو يامنوش .."..

..اهتاج ابراهيم لينقض عليهما مرة اخرى فامسك بمرفق ايمان لتقف امامه يهز جسدها بقوة وهو يهتف بغضب ..

.."..كابتن حسام جاي يطلب ايدك ياهانم .."..

..ردد عمرو من بين تأوهاته ..

..".. اسمي عمرررو .."

..اتسعت عيني ايمان التي انتقلت بهما بين عيون المحاطين بها لتتلعثم وهي تشير لنفسها ..

.."..جاي يطلبني انا .."..

..هتفت العجوز بتذمر ..

.."..جالك عريس يامنيلة .."..

..قام صلاح بمساعدة عمرو ليقف وهو يقول بصوت غاضب مغتاظ ..

.."..مش كنت تكلمني الاول يااهبل .."..

..دفع ابراهيم بزوجته ناحية غرفتها وهو يقول ..

.."..غيري هدومك بسرعة عشان نمشي من هنا .."..

..حاولت ان تقف بقبالته قبل ان يغلق باب غرفتها وقالت بصوت مرتعش ..

.."..نمشي ..طب والافتتاح ..وخالي .."..

..اقترب منها بخطوات بطيئة وملامح وجه لاول مرة تشعر بالخوف حين رأتها فوجدت نفسها تتراجع للوراء تتشبث بمقدمة بلوزتها.. توقف واقترب بوجهه من وجهها ليهمس من بين اسنانه بصوت غاضب حاد ..

.."..لو عايزة خالك هو والزفت صاحبه يباتوا في المستشفى وانا ابات في القسم انهاردة خليكي قاعدة ....هما تلات دقايق يابنت عمي بالظبط والاقيكي قدامي ..يالاااا"..

..انتفضت بمكانها وقالت بتلعثم ..

.."..طب ..حاضر ..بس ..اخرج عشان ..عشان اغير .."..

..تكتف وهو يقول بحزم ..

.."..لا ..يالا قلت .."..

..التمعت عينيها بالدموع وقالت بصوت باك وتشير للباب..

.."..انت متعصب عليا ليه ..انا مالي ..انا اللي قلت لحيسام ييجي يتقدملي .."..

..كان صدره يعلو ويهبط من بركان الغضب الذي كان يغلي ويذبد بداخله ..حاول ان يكبت انفجاره وبالاخص عندما لمست شغاف قلبه بدمعاتها المحبوسة وصوتها المبحوح ..فقال من بين اسنانه..

.."..تلات دقايق والاقيكي برة .."..

..خرج بعد ان صفق الباب بقوة اهتزت لها الارجاء..ليقف خلفه وعينيه تتابع صلاح الذي امسك بقطعة قطن واخذ يمسد بها فوق وجه عمرو الذي جلس بجانب الجدة العجوز وهو يقول ..

.."..انت اللي غلطان ياكابتن صلاح.. ازاي متقوليش انها متجوزة .."..

..وبعنف ضرب صلاح وجه عمرو بقطعة القطن وهو يقول بغيظ ..

.."..وانت كنت اتنيلت وسألتني وانا مرديتش عليك .."..

..فتحت ايمان الباب لتجد هذا الذي يعترض طريقها بظهره فقالت بتأفف ..

.."..انا لبست خلاص .."..

استدار ليقف بقبالتها ينظر اليها من اسفلها لاعلاها ليجدها ارتدت بنطلون جينز وبلوزة قطنية تصل حافتها لفخذيها ..فتح راحة يده التي مدها له ..انتقلت بنظرها بين يده وعينيه جامدة النظرات ..وضعت كفها بيكفه الذي احتضنه بقوة ومشى بها ناحية الباب لتقف فجاة فالتفت اليها ليجدها تهمس بهدوء وتوسل خفي مابين كلماتها..

.."..هنمشي كدة من غير مانسلم على ستي وخالي .."..

..وقبل ان يجيبها ابراهيم توجه اليهما صلاح وهو يقول بصوت حاد قوي ..

.."..على فين .."..

..تقدم ابراهيم خطوة تتسم بالعدائية تجاهه فوقفت ايمان كحائل بينهما وهي تقول برجاء لكليهما ..

..".. خلاص بقى انتو الاتنين ..انا تعبت والله العظيم .. " ..

..نظر الاثنان شزرا لبعضهما وبشق الانفس منعا نفسهما من الاشتباك سواء بالكلمات او بالايدي ..فامسك صلاح برأس ايمان ليقبلها وهو يقول بجانب اذنها ..

.."..هستناكي يوم الافتتاح متتاخريش عليا .."..

..هزت ايمان راسها بالايجاب وقبل ان تخرج نظرت للعجوز عندما صاحت ..

.."..مع السلامة يابنت منى ..ابقي تعالي زوريني يابت .."..

..وبعد برهة من الوقت كانت ايمان بسيارة ابراهيم تنظر اليه بتوجس لتتنحنح وهي تقول بصوت خافت ..

.."..ابراهيم .."..

..اشتدت قبضتيه حول المقود دون ان يجيبها غير بانفاس متسارعة ملتهبة ..

..التفتت تراقب الطريق من خلال نافذتها الزجاجية لتجد نفسها بنهاية الطريق امام بوابة فيلا جدها ليقول ابراهيم وبصوت جامد ..

.."..انزلي ..ولو احتجتك في الشركة هبعتلك العربية ..اتفضلي .."..

..اصطكت اسنانها من شدة غيظها ..امسكت بمقبض بابها وقالت بغضب وهي تترجل من السيارة ..

.."..و ايه رايك بقى لو طلبتني مش هاجي وخلي شغل الشركة يطربق فوق دماغكو .."..

..ارتسم الغضب فوق ملامحه واكتسى وجهه باحمرار الغضب عندما صفقت الباب بقوة وبخطوات واسعة صعدت درجات السلم الرخامي بطريقها لباب الفيلا ..

..دلفت ايمان بخطواتها القوية داخل الفيلا لتجد نيرمين تجلس بحضن عمتها فرق الاريكة الوثيرة بمنتصف الصالة الواسعة لتهتف بصوت مستنكر عال ..

.."..اهلااااا ...انتي هنا ...يالا عشان اليوم ال...... يكمل .."..

..هبت زهرة لتقف وهي تسألها بتعجب ..

.. "..ايمان ..ايه اللي جابك دلوقتي ..مش قلتي هتقعدي يومين عند خالك .."..

..اتجهت اليها ايمان وهي تهتف بغضب ..

.."..وهو طول ما ابن اخوكي ورايا هروح في حتة واتهنى بيها ..جابني لغاية هنا بعد ماضرب صاحب خالي في بيتي .."..

..اتسعت عيني زهرة وهبت نيرمين لتقف وهي تتحدث بالانجليزية ..

..".. What ?!! .."..

..اشارت اليها ايمان بعصبية وهتفت ..

.."..بت انتي ..هتوطوطي هجيبك من شعرك ..انا بقولك اهو .."..

..تمسكت نيرمين بمرفق عمتها وهي تهمس بخوف ..

.."..عمتو ..بليز ابعديها عني .."..

..تأففت زهرة وهي تلوح بيدها وتقول لكلتاهما ..

.."..وبعدين معاكو انتو الاتنين .."..

..استطردت قولها وهي تنظر لايمان..

.."..ايمي حبيبتي ..نيرمين خلاص رجعت تعيش معانا من تاني .. فعايزاكي تنسي اي سوء تفاهم حصل بينكم ..وتعيشوا مع بعض كاخوات .."..

..نظرت ايمان لنرمين بتوجس وهي تقول بمكر ..

.."..على اساس ان الحلوة هتقبل تكون اخت البنت الشوارعية البيئة زي مقالت عليا قبل كدة .."..

..نظرت العمة لنيرمين وقالت بهدوء..

.."..نونا حبيبتي احنا اتفقنا على ايه ..مش قلنا هنفتح صفحة جديدة مع ايمان ..لانها بنت عمك وزي اختك .."..

..مطت نيرمين شفتيها وهي تقول بصوت خافت متلعثم ..

.."..اوك ياعمتو ..بس .."..

..ربتت زهرة فوق وجنتها وهي تقول بتودد ..

.."..من غير بس .. يالا سلموا على بعض وتنسوا اي حاجة حصلت قبل كدة وتبتدوا من اول وجديد .."..

..مدت نيرمين يدها بتردد واضح أمام ايمان وعمتها وهي تردد ..

.."..Shake Hands ايمان.."..

..التوت شفتي ايمان وهي تصافح نيرمين وتقول ساخرة ..

.."..شيك بدون رصيد ياختي ..معايا فلوس فكة تنفع .."..

..ضحكت العمة زهرة وهي تحوطهما بكلتا زراعيها وتقول وهي تتجه بهما ناحية السلم المؤدي للطابق العلوي ..

.."..انا عايزاكم دلوقتي تطلعوا فوق وتلبسوا فساتين حلوة عشان نحضر خطوبة عائشة بنت دادة فاطمة وإمام السواق .. هنا في جنينة الفيلا ..انا  كنت لسة هتصل بيكي ياايمي عشان تيجي .. "..

..اتسعت عيني نيرمين وهي تقول باستنكار واضح ..

.."..  What ......No way ..ياعمتو.."..

..ثم اشارت لنفسها وهي تستطرد قولها بتذمر ..

.."..انا احضر خطوبة السواق بتاعنا .."..

..ارتفعت شفة ايمان العلوية ثم اصدرت شهقة خفيفة وهي تقول بسخرية ..

.."..ومالو بقى يابنت عمي.. إمام ..السواق ..تكونيش انتي بنت تسعة وهو ابن اربعة ونص ..البني ادم باخلاقه مش بثروته كام في البنك ..وشوفي بقى عشان نكون على نور من اولها ..ياتنزلي من برجك العالي دا وتعيشي معانا زي بقية الخلق من غير عنطظة فارغة .. ياتقعدي في اوضتك ومالكيش دعوة بحد فينا .."..

..التمعت عيني نيرمين وهي تنظر لعمتها التي عاتبت ايمان بقولها ..

.."..ايمي ..نرمين متقصدش ..بالراحة عليها .. هي من حقها تستغرب لاننا اول مرة نتصرف قصادها بالشكل دا .."..

..صعدت نيرمين السلم وهي مسرعة كاتمة شهقة بكائها ..فاستطردت زهرة قولها وهي تنظر بغيظ لإيمان ..

.."..ايمان وبعدين معاكي ..لازم اسلوبك يكون احسن من كدة وانتي بتتكلمي مع بنت عمك ..خصوصا بعد اللي حصل .. ". 

..نظرت لها ايمان بتوجس وهي تقول ...

.."..وهو ايه اللي حصل ياعمتي .."..

..تنهدت عمتها وهي تقول ..

.."..عمك سمير اتنازل عن القضية اللي رفعها على جدك ..وهيسافر هو واصلي تركيا ومش هيرجع الا لما جدك هو اللي يقرر .."..

..ابتهجت ملامح ايمان وانغمست بحضن عمتها وهي تصيح بفرح..

.."..والنبي صحيح ..يعني مابقاش في قضية ..الحمد لله ..". 

..مسدت زهرة فوق ظهر ايمان وهي تقول ..

.."..ايوة خلاص مبقاش في قضية ..وكان شرط جدك عشان يحاول انه يسامح عمك ..هو ان نرمين ترجع تعيش معانا وهما يسافروا تركيا.. نرمين مرتبطة بمامتها وسمير ..وصعب عليها تعيش بعيد عنهم ..يبقى لازم نعوضها ياايمي مش نصعب عليها العيشة هنا معانا ..نرمين بنت طيبة صدقيني ..جايز تكون مدلعة شوية ..ومامتها مأثرة عليها بشكل كبير ..بس من جواها بنت كويسة جدا ..فاهمة ياايمان ..حاولي تصاحبيها.. "..

..نزعت ايمان نفسها من حضن عمتها وهي تقول بهدوء..

.."..حاضر ياعمتي ..انا هصبر عليها ومش هاكشملها من اول مرة ..بس لو طولت في دلعها المرق دا ..هجبهالك من شعرها ..انا بقولك اهو .."..

..صعدت ايمان السلم دون ان تعي لرد فعل عمتها التي ضربت جانبيها وهي تقول ..

.."..مافيش فايدة فيكي .."..

..ترددت ايمان عندما وقفت أمام غرفة نيرمين ولكنها طرقت بقوة ودلفت عندما سمعت صوت نيرمين يقول ..

.."..اتفضلي يادادة .."..

..رفعت نرمين حاجبيها عندما رأت ايمان واقفة تلوح بيدها وتقول ..

.."..بصي ..من الاخر كدة انا جاية افتح صفحة جديدة معاكي زي ماعمتي ماقالت عشان احنا ولاد عم ..لكن هتسوقي فيها العوج وتتأصعي عليا او تتمايصي على جوزي ..هاقطم رقبتك على صدرك ..امين يابنت عمي .."..

..تقطب جبين نرمين وببلاهة تساءلت ..

.."..امين مين ..". 

..شدت ايمان مقدمة بلوزتها وهي تصيح بيأس ..

.."..ياختااااااي عليا وعلى عم امين في ساعة واحدة .."..

..تقدمت ناحيتها وجلست بجانبها فوق الفراش وقالت ..

..".. متزعليش ياختي ان امك وابوكي مسافرين وسايبينك ..ع القليلة هما شوية وراجعين ..او ممكن انتي تسافريلهم ..لكن انا بقى لا ينفع ابويا وامي الله يرحمهم يرجعوا ولا انا اروحلهم الا لما يأذن ربنا ..فاحمدي ربنا ...واحنا اهو ياستي كلنا حواليكي ..جدك وعمتك واخوكي مراد وانا ...ابراهيم لا .."..

..ضحكت نيرمين وهي تقول ..

.."..اطمني ..ابراهيم انا اتاكدت انه بيحبك اوي و عشان كدة خلاص ..هو دلوقتي بالنسبالي ابن عمي واخويا الكبير وبس .. انا كنت بعمل كدة معاه.. كنت بغيظك عشان كنت غيرانة منك ..".. 

..رفعت ايمان حاجبيها بتعجب واعتدلت بجلستها فوق الفراش وهي تقول ..

.."..انتي تغيري مني ليه ..دا انتي عاملة زي البسكوتة ..صحيح مايصة شويتين ..بس مش قادرة افهم ازاي تغيري من اسطى ميكانيكي زيي .."..

..اعتدلت نيرمين مثلها بجلستها لتكون بقبالتها وهي تقول ..

.."..عشان من اول يوم جيتي فيه البيت ..استوليتي على انتباه واهتمام الكل ..حتى الخدامين بقوا بيحبوكي وبيفرحوا وهما قاعدين معاكي ..جدو وعمتو الابتسامة مش بتفارقهم طول مانتي حواليهم ...حتى مراد اخويا بيكون مبسوط وهو قاعد معاكي ..اما ابراهيم لقيتو بيبصلك بطريقة عمري ماشوفته بيعملها مع حد تاني ..حتى نبرة صوته بتتغير وهو بيكلمك ..لقيت نفسي على الهامش محدش واخد باله مني خالص ..و عشان كدة فرحت اننا سيبنا البيت ..لان كل مابقيت اشوفك بحس بنفسي اد ايه انا ولا حاجة ..". .

..ضربت ايمان صدرها وهي تقول بصوت عال ..

.."..يالهوي بالي ...كل دا في قلبك يابنت عمي ..بس انتي غلطانة على فكرة ..غلطانة عشان استخسرتي فيا حب اهلي اللي كنت محرومة منهم تلات سنين بعد ما مات ابويا وامي ..وانتي طول حياتك متنعمة بحبهم وحنانهم ..انتي بس لو كنتي اديتيني فرصة ..كنتي هتلاقيني ولا اجدعها اخت فيكي يا منطقة .."..

..اصدرت نيرمين ضحكة خافتة وهي تفرك كلتا كفيها ببعضهما ..وضعت ايمان يدها فوق كفيها وقالت بهدوء عكس مايعتمل بصدرها من خوف ..

.."..انا عايزاكي تصارحيني ..انتي ..انتي بتحبي ابراهيم ..جاوبيني بصراحة .."..

..التوت شفتي نيرمين بابتسامة ساخرة ثم قالت وهي تربت فوق كف ايمان ..

..".. ابراهيم بالنسبالي كان 

Like .. حاجة كدة زي movie star ..

..كنت معجبة بيه ..دا غير ان مامي كانت دايما تقولي ان ابراهيم في النهاية هيتجوزني ...بس انا كنت بشوف ان مافيش حاجة زي دي هتحصل ..معاملة ابراهيم ليا وكأني اخته ..دا غير علاقته بالتشين ..وبصراحة انا من جوايا مكنتش زعلانة اوي للي بيحصل ..بس قلت انه لو حصل اوك يمكن اكون مبسوطة وقتها ..لغاية ماجيتي انتي واتاكدت ان مستحيل انا وابراهيم نرتبط ..و believe me ..مكنتش مضايقة ..كنت عادي ..ودا يأكدلي قبل مايأكدلك انتي ..ان الاحساس اللي حسيته ناحية ابراهيم مش حب خالص .."..

..اتسعت ابتسامة ايمان وقالت وهي تتنهد بأريحية ..

..".. طب الحمد لله ..انا كنت خايفة اشيل ذنب كسرة قلبك .."..

..صاحت ايمان بصوت عال وقالت بابتهاج ..

..".. بصي بقى يابنت عمي..انهاردة عندنا فرح ..يعني تنقيلي فستان على زوقك بس يكون محترم مش خليع زي اللي بتلبسيه دا ..وتمكيجيني ..عشان ابن عمك مخاصمني وعايزة اصالحه .."..

..ابتسمت نرمين وبحماس قالت ..

.."..طبعا طبعا هخليكي سوبر ستار ..بس احكيلي الاول هو مخاصمك ليه .."..

..ارتاحت ايمان لبداية علاقة جديدة مع ابنة عمها وبدأت بسرد ماحدث بإهتمام .....

****

..واثناء ذلك كان سمير بسيارته  التي ركنها على احدى جانبي الشارع الذي يقطن بإحدى بيوته والد اسيا يزفر بضيق وهو يقول لزوجته بصوت غاضب ..

.."..انزلي يااصلي من العربية ..قلتلك مليون مرة هنقعد معاهم نص ساعة ونمشي على طول  .."..

..كادت اصلي ان تبكي وهي تردد ..

.."..مستحيل ياسمير ..انت مش شايف ..مش شايف المكان شكله عامل ازاي ..oh my god.. انا اصلي هانم ابنها مراد بيك رجل الاعمال يخطب بنت عايشة هنا في المكان البيئة دا .."..

..ضرب سمير مقود سيارته بغضب وقوة وهو يصيح بها فارتعدت بمكانها ..

.."..قلت انزلي ..وحسك عينك يااصلي تزعليهم بكلمة من كلامك اللي زي السم دا ..فاهمة ..بابا لو عرف اننا زعلاناهم او قللنا من بنتهم قدام ابنك ..هتلاقي نفسك ياهانم في الاخر بتزوريني في السجن والناس كلها بتتسابق عشان تاخد معاكي سيلفي ..انززززلي .."..

..نظر سمير لمرآة سيارته ليجد سيارة مراد تركن ورائه ..

..نزل مراد وبيده باقة مم الورود الملونة وعلبة تحتوي على حبات شيكولاتة من النوع الفاخر ..

..قال سمير بصوت جامد ..

.."..ابنك وصل ..انزلي وزي مافهمتك وحذرتك يااصلي .."..

..وبتأفف قالت اصلي وهي تمسك بمقبض الباب استعدادا لنزولها ..

.."..حاضر ..قلت حاضر ياسمير .."..

..وبعد برهة من الوقت كان مراد ووالديه جالسون بالصالة وبجانبهم يجلس والد اسيا واسيا التي كانت تنظر بتوجس لأصلي الجالسة بحذر ان تلمس أي شيء حولها خوفا من ان يصيبها عدوى او مرض ما ..

..وضعت والدة اسيا الصينية فوق الطاولة وهي تقول ..

.."..نورتونا وشرفتونا ..دا انهاردة ولا اكنه عيد .."..

..اجابتها اصلي بهزة من رأسها وابتسامة سمجة فوق شفتيها فأسرع سمير بقوله حتى لا ينتبه احد لصلافة اصلي معهم..

.."..احنا اللي اتشرفنا بيكم ياهانم .. احنا جينا انهاردة عشان نتعرف عليكم ونعتذر مقدما اننا مش هنقدر نحضر الخطوبة بسبب ظروف الشغل اللي بسببها لازم نسافر تركيا في اقرب وقت ..لكن طبعا يوم كتب الكتاب والفرح اكيد هنكون موجودين .. "..

..كان والد اسيا يراقب الموقف بحذر شديد وايقن بداخله بأن هؤلاء وكأنهم مرغمون على تلك الزيارة ..فقال بصوت هادئ ..

..".. ان شاء الله ..كله في علم الغيب يا استاذ سمير .. "..

..نظر سمير للرجل وتنحنح وهو يقول ..

..".. أكيد طبعا ..طبعا .."..

..نظرت اصلي بتمعن لأسيا وكأنها تقوم بتقيمها فقالت بصوت يشوبه الكثير من التعالي..

..".. وياترى انتي تخصص ايه .."..

..وبثقة تحسد عليها اسيا قالت بصوت هادئ..

.. ".. جراحة عامة .."..

..رفعت اصلي حاجبها ومطت شفتيها للأمام وهي تهز رأسها بالايجاب دون ان تنطق بكلمة ..ولكن مراد قطع هذا الصمت الذي يتسم بالاحراج العام وقال وابتسامة ماكرة تزين شفتيه ..

.."..المفروض كنتي تخصصتي قلب يادكتورة .."..

..تخضبت وجنتي اسيا بالاحمرار فاسدلت اجفانها في حين شعرت اصلي بالغيظ يأكل قلبها ..

..وقف سمير وهو يقول بضيق غير واضح ..

.."..استأذنكم وارجو منكونش ازعجناكم ..بس انا مضطر امشي بسبب الشغل ..و اكيد طبعا لما نرجع لينا زيارة تانية .."..

..هتفت والدة اسيا بحزن ..

.."..ياخبر ابيض تمشوا ازاي بس ..هو انتو لحقتوا .. لازم تتغدوا معانا انهاردة .."..

..وقف الاب وهو يستند على عصاه الخشبية وقال ..

.."..سيبيهم على راحتهم ياأم اسيا ..شرفتم وانستم .."..

..تصافح الجميع ببرود ظاهر ليقول الاب بعد ما خرجوا جميعا وانغلق الباب ..

.."..الناس دي غير اهل مراد اللي جم اول مرة .."..

..نظر الاب لابنته واستطرد قوله بقلق ..

.."..لازم يادكتورة تفكري كويس اوي في الارتباط دا ..ابو مراد وامه مش موافقين ع الجوازة دي..و زيارتهم مجرد حاجة شكلية ..لكن من جواهم رافضين يابنتي .. والناس اللي بالنفسية دي انا اخاف عليكي منهم.." ..

..امسكت اسيا بكف والدها لتلثم ظاهره ثم قالت ..

.."..انا اهم حاجة عندي مراد يابابا ..هو مستقل عنهم تماما ..سواء في البيت او الشغل .. دا غير ان لسة في فترة خطوبة ..متقلقش عليا ياحبيبي .. اناه اعرفهم مين هي اسيا بنت ابوها اللي تعرف ازاي توقفهم عند حدهم لو حاولوا او فكروا بس يتعدوها ..."...

*****

..استدارت ايمان حول نفسها أمام المرآة ثم وقفت تهندم فستانها وهي تقول لنرمين التي ورائها تتفحصها بإعجاب ..

.."..يابنت اللذينا يابنت عمي ..الفستان اخر حلاوة ..وكل الحاجات الغريبة اللي حطيتيها على وشي دي مخلياني ولا نجوم السيما ..تسلم ايدك يابت يانرمين .."..

..اشارت نيرمين لنفسها وهو تقول باستنكار ..

.."..بت ..انا بت .."..

..التفتت اليها وهي تقول..

.."..ياستي متزعليش كدة .. اومال انتي ايه لو مكنتيش بت ..تكونيش واد وانا مش واخدة بالي ...بصي انتي بعد عملتك الحلوة دي معايا مش هقرص عليكي ..وليكي عندي خدمة ..لو احتجتيني في اي مصلحة انا في ضهرك ياستي ..ديييل .."..

..تعجبت نيرمين وهي تردد ورائها ..

.."..ديييل .."..

..خرجت ايمان من الغرفة لتجد ابراهيم انهى صعود درجات السلم ليقف متسمرا عندما لمحهها ..اتجهت اليه بخطوات هادئة لتقف بقبالته وتقول ..

.."..اهلا ..كويس انك جيت بدري عشان نحضر خطوبة اؤمؤم وعيشة .."..

..بلع ريقه بصعوبة وهو يقول بعد ان ضم قبضتيه بقوة ليمنع نفسه من احتضانها ..

.."..وانتي هتحضري الحفلة بالفستان دا .."..

..نظرت ايمان لفستانها الذي كان يكشف جزء عريض من كتفيها ولكنه يغطي صدرها بالكامل والذي بضيقه رسمه بحرفية فظهرت ملامحها الانثوية بقوة وبالأخص عند رسمة خصرها ..وبقية  الفستان الذي نزل باتساعه لينتهى بحافته عند ركبيتها لتقول بخوف..

..".. ايه ..الفستان وحش عليا ولا ايه.."..

..رمش ابراهيم عينيه وقال وهو ينظر للفراغ متحاشيا النظر اليها ..

.."..بالعكس ..الفستان جميل جدا ..بس اكتافك دي ..ياتحطي شال  ..ياتغيري الفستان دا .."..

..ابتسمت وهي تقول ..

.."..ماشي ..نحط الشال ياسيدي ولا تزعل نفسك .."..

..تخطاها وهو يقول بضيق ..

.."..لا وانتي بصراحة بتخافي على زعلي اوي .."..

..تأففت وهي تلحق به وتقول ..

.."..عيب على فكرة اكون واقفة بكلمك تقوم تسيبني وتمشي .. المفروض انا ليا بستاچير بتاعي وانت لازم تحترمه..". 

..توقف ابراهيم بمكانه والتفت اليها فجاة فكادت ان تنصدم بصدره فحاوطها بين ذراعيه وهو يقول بتعجب..

.."..المفروض نحافظ على ايه ..."..

..اعتدلت بوقفتها قبالته وهي تتنحنح وتقول ..

.."..الباستچير ..لا ..لا ..استنى ..البراچتيز ...لا مش دي بردو ...متساعدني يااخي وتفكرني بالكلمة اللي دايما عمتي وهي بتتكلم ان لازم البتاع دا نحافظ عليه ..مع اني معرفش نحافظ عليه من ايه ..او هو فين اصلا ومستخبي ليه .."..

..مسح ابراهيم وجهه وقال وهو يشير لغرفتها ..

.."..على اوضتك ياايمان قبل ماافقد برستيچي انا معاكي .."..

..صفقت بكلتا يديها وهي تقول بفرح ..

.."..اسم الله عليك ..هي بريستيچ ..شاطر ياابراهيم .."..

..داعبت طرفي سترته بيدها وهي تهمس ..

.."..انت لسة مزنجر من ساعة اللي حصل الصبح ..والله ياابراهيم مكنتش اعرف هو جيه ليه ..انا اصلا مشوفتوش في اسكندرية الا مرة ولا اتنين ومكنتش اصلا واخدة بالي من وجوده اساسا.."..

..انزل بيدها جانبا والتفت بطريقه لغرفته دون ان يجيبها ..فضربت الارض بكعب حذائها بغيظ واتجهت لغرفتها لتصفق بابها بقوة ..

..وبعد اقل من خمس دقائق ..امسكت بهاتفها وضغطت فوق شاشته لتتصل به وانتظرت الرد ..

..رنين متواصل دون اجابة ..زفرت بضيق واعتدلت فوق فراشها وهي تتحدث لنفسها وتقول..

.."..اكيد في الحمام..او يمكن يكون عامل تليفونه اخرس مابينطقش ..اجرب تاني واشوف .."..

..شعرت بالخيبة مرة اخرى عند انقطاع الرنين دون اجابة ..فرمت بهاتفها وصاحت بغضب وغيظ .. 

.."..انشالله عنك مارديت ..انا عملت اللي عليا..والنعمة مانا معبراك تاني .."..

..ولم تمضي الا دقيقتين حتي امسكت بهاتفها مرة اخرى وتضغط فوق شاشته وهي تقول..

..".. يابني رد ..تعبتلي قلبي .."..

..اتسعت عينيها فرحا عندما وصل لاذنها صوته الجامد الحاد..

.."..نعم .."..

..تلكئت بكلماتها وهي تجيبه ..

.."..نعم الله عليك...انا ...انا ......"..

..وبنفس نبرة الصوت الهادئ حتى الموت قال..

.."..انتي ايه ..ياريت تقولي عايزة ايه بسرعة عشان مشغول .."..

..ذمت شفتيها وارتسم الحزن بملامحها وقالت..

.."..مش عايزة حاجة ..انا بس كنت .. اه .. انا عايزة دبلتي .. عايزة البسها وانا نازلة خطوبة عيشة.."..

..اصدر ضحكة خافتة ثم قال بصوت جاد .. 

.."..والله انا قلت اللي عندي بخصوص موضوع الدبلة دا .."..

..هتفت به غاضبة ..

.."..انسى يامحترم ..انا مش هجيلك اوضتك ..ولا هالبس القميص واستنى سيادتك تيجي اوضتي وتديهالي .."..

.. اجابها بثبات وهدوء ..

.."..انتي حرة ..ومافيش دبلة .."..

..وثبت من فوق فراشها وهي تقول بغيظ ..

.."..هو ايه اللي مافيش ..دبلتي ياعم انت ..عايزاها ..ياريت كدة ولو سمحت وبالذوق يعني تبعتهالي .."..

..اخذ نفسا عميقا لتهدا نوبة غضبه المكتومة فقال..

.."..اللي عايز حاجة ييجي ياخدها .."..

..وقبل ان ترد شهقت بقوة عندما اغلق هاتفه بوجهها.  نظرت لشاشته وهي تصيح..

.."..بتقفل في وشي ..ماشي ماشي..انا هوريك .."..

..اخذت تقضم اظافرها باسنانها وهي تارة تجلس وتارة تقف .. وتارة تلف حول نفسها حتى وجدت نفسها أمام المرآة فقالت ..

.."..انا هروح ...هخبط عليه ..اقوله لو سمحت الدبلة بتاعتي واصمم مادخلش الاوضة ..يقوم هو يديهالي ..وخلاويص على كدة.."..

..نزعت حذائها ذو الكعب العال وعقدت العزم وبخطوات بطيئة خرجت حافية من غرفتها متجهة لغرفته ..ترددت وهي ترفع يدها لتطرق بابه ..وبقوة طرقت فوق سطحه ..

..ارتسمت فوق شفتي ابراهيم ابتسامة ماكرة وهو يستند فوق سطح بابه فقال بصوت عال جامد..

.."..مين .."..

..وبصوت متحشرج اجابته..

.."..انا ..انا ايمان.."..

..فتح ابراهيم الباب فاتسعت عيني ايمان وهي تنظر لصدره العاري ذو العضلات البارزة ..تكتف ابراهيم وقال بعد ان تفحصها بعينيه التي التهمتها من اعلاها لاسفلها ..

.."..نعم ..افندم ياهانم .."..

..اتسعت عينيها هي الاخرى وفغر فاهها وبلحظة دفعته للداخل وهي تهتف به بغضب قبل ان تغلق الباب خلفها وتقف بالبهو الصغير الضيق المتصل بالغرفة ..

.."..ازاي تفتحلي الباب وانت كدة ..مش تستر نفسك ..ولا مش واخد بالك ان في بنات في البيت .."..

..ضحك بصوت عال وهو ينظر لها بعجب ويقول ..

..".. بنات واستر نفسي.. ماشي ..هبقى استر نفسي قبل ماافتح الباب .."..

.. اقترب منها ووضع كفيه فوق خصرها وقال بصوت هادئ ..

.."..المهم دلوقتي انك جيتي بنفسك لحد اوضتي ..".. 

..ضربت صدره بغيظ وهي تهدر بوجهه لتدفع به خطوة للوراء..

.."..لا يااستاذ اوعى تكون فاكر اني جاية اتغزل في عضلاتك مثلا ..انا هنا عشان دبلتي ..انطق هي فين ..".. 

..هز كتفه وتمطت شفتيه وهو يقول بغيظ ..

.."..لسانك الطويل دا هقطعه واعلقه على باب اوضتك ..عشان كل ماتشوفيه تتأدبي وانتي بتتكلمي معايا.. اتفضلي ياانسة ..دبلتك جوة دوري عليها .."..

..حاولت ان تختلس نظرة داخل الغرفة ولكن صدره العريض منعها من ذلك ..فلوحت بيدها وهي تتلكأ بقولها ..

.."..طب ماتجيبهالي انت ..انا ايه اللي يدخلني اوضتك لموأخذة .."..

..مال بجذعه للأمام ليقترب بوجهه من وجهها وقال بصوت حاد وعينيه الثاقبة تنظر بقوة لعينيها ..

.."..انتي بالذات بطلت اتعب عشانها في حاجة ..وكفاية اوي اني هسمحلك تدخلي اوضتي من الاساس .."..

..ضاقت عينيها واصطكت اسنانها ببعضها فقالت وهي تحاول بيدها ان تزيحه من امامها لكي تدخل لغرفته..

.."..طب فسح كدة شوية عشان ادخل.."..

..تنحى جانبا وهو يشير لها بذراعه ويقول من بين اسنانه ..

.."..اتفضلي .."..

..زفرت بغيظ وبخطوات تدب الارض من تحتها دلفت للغرفة التي كانت تطئها وللمرة الاولى .. غرفة واسعة لا تحتوي الا على اثاثها الفاخر والذي يليق بغرفة نوم رجل اعمال كبير ..

..وبتردد اتجهت للفراش ومالت لترمي بالغطاء وبالبحث اسفل الوسادات .. تبتلع ريقها بصعوبة وهي تختلس النظر للذي تكتف بذراعيه واستند بها الى جانب الدولاب الخشبي ينظر لكل تفصيلة منها وبالاخص لما يظهر عند انحسار فستانها وهي تميل تارة يمين وتارة يسار .. زفرت بضيق عندما انتهى بحثها بالفشل وقبل ان تصرخ  لفت نظرها تلك الصورة التي تقبع فوق الكومود الموجود بالناحية الاخرى .. استدارت بخطوات بطيئة حول الفراش وهي تتمعن اكثر بمن في الصورة مدت يدها لتمسك باطار الصورة.. فرمشت عدة مرات وهي تتفحص نفسها .. فالصورة كانت لها وهي تقف بوسط مكان واسع ومن ورائها بحر ميناء البوسفور .. التفتت اليه وهي تتساءل بذهول وتلعثم يتخلل كلماتها ..

.."..ايه الصورة دي ..انا مش فاكرة اني اتصورت كدة .. وكمان انت ليه.. ولا ازاي .. وكمان حاططها جمبك .. انا مش فاهمة حاجة ياابراهيم .."..

..ابتسم واقترب منها ليمسك بالصورة ويضعها بمكانها ولكن كانت عينيه لم تحد عن عينيها ثم قال وهو يحاوط وجهها ..

..".. الصورة دي لما كنا في تل العرايس بتركيا ..وخليتيني اصورك بتليفوني عشان ساعتها كان تليفونك فاصل شحن .."..

..التوت شفتيها بابتسامة جانبية وهي تهمس ..

.."..وليه حطتها جوة برواز وخليتها جمبك كدة .."..

..انزل كلتا كفيه ليحاصر بهما خصرها وهو يقول ..

..".. مراتي وحاطط صورتها جمبي ..عندك مانع .."..

..هزت رأسها بالنفي وابتسامة ناعمة تفترش صفحة وجهها .. ثم همست ..

..".. هات دبلتي بقى .."..

..هز راسه بالايجاب ثم مال بوجهه ليلثم شفتيها بطريقة ناعمة وهمس من قبلاته التي تعددت ..

..".. دبلتك ......هاتلبسيها ....بس الاول .....توعديني ....ان مهما حصل ...متقليعهاش ابدا .....مفهوم .."...

..كانت مغمضة العين وهي تجيبه بهز راسها بنعم وشفتيها التي انمحى طلائها الاحمر بفعل قبلاته لتتلون بلون احمر طبيعي تهمس بخفوت ..

.."..مفهوم ..اوعدك .."..

..ابتسم وهو ينزعها على مضض من حضنه ..ففتحت عينيها لتجده يضع كفه بجيب بنطاله ليخرج به وبين اصبعيه محبسها الالماس وبفصوصه المتلئلئة تلتمع بعينيها التي التمعت بدون ان تعي بدمعاتها ..

..ضاق مابين حاجبيه وهو يسألها ..

.."..حبيبتي .. ليه الدموع دي .."..

..اخذت منه المحبس تنظر اليه وقالت بصوت باك ولكن تشوبه الكثير من السعادة ..

..".. مش عارفة .."..

..استطردت قولها عندما رفعت عينيها ..

.."..انا اول مرة في حياتي احس بكدة ..بفرح وبعيط في نفس الوقت.."..

..امسك بمحبسها والبسها اياه وهو يهمس بقوة ..

..".. بحبك .. بحبك يابنت عمي .."..

..تخضبت وجنتيها بالاحمرار ولكنها لم تمنع عينيها من الانتقال بين ملامح وجهه حتى ارتكزت بعينيه لتجيبه ودمعاتها تنساب برقة فوق وجنتيها ..

.."..وانا كمان يابن عمي .. بحبك .. بحبك اوي كمان .."..

..لثم شفتيها بقوة وهو يعتصرها بذراعيه ويدور بها لتعانق رقبته بذراعيها هي الاخرى ..مرت لحظات لم تعرف عددها لتجد قدميها تلامس الارض ..ففتحت عينيها بعد ان فك اسر شفتيها من بين شفتيه لتقول من بين لهاثها ..

..".. يعني كدة امين ...سامحتني خلاص .."..

.. ظل محاوط جسدها الرقيق بين ذراعيه وبابتسامة ماكرة قال بصوت عابث ..

.."..لأ طبعا ..لازم تصالحيني الاول ..اللي عملتيه فيا مش شوية ياهانم .."..

..مسدت وجنته الخشنة بظاهر اصبعيها وهي تقول بدلال ..

.."..بعد كل اللي حصل من شوية دا ولسة مسامحتنيش.. "..

..هز راسه من اعلى لاسفل وهو يقول وانفاسه الساخنة تضرب صفحة وجهها ..

.."..ايوة ..لازم تصالحيني وبضمير كمان .."..

..اغمض عينيه واستطرد قوله وهو يهمس ..

.."..يالا اتفضلي ..صالحي .."..

..اصدرت ضحكة خافتة ثم وقفت على اطراف اصابعها ولثمت وجنته برقة ثم قالت ..

.."..كدة كويس .."..

..اعوجت شفتيه وقال وهو يهز جسدها بقوة ..

.."..انتي بتصالحي اخوكي ..انتي بتصالحي جوزك ياهانم ..يالا .."..

..حاولت ان تفك ذراعيه التي تأسر خصرها ولكن بدون جدوى فقالت بإعتراض واهي ..

.."..ابراااهيم .. اوعى بقى ..الفرح زمانه ابتدا وزمانهم بيدورا علينا .."..

..اشتدت قبضته حول خصرها فتأوهت ليقول بصوت جاد ..

.."..والله ماهاسيبك الا لما تصالحيني .. عايزة تقولي عليا نصاب وندل و.........."..

..قطعت استرساله بالحديث عندما اطبقت بشفتيها فوق شفتيه ليصمت تماما .. تفاجئ بها وهي تفعل ذلك بخجل فادار هو الدفة وقام بتعليمها بطريقة صحيحة كيف تصالح زوجها الذي يعشقها متى وكيف هو نفسه لا يعرف ...

..تركها قبل ان تتطور الامور ويفقد سيطرته على نفسه ..تراجعت للوراء خطوة وهي تترنح قليلا دون النظر لعينيه التي كانت تنظر لها بنظرات عابثة مفهومة ..

..تنحنحت وهندمت فستانها الذي تجعد قماشه بفعل لمساته الخشنة وبعد ان استعادت جزء من ثباتها الذي تبعثر تماما قالت بتلكؤ..

..".. وبكدة يااستاذ انت... نكون اتصالحنا ..امين .."..

..تخصر وهو يقول بمكر ..

.."..هو يعتبر بداية صلح ..بس اوكي ..لكن الصلح الحقيقي هعلمهولك يوم فرحنا ..خطوة ....خطوة .."..

..وقبل ان يعاود تقدمه ناحيتها ...

..رفعت كلتا كفيها كحركة اعتراضية قبل ان يتقدم ناحيتها مرة اخرى وهي تهتف ..

.."..عندك ..اوعى ..انا بقولك اهو ....اصبر عليا لحظة كدة ولا اتنين اخد فيهم نفسي ..اللهي يسترك .."..

وقف بمكانه كاتما ضحكته وقال وهو يلوح لها بيده محاولة منه لتهدئتها ..

.."..اوك ..خدي راحتك .."..

..هدات وتيرة انفاسها شيئا فشيئا ..رفعت كف يدها ومسدت بأصابعها فوق محبسها الالماس وعلى وجهها ابتسامة سعادة تزين شفتيها وتحولت تلك الابتسامة من سعادة الى ابتسامة ماكرة وهي تتنهد بأريحية ..تخصرت ثم رفعت رأسها عاليا وقالت وهي تنظر بتحدي ..

.."..طالما بقى انت سامحتني ودبلتي رجعتلي ..فأحب ابلغك ياباشا ان جيه وقت الحساب .."..

..تقطب جبينه وهو ينظر اليها بتعجب ويقول ..

.."..حساب ..حساب ايه مش فاهم .."..

..اقتربت منه ورفعت اصبعها بوجهه لتصرخ قائلة بغيظ ..

.."..القلم اللي رزعته على وشي يااستاذ ...انت فاكر اني نسيت ... لاااااا ...."..

..اجفل عندما صرخت بوجهه وتراجع للوراء خطوة واحدة ليرفع كلتا يديه عاليا ويقول ..

.."..ايوة ايوة ..انتي عندك حق ..بس اهدي عشان نتفاهم .."..

..هتفت مرة اخرى وهي تلوح بيدها ..

.."..مافيش حاجة اسمها اهدي ونتفاهم ..كل واحد غلط لازم ياخد حسابه ..وانت حسابك معايا من اللحظة دي ابتدا ..وزي ما طلعت عيني عشان تديني دبلتي وتسامحني ..انا كمان هطلع عليك القديم والجديد واللي ما بينهم كمان ....امين يابن عمي .."...

..اقترب منها وهو يقول بصوت جامد ..

.."..ايمان ..وبعدين ..احنا لسة متصالحين خلينا نقعد يومين بس هاديين مع بعض .."..

..رفعت انفها عاليا وهي تقول بصوت غاضب ..

.."..بتضربني ياابراهيم ..يعني كل مرة نتخانق فيها هتمد ايدك عليا .. بس خلي بالك انها لو حصلت هيكون اخر مابينا ..انا بقولك اهو .."..

..زفر بضيق وهو يقول ..

.."..ايمااان ..انا عارف اني غلطت ..واوعدك انها غلطة مستحيل تتكرر ..انا احيانا بتفلت اعصابي ومبقدرش اتحكم فيها ..وساعتها اهانتك ليا واتهاماتك خرجتني عن شعوري وكنت في قمة غضبي وعصبيتي .. ومع ذلك انا ياستي اسف وبعتذر .. ومستعد حالا اصالحك .."..

..وقبل ان يتقدم صرخت به ..

.."..اياك انا بقولك اهو .."..

..تخصرت وقالت بنزق وهي تميل يمينا ويسارا ..

.."..انا مابتصالحش بقلة الادب يااستاذ .."..

..تخصر مثلها وقام بتقليد حركتها وصوتها وهو يقول ..

.."..اومال بتتصالحي ازاي ياهانم .."..

..وقفت كاتمة ضحكتها بشق الانفس وقالت وهي تهرب بعينيها بعيدا غن عينيه ..

.."..فكر انت تصالحني ازاي .. استنى ..استنى ..في حاجة الاول وبعدها تقعد كدة تفكر تصالحني ازاي .."..

..تقطب جبينه وهو يسأل ..

..".. حاجة ..حاجة ايه دي .."..

..اشارت اليه وقالت بصوت جامد كملامحها التي تجمدت فجأة..

.."..اقلع .."..

..رفع ابراهيم حاجبيه عاليا وبعينيه نظرة صدمة كبيرة ولكنه سرعان ما ابتسم بعبث وبدأ بخلع بنطاله وهو يقول بلهفة وسعادة عارمة ..

.."..موافق طبعا بالعقاب دا .."..

..صرخت به قبل ان ينزع بنطاله ..

.."..استنى عندك يا مجنون انت ..بتعمل ايه .."..

..امسك بحافة بنطاله الذي انذلق عن ارجله وقال بتأفف ..

.."..انت هتزاوليني يابنت عمي ..مش قلتي اقلع .."..

..تخصرت امامه وقالت بصوت حاد..

.."..وهو اي حد يقولك تقلع تقوم تقلع ..وكمان انا قصدي على دبلتك ..هي دي اللي هتقلعها يامحترم .."..

..ظهر التافف على ملامح وجهه وهندم بنطاله واعتدل بوقفته ..ثم اتجه اليها وهو يقول ..

.."..دبلتك مش هتفارق صباعي ابدا يابنت عمي .. لانها زي ماقلتي على دبلتك قبل كدة ..بقت حتة مني وغالية عندي ..شوفيلك ياحلوة حاجة تانية تعاقبيني بيها .."..

..حاولت ان تخفي ابتسامة سعادة ارتسمت على وجهها ولكنها فشلت ..فاقتربت منه لتزيد من اشتعاله وهي تهمس بالقرب من شفتيه ..

.."..شوفلك انت طريقة تخليني اسامحك بيها ..سلام يابن عمي .."..

..وقبل ان يسحقها بين ذراعيه هربت منه باتجاه باب الغرفة الذي فتحته وقبل ان تختفي عن انظاره التفتت اليه لتغمز له بإحدى عينيها وهي تقول ..

.."..على فكرة انا زعلي وحش اوي ..وصعب تصالحني ..امين ..سلام .."..

*****

..نظرت نرمين بغيظ للشال الذي يحاوط كتفي ايمان وقالت بغضب وهي تشير له..

.."..ممكن افهم ايه دا ..وكمان ليه مسحتي الروج بتاعك .."..

..ضمت ايمان طرفي الشال بيدها وهي تقول بسعادة ..

.."..دا شال عقبال امالتك .. والروج ماتمسحش .. دانا كلته.."..

..ضاق مابين حاجبي نيرمين وهي تهتف بتعجب ..

.."..what .."..

..وبنزق قالت ايمان وهي تنظر بضيق حولها ..

.."..مش وقت وطوطة دلوقتي ..خلينا في حفلة عيد العمال دي ..ولا في فرقة ولا دي جي ...كلنا قاعدين زي دكر البط نرغي والعريس والعروسة قاعدين بعيد يحبوا في بعض ..طب بذمتك دا فرح .."..

..دلف مراد داخل حديقة الفيلا ليجلس بجانب اخته ثم قال ..

.."..ماما وبابا سافروا خلاص ..انا لسة موصلهم المطار .."..

..ظهر الحزن جليا فوق صفحة وجه نرمين لتصرخ فجأة عندما قرصت ايمان فخذها وهي تقول ..

.."..مش وقته ..قوليلي .. عندك سماعات كبيرة في اوضتك صح .."..

..هزت نيرمين رأسها بالايجاب وهي تمسد فوق فخذها ..فهبت ايمان لتقف واشارت لمراد وهي تقول ..

.."..تعال معايا نجيب السماعات من فوق .."..

..وقبل ان يقف مراد وجد من يابت فوق كتفه بقوة وهو يقول ..

.."..خليك انت يامراد ..اتفضلي قدامي يابنت عمي .."..

..همت ايمان بالجلوس وهي تقول بصوت خافت ..

.."..لا خلاص ..خليها سكاتي احسن من الدوشة .."..

..اسرع ابراهيم وامسك بمرفقها وقال وهي تعاود الوقوف مرغمة ..

..".. تعالي بس معايا .."..

..وقبل ان تعترض مجددا لمحت بعينيها قصي يدخل عبر البوابة الكبيرة لتهمس بصوت خافت ..

.."..اهلا ..انت شرفت .. "..

..التفت ابراهيم لما تنظر اليه زوجته فكز بأسنانه من الغيظ عندما وجده قصي يبتسم بملأ فيه وهو ينظر لايمان متجها اليها .......

#عروستى_ميكانيكى


الخاتمه الجزء الثانى( 1)

بقلم سما نورالدين

وقفت نيرمين تنظر لذلك الشاي الذي يقترب ناحيتهم بتوجس وعندما نظرت لايمان لتفهم مايحدث وجدتها تقوم بتقبيل وجنة ابراهيم الذي نظر لها بصدمة لذيذة وهو يسمعها تسرع بقولها وهي تميل بجانب اذنه .."..ممكن تهدى وبلاش عصبية عشان خاطر الست فاطمة.."....امتعض وجه ابراهيم وهو يتنهد بضيق وبالأخص عندما وقف امامهم قصي بقامته المشدودة وابتسامته الرزينة وقال وهو يمد يده ليصافح ايمان .."..مرحبا انسة ايمان .."..

..كز ابراهيم باسنانه وقبل ان يصيح بوجهه ..تشبثت ايمان بمرفقه وشدت بقبضتها حوله وهي تقابل مصافحة قصي بيدها الاخرى المرتعشة كصوتها وهي تقول .."..اهلا استاذ قصقص .."..

..وبلحظة لفظت نيرمين رشفة العصير التي كادت ان تبتلعها بصوت عال ..فاختلط صوت سعالهابضحكاتها ..نظر قصي لقميصه الابيض الذي تلطخ بقطرات العصير ..كتم كل من ابراهيم ومراد ضحكاتهما ليقول قصي بنزق لتلك التي لم تستطع كتم ضحكاتها العالية..".. معلش اعرف شو يلي عملتيه هاد؟ وشو  الشي يلي عم يضحكك ؟.."...استعادت نيرمين رباطة جأشها وقالت بعيون متحدية ..

".. Of course...بضحك على اسمك .".

..sorry على القميص مستر

قصقص.."..

..زاغت عيني ايمان بينهم وهي تقول باحراج .."..هو انا غلطت في اسمك تاني ..معلش متأخذنيش ..اصلي بعافية شوفية في حكاية حفظ الاسامي دي .."..استدارت نيرمين بعد ان نظرت ببعض التعالي لقصي واتجهت ناحية عمتها لتجلس بجانبها ..تابعها قصي وكأنه نسى ماحوله ولم يدرك ذلك الا عندما تنحنح مراد وهو يقول .."..اتفضل قصي ..تحب تقعد معانا هنا ولا مع جدي جوة في الفيلا .. اعتقد انك تدخل ولو حتى عشان قميصك يتنضف .."..لم يحد قصي بعينيه عن تلك التي اختلست نظرة او اثنين اليه وهو يقول .."..بالحقيقة انا جيت لانو السيد حافظ طلب مني اجي بخصوص المشروع الجديد للسيارات .."..اتسعت عيني ايمان وهي تهتف بلهفة .."..مشروع عربيااات ..عربيات ايه .."..شعرت بأصابع زوجها تنغرز بلحم خصرها فكتمت تأوهها وهي تسمع زوجها يقول بصرامة .."..يبقى تتفضل لجدي ..هو اكيد منتظرك .."..

..ابتسم قصي بتهكم وقال بتحدي واضح .."..على ما اظن انه ايمان خانم لازم تجي معي لانو المشروع بخصني انا وهي وبس.."..كاد ان ينقض عليه ابراهيم بعد ان اكتسى الغضب ملامحه فأسرعت ايمان بقولها وهي تمنع بشق الانفس تقدم ابراهيم خطوة تجاه قصي .."..لا ماهو انت بقى متعرفش ..ان المشروع دا لا يمكن لا يمكن يتم الا وابراهيم جوزي معانا احنا الاتنينتين مع بعضنا احنا التلاتات ..ولا ايه يامراد .."....قالت كلمتها الاخيرة وهي تنظر وتشير لمراد بعينين متسعتين ليفهم مغزى حديثها المتخبط الكلمات ..فتلعثم مراد وهو ينتقل بنظره حول وجوههم جميعا وقال وهو يقف حائلا مترنحا بينهما..

.."..اه ..اه ...طبعا ... مافيش مشروع هيتنفذ الا واحنا الاربعات مع بعض ..انت ياقصي وابراهيم وانا وايمان ونيرمين وناهد وكلنا كلنا .."..

..امسك مراد بمرفق قصي وسار به ناحية الباب ليقول قصي بتهكم ..".. هو دائما هيك ابن عمك قالب خلقته و مطالع قدارته ومعصب .."..بضحكة سمجة قال مراد .."..مظنش انك تحب تشوفه وهو معصب كتير لانك اكيد هتزعل في الاخر .."....وقفت ايمان متخصرة بقبالة ابراهيم بعد ما نفضت ذراعه بعصبية وقالت بصوت غاضب خافت.."..هو في ايه..مالك ومال الجدع دا "..

..بحث بعينيه عن مكان ليأخذها بعيدا عن اعين القليل من الحاضرين ..

..فامسك بكفها وسحبها ورائه لتهمس بغضب وهي تحاول التملص منه دون جدوى لتجد نفسها ترتطم بظهرها الى جذع الشجرة العريض لتشهق عندما التصق بجسدها وهو يهمس بشفتيه التي لامست شفتيها .."..اول واخر مرة تدافعي عن راجل تاني ..واعملي حسابك مافيش اي شغل مع الزفت دا حتى لو جدك أمر بكدة ..امين يابنت عمي .."....رمشت بعينيها عدة مرات وحاولت ان تنطق ولكن صدرها الذي اخذ يعلو ويهبط بقوة والممتلئ بانفاسه لم يجعلها تنطق الا بكلمة المعهودة ...."..امين .."..لثم شفتيها بقوة وهو يغمسها بقوة بين احضانه ..اغمضت عينيها تجاوبت معه ببطئ ولكنها ما ان تذكرت امر ما فتحت عينيها على اتساعهما لتزيحه عنها بكل مااوتيت من قوة وهي تهتف بالنهاية ...."..انت بتعمل ايه ..احنا هانحمرق ولا ايه .."..لم يستطع ان يبتعد اكثر من خطوة واحدة ليعود يحاوط جسدها بين ذراعيه وهو يقول بتعجب رافعا حاجبيه...."..يعني ايه هانحمرق يامنيتي .."..تأففت بضيق زائف وهي تحاول ان تزيح ذراعيه عنها ثم قالت بعد فشلها الذريع ....".. يعني ياابو المفهومية احنا لسة ماصفيناش اللي بينا .. يبقى ايه ...يبقى ماتقربش مني ..فاهم ولا نعيد من اولكشي.."..استخدم اسلحته التي تذيب مقاومتها ذوبانا وبدون ان يفلتها من بين يديه قال هامسا وهو يستند بجسده الى جسدها ...."..لا متعيديش ..ونصفي ياستي اللي بينا ..انتي قولي ازاي ..وانا هنفذ على طول .."..لم يجدها تجيبه الا بسكونها بين ذراعيه واغماض اعينها استعدادا بترحاب لقبلته المتلهفة..فابتسم وهو يتفحص ملامحها بعينيه ..فأحب ان يلهو معها قليلا ليزيد من غيظها الذي بات يعشقه كما يعشقها بكل ما فيها ..وعلى مضض من نفسه ابتعد عنها خطوتين للوراء ليجدها تقطب جبينها ويضيق مابين حاجبيها لتهمس بتعجب وتساؤل وعينيها مازالت مغمضتين

 .."..ابراهيم ...ابراهيم انت فلسعت ولا ايه.."..حك انفه وهو يكتم ضحكته ..فوضع كفيه بجيبي بنطاله وتنحنح بصوت هادئ ....لتفتح هي عينيها لتنظر له بعينين ضيقتين وهو يقول.."..لا ياحبيبتي مفلسعتش ..انا بس مستني اعرف هنصفي اللي ما بينا ازاي .."..ذمت شفتيها واستقامت بوقفتها ثم اشارت له بأصبعها وهي تهدر بقوة وعصبية واضحة.."..طب ايه رايك بقى ..عمر اللي بينا ماهيصفى ابدا ابدا ...واوعى تقرب مني تاني انا بقولك اهو .."...وبخطوات تدب الارض من تحتها اسرعت بالهروب من امامه وهي تغلي وتزبد تاركة ورائها من تصدح ضحكاته عاليا..وما ان ظهرت بوسط الحديقة صاحت عمتها بصوت عال وهي تقف بجانب عائشة وإمام ..

.."..ايمان ..تعالي حبيبتي .."..اتجهت اليها ايمان لتقف بجانب عمتها التي قالت .."..دادة فاطمة كانت بتدور عليكي ..عائشة مش عايزة تلبس الشبكة الا وانتي واقفة جمبها .."..

..ابتسمت ايمان بعد ان استعادت بعضا من الثبات المبعثر بفعل زوجها العابث.. وقالت بإمتنان واضح .."..حبيبتي ياشوشو ..مبروك وعقبال الفرح الكبير .."..استطردت قولها وهي تشير لإمام بإصبعها مهددة اياه قائلة ..

..".. عارف لو زعلتها ياسطى اؤمؤم ..هعمل فيك ايه.."..

..رفع إمام يديه استسلاما وهو يقول .."..تمام ياايمان هانم .."

..ضحك الجميع من حولها والذين كانوا عبارة عن العاملين بالفيلا وبعض اصدقاء إمام ..انتفضت ايمان عندما وجدت من يقف بجانبها محاوطا خصرها هامسا بأذنها .."..هو انا عملت حاجة عشان تزعلي مني ..ولا زعلانة عشان معملتش .."..التفتت تنظر اليه بعينين ضيقيتين من الغيظ ليواجهها بابتسامة عابثة هامسا بمكر .."..ريحتك حلوة اوي يامنيتي ..ماتجيبي بوسة .."...اتسعت عينيها بفزع وهي تقول من بين اسنانها.."..ياريت نلم المسائل عشان الناس بتبص علينا .."..

..قال بعد ماغمز لها بإخدى عينيه ..

.."..طب ايه رايك نطلع اوضتي او اوضتك ونحل المسائل دي ..".. 

لمحت مراد يلوح لهما بيديه عند باب الفيلا ..فضربت معدة ابراهيم بكوعها ليتأوه قائلا بخفوت والم مكتوم ..

.."..خلاص اختاري انتي نحلها فين .."..

..انتفضا على اثر صوت زغرودة فاطمة بعد ما ارتدت ابنتها ذهب شبكتها ..تمت تبادل المباركة والمصافحة بين الجمع الملتف حول العروس ..كان ابراهيم ملتصقا بجانب ايمان ..لتتأفف وهي تحاول بحركة خفية ان تزيحه بعيدا عنها ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل فقالت بغيظ..

.."..انت لازق فيا كدة ..ما تروح تشوفلك حاجة تعملها .. مراد بيشاورلك.."...

..تأتأ ابراهيم وهو يشير لها براسه بالرفض ثم قال ..

.."..مواريش غيرك لغاية يوم الفرح .."..

..اتى اليهما مراد وهو يلوح بيده ..

.."..ايه مش شايفين وانا عمال اشاورلكم ..جدي عايزكم .."..

..اغتنمت ايمان الفرصة لتتخطاهما وتسرع بخطواتها ناحية الباب ..لتقف متسمرة بمكانها وابراهيم يصيح بقوة بإسمها ..ثم يقول ..

.."..ايمااان ..استني عندك .."..

..امسك كف يدها بٱمتلاك واضح وقال وهو ينظر لها بقوة ..

.."..لما ندخل جوة ونتكلم في الشغل ..ماتوجهيش اي كلام للي اسمه قصي ..مفهوم ..."..

..التوت شفتيها بامتعاض ورددت ..

.."..هو حكم قراقوش وخلاص ..واصلا هو انا بفهم حاجة في شغلكوا عشان اتكلم ..". 

..شدد قبضة يده حول كفها وهو يسير بجانبها ويقول ..

.."..من غير لماضة ..اللي قلته يتسمع وبس .."..

..من بين اسنانها اجابت ..

.."..طيب .."..

..وبحجرة المكتب اجتمع اربعتهم وكان على رأس اجتماعهم الجد العجوز الذي قال بصوت هادئ وبحزم واضح ..

.."..انا زي ما قلت المشروع دا هيكون بإسم قصي وايمان ..وابراهيم هيشرف من بعيد لو ايمان احتاجت حاجة ..

..اسرع قصي بقوله ..

.."..أظن انو مافي داعي نعزب السيد ابراهيم  انا بكون تحت أمر ايمان خانم باي وقت بتريده وبخدمها بشو مابتريد .."..

..هب ابراهيم ليقف وهو يقول بغضب ..

.."..دا لو اصلا ايمان هانم هتشاركك في اي مشاريع من اساسه ..ومع فرض المستحيل انها ممكن تشارك اي مشروع معاك ..فحضرتك ولو غصبن عنك هتلتزم بأنك مش هتتكلم معاها ولو كلمة واحدة ..فاهم .."..

.. ضرب الجد الذي اخفى ابتسامته سطح المكتب بقبضته وهو يقول بغضب واهي ..

.."..بتقول ايه ياولد.."..

..وقفت ايمان وهي تسرع بقولها ..

.."..ياجدي اصل انت مش واخد بالك ..ابراهيم قصده يعني .."..

..استدارت حول المكتب وهي تستطرد قولها ..

.."..انه ياجدي ياحبيبي .. فرحي بعد كام يوم ..يعني لا هيبقى عندي مخ افكر بمشاريع ولا غيره ..المشروع دا لو عايز ناس ..لازم تكون ناس فاضية ..زي ...زي ..اااه ..زي نيرمين مثلا ..بدل ماهي قاعدة فاضية كدة موراهاش حاجة ..اهي تساعد وتشتغل بدالي في الشركة وتمسك مع المحترم دا المشروع.. ومراد معاهم كمان .."..

..مالت تقبل وجنة جدها وهي تقول ..

.."..مش كدة ولا ايه ياجدجود ياحبيبي.."..

..دارت مقلتي الجد بين الجمع المحدق به وتذكر ان ايمان بدون ان تقصد جعلته يفكر فيما يجب ان تكون عليه نرمين بعيدا عن والديها ..فقال ..

.."..موافق ..لكن بشرط ..بعد الجواز عايزك تتعلمي الشغل بالشركة وتكوني احسن من مراد وابراهيم .."..

..امسكت ايمان برأس جدها تقبله وهي تقول ..

.."..تحت امرك ياجدي .."..

..ابتسم الجد لقصي وهو يقول ..

.."..يبقى متفقين ياقصي يابني ..بكرة انت ونيرمين تمضوا العقد ....."..

..هتفت نيرمين التي كانت واقفة عند الباب ..

.."..عقد ..عقد ايه ياجدي ..معقول .."..

..دلفت لوسط الغرفة وهي تعاود هتافها بغضب ملوحة بيدها ..

.."..No way..ياجدي.."..

..ثم اتجهت بخطوات مسرعة لتقف بقبالة قصي الذي نظر لها بتعجب مثل البقية وهي تهدر بغيظ ..

.."..تاني ياجدي ..هتعمل معايا زي ما عملت مع ابراهيم وايمان وتجوزني لواحد معرفوش ..وكمان يطلع البني ادم السمج دا ..مستحيل ياجدي ..مستحيل .."..

..اتجهت لمراد وهي تصرخ ..

.."..وانت موافق كمان يامراد.."..

..امسك مراد بمرفقها ليجذبها ناحيته بعنف وهو يقول بغيظ من بين اسنانه..

.."..ممكن تخرسي ..جواز ايه ياغبية اللي بتتكلمي عنه.."..

..وقف قصي بقميصه الملطخ وهو يقول ..

.."..انا بعتذر سيد حافظ بس مشروع متل هاد مستحيل تكون انسانة متل هي وبهل عقلية مسؤولة عنه.."..

..ضحكت ايمان ضحكة هبلاء وهي تتجه لنيرمين التي كانت تقف كالتمثال الشمعي وحاوطت رقبتها وصاحت ساخرة..

.."..لا ..لا ..يااستاذ مهند ..دا نيرمين بتهزر معانا ..عملت علينا حركة من حركاتها ..اصلها بتحب التمثيل اوي ..كان نفسها من زمان تطلع زي زينات صدقي ......"..التفتت ايمان برأسها لتنظر بعيون متسعة لعيني نيرمين الجامدة فربتت بيدها فوق وجنتها وكانها تصفعها بلطف وهي تستطرد قولها .."..مش كدة يابنت عمي ..بس الحركة انهاردة مكنتش اد كدة بصراحة..احنا كنا بنتكلم في شغلانة كبيرة اوي ..عربيات وصفعات مع راجل العمليات مهند بيه ..وانتي شريكته في العملية ..وليلة كبيرة اوي يابنت عمي .."..تلعثمت نيرمين وهي تنتقل بنظرها حول الجميع الذي منهم من كان ينظر بغيظ والباقي كاتما ضحكته مثل ابراهيم الذي قال .."..نيرمين ..انتي هتبدأي اول حياتك العملية بمشروع كبير مع استاذ قصي ..وانا ومراد هنكون معاكي ..ومع ذلك لو مش موافقة ..مافيش مشكلة .."..نظرت نيرمين لجدها فوجدت نظراته جامدة كملامح وجهه فبلعت ريقها وقالت بعد ان اعتدلت بوقفتها ..

.."..I'm sorry..ياجدو.."..

..ثم نظرت بتحدي لقصي الذي رسم ابتسامة سخرية فوق شفتيه وقالت ..

.."..وحضرتك هتشوف العقلية دي هتكون ازاي اد المسئولية... ويمكن ..لا دا من المؤكد انها هتتفوق كمان .."..

..همس قصي بصوت مسموع ..

.."..ما بظن .."..ضيقت نرمين عينيها لشعورها بالغيظ ليقابلها قصي بنظرات سخرية واضحة..ولم يقطع عليهما مبارات نظرات التحدي تلك الا قول الجد بصوت جامد .."..منتظرك بكرة ياقصي يابني وسلامي للوالد .."..هز قصي راسه للجد وهو يقول ..

.."..الله يسلمك حافظ بيه ..استأذن انا .."..خرج قصي من الغرفة فصاحت ايمان بأريحية كبيرة .."..اشهد ان لا اله الا الله ..سيدنا محمد رسول الله ..خلصت الشغلانة .."..ثم نظرت لنرمين وعاودت قولها وهي متجهة للباب .."..وفي ناس دلوقتي هتتشلوح فانستأذن احنا ..سلامو عليكو .."..تابعها كل من مراد وابراهيم كاتمين ضحكاتهما ولم يعيروا اهتماما لهمسات نيرمين بأسمائهم لنجدتها او الوقوف معها ..وعندم وجدت نيرمين وحدها اختلست نظرات جانبية للعجوز الذي شبك اصابع كفيه فوق سطح مكتبه ليقول بعد لحظات انتظار كادت ان تفتك باعصابها .."..اقعدي يانيرمين .."..التفتت اليه مطأطأة الرأس وبخطوات بطيئة اتجهت لكرسيها لتجلس وهي تهمس .."..اسفة ياجدو .."...مال الجد للأمام وقال وهو ينظر لحفيدته الصغيرة...".. عندك شك يانيرمين اني ممكن اعمل أي حاجة ضد مصلحتك او ضد ارادتك.."...رفعت عينيها التي تنظر اليه ببعض الحيرة ثم هزت رأسهابالنفي ..ليستطرد الجد قوله ..".. انا بحب احفادي كلهم وعايش بس عشان أمن ليكم مستقبلكم اللي هو بيد الله سبحانه وتعالى ..محبش ان حفيدتي تكون انسانة ملهاش اهمية في المجتمع اللي هي عايشة فيه ومحبش بردو يكون كل همها في الحياة انها تكون حياة مرفهة تافهة .."...سكت للحظة ثم قال .."..الثروة اللي احنا عايشين تحت ظلها دلوقتي ..ممكن في ثانية تضيع ..زي ماحصل من تلاتين سنة ..ثروتي راحت نتيجة دخولي لمناقصة مكنتش اعرف كل خباياها ..وكنت على وشك اعلن افلاسي ..لكن عمك احمد الله يرحمه وقف جمبي واعاد بناء الشركة من جديد والثروة اللي ضاعت رجعت مضاعفة.."..

..ظهر الاهتمام جليا على ملامح وجه نيرمين ..

..فابتسم لها العجوز وقال ..

..".. تعرفي ان الوحيدة اللي مش خايف عليها لو الثروة دي كلها ضاعت تبقى مين .. "..

..اسرعت نيرمين بسؤالها ..

.."..مين ياجدو .."..

..قال الجد وهو ينظر لها بقوة ..

.."..ايمان بنت عمك ..عارفة ليه ..لأنها بنت قوية عرفت ازاي تعتمد على نفسها .. ودا لانها استغلت الحاجة الوحيدة اللي هي شاطرة فيها واللي كانت عبارة عن شغلتها ..الميكانيكا ..ولذلك انتي كمان لازم تعتمدي على نفسك وبس..مش على ثروة جدك ..فهمتي يانرمين .."..

..ابتسمت نيرمين وهي تقول ..

.."..فهمت ياجدو فهمت .."..

..وقفت واستدارت حول المكتب لتحضن جدها وتقبله وهي تقول ..

.."..اوعدك ياجدو اني هعمل بكل كلمة قلتهالي ..وهكون احسن من ايمان كمان .."..

..ضحك الجد وهو يربت فوق وجنتها بحنو متمنيا ان تنجو حفيدته من سيطرة وانانية والديها ......

..بعد بضعة ساعات كانت ايمان تجلس بغرفة عمتها تستند بخدها الى كفها الصغير ..تتأفف بملل وضيق ..حتى انتفضت بفعل صياح عمتها التي قالت ..

.."..فهمت يابنت ..". 

..مدت ايمان ذراعيها للأمام وهي تقول بتوسل ..

.."..هاتيلي مصحف يا عمتي احلفلك عليه اني مافهمتش حاجة من اللي قولتيه دلوقتي ..كوز ايه اللي هستحمى فيع .. ومين البت سونا دي اللي هنروحلها دي ..ومجالس تقشير بصل ايه اللي هنقشره .."..

..فغر فاه عمتها ثم اطبقت شفتيها وهي تسرع اليها تمسك برقبتها بكلتا كفيها لتارجحها يمينا ويسارا وهي تهتف بغيظ..

.."..الجاكوزي والساونا وجلسات تقشير البشرة والعناية بيها بقت الحاجات الغريبة دي ..انتي ايه ..عايزة تجننيني .."..

..جحظت عيني ايمان وخرج لسانها ليتحشرج صوتها وهي تتوسل ..

.."..هموت ياعمتي هموت.. خلاص حقك عليا ..خديني واعملي فيا اللي انتي عايزاه ..بس سيبيني اعيش لغاية الفرح ابوس ايدك .."..

..تركتها عمتها لتجلس بجانبها وهي تلهث لتمسد ايمان رقبتها وهي تقول بصوت باكي متصنع ..

.."..حرام على فكرة ..انا عملت ايه يعني .. خلاص ياستي ..خديني للي عايزاني اروحلهم دول ..بس بشرط رجلك على رجلي .."..

..اغمضت زهرة عينيها وتنهدت ببطئ ..فالتوت شفتي ايمان وهب تهمس بنزق ..

.."..هي الست نوجة حضرت ولا ايه .."..

..فتحت زهرة عينيها لتحدق بها بنظرة غاضبة فرفعت ايمان يديها وهي تقول بإستسلام ..

.."..ياحبيبتي اهلا وسهلا بيها وبيكي ..بصي ياعمتي ..انا هسيبلك نفسي خالص وتحت امرك في اي حاجة ..امين .."..

..رفعت زهرة ساقها فوق الاخرى وهي تقول بعلياء ..

.."..امين .."..

..صفقت ايمان بحماس وهي تردد ..

.."..إشطة عليك يا جميل واخيرا عرفنا امين .."..

..باستنكار هتفت العمة زهرة ..

.."..بنت وبعدين معاكي .."..

..سكنت ايمان تماما وهمست ..

.."..معاكي ..اؤمريني .."..

..امسكت زهرة بيد ايمان وقالت بهدوء ..

.."..ايمان ياحبيبتي انتي عروسة ..والعروسة لازم تستعد كويس جدا لأهم يوم في حياتها ..ومن هنا ليوم الفرح لازم حاجات كتير نعملها ..اوكي حبيبتي .."..

..هزت ايمان رأسها وهزت كتفيها وهي تقول باستسلام ..

.."..دييل ياعمتي ..يعني انا اقدر اقول لا ولا اعترض ...انا من ايدك دي لايدك دي ..المهم اطلع في الاخر حاجة محصلتش..والوح رقبة ابن اخوكي .."..

..ضحكت زهرة بصوت عال وهي تؤكد بقولها ..

.."..هيحصل حبيبتي .."........

..وبغرفة ايمان التي بدلت ملابسها بمنامتها القطنية وقبل ان تحتضن سريرها صدح صوت هاتفها والذي انارت شاشته بإسم صلاح الذي قال ..

.."..منوش ..طمنيني عليكي .."..

..تربعت ايمان فوق فراشها وهي تقول ..

.."..الحمد لله ياخالي ..تمام .....معلش ياخالي سامحني اني سيبتك كدة .."..

..ابتسم خالها وهو يجلس بالشرفة يحتسي كوبا من الشاي وهو يراقب عزة وهي تنشر غسيلها فوق حبال شرفتها تختلس نظرات جانبية له ..قال صلاح بصوت عال قاصدا ان يصل صوته لأذانها ..

.."..ولا يهمك حبيبتي ..بس مش هسمحلك ابدا ماتحضريش الافتتاح ..بعد بكرة ياحبيبتي الاقيكي اول الحاضرين ..". 

..تسمرت عزة بمكانها تنظر اليه بإنشداه الذي تحول لغضب وغيظ ..رمت قطعة الملابس المبتلة فوق الطبق وخرجت بخطوات قوية متجهة لغرفتها دون ان تعير اهتماما لنداء والدتها ..

..ختمت ايمان حديثها مع خالها الذي فاجئها بانه سوف يطلب يد عزة من والدتها الخالة تهاني يوم الافتتاح حتى تكون الفرحة فرحتان ..فهتفت بسعادة لسماع الخبر وأكدت عليه بانها سوف تحضر الافتتاح ..

..ظلت ايمان تتلاعب بهاتفها وهي تفكر كيف ستقوم بإقناع زوجها لحضور الافتتاح ولكنها اجفلت عندما سمعت رنين هاتفها واسم عزة واضح بشاشته..

..ابعدت الهاتف عن اذنها عند سماع صراخ عزة بقولها ..

.."..شوفتي خالك المحترم ياهانم .."..

..وضعت ايمان الهاتف فوق اذنها مرة اخرى وهي تقول ..

.."..وطي صوتك اللي صرعني دا وفهميني بالراحة في ايه .."..

..كان لهاث عزة واضح صوته عبر الهاتف وهي تصيح ..

.."..خالك كان بيكلم واحدة دلوقتي وبيقولها ياحبيبتي و كان عمال يتحايل عليها عشان تحضر افتتاح الزفت الجيم بتاعه....."..

..تنبهت ايمان لكلمات عزة الغاضبة وفجاة صدحت ضحكاتها عاليا لتصطك اسنان عزة غيظا وهي تهتف بها ..

.."..بتضحكي ياايمان ...طبعا ..ماهو خالك ..وطبعا لازم تحاميله وتفرحي عشانه...ماشي ياصاحبة عمري ...مااااشي ..انا هقفل السكة .."..

..لحقتها ايمان وهي تقول من بين ضحكاتها ..

.."..استني يابت ..استني يا مجنونة دا كان بيكلمني انا .."..

..جلست عزة ارضا فوق ركبتيها وبتلكؤ ووجها جامد الملامح قالت ..

.."..كان... بيكلمك...انتي ..بجد ياايمان ولا بتضحكي عليا .."..

..تنهدت ايمان بيأس وهي تقول ..

.."..والله كان بيكلمني انا ..بأمارة ماكان بيقولي ..مش هتنازل انك متحضريش الافتتاح ....."..

..تجهمت ملامح عزة وهبت لتقف وهي تهتف بغيظ ..

..".. خالك بيشتغلني يابنت اسطى احمد ..طب والله لاوريه ..واوريكي انتي كمان ..يالا اقفلي ..ومن غير تصبحي على خير كمان .."..

..هتفت ايمان مسرعة ..

.."..يامجنونة استني ..هقولك على حاجة .."..

..لم تنصاع عزة لطلب ايمان ورمت بهاتفها الذي اغلقته بوجه ايمان فوق فراشها وظلت تغدو وتروح بارجاء غرفتها الضيقة حتي وقفت وهي تتخصر قائلة ..

.."..ماشي ياكابتن صلاح ..ماااشي .."..

..ظلت ايمان تضحك وهي تقول ..

.."..يابن اللاعيبة ياخالي .."..

..صرخت فجاة عندما قام ابراهيم بقرص خصرها ثم رفع يده للسماء وهو يقول بتهكم ..

.."..ليه يارب ..يعني لما اتجوز بعد كل دا ..مراتي تطلع هبلة ..بتضحك وتكلم نفسها .."..

..هبت ايمان لتقف وتقول بغضب ..

.."..صرعتني وكمان بتشكيني لربنا .. انت ازاي اصلا تدخل اوضتي كدة ..هي وكالة من غير بواب.."..

..جلس فوق طرف الفراش بأريحية ثم فاجئها بشد يدها لتقع فوقه فتمدد بظهره غير عابئ بشهقاتها وهو يقول ..

.."..اوضة مراتي ..ادخلها وقت مانا عايز .."..

..وقبل ان تصرخ بوجهه رفع رأسه ليهجم على شفتيها بقوة غير عابئ باعتراضها الواهي او همهامتها الضعيفة ..مال بها جانبا حتى اعتلاها وعندما وجد انها كادت ان تفقد انفاسها فرفع راسه منتزعا شفتيه على مضض ..لتفتح هي عينيها وتقول بصوت خافت ضعيف متقطع وهي تمسك بكتفيه ..

.."..ابراهيم.. انت.. مجنون ..ايه اللي بتعمله دا .."..

..لثم شفتيها مرة اخرى بلطف وهو يهمس امامها ..

.."..مقدرتش انام من غير ماابوس مراتي ..واسالها تاني.. عايزاني اصالحها واخليها تسامحني ازاي .."..

..حاولت ان تزيحه بعيدا عنها ولكنها فشلت بذلك فتمسحت براسها بالفراش وتنهدت وقالت وهي تلاعب وجنته الخشنة بأصابعها ..

.."..يعني لو طلبت اي طلب هتعمله .."..

..مسح بشفتيه خدها ومن بين قبلاته على رقبتها كان يقول ..

.."..اي ..طلب ..هيخلي...حبيبتي ..تسامحني ..هنفذه ..فورا.."

..ابتسمت بنعومة وهي تهمس بجانب اذنه ..

.."..حبيبتك عايزة تحضر افتتاح الجيم بتاع صلاح .."..

..رفع رأسه بعد ان تجهمت ملامحه ثم اعتدل بجذعه ليقف وهو ينظر اليها بجمود ثم قال ..

..".. انسي الموضوع دا تماما ياايمان ..تبقي تروحي تباركيله على الافتتاح في يوم تاني ..لكن يوم الافتتاح دا لأ .."..

..استقامت بجذعها لتجلس وهي تقول رافعة رأسها اليه ..

.."..وليه مروحش يوم الافتتاح بقى ..ايه الفرق يعني .."..

..زفر بضيق وقال ..

.."..الفرق ياهانم ان يوم الافتتاح هيكون هناك الزفت صاحبه اللي اسمه عمرو ولا حسام مش فاكر ...وانا لو شوفته المرادي محدش هيوحشني عنه .."..

..وقفت ايمان واقتربت منه تمسك بين اطراف اصابعها قماش بلوزته القطنية وهي تقول بصوت هادئ ..

.."..ياابراهيم وانا مالي وماله بس ..انا رايحة لخالي افرح معاه ..وكمان انا متاكدة انه مستحيل يحضر بعد الشلفطة اللي اتشلفطها على ايدك.."..

..اقتربت منه اكثر لتفاجئه وهي تقف على اطراف اصابعها تحاوط عنقه وتهمس أمام وجهه ..

.."..عشان خاطري ياهيما ..هسامحك بجد وانسى اي حاجة لو وافقت .."..

..حاوط خصرها ليلصقها بجسده وهو يتصنع التأفف ..لتعاود هي دلالها وهي تهمس بنعومة ..

.."..انت عارف ان خالي هيخطب عزة في اليوم دا وهتبقى الفرحة فرحتين..يرضيك بردو محضرش خطوبة صاحبة عمري ..يرضيك يا صاحبي.."..

..لم تعي انه وافق منذ اول مرة تمارس عليه دلالها ونعومتها ولكنه أحب ان يشاكسها فقال وهو يضمها بقوة ..

.."..هو انا موافق ..بس مش عارف ليه يامنيتي حاسس ان لسة مش مقتنع .."..

..ضحكت بخجل وقامت بتقبيل وجنته وهي تهمس بجانب اذنه ..

.."..ها ..اقتنعت .."..

..التفت بوجهه ونظر لشفتيها بتمعن وهو يقول ..

.."..لسة شوية .."..

..وقبل ان تميل ايمان ويستجيب لها ابراهيم انتفضا الاثنان على اثر صوت زهرة العال ..

.."..انتو بتعملوا اااايه .."..

..تراجع ابراهيم للوراء خطوتين وتنحنح وهو يحاول ان يجد كلمات مناسبة فلم يجد غير تلك الكلمات الغير مفهومة ..

.."..ماعملناش ..لسة ..كنا ...هنعمل ..لا ياعمتي احنا كنا عملنا .."..

..اطبقت ايمان شفتيها وعينيها بقوة وهي خافضة رأسها لاسفل تحاول هندمة منامتها وهي تهمس بخفوت ..

.."..اسكت ..اسكت ابوس ايدك ..انت بتنيلها زيادة .."..

..وجدت عمتها تقف كحائل بينهما وتقول بحزم وبإشارة من اصبعها بينهما ..

.."..انتو الاتنين ممنوع منعا باتا انكو تنفردوا ببعض لحد يوم الفرح ..مفهوم .."..

..رفعت ايمان رأسها ويدها عاليا وصاحت ..

.."..مفهوم ياعمتي .. دا هو ياعمتي هو ..انا كنت قاعدة بأمان الله في اوضتي هو اللي طب عليا ..وانا اقوله ..اخرج ..عيب ياابراهيم ..عيب يابن عمي ..وهو ولا سمع كلامي ..واديكي شوفتي بعينيك مين اللي عند مين في اوضته .."..

..اتسعت عيني ابراهيم وفغر فاهه وهو يرى زوجته تبيعه دون ذرة ندم واحدة ..وعندما هم بالحديث قالت زهرة وهي تكتم ضحكتها بصعوبة ..

.."..اتفضل برة ياابراهيم ..واياك تدخل الاوضة تاني ..انا بحذرك .."..

..صاحت ايمان وهي منتشية بفرح..

.."..ايوة ..اياك ..لحسن هقول لعمتي وجدي كمان .."..

..تراجع ابراهيم بظهره ناحية الباب وقال متوعدا اياها ..

.."..اوك ...ماشي ..ابقي شوفي مين اللي هيوديكي الافتتاح يابنت عمي .."...

..تخصرت بمكانها وتراقصت وهي تقول ..

.."..انت خلاص وافقت ..والراجل بيتربط من لسانه..ولا هتبقى عيل وترجع في كلمتك .."..

..اتسعت عينيه وظهر الغيظ جليا بنظراته فتقدم اليها ولكن عمته منعته من هذا التقدم واخذت تدفع به للوراء وهي تهتف ..

..".. اطلع برة قلت ..وبطل جنان انت وهي ..يالا برة .."..

..استجاب ابراهيم على مضض لدفع عمته له ولكنه اشار لزوجته بيده اشارة توعد لتقابل ايمان اشارته بخروج لسانها له قبل ان تغلق العمة الباب وهي تقول ..

.."..يالا على اوضتك ..والتزم باللي قلتهولك ياولد ..هانت ياابراهيم كلها كام يوم وتبقوا مع بعض طول العمر .."..

..امسك ابراهيم برأس عمته ليقبل مقدمتها وقال بصوت هادئ وابتسامة تزين شفتيه ..

.."..حاضر يا عمتي ..تصبحي على خير .."..

..اتجهت العمة لغرفتها ولكنها نظرت اليه فوجدته مازال متسمرا أمام غرفة زوجته فاشارت له بحزم ان يذهب لغرفته ..فابتسامة سمجة هز رأسه ورجع للوراء خطوتين ..دلفت العمة لغرفتها فاسرع ابراهيم يمسك بمقبض باب ايمان لتصيح العمة ..

.."..على اوضتك ياابراهيم.."..

..ارتعشت نواجذه من الغيظ وهو يتأفف من الغيظ ورجع لغرفته بخطوات تدب الارض من تحته تارك ورائه زوجته التي كانت تتصنت بجانب بابها وهي كاتمة ضحكتها .....

باليوم التالي مساءا كان الجميع بالفيلا بملابسهم الفاخرة جالسين بانتظار ابراهيم الذي تعمد التأخير عنادا في زوجته التي تجاهلته عن عمد طول اليوم ..وما كاد ان يخطو داخل الفيلا حتى صاح الجد ..."..اتأخرت ليه يابني ..مش كنا روحنا احنا وانت حصلتنا على هناك ..معرفش ايه الحكمة في انك تصمم اننا نستناك ..مع انك كنت المفروض تيجي بدري عن كدة عشان كنت تحضر توقيع عقد الشراكة بينا وبين قصي ..لكن هقول ايه دماغك ناشفة .."..قبل ابراهيم راس جده متعمدا عدم النظر لتلك التي تغلي وتزبد من الغيظ والغضب ..وقال..."..البركة فيك ياجدي ..وكمان انا اسف ع التاخير ..كان في شغل كتير اوي ويدوبك خلصت وجيت بسرعة اهو .."...تافف الجد وهو يحرك كرسيه في مقدمتهم وهو يقول ..

.."..طب يالا .."....اجابه ابراهيم وهو يسير بجانبه ...."..يالا ياجدي .."....ذمت ايمان شفتيها وتأبطت ذراع عمتها وهي تهمس بغيظ ...."..شايفة ابن اخوكي معبرنيش ازاي ..يا خسارة الفستان الحلو والمكياج اللي تعبت فيه البت نيرمين .."....ضحكت العمة وهي تربت فوق ظهر كف ايمان وقالت ..."..حد قالكوا قبل كدة انكو مجانين انتو الاتنين .."...قالت ايمان وهي تلوح بيدها .."..يوووه ياعمتي ..كتيررررر....مبعدش ياجيمي .."...وبعد ساعة كانت ايمان تقف بجانب خالها صلاح تتشبث بمرفقه وهي تلح عليه .."..يالا بقى ياخالي مستني ايه .."...قال صلاح وهو ينظر لتلك التي تجلس بجانب والدتها كالتمثال بوجه جامد .."..يعني مش شايفة صاحبتك ضاربة بوزها شبرين ازاي ..من ساعة ماغلست عليها وهي مخصماني مابتكلمنيش .."...بحماس قالت وهي تهز ذراعه بقوة ..

.."..روح بس دلوقتي كلم خالتي تهاني وانت هتلاقيها نطت وفطت من الفرحة .."...تنهد صلاح باستسلام وقال ..."..اتكلنا على الله .."...ظلت ايمان تهتز بعصبية لتجد زوجها يقف بجانبها ويقول بحزم ..."..اقفي عدل ياهانم ..بدل مااقلب الليلة على دماغك انتي وخالك.. التريلات اللي خالك عازمهم بيبصوا عليكي .."...ومن شدة حماسها لم تحد بعينيها عن خالها وتأبطت ذراع زوجها وهي تقول بسعادة ..."..صلاح هيطلب عزة للجواز دلوقتي ياابراهيم ..دلوقتي ..دلوقتي .."..

..انزل ذراعها ليحاوطها بذراعه هو لتنغمس بجانبه وهو يقول مشدوها بفرحتها .."..للدرجاتي فرحانة .."...تشبثت بطرف سترته وهي تقول .."..اوي اوي ياابراهيم ..صاحبة عمري هتتجوز الراجل اللي بتحبه ..و الراجل دا يبقى خالي حبيبي ..يبقى ازاي مفرحش اوي ..دا هتنطط من الفرحة .."...شد من قبضته حول خصرها وهو يقول بحزم ..."..مافيش راجل حبيبك غيري ..فاهمة ولا لا.."...ضحكت بنعومة وهي تستند بجانب وجهها على صدره وهي تهمس ..

.."..انت حبيب قلبي يابن عمي.."..

..زفر بغيظ وقال وهو يهز جسدها بقوة ...."..انتي يابت انتي غاوية تجننيني ..جاية تقولي الكلمة دي هنا ..ماتيجي نمشي من غير ماحد مايحس .."....رفعت راسها لتقول بصوت جامد كعمتها ...."..لا يامحترم.. لسة اربع حاجات تحصل وبعدها نبقى مع بعض لوحدنا .."..تقطب جبينه وهو يتساءل .."..ايه بقى الاربع حاجات دول .."...استقامت ايمان بوقفتها واخذت تعد على اصابعها.."..الكوز ...وسونا ..والتقشير ...وفي الاخر الفرح .."..رفع حاجبه وهو يقول بسخرية .."..فرح ..ايه الكلمة الغريبة دي .."..

..رفعت كتفيها ببلاهة وهي تقول ..

.."..اسال عمتي وهي هتشرحلك ..انا بذات شخصيتي مش فاهمة .."..

..هز ابراهيم راسه وعاود محاوطة جسد زوجته بذراعه وقال باستسلام..

.."..ماشي هسألها..الله يكون في عوني .."...واثناء ذلك اتجه صلاح للخالة تهاني التي كانت تجلس بجانب ابنتها وشيخ الجامع الذي اصر صلاح على حضوره هو وبعض رجال الحارة وقال .."..منورين يا جماعة شرفتوني بحضوركم .."...قام رجال الحارة بتحية صلاح وقالت الخالة تهاني.."..يجعلها فاتحة خير عليك يابني.. الف مبروك ياحبيبي .."..لم يشعر صلاح بنفسه وهو يفرك كلتا كفيه ببعضهما وهو يقول بتوتر .."..بصراحة ياخالتي ..انا صحيح فرحان انهاردة لكن فرحتي الحقيقية هتكمل لو ..لو وافقتي عليا ..قصدي ..انا يشرفني اطلب منك ايد بنتك الانسة عزة .."..شهقت عزة وتخضبت وجنتيها وتبدل حال جمود ملامحها من حال لحال فاخفضت رأسها لاسفل تاركة والدتها التي تهللت اساريرها وهي تقول بصوت يشوبه الكثير من السعادة .."..والله يابني ..انت ..انت واحد تتمناه اي أم لبنتها .."..نظرت الخالة تهاني لشيخ الجامع ورجال الحارة التي ارتسمت على وجوههم جميعا ابتسامة الرضا والقبول فاستطردت قولها .."..عن نفسي .. انا موافقة ..بس بردو لازم اسال صاحبة الشأن .."..قال صلاح وهو ينظر لتلك الخافضة راسها بقوة .."..انا بقول بعد اذنك طبعا ياخالتي اننا نسالها دلوقتي ..عشان نقرا الفاتحة بالمرة و نفرح كلنا .."..نظرت تهاني لابنتها وهي تردد ..".وماله يابني نسالها..ايه رايك ياعزة .."..ظلت عزة على وضعها ..لم تنطق بكلمة ..فتوجس صلاح خيفة من ان ترفضه فبلع ريقه بصعوبة والخالة تهاني تعاود قولها ..".. يابنتي قولي رايك ايه ..الجدع واقف مستني .."...تنحنحت عزة لكي ينجلي صوتها فقالت وهي مازالت مطأطأة راسها .."..اللي هتوافقي عليه ..انا كمان موافقة عليه ياأم عزة .."...ابتسمت الخالة تهاني ونظرت لصلاح الذي تهللت اساريره وقالت .."..خلاص ..يبقى نقول مبروك يابني .."...التفت صلاح براسه للوراء ناظرا لابنة اخته يناديها فلبت هي النداء فورا واتت مسرعة تقف بجانب خالها وكفها متشبث بكف زوجها ..فقال صلاح ..يبقى نقرا الفاتحة بحضور كل الناس ..لغاية ما اجي انا ووالدتي نخطبها رسمي في البيت ياخالة تهاني ..نظرت الخالة لشيخ الجامع تلتمس منه الرضا الذي نالته من الجميع وقالت .."..على بركة الله .."..صاح صلاح لكل الموجودين يدعوهم لقراءة فاتحة خطبته على عزة ..فالتف الجميع حوله وبدأو بقراءة الفاتحة التي ما انتهت قرائتها حتي قفزت ايمان بحضن خالها الذي دار وهي تهتف بالمباركة ..التوت شفتي ابراهيم وبقوة نزع زوجته من حضن خالها ليمد هو يده بالمصافحة قائلا بنبرة صوت رسمية جدا .."..مبروك ياكابتن .."..شد صلاح بذراع ابراهيم الذي وجد نفسه بحضن صلاح ظهره يستقبل عدة ضربات قوية ولسان صلاح ينطق بسعادة بجانب اذن ابراهيم ..".. الله يبارك فيك ..جدع انك جيت..مش هنسالك حركة الجدعنة دي .."...فرك ابراهيم عضلات ظهره من بعد شعوره ببعض الالم من قوة ضربات صلاح القوية وهو يقول بإمتعاض..." .. في الاول والاخر احنا اهل ..ومبروك للمرة التانية .."..كانت ايمان اثناء ذلك تحتضن عزة بقوة ولسانهما يكاد ان ينخلع من كثرة الزغاريد ..وبعد برهة من الوقت وتبادل المباركات وتناول الحلويات والعصائر ..بدا الجميع بالانصراف ليبقى بالنهاية افراد العائلة الواحدة ..فقال الجد موجها حديثه للجميع .."..انا يا جماعة يشرفني حضور كل الموجودين لحفل زفاف احفادي ابراهيم وايمان وبنتي زهرة وخطوبة مراد .."..عاود الجميع تبادل التهنئة والمباركات مرة اخرى ..وبعدها استاذن البعض الرحيل ومن ضمنهم الجد وزهرة ..وقف ابراهيم بقبالة ايمان ليقول لها بترقب .."..طبعا عايزة تباتي في البيت مع خالك..صح .."..مطت شفتيها للامام وقالت وهي تميل بوجهها .."..يعني ..لو انت موافق ..يبقى ياريت .."..وبابتسامة سمجة قال بتهكم .."..لأ ..مش موافق ..واتفضلي قدامي .."..زفرت بغيظ بعد ما ضاقت عينيها ..وتمتمت ببعض الكلمات غير المفهومة وهي تتقدمه للحاق بعمتها فقال بصوت عال من خلفها ..

.."..انا سامع على فكرة .. والحساب يجمع يابنت عمي ..".......

مرت الايام سريعا وكاد ابراهيم ان يموت غيظا من عدم رؤيته لزوجته طوال تلك الايام والتي كانت خلالها ملتصقة بعمتها بكل المشواير الخاصة بتحضيرات الزفاف ..من مشواير شراء كل مايلزم العروس من ملابس وحاجيات ..ومشواير لمركز التجميل ..وبيوم الحناء والتي صممت ايمان على اقامته بالحارة واتباع عادات هذا اليوم بكل تفاصيله ..اقام صلاح صوانا كبيرا بالحارة امتد من اولها لنهايتها وقبل انتهاء منتصف النهار وصلت ايمان وعمتها وعزة من مركز التجميل الذي قامت احدى موظفاته والمتخصصة برسم الحناء بنقش اجمل وارق الرسومات على مناطق متفرقة من اجسادهم جميعا ...

ليحتفلوا بالجانب المخصص للنساء..احضرت الخالة تهاني صينية الحناء لتقتطع جزء صغير منها وغمسته بكف ايمان والتي كانت ترتدي عباءة مغربية منقوشة ومطرزة بخيوط ذهبية والتي تسمى ببلاد المغرب بالتكشيطة ..أما زهرة فارتدت فستان كلاسيكي بسيط متنوع الوانه بين الفضي والاسود يناسب عمرها ..فما كان من عزة التي قامت ترقص بفستان اشتراه لها صلاح والذي ما ان نظر اليها نظرة قاتلة من بعيد حتى لملمت حالها وجلست كالقطة المذعورة بجانب ايمان التي ضحكت وهي تقول .."..اتارينا بنخاف ونترعب و احنا مش واخدين بالنا .."..قرصتها عزة بفخذها وهي تقول بتأفف .."..نقطينا بسكاتك ياختي ..ولا قومي انتي ورينا الشجاعة .."..بحثت ايمان بعينيها عن ابراهيم الذي كان جالسا بجانب كمال الذي ساله بغيظ.."..ممكن اعرف ياابراهيم يابني ...انا بعمل ايه هنا بالظبط.. انا واحد لسة كاتب كتابي على عمتك في الفيلا الصبح قبل ما تروح البيوتي سنتر ..يعني المفروض اخدها ونسهر برة لما ترجع ..ممكن افهم بقى ايه اللي جابنا هنا.."...ضحك ابراهيم بخفوت وهو يردد ..."..صدقني ياعمي انا لو اعرف كنت هقولك ..بس انا زيي زيك بالظبط وكل اللي اعرفه ان انهاردة الحنة .."..تكتف كمال وهو ينظر لكل هولاء المحدقين به .."..يابني حنة ايه بس ..ناديلي عمتك عشان نمشي من هنا .."..اشار ابراهيم لظهر صلاح وقال لكمال .."..ماظنش ان الوحش دا هيسمحلك ياعمي بالخروج من هنا قبل ما تنتهي مراسم الليلة كلها .."..تمتم كمال بياس واستسلام .."..لله الامر من قبل ومن بعد .."...التحق بهم مراد وقال بحماس وهو يجلس بجانبهم .."..في حاجة او فقرة فاتتني .."...نظر كل من ابراهيم وكمال لمراد نظرات اشمئزاز واضحة ورددا بنفس الوقت .."..لله الامر من قبل ومن بعد .."..انضمت اسيا وجلست بجانب زهرة وايمان اللتان رحبا بها بحب وود واضح ..تعددت الفقرات تلك الليلة والتي كانت عن رقصات شعبية خاصة باشهر المدن المصرية كالاسكندرية وبورسعيد والنوبة ...صدحت الاصوات العالية المبهجة بكل مكان وتوزعت الحلوى والمشروبات على كل اهل الحارة ..وبدات شباب الحارة بالرقص امام ابراهيم العريس وشاركهم صلاح بفرحة كبيرة حتى انه ارغم ابراهيم على المشاركة والذي اعترض عنها في بادئ الامر ولكن سرعان ما اندمج بين الشباب وبدا بتقليد بعضا من حركاتهم سعيدا بمراقبة ايمان له بسعادة كبيرة ..انتهت الليلة بسلام وعند منتصف الليل اقتربت ايمان بخطوات بطيئة ناحية غرفتها وهي تحلم بلقاء بين وبين فراشها لتنام نوما عميقا تفتقده منذ عدة ايام ..ولكنها وجدت من يكمم فمها ويحاوط خصرها حاملا اياه ناحية غرفته ..لم يستمر ذعرها كثيرا عندما اطمئنت لمن قام بخطفها والذي كان عبارة عن زوجها الذي اشتاق اليها حد الموت ..فتركته حتى انزلها على قدميها بعد اغلاق باب غرفته ..فلوحت له بيدها وصاحت بصوت خافت ولكنه حاد .."..انت مجنون يابني انت ..حد يخطف مراته يوم الحنة ..وكمان ياابراهيم انا هموت وانام ...سيبني الله يخليك واخطفني بكرة .."..وقبل ان تخطو اولى خطواتها امسك بكتفيها ليرتطم ظهرها بالحائط بهوادة وهو يقول بغيظ .."..ياباردة يامعدومة الحب..بقالك اد ايه ماشوفتنيش ولا كلمتيني ..غير هما كام كلمة بالتليفون ..ايه ماوحشتكيش .."..ابتسمت بنعومة وعيونها تقاوم النعاس بشق الانفس وقالت.."..وحشتني طبعا ياحبيبي ..ومين قالك بس اني مكنتش بشوفك ..انا اصلا مكنتش بعرف انام الا لما اشوف عربيتك تدخل جراج الفيلا ...انت بس اللي ماتعرفش انا شوفت ايه في الكام يوم اللي فاتوا ..انا شوفت اللي محدش شافه ياابراهيم ..كفاية السونا وبخار السونا ...انا كنت بدوب زي السكر في الشاي او الملح في الشوربة السخنة ياابراهيم ..وكله عشان خاطر مين .."..ضربت صدره وهي تهتف بغضب .."..ماهو عشان خاطرك انت .."..ابتسم ابراهيم وغمسها بحضنه يمسد برقة فوق شعرها وظهرها وهو يقول بصوت هادئ .."..اسف حبيبتي ..اسف ..عمتك هي اللي صممت تعمل كدة..معلش حبيبتي .."...لم يجد اجابة غير سكون جسدها وتخاذله بين ذراعيه وسماع صوت شخير خفيف ..فاسرع بحملها بين ذراعيه وهو يتمتم بسباب خافت الصوت..نزل بجذعه قليلا ليفتح الباب وبعد محاولتين فاشلتين رجع لفراشه واضعا اياها برفق وقبل ان يرجع للباب لفتحه ظل ينظر اليها وهو يهمس لنفسه .."..خليها تنام هنا جمبي ..مش هيحصل حاجة اساسا وهي نايمة زي القتيل .."..فرد جسده بجانبها ووضع راسها فوق ذراعه واضعا راسها داخل تجويف عنقه والتي ما ان شعرت بدفئ جسده همهمت قليلا وحاوطت جسده بذراعها لكي تنعم بنوم هادئ مريح لاقصى حد ..دون ان تعي لذلك الذي ظل يسب نفسه بأفظع الشتائم ندما على نومه بجانبها مانعا نفسه عنها بشق الانفس..مرت ساعات الليل ببطئ شديد حتى ظلل النوم بسلطانه جفون ابراهيم عند شروق الشمس ..لم يشعر الاثنان عند الصباح الا بمن تضربهما بالوسادة فوق راسيهما بقوة وهي تهتف بغضب .."..ياقلالات الادب والتربية ...خلاص مش قادرين تصبروا يوم واحد ..يوم واحد بس ياوقح منك ليها.."..دافعت ايمان عن نفسها بكلتا يديها وهي تصيح بتعجب والم .."..هو في ايه ياجدعان ..حد يضرب العروسة يوم فرحها ..طب اعرف طيب بنضرب ليه..."..وثب ابراهيم من فوق فراشه وهو يحاول ان يتحاشى تلك الضربات ويقول.."..في ايه ياعمتي بس ..انتي قبضتي علينا في وضع مخل ..ماحنا نايمين مؤدبين وبهدومنا اهو .."..توقفت زهرة عن ضربهما بعد ان شعرت ببعض التعب ..فاستقامت ايمان بجذعها لتجلس فوق الفراش وقالت وهي تحاول ان تبعد شعرها عن عينيها .."..انا من حقي اعرف انا بنضرب ليه يوم فرحي .."..تخصرت زهرة وهي تهتف بها .."..في عروسة تنام في حضن جوزها قبل يوم فرحها يامؤدبة .."..رمشت ايمان عدة مرات وهي تنتقل بعينيها بين ارجاء الحجرة ..فاتسعت عينيها ووثبت فجاة من فوق الفراش وهي تصرخ قائلة .."..انا ايه اللي جابني هنا .."..نظرت لابراهيم الذي لوح لها بيده كتحية فاشارت له وهي تهتف لعمتها .."..هو اللي خطفني امبارح ياعمتي ..انا بريئة والله العظيم ..حتى اسأليه .."..امسكت زهرة بأذن ايمان التي تأوهت بشدة واخذت تردد وهي مسحوبة بفعل يد عمتها .."..ياعمتي وانا مالي ..ماسكة فيا انا ليه .."..خرجت العمة وايمان من الباب تاركين ورائهم هذا الذي يضحك بسعادة بعد ما رمى بجسده فوق الفراش محتضنا وسادة زوجته وهو يقول ."..واخيرا هنام .."..وعند عصر هذا اليوم كانت حديقة الفيلا مكتظة بالمدعوين والمدعوات والذين كانوا اكثرهم من رجال وسيدات الاعمال اما القليل منهم كانوا عبارة عن بعض من جيران ايمان والحارة ..كالخالة تهاني وابنائها وصلاح وشيخ الجامع وبعض اقارب الطبيبة اسيا ..كانت الحديقة مزينة بطريقة احترافية بالوشاحات البيضاء الشفافة ولمبات كريستالية صغيرة الحجم بالوان مختلفة متناثرة على كافة الاشجار ..وطاولات صغيرة متفرقة بكل مكان بطريقة هندسية مدروسة ..والنادلات والندلاء متوزعين بين المدعوين يوزعون المقبلات الشهية قبل افتتاح بوفيه العروسان..وعلى جانب الحديقة فرقة شبابية تعزف موسيقي هادئة لحين حضور العرائس والعرسان ..وكان اول من ظهر هي زهرة بفستان كلاسيكي طويل محتشم باكمام قصيرة درجات اللون الابيض والزهري الفاتح واضحة به تماما اما زينتها البسيطة فقد ابرزت جمال ملامحها وكانها بالثلاثين من عمرها ..يتأبط ذراعها زوجها كمال والذي كان يرتدي بدلة سوداء انيقة للغاية تدل على ذوق راق لرجل في مثل عمره ..تابعهما مراد واسيا التي كانت ترتدي فستان وردي اللون مطرز اكتافه بنقوش فضية كما عند جانب الخصر ..

..ونهايتها مسك كما يقولون ..ظهرت ايمان بفستانها الابيض المنفوش بأكمام طويلة شفافة ومطرزة.. وطرحتها الطويلة الشفافة والمطرزة  ..تتابط ذراع زوجها الوسيم ببدلته الرسمية والتي كانت تمتزج بموديلها بين الكلاسيكية والعصرية معا ..جلس ثلاثتهم كلآ بمكانه.. والجد بكرسيه على مقربة منهم ينظر لهم بعيون دامعة ولكنها كانت دموع الفرحة ..فرحة اطمئنان على ابنته وحفيدته اللتان سوف يكونا تحت حماية رجلين يشهد لهما بالاخلاق والسمعة الطيبة غير الحب الذي يملأ قلبيهما ..وقف ابراهيم بقبالة زوجته ليزيح عن وجهها مقدمة الطرحة ..وما ان رأي وجهها حتى ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة عريضة وقال .."..ماشاء الله ..حبيبتي ايه الجمال دا .."..تخضبت وجنتي ايمان ولم تستطع ان تنظر له اكثر من ذلك فأخفضت عينيها خجلا وهي تقول هامسة .."..تسلم ياحبيبي ..انت كمان زي القمر .."..قام بتقبيل جبينها بقوة ..ليهتز جسدها بقوة ..فساعدها لكي تجلس ثم جلس بجانبها ..يتلقون مصافحة ومباركة المدعوين ..وبعد مرور اكثر من ساعتين على هذا الوضع ..

..همست ايمان بجانب اذن ابراهيم . 

.."..افراح الناس الاغنيا حاجة تسد النفس ..ان مافي مزمار بلدي ولا حتى فرقة اغاني مهرجانات يحيوا الليلة...خلي بالك احنا لو فضلنا كدة هتلاقيني نمت جمبك وشخرت كمان ..".

..امسك ابراهيم بيد ايمان يقبلها وقال متوسلا اياها ..

.."..ابوس ايدك الا دي ياايمان ..استحملي هي ساعة وهنقوم عشان نسافر بدري ..". 

..التفتت اليه وهي تهتف بحماس ..

.."..ايه دا احنا هنسافر ..هنسافر فين .."..

..نظر لها وهو يسألها ..

.."..انا حجزت جناح بفندق في الجونة ..هنقضي هناك اسبوع عسل ونرجع ان شاء الله .."..

..وببلاهة تسائلت ..

#عروستى_ميكانيكى

بقلم سما نورالدين

الخاتمه الجزء التانى( 2)

.."..الجونة دي جمب جمصة كدة ولا بعيدة عنها .."..

..اصدر ابراهيم ضحكة خافتة وهو يقول ..

.."..لا ياحبيبتي ...الجونة مدينة في الساحل على البحر الاحمر ..تعتبر جنب الغردقة ..هتعجبك اوي لما تشوفيها .."..

..ظهرت السعادة جليا بملامحها ونظرات عينيها التي لم تحد عن وجهه فعاود تقبيل يدها مرة اخرى وهو يقول هامسا اياها بمكر ..

.."..هو انا حلو اوي كدة .."..

.. تخضبت وجنتيها اكثر واكثر واخفضت رأسها وهي تجيبه بهدوء ..

..".. بصراحة انا عايزة حد يقرصني.. لاني حاسة ان الايام اللي فاتت واللي حصل فيها وخصوصا بقى انهاردة واللي هو يوم فرحي ..كلها كدة ع بعضها حاساها حلم .."..

..رفعت راسها لتستطرد قولها بجدية ..

.."..هو انا بحلم ياابراهيم ..صح .."..

..انتقل بناظريه بين عينيها وحاوط وجهها بكفيه وهو يهمس ..

.."..لا ياحبيبتي مابتحلميش ..دي حقيقة ..انتي ياايمان احلى واجمل حقيقة حصلت في حياتي .."..

..غمز لها بعينه وقال بمكر ..

.."..ولما نكون لوحدنا هتتاكدي انه مش حلم .."..

..انزلت احدى يديه برفق وهي تهمس بإسمه خجلا...

..طبع مراد فوق ظهر كف خطيبته أسيا قبلة قوية ..فحاولت اسيا ان تنزع كفها الصغير من بين براثن قبضته القوية وهي تقول بخجل ..

.."..مراد ..بابا وماما بيبوصلنا .."..

..نظر مراد لعينيها بتمعن وهو يقول لها هامسا بصوت هادئ ..

..".. وانا مش شايف اي حد غيرك حبيبتي .....كان لازم يعني تصممي ان الجواز يبقى بعد سنة ..فيها ايه لو كنا اتجوزنا انهاردة زي ابراهيم وعمتي .."..

..بابتسامة جانبية اجابته ..

.."..السنة دي هتكون مفيدة جدا ليك وليا ..هنعرف بعض اكتر في كل حاجة ..وساعتها هتقرر بجد اذا كنت هتستمر مع بنت الحلاق يابن الاغنيا ولا لا ..."..

..ظهرت علامات الغضب لاول مرة بوجه مراد امام اسيا وقال بصوت حاد اجش ..

.."..انا هاحسبك على الكلام دا بعدين ..لاني مش عايز ازعلك في يوم زي دا ..بس يكون في معلومك يا دكتورة ..انا اختارتك بعقلي قبل قلبي ..و عارف ومتاكد اني اخترت صح ..وهتتاكدي خلال السنة دي من كلامي يابنت الناس الطيبين على رأي ايمان .."..

..مطت اسيا شفتيها وشدت بكفها كف مراد وهمست ..

.."..مراد متزعلش مني ..خلاص حقك عليا..انا اسفة مش هقول كدة تاني .."..

..وبملامح جادة قال بصوت جامد وغمزة من عينه ..

.."..انا مش بتصالح بالكلام .."..

..اشاحت اسيا بوجهها للناحية الاخرى بعد ماتخضبت وجنتيها وهي تقول ..

.."..لا ..خلاص ..خليك زعلان احسن .."........

..مضت ساعات الاحتفال القليلة وقام الكل بتوديع ابراهيم وايمان عند باب الفيلا قبل وصولهما للمطار .. وبعدها اخذ كمال عروسه لبيته الذي صمم ان تكون اول ليلة لهما تكون هناك وبعدها سينتقل للاقامة معها بالفيلا ..

..فتح كمال باب شقته لتدخل زهرة التي اتسعت عينيها من الدهشة وهي تنظر لكل ركن من الشقة الواسعة الفاخرة الاثاث.. فالتفتت اليه وهي تهتف بتعجب ..

.."..عملتها امتى وازاي ..الشقة كلها اتغيرت تماما وكاني اول مرة ادخلها .."..

..اقترب منها وهو يقول ..

.."..حبيت ان شقتنا تكون جديدة زي حياتنا اللي بنبتديها مع بعض من جديد .."..

..ارتبكت زهرة وهي تهرب من عينيه وتقول .."..بس انت عارف ياكمال اننا هنعيش في الفيلا مع بابا والولاد .."..امسك بذقنها لتنظر اليه وهو يقول.."..عارف ياحبيبتي ..بس دا دلوقتي بيتك انتي يبقى لازم يليق بزهرة حافظ.. زوجة كمال عزالدين .."..مال ليقبلها فابتعدت للوراء خطوة وهي تتلعثم بقولها .."..طب ..انا ...انا عايزة اتفرج عليها كلها .."...اقترب منها فشعر بارتجافة جسدها ليبتسم وهو يردد ماسكا بمرفقها.."..اكيد حبيبتي ..تعالي شوفي اهم مكان لينا احنا الاتنين .."..فتح باب غرفة نومه وأشار لها بطول ذراعه عند عتبته وهو يقول بهدوء ورزانة .."..اتفضلي يازهرتي .."..تخضبت وجنتيها وقالت بخجل وهي تخطو باولى خطواتهاللداخل .."..كمال ..وبعدين معاك .."..التهمها بعينيه وهي تخطو أمامه وقال بنبرة صوت ماكرة .."..هو انا لسة عملت حاجة ..دا احنا لسة في اول الرول .."..استدارت لتواجهه وهي تقول بتعجب ..".. رول ...رول ايه .."..

..امسك بباقة الورد التي تتشبث بها ورمى بها فوق الفراش واقترب ليخطف قبلة بجانب شفتيها ثم قال ..

.."..القضايا انهاردة في محكمة قلبي  مليااان ..واول قضية في الرول لازم نبتديها ..هي دي ..لثم شفتيها بقوة محاوطا جسدها بين ذراعيه غير عابئ بمحاولتها الواهية للتخلص منه ..انتزع شفتيه ليعطيها فرصة بأخذ انفاسها وقال وهو يقتربا الاثنان من الفراش ..تعالي بقى نتعرف على كل القضايا ..قضية قضية وبتركيز شديد .."........

..وبعد عدة ساعات السفر وجدت ايمان نفسها بجناح كبير بالفندق المطل على البحر بمنظر يخلب الالباب ..كانت جالسة فوق الفراش تمسد فوق فستانها لتقاوم رعشة جسدها المرتعب من تلك الليلة ..جلس ابراهيم بجانبها ووضع يده فوق ظهرها فانتفضت قليلا وهو يقول بصوت هادئ..."..ايه ياحبيبتي مش هتغيري الفستان ..تحبي اساعدك .."..حاولت ان تبتعد بجذعها قليلا وهي تردد بعفوية .."..لا ..انا هنام بالفستان .."..رفع ابراهيم حاجبيه وهو يقول بتعجب .."..افندم ..هتنامي بإيه ..وكمان انتي مشبعتيش نوم في الطيارة ..انا سيبتك براحتك عشان تكوني فايقة وصحيالي كدة لما نوصل .."..

..اقترب ماددا يده لفك سحاب الفستان ..فهبت لتقف بذعر قائلة ..

.."..وريني طريق الحمام ..الله يخليك .."..

..ضحك بخفوت ليقف بقبالتها ثم اشار لها بمكانه ..امسكت بفستانها لترفعه قليلا حتى تستطيع السير.. اتجهت للحمام فوجدت زوجها يسير بجانبها فتوقفت وهي تقول بعصبية ..

.."..انت رايح فين .."..

..وبتصنع للبلاهة قال ..

.."..هوصلك ياحبيبتي .."..

..مالت برأسها لتقول بسخرية ..

.."..والنبي ايه ..بقولك ايه ياجدع انت ..خليك مكانك ..انا بقولك اهو .."..

..هز رأسه بالايجاب وقال ..

.."..امرك يافندم ..اتفضلي .."..

..تمتمت بغيظ..

.."..بريئ اوي .."..

..وعند باب الحمام توقفت ثم استدارت تبحث بعينيها عن حقيبة ملابسها ..وعندما وجدت ماتبحث عنه اتجهت اليها ثم نظرت له فوجدته يراقبهما وهو مكتفا ذراعه مستندا الى الدولاب ..فتنحنت لتقول بصوت عال وهي تشير لها بيده....".. لو سمحت يااخ .."..

..اشار لنفسه وهو يقول ..

.."..تقصديني انا حضرتك .."..

..تخصرت وهي تقول بعصبية ..

.."..يعني هو في حد غيرك في الاوضة ..تعال شيل الشنطة وافتحها ..عايزة اخد هدومي .."..

..اقترب منها وهو يقول بصوت جاد ..

.."..ولازمتها ايه الهدوم .."..

..ضربت صدره بغيظ وهي تأمره ..

.."..بلاش قلة ادب وافتح الشنطة .."..

..انصاع لامرها بابتسامة سحرت قلبها وهو يقول .."..حاضر ..وادي الشنطة .."..

..رفع الحقيبة ووضعها فوق الفراش وقام بفتح سحابها وقبل ان يرفع غطائها ضربت هي عليه بكفها وهي تقول ..."...بسسس ... عندك لغاية هنا ..توشكر واتفضل فسح شوية .."..

..استقام بوقفته وهو يقول بصوت تمثيلي .....".. وادي اخرة المعروف ..فسحنا ياستي .."...تراجع للوراء عدة خطوات وهو ينظر لها بمكر ..وقبل ان ترفع الغطاء نظرت اليه شزرا وقالت.."..انت هاتفضل باصصلي كدة كتير .. ممكن تدور وشك .."..تأتأ بعدم الموافقة ووضع كفيه بجيبي بنطاله ووقف متسمرا بمكانه وابتسامة عابثة ترتسم فوق شفتيه ..

..فزفرت بضيق ورفعت غطاء الحقيبة ..تنهدت باريحية عندما وجدت اسدال الصلاة اول ماظهر امامها ..امسكت به ليظهر تحته قميص نوم ابيض شفاف ..فاختلست نظرة جانبية لمن يحدق بها ..تنحنحت وامسكت بالقميص لتدسه داخل الاسدال ....تعثرت قليلا وهي تستدير باتجاهها للحمام ..يد تمسك بالفستان ويد تحاوط بملابسها فتاففت بغيظ وتمتمت بغضب وصوت مسموع ..

.."..الجواز .. ع اللي بيتجوزوه.."..

..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا ..اسرعت بغلق باب الحمام واخذت تدور حول نفسها ببطئ شديد ..جلست فوق حافة المغطس واضعة ملابسها بحجرها وهي تقول لنفسها ...."..وبعدين بقى في الحوسة دي .."..ظلت على وضعها لاكثر من خمس دقائق ..فتذكرت ماقالته لها عمتها زهرة من نصائح وان ابراهيم سوف يكون رقيق معها ..فصاحت بغيظ وصوت عال .."..دا رقيق دا .. دا فاضله تكة صغيرة ويهجم عليا .."..اجفلت عندما سمعت طرقات بباب الحمام وصوت زوجها الهادئ عندما قال .."..حبيبتي بتندهيلي ..عايزاني اساعدك في حاجة .."...رفعت صوتها عاليا .."..متشكرين ..مش عايزة مساعدة من حد .."..كتم ضحكته وهو يعاود قوله .."..طب يالا بسرعة عشان....."..

..توجست وهي تقول ببعض الخوف ..

.."..عشان ايه .."..حك انفه وهو يعاود قوله بمكر ..

.."..عشان عايز اتوضا ونصلي جماعة حبيبتي .."..هزت راسها بالايجاب وقالت ...."..طيب ..ربعايةوهخرج .."..

..تمكنت بمسك طرف سحاب فستانها بعد عدة محاولات  من فتحها وهي تزفر بغيظ ..نزعت فستانها وارتدت قميصها الابيض.. واغتسلت وتوضئت وبالنهاية نظرت لنفسها بالمرآة وهي تقول .."..ولا عمرك ياسطى ايمان كنت تتخيلي نفسك بالشكل دا .."..ابتسمت برضا كامل عن شكلها فأسرعت بوضع الاسدال فوق قميصها وخرجت من الحمام بخطوات هادئة لتجد من يجلس فوق الفراش مرتديا بلوزة قطنيه بدون اكمام وبنطال طويل .ثم لمحت سجادتين صلاة مفروشتين ارضا ..فعاودت انظر اليه لتجده وقف بهدوء وهو يتمعن بها من اخمص قدميها المختفية تحت ذيل اسدالها الطويل حتى وشاحها الذي يغطي شعرها ورقبتها ..اقترب منها وقام بتقبيل جبهتها بقوة وقال لها .."..هاتوضا وارجعلك .."..هزت راسها وظلت واقفة بمكانها فلم يتاخر عنها كثيرا ..وبعد برهة من الوقت وسماع صوت زوجها وهو ساجد يقوم بالتسليم يمينا ثم يسارا لتفعل مثله ..وجدته يرفع كفيه المضمومتين يدعو سرا ثم مسح وجهه ..وقف ولملم سجادته التي وضعها فوق المقعد القابع بجانب الشرفة ..ثم اتجه اليها ليساعدها على الوقوف وجعلها تتراجع للوراء خطوة ليمسك بسجادتها يلملمها هي الاخرى لتلتحق بزميلتها ..اتجه اليها ومد يده ليمسك بوشاحها لينزعه عن راسها فانسدل شعرها الطويل فوق كتفيها ..انشده لجمالها البريئ الملامح ..ثم انزل يده ليفك زر مقدمة الاسدال وضعت يدها فوق يده وهي تهمس بخوف وخجل ...."..ابراهيم .."..رفع يدها ليطبع قبلة قوية فوق ظاهرها وهو يقول .."..روح ابراهيم .."..غامت عينيها بدمعات رقيقة من شدة انفعالها فمال ليلثم احدى عينيها بقبلة رقيقة وفعل لعينيها الثانية بالمثل فوضعت كفيها فوق كتفيه تاركة نفسها له بعد ان هرب منها الخوف شيئا فشيئا ..نزع عنها اسدالها لتظهر أمامه كحورية برداء ابيض شفاف قصير يظهر مفاتنها بوضوح ..تفحص كل انش بها بعينيه فرفعت يدها لتغط عينيه وهي تقول ...."..وبعدين يعني ..متبصش اوي كدة .."..ابتسم ثم حاوطها بذراعيه وقبل ان يخفض رأسها يعاود لثم شفتيها بقوة قالت وهي تنظر لعينيه .."..ابراهيم ..انت نسيت ..مش هندعي على بعض .."..ضحك واتسعت عينيه وهو يقول .."..عندك حق ..انا نسيت ..ماهو لما يبقى الجمال دا كله بين ايديا وملكي.. يبقى لازم انسى كل حاجة ماعدا انتي ياحبيبتي .."..ابتسمت بخجل واستقامت بوقفتها وهي تردد.."..طب يالا ..اتفضل ادعي عليا ..".. اسرع بوضع يده فوق رأسها كاتما ضحكته فأغمضت عينيها وشعرت بوجنتيها تزداد سخونتها عندما سمعته يقول بصوت هادئ.."..اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه..اللهم امين .."..انزل يده ففتحت عينيها لتجده ينظر اليها بحب يشع من عينيه فمال ليثلم شفتيها فوضعت اصابع يدها فوق شفتيه وهي تسرع بقولها ...."..استنى انا لسة مدعتش .."...اعتدل بوقفته بعد ان رفع حاجبه تعجبا ..فقال وهو يتنهد بإستسلام .."..اتفضلي ياستي ادعي .."..رفعت يدها لتضعها فوق مقدمة رأسه ولكن طوله منعه من ذلك فقالت آمرة اياه..."..انزل شوية .."....فأحاط خصرها ليرفعها وهو يقول بنزق ...."..ادعي ياايمان وخلصينا .."...كتمت ضحكتها وانصاعت لأمره ووجهها قريبا من وجهه ..استندت بيد الى كتفه واليد الاخرى فوق رأسه.. وقالت وهي تنظر لعينيه .."..انا هدعي باللي في قلبي فاصبر عليا .."....هز رأسه بالايجاب واغمض عينيه وعلى شفتيه ابتسامة تزين وجهه فزادته وسامة زادت من ضربات قلبها..تنحنحت وبدأت قولها بهدوء..."..يااارب ..يااارب قدرني اسعده ..يااارب بارك في عمره وخليه ليا ومتحرمنيش منه ابدا ابدا .."..

..ازدادت اتساع ابتسامته ففتح عينيه وهو يشد بذراعيه حول خصرها وقبل ان يميل ليقبلها تفاجأ ببقية دعوتها وهي تقول بحسم .."..ويااارب تتكسر رجله وايده وتتفقع عينه لو بص ولا عرف عليا واحدة ست تانية .."....اتسعت عينيه بذهول وهز جسدها بعنف.. فقالت وهي تحاوط عنقه خوفا من وقوعها .."..ايه ..واحدة وبتدعي ..مالك انت .."....رفعها اكثر ليجعلها تحيطه بارجلها فشهقت بصوت عال ..فقال لها بغضب زائف...."..في حد يدعي على جوزه كدة .." حاولت النزول وهي تهتف..".. وانت خايف من الدعوة ليه ولا ناوي تبص لواحدة غيري.."..عاودت محاولة نزول قدميها ارضا فهدر بها .."..خليكي زي مانتي ..وكمان واحدة غيرك ايه بس اللي هبصلها ..ياحبيبتي انتي حرمتيني الصنف كله وحياتك .."..ضاقت عينيها وهي تنظر اليه متسائلة ....".. انت كدة يعني قصدك ايه .."..سار بها حاملا اياها ناحية الفراش وهو يردد بأريحية ...."..قصدي كل خير ياحبيبتي .."..انزلها فوق الفراش ومال بها فاهتزت حدقتيها ولم تجد غيره صدره تخبئ وجهها به وهي تردد اسمه بخفوت ليجيبها هو بمكر .."..و دلوقتي جيه معاد حساب الشهور اللي فاتت يوم بيوم .."....رفعت رأسها تنظر لها بعدم تصديق ولكنها لم تشعر بخوف بل على العكس ..مال ليلتقط شفتيهافاستجابت له بتردد رقيق ..اغمضت عينيها وهو يوزع قبلاته على وجهها ويهمس بينهم بسؤاله .."..بتحبيني ..يابنت عمي .."..

..استقبلت قبلاته بتجاوب يشوبه بعض الخجل وهي تردد هامسة بنعومة ...."..والله ..بحبك اوي يابن عمي ...امين .."....التصق بجسدها وهو يغمس وجهه برقبتها هامسا بقوله ...."..امين ..".......

..لم يمر غير عام واحد على تلك العائلة التي كانت مجتمعة وقت مغيب الشمس بالحديقة ..ركن ابراهيم سيارته داخل الجراج الذي خرج منه مذعورا عند سماعه البائع القابع بعربته الخشبية بمنتصف الحديقة وهو يصيح بصوته العال...."..ياحلااااااووووة يااااا تين.."..اتجه مشدوها ناحية الصوت ليجد بائع التين الشوكي يوزع حبات التين على افراد عائلته الجالسين حول بعضهم بمنتصف الحديقة ..لفت نظره زوجته التي تجلس فوق الارجوحة ببطن منتفخة وبحجرها طبق ممتلئ عن اخره بحبات التين ..اتسعت عينيه عندما وجد عمته وجده يتناولان التين بتلذذ وشهية مفتوحة ..ثم لاحظ نرمين تدلف داخل الحديقة بعصبية لتقف أمام جدها العجوز وهي تقول بعصبية ."..بليز ياجدو احنا لازم نفض الشراكة اللي بينا وبين السمج اللي اسمه قصي دا ..دا بيتدخل ياجدو في كل حاجة ..تخيل.. دا بيتدخل كمان في طريقةلبسي .."....لم يجبها احد فانتقلت بناظريها حول الجميع بتعجب وانتفضت عندما صاح البائع بعبارته الشهيرة ..اشارت لحبة التين التي يلتهما الجد بتلذذ واضح وقالت .."..جدو ...!!!? what's this.."

..التقطت عمتها حبة لتضعها بطبق زوجها الجالس بجانبها يشكرها بهمس..وقالت...."..دا ياحبيبتي اسمه prickly pear.."....التوت شفتي ايمان وقالت بامتعاض ...."..هو ايه دا اللي اسمه باكريير ياعمتي..اسمه يابت يانيرمين تين شوكي .."....صاح مراد بصوت عال للبائع ...."..ياعم ..لو سمحت..بليز اتنين كمان بس من اللي لونه احمر من جوة .."....استطرد قوله وهو يسأل عمته .."..تفتكري ياعمتي في من غير بذر .."....رفعت زهرة كتفيها وهي تردد ...."..I don't know مراد.."

..تنهد كمال زوجها وهمس بيأس واستسلام...."..لله الامر من قبل ومن بعد .."....جلست نيرمين بجوار اخيها تنظر له بتقزز وقالت وهي تشير له بإصبعها ...."..انت مش خايف الدكتورة بتاعتك تشوفك بالمنظر دا فتفسخ الخطوبة .."....ابتلع مراد الحبة وقال بابتسامة .."..احنا كتبنا الكتاب والفرح بعد بكرة.. خلاص حبيبتي ادبسنا في بعض وخلاص .."..

..هز ابراهيم راسه وعلامات اليأس ظهرت جليا بملامح وجهه..اقترب من زوجته وجلس بجانبها وقال وهو يشير للطبق ويقول بتعجب ...."..ممكن افهم ايه دا ..و الراجل دا ازاي جيه هنا ..انا عمري بحياتي ماشوفته بيلف حوالين الفيلا ..او حتى في اي شارع قريب من هنا.."....كانت ايمان تمسك بحبة التين تقضم منها قطعة كبيرة وقالت بعد ما بلعتها .."..لا ياحبيبي ..اصل انت مش واخد بالك ..انا نفسي راحت للتين الشوكي ...وطبعا لو استنيته يعدي ولا عمره هييجي ...فانا قلت لخالي صلاح..قام مأجر عربية نص نقل وبعتهالي وفوقيها الراجل بتاع التين ...دا عجب جدي اوي ..تاخد واحدة ..انا عزمت البيت كله عليه..".. نظر ابراهيم حوله فوجدهم جميعا حتي الخدم يأكلون التين والسعادة ترتسم فوق وجوههم جميعا...رفع عينيه للسماء وهو يرددباستسلام ...."..لله الامر من قبل ومن بعد..


#عروستى_ميكانيكى

بقلم سما نورالدين

الخاتمه الجزء التانى( 2)

.."..الجونة دي جمب جمصة كدة ولا بعيدة عنها .."..

..اصدر ابراهيم ضحكة خافتة وهو يقول ..

.."..لا ياحبيبتي ...الجونة مدينة في الساحل على البحر الاحمر ..تعتبر جنب الغردقة ..هتعجبك اوي لما تشوفيها .."..

..ظهرت السعادة جليا بملامحها ونظرات عينيها التي لم تحد عن وجهه فعاود تقبيل يدها مرة اخرى وهو يقول هامسا اياها بمكر ..

.."..هو انا حلو اوي كدة .."..

.. تخضبت وجنتيها اكثر واكثر واخفضت رأسها وهي تجيبه بهدوء ..

..".. بصراحة انا عايزة حد يقرصني.. لاني حاسة ان الايام اللي فاتت واللي حصل فيها وخصوصا بقى انهاردة واللي هو يوم فرحي ..كلها كدة ع بعضها حاساها حلم .."..

..رفعت راسها لتستطرد قولها بجدية ..

.."..هو انا بحلم ياابراهيم ..صح .."..

..انتقل بناظريه بين عينيها وحاوط وجهها بكفيه وهو يهمس ..

.."..لا ياحبيبتي مابتحلميش ..دي حقيقة ..انتي ياايمان احلى واجمل حقيقة حصلت في حياتي .."..

..غمز لها بعينه وقال بمكر ..

.."..ولما نكون لوحدنا هتتاكدي انه مش حلم .."..

..انزلت احدى يديه برفق وهي تهمس بإسمه خجلا...

..طبع مراد فوق ظهر كف خطيبته أسيا قبلة قوية ..فحاولت اسيا ان تنزع كفها الصغير من بين براثن قبضته القوية وهي تقول بخجل ..

.."..مراد ..بابا وماما بيبوصلنا .."..

..نظر مراد لعينيها بتمعن وهو يقول لها هامسا بصوت هادئ ..

..".. وانا مش شايف اي حد غيرك حبيبتي .....كان لازم يعني تصممي ان الجواز يبقى بعد سنة ..فيها ايه لو كنا اتجوزنا انهاردة زي ابراهيم وعمتي .."..

..بابتسامة جانبية اجابته ..

.."..السنة دي هتكون مفيدة جدا ليك وليا ..هنعرف بعض اكتر في كل حاجة ..وساعتها هتقرر بجد اذا كنت هتستمر مع بنت الحلاق يابن الاغنيا ولا لا ..."..

..ظهرت علامات الغضب لاول مرة بوجه مراد امام اسيا وقال بصوت حاد اجش ..

.."..انا هاحسبك على الكلام دا بعدين ..لاني مش عايز ازعلك في يوم زي دا ..بس يكون في معلومك يا دكتورة ..انا اختارتك بعقلي قبل قلبي ..و عارف ومتاكد اني اخترت صح ..وهتتاكدي خلال السنة دي من كلامي يابنت الناس الطيبين على رأي ايمان .."..

..مطت اسيا شفتيها وشدت بكفها كف مراد وهمست ..

.."..مراد متزعلش مني ..خلاص حقك عليا..انا اسفة مش هقول كدة تاني .."..

..وبملامح جادة قال بصوت جامد وغمزة من عينه ..

.."..انا مش بتصالح بالكلام .."..

..اشاحت اسيا بوجهها للناحية الاخرى بعد ماتخضبت وجنتيها وهي تقول ..

.."..لا ..خلاص ..خليك زعلان احسن .."........

..مضت ساعات الاحتفال القليلة وقام الكل بتوديع ابراهيم وايمان عند باب الفيلا قبل وصولهما للمطار .. وبعدها اخذ كمال عروسه لبيته الذي صمم ان تكون اول ليلة لهما تكون هناك وبعدها سينتقل للاقامة معها بالفيلا ..

..فتح كمال باب شقته لتدخل زهرة التي اتسعت عينيها من الدهشة وهي تنظر لكل ركن من الشقة الواسعة الفاخرة الاثاث.. فالتفتت اليه وهي تهتف بتعجب ..

.."..عملتها امتى وازاي ..الشقة كلها اتغيرت تماما وكاني اول مرة ادخلها .."..

..اقترب منها وهو يقول ..

.."..حبيت ان شقتنا تكون جديدة زي حياتنا اللي بنبتديها مع بعض من جديد .."..

..ارتبكت زهرة وهي تهرب من عينيه وتقول .."..بس انت عارف ياكمال اننا هنعيش في الفيلا مع بابا والولاد .."..امسك بذقنها لتنظر اليه وهو يقول.."..عارف ياحبيبتي ..بس دا دلوقتي بيتك انتي يبقى لازم يليق بزهرة حافظ.. زوجة كمال عزالدين .."..مال ليقبلها فابتعدت للوراء خطوة وهي تتلعثم بقولها .."..طب ..انا ...انا عايزة اتفرج عليها كلها .."...اقترب منها فشعر بارتجافة جسدها ليبتسم وهو يردد ماسكا بمرفقها.."..اكيد حبيبتي ..تعالي شوفي اهم مكان لينا احنا الاتنين .."..فتح باب غرفة نومه وأشار لها بطول ذراعه عند عتبته وهو يقول بهدوء ورزانة .."..اتفضلي يازهرتي .."..تخضبت وجنتيها وقالت بخجل وهي تخطو باولى خطواتهاللداخل .."..كمال ..وبعدين معاك .."..التهمها بعينيه وهي تخطو أمامه وقال بنبرة صوت ماكرة .."..هو انا لسة عملت حاجة ..دا احنا لسة في اول الرول .."..استدارت لتواجهه وهي تقول بتعجب ..".. رول ...رول ايه .."..

..امسك بباقة الورد التي تتشبث بها ورمى بها فوق الفراش واقترب ليخطف قبلة بجانب شفتيها ثم قال ..

.."..القضايا انهاردة في محكمة قلبي مليااان ..واول قضية في الرول لازم نبتديها ..هي دي ..لثم شفتيها بقوة محاوطا جسدها بين ذراعيه غير عابئ بمحاولتها الواهية للتخلص منه ..انتزع شفتيه ليعطيها فرصة بأخذ انفاسها وقال وهو يقتربا الاثنان من الفراش ..تعالي بقى نتعرف على كل القضايا ..قضية قضية وبتركيز شديد .."........

..وبعد عدة ساعات السفر وجدت ايمان نفسها بجناح كبير بالفندق المطل على البحر بمنظر يخلب الالباب ..كانت جالسة فوق الفراش تمسد فوق فستانها لتقاوم رعشة جسدها المرتعب من تلك الليلة ..جلس ابراهيم بجانبها ووضع يده فوق ظهرها فانتفضت قليلا وهو يقول بصوت هادئ..."..ايه ياحبيبتي مش هتغيري الفستان ..تحبي اساعدك .."..حاولت ان تبتعد بجذعها قليلا وهي تردد بعفوية .."..لا ..انا هنام بالفستان .."..رفع ابراهيم حاجبيه وهو يقول بتعجب .."..افندم ..هتنامي بإيه ..وكمان انتي مشبعتيش نوم في الطيارة ..انا سيبتك براحتك عشان تكوني فايقة وصحيالي كدة لما نوصل .."..

..اقترب ماددا يده لفك سحاب الفستان ..فهبت لتقف بذعر قائلة ..

.."..وريني طريق الحمام ..الله يخليك .."..

..ضحك بخفوت ليقف بقبالتها ثم اشار لها بمكانه ..امسكت بفستانها لترفعه قليلا حتى تستطيع السير.. اتجهت للحمام فوجدت زوجها يسير بجانبها فتوقفت وهي تقول بعصبية ..

.."..انت رايح فين .."..

..وبتصنع للبلاهة قال ..

.."..هوصلك ياحبيبتي .."..

..مالت برأسها لتقول بسخرية ..

.."..والنبي ايه ..بقولك ايه ياجدع انت ..خليك مكانك ..انا بقولك اهو .."..

..هز رأسه بالايجاب وقال ..

.."..امرك يافندم ..اتفضلي .."..

..تمتمت بغيظ..

.."..بريئ اوي .."..

..وعند باب الحمام توقفت ثم استدارت تبحث بعينيها عن حقيبة ملابسها ..وعندما وجدت ماتبحث عنه اتجهت اليها ثم نظرت له فوجدته يراقبهما وهو مكتفا ذراعه مستندا الى الدولاب ..فتنحنت لتقول بصوت عال وهي تشير لها بيده....".. لو سمحت يااخ .."..

..اشار لنفسه وهو يقول ..

.."..تقصديني انا حضرتك .."..

..تخصرت وهي تقول بعصبية ..

.."..يعني هو في حد غيرك في الاوضة ..تعال شيل الشنطة وافتحها ..عايزة اخد هدومي .."..

..اقترب منها وهو يقول بصوت جاد ..

.."..ولازمتها ايه الهدوم .."..

..ضربت صدره بغيظ وهي تأمره ..

.."..بلاش قلة ادب وافتح الشنطة .."..

..انصاع لامرها بابتسامة سحرت قلبها وهو يقول .."..حاضر ..وادي الشنطة .."..

..رفع الحقيبة ووضعها فوق الفراش وقام بفتح سحابها وقبل ان يرفع غطائها ضربت هي عليه بكفها وهي تقول ..."...بسسس ... عندك لغاية هنا ..توشكر واتفضل فسح شوية .."..

..استقام بوقفته وهو يقول بصوت تمثيلي .....".. وادي اخرة المعروف ..فسحنا ياستي .."...تراجع للوراء عدة خطوات وهو ينظر لها بمكر ..وقبل ان ترفع الغطاء نظرت اليه شزرا وقالت.."..انت هاتفضل باصصلي كدة كتير .. ممكن تدور وشك .."..تأتأ بعدم الموافقة ووضع كفيه بجيبي بنطاله ووقف متسمرا بمكانه وابتسامة عابثة ترتسم فوق شفتيه ..

..فزفرت بضيق ورفعت غطاء الحقيبة ..تنهدت باريحية عندما وجدت اسدال الصلاة اول ماظهر امامها ..امسكت به ليظهر تحته قميص نوم ابيض شفاف ..فاختلست نظرة جانبية لمن يحدق بها ..تنحنحت وامسكت بالقميص لتدسه داخل الاسدال ....تعثرت قليلا وهي تستدير باتجاهها للحمام ..يد تمسك بالفستان ويد تحاوط بملابسها فتاففت بغيظ وتمتمت بغضب وصوت مسموع ..

.."..الجواز .. ع اللي بيتجوزوه.."..

..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا ..اسرعت بغلق باب الحمام واخذت تدور حول نفسها ببطئ شديد ..جلست فوق حافة المغطس واضعة ملابسها بحجرها وهي تقول لنفسها ...."..وبعدين بقى في الحوسة دي .."..ظلت على وضعها لاكثر من خمس دقائق ..فتذكرت ماقالته لها عمتها زهرة من نصائح وان ابراهيم سوف يكون رقيق معها ..فصاحت بغيظ وصوت عال .."..دا رقيق دا .. دا فاضله تكة صغيرة ويهجم عليا .."..اجفلت عندما سمعت طرقات بباب الحمام وصوت زوجها الهادئ عندما قال .."..حبيبتي بتندهيلي ..عايزاني اساعدك في حاجة .."...رفعت صوتها عاليا .."..متشكرين ..مش عايزة مساعدة من حد .."..كتم ضحكته وهو يعاود قوله .."..طب يالا بسرعة عشان....."..

..توجست وهي تقول ببعض الخوف ..

.."..عشان ايه .."..حك انفه وهو يعاود قوله بمكر ..

.."..عشان عايز اتوضا ونصلي جماعة حبيبتي .."..هزت راسها بالايجاب وقالت ...."..طيب ..ربعايةوهخرج .."..

..تمكنت بمسك طرف سحاب فستانها بعد عدة محاولات من فتحها وهي تزفر بغيظ ..نزعت فستانها وارتدت قميصها الابيض.. واغتسلت وتوضئت وبالنهاية نظرت لنفسها بالمرآة وهي تقول .."..ولا عمرك ياسطى ايمان كنت تتخيلي نفسك بالشكل دا .."..ابتسمت برضا كامل عن شكلها فأسرعت بوضع الاسدال فوق قميصها وخرجت من الحمام بخطوات هادئة لتجد من يجلس فوق الفراش مرتديا بلوزة قطنيه بدون اكمام وبنطال طويل .ثم لمحت سجادتين صلاة مفروشتين ارضا ..فعاودت انظر اليه لتجده وقف بهدوء وهو يتمعن بها من اخمص قدميها المختفية تحت ذيل اسدالها الطويل حتى وشاحها الذي يغطي شعرها ورقبتها ..اقترب منها وقام بتقبيل جبهتها بقوة وقال لها .."..هاتوضا وارجعلك .."..هزت راسها وظلت واقفة بمكانها فلم يتاخر عنها كثيرا ..وبعد برهة من الوقت وسماع صوت زوجها وهو ساجد يقوم بالتسليم يمينا ثم يسارا لتفعل مثله ..وجدته يرفع كفيه المضمومتين يدعو سرا ثم مسح وجهه ..وقف ولملم سجادته التي وضعها فوق المقعد القابع بجانب الشرفة ..ثم اتجه اليها ليساعدها على الوقوف وجعلها تتراجع للوراء خطوة ليمسك بسجادتها يلملمها هي الاخرى لتلتحق بزميلتها ..اتجه اليها ومد يده ليمسك بوشاحها لينزعه عن راسها فانسدل شعرها الطويل فوق كتفيها ..انشده لجمالها البريئ الملامح ..ثم انزل يده ليفك زر مقدمة الاسدال وضعت يدها فوق يده وهي تهمس بخوف وخجل ...."..ابراهيم .."..رفع يدها ليطبع قبلة قوية فوق ظاهرها وهو يقول .."..روح ابراهيم .."..غامت عينيها بدمعات رقيقة من شدة انفعالها فمال ليلثم احدى عينيها بقبلة رقيقة وفعل لعينيها الثانية بالمثل فوضعت كفيها فوق كتفيه تاركة نفسها له بعد ان هرب منها الخوف شيئا فشيئا ..نزع عنها اسدالها لتظهر أمامه كحورية برداء ابيض شفاف قصير يظهر مفاتنها بوضوح ..تفحص كل انش بها بعينيه فرفعت يدها لتغط عينيه وهي تقول ...."..وبعدين يعني ..متبصش اوي كدة .."..ابتسم ثم حاوطها بذراعيه وقبل ان يخفض رأسها يعاود لثم شفتيها بقوة قالت وهي تنظر لعينيه .."..ابراهيم ..انت نسيت ..مش هندعي على بعض .."..ضحك واتسعت عينيه وهو يقول .."..عندك حق ..انا نسيت ..ماهو لما يبقى الجمال دا كله بين ايديا وملكي.. يبقى لازم انسى كل حاجة ماعدا انتي ياحبيبتي .."..ابتسمت بخجل واستقامت بوقفتها وهي تردد.."..طب يالا ..اتفضل ادعي عليا ..".. اسرع بوضع يده فوق رأسها كاتما ضحكته فأغمضت عينيها وشعرت بوجنتيها تزداد سخونتها عندما سمعته يقول بصوت هادئ.."..اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه..اللهم امين .."..انزل يده ففتحت عينيها لتجده ينظر اليها بحب يشع من عينيه فمال ليثلم شفتيها فوضعت اصابع يدها فوق شفتيه وهي تسرع بقولها ...."..استنى انا لسة مدعتش .."...اعتدل بوقفته بعد ان رفع حاجبه تعجبا ..فقال وهو يتنهد بإستسلام .."..اتفضلي ياستي ادعي .."..رفعت يدها لتضعها فوق مقدمة رأسه ولكن طوله منعه من ذلك فقالت آمرة اياه..."..انزل شوية .."....فأحاط خصرها ليرفعها وهو يقول بنزق ...."..ادعي ياايمان وخلصينا .."...كتمت ضحكتها وانصاعت لأمره ووجهها قريبا من وجهه ..استندت بيد الى كتفه واليد الاخرى فوق رأسه.. وقالت وهي تنظر لعينيه .."..انا هدعي باللي في قلبي فاصبر عليا .."....هز رأسه بالايجاب واغمض عينيه وعلى شفتيه ابتسامة تزين وجهه فزادته وسامة زادت من ضربات قلبها..تنحنحت وبدأت قولها بهدوء..."..يااارب ..يااارب قدرني اسعده ..يااارب بارك في عمره وخليه ليا ومتحرمنيش منه ابدا ابدا .."..

..ازدادت اتساع ابتسامته ففتح عينيه وهو يشد بذراعيه حول خصرها وقبل ان يميل ليقبلها تفاجأ ببقية دعوتها وهي تقول بحسم .."..ويااارب تتكسر رجله وايده وتتفقع عينه لو بص ولا عرف عليا واحدة ست تانية .."....اتسعت عينيه بذهول وهز جسدها بعنف.. فقالت وهي تحاوط عنقه خوفا من وقوعها .."..ايه ..واحدة وبتدعي ..مالك انت .."....رفعها اكثر ليجعلها تحيطه بارجلها فشهقت بصوت عال ..فقال لها بغضب زائف...."..في حد يدعي على جوزه كدة .." حاولت النزول وهي تهتف..".. وانت خايف من الدعوة ليه ولا ناوي تبص لواحدة غيري.."..عاودت محاولة نزول قدميها ارضا فهدر بها .."..خليكي زي مانتي ..وكمان واحدة غيرك ايه بس اللي هبصلها ..ياحبيبتي انتي حرمتيني الصنف كله وحياتك .."..ضاقت عينيها وهي تنظر اليه متسائلة ....".. انت كدة يعني قصدك ايه .."..سار بها حاملا اياها ناحية الفراش وهو يردد بأريحية ...."..قصدي كل خير ياحبيبتي .."..انزلها فوق الفراش ومال بها فاهتزت حدقتيها ولم تجد غيره صدره تخبئ وجهها به وهي تردد اسمه بخفوت ليجيبها هو بمكر .."..و دلوقتي جيه معاد حساب الشهور اللي فاتت يوم بيوم .."....رفعت رأسها تنظر لها بعدم تصديق ولكنها لم تشعر بخوف بل على العكس ..مال ليلتقط شفتيهافاستجابت له بتردد رقيق ..اغمضت عينيها وهو يوزع قبلاته على وجهها ويهمس بينهم بسؤاله .."..بتحبيني ..يابنت عمي .."..

..استقبلت قبلاته بتجاوب يشوبه بعض الخجل وهي تردد هامسة بنعومة ...."..والله ..بحبك اوي يابن عمي ...امين .."....التصق بجسدها وهو يغمس وجهه برقبتها هامسا بقوله ...."..امين ..".......

..لم يمر غير عام واحد على تلك العائلة التي كانت مجتمعة وقت مغيب الشمس بالحديقة ..ركن ابراهيم سيارته داخل الجراج الذي خرج منه مذعورا عند سماعه البائع القابع بعربته الخشبية بمنتصف الحديقة وهو يصيح بصوته العال...."..ياحلااااااووووة يااااا تين.."..اتجه مشدوها ناحية الصوت ليجد بائع التين الشوكي يوزع حبات التين على افراد عائلته الجالسين حول بعضهم بمنتصف الحديقة ..لفت نظره زوجته التي تجلس فوق الارجوحة ببطن منتفخة وبحجرها طبق ممتلئ عن اخره بحبات التين ..اتسعت عينيه عندما وجد عمته وجده يتناولان التين بتلذذ وشهية مفتوحة ..ثم لاحظ نرمين تدلف داخل الحديقة بعصبية لتقف أمام جدها العجوز وهي تقول بعصبية ."..بليز ياجدو احنا لازم نفض الشراكة اللي بينا وبين السمج اللي اسمه قصي دا ..دا بيتدخل ياجدو في كل حاجة ..تخيل.. دا بيتدخل كمان في طريقةلبسي .."....لم يجبها احد فانتقلت بناظريها حول الجميع بتعجب وانتفضت عندما صاح البائع بعبارته الشهيرة ..اشارت لحبة التين التي يلتهما الجد بتلذذ واضح وقالت .."..جدو ...!!!? what's this.."

..التقطت عمتها حبة لتضعها بطبق زوجها الجالس بجانبها يشكرها بهمس..وقالت...."..دا ياحبيبتي اسمه prickly pear.."....التوت شفتي ايمان وقالت بامتعاض ...."..هو ايه دا اللي اسمه باكريير ياعمتي..اسمه يابت يانيرمين تين شوكي .."....صاح مراد بصوت عال للبائع ...."..ياعم ..لو سمحت..بليز اتنين كمان بس من اللي لونه احمر من جوة .."....استطرد قوله وهو يسأل عمته .."..تفتكري ياعمتي في من غير بذر .."....رفعت زهرة كتفيها وهي تردد ...."..I don't know مراد.."

..تنهد كمال زوجها وهمس بيأس واستسلام...."..لله الامر من قبل ومن بعد .."....جلست نيرمين بجوار اخيها تنظر له بتقزز وقالت وهي تشير له بإصبعها ...."..انت مش خايف الدكتورة بتاعتك تشوفك بالمنظر دا فتفسخ الخطوبة .."....ابتلع مراد الحبة وقال بابتسامة .."..احنا كتبنا الكتاب والفرح بعد بكرة.. خلاص حبيبتي ادبسنا في بعض وخلاص .."..

..هز ابراهيم راسه وعلامات اليأس ظهرت جليا بملامح وجهه..اقترب من زوجته وجلس بجانبها وقال وهو يشير للطبق ويقول بتعجب ...."..ممكن افهم ايه دا ..و الراجل دا ازاي جيه هنا ..انا عمري بحياتي ماشوفته بيلف حوالين الفيلا ..او حتى في اي شارع قريب من هنا.."....كانت ايمان تمسك بحبة التين تقضم منها قطعة كبيرة وقالت بعد ما بلعتها .."..لا ياحبيبي ..اصل انت مش واخد بالك ..انا نفسي راحت للتين الشوكي ...وطبعا لو استنيته يعدي ولا عمره هييجي ...فانا قلت لخالي صلاح..قام مأجر عربية نص نقل وبعتهالي وفوقيها الراجل بتاع التين ...دا عجب جدي اوي ..تاخد واحدة ..انا عزمت البيت كله عليه..".. نظر ابراهيم حوله فوجدهم جميعا حتي الخدم يأكلون التين والسعادة ترتسم فوق وجوههم جميعا...رفع عينيه للسماء وهو يرددباستسلام ...."..لله الامر من قبل ومن بعد..

#عروستى_ميكانيكى


بقلم سما نورالدين


الخاتمة النهائية


..قبلها بقوة فوق جبهتها وقال ..

.."..انا همشي حبيبتي ..لو احتاجتي حاجة كلميني .."..

..تمسكت بطرف سترته بأصابعها وهمست وعينيها مغمضتين ..

.."..ابراهيم خليك ..متروحش الشغل انهاردة انا حاسة اني هولد كمان شوية .."..

..عاود تقبيلها بجانب شفتيها وهمس ..

.."..ياحبيبتي الدكتورة قالت لسة قدامك تلات ايام ..استريحي انتي بس في السرير وبلاش قعدة الجراج .."..

..رفع راسه وقال بقوة ..

.."..هتخليني اقفل الجراج دا خالص او اقلبه مخزن .."..

..حاوطت عنقه بكلتا ذراعيها وقالت بصوت باكي ..

.."..خليك ياابراهيم ..انا مش عارفة مالي انهاردة .."..

..كاد ان يختنق فازاح ذراعيها برفق وهو يقول بحنو لتهدئتها..

.."..خلاص ياحبيبتي هقعد معاكي انهاردة ...هكلم مراد وارجعلك .."..

..وبملامح طفولية ارتسمت بوجهها هزت راسها بالايجاب..دغدغت قلبه بضعفها أمامه وبشفتيها الممطوطة ..فلثمها بقوة ليسمعها تقول بنزق بعد نزعه لشفتيها..

.."..وقته قلة ادب دلوقتي..وقته دا .."..

..ضحك بصوت عال واخذ يعبث بشعرها وهو يقول ..

.."..انتي يابت انتي مش لسة قايلالي .."..

..وبدأ بتقليد صوتها الضعيف وحركاتها المائعة وهو يقول..

.."..خليك ياابراهيم ..متسبنيش ياهيما ..خليك جمبي ..محتاجالك اوي .."..

..ضربت صدره بقبضتها وهي تردد ياعتراض ..

.."..انا مقلتش كدة.. انت هتمثل ....اقولك ..امشي روح الشركة ..خلاص مش عايزاك.."..

..رفع حاجبه وقال وهو يشير لجانب رأسه بحركة دائرية..

.."..طب فكري ..انا فرصة متتعوضش 

.."..

..ظهر بملامح وجهها اثار شعور بالم فوضعت يدها فوق بطنها المنتفخة ..لينتقل ابراهيم بعينيه بين بطنها ووجهها وقال وهو يشعر ببعض القلق ..

..".. حبيبتي مالك .."..

..هزت راسها بالنفي وهي تقول بصوت ضعيف ..

.."..مافيش ياابراهيم ..انا كويسة ..دا الوجع العادي ..بس المرادي كانت جامدة شوية .."..

..استقام ابراهيم وخلع سترته وقال وهو يتجه للباب ..

.."..هروح اقول لمراد اني مش رايح الشغل انهاردة ..واشوف اسيا موجودة ولا نزلت المستشفي تيجي تشوفك 

."..

..لم تستطع الرد عليه سوى بايماءة من راسها ..فاسرع ابراهيم بالتوجه لجناح مراد الموجود بنهاية رواق الطابق ..امسك هاتفه ووضعه فوق اذنه وقال ..ايوة يامراد انا قدام باب الجناح بتاعك ..اسيا عندك..ايمان شكلها تعبان.."..

..فتح مراد الباب واسرع بقوله وهو يقف بقبالة ابراهيم ..

.."..اسيا سافرت شرم الشيخ عندها مؤتمر هناك وهترجع بكرة ..بس هي قالت ان معاد الولادة بعد تلات ايام .."..

..استدار ابراهيم ورجع باتجاه غرفته وهو يقول بصوت عال ..

.."..انا هكلم الدكتورة بتاعتها دلوقتي ..روح انت الشركة ولو في حاجة ضروري ابقى كلمني.."..

..تذكر ابراهيم ضرورة ابلاغ عمته ..فنزل درجات السلم واسرع لغرفة عمته التي فور ان خرجت من غرفتها اسرع بقوله ..

.."..عمتي لو سمحتي اطلعي لايمان ..هي بتقول شكلها هتولد والدكتورة قالت بعد تلات ايام ..اوديها المستشفى ولا اعمل ايه .."..

..ابتسمت زهرة واخذت تربت فوق وجنته وهي تقول..

.."..حبيبي اهدا ..متقلقش ..انا هطلع اشوفها .."..

وبعد مرور نصف ساعة ..كانت ايمان تجلس ارضا بجانب الفراش تقبض باصابع يدها الملاءة حتى تجعدت تماما .. كان ابراهيم يغدو الغرفة جيئة وذهابا يضرب جانبي ارجله من الغيظ هاتفا..

.."..يارب ارحمني.."..

ثم اقترب منها ومال بجذعه وهو يهتف من الغيظ..

.."..ياحبيبتي الله يهديكي قومي معايا نروح المستشفى.."..

..رفعت عينيها اليه تنظر اليه شزرا وتقول من بين اسنانها بالم وغضب ..

.."..قلت مش هولد ..عليا النعمة مانا والدة ...ااااه...."..

..صرخت بالم عندما انتباتها نوبة ثالثة  بمايسمى  (بالطلق )..اسرعت اليها عمتها ودادة فاطمة ليميلا بجذعيهما يحثاها على الوقوف ولكن باءت محاولتهما بالفشل عندما صرخت بوجهيهما ..

.."..محدش فيكم يقرب ..انا عايزة خالتي تهاني .."..

..وبدات تبكي بحرقة وهي تعاود قولها بإصرار باحتياجها لخالتها تهاني...

..بدأ ابراهيم بشد شعره فنظرت اليه عمته وهمست له بان يصبر عليها ...قالت العمة ..

.."..بقى كدة ياموني ..يعني انا ماليش لازمة خلاص وعايزة خالتك تهاني ..."..

..ومن بين شهقات بكائها هتفت ايمان ..

.."..خالتي هي اللي هتولدني ..هي بتعرف ..شوفتها وهي بتولد كام ست في الحارة.."....

..اخذ ابراهيم نفسا عميقا لتهدئة نوبة عصبيته ثم جلس بجانبها ارضا فوق ركبتيه..وقال بصوت حاول ان يكون هادئا...

.."..حبيبتي ..المستشفى فيها رعاية وتجهيزات احسن وافضل من الولادة في البيت ...يالا حبيبتي قومي معايا .."..

..التفتت اليه واشارت اليه لكي يقترب..فعل ماتريده فقالت بجانب اذنه ..

.."..افهم يابني ادم ..انا شوفت ع النت ..الدكتور بيدي حقنة كبيرة في ضهر الست اللي هيولدها ..وبعدين يفتحلها بطنها عشان يطلع العيل ..انت بقى عايزهم يعملوا كدة في مراتك ام عيالك اللي في بطني .."..

..ذم شفتيه وكظم غيظه وحاوط وجهها بكفيه وقال ..

.."..حبيبتي ..الدكتورة لسة محددتش اذا كنتي هتولدي طبيعي او قيصري ..احنا نروح الاول وبعدين نعرف ..ولو عرفت انها هتولدك قيصري ..هرجعك ياستي وهجبلك خالتك تهاني ..ايه رايك.."..

..كانت انفاسها تزداد وتيرتها بدليل هبوط وانخفاض صدرها فامسكت باحدى كفيه واطبقت بأسنانها عليه ..ليصدر ابراهيم سبة وهو يأن ألما من حدة اسنانها بلحم كفه حتى هدر بصوت عال ..

.."..عمممتي .."..

..حاولت عمته ودادة فاطمة فك اثر كفه من براثن اسنانها حتى نجحا بذلك لتصرخ ايمان بعدها ..

.."..بتضحك عليا ياابراهيم ..فاكرني هبلة..قال نروح المستشفى ولو قالوا قيصرية هترجعني ...انت اول واحد هتسلمني تسليم اهااااالي ..ااااااه.."..

..استقام ابراهيم وقال بصوت جاد وهو يميل بجذعه لحمل زوجته العنيدة ..

.."..افتحي الباب ياعمتي ..وحصليني بالشنطة ع العربية ..البت دي ماينفعش معاها التفاهم .."..

..حملها ابراهيم ليزداد صراخها وتضربه  بقبضتها فوق صدره وهي تصيح ..

.."..نزلني ...مش عاااايزة اووولد ..ياجدددددي ..الحقني ياجدددي .."..

..نزل ابراهيم السلم بحرص حاملا زوجته ليجد الجد بانتظاره وعلى وجهه ملامح القلق ظاهرة بوضوح وقال متلهفا ..

.."..في ايه ياولاد .."..

..تخطاه ابراهيم وهو يقول من بين لهاثه ..

.."..معلش ياجدي لازم نروح المستشفى حالا بالمجنونة دي .."..

..مالت فوق كتفه بفمها لكي تقوم بعضه ولكنها لم تفلح لعضلاته القوية فقال ابراهيم بغيظ ..

.."..اصبري عليا ياايمان ..انا هربيكي من اول وجديد بس بعد ماتولدي .."..

..عاودت البكاء بصوت عال وهو يضعها داخل سيارته اغلق الباب ..لتجلس عمتها بالمقعد الخلفي وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة عن جنونهما..

..جلس ابراهيم بمقعده وتنهد باستسلام وهو يسمع بكاء زوجته واهاتها المؤلمة التي قطعت نياط قلبه العاشق لها ..فاستدار بجذعه وامسك براسها مقبلا جبهتها برفق وقال بصوت هادئ ..

.."..حبيبتي لو بتحبيني بلاش عياط ..وخليكي جامدة كدة ..واستحملي عشان خاطري وخاطر ولادنا ومتخافيش حبيبتي ..متخافيش .."..

..هدات نوبة بكائها بعض الشئ وهزت راسها بالايجاب ليعاود تقبيل شفتيها ووجنتيها وهو يقول ..

.."..حبيبتي يامنيتي .. بتحبيني يأم العيال .."..

..فمنذ عرفت بانها حامل بتوأم ولد وبنت وهي تلقب زوجها بأبو العيال واصبحت هي بالتبعية أم العيال ..

..حاولت رسم ابتسامة فوق وجهها الذي اكتسى باحمرار الالم وقالت بصوت ضعيف ..

.."..بحبك اوي يابو العيال.."..

..وبرواق المشفى كان ابراهيم يغدو جيئة وذهابا واضعا يديه فوق اذنه لكي لا يسمع صراخها الذي ارغم عقله على فكرة اقتحام غرفة الولادة لكي يكون بجانبها ..ولكنه توقف فجأة بمكانه عندما رأي بوجوه من حوله مثل صلاح وعمته زهرة وعزة ابتسامة عريضة تفترش وجوههم ورفع حاجبه عندما شاهد مراد يقفز بمكانه رافعا يده لاعلى وهو يصيح بكلمة ..

.."..yes.."..

..ربتت زهرة فوق كتف ابراهيم الذي انزل يديه عن اذنه ليسمعها وهو تقول بصوت يشوبه الكثير من الفرح والسعادة..

.."..مبروك ياحبيبي مبروك .."..

..نظر لها بعينين التمعت فجاة بغلالة رقيقة من الدموع وهو يقول ..

.."..ولدت خلاص ..طب هي كويسة .."..

..اجابته زهرة ودمعات الفرح تتسابق فوق وجنتيها ..

.."..لسة حالا سامعين صرخة اول مولود ........."..

..وقبل ان تكمل كلماتها سمع صوت صراخ المولود الثاني لتعلو تهليلات الجميع مرة اخرى ..لتتسع عيني ابراهيم وينتقل بهما بين وجه عمته وباب غرفة الولادة وببلاهة قال ..

.."..التاني وصل ..ادخلها ولا اعمل ايه ياعمتي .."..

..وجد من يحضنه ضاربا بقوة فوق ظهره ومن غيره ليفعل ذلك غير صلاح الذي هتف بصوت عال ..

.."..مبروووك ..الف مبروووك .."..

..وبعد برهة من الوقت كانت غرفة ايمان تكتظ بكل محبيها ..الا ابراهيم الذي كان يقف بعيدا عند الباب مكتفا ذراعيه وعينيه لا تحيد عن تلك الراقدة بفراشها وعلامات الاجهاد الشديد مرتسمة بملامحها فقد كانت ولادتها طبيعية فعانت الكثير .. كل ماكان يجول بخاطره هو ان تلك الفتاة العجيبة التي وقع بحبها بدون حساب وجد انه يعشقها بجنون وقد اكتشف ذلك خلال لحظات احتجازها بغرفة الولادة وصوت صراخها يعلو بإسمه .. رفع راسه ناظرا للسقف وهو يتمتم بكلمة واحدة هي ..

.."..الحمد لله.."..

..اعتدل بوقفته عند سماع طرقات فوق الباب الذي فتحه لتدخل اول ممرضة حاملة بين يديها كائن صغير ملفوف برداء لونه وردي ..وتبعتها الممرضة الثانية ومن بين يديها رضيع ملفوف برداء باللون السماوي ..تفاجأ بالممرضة الاولى تضع بين يديه وهي تقول ..

.."..مبروك يابيه ..اتفضل ربنا يخليهالك .."..

..انشده بقوة واختلج صدره بمشاعر لاول مرة يشعر بها وهو ينظر لهذا الوجه الاحمر الصغير جدا باعين مغمضة وشفتين تتحركان ببطء ..سمع صوت زوجته وهي تقول بضعف ..

.."..هاتها ياابراهيم عايزة اشوفها .."..

..وقفت الممرضة الثانية وقالت وهي تمد له رضيعه الثاني ..

.."..مبروك يابيه ..ربنا يحميه ويحفظهولك .."..

..وقف مشدوها حائرا خائفا من حمل الاثنين معا فاسرعت عمته بحمل الولد وهي تقول ..

.."..يالا حبيبي ..لحسن مراتك تتجنن وتقوم علينا .."..

..اقترب من فراش زوجته المتلهفة والرافعة ذراعيها لاستقبال ابنائها ..فنظر اليها وقال ..

.."..هاتخديهم الاتنين في حضنك بس اصبري ااذن في ودانهم الاول .."..

..نظر ابراهيم لصلاح وقال ..

.."..تسمح تيجي تأذن في ودن الولد وانا هأذن للبنت .."..

..تهللت اسارير صلاح الذي تعجب من طلب ابراهيم ..فاتجه اليه وعلى وجهه ترتسم ملامح الامتنان والسعادة ..

..لم يمر الا وقت قليل واصبحت الغرفة فارغة الا من تلك الاسرة الصغيرة ..كانت ايمان تتفحص وجه ابنتها بتمعن شديد ثم رفعت وجهها لابراهيم الذي لم تحد عينيه عن وجه ابنه وقالت ..

.."..هنسميهم ايه ياابراهيم .."..

..ابتسم وهو ينظر لها وقال ..

.."..هو مش احنا اتفقنا انتي اللي هتسمي البنت وانا هسمي الولد ..ومش هنقول اخترنا ايه الا في وقتها ..ها ...يالا قولي اخترتي اسم ايه للبنت .."..

..التمعت عيني ايمان وقالت ..

.."..هسميها منى ..على اسم امي الله يرحمها ..وانت هتسمي الولد ايه.."..

..هز راسه بالقبول وهو يردد بين شفتيه اسم منى ..وقال ..

.."..منى ..اسم حلو ..انا هسمي ابني ........."..

..صمت دون ان يقول الاسم فقالت ايمان بتساؤل ..

.."..ايه ياابراهيم ماتقول .."..

..ابتسم لها وقال ..

.."..هسميه احمد على اسم عمي الله يرحمه ..عشان خاطرك وخاطر جدي .."..

..التمعت عينيها بدمعاتها ورفعت ذراعها لكي تحضنه فاستجاب لها على الفور ليسمع همستها الباكية بجانب اذنه ..

.."..انا بحبك اوي اوي يابن عمي.."..

.. قبل وجنتها وهو يردد ..

.."..وانا بموت فيكي ياسطى ايمان .."..

..ضحكت وهي تمسح دمعاتها واخذت تنتقل بعينيها مشدوهة بين زوجها وابنائها وبداخلها يصرخ بالشكر والحمد لرب العالمين على تلك النعم ..... 

...وبعد مرور خمس سنوات حدث فيها الكثير كزواج صلاح وعزة واصبح لديهما ولد صغير اسمه مازن ..وكذلك مراد واسيا واصبح لديهم بنت جميلة بعيون زرقاء تسمى شيرين ...وبيوم ما استيقظ ابراهيم من نومه واخذ بيده يبحث فوق الفراش عن زوجته فلم يجدها ..رفع راسه وصاح بإسمها وعندما لم يجد ردا تعجب لانها ابلغته بالامس بانها متعبة لكونها تفاجئت بانها  حامل ففرح كثيرا واخذ يدور بها حتى انتهيا هما الاثنان من صخب الاحتفال بذلك الخبر بقضاء ليلة حميمية مشتعلة ..همس لنفسه ..

.."..راحت فين الصبح بدري كدة.."..

..ارتدى ملابسه ونزل درجات السلم متجها لغرفة الجد الذي اصبح لا يبرح فراشه ..القى عليه بتحية الصباح وقبل جبهته وهو يشد عليه القول ..

.."..اؤمرني ياحبيبي ..مش عايز اي حاجة .."..

..ابتسم الجد بوهن وضعف وقال ..

.."..عايز سلامتك ياحبيبي....لو احمد ابنك صحي خليه ييجي يقعد معايا .."..

..ابتسم ابراهيم وهز راسه بالايجاب وهو يقول ...

.."..حاضر ياحبيبي هبعتهولك .. "..

..خرج ابراهيم من غرفة الجد ليجد احمد ابنه جالسا يشاهد الكرتون بالصالة وبحجره طبق مملوء بقطع التفاح الذي يعشقه ..اقترب منه وجلس بجانبه وقال ..

.."..صباح الخير يا استاذ احمد ..صحيت بدري يعني ..اومال فين امك واختك .."..

..لم ينظر له الولد وظل مشدوها بما يحدث بالفيلم الكارتوني وقال ..

..".. بابا انا دايما بصحى بدري ...وماما ومنى في الجراج ...بس ماما قالتلي مقولكش .."..

..اغمض ابراهيم عينيه من الغيظ ثم قال ..

..".. طب قولتلي ليه .."..

..قطم الولد قطعة صغيرة من قطع التفاح وردد بكل اريحية ..

.."..عشان سألتني ..لو مكنتش سالتني مكنتش هقول .."..

..ضرب ابراهيم بخفة راس احمد وقال..

.."..طب اتفضل روح اوضة جدك عشان عايزك واتفرج ع الكرتون معاه .."..

..امسك احمد بطبق التفاح وهب واقفا متجها لغرفة الجد وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة...

..نفض ابراهيم طرفي سترته للأمام واتجه للجراج ليجد خديجة ابنة السائق إمام وعائشة واقفة وبين يديها حقيبة صغيرة ممتلئة بمفاتيح تصليح السيارات وصوت ابنته من تحت السيارة يقول بنزق ..

.."..مفتاح 17 ياديجا .."..

..وبنظرة حائرة نظرت خديجة لتلك المفاتيح وصاحت بصوت باكي ..

.."..مش عارفة ..مش عارفة انهي واحد .."..

..لتصيح ايمان بأعتراض من تحت السيارة ..

.."..اطلعي انتي يامنى وهاتي المفتاح ..البت خديجة مش عارفة ..وقال ابوها سواق قال وبيفهم في العربيات .."..

..مال ابراهيم بجذعه ليمسك الحقيبة وقال بصوت هادئ ..

.."..روحي ياحبيبتي انتي العبي .."..

..فرحت البنت كثيرا لفك اسرها وجرت مسرعة لتخرج من الجراج ..ليجد ابنته تنظر اليه شزرا متخصرة بوجهها الملطخ بالسواد والشحم ..فضاقت عيني ابراهيم وهو ينظر اليها ويقول ..

.."..انتي مين .."..

..اتجهت اليه وامسكت بالمفتاح المطلوب وهي تقول بنزق ..

.."..انا بنتك منى يابابا ..سيبت خديجة تمشي ليه ..دي مديرة العمليات بتاعتي.."..

..وضع الحقيبة فوق سطح السيارة وحمل ابنته واتجه بها ناحية باب الجراج وهو يقول بامتعاض ..

.."..هو مش انا قلت مافيش نزول تحت العربيات تاني .."..

..تأففت وهي تقول ..

.."..يعني نسيب الشمكان بايظ منصلحهوش.."..

..انزلها ارضا واشار لباب الجراج وقال بصوت قوي ..

.."..اولا اسمه الشكمان ..ثانيا ع الفيلا وخلي دادة فاطمة تنضف القرف اللي على وشك دا ..ويكون في معلوم حضرتك مافيش مصروف لمدة يومين ولا شكولاتة وحاجات حلوة .."..

.. نظرت له شزرا كنظرة زوجته ثم وضعت بيده المفتاح واستدارت واخذت تلوح بيدها وهي تقول بغضب ..

.."..هو يقول مافيش مصروف ..وهي تقول لازم تتعلمي صنعة تنفعك ..ايه العيلة دي .."..

..وصل لأذنه صوت ايمان وهي تهتف ..

.."..بت يامننننى ..انتي فلسعتي يابت ..ماشي يابنت ابراهيم.."..

..خرجت من تحت السيارة لتستقم بوقفتها لتجد زوجها ينظر اليها من اسفلها لاعلاها وهي ملطخة بالشحم الاسود.. مرتدية ذاك الزي الذي اصرت على صنعه خصيصا لكي تعمل بالجراج اثناء وجود ابراهيم بالشركة ..

..ضحكت كالبلهاء وهي تقترب منه وتقول ..

.."..ابراهيم حبيبي ..صحيت امتى .."..

..وقفت بجانبه وحاوطت كتفه بذراعها تحثه على السير معها وهي تستطرد قولها ..

..".. تعال تعال نروح نفطر ..انا وصيت الست فاطمة على فطار ملوكي ..فول وطعمية وجرجير وعيش مفقع .."..

..حاولت ان تحركه معها ولكنه كان متسمرا بمكانه فتلعثمت بكلماتها عندما رات نواجذه ترتعش وصوت اصطكاك اسنانه تصل لاذنيها..

.."..ايه ..يابو ..العيال ..مالك ..."..

..اجفلت عندما هتف بها ..

.."..طب والله كويس انك فاكرة ان عندنا عيال ..هو مش انتي امبارح بلغتيني انك حامل ..ولا دا حمل كاذب .."..

..وضعت يدها فوق بطنها وصاحت بقوة ..

.."..والله حامل مانا قولتلك اني روحت انا وعمتي المعمل وعملت تحليل حمل ..وطلع الراجل وقالي مبروك ياهانم انتي حامل .."..

..ضرب جانبي ارجله وهو يلف حولها ويهدر بقوله ..

.."..ولما هو كدة ..في واحدة حامل زوجة راجل محترم وعندها اتنين قرود تنام تحت عربية.. لو مش خايفة على نفسك خافي ع اللي ببطنك .."..

..صاحت هي الاخرى بنزق ..

.."..يعني اسيب العربية عطلانة ......"..

..وبنظرته النارية توقفت عن الكلام واقترب منها وهو يقول ..

.."..انا هستنى لغاية ماتولدي واخذ عيالي كلهم واطفش منك ...وخليكي بقى صلحي في العربيات.."..

..مطت شفتيها للامام فتركها وخرج من الجراج بخطوات غاضبة تدب الارض من تحته ..لتطاطا هي راسها بحزن واضعة كفيها داخل جيبي ردائها الازرق واتجهت للفيلا ...وصعدت لجناحها دون ان تجيب سؤال دادة فاطمة ..

.."..مش هتيجي تفطري يابنتي .."..

..واثناء استحمامها ورزاذ المياه يضرب راسها طرات لها فكرة ماكرة لعل بها تسترضي زوجها الغاضب..

..وعندما حل الظلام وكعادته معها يتاخر عندما يكونا متخاصمان ..دلف للغرفة الخافتة الاضواء ليجد زوجته واقفة تفرك كلتا كفيها ببعض من الخجل الذي لم تستطع التخلص منه حتى بعد مرور تلك السنوات بينهما ..ذبذبات تنعش قلبه وهو يراها بتلك الهيئة المهلكة لاعصابه فكانت ترتدي قميص نوم قصير شفاف ضيق من عند الصدر والباقي ينساب فوق جسدها بنعومة ليصل بحافته اول فخذيها يظهر الكثير بحمالة واحدة ..

..ابتلع ريقه وهو يقترب منها لتقول له بصوت خافت ناعم ..

.."..حمدالله ع السلامة ياابراهيم.."..

..وقف بقبالتها ووضع كفيه بجيبي بنطاله ليمنع نفسه من احتضانها بقوة وقال ..

.."..الله يسلمك..ايه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي ..وايه اللي لابساه دا .."..

..رفعت سبابتها وقالت له بحزم زائف..

.."..اوعى تفهمني صح يابو العيال...اوعى تكون فاكر اني لابسة كدة واني ناوية ادلع واتمايص عليك عشان اصالحك ...لا....اسبلوتبي ...انا بس صاحية مستنياك عشان اقولك انك لما تيجي تطفش ..ابقى خدني معاكم بالله عليك...اصلي.. اصلي مقدرش اعيش من غيركم .."..

..وقفت على اطراف اصابعها وهي تحاوط عنقه وتتدلل قايلة بنعومة ..

.."..حقك عليا ...من هنا لغاية مااولد مش هصلح عربيات ..خلاويص.."..

..حاوط خصرها الطري وهزها بهوادة وهو يقول ..

.."..ولو بعد ماتولدي ..مافيش تصليح عربيات تاني .."..

..مطت شفتيها للامام وهزت راسها بالايجاب فحطمت حصون عنادهه وغضبه وقال بجانب اذنها ..

.."..طب خلاص ..هي عربيتي بس اللي مسمحولك تصلحيها لو عطلت ...امين .."...

..قبلت جانب شفتيه  بقوة وهي تهتف بفرح ..

.."..يسلملي ابو القلب الحنين .."..

..نظر لها بحب وقال بمكر ..

.."..قولتيلي بقى انك هتدلعي وتتمايصي عليا ازاي عشان تصالحيني .."..

..صدحت ضحكاتها عاليا ثم همست امام شفتيه ..

.."..ركز معايا وانت تعرف ..."..

..لثم شفتيها بقوة وهو يدور بها لتنتهي ليلتهما كعادة تلك الليالي السابقة التي تتسم بحب وعشق كبير ..حب لم يخضع لحسابات العقل بل رضخ راضيا سعيدا لنبضات القلب ...


                           ..تمت بحمد الله..



بداية الروايه من هنا



اكتب في بحث جوحل( مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات) تظهر القصص كامله


القراء والمتابعين الغاليييييييين عليا إللي يدخل عندنا ميخرجش كل إللي محتاجينه هتلاقوه من غير تعب ومن غير لف في الجروبات والصفحات موجود في اللينكات بالاسفل 👇👇👇



أروع الروايات الكامله من هنا



اللي يخلص قراءه ميسبناش ويمشي أنا بحبكم أدخلوا انضموا معايا علي تليجرام واستمتعوا بقراءه الروايات من اللينكات بالاسفل 👇💙👇❤️👇



انضموا معنا على تليجرام عشان كل متنزل روايه يصلكم اشعار فور نزولها من هناااااا




اعملوا متابعه لصفحتي عليها جميع الروايات إللي عوزينها من هناااااااا




الروايات الحديثه من هنا




جميع الروايات الكامله من هنا




وكمان روايات كامله من هنا




🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close